رواية احببت من أذى قلبي الفصل الثامن


 (الفصل الثامن )


في قصر هيثم الفهد بعد يوم من الحادث

كانت سيلا نائمة في غرفتها بعد مدة معتبرة من البكاء وأخيرا هدأت ونامت بينما كان هيثم جالس بالقرب من سريرها
لم يشيح بنظراته عنها ليس فقط حبا فيها بل كرها في نفسه
كان ينظر إلى عملته القذرة
كان يحدق بها و هو يفكر أنه لم يكن يعلم أنه يؤذيها لهذه الدرجة لم يكن يعلم أنه سيتألم معها
لم يكن يعرف أن نهاية اختياره سيكون نار تحرق قلبه و قلبها

ببساطة هي ليست سعيدة و لا يعرف كيف يجعلها تنسى تلك الليلة
كان ينظر إليها و الدموع تنهمر من عينيه

أنصدم جمال من رؤيته لهيثم و هو يبكي !؟؟
طلب منه الخروج من الغرفة و لكنه رفض أراد أن يتألم لرؤيته من يحب تتألم
كان يريد محاسبة نفسه أن يؤذي نفسه برؤيته المرأة التي أحب تتألم بسببه
للحظة كان سيخبرها أنه هو من دمرها أن ترتاح و هي تنتقم منه و لكنه يخشى فقدانها
رن هاتفها نظر هيثم إلى الرقم اذ بها رغد ابنة عمها
رد هيثم على الهاتف قائلا : أجل !؟؟
رغد : هيثم !؟
هيثم : و من غيره!؟ أجل
رغد : أريد أن أتكلم معك في موضوع مهم يخص عائلتنا
هيثم : ليس لي علاقة بعائلتكم و لا أريد أن أتدخل
رغد : يخص عمي و اذا حدث شيء له لا أعتقد أن سيلا سكون سعيدة
هيثم أردف ببرودة : أرسلي لي الموقع
نظر إلى جمال بغضب قائلا : لا تتركها بمفردها لا تخرج من الغرفة حتى لو طلبت منك
لن تبقى لوحدها ولا دقيقة لا أريدها أن تأذي نفسها أو إبني
أومأ جمال برأسه ....

وصل هيثم إلى المكان الذي حددته له رغد
وجدها جالسة على طاولة بعيدة عن الأنظار
جلس مقابلا لها ثم أردف بهدوء : خير!؟؟
رغد : كيف حال رغد !؟؟ سمعت الذي حدث في الجامعة
هيثم : إنها بخير
رغد : أخبروني أن رجل دافع عنها أنت أليس كذلك!؟؟
هيثم : و من غيره !!؟ بالطبع أنا
رغد : هل أنت تحبها !؟؟
هيثم : ما علاقتك !!!
رغد : سيلا بمثابة أختي
هيثم : معناه ستسألين سيلا هذا السؤال
رغد : و لكني أسألك إذا كنت تحبها و ليس إذا كانت هي تحبك ....
كيف لها أن تعرف ما إذا كنت تحبها أو لا ؟؟؟!
هيثم : اختصري الموضوع تأخر الوقت لدي أعمال
رغد : أحمد سيتزوج الليلة
هيثم : مبروك مادخلي !؟؟
رغد : إذا تزوج هذا معناه أن كلامه صحيح و حتى خطيبته لم تصدق ما يقال عنها
لا يجب أن يتزوج و يجب على خطيبته تركه
هيثم : تقولين أن أترك أحمد أعزب !؟؟ الرجل الذي تحبه سيلا !؟؟!
ماذا لو أقترب منها !؟ ماذا لو ندم لاحقاً !؟؟
ابتسمت رغد قائلة : أخذت جوابي أنت تحبها و خائف من فقدانها و لكن لا تقلق سيلا لن تعود إلى أحمد
لقد شوه سمعتها دمرها كان بإمكانه أن يحاسب الفاعل و لكنه أقذر منه
هيثم : لا أحبها و لكني معجب بها و متعاطف معها
إنها تملك شيء يخصني
ابنها سيكون إبني
رغد : هل ستفعل !؟؟
هيثم : سأفكر ، غيره!؟؟
رغد : و أيضا عمي سيترك المنزل سيقوم بتقسيم الإرث و لكن حصته لا تسمح له بشراء منزل جديد هناك أبي و هو و عمتي و عمي في ايطاليا و أولاد عمي المتوفي
و هو مريض لا يعمل
و بلال لا يريد ترك أبي
يعني لن يتمكن من توفير منزل أو دخل لزوجة عمي
هيثم : يمكنني توفير منزل له ليست مشكلة
رغد : و لكن عمي لن يوافق
هيثم بعدم المبالاة : ماذا أفعل !؟ أن أتوسل إليه !؟ إنه رجل كبير و يمكنه التصرف؟ أسرعي أخبرتك لا أملك الوقت
رغد : تمنعهم من ترك المنزل أن لا تسمح بتقسيم المنزل
أنت لديك سلطة يمكنك أن تجد حل ؟؟؟؟
أغمض عينيه بقلق قائلا : إنهم مشاكل لا تعنيني و لكني سأفعل و ذاك بلال سيندم على تعامله مع سيلا
هل هذا أخ أو عدو !!؟؟
شيء غريب لا يمكنني حتى أن أرفع يدي على أختي كيف له أن يحاول قتلها !؟؟؟
لكنه سيندم
أمسكت رغد يده قائلة : أرجوك لا تأذيه إنه غبي جدا و لكنه يحبها فقط أبي يسيطر على تفكيره
تفكير أبي قديم لايهمه شيء سوى الشرف و كلام الناس
نظر هيثم إليها قائلا : تحبينه !؟؟ نصيحة لا تحبي رجل يحاول قتل أخته
لأنه سيحاول قتلك أنتي أيضا ...
وقف هيثم ليردف بتكبر : على العموم يمكنني أن أنفذ طلباتك سيكون هذا اللقاء سر بيني وبينك لا تخبري أحد حتى سيلا مفهوم !!!!
ابتسمت رغد بسعادة قائلة : وعد اه بالمناسبة إذا أردت كسب حب سيلا أو حتى اهتمامها
رفعت حاجبيها مضيفا إذا ليس أكيد فقط اذا كنت تريد
فهي تفرح بالشوكولاتة و الفراولة يمكنك أن تسعدها بذلك ستنسى كل شيء
أبتسم إبتسامة خفيفة ليردف بهدوء : أعلم
رغد : عفوا لم أسمع !؟
هيثم : اخذتي الكثير من وقتي اعتني بنفسك ...

ابتسمت رغد قائلة : سيلا محظوظة جداً رغم تعجرفه و تكبره إلا أنه لطيف. ....

.........

مر هيثم على محل الحلويات و اشترى لها نوع من الشوكولاتة التي هي تعشقها
ثم أشترى لها الفراولة و من ثم أتجه إلى المنزل
دخل إلى الغرفة وجدها لا تزال نائمة
أبتسم بهدوء و أقترب منها وضع علبة الشوكلاتة أمام الوسادة و وضع الفراولة على الطاولة
ظل يحدق بها بشوق وحنين
لامس شعرها الأسود و بعض من خصلات شعرها و ازاحها من على وجهها
بقي ينظر إليها بحنان ثم نظر إليها ليردف بهدوء : أنا أناني عاشق و لكن أناني....
تنهد مضيفاً : إنك تشبهين حورية البحر جمالك غريب وكأنك لست إنسان ....
تنهد و خرج من الغرفة بمجرد خروجه
استيقظت سيلا فتحت عينيها بهدوء لمحت خروج شخص من غرفتها لم تتعرف عليه كانت و كأنها ترى خيال
أغمضت عينيها مرة أخرى ثم فتحتها لتنظر إلى حولها لم تجد أي شخص أمامها ....
كان رأسها يؤلمها من كثرة البكاء و عينيها منتفختان تذكرت الذي حدث لها في اليوم الماضي
دمعت عينيها
فجأة لمحت علبة الشوكولاتة أمامها
ابتسمت سيلا بدون أن تشعر على نفسها
اعتدلت في جلستها ثم حملت العلبة و فتحتها ثم اندهشت قائلة : إنها الشوكلاتة المفضلة لدي !؟؟

أخذت قطعة وتناولتها ثم لمحت الفراولة
نهضت من السرير و أخذت حبة فراولة لتبتسم بتساؤل قائلة : لم أفهم !!!! هيثم!!!!

ذهبت إلى غرفة هيثم و هي تحمل الشوكولاتة والفراولة بين يديها
طرقت الباب و لكنه لم يسمع
فتحت الباب وإذ بها تتفاجأ هيثم يقوم بتغيير ملابسه
انصدمت سيلا من رؤيته عاري من الجهة العلوية
كان مرتديا سروال فقط ...
كان مديرا وجهه إلى الجهة الأخرى فقط ظهره كان واضحا
كان يمتلك بنية قوية كان مفتول العضلات

بدت و كأنها طفلة صغيرة
خجلت و أحنت رأسها مسرعة أدارت ظهرها لتردف بخفوت : آسفة
بينما هيثم أسرع و ارتدى القميص تسارعت دقات قلبه خوفا من أن تلاحظ التشوه الموجود في صدره ...

أردف هيثم بتوتر : سيلا؛؟؟
أردفت ببراءة : طرقت الباب و لكنك لم تسمعه
هيثم : ادخلي لقد انهيت
دخلت سيلا و هي متوترة
نظر إليها بحنان قائلا : أنتي بخير !؟؟
ابتسمت قائلة : شكرا لك
هيثم بخبث : على ماذا بالضبط !؟؟ فعلت الكثير من الأشياء
ضحكت ببراءة قائلة : عن البارحة و اليوم ايضا
شكراً على الشوكلاتة لقد جعلتني أنسى حزني و لو لثواني
هيثم : أعرف أن الشوكلاتة تهدأ الأعصاب و أن الفتيات يعشقن الشوكلاتة و الفراولة
نظرت إليه باستغراب قائلة : و لكنها المفضلة لدي !؟ هل يعقل أن تكون صدفة !؟؟
ظل يحدق بعينيها بابتسامة هادئة ثم أردف بإصرار : لا ليست صدفة و لست أنا من أختار
أخذت رأي البائعة و هي اعطتني أفضل نوع
ابتسمت ببراءة قائلة : شكراً لك هل تريد قطعة!؟؟
أومأ برأسه قائلا : لا شكرا لا أحب الشوكولاتة
ابتسمت بسخرية قائلة : اه و لكن لا يوجد انسان لا يحب الشوكولاتة
ضحك بحزن قائلا : لم أكن أهتم بها من قبل لم أتناولها من قبل لهذا لا تفرق معي
دمعت سيلا عينيها وجلست على الكنبة و وضعت العلبة على الطاولة ثم قالت : لقد اعتنيت بي البارحة
البارحة كانت أصعب ليلة كنت أتألم بقدر وجعي في تلك الليلة
نظرت الناس لا تفارق خيالي
و لكنك دافعت عني لولاك لما تمكنت من المواصلة
شكرا لك
جلس هيثم على قدميه ماسكا يديها بحنان أبتسم بلطف قائلا : كل هذا لأني رفضت أكل الشوكولاتة ؟؟ حسنا سآكل
ضحكت سيلا لتقول : لا فقط تذكرت تصرفك
تنهد بضيق و عدم الراحة قائلا : اسمعيني جيدا
إذا أردتي أن تستمري في حياتك لا تهتمي لكلام الناس صدقيني لا تهتمي
بل تمسكي بالحياة اعثري على سبب للعيش
أعلم لن يكون إبنك لأنه سيذكرك بتلك الليلة و لكن فكري أنه لا ذنب له ؟؟؟
فكري أن حياتك ستكون أجمل
كلام الناس لن يغير من حقيقتك و لا من جمالك و لا من طيبة قلبك
لا يجب أن نفرض نفسنا على الجميع
هناك الناس الجيدة و هناك السيئة
لست أنا من سيحميكِ
لست أنا من سيقوي قلبكِ لا لست أنا
بل أنتي
دافعت عنكِ لأنك كنتِ بحاجة إلى الدفاع
و لكني لست بملاك لست البطل الخارق
لست الأمير الذي تحلم به الفتيات
اتفقنا !؟؟؟
لا تنظري إلي بنظرة البطل أتوسل اليكِ لا تفعلي هذا
اذا كنتي ستنظرين إلي انظري إلي كإنسان كرجل
نادم على الماضي
عن رجل فعل أشياء سيئة و هو نادم
عن رجل يسعى إلى التغير
أنتي أفضل مني و منه و من الجميع
أخبرتك من قبل أنني لست إنسان جيد
لست كذلك
هناك أسرار في حياتي لا يمكنني قولها لا يمكنني
و لكن الشيء الذي يجب عليك أن تتأكدي منه هو أن منذ يوم زواجنا ستكونين في حمايتي
كل ما كان قبل زواجنا خطأ و كل ما سيأتي من بعده الصحيح
نظرت إليه بحنان قائلة : مهما فعلت فكل إنسان يملك فرصة ثانية للتغير
هيثم : ليس كل إنسان مثلاً من دمر حياتك هل يحتاج إلى فرصة ثانية !؟؟
دمعت عينيها و لم ترد عليه
ضغط على يده بقوة قائلا : المهم لا تهتمي لأحد و لا تستمري في شكري وتقديري لأني لا استحق كل مرة تفعلين هذا أحزن
لا يوجد شكر بين الأصدقاء لاسيما بين الزوج وزوجته يا سيلا
ضحكت لكلامه قائلة : أنت محق لهذا ...
أخذت حبة من الشوكلاتة و وضعتها في فمه ثم قالت : و يجب عليك أن تحقق طلب صديقتك اذا طلبت منك أن تأكل سيتعين عليك أن تأكل
نظر إليها و كانت الدموع قد تغلغلت إلى عينيه أردف بنبرة طفولية د : لقد كانت أول مرة أتذوق فيها طعم الشوكولاتة إنها لذيذة
انصدمت سيلا من كلامه
رفع رأسه بتمهل حدق بعينها بألم ثم أضاف : ناهيك عن أنها أول مرة يطعمني أحد فيها
دمعت سيلا عينيها ثم أردفت بلهفة : ما هي قصتك!!؟؟؟؟
ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهه هز راسه بحزن قائلا : لا قصة لي
وقف مسرعاً مسح شفتيه ثم أردف بلطافة : الشوكلاتة لذيذة ذوقك رفيع
ابتسمت بخجل قائلة : الورود .... أقصد ورود البابونج هل كانت صدفة !!!
ظلت تحدق فيه و دقات قلبها تتسارع و كأنها تتمنى أن لا تكون صدفة أن يكون هو من سأل عنها ماذا تحب و ماذا تكره ؟؟ أنه معجب بها
قاطع هيثم تفكيرها و أحلامها قائلا : كنت أحب فتاة في ما مضى و هي كانت تحب أزهار البابونج
شبهتكِ بها كانت لطيفة مثلكِ
سيلا : لطيفة!؟؟؟
أردف هيثم مبتسماً : أجل!؟؟
تنهدت بعدم الراحة قائلة : سأذهب إلى الجامعة
أومأ برأسه قائلا : سنذهب مع بعض
سيلا : لا أريدك أن تلغي أعمالك من أجلي
أردف و ختم الموضوع قائلا : جهزي نفسك أنا أنتظرك في السيارة ....
ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهها وذهبت إلى غرفتها
أغلقت الباب بقدمها و يدها موضوعة على قلبها
كانت ترتجف و دقات قلبها أبت أن تخف
اللعنة توقفي مالذي يحدث معكِ
اقتربت من المرآة ، حدقت بها بتمعن
لاحظت احمرار وجنتيها
تعرقها
سرعة نبض قلبها
ضربت وجهها بيدها اليمنى بينما يدها اليسرى كانت تضغط على معصمها بقوة لشدة غضبها من نفسها
لماذا تفكر فيه !!؟؟
كيف تفكر في رجل !؟؟
أليست هي من وعدت نفسها أن لا تفكر في أي رجل
كان لابد أن تنسى معشر الرجال
و لكن هناك شيء يقربها من هيثم
إنه غريب و يدعي أنه سيء و لكنها غير قادرة على رؤيته بشكل مختلف بشكل سيء !!؟
و كأنها صدقت هذا الزواج و كأنها تريده أن يكون حقيقي !؟؟؟
أسرعت إلى الحمام و غسلت وجهها بالماء البارد لعلها تفيق من حلمها و العودة إلى الواقع
ارتدت ملابسها بحيث ارتدت ملابس سوداء
أجل و كأنها تريده أن يلاحظ أنها تهتم باللون الأسود لعله ينتبه لها!؟؟

نزلت و تقدمت نحوه كل خطوة كانت تخطيها كان يحدق بها بشغف كان يتفحص كل شبر فيها
صعدت إلى السيارة
لاحظت عدم وجود جمال أردفت بنبرة هادئة : هل أنت من ستقود!؟؟
هيثم أردف بلطافة : على الأقل لدي شهادة سواقة !!!
ضحكت ببراءة قائلة : لا فقد أنت معتاد على مرافقته
هيثم أدار المحرك ثم قال : اليوم يومك ِ
أردفت بعدم الفهم : عفوا !!!
لم يرد عليها بل تابع الطريق مبتسماً ...
بينما سيلا لم تفهم قصده ولا تفكيره
بعد أن وصلا إلى الجماعة
نزلت سيلا من السيارة و ألتفت لتودعه و لكنها وجدته بقربها
ابتسمت سيلا قائلة : لا داعي للدخول معي
أبتسم بتكبر واضعاً النظارات الشمسية بإرهاق مد يده قائلاً : تفضلي يا سيدتي
رفعت حاجبيها بعدم الفهم قائلة : ماذا تحاول أن تفعل يا سيدي!؟؟
حك حاجبيه بغرور قائلا : ندرس
ابتسمت مضيفة : غريب!؟؟؟ تدرس!؟!!
ضحك بتكبر ثم دخلا إلى الجامعة
بمجرد دخولها إلى القاعة بدأ الطلاب بالسخرية سرعان ما دخل هيثم بتكبر
وضع يديه على النظرات نظر يميناً و شمالا
قام بخلع نظراته مد يده قائلاً : هيا يا عزيزتي
ابتسمت بغرور مدت يدها مسكته و اقتربا من الطاولة
سكت الجميع بمجرد دخوله منهم من خاف منه و منهم من شعرن بالغيرة .
أجل الفتيات مندهشات من جماله وسامته و هيئته بنيته القوية من رجولته كيف يعاملها
جلس بالقرب منها
بينما كانت سيلا تخرج ادواتها من حقيبتها كان ينظر إليها لم يرف جفنه
سيلا لم تكن تلاحظ ذلك بعكس الفتيات
لاحظن أنه مغرم لا ليس مغرم لا يوجد كلمة توصف نظراته لها !؟؟؟
بدأت الحصة ...
لاحظ الأستاذ أن هيثم موجود و أنه ليس طالبا طلب منه المغادرة
رد هيثم عليه بعدم الاهتمام : أريد أن أتعلم هل هذه مشكلة !؟؟
الأساتذ : لا تملك الحق لست طالب
هيثم : أنا كذلك من بعد اليوم
الاستاذ : اذا كنت تريد حمايتها أنتظر في الأروقة
لأنه ممنوع لو سمحت
نظرت سيلا إليه ثم قالت : أنا بخير لا تقلق
حدق بعينيها بدفى قائلاً : أنتِ متأكدة؟؟؟
أومأت برأسها مبتسمة
وقف هيثم بغرور نظر إلى الجميع و كأنه يحذرهم من فعل شيء سيء لها
خرج هيثم من الصف بقي أمام الباب جالس
بينما أقتربت فتاة ( ربى صديقتها ) من سيلا
جلست بقربها قائلة : و أخيرا تمكنت من رؤيتك
ابتسمت سيلا و حضنتها بسعادة قائلة : إشتقت لكِ
ربى : ماذا حدث !؟؟؟ تزوجتي!؟؟! كيف وافق !!! ماذا حدث !؟؟
سيلا : سأشرح لكِ كل شيء لاحقاً
ربى : حسنا و لكنه مغرم بكِ أنا مصدومة لم أرى في حياتي رجل ينظر إلى امرأة بهذه الطريقة !!!!
ماذا فعلتِ له !؟؟
عقدت سيلا حاجبيها بتوتر ثم أردفت ضاغطة على يديها : ماذا !؟ لا لا يحبني لا ساشرح لكِ سبب زواجنا
بعد أن شرحت لها سيلا القصة
أومأت ربى رأسها قائلة : لعله حب من أول نظرة لأنه كان ينظر اليكِ كما ينظر العاشق لحبيبته
ابتسمت سيلا بسعادة و لكن سرعان ما اختفت الابتسامة من على وجهها قائلة : لا إنه متعاطف معي
ربى : أجل لهذا هو ينظر إلينا من فتحت الباب فقط ليتأكد من أنكِ بخير !؟؟؟
رفعت راسها بهدوء لاحظت وجوده بقيت تحدق فيه بتسائل ......
بينما ربى كانت تحفزها للمضي في حياتها قائلة : لا تضيعيه من يديكي
لعله معجب فقط و لكنه رجل لا يتكرر
فكري في مستقبلك أحمد لم يكن الرجل المناسب لكِ
منذ القدم كنت متأكدة من أنه كان نوع من الهوس بالنسبة لكِ
كنتي تحلمين بحياة أفضل حياة خالية من الفقر
أحمد كان تذكرة نجاتك من تلك الحياة
لم يكن هناك رابط يجمعكما
إذا سألته عن الأشياء التي يحبها فيكي ستقتصر على ثلاث أشياء
جمالك ، براءتك ، ذكائك
لا يعرف شيء عنك لا شيء بعكسك كنتي تركضين وراءه تعرفين ما يحب وما يكره
أحمد أراد فتاة لم يلمسها رجل من قبل
و كنتي الوحيدة من يعرفها و يعرف براءتها
و لكنه تخلى عنك في أول مشكلة
بل هو أسوأ من ذلك القذر أختار فتاة غنية اليوم زفافه هل يعتبر حب!؟؟ ارتبطتم طوال تلك السنوات سيتزوج في ظرف شهر و يمضي في حياته زواجك نتفهمه و لكن هو اختار فتاة غنية !!؟؟؟
أردفت سيلا و عينيها تنظران إليه : الليلة زفافه !؟؟؟ لماذا لست حزينة !!؟؟
ربى : لانكِ تنظرين إلى زوجك
سيلا أردفت بجمود : لقد هداني أزهار البابونج ، النوع المفضل من الشوكولاتة التي أحبها ، الفراولة رغم أنه لا يعرفني !؟؟؟
يعاملني بشكل مختلف
بدفى بهدوء
بنظر الي بحنان
يلامس يدي بحنان
لا يقترب مني كي لا أنفر منه
يلغي مواعيده من أجلي
يعرفني أكثر من أحمد
و كأنه كان يعرفني منذ زمن
و كأنه يعرفني أكثر من نفسي !؟؟؟
ربى : لعله القدر يا سيلا !؟؟
اذا كان يريد الزواج بكِ من أجل الطفل و اذا كنتِ باردة معه سيذهب ..
سيذهب إلى نساء أخريات
سيلا : لست متأكدة من قدرتي على الوقوع في الحب مجددا
أصبحت خائفة من الرجال
لا يمكنني الاقتراب
ربى :و لكنه ليس ليس ككل الرجال .....
بقيت سيلا تفكر فيه و في مستقبل قد يجمعها به
بينما اتصل هيثم بخطيبة أحمد بعد أن تمكن من الحصول
على رقمها طلب رؤيتها ...
في الأول رفضت باعتبارها ليلة زفافها ستتأخر !؟ و لكنه هددها و أقفل الخط ....
و من ثم أتصل بعم سيلا و طلب رؤيته أيضاً ....
عندما أنهت حصتها
خرجت سيلا إليه و طلبت منه الذهاب وأن ربى معها ولا أحد سيزعجها
كان هو بدوره يريد الذهاب لإكمال عمله
طلب منها الاتصال به في حالة حدوث شيء
وافقت و انصرف من الجامعة تاركا خلفه سيلا المشوشة التي أصبحت تراه بشكل مختلف و كأنها لم تغرم من قبل !؟؟؟؟؟

..........

من جهة أخرى التقى هيثم بخطيبة أحمد (أمل )
جالسة في إحدى المطاعم الفخمة
كانت أمل قلقة من لقائها به و مشغولة في نفس الوقت و لكنه كان مصرا لهذا اللقاء
دخل هيثم الى صلب الموضوع مباشرة بدون أي مقدمات قائلا : اذا تركتي أحمد في الليلة أي ليلة زفافكما و أخبرتي الجميع أنه هو له يد في موضوع الاعتداء عليها لعلها لعبة ليتزوج من فتاة غنية مثلكِ
أخبري الجميع أنكِ خائفة من الارتباط برجل له ماضي أسود !!!
لن تتمكني من العيش برفقته لعله السبب !!؟
نظرت إليه بتساؤل قائلة : ولماذا أفعل شيء كهذا !؟؟؟
لعلني أريده !؟؟
ضحك هيثم بسخرية قائلا : و هل يعرف أنكِ تملكين طفلة !!!؟ لا لماذا !؟؟ صححتي الخطأ !؟؟
انصدمت أمل قائلة : ماذا !؟؟
ضحك هيثم بتكبر مضيفا : أعرف كل شيء عنكِ و عن عائلتكِ
والدك سيموت إذا علم بماضي أبنته
الآن سنتكلم في التفاصيل
افعلي كل ما طلبته منك و سأكون معك في أي وقت
ندرا إليه بإعجاب وابتسمت أمل قائلة : ماذا تقصد بقولك ستكون معي !!؟؟
عض شفتيه قائلا : كما تعلمين !؟؟؟
أمل : و سيلا !؟؟
هيثم : إنها زوجتي و أنتي ستكونين عشيقة!؟
أمل : لن أكون عشيقة أحد
هيثم : عرضي سيكون ساري المفعول يا عروسة
وقف بتكبر صم انحنى إليها قائلا : فكري جيدا افضحي أحمد الليلة أو سأقوم بفضحكِ

تركها هيثم تفكر في قرارها
بينما ذهب للقاء عم سيلا
و لكنه لم يلبي الدعوة .....

في المساء بعد أن أكملت سيلا محاضراتها
خرجت من الجامعة و فجأة لمحت هيثم مسند ظهره على السيارة حامل بيده اليمنى سيجارته و يده الآخرى هاتف
كان يتكلم به
بقيت سيلا تحدق فيه بإعجاب
لم تكن الوحيدة من أُعجبت به بل كل الفتيات كانوا كذلك ..
شعرت للحظة بالغيرة من نظراتهم أقتربت منه بشكل تلقائي قائلة : هيثم !؟؟
تسارعت دقات قلبه لقولها إسمه هل يعقل أن يكون اسمه جميل لهذه الدرجة أو أن نبرة صوتها جملته !!!
أو أن سماعه منها أخذ عقله منه !!!!
تنهد بسعادة راميا السيجارة على الأرض داعسا عليها بقدمه
ناظرا إليها بدفى مسك يدها قبلهما بحنان قائلا : عيون هيثم !؟؟؟
ارتجف جسدها لقبلته و لكلامه
كان واضحاً عليها ارتباكها من كلامه كل شيء فيها كان يرتجف
همس بالقرب من أذنيها بنبرة مغرية جدا : ما رأيك في تمثيلي؟؟؟؟
بينما كانت سيلا تعاني من خيبة أمل
كان هيثم يستغل هذه الفرصة ليستنشق رائحتها
كان في عالم آخر قريب منها بشكل كبير و بعيد عنها في نفس الوقت
غير قادر على الابتعاد عنها و غير قادر على البقاء في نفس الوقت
رفعت سيلا رأسها و هي تعصر قبضة يديها بقسوة نظرت إليه بجمود لم تبدي أي ردة فعل على كلامه
بينما ضحك هيثم ضحكة خفيفة فاتح لها باب السيارة
ادلفت إلى السيارة بهدوء
وضعت سماعات الأذن لتتجاهله بل لمنع نفسها من سماعه
غبية أجل كلمة واحدة تختصر تصرفاتها
بينما كان هيثم مصدوم من تصرفها لم يهتم كثيراً لم يرغب في فتح الموضوع مرة أخرى...

بعد أن وصلا إلى القصر
نزلت سيلا مسرعة صعدت إلى غرفتها حزينة
بينما كان هيثم في حيرة من أمره لماذا تجاهلته !؟؟؟
لماذا تصرفت بتلك الطريقة ؟؟؟
الآن هو يفكر في ردة فعلها !؟؟!
ماذا لو كانت غاضبة لأنه قبل يديها أمام الطلاب ؟؟؟
ماذا لو كانت قلقة من قربه منها !؟؟؟
أجل فهي تكره الرجال لعلها تذكرت تلك الليلة !؟؟
اللعنة هل يعقل أن تكون شاكة أن يكون هو نفسه مدمرها!؟؟؟؟؟
لا يعقل فهو غير عطره و تسريحة شعره حتى ملامح وجهه
لا هناك شيء حدث لها
هل يعقل أن تكون تعرضت للتحرش !؟؟؟
أو أنها حزينة لأنها ليلة زفاف أحمد!؟؟
اللعنة ....
أسرع إلى غرفتها دخل إليها بقوة
ليتفاجأ لرؤيته تلك الجميلة حوريته الجميلة تبكي ....
أسرع إليها بلهفة قائلا : ماذا حدث !؟؟ هل فعل لكِ أحد شيء !؟؟ طلبت منكِ الاتصال بس
مدت يدها لتبعده عنها
ابتعدت عنه بخطوات بسيطة
أردفت بنبرة ترتجف : أرجوك أبتعد عني لا تقترب مني
ألا تمتلك حبيبة ؟؟؟! لماذا تقترب مني ؟؟؟!!
لا أريد من أحد أن يقترب مني
لا أريد أحد
حدق بعينيها بحدة شعر و كأنها غاضبة لأنه يوم زفاف أحمد
فضل أن يلتزم الصمت تاركاً إياها في غرفتها
متجها إلى غرفته مفطور القلب و الفؤاد.....

فجأة أتصل به عمها و طلب رؤيته
خرج من المنزل مسرعاً بينما كانت سيلا تطل من نافذة غرفتها بجمود
لمحته ذاهب بمفرده دمعت عينيها لأنها تعلم وجهته أي ذاهب لمنزل حبيبته
لكنها لا تزال غير قادرة على المضي في حياتها
لا يمكنها أن تثق في رجل آخر
تذكرت سيلا زواج أحمد الليلة ؟؟
فضلت عدم التفكير فيه لأنها لم تعد تهتم لأمره أو هذا الشي تشعر به!!!؟
ظلت جالسة أمام النافذة لم تكن تشعر بالنعاس بل كانت قلقة على هيثم
لأنه ذهب بمفرده و لم يأخذ جمال معه !؟؟؟؟
فجأة لاحظت جمال برفقة رجاله يتجهزون للخروج
فتحت سيلا النافذة مخاطبة جمال : ماذا حدث !؟؟
رد جمال عليها بقلق : لا نعلم سيدي ذهب بمفرده و الآن هاتفه مقفل و ليس متعود على الذهاب في هذا الوقت المتأخر لوحده
قلقت سيلا عليه و بقيت تنتظر أمام النافذة
بينما ذهب جمال مسرعا للبحث عنه .....


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1