(الفصل الثامن والعشرون)
شعرت سيلا بمغص شديد في بطنها
حاولت النهوض من الفراش و لكنها وجدت صعوبة في ذلك
قامت بالصراخ منادية لهيثم بالاستيقاظ
كان نومه ثقيل ضربته على رأسه قائلة : انهض يا هيثم حان وقت الولادة
سقط على الأرض بمجرد قولها حان وقت الولادة
ضحكت بلطف رغم شدة الألم الذي تشعر به
وقف على قدميه قائلا : هل حان الموعد !؟ لا يزال هناك وقت لذلك أفكر في أنه مغص فقط
كل يوم كنا نذهب إلى المستشفى و يخبروننا أن الوقت لم يحن بعد
صرخت بألم قائلة : الآن قد حان هل جربت هذا الشعور من قبل ؟؟؟ لا تتكلم فيما لا تعرفه أرجوك
صرخت بصوت أعلى : مـــا مـــا
وضع يده على رأسه حك شعره قائلا : ماذا افعل !؟؟
جاءت سعاد و سهيلة مسرعتان
إذ بسهيلة تلاحظ الماء على الأرض ابتسمت بقلق قائلة : أسرع يا هيثم سيلا ستلد اليوم
هيثم : أخبرني الطبيب أنه لم يحن الوقت
سهيلة : أسرع يا هيثم
نظرت سيلا إليه بقسوة قائلة : أقسم لك أنني سأخبر إبني بكل شيء يا هيثم سترى
توتر كثيراً و تقدم نحوها ممسكا بيديها قائلا : لا لالا حسنا لا تخبريه و ماذا لو كانت فتاة !؟؟ أخبرتك أنه يجب أن نرى جنسه على العموم ماذا سأفعل ؟؟؟!!
سيلا : خذني إلى المستشفى
وقف و خرج من الغرفة مسرعاً
وقفت و هي مستندة على سعاد و سهيلة قائلة : هل رأيتم لقد ذهب من دوني و كأنه هو من سيلد
ضحكت سهيلة قائلة : لقد توتر
سعاد : أجل لا تنسي أنه ليس متعود على هذا الوضع
صعد هيثم إلى السيارة و قام بتشغيلها سرعان ما لاحظ عدم وجود سيلا برفقته
فجأة عاد إلى الغرفة مرتجف قائلا : آسف ذهبت من دونك
ضحكت بسخرية قائلة : هيثم أنت غير معقول
أومأ برأسه قائلا : حسنا جمال سيأخذنا لا يمكنني القيادة هيا أسندي جسدك عليا
في المستشفى بعد أن وصلوا قام هيثم بالصراخ طلبا قدوم الطبيب الخاص بها
بينما بدأت تجهيزات غرفة العمليات كانت سيلا جالسة على الكرسي المتحرك كان هيثم جالسا على قدميه ممسكا بيديها مرددا : تنفسي هيا شهيق و زفير افعلي مثلما أفعل
بدأ بأخذ نفس عميق و إخراجه ظل على هذا الحال لبعض الوقت إلا أن أنت الممرضة قائلة : لقد حان الوقت
تسارعت دقات قلب هيثم و ارتجفت يداه قائلا : لا تخافي ليس بشيء صعب اتفقنا !؟؟
سيلا : الن ترافقني !؟؟
أومأ برأسه قائلا : لايمكنني لا أتحمل أنا خائف
دمعت عينيها و هي تداعب ذقنه بأطراف أصابعها قائلة : لا تقلق و لكن اذا حدث و لم أعد اعتني بنور و بأبننا القادم اتفقنا !؟؟؟
أردف بحدة و قسوة قائلا : اخرسي لن يحدث لك شيء
وضعت يدها على فمه قائلة : ششششت لا أحد يعرف ، عدني أنك لن تتخلى عن نور مهما حدث أعلم أنك تحبه و لكني خائفة من الماضي أتوسل إليك لا تظلمه
ليس من حقي طلب شيء كهذا منك أنت خاصةً أنت لأني أعلم مقدار حبك له و تعلقك به و لكن اذا أصبح حاد الطباع لا تتخلى عنه بالنسبة لي هو إبنك أنت
بالنسبة لي أنت أول رجل في حياتي
أنا نادمة على الماضي
نادمة لأنني لم أقابلك من قبل
أشعر أنني بحاجة إلى إمضاء ما تبقى من حياتي برفقتك
شكرا لأنك منحتني هذه السعادة
هيثم اذا حدث شيء لي لا تبقى وحيداً
لا أريد من إبني أم يتربى من دون أم
لا تظلم نفسك فقط لا تحبها مثلما أحببتني
عقد حاجبيه بغضب شديد قائلا : اسمعيني جيدا أنتي ملكي وانا ملك لك
لا أحد سيأخذني و أنتي ستكونين بخير
سنربي اطفالنا مع بعض
نور هو إبني أكثر من كونه إبنك
مهما كان الثمن لن أتخلى لا عنه و لا عن أي شيء يخصك أنتي
لعلني لم أوضح حبي لكي بعد إفهميني أنني متيم بحبكِ و لا داعي لهذا الحوار بأنك ستكونين بخير و إلا سأحرق هذا المستشفى
ابتسمت بلطف رغم الألم قائلة : أحبك...
بعد دخول سيلا برفقة سعاد إلى قاعة العمليات
بقي هيثم برفقة والدته و جمال حاملا نور بين ذراعيه
كان التوتر ظاهراً على وجه هيثم
قلق من فكرة عدم خروجها من غرفة العمليات
كيف ستصبح حياته !؟؟؟ لا يمكنه التخلي عن نور و لكنه في نفس الوقت من الصعب العيش من دونها
حاولت سهيلة تهدئته ولكنه لم يأبى أن يسمعها
وضع جمال نور في حضن سهيلة و مسكه من كتفه قائلا : ستكون بخير لا تفعل هذا
أردف هيثم بتوتر : ماذا او فقدتها !؟؟ هل تعلم لأول مرة أشعر أنني ضائع
لن أستطيع التخلي عن نور و لا عن العيش من دونها أخبرني لماذا !؟؟
جمال : لو تمكنت من الهدوء لما شعرت بالقلق صدقني ستكون بخير
لا تنسى أنها أنجبت نور من قبل و لن يحدث شيء لها لا تقلق ....
بعد وقت قصير خرج الطبيب مبتسماً قائلا : ألف مبروك لقد رزقت بفتاة جميلة جداً سيد هيثم إنها جميلة للغاية
أبتسم بسعادة قائلا : فتاة ؟؟؟؟ و سيلا هل هي بخير !؟
أومأ الدكتور برأسه قائلا : أجل و سنأخذها إلى الغرفة يمكنكم رأيتها بعد قليل .....
أسرع هيثم و عانق جمال بقوة قائلا : الحمد لله
أبتسم جمال قائلا : عانق زوجتك أنا ما دخلي !؟؟
أبتسم بتكبر قائلا : غبي ...
اخذ نور في حضنه قائلا : رزقنا باميرة صغيرة هل أنت تفهم يا صغيري !؟
بعد مدة دخلوا إلى الغرفة اذ بالفتاة نائمة في حضن سيلا
هم هيثم إليهما مسرعا بسعادة نظر إليهما بدفىء و بحيرة
كيف يعقل أن تكون هذه الفتاة الصغيرة أبنته ؟؟
إنها جميلة للغاية و كأنها دمية
قبل جبين سيلا و لامس وجنتيها براحة يده قائلا : شكراً لك لأنك لم تتركيني
ابتسمت بإرهاق قائلة : إنها فتاة هل تصدق !؟! اعتقدت أنه طفل
هيثم : أجل و أنا أيضا شعرت أنه ولد و لكنها فتاة جميلة بقدر جمالك
كم أنا محظوظ !؟ كنت أملك أجمل إمرأة في العالم و ها أنا أملك أجمل طفلة في العالم
سيلا : خدها في حضنك
توتر هيثم ثم اخذها في حضنه قائلا : إنها ملاك
سيلا : إذا سنسميها ملاك ؟؟؟
أومأ برأسه قائلا : كما تريدين ....
الآن يجب أن أشتري لها ملابس وردية لن ترتدي ملابس نور كما قررت
ضحكت بسخرية قائلة : أجل
بعد مرور أسبوعين
كانت سيلا في الغرفة تقوم بإرضاع ملاك ، دخل هيثم إليها قائلا : ألم تشبع بعد !؟؟
سيلا : ليس بعد أين نور ؟؟؟
هيثم : مع جدتيه
سيلا : ألن تذهب الى الشركة ؟؟؟
هيثم : لا الليلة سألتقي مع ليلى يجب أن أوضح لها بعض الأشياء إنها ترفض أن اتبرع لها لهذا يجب أن أتكلم معها و أوضح موقفي
سيلا : حسنا إذهب
أقترب منها و قبلها من خدها همس لها بمرح قائلا : اسمعي أصبحت أغار من هذه الشيطانة لقد أخذتك مني لم أعد أتمكن حتى من مداعبتك
ابتسمت بخجل قائلة : لا تقل هذا
بلل شفتيه بارهاق قائلا : حسنا هل لي بقبلة ؟؟؟
أومأت برأسها بخجل
أقترب من شفتيها قائلا : أحبك... ثم طبع بقبلة خفيفة على شفتيها
توقف قائلا : بإمكاني البقاء هنا طوال حياتي هل تعلمين أن هذا المنزل أصبح أكثر من منزل بالنسبة لي !
أصبح فيه روح و سعادة و كل هذا بفضلك أنتي لقد منحتني السعادة شكراً لك يا سيدتي
ابتسمت بسعادة قائلة : حبيبي .....
هيثم : سأمر لشراء غرفة لها لن تبقى معنا طوال الوقت أليس كذلك!؟؟
ضحكت ببراءة قائلة : غبي ...
قبل يديها و خرج من الغرفة ....
بينما ذهب هيثم للقاء ليلى جاء بلال إلى القصر ....
رفض جمال السماح له بالدخول و لكن سيلا طلبت منهم إدخاله
جلس في الصالون برفقة جمال الذي رفض ترك سيلا بمفردها برفقته ....
قام بلال بتهنئتها على الولادة ثم قال : إيه كيف حال أمي !؟؟
سيلا : إنها بخير و أنت ؟؟
بلال : أصبحت أفضل انتظرتك أن تأتي لزيارتي
سيلا : أتيت عندما كنت في المستشفى و لكن لم اقدر على مقابلتك خفت من ردة فعلك
بلال : أو أنك علمتي أن زوجك كان السبب !؟؟
سيلا : لم يكن السبب
ضحك بخبث قائلا : أصبحتي تعبدينه ؟؟؟ تدافعين عليه بشراسة !؟؟
سيلا : أخبرتك أنه ليس السبب
بلال : حتى أمي لم تعد تأتي للاطمئنان على حالتي أخذتي كل شيء يا سيلا .
أخذتي حب عائلتي منذ الطفولة
حب أبي و أمي
حتى أنك كنتي السبب في قساوة أبي علي
مات أبي وهو غاضب مني
لم أتمكن من حضور جنازته كله بسببك
أردفت سيلا بحزن شديد : تمنيت لو أنك دافعت عني على أن تكوني عدوي
تمنيت أن يكون أخي هو سندي و ليس رجل غريب
أنت كنت ضدي أردت قتلي لذنب لم ارتكبه
أردت أن تتخلص من العار الذي لم أكن السبب فيه
رغم معرفتك بأنني تعرضت للاعتداء لم تقف إلى جانبي
بل فضلت البقاء على رأيك أنه يجب أن أموت
فقط أخبرني لماذا ؟؟؛ لحد اليوم لا أزال في حيرة من أمري لماذا يجب على الفتاة السكوت !؟؟ لماذا عليها الهروب !؟؟ لماذا عليها الخجل ؟؟؟
أنت أخي و كان من واجبك الدافع عني رغم كل ما فعلته لا أزال أرغب في مصالحتك مهما حدث فأنت ستبقى أخي و من دمي
ضحك بلال بسخرية قائلا : من دمك ؟؟! لا يا سيلا أنتي لستي أختي لعلك تملكين إسم عائلتي و لكنك ابنة متبناة
انصدمت سيلا من كلامه شدة على يدها قائلة : ماذا !؟؟
وقف بلال بتكبر قائلا : والدك ليس فاروق و ووالدتك ليست سعاد نحن لسنا عائلة واحدة
لا أعلم من هم عائلتك الحقيقية و لكن أبي عثر عليك أمام الباب
و قام بتربيتك لهذا عمي لا يحبك لهذا كنتي مكروهة لهذا أنا لا أحبك لا أشعر ناحيتك لأننا ببساطة لسنا إخوة
انهارت سيلا بالبكاء واضعة يديها على وجهها
بينما وقفت سعاد أمام الباب بصدمة قائلة : بلال !؟؟؟
أنصدم بلال لرؤيته والدته
تقدمت نحوه بغضب نظرت إليه باشمئزاز قائلة : لماذا!؟؟
بلال : أنا إبنك الوحيد و لكن أين تتواجدين !؟؟ هنا برفقة فتاة لقيطة !؟؟
كانت هذه الكلمة كأنها خنجر غرز قلبها أسرعت بصفعه قائلة : من اليوم لست إبني و لا أريد رؤية وجهك
أخرج من هنا
دمع بلال عينيه قائلا : كنت أعلم أنك ستفعلين هذا و لكن لن أخرج بسهولة هل سأترك إبنتك تعيش في سعادة !؟؟
وجه كلامه لسيلا قائلا : سيلا هل تعلمين أن زوجك المحترم على علم بهذا الموضوع !؟
لعله تزوجك شفقة و ليس حب
يعني هو و أنتي مز نفس المستوى كلاكما من مجهولي النسب
هيثم الغبي منعني من أخبارك بالحقيقة ليمنعك من الحزن لا أعلم لماذا يفعل هذا ؟؟ كأنه هناك شيء يخفيه
مسكه جمال من ياقته بقوة قائلا : أيها القذر الغبي الذي تتكلم عنه هو من أنقذ حياتك
كاد عنك أن يقتلك و لكنه هو من منعه هو من أنقذ حياتك كان رحيما لأنك شقيق زوجتك
و لكني لست رحيما بقدر رحمته
مسكته سعاد قائلة : جمال صغيري لا تهتم لأمره دعه إنه لا يستحق حتى أن تنظر إليه
أجل هيثم أنقذه لأنه إبني و شقيق سيلا و لكنه أخطأ في تفكيره إنه لا يعني لنا أي شيء
عمه رغم محاولاته لقتله إلا أنه لا يزال يعتبره قدوة له
إذهب من هنا و لا تعد مجدداً ....
خرج من القصر مبتسماً لم يظهر حزنه لكلام والدته ولا حتى لكلامه
كان متسائلا هل يعقل أن يكون قد أخطأ !؟؟ هل فعلا هيثم هو من أنقذ حياته !؟؟
لم يجد وسيلة أخرى لمعرفة الحقيقة سوى مقابلة احمد ....
من جهة أخرى التفت سعاد لاتكلم مع سيلا و لكنها لم تجدها
أسرعت إلى غرفتها إذ بها مغلقة الباب
سمعت صوت بكائها
جلست سعاد على الأرض تذرف الدموع قائلة : أتوسل إليك افتحي الباب .....
من جهة أخرى كان هيثم جالساً برفقة ليلى و حاول أن يخبرها أنها أخته الحقيقية و لكنها لم تصدقه
أخبرها بكل ما حدث له و بعمل والدته و كل شيء كان في الماضي شعرت و كأن والدها إنسان سيء
و أنها نادمة لعدم معرفتها بالحقيقة قبل هذا اليوم
هيثم : أعتذر اذا كنت السبب في موته و لكني حاولت إنقاذه
ليلى : أعلم التقيت بسيلا منذ أيام و أخبرتني بكل شيء
كنت مترددة في السماح لك بالتبرع و لكن الآن أنا موافقة ...
فرح هيثم و اتفق معها على كل شيء
بينما كان جالسا يتحدث معها ورده إتصال من جمال يخبره أن الوضع سيء في القصر
أسرع هيثم إلى القصر و بمجرد وصوله وجد سعاد تبكي قائلة : أنتي أبنتي و لن تتغير هذه الحقيقة أنا أمك الحقيقية
أنصدم هيثم لمجرد سماعه كلامها تجمد مكانه قائلا : لقد علمت !؟؟؟
جمال : و علمت أنك كنت تعلم...
هيثم : ماذا ....