(الفصل التاسع)
ظل الحال على ما هو عليه طوال الليل و سيلا جالسة في الشرفة في إنتظار عودة هيثم و لكن لا خبر عنه حتى الساعة
من جهة أخرى كان جمال قلق فهو ليس من النوع الذي يذهب بدون أخباره
لاسيما يده اليمنى لا يمكنه أن يتقدم بخطوة بدون استشاره جمال !؟؟؟
طلب العون من المدير للعثور على مكانه من خلال هاتفه المحمول الذي كان مغلق و لكن يمكنهم تحديد الموقع من خلال برامج متخصصة في ذلك
بينما كانت سيلا قلقة جاءت سهيلة والدته لتجلس معها
قررت سيلا أن لا تخبرها بالحقيقة
فقط أنه ليس في المنزل
بينما سهيلة كانت تشعر أنه في مأزق
جلست بقربها قائلة : لن يتغير إنه يسبب المشاكل لنفسه
لا يمكنه أن يبقى يتغير
سيلا : لديه عمل ليس أكثر
سهيلة : منذ صغره وهو يتدخل في أشياء لا تعنيه منذ سنوات طويلة وهو يدور على المشاكل
سيلا : الأمر ليس كما تعتقدين
سهيلة : هل تحبينه !؟؟
توترت سيلا قائلة : لا.....
سهيلة : مؤسف للغاية حتى هو لن يحبكِ إنه مغرم بذات العينين السوداوتين
سيلا بلهفة : من هي!؟؟
سهيلة : حب حياته و لكنها أنانية لا تحبه كانت تسخر منه
سيلا بغضب : تخسر منه !؟؟ كيف !؟؟
سهيلة : لأنه ...
ثم قاطعتها عزيزة ( الخادمة ) : لأنه كان هادى و لا يحب التكلم ولا المرح
كانت شخصية هادئة و لم يكن غنيا أيضا
لقد بنى نفسه بنفسه
الفتيات يفضلن الشاب الغني لا الفقير
أحنت سيلا رأسها قائلة : أجل و أنا كنت مثلهم و لكن تفكيري تغير
المال لا يجلب السعادة بل الحب و الإهتمام خاصة الاهتمام هو من يقوي العلاقة وليس المال
سهيلة : أنتي أيضا تملكين أعين جميلة سوداء اللون أيضا !؟؟!
أومأت سيلا برأسها قائلة : أجل !؟؟
لامست وجهها قائلة : و بشرتك سمراء
سيلا : أجل ...
عزيزة : يجب أن ترتاحي يا سيدتي
سيلا اليوم أنا من سيعتني بالسيدة أنتي لا تقلقي
سيلا : أريد البقاء معها
عزيزة : ليس اليوم .....
أخذتها عزيزة إلى غرفتها و أعطتها منوم ....
من جهة أخرى اتصلت سيلا بربى و أخبرتها بالذي حدث
في المقابل ربى وصلها خبر أن أحمد لم .يتزوج و أن حبيبته تركته أمام الناس كلهم
توترت سيلا قائلة : لماذا فعلت هذا !؟؟؟
ربى : لا أعلم لم أكن هناك صديقتي أخبرتني
سيلا : هل يعقل أن يكون هيثم له يد !!؟
ربى : من بعد اليوم و بعد تصرفه مع الطلاب لا أنكر أنني اشك أنه هو من طلب منها فعل هذا
سيلا : لا يعقل .... هل يمكنك المجيء !؟؟؟
أنا خائفة لوحدي ارجوكي
ربى : أرسلي لي العنوان و سأطلب من أخي أن يوصلني ....
من جهة أخرى
في مستودع مهجور كان هيثم جالس مربوط اليدين و القدمين
كان ينظر إلى أطراف المكان بصعوبة لأن مفعول المخدر لم يزل بعد
تقدم نحوه أحمد والنار تشع من عينيه ضربه على وجهه بلكمة قوية مما جعل شفاه هيثم مليئة بالدماء
قام هيثم ببزقها على وجه أحمد قائلا : لو كنت رجلا لما ضربتني وأنا مربط اليدين
أحمد : و هل تصرفك يدل على رجولتك !؟؟؟
هددت خطيبتي بماذا هددتها !؟؟
ضحك هيثم بشكل هستيري قائلا : لم اأهددها فقط أخبرتها أن تختار بيني و بينك و من الواضح أنها فضلتني عنك أنت هل ترى كم أن الحياة ظالمة !؟؟؟
الفتيات يعشقن الرجل الثري و خاصة مفتول العضلات
ماذا افعل !؟؟ هل أتوقف عن ممارسة الرياضة !؟؟؟
أو أسعى للإفلاس !؟؟
أحمد : ألم تكفيك سيلا !؟؟
ضحك بسخرية قائلا : لا تلك الفتاة مكانتها مختلفة إنها زوجتي ....
فتح فمه بتكبر مضيفا : و ضع خطين تحت كلمة زوجتي و لكن لكل رجل عشيقة و أنا أعجبتني أمل إنها جميلة و من الاكيد أن جسدها جميل !؟ هل رأيته من قبل !؟ لا
و لكني فعلت
ضحك مضيفا : امزح امزح لم أراه بعد لكني سافعل !!! نظر إلى الأرض قائلا هل سأفعل لا ترى !؟؟ لا أريد خيانة سيلا !؟؟
و لكن أمل مثيرة أريدها
أردف أحمد بغضب قائلا : السؤال الذي يجب عليك طرحه هو إذا تمكنت من الخروج حيا من هنا
نظر هيثم إليه بغرور تنهد مضيفاً : من المؤكد خروجي من هنا بل السؤال الذي يجب عليك أنت طرحه هو ماذا سيحدث لك حين أخرج !؟؟؟
كيف سأنتقم منك و من سفيان
أحمد : لا علاقة لعمي بذلك
أردف هيثم بسخرية : عمك !؟ إنه عم الفتاة التي تركتها في الفندق و ليس عمك أنت و هو موجود هنا وراء ذلك الباب هيا يا عم زوجتي أخرج و عليك الأمان
ضحك بسخرية مضيفاً : أنا أعتبر نسيبك لا تخجل مني
خرج سفيان منحني رأسه
أضاف هيثم : ماذا سنفعل !؟؟ نصيحة دعوني أذهب فمن المؤكد أن رجالى استنفروا و سيعثرون على في أي وقت
أحمد مسكه من ياقته قائلا : من أنت لتفسد زفافي من أنت !؟؟؟
كان أحمد قريب من وجه هيثم مما جعل هيثم بضربه بقوة برأسه قائلا : زوج سيلا و الرجل الذي يعشقها هل هذا مفهوم !؟؟؟
سفيان : لقد أخطأت في الزواج منها أخطأت في فضحنا
نحن لا نملك بنات يتعرضن للاعتداء الجنسي لاسيما يتزوجن بدون إذن مسبق من عائلتها !؟؟ سيلا مصيرها الموت
كيف سنسمح لها بإنجاب طفل غير شرعي !؟؟
أغمض هيثم عينيه بغضب قائلا : لا تقل هذا
سفيان : بل سأقول سيلا ستموت و سنغسل العار الذي لحقته بنا و لكننا لا نستطيع فعل هذا بدون التخلص منك
و أخيرا أتيت لوحدك
كنت دائما برفقة رجالك الحرس و كأنك وزير أو سفير أو رجل عصابة و لكن الآن أنت وحيد و سنتخلص منك بسهولة
أبتسم هيثم بسخرية قائلا : و لكني وحيد منذ القديم و أنا وحيد
تمكنت من حماية نفسي لوحدي لست بحاجة إلى حرس
ضحك أحمد و هو يستصغره قائلا : كيف ستنقذ نفسك يا ترى !؟؟؟
هيثم : أقترب مني سأخبرك
اقترب منه أحمد و فجأة مسكه هيثم من عنقه ضاغطا على عنقه قائلا : هكذا بهذا الشكل
رماه على الأرض و فتح رباط قدميه و تقدم نحو سفيان و لكن الآخر كان يحمل مسدس
كان مسدس هيثم أخذوه منه بعد أن أمسكوا به
توقف هيثم للحظة
سفيان : لا تتقدم و الا
هيثم : رجالي على الطريق
سفيان : ستموت يا هيثم الفهد .....
كاد أن يطلق النار عليه و لكن أحمد مسك هيثم و ضربه من الخلف
بدأ الشجار بين أحمد و هيثم و كان هيثم أقوى منه
ضربه ضرب مبرحا و هو يقول : كيف لك أن تتكلم عن شرفها !؟؟؟
كيف لك أن تكون قذر لهذه الدرجة !؟؟؟
أقسم لك سأجعل حياتك جحيم
مسكه من رأسه و بدأ برفعه و ضربه على الأرض مرى أخرى
كان على وشك قتله
فجأة أطلق سفيان النار على هيثم و أصيب في كتفه
وقف هيثم و هو مصاب تقدم نحو سفيان و هو يتألم
قائلا : أيها اللعين موتك سيكون على يدي
كان سفيان على وشك أن يطلق النار مرى أخرى و لكن جاء رجل و ضربه من الخلف ليقع على الأرض
أسرع الرجل ممسكاً بهيثم قائلا : أخبرتني أنك ستنادي علي لماذا لم تصرخ!؟؟ أتيت مسرعا بعد سماع إطلاق النار
هيثم : أنا بخير خذني إلى منزل الجبل
الرجل : هيثم !؟؟ يجب أن يراك طبيب أنت تنزف
هيثم : وظفتك لتلبي طلباتي لتطيعني لا أن تأمرني الآن خذني إلى منزل الجبل في الحال و أطلب دكتورنا أن يأتي...
.....
في اليوم التالي عاد جمال إلى القصر بدون هيثم
كانت سيلا نائمة على الكنبة و ربى جالسة بقربها
اقترب جمال منها أكثر ثم قال : سيدتي
ربى : لا توقضها لم تنم إلا قبل قليل
جمال : يجب أن أخبرها أن عمها و زوجها السابق هما السبب
ربى : ماذا !؟؟؟ هل هيثم بخير
جمال : لم نعثر عليه وجدنا دماء تعود له فلا نعلم ماذا حدث
فتحت سيلا عينيها فجأة سمعت حديث جمال و ربى
جمال : عثرنا على مكانه من خلال هاتفه
حين ذهبنا كان عمها مستلقي على الأرض و أحمد مغمى عليه
عندما استجوابنا عمها أخبرنا أنه لا يعرف مكانه
وقفت سيلا مسرعة. لتردف برجفة : هيثم بخير !؟؟
جمال : لا نعلم بعد
لا نعلم من أنقذه أو إلى أين ذهب
سيلا : و لكنه بخير !؟؟ خذني إليهم
جمال : لا
سيلا : أخبرتك أن تأخذني إليهم
أومأ جمال برأسه و خرج من الغرفة بينما جهزت سيلا نفسها و ارتدت ملابسها
حاولت ربى منعها و لكنها كانت مصممة على الذهاب
كيف لها أن لا تذهب و تعرف مكانه و كل ما يحدث معه بسببها هي
أجل اعتقدت أنها السبب في ما حدث له لو لم يتزوجها لما حاولوا قتله
ذهبت سيلا برفقة جمال إلى المكان الذي هم فيه أي المكان الذي وضعهم جمال فيه ريثما يعثر على هيثم
دخلت سيلا إلى المستودع و هي تمشي بخطوات ثابتة بغرور بسيط كان رأسها مرفوع و نظراتها حادة
ورائها كان جمال و رجاله يمشون بتمهل
احنى أحمد رأسه بمجرد رؤيتها
سيلا الفتاة البريئة أصبحت و كأنها إمرأة مختلفة
اقتربت منهما لتنظر إلى عمها بحقد و كره شديد
أردفت بنبرة لا تخلوا من الدعابة : كنت تبحث عني لقتلي و لكنك موجود بين يدي هل أستغل الفرصة !؟؟؟
سفيان : و هل أنتي سعيدة بوضعك !؟؟؟
حامل من رجل لا تعرفين من هو
أسرع جمال و مسكه من عنقه بقوة هامسا في أذنيه بنبرة حادة : إذا تفوهت بكلمة أخرى ستموت في الحال
رفعت سيلا رأسها لتمنع دمعتها من السقوط وضعت يدها على كتف جمال قائلة : دعه لا تهتم لكلامه
لم آتي إلى هنا لسماع مواضيع الشرف و الاخلاق أتيت للبحث عن زوجي
رفع أحمد رأسه بمجرد قولها زوجي ليردف بهدوء : زوجك !؟؟ بهذه السرعة
رفعت حاجبيها مضيفة : عفواً !؟؟؟ هل توجه كلامك لي أنا !؟؟؟
أحمد : أي رجل كان مكاني كان سيفعل ذلك
سيلا : أين زوجي !؟؟
أحمد : ضربني و ذهب لا نعرف مكانه أخبرنا هذا الرجل بذلك منذ قليل
أبعدت نظراتها عنه و نظرت إلى عمها بحقد
سفيان : أجل أطلقت عليه النار و لكن لم يمت
جاء شخص و ضربني أغمي علي أخذوه من هنا
جمال : دعينا نذهب سيدتي
سيلا : لا تقتربوا من هيثم مرة أخرى مشكلتكم معي أنا و ليس معه
و التي أمامكم الآن لم تعد سيلا القديمة كل شيء حدث لي أصبح من الماضي
أنا أعمل لمستقبلي و لكن لم انساكم لدي مشاريع صغيرة تضمكم
أدارت ظهرها لتتقدم بالخروج
ذهب جمال وراءها مسرعاً بينما كانت تمشي شعرت بالدوار
مسكها جمال من خسرها ليقول : أنتي بخير سيدتي؟؟؟
أومأت برأسها قائلة : أجل و لكن كلامه صحيح أنا حامل بطفل لا أعرف من هو والده ....؟؟؟؟
دمعت سيلا عينيها مضيفة : وجود هيثم يجعلني اتمسك بأمل و لكن غيابه عني زعزع قوتي
جمال : هناك مكان أتخيل أن يذهب إليه
سيلا : إلى أين !؟؟
جمال : ليس الآن يجب أن أتأكد امنحني بعض الوقت
سيلا : هل يمكنني زيارة أبي !؟؟ بما أن عمي موجود هنا و بلال سيكون في العمل
جمال : هل أنتي متأكدة !؟!
سيلا : لو سمحت !؟؟
جمال : تفضلي يا سيدتي
وصلت سيلا إلى منزل والدها
وقفت أمام المنزل تنظر إلى ذكرياتها القديمة
المنزل الذي كانت تسعى لتركه بشتى الطرق
أصبحت تتمنى العودة إليه بأي طريقة
المنزل الذي خرجت منه كعروس رافعة رأسها عادت إليه مكسورة تائهة
فتحت الباب لتتفقد كل أنحاء المنزل
صادفت والدها جالس في الصالة
اختفت من ملامح وجهه السعادة
أصبح نحيف جدا تعيس وجهه اسود
و كأنها بالفعل دمرته
أقتربت منه بخطوات بطيئة خاشية أن يرفض قربها منه
رفع رأسه بتمهل حدق بها بحزن
فتح ذراعيه قائلا : صغيرتي !؟؟؟
أسرعت سيلا راكضة أليه لترتمي في حضنه كما لو كانت لا تزال طفلة في الثانية من عمرها
بعدة مدة أبتعد فاروق عنها قائلا : لماذا أتيتي !؟؟؟
سيلا بحزن شديد : لا تريد رؤيتي!؟؟
لامس فاروق وجهها بيديه الإثنين قائلا : كيف يعقل أن لا أرغب في رؤية قمري!؟؟؟ و لكني خائف عليكِ من سفيان و بلال
مسكت سيلا يديه و قبلتهما قائلة : لا تخف عني أنا بخير أتيت لأنهم غير موجودين
لا يمكنني التأخر كثيرا
فقط أعلم أني أحبك و أني لم أفعل شيء يجعلك تحني رأسك
أرفع رأسك دائما يا أبي
لعل الحظ لم يكن بصفي و لكني بخير أفضل من ذلك الوقت
هيثم جعلني سعيدة
إنه يمدني بالقوة في بعض الأحيان أفكر و أقول أين كان قبل هذا اليوم لو التقيته من قبل لما تدمرت حياتي
نظر إليها بتساؤل كيف !؟؟ لم يخبرها من هو !؟؟ بم يخبرها أنه هو منقذها ؟؟؟؟
لماذا اخفى عنها الحقيقة !؟؟؟ ما الذي يخفيه !؟؟؟
لامست وجهه قائلة : بابا أنت لا تخجل لأني ابنتك أليس كذلك!؟!!
أردف فاروق بحزن قائلا : و هل يعقل أن أخجل بنبض قلبي ؟؟؟!
حضنته مرة أخرى و فجأة دخلت سعاد للصالة لتقع الصينية من يدها قائلة : سيلا !؟؟؟
أسرعت سيلا و حضنتها قائلة : ماما ...
بينما كانت سيلا في .منزل والدها تزيل الشوق الذي كان بينهم
كان هيثم يتألم في بيت الجبل بسبب الرصاصة
كان يتعرق و يحلم بسيلا
سيلا .... احبكِ سيلا أنا متأسف لا تتركيني ....
كلمات غير مفهومة كلمات غير مرتبة و لكن معناه أنه نادم أنه يكره نفسه لأنه غير قادر على التخلي عنها و لا أن يكشف هويته
بينما أكمل الطبيب المختص بعلاجه
بعد مدة فتح هيثم عينيه بصعوبة
كانت الصورة غير واضحة كان و كأنه ضباب
بينما كان يحاول أن يميز من الموجود بقربه
كان هناك شخص متقدم نحوه
بدأت الصورة تتوضح شيئا فشيئا
اذ بها سيلا
ضحك هيثم بسخرية قائلا : اللعنة على تفكيرك يا هيثم أدار وجهه و نام مباشرة ....
كان يعتقد أنها خيال
لم يكن يعلم أنها حقيقة
بعد عدت ساعات إستيقظ هيثم وهو ينادي على سيلا : سيلا لا تذهبي أنا احبكِ آسف آسف عاقبيني و لكن لا تذهبي
كانت سيلا في الحمام بمجرد خروجها وضع جمال يده على فمه بقسوة ليقول : أستيقظ يا هيثم سيلا موجودة ستفضحنا
نظرت سيلا إليه بتسائل و أردفت بلطف : جمال أترك هيثم اتركه نائم ؟؟؟؟
جمال : لا و لكنه من النوع يشتم وهو نائم و لم أرغب في أن تسمعيه
تنهد هيثم محدقا بها باستغراب كيف جاءت و لماذا هي هنا الآن !؟؟؟
نظر هيثم إليها بأعين مرهقة قائلا : لماذا أتيتي !؟؟
جلست على السرير وضعت يدها على يده قائلة : و هل كنت لأترك زوجي بمفرده...
عقد حاجبيه بعدم الفهم و دقات قلبه تنبض بشكل مخيف
أردف بكلمات غير مفهومة : لم أفهم ؟؟؟؟
ابتسمت بلطف محدقة به بشكل طفولي أردفت بنبرة لا تخلوا من الدعابة : لعل المخدر جعلك لا تميز من أكون !؟؟؟
هيثم : لا أعرف و لكن لا أفهم سبب وجودك هنا
سيلا : أنت هنا بسببي
سحب يده من تحت يدها ليقول : أنا بخير لا تزعجي نفسكِ
حدق بجمال بغضب قائلا : لماذا أتيت !؟؟ هل اتصلت بك !؟ طلبت مساعدتك !؟؟
جمال : لا و لكنها مهمتي البحث عنك
هيثم : ليست مهمتك
مهمتك الحفاظ على سلامة منزلي و عائلتي
جمال : و مهمتي الحفاظ على سلامة مديري و عائلتي
هيثم : ألا تملك حياة لتعيشها ؟؟؟
جمال : مع الأسف لا
ضحكت سيلا بلطف قائلة : لو لم يكن متزوج لكنت شككت في علاقتكما
مالذي يحدث معك يا هيثم !؟؟
جمال : إنه متقلب المزاج نصيحة لا تقتربي منه كثيراً سيقوم بجرح مشاعرك
هيثم : و لماذا يا ترى أنت لا تزال هنا !؟؟؟
جمال : أملك مناعة قوية ضد كلماتك الجارحة
ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجه سيلا قائلة : أريد الوصفة يا جمال
جمال : بالطبع يا سيدتي
سيلا : فقط سيلا ....
جمال : سيدي لن يوافق يحب الرسميات
سيلا : و زوجته لا تحب الرسميات
أردف هيثم بقسوة محدقا بها بغضب : قصة زوج و زوجة اعجبتكِ !؟؟؟
سيلا : جمال يمكنك أن تتركنا لوحدنا و بعد خمس دقائق أحضر الحساء الذي حضرته
جمال : طبعاً .....
نظرت سيلا إليه بحزن قائلة : آسفة لكل شيء لتصرفي في الليلة الماضية و لأني السبب في وضعك هذا
هيثم : لستِ السبب
دمعت عينيها محنية الرأس لتردف بحزن : عمي و أحمد من قاما بخطفك و إطلاق النار عليك
أعرف كل شيء لا داعي لإخفاء الأمر عني
هيثم : معناه تعرفين السبب
سيلا : أجل لقد جعلتها تترك الزفاف و هو أراد الانتقام منك
هيثم : لعل الآن سيتحسن الوضع بينكما !!!!
سيلا : بالطبع لا
هيثم : و لكنك كنتي حزينة لأنها ليلة زفافه !!!
سيلا : لا ليس لذلك بل كنت أشعر باشياء مختلفة لعلها بسبب الهرمونات و لكن أحمد ليس السبب
لعلك تعتقد أني لا أزال مغرمة بأحمد !؟؟
أنت محق كنت مغرمة به أنت محق و لكن حبي كان من طرف واحد
الشيء الذي لا تعرفه هو أنني لم أكن سعيدة معه كنت أفرض نفسي عليه
كنت أريد حياة أفضل
في تلك الليلة تأكدت أني لم أكن سوى فتاة متحفظة لم يلمسها رجل من قبل
مقارنة ببقية البنات لها سعى للزواج بي
في الأيام الأخيرة الماضية شعرت و كأني سعيدة
و لكن لست كذلك
و لا يمكنني أن أكون
هناك أشياء فقدتها من داخلي أشياء من الصعب معالجتها أو استرجاعها
و لكن عندما تتكلم معي و تنصحني عندما تمسك يدي أشعر أني بخير
أرجوك لا تفهمني بشكل سيء
أنا أرتاح لك قلبي يرتاح لك كصديق
لا أريدك أن تراني كفتاة ترمي نفسها على رجل يحب امرأة أخرى
لا ابدا و لكني مرتاحة معك
لا أنكر أني كنت مترددة في موضوع إنجاب هذا الطفل و لكن الآن أنا متأكدة
سأنجبه من أجلك كي تصبح أب
أعلم أنك تريد طفلاً و هذا سيكون إبنك أنت و ليس إبني
بمجرد دخوله لحياتك أنا سأنسحب منها
لن أزعجك لن أسبب لك الأذى و المشاكل
بوجودك معي ستكون في خطر دائم
الآن لا يمكنني الابتعاد بسبب الجنين و لكن بعدها سأخطط لحياة بعيدة عن هذا البلد
سأبدأ من جديد و أنت ستبدأ من جديد
ستبدأ مع إبنك مع هيثم عينيه قائلا : ستتخلين عن طفلكِ !!!
سيلا : أعلم أنك تريد بناء حياتك مع المرأة التي تحب و أعلم أني لن أكون تلك المرأة أبدا لا لك ولا لغيرك
و
ذلك الطفل سيذكرني بالماضي لايمكنني تقبله
هيثم : لا تكوني متأكدة ...
سيلا : لم أفهم !؟؟
هيثم : أعرف انكِ لستي لي و قصتنا ستكون مرحلة و تنتهي في البداية فكرت بهذه الطريقة و لكن كل شيء تغير و لكن لن أسمح لكِ بترك إبنك
لا يمكن لطفل أن يكبر بدون والدته
لن أسمح بذلك
مد يده قائلاً : امسكي يدي
مسكت سيلا يديه
أردف بانفعال : لن تتركي يدي أبدا هذا كان اتفقنا
أنتي وافقتي على الزواج بي و أن تنتهي حياتك بقربي
كزوج أو كصديق أنتي حرة في الاختيار
و لكني موجود و أنا لا أنوي الارتباط مجددا
لن أعيد كلامي
سيلا : أنظر إلى حالتك إنك نائم هنا بسببي
هيثم : ليس بسببك حياتي مليئة بالمشاكل يا سيلا
ليست أول مرة أصاب فيها و لن تكون الأخيرة
سيلا : ماذا تقصد !؟؟
فجأة دخل جمال إلى الغرفة و في يده صينية
جمال : آسف على المقاطعة و لكن الأكل سيبرد
سيلا : حسنا اعطيني الصينية
جمال : أنا سأهتم به لا تتعبي نفسك
سيلا نظرت إليه ببرودة : ناولني الطبق
أبتسم جمال و ناولها الطبق
سيلا نظرت إلى هيثم قائلة : هيثم أعدل جلستك
هيثم : لا أريد أن آكل
سيلا : قلت أعدل جلستك
خرج جمال من الغرفة مبتسماً
بينما عدل هيثم جلسته و لكنه تألم من ذراعه
وضعت سيلا وسادة وراء ظهره و بمجرد جلوسها كانت قريبة منه بشكل كبير
تسارعت دقات قلبها لتردف بهدوء : يجب أن تأكل لشرب الدواء أخبرني الطبيب أن بنيتك قوية و لكن الدواء يتعبك
لهذا يجب أن تأكل طعامك
هيثم : حسنا
أخذت سيلا ملعقة من الحساء قابلة : أفتح فمك
فتح هيثم فمه ليتفاجأ بأنه ساخن
بلل شفتيه قائلا : أوف إنه ساخن
أسرعت سيلا و أخذت كأس ماء و ساعدته على شربه
أبتسم هيثم قائلا : لذيذ
ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهها قائلة : أعلم أنا أجيد الطبخ
نظرت إلى شفتيه ثم قالت : الآن سأقوم بالنفخ عليها لا تقلق
أخذت ملعقة أخرى و نفخت عليها ثم جعلته يأكل
في كل لحظة كانت تطعمه فيها لم يشح بنظراته عنها
كان و كأنه سياكلها بنظراته
لأول مرة يكون قريبا من شفتيها لهذه الدرجة
قريب و على وشك تقبيلها
لا يمكنه التحكم في تصرفاته
دقات قلبه تكاد أن تسمع من الخارج
بينما حركاتها اللطيفة
و عضها لشفتيها زادت من رغبته في تقبيلها
كان يضغط على معصم يده بقوة
بينما سيلا كانت تنظر إلى عينيه بدفى
كانت تتفحص كل إنحناءات وجهه
لقد أصبحت تارة بشكل مختلف شكل جديد
شعرت بالحرارة التي تخرج من فمه
كانت شرارة الحب
بينما كانت آخر ملعقة سقط بعض من الحساء على وجهه بجوار شفتيه
مدت يدها و مسحت شفائها قائلة : آسفة
كانت على وشك أن تسحب يدها
سرعان ما وضع يده على يدها
ارتجف جسدها لتصرفه
أردف بدون تفكير مسبق : لا تسحبيها .......