Ads by Google X

رواية طريقي المبهم الفصل الرابع


 (الفصل الرابع)

- مش معقول
- جميله
قالتها الفتاه بعدم تصديق بعيون متسعه من الصدمه ولكن سرعان ما تحولت صدمتها الي سعاده كبيره لم تستطيع التعبير عنها إلا بالقذف في احضانها
فضحكت جميله بإشراق وهي تبادلها العناق بحنان ليدل علي محبتها الكبيره لتلك الفتاه
- خديجه وحشاني اوووي بقالي كتير مشوفتكيش

ابتعدت عنها برفق وهي تبتسم ابتسامة خفيفه
- وانتي كمان
لتكمل وهي تعقد حاجبيها باستغراب
- بس انتي هنا بتعملي ايه
لتكمل وهي تفرقع اصابعها امام وجهها بصدمه
-ايه دا استني انتي الخدامه الجديده
اومأت بابتسامه خفيفه
ثم نظرت جميله إليها من اعلاها لادناها لتتفحصها بدقه لتجدها ترتدي زي الخادمين

عقدت جميله حاجبيها باستغراب
- هو انتي بتشتغلي هنا بس ازاي وكنتي بتشتغلي في مطعم علي حسب كلام ابله سعديه
تنهدت خديجه بضيق
- اه صح بس منه لله اللي كان السبب صاحب المكان كان عاوز يزود الإيجار وكل كام شهر بيطالب صاحب المطعم بكدة، كل دا علشان في واحد كان عايز يشترى المكان بسعر عالي فكان قدامه حلين اللي يزود الإيجار، اللي يسيب المكان

لتكمل بنبره خافضه يملؤها الحزن
- وطبعا ساب المكان وكل اللي هناك اتقطع عيشهم للأسف وانا منهم
ربتت جميله علي كتفها بتعاطف وعلامات الحزن علي وجهها
لتكمل بفضول
- ،بس انتي اشتغلتي هنا ازاي ابله سعديه هي اللي جبتلك الشغل دا
نفت خديجه برأسها وهي تبتسم
- لا دا علياء ربنا يكرمها اختها كانت بتشتغل معايا فاختها لقت شغل في مطعم تاني بس مكنش في مكان ليا فقالت لاختها وشغلتني هنا وبقالي فتره بشتغل هنا والناس طيبين اووي والمرتب حلو جدا

جميله بابتسامه خفيفه وهي تربت علي كتفها بخفه
- تستاهلي كل خير ياحبيبتي
ابتسمت خديجه لتكمل بتساؤل
- طب وانتي هنا ازاي ابله سعديه اللي جابتك
- والله حلو اووي سايبين شغلكم وبتتكلموا
قالتها نورا بسخريه وهي تعقد ذراعيها امام صدرها وترمقهم بإحتقار

تأففت خديجه وامسكت بذراع جميله قائله بحده وهي ترمقها بغضب
- يلا ياجميله ندخل المطبخ
اومأت جميله بتردد وهي توزع نظراتها بين خديجه ونورا، ثم دلفوا الي المطبخ
كورت نورا قبضه يدها بغيظ الي ان ابيضت مفاصلها واحمر وجهها من الغضب فكانت كالبركان الذي علي وشك الانفجار فهي اكثر ما تكره بإن يتجاهلها احد فقررت ان تتدلف خلفهم لتفرغ غيظها وغضبها في وجوههم

جلست خديجه وجميله علي طاوله متوسطه الحجم كانت تجلس علياء عليها شارده الذهن فبعد ان وصلت الطلبيه لذلك اللعين الوقح ذهبت الي المطعم لتجد شقيقتها تحسنت حالتها عما كانت علبه بعد ان اخذت المسكن واخبرتها ان تذهب الي عملها في الفيلا وستكمل هي بقيه اليوم ثم ستذهب الي البيت وستطمئنها عبر الهاتف

وها هي تجلس بتلك الحاله منذ ان جاءت شارده الذهن تفكر في ذلك اللعين وتفكر كيف ستتخلص منه فهي تعلم انه لن يأس وسيظل وراءها كالعلكه التي لزقت فيها فكلما تحاول ان تتجاهله او تبتعد عنه تفشل لا تعلم لماذا القدر وطريقها يوصلها إليه دائما فتنهدت بضيق وهي تنفي برأسها تحاول ان تخرجه من دوامه افكارها مؤقتا الي ان تتواصل لحل

فعندما جلسوا خديجه وجميله رسمت علي شفتيها ابتسامه باهته ولكن سرعان مااختفت ابتسامتها وحل مكانها الغضب والكره عندما دلفت نورا الي المطبخ كالاعصار
تأففت قائله بهمس
- هنبدأ بقا هي كانت ناقصكي انتي كمان
صاحت نورا بغضب
- انتو مش عجبكم الكلام وبتمشوا ولا كأني هنا هوا انا يعني
كادت جميله ان تتحدث ولكن قاطعتها علياء قائله بسخريه وهي تبتسم محاوله إغياظتها
- اوعي تقولي كدة هوا ايه كدة هتلوثي الهوا وهنموت كلنا

ضحكت خديجه بصخب، حاولت جميله كتم ضحكاتها وهي تضع كفها علي شفتيها ففشلت ليضحكوا بصخب فرنت ضحكاتهم ارجاء الفيلا مما اثار الغيظ والغضب الظاهر علي ملامحها بوضوح واخذ صدرها يعلو ويهبط من الغضب
-في ايه بتتضحكوا علي ايه
قالتها سميه بابتسامه خفيفه وهي تقترب منهم
لترد جميله ببراءه وهي تتضحك
-اصل علياء ردت علي نورا رد يضحك اووي

نورا بغيظ
- والله انتي بالذات متتكلميش
لتكمل بسخريه لاذعه وهي تنظر اليها من اعلاها لادناها باحتقار
- ايه اللي انتي لبسه دا فاكره نفسك في بيتك انتي في مكان شغل يعني لازم تلبسي اللبس بتاع الشغل
شعرت جميله بالاحراج فأخفضت راسها
صرخت سميه بغضب
- نورا عيب اللي بتقوليه دا
عقدت نورا ذراعها امام صدرها ببرود
- ليه انا قولت حاجه غلط

خديجه وهي تجز علي اسنانها بحده
- اكيد جميله مكنتش تعرف دا اول يوم ليها
لتكمل سميه بنبره حاولت ان تجعلها هادئه
- كلام خديجه صح ولسه مخدتش اللبس اللي هتلبسه،ولسه هتشتغل من بكره
جميله بنبره خافضه يملؤها الحزن والاحراج
- اسفه مكنتش اعرف
- بتتأسفي علي ايه ياجميله مااهو زي ماقالت خالتي سميه يعني ملكيش ذنب هي في ناس كدة بتحب تعكر مزاج الواحد
قالتها علياء وهي ترمق نورا بغضب وكره لتبادلها نورا النظرات ذاتها قائله ببرود
- مش هرد عليكي لانك واحده مهزاه

علياء بسخريه
- اولا انا موجهتش الكلام ليكي ولا بقا زي ما بيقولوا اللي علي راسه بطحه يحسس عليها
لتكمل بحده وهي تجز علي اسنانها
- ثانيا المهزاه دي تبقي انتي و.....
قاطعتها سميه قائله برجاء
- خلاص ياجماعه هو كل يوم كدا اهدوا شويه
لتكمل بعتاب
- دا اول يوم لجميله المفروض نرحب بيها
علياء بابتسامه خفيفه
- معلش ياجميله بس اديكي شايفه اللى حصل

رسمت علي شفتيها ابتسامه مرتعشه
لتكمل سميه بهدوء
- طب يلا هجيب الاكل علشان كلنا نأكل
ثم نظرت الي نورا وهي تتنهد بنفاذ صبر
- يلا يانورا تعالي اقعدي
- لا معلش اصل نفسي اتسدت كلوا انتو
قالتها نورا بسخريه وعينيها تلتمع بنيران الغضب والغيظ ثم خرجت من الغضب
علياء وهي تبتسم بسعاده وهي تنظر في اثرها بعيون تلمع بالكره
- احسن برضو دا الواحد كان هو اللي هيتسد نفسه لو كلت معانا

تنهدت سميه بضيق قائله بحده
- عيب ياعلياء خلاص
لتكمل بهدوء
- علي العموم هروح اشوف الاكل جهز ولا لا خليكوا قاعدين
هزوا راسهم موافقين لتتجه الي ناحيه اخرى في المطبخ بعيده عن مسامعهم
- معلش ياجميله هي نورا كدة طبعها وحش فأحسن حاجه انك تحاولي تتجاهليها ومتتعامليش معاها
قالتها خديجه بهدوء

جميله بابتسامه خفيفه وعينيها تنبع بالطيبه
- ماشي بس ممكن تكون كدة بس من جواها طيبه
ضحكت علياء بصخب
- والله انتي اللي طيبه اووي دي طيبه دي حربايه
ضحكت خديجه بينما وضعت جميله يديها علي فمها وعينيها متسعه من الصدمه
- يلهووي بالدرجه دي
علياء قائله بهدوء وعينيها تلمع بالكره والاحتقار
- واكتر من كدة انتي علشان جديده ومتعرفهاش كويس بس اصبري بس،هتشوفي منها بلاوي

خديجه بابتسامه خفيفه
- بصي حتي لو شافت منها ايه عمرها ماهتشيل منها ولا هتقول عليها حاجه وحشه جميله طيبه اووي
ابتسمت جميله بسعاده فالبرغم من عندما التقائهم لسنوات الا انها لم تنسي طبع جميله وتعرفها جيدا
رفعت علياء حاجبيها باستغراب
- بتقولي كدا كأنك تعرفيها من زمان
ابتسمت خديجه
- ايوه انا وجميله اصحاب من واحنا صغيرين اتربينا مع بعض في الملجأ

-ايه دا بجد
قالتها سميه بدهشه وهي تقترب منهم، وفي يديها بعض صحون الطعام وكان يساعدها سمير في حملهم
جميله وهي تبتسم بسعاده
- اه ياخالتي سميه، لما قولتي في واحده هنا بتشتغل اسمها خديجه مكنتش اتوقع تكون هي
جلست سميه وسمير
وابتساموا جميعا ليقول سمير وعينيه تنبع بالحنان
- طب يلا علشان تاكلوا اكيد جعتوا
- ايوه والله ياعم سمير وريحه الاكل جوعتني اكتر
قالتها علياء وهي تنظر الي الطعام بشهيه شديده وتمرر طرف لسانها فوق شفتيها بتلذذ ليدل علي جوعها الشديد

ضحكوا جميعا لتقول جميله بشفقه
- طب ونورا حرام كدة مش هتقول اكيد جعانه
تأففت علياء بغضب
- ليه بس السيره دي وبعدين مش قالت نفسها اتسدت فخلاص براحتها
خديجه بابتسامه خفيفه
- مش قولتلك جميله طيبه اووي وياستي متقلقيش بس هي هتاكل بس لما نخلص اكل هتيجي تاكل او خالتي سميه هدخلها الاكل في الاوضه

علياء بسخريه وهي تبتسم
- تعديل بسيط قصدك بعد مانخلص اكل هتتسحب زي الحراميه وتاكل، فاكره مش هنشوفها بس احنا بس مش بنقول حاجه علشان منكسفهاش
ضحكوا بصخب ثم تناولوا الطعام ولم يخلو الجو من ضحكاتهم وحديثهم المرح فارتخت ملامح جميله وشعرت بالراحه والحنان الذي كانت تشعرهم عندما كانت في الدار وكانت تظن بأن اصحاب الفيلا سيكونوا مثلهم في طيبه قلبهم ومرحهم ولكن لا تعلم ماذا يخبئ القدر لها
-----------------------------------------
- ايوه ياباشا البت وصلت للفيلا خلاص
قالها ذات الرجل الذي كان يراقب جميله طوال الطريق ولم يفارقها ابدا فكان كظل تاني لها
اكمل بصوته الغليظ ومازال يضع الهاتف علي اذنه وهو يجلس في سياره الاجره
- حاضر ياباشا اللي تأمر بيه هيتنفذ هبقي ظلها ومش هفرقها ابدا وكل لما تتطلع من الفيلا همشي وراها من غير ماتحس وهقولك علي كل تحركاتها
ثم حمحم بتوتر ليسأل بفضول لم يستطيع السيطره عليه
- هو انت ياباشا عايزاني اراقب البت دي ليه هي عمل...

ولكن ابتلع باقي حديثه داخل جوفه عندما صرخ فيه رئيسه بان لا يسأل في امر لا يعينه وان ينفذ مايطلبه منه فقط دون النطق بحرف واحد
تحدث وهو يبلع لعابه بتوتر وخوف
- انا اسف ياباشا خلاص هنفذ كل اللي امرتني بيه من غير اسئله ولا ايه حاجه
ثم اغلق الهاتف بعد ان اغلق رئيسه الخط في وجهه
تأفف بغضب وانزعاج وهو يحدث نفسه
- انا كان مالي ومال الشغلانه دي ياربي هو اتعصب عليا كده كل دا علشان سألته
-----------------------------------------
صباح اليوم التالي
استيقظت جميله بنشاط وهي تبتسم بإشراق وتشعر ذاتها خفيفه كالفراشه وعلي وشك الاستعداد لتقوم بجميع اعمال الفيلا
فكانت اول من تستيقظ في الغرفه، كانت تنام في ذات السرير الذي اختارته لتجلس عليه مؤقتا
دلفت الي الحمام ثم خرجت بعد قليل وكانت ترتدي زي الخادمين الذي اعطته لها سميه

-يووه ايه الدوشه دي
قالتها نورا بغضب وهي تتأفف بصوتها الناعس
- صباح الفل ياجميله، اه وسيبك من البت دي المفروض تقوم تجهز علشان الشغل
قالتها علياء وهي تنزل من اعلي السرير فكان سريرها فوق سرير جميله مباشره
عدلت نورا من جلستها، لتجلس علي السرير وهي تصيح بغضب
- اسم الله ياختي انتي اللى جهزتي اووي
علياء ببرود
- علي الاقل ما اشتكتش زيك كدا
ابتسمت جميله وارتسم الألم والحزن علي ملامحها عندما تذكرت جدال تقي وقمر كل صباح فقلبها واذنها وعقلها ايضا يصرخوا بالاشتياق لهم

قطع شرودها طرقات خفيفه علي الباب لتجدها سميه تفتح الباب قائله بهدوء
- صباح الخير يابنات، ايه دا لسه ماجهزوتش يلا اجهزوا بسرعه
- صباح الخير ياخالتي سميه
قالتها جميله بابتسامه خفيفه
لترد عليها بابتسامه دافئه
- صباح النور ياجميله كويس انك جهزتي يلا تعالي ساعدني علشان نحط الفطار علي ماهم يجهزوا

علياء بتساؤل
- هم كلهم جم
اومأت سميه وهي تشير برأسها بقله حيله نحو خديجه النائمه
- اه ويلا بقا احهزوا وحد يصحي خديجه
نظروا الي خديجه النائمه لا تشعر بشئ كانها في عالم اخر تمامآ
ضحكت علياء بصخب
- طيب ربنا معايا علي مااصحيها دي نومها تقيل اووي
ضحكت جميله
- ايوه دي كانت اخر واحده بتصحي في الدار كله
ضحكوا بشدة، فخرجت سميه وجميله من الغرفه ليتجهوا الي المطبخ بينما دلفت نورا الي الحمام، بينما علياء كانت تحارب لتيقظ خديجه كأنها في معركه صعبه الفوز
--------------------------------------------------
- يلا ياجميله شيلي الطبق دا وتعالي ورايا
قالتها سميه وهي تحمل الصحون
لتهز جميله راسها ويصعدوا الدرج ليتجهوا الي غرفه السفره
غطي علامات التوتر والخوف وجهها ناصع البياض فكانت تود ان تهرب ولا تدلف إليهم فقلبها وعقلها يرتجفون من القلق والخوف من مقابلتهم بالرغم من شكر ومدح الجميع لطيبه هذه الاسره ولكنها تشعر بشعور غريب اجتاحها لا تعرفه فظنت ان هذا الشعور هو الخوف والتوتر

دلفوا الي الغرفه لتجد رجل في منتصف الخمسينات يترأس طاوله الطعام ذات عيون بنيه فاتحه وشعر بني فاتح وبشره قمحيه كانت تجلس علي جانبه الايمن امرأه في اواخر الاربعينات ذات شعر اسود وعيون سوداء كالفحم وبشره بيضاء، وتجلس علي جانبه الايسر الفتاه التي راتها جميله في الصور فتذكرت اسمها

نظرت اليهم المرأه بابتسامه مشرقه تظهر ملامحها بشكل واضح للغايه بأنها طيبه القلب وحنونه
- صباح الخير
وضعت سميه الصحن علي الطاوله وفعلت جميله ذات الشئ لتقول سميه
- صباح النور ياماجده هانم
ابتسمت ماجده لتنظر الي جميله من اعلاها لادناها تتفحصها بدقه وفعل الباقي مثلها منهم من يتفحصها بعيون مليئه بالطيبه والحنان ومنهم من يتفحصها بعيون تلمع بالغرور والتكبر ومنهم من يتفحصها بعيون تلمع بنظرات لا يستطيع ان يفسرها احد الا صاحب تلك النظرات

قاطعت سميه تفحصهم الدقيق وهي تشير الي جميله وتبتسم بخفه
- دي جميله اللي قولتلك عليها ياماجده هانم
كانت ماجده تنظر الي عيون جميله العسليتين وهي شارده الذهن بوجه خالي من التعبيرات او المشاعر، لم تستمع الي حديث سميه كأنها مغيبه عن هذا العالم وفي عالم خاص بها لوحدها
- ماجده حبيبتي مالك
قالها الرجل الذي يترأس الطاوله وهو يهز ماجده بخفه من كتفها

فاقت من شرودها وعادت من عالمها الخاص وارتسم علي شفتيها ابتسامه مرتعشه
- لا مافيش حاجه يامحسن
ثم نظرت الي جميله بابتسامه خفيفه وعينيها تنبع الحنان والدافئ
- اصل جميله حلوه اووي فسحرت في جمالها
ابتسمت جميله بخجل وضحكت سميه وماجده بينما كانت تنظر اليها ملك بعيون تلمع باالاشمئزاز والاحتقار كأنها تنظر الي قطعه قمامه

شعرت جميله بنظراتها فتلاشت ابتسامتها واخفضت رأسها والحزن غطي ملامح وجهها فهل كنتي تنتظرني ان ينظروا إليك جميع افراد اسره تلك الفيلا بإحترام وحب؟ لماذا؟فإنك خادمه لا تسوي شئ
هذا ما كان يجول في ذهنها فشعرت برغبه شديده في البكاء وبأن دموعها تصرخ وتهتفها لتخرجها علي وجنتيها لكنها لم تستجيب لدموعها
فسخرت من ذاتها فكيف تبكي هل شئ سخيف مثل هذا!؟ اصبري ايتها الدموع ستخرجني علي وجنتي كثيرا وكثيرا الي ان تملي وتتطلبي الرحمه

- ماجده عندها حق انتي حلوه فعلا
قالها محسن بنبره ساخره حاول السيطره عليها كي لا تظهر لاحد ولكن ظهرت الي جميله التي لم تستطيع ان تفسرها الا انه يسخر منها من نظراته التي تشع بذلك والتي لم يستطيع ان يخفيها عنها
ولكن ارتسمت علي شفتيها ابتسامه مرتعشه
بينما رجعت ملك خصله شارده من شعرها قائله بسخريه لاذعه وهي ترمقها باحتقار
- هو احنا هنقضيها كدا نمدح في جمال الست جميله وبعدين دي خدامه يعني في ايه مالكم

شعرت جميله بالإهانه وعلمت واستوعبت جيدا مكانتها عند الجميع ستظل في عيون الجميع ماهي الا شئ صغير لا ترى بالعين ولا يشعر بيها احد ولا تسوي شئ مهما فعلت او تحدثت
فأستجبت لدموعها التي فرحت للغايه وتركتها بحريه تخرج علي وجنتيها
وهي تخفض رأسها
رمقتها ماجده بغضب ونظرات حاده قاتله لتصيح وهي تجز علي اسنانها
- مللللللك

لم تعيرها اهتمام كأنها لم تقول شئ، امسكت بالهاتف لتعبث به ببرود شديد
بينما محسن كان يراقب الوضع بصمت وبوجه خالي من التعبيرات
-انا هطلع هريح في اوضتي حبه
قالتها ماجده وهي تقف ومازالت ترمق ملك بغضب
لينظر محسن اليها ويهتف بحنان
-طب افطرى الاول وبعد كدة اطلعي
ابتسمت له برقه
-لا ياحبيبي مليش نفس هبقي افطر بعدين
اومأ بابتسامه خفيفه ثم خرجت ماجده من الغرفه

- يلا ياجميله نجيب بقيه الفطار
قالتها سميه وهي تهمس لجميله وتربت علي كتفها بحنان وهي ترسم علي شفتيها ابتسامه دافئه لعلها تخفف عنها ولو قليل
،اومأت جميله بطاعه دون ان ترفع وجهها كي لا ترى دموعها التي غطت وجنتيها بالكامل وخرجوا من الغرفه بهدوء
-------------------------------------------------
- معلش ياجميله هي انسه ملك كلامها دبش حبه ويزعل بس والله طيبه
قالتها سميه وهي تتنهد بضيق وقلبها يتمزق الي اشلاء علي جميله التي كانت تبكي بحرقه ولكن مسحت دموعها بكف يديها كالاطفال وكادت ان تتحدث لكن قاطع حديثها علياء قائله بسخريه وهي ترمق نورا بإحتقار وكره
- طيبه مين دي متكبره ومغروره بتفكرني بواحده كدة

نورا وهي تعقد ذراعيها امام صدرها ببرود قاتل
- علفكره انا ممكن اقول ل انسه ملك وساعتها شوفي ايه اللي هيحصل فيكي
علياء ببرود لا يقل عن برودها
- قولي ياحبيبتي انا مش بخاف من حد
كادت ان تتحدث نورا لكن قاطع حديثها
سميه وهي تصيح بغضب
- اسكتوا بقا عيب والله كدا انتي يانورا خدي بقيه الاطباق
ثم اكملت وهي ترفع اصبعها الاوسط امام وجهها بتحذير وعلامات الغضب احتلت ملامح وجهها بالكامل
- وإياكي تقولي حاجه ل انسه ملك فاهمه

ثم التفتت الي علياء لتكمل بنفس النبره
- وانتي ياعلياء مسمعكيش بتقولي كدا تاني
ويلا خدي انتي كمان الاطباق، واقسم بالله لو سمعت صوت واحده فيكم بقيه اليوم مش هيحصل ليكم كويس
كانت سميه كالقنبله علي وشك الانفجار فلقد فاض بيها وملت من شجارهم الدائم بشده كانت علياء تنظر اليها وعينيها تلمع بالندم والحزن لانها اغضبت سميه فهي تحبها بشده كوالدتها تماما بينما نظرت نورا اليها ببرود قاتل كأنها لم تفعل شئ واخذت الاطباق وخرجت من المطبخ وخرجت خلفها علياء

- اهدي باحبيبتي علشان ضغطك
قالها سمير بقلق وهو يربت علي كتفها بحنان بينما جميله كانت في عالمها الخاص لم تنتبه الي ماحدث ومازالت تفكر فيما قالته ملك بحزن شديد ولكنها خرجت من عالمها الخاص عندما استمعت الي ماجده التي قالت بهدوء وهي تقف بجوار باب المطبخ
- سميه انا همشي هروح مشوار وحبه وهرجع
لتكمل بقلق عندما لاحظت علامات الغضب المزيجه بالتعب الظاهر علي ملامحها
- مالك ياسميه انتي كويسه

نفت سميه راسها قائله بهدوء شديد
- لا مافيش ياماجده هانم انا كويسه تروحي وترجعي بالسلامه
ابتسمت لها ماجده ثم نظرت الي جميله لتكمل بابتسامه خفيفه وعينيها تلمع بالأسف والحزن
- معلش ياجميله علي اللي حصل من شويه بعتذر منك نيابه عن ملك
هزت جميله راسها سريعا لتقول بلهفه
- لا لا عادي محصلش حاجه
ابتسمت لها بحنان فبادلتها جميله ذات الابتسامه ثم خرجت وظلت جميله تنظر في اثرها وهي تبتسم بسعاده
علي الاقل هناك شخص واحد في هذه الاسره يحترمها ويحبها ولا ينظر إليها كأنها قطعه قمامه ولكن هل ستكون ماجده فقط التي تنظر إليها وتحترمها بتلك الطريقه ولا هناك شخص اخر سيكون مثلها؟

- هو اللي حصل في ايه ياخالتي سميه
قالتها خديجة وهي تتدلف المطبخ وتتئاثب وتفرك عينيها السوداء
ضحكت سميه ونفت برأسها بقله حيلخ
، بينما ابتسمت جميله برقه وارتخي ملامحها بشده لعدم تغير خديجه فكانت هكذا في الدار

- جميله اطلعي نضفي اوضه ماجده هانم انتي طبعا عارفه انهو اوضه انا عرفتك علي الاوض امباراح
قالتها سميه بجديه
اومأت جميله بطاعه بينما اعطتها سميه ادوات التنظيف قائله بحذر شديد ولا يظهر علي ملامحها الا الجديه فقط
- اوعي ياجميله تكسري حاجه خلي بالك يلا روحي بسرعه
اومأت جميله بتردد والتوتر والخوف دب قلبها بشده وخرجت من المطبخ
--------------------------------------------------
- ياترى انهو اوضه مش فاكره
قالتها جميله وهي واقفه بحيره في الممر توزع نظراتها بين الغرف بتوتر
ضربت مؤخره راسها بخفه لعلها تتذكر ولكن دون جدوي كأن ذاكرتها تبخرت ولن تعود مره اخرى

- هدخل الاوضه دي وخلاص حاسه ان هي
قالتها وهي تشير الي احدي الغرف بتوتر
فتحت باب الغرفه بهدوء واغلقته لتدلف الي الداخل بتردد محدثه نفسها بتوتر وهي علي وشك البكاء مره اخرى اللعنه علي تلك الدموع التي تود ان تخرج في ايه موقف كان
- ايه دا هي دي الاوضه ولا لا
مش فاكره يلهوي عليكي ياجميله
لتكمل بهدوء
- بس دا نفس الشعور الغريب اللي حسيته قبل كدة
- شعور ايه وانتي مين
انتفضت جميله بفزع والتفتت.. توسعت عينيها بصدمه
------------------------

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-