رواية احببت من أذى قلبي الفصل الرابع عشر


 (الفصل الرابع عشر)


بعد عدة ساعات
بينما كلن هيثم يجول في أرجاء المستشفى كالمجنون تارة يجلس على الأرض و تارة يضرب باب غرفة العمليات
تارة يحضن جمال و تارة يضرب رأسه
كان كالمجنون يتسائل ماذا لو فقد إبنه ؟؟؟
لوهلة واحدة لم يفكر في سيلا و لا في صحتها
لأول مرة يفكر في نفسه فقط و في إبنه القادم
لعله يعلم أنها لن تتحسن أنها لن تعود إليه مرة أخرى
لعله يعتقد أن ابنه سيقربه منها أكثر
و لكن الشيء الذي كان يتمناه في تلك اللحظة في ذلك المكان هو سلامة إبنه
تمنى أن يخرج الطبيب و يخبره أنه على قيد الحياة
وعد نفسه أنه سيعتني به لوحده
أنه لن يتخلى عنه مهما كانت الظروف
أنه سيمسك بيده سيقوم بتربيته أحسن تربية
يمنحه الحنان الذي كان فاقده
أن يساعده على أن يكون أب جيد
تقدم نحو النافذة رافعاً رأسه ثم يديه إلى السماء
أغمض عينيه بألم و كأن أشواك تغرز قلبه
كان يدعي !!!! هيثم يقوم بالدعاء!؟؟ غير معقول بل مستحيل !؟؟؟
أردف بعجز : يا الله ساعدني لا تأخذ إبني مني
لا تعاقبني بابني
إنه معجزة ، معجزة لم أتوقع حدوثها
إنه الشخص الذي سيغيرني
سأكفر على ذنوبي لن أؤذي أحد سأحاول أن أتغير
سأحاول أن أصبح إنسان جيد
لا تاخذ أبني مني
لا تأخذ ابني مني...

بينما كان يدعي كانت سعاد في حضن رغد ماذا كانت ستفعل !!؟ تبكي على زوجها الذي توفي أو على وضع ابنتها !؟؟
كان بلال كالمجنون في الحديقة كان تائه والده توفي و لم يتمكن من طلب المغفرة
للحظة شعر سفيان بأنه فقد أغلى ما يملك هل كان يحبه !؟؟؟
تصرفاته و قسوته عليه كانت تتعب فاروق كانت تكسره
العادات والتقاليد كانت أهم من شقيقه!؟؟؟
الآن إنتهى ذهب الرجل الذي كان يسبب لكم المشاكل ذهب والد سيلا والدها الحنون قد ذهب .....

بينما الجميع أمام غرفة العمليات خرجت الدكتورة
أسرع هيثم إليها بينما كان يركض كان يسقط تارة و ينهض مرة أخرى
إلا أن وصل إليها
نظر إليها بتوتر قائلا : أتوسل إليك لا تقولي شيء سيء أرجوكي سأمنحك كل ما تريدينه فقط اعطيني خبر جيد أتوسل اليكي.......
الدكتورة : الحمد لله إبنك بخير و بصحة جيدة وضعناه في حاضنة الأطفال باعتباره ولد قبل وقته و لكنه بخير
تنهد هيثم براحة لا مثيل لها
تنهد و هو يبكي
أغمض عينيه و تشكر الله أن دعائه تحقق
فجأة فتح عينيه بقلق قائلا : سيلا؟؟؟ سيلا بخير !؟؟
الدكتورة : أجل و لكنها نائمة الآن كانت الولادة متعبة لها و ايضا كانت قيصرية لهذا ستتوجع أكثر يجب أن ترتاح
أومأ برأسه قائلا : المهم انها بخير لا يهم سأعتني بها
هل يمكنني رؤية ابني !؟؟؟
الدكتورة : أجل و لكن من وراء الزجاج لايجب أن يتلقى ميكروبات
هيثم : و لكني والده و أقسم لك غيرت ملابسي منذ قليل لست متسخ
ضحكت الدكتورة قائلة : لا أقصد هذا فقط الأطفال الذين يولدون قبل وقتهم لا يجب لمسهم ليس أنت فقط
هيثم : على الأقل أرتدي مثل الأطباء رأيتهم في التليفزيون
ارتدي قفازات طبية و أضع كمامة
لاحظت الدكتورة رغبته في رؤية إبنه فوافقت و طلبت من الممرضة أن تجهزه للدخول
حضنه جمال بقوة هامسا في أذنيه : ألف مبروك يا أخي أنا سعيد
نزلت دموع من عيني هيثم قائلا : لا أستطيع أن أبدي فرحتي به أمام عائلتها أليس كذلك لا يجب أن أتحمس أكثر !؟؟
جمال : لا تستطيع و لكنهم لم ينتبهوا لك أنهم يفكرون في فاروق
هيثم : شكرا لك....

ذهب هيثم ليجهز نفسه و دخل إلى الحاضنة
تقدم نحو سريره
أخبرته الممرضة أن يمكنه ادخال يده فقط و أن لا يحمله
وافق و جلس على ساقيه
نظر إليه بصدمة كانت الدموع قد ملأت عينيه
توسع بؤبؤ عينه بسعادة
ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه
ناظرا إليه باستغراب
كيف يعقل أن يكون هذا الصغير طفله !؟؟
إنه من صلبه من دمه
دمائه تسري في جسده
إن إبن هيثم الفهد الشاب المضطهد من الجميع
الآن يملك طفل سيكون سند له في هذه الحياة سيكون محبوب من طرف إبنه و ليس لأنه غني ورجل ذو نفوذ
ادخل يده ليمسك يده و لكنه تردد
ابتسمت الممرضة قائلة : لا تقلق يمكنك لمسه
أردف بتوتر قائلا : ماذا لو آلمته
الممرضة : أنت والده و ستحميه لا أن تألمه أليس كذلك!؟؟
أومأ برأسه ثم لامس يديه الصغيرتين
ضحك و الدموع تنهمر من عينيه مرددا : يديه صغيرتان
أنفه يشبه أنفي أليس كذلك!!؟؟
انظري إلى شفتيه و لون عينيه إنه يشبهني
الممرضة : مع الوقت سيشبهك أكثر
هيثم : بني أنا والدك هل عرفتني !؟؟؟
كنت أتكلم معك عندما كنت في بطن والدتك
أنت صبي جميل
و ستكون أوسم رجل في العالم

بينما كان هيثم يمضي الوقت مع إبنه
استيقظت سيلا و كانت رغد و سعاد بالقرب منها
أول ما فتحت عينيها لمست بطنها قائلة : هل أخذوه!؟؟؟
هل تخلصت منه !!؟؟
رغد : لا تقولي هذا إنه إبنك
هزت رأسها قائلة : مات أليس كذلك!؟؟؟ قولي تخلصت منه أرجوكي قولي هذا
دمعت رغد عينيها و لم ترد عليها
نظرت سيلا إلى والدتها الباكية متذكرة والدها
أردفت بهدوء : بابا!؟؟ أين بابا !؟؟؟
كأني حلمت بكابوس أن أبي.......
أحنت سعاد رأسها باكية
صرخت بأعلى صوت : لم يكن كابوس!!؟؟
لم يكن كابوساً ؛!!! كان حقيقي؟؟؟؟
أضافت بكلمات غير مفهومة بابا !!؟؟ أنا بابا ذهب !؟؟؟
ذهب بسببي!؟؟؟؟
أبي مات !؟؟؟
كانت ترتجف و هي تضرب وجهها مرددة : لا أريد العيش لا أريد.....
أسرع جمال إلى هيثم و طلب منه المجيء لأن سيلا منهارة
نظر هيثم إلى إبنه قائلا : سأذهب لرؤية والدتك و لكن سأعود سأسألها عن أسمك سنحدده مع بعض
لا تخف اتفقنا!!؟ أنظر هناك العديد من الأطفال معك تكلم معهم
أبتسم مضيفا : أنظر هناك فتاة تنظر إليك لقد اعجبت بك لا تبكي كي لا تفقد شخصيتك و هيبتك أمامهم أنت إبن الفهد و شخصيتك ستكون قوية اتفقنا !!!
ضحكت الممرضة و رافقته إلى الباب . .

بمجرد دخوله إلى غرفة سيلا وجدها واقفة تحاول خلع السيروم و تصرخ على الممرضات مرددة أنها تريد رؤية والدها
أسرع هيثم إليها مسكها من وجهها بيديه الإثنين قائلا : انظري إلي انظري إلي
نظرت إليه بحزن قائلة : أبي مات يا هيثم ذهب بسببي هل تعلم !!!!
أومأ برأسه قائلا : ليس بسببك إنه مكتوب الله
ليس ذنب أحد لا أحد له ذنب في ذلك
سيلا : يجب أن أطلب السماح منه
كانت سعاد منهارة لرؤيتها ابنتها بهذه الحالة
أردفت برجفة : سنقوم بدفنه غدا
حقنتها الممرضة بمخدر لتهدئتها
سيلا وقعت في حضن هيثم مرددة : أبي ذهب بسببي ثم نامت ....

في اليوم التالي كان الجميع يتجهزون لحضور الجنازة
تمكن هيثم من تهدأت سيلا و جعلها تتقبل فكرة وفاة والدها و أنه كان فخورا بها
و أنه ليس ذنبها الإنسان المؤمن يؤمن أنه قدر الله و حكمته
رغم أنها وعدت نفسها أنها لن تسامح نفسها و لكنها تمكنت من تقبل فكرة وفاته
كانت سيلا ترغب في الذهاب رغم ألما و لكنها رفضت عدم حضور الجنازة جنازة والدها و رؤيته لآخر مرة .....

في منزل والدها دخلت سيلا إلى غرفته
كان نائما على السرير
تقدمت نحوه و جلست بالقرب منه
كانت تتألم و لكنها لم تكن تشعر بذلك
الألم الذي كان في قلبها كأن أشد ألما من الألم الجسدي
رفعت الغطاء على وجهه
دمعت عينيها و ارتجفت شفتيها قائلة : أبي بابا حبيبي آسفة لجعلك تعاني آسفة يا بابا سأشتاق اليك كثيراً
كيف ستكون حياتي من دونك !؟؟؟
من سينادي على بصغيرتي و أميرتي !؟؟؟ من سيداعب خصلات شعري!؟؟؟
حضنته بقوة ثم شمت رائحته قائلة : سأشتاق لرائحتك يا أبي رائحتك رائحة المسك
أحبك وأعدك أني سأثر على من كان السبب
لن أترك حقي لن أتخلى عن انتقامي
لا تعلم لعلني سآتي إليك لاحقاً !!؟؟
لن أتمكن من الصمود من بعدك ....
قبلت يديه لتشعر ببرودة جسده
بكت بحرقة قائلة : أنت تشعر بالبرد !؟؟
أسرعت سيلا و أخذت بطانية و قامت بتغطيته جيدا مضيفة : ستتحسن سترتاح
اتفقنا !؟؟؟ سآتي لزيارتك دائما أعدك بهذا

كان هيثم يتسمع عليها شعر و كأنه غير قادر على التنفس و كأنه يختنق
هل يعقل أن يكون هو السبب في وفاته !!؟؟؟
ابتعد عن الباب
بينما دخل بلال إلى الغرفة لم ينتبه لوجود هيثم
وجد سيلا تلامس والدها لتجعله يرتاح و لا يشعر بالبرد
صرخ بلال بأعلى صوته : أيتها الحقيرة كيف تأتين إلى هنا !!؟ بسببك مات أبي بسببك
صعد الجميع إلى الغرفة بعد سماعهم صراخ بلال
حاولوا تهدئته و لكنه لم يهتم بكلامهم
كان يشدها من ذراعها مرددا أنها السبب
فجأة مسكه هيثم من عنقه بقوة نظر إلى عينيه بحدة قائلاً : لا تتجرأ على لمس زوجتي
بلال : خذ زوجتك و اخرج من منزلنا من الأساس لم نعد عائلتها و لم نكن من قبل
لم تهتم سيلا لكلامه أو بالأحرى لم تفهم قصده
همس هيثم له : إياك ثم إياك و التفوه بمثل هذه الأمور أقسم لك يا بلال سأقتلك إذا أخبرتها بشيء
أنصدم بلال من معرفة هيثم أو بالأحرى لا يعلم هل يعلم أو هناك شيء مختلف يتكلم بشأنه!!!!!!!
بينما كان بلال رافض لبقائها أردفت سعاد بحزن قائلة : أنت من لن يحضر لجنازته يا بلال أنت و عمك لن تكونوا هناك
نظر إلى والدته بصدمة قائلا : ماذا !؟؟؟
أومأت برأسها مضيفة : لقد كانت وصية والدك لا يريدك و أخبرك بهذا من قبل
لن تحضر لجنازته إذا كنت تريد توديعه تفضل إنه هنا
بلال : لن تمنعيني يا أمي أنا إبنك إبنك الوحيد!!!!
سعاد : لست الوحيد سيلا أبنتي و أبنته و ستكون هنا بالقرب من والدها انتهى يا بلال انتهى كل شيء
أبقى هنا مع عمك لم يعد هناك أب لك و لا أم أيضاً لقد قمت بالاختبار من قبل ....

بقي بلال في الغرفة برفقة والده يبكي في حضنه و كم أنه حزين و لكن حبه لسيلا جعلته يغار منها
لم يكن يهتم به كما كان يهتم بسيلا
كان دائما يشعر بالغيرة منها و لكنه والده و لم ينظر إلى عمه بنظرة أب أبدا
لطالما كان يحبه و يتمنى أن يكون الإبن المفضل له عكس ما كان يظهر له .....
بقي هناك يقبل يديه و وجهه و هو يبكي بحرقة

بعد أن حان وقت الدفن ذهب الجميع و بلال كان ممنوع عليه أن يكون حاضرا
و لكنه كان مختبأ من خلف الشجرة ينظر إلى أبناء عمه. و أصدقاء والده و هم يدفنون والده
كان يجب أن يكون هو من يقوم بذلك و لكن سيلا كانت السبب
كان عمه بالقرب منه ويهمس في أذنه قائلا : سيلا السبب لقد حرمتك من هذه اللحظة حتى لو كانت لحظة حزينة إلا و أنك المسؤول على فعلها
سيلا لطالما كانت المفضلة لدى والدك و حتى لدى والدتك رغم أنها ليست من صلبه كانت المفضلة لم يسمع كلامنا أنه حرام و أن لا يهتم بها و لكنه لم يفعل بل أحبها أكثر منك
لماذا!؟؟؟ لماذا أنت دائما السيء!؟؟؟
أنظر لقد عثرت على رجل مثل الجبل لن يتخلى عنها أنجبت له ولد
و ستعيش حياة مثالية ستنسى والدك بعد أيام و لكنك لن تنسى لن تتمكن لماذا !؟؟ لأنك حتى لم تعش ليوم واحد سعيد . معه و لم تطلب السماح منه حتى .....
سيلا يجب أن نحرق قلبها يجب أن تتعاقب ....


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1