Ads by Google X

رواية طريقي المبهم الفصل الخامس


 (الفصل الخامس)


انتفضت جميله بفزع والتفتت توسعت عيونها بصدمه ولم تستغرق وقت لتعرفه كأنه محفور في ذاكرتها ولو مر الكثير من السنوات ستظل تتذكره دائما بالرغم من انها لم تراه إلا مره واحده عندما اصطدمت بسيارته ولكن تذكرت هذا الوسيم ذو العيون البنيه كالقهوه علي الفور واللعنه هذه غرفته الذي شعرت فيه بالامان والراحه عندما دلفت إليها مع سميه ولكن لم يخيل لها عقلها بانها ستقابله مره اخرى وستكون هذه غرفته هل هذا كما يطلقوا عليها صدفه ام طريقها وقدرها يسعي ليوصلها إليه لغرض ما لا تعلمه حتي الان؟

بينما هو اخذ ينظر اليها من اعلاها لادناها وعلامات عدم التصديق الذي لم يستطيع اخفائها غطت ملامحه الرجوليه الوسيمه كما ان قلبه وعقله يصرخوا بالفرحه كأنهم فازوا في مسابقه ما، فتذكر حديث صديقه عمر عندما اخبره بأنه من المحتمل ان يراها مره اخرى ولكن لم يخيل له عقله بانه سيراها بهذه السرعه ولكن ليس هذا فقط ايضا سيراها في منزله وغرفته ماهذه الصدفه الغريبه ولكنها اجمل صدفه سارت معاه

قطع شروده عندما صرخت جميله وخبأت وجهها بين كفيها محاوله عندما رؤيته بهذه الحاله وليس هذا فقط كي لا يري وجنتيها الذي احمرت كثمره الطماطم وكانت تود ايضا ان تخبئ قلبها اللعين كما خبأت وجهها بالكامل فقلبها كان يخفق بعنف فاقسمت بان جميع من في الفيلا استمع الي دقات قلبها فلاول مره يخفق بعنف بتلك الطريقه فلم تعلم لماذا يخفق هكذا هل من الفزع والارتباك الذي اصابها من رؤيته بتلك الحاله؟ ام شئ اخرى لا تعلمه؟

بينما هو استوعب لما صرخت، كان لا يرتدي شئ، سوى منشفه صغيره يلفها حول خصره ليغطي الجزء السفلي وقطرات الماء تتساقط من شعره البني الغزير اللامع ووجهه الابيض الوسيم
- انتي بتعملي ايه هنا؟
سألها بنبره توتر لم يستطيع اخفائها وعينيه وملامح وجهه تظهر بوضوح صدمته وعدم تصديقه

أجابت بتلعثم ومازالت تخبأ وجهها
- اسفه..... ا.. نا.. هو.. كنت فاكره.. دي اوضه.. ماجده. هانم.. اسفه
بعد ان انهت جملتها كانت في غمضه عين خارج الغرفه مما جعله يقف ينظر في اثرها هو فاغر الفم لا يستطيع ان يصدق سرعتها الرهيبه فلو كانت تتسابق في سابق ما ستفوز بلا شك
فسأل ذاته بشك هل ما يراه حقيقه ام خيال؟
----------------------------------------------
كانت جميله تهبط من علي الدرج بسرعه كبيره كانت قدمها تتعثر بين الحين والاخر الي ان وصلت المطبخ كانت تلهث بشده،ومازالت وجنتيها شديده الاحمرار ودقات قلبها تنبض بعنف كما هي
- مالك ياجميله؟
سألتها سميه وعلامات القلق والاستفهام يغطي ملامحها بل يغطي ملامح علياء وخديجه ايضا

ابتلعت جميله لعابها واخذت كأس وسكبت فيه الماء وشربته جرعه واحده ثم جلست علي كرسي طاوله الطعام وهي تخفض رأسها وتفرك يديها بتوتر
جلست خديجه وعلياء بجوارها بينما ظلت سميه واقفه ترمقها باستغراب
وضعت خديجه كفها علي كف جميله لتسألها بنبره خافضه يملؤها القلق
- جميله في ايه انتي كويسه؟

انتفضت جميله واستوعبت وجودهم فكانت لا تزال تحت تأثير الصدمه
اخذت توزع نظراتها بينهم بتوتر لتجيب بتلعثم وارتباك
- ايه.. لا مافيش.. انا بس... عاوزه. اكل.. جعانه
قالت كلمتها الاخيره بنبره عاليه
فرفعت خديجه حاجبيها والصدمه احتلت وجهها بالكامل ونظروا الي بعضهم باستغراب
سميه بابتسامه خفيفه لتسأل بتعجب
- يعني اللي مخليكي كدا انك جعانه!

لم تعلم جميله بماذا تجاوب لاول مره تكون في هذه الحاله فأكتفت بهز رأسها موافقه دون النظر إليهم كي لا تفضحها ملامح وجهها التي تظهر بوضوح حاله التوتر والصدمه التي هي عليها الان
ضحكت علياء بشده قائله بشك وهي ترمقها بخبث وتشير الي وجنتيها
- ياشيخه بجد اومال وشك محمر اووي كدا ليه!
وضعت جميله كلتا يديها علي وجنتيها ولم تعلم بماذا تجاوب للمره الثانيه فقررت ان تصمت

خديجه والقلق مازال يتخللها
- جميله لو انتي تعبانه قولي ممكن تعبتي في التنضيف دا عادي علشان اول يوم ليكي في الشغل
سميه بجديه شديده
- ايوه خديجة عندها حق لو تعبانه ممكن ترتاحي بقيه اليوم مش مشكله
نفت جميله براسها سريعا قائله بتوتر دون النظر اليها وهي تخفض رأسها
- لا لا انا مش تعبانه انا بس علشان متعوده افطر كل يوم قبل مااعمل ايه حاجه

ربتت سميه بخفه علي ظهرها قائله بابتسامه حنونه
- خلاص ماشي هجبلك حاجه تأكليها
ثم ذهبت الي جهه اخرى في المطبخ
كادت خديجة ان تتحدث ولكن قاطع حديثها قرع باب الفيلا معلنا عن قدوم احد
واقفت علياء بهدوء
- هقوم انا اشوف مين
هزوا راسهم موافقين وخرجت من المطبخ
-------------------------------------------------
فتحت علياء الباب واخذت تسب وتلعن ذاتها لانها فتحت باب الفيلا ويتوجب عليها ان ترى وجه اكثر شخص تكره وتبغضه في العالم
لم تستطيع ان تخفي نظرات الاشمئزاز والكراهيه التي تنبثق من عينيها السوداء المكحله وتظهر بوضوح علي ملامح وجهها الابيض او لنكون اكثر دقه بأنها تعمدت اظهار تلك النظرات لعله يتركها وشأنها ولكن كل هذا دون جدوي

" ماذا نفعل في القلب الذي لا يود ان لا يتركها ويود ان يظل يلاحقها الي الابد ولا يستطيع المرء التحكم في تصرفات قلبه الا ان قرر المرء عدم طاعه تصرفات قلبه والسير وراء عقله الذي في معظم الاحيان او دائما في خلاف دائم مع قلبه ولكن هو لم يتأخذ هذا القرار بعد
والسؤال هنا هل سيتأخذ هذا القرار في المستقبل ام سيظل يطيع دائما تصرفات قلبه الطائشه؟ "

- ايه هتسبني واقف كدا كثبر
قالها عمر بسماجه وهو يبتسم وينظر إليها من اعلاها لادناها بعيون مليئه بالخبث والوقحه

تأففت علياء وهي تلعن فيه، فتحت الباب علي مصرعيه قائله بحده وتشير إليه بالدخول دون ان تنظر الي وجهه كي لا ترى تلك النظرات الذي لا تكره مثلها في حياتها
- اتفضل

دخل عمر فاغلقت علياء الباب وهمت بالذهاب فلا تود ان تقف معاه لحظه واحده خاصه بعد اخر لقاء سار بينهم الليله الماضيه ولكن وقفت فجأة وتسمرت في مكانها وعلامات الغضب والاحتقار احتلت وجهها بالكامل فكان يمسك معصمها بكل وقاحه قائلا مصطنع البراءه ومازال يتذكر محاولتها في صفعه اخر مره والغضب يتأكله من الداخل فلو كانت فعلتها
فلن تكون امامه الان واقفه بكل تلك الحريه بل ستكون في مكان اخر ستكون راقده في قبرها
- مالك حاسك مضايقه مني

اغمضت عينيها وتنفست عده مرات محاوله تهدئه ذاتها واعصابها التي لو تركتهم واستجابت لرغبتهم ستنقض عليه تصفعه عده مرات الي ان يموت علي يديها لتخلص منه وتريح ذاتها الي الابد
التفت وضعت يديها علي يده باشمئزاز لتزيح يده عنها قائله بابتسامه مصطنعه لم تصل الي عينيها وهي تجز علي اسنانها بحده
- واضيق من حضرتك ليه هو احنا نعرف بعض كويس

عقد ذراعيه امام صدره ببرود ويبتسم بمكر
- ماانا مستغرب علشان كدا انتي كل ماتقابلني تقابلني بعصبيه وبتكلمي من تحت ضرسك ومش بتبقي طايقني
رفعت حاجبيها قائله بسخريه
- وحضرتك واخد بالك اووي من خدامه ليه كدة خير يعني
ابتسم بخبث وعينه تلمع بنظراته الوقحه
- اولا عاوزك تقولي عمر ايه حضرتك دي انتي مش بتشتغلي عندي
ثم اكمل بنبره ثلجيه غليظه
- ثانيا ايه حد يلاحظ كدا باين اووي يعني

عقدت ذراعيها امام صدرها قائله ببرود
- اولا هفضل اقول حضرتك، هقول اسمك ليه احنا منعرفش بعض كويس وكمان....
شهقت علياء بصدمه عندما اقترب عمر منها فكان انفاسه الساخنه تلفح ملامح وجهها المصدوم، كان لا يفصل بينهم سوي إنش واحد وقلبه يطالبه كي يقطع ذلك إلانش ولكن لم يستمع تلك المره لرغبات قلبه
"فليس كل مره يا ذلك القلب الطائش ولكن سأظل اطيع تصرفاتك في الالتحاق بها فقط"

فقال بنبره خافضه يملؤها الخبث وعينيه منصبه بكل وقاحه علي شفتيها
- كل شويه تقولي منعرفش بعض كويس خلاص معنديش مشكله ممكن نتعرف علي بعض كويس ونبقي اصحاب او اكتر من اصحاب وقولتلك الكلام دا بطرق مباشره وغير مباشره كثير وكمان امباراح اكيد فاكره

ابتلعت علياء ريقها بتوتر واحمرت وجنتيها ولاول مره قلبها يخفق بكل قوته بعنف وليس ذلك فقط بل قلبها اللعين يطالبها ان تظل بالقرب منه ولكنها لم تستمع لرغبات قلبها
وضعت يديها علي صدره لتدفعه بعنف
قائله بتوتر وهي ترفع اصبعها بتحذير امام وجهها
- احترم نفسك انت فاكرني ايه انا مش زي البنات الشمال اللي تعرفهم

ثم تنفست بعمق لتصيح بغضب
- دا اولا وثانيا بقا مضايقه مش مضايقه دي حاجه تخصني ومالكش دعوه بيا انا فاهمه كويس انت عاوز مني ايه من نظراتك الوقحه دي بس احب اعرفك كويس مش هتقدر توقعني فمتحاولش عن إذنك
ثم التفتت لتغادر ولكن توقفت قائله بحده جافه وهي تعطيه ظهرها
- اه تقدر تستني احمد باشا في المكتب علي ما نبلغه ان حضرتك وصلت
ثم غادرت الي المطبخ وهي تتمتم بكلمات غاضبه وتسبه بأبشع الالفاظ

بينما تركته وشرر الغضب يتطاير من عيونه الذي لو تركهم سيحرق الفيلا بالكامل
قائلا يحدث نفسه بتحدي وهو يكور قبضه يده الي ان ابيضت مفاصله
- هنشوف اذا كان هقدر اوقعك ولا لا ياست علياء
---------------------------------------------
- قليل الادب مفكرني واحده شمال من اللي يعرفهم
قالتها علياء وهي تصيح بغضب وتدلف الي المطبخ بخطوات غاضبه
نظرت خديجه وجميله الجالسين اليها بعيون متسائله
فسألت خديجه باستغراب وهي ترفرف عده مرات
- مين دا ياعلياء؟

نظرت اليها علياء بوجهها شديد الاحمرار المزيج من الغضب والخجل ازاحت الكرسي بعنف لتجلس عليه واخذت قطعه عيش صغيره ومضغتها بغضب قائله بسخريه لاذعه
- هيكون مين غير الاستاذ المحترم عمر
ابتسمت خديجه ابتسامه خفيفه وهزت رأسها يمينا ويسارا بيأس
بينما رمقتهم جميله بعدم فهم لتسأل بفضول وهي تحك مؤخره رأسها
- مين عمر دا؟
خديجه بهدوء
- دا ياستي صاحب احمد باشا من وهما صغيرين وشريكه في الشغل وبيجي هنا علطول.. وعلشان كمان مش تستغربي لما تشوفي شكله لان شكله كده مدي علي اجنبي هو فعلا يعتبر اجنبي لان امه اجنبيه بس ابوه مصري وابوه عايش في امريكا بس الاستاذ عمر بيحب مصر وموافقش يعيش مع ابوه هناك وعلشان كمان مش يسيب صاحبه فهو عايش هنا في شقه لوحده وساعات بيجي يبات هنا

- بس كدا
قالتها علياء باستنكار وهي ترفع حاجبيها
علمت خديجه ماتقصده وضحكت بشده
بينما جميله مازالت تنظر اليهم بعدم فهم وهي ترفرف بعينها باستغراب عده مرات فكانت تود ان تصرخ فيهم كي يفهمها احد مايحدث
علياء بغيظ وهي تجز علي اسنانها
- بتتضحكي علي ايه
خديجه من بين ضحكاتها قائله بسخريه
- اصل انتي كل لما يجي هنا بتبقي بالمنظر دا كأنه قاتل حد من اهلك
علياء بحده وهي تدبدب بقدميها في الارض بغضب
-لا ياخفيفه ماانتي عارفه كويس ببقا كدا ليه

ثم نظرت الي جميله التي تمضغ الطعام ببطء وتنظر اليهم بنفس النظرات السابقه
اكملت علياء بغضب
- هكمل اللي خديجة مقولتش الاستاذ عمر دا واحد قليل الاداب وبتاع بنات بيبص للبنات بنظرات وقحه وخبيثه مش بيسيب بنت في حالها وفاكر كل البنات شمال مش عارفه ازاي دا صاحب احمد باشا مختلف عنه تماما

شرقت جميله واخذت تسعل بقوه
ضربتها خديجة بخفه علي ظهرها عده مرات بينما اعطتها علياء كأس الماء اخذت جميله الكأس وارتشفته جرعه واحده
- اهو شرقت من سيرته الزفت
قالتها علياء وزمت شفتيها للجانب بغضب
خديجة وهي تتنهد بنفاذ صبر
- ماهو انتي السبب بتتكلمي عليه وبعدين مش قولنا تتجنبه ومتتعامليش معاه
علياء وهي تصيح بغيظ
- ماهو مش بيسبني في حالي وهحكيلكم عمل ايه وانتو تحكموا بقا

قصت علياء ماحدث بينما جميله لم تتبه لما تقوله كانت شارده الذهن في عالم خاص بها وبذكرياتها فكانت تتذكر ما حدث من قليل واحمرت وجنتيها من جديد واخذ قلبها الذي اقسمت بأنه سيفضحها في يوم ما يخفق بعنف
-وانتي رايك ايه ياجميله
قالتها علياء وهي ترمقها بعيون متسائله
عادت جميله من عالمها الخاص وهي ترمقها بعدم فهم قائله بتوتر
-رأيي في ايه
رفعت علياء حاجبيها بشك
-لا انتي مش معانا خالص
خديجه بقلق
-انتي كويسه ياجميله من ساعه مانزلتي من اوضه ماجده هانم وانتي كدا واديكي بتاكلي اهو وبردو مش عجباني

انتفضت جميله واقفه كمن لدغتها حيه وهي تصيح بفزع وعلامات التوتر والخوف احتل وجهها
-يلهووي نسيت خالص لازم انضف الاوضه
ثم ركضت سريعا خارج المطبخ غير مباليه بصيح علياء وخديجه
واقفت خديحه بجديه
- طب يلا احنا كمان ياعلياء علي شغلنا
هزت علياء راسها موافقه ووقفت ثم ضربت مؤخره راسها بخفه قائله برجاء
- اه صح نسيت بقولك ايه ياخديجه روحي انتي ونبي قولي ل احمد باشا ان البتاع دا مستنيه في المكتب

- بتاع مين
قالتها ملك وهي ترفع حاجبيها بشك بحده وهي واقفه علي باب المطبخ وتعقد ذراعها امام صدرها وترمقها بحده مما جعل علياء تبتلع ريقها بتوتر ولكنها قالت بنبره حاولت علي قدر الامكان ان تجعلها طبيعيه خاليه من التوتر
- اقصد عمر باشا معلش اصل نسيت الاسم لما بنسي اسم حد بقول بتاع
اعتدلت ملك في وقفتها ولم تستطيع اخفاء السعاده التي احتلت وجهها بل جعلت عينيها ايضا تلمع بنظرات الفرحه ونظرات غامضه لن يفهمها احد سوي عمر فهتفت وهي تبتسم بسعاده
- عمر هنا، هنا من امتي

نظرت خديجة وعلياء الي بعضهم بنظرات خبيثه ذات مغزي، استوعبت ملك مافعتله فاخذت تسب وتلعن ذاتها في سرها وهي تغرز اسنانها في شفتيها
ولكنها حمحمت قائله بتوتر وهي ترفع احدي يديها وتهزها بعشوائيه امامهم
- خلاص خلاص مش عاوزه اعرف وانتو بتعملوا ايه هنا يلا شوفوا شغلكم
علياء بخبث وهي تبتسم
- شوفتي منظرها بتبقي كدا علطول لما بتسمع سيرته او بيجي هنا باين اووي انها بتحبه
ثم اكملت باستغراب وملامحها تظهر بوضوح الاشمئزاز والكراهيه
- بس ونبي بتحبه علي ايه دا قليل الادب وبتاع بنات وهي عارفه كدا طبعا

تنهدت خديجة بهدوء
- كدا كدا هو اصلا ولا بيهتم بيها وبيعتبرها زي اخته
علياء بحده وهي تجز علي اسنانه وعينيها تلمع بالكره والاشمئزاز
- ايوه دا الوحيده اللي مش بيبصلها بنظرات الوقحه والخبيثه بتاعته
خديجه وهي تتضحك بخفه
- طب يلا بيننا بقا نشوف شغلنا وانا هطلع عند احمد باشا اقوله
--------------------------------------------------
- عمر اذيك
قالتها ملك وهي تتدلف الي المكتب وتبتسم برقه بينما كان عمر يجلس علي كرسي المكتب يعبث بهاتفه بملل نظر اليها بوجه خالي من المشاعر او التعبيرات ثم نظر الي الهاتف مره اخرى قائلا ببرود
- الحمد لله وانتي اخبارك ايه باملك
جلست ملك امامه بحماس قائله وهي تبتسم بسعاده كالبلهاء
- الحمد لله انت هنا من امتا
عمر ببرود ومازال ينظر الي الهاتف
- من حبه كدا

تأففت ملك وشعرت بأن تجاهله وحديثه البارد كالثلج كأنه جلب خنجر حاد ومسموم وغرزه في قلبها الذي ينبض بحبه منذ الطفوله اخذت منه الهاتف وهي تصيح بغيظ الذي جعل وجهها شديد الاحمرار
- انا بكلمك ياعمر يعني تسيب التليفون وتبصلي زي ما انا ببصلك كدا
زفر عمر بضيق قائلا بنفاذ صبر وهو يشير بيده نحو الهاتف
- هاتي التليفون ياملك عندي شغل مهم
واقفت ملك وضعت الهاتف خلف ظهرها قائله بنبره خافضه برقه وهي تبتسم وعينيها تلمع بالمشاكسه والخبث
- لا لو عاوز التليفون تعالي خده

وقف عمر وهو يصيح بحده ويشير الي الهاتف بغضب
- ملك بلاش لعب العيال دا هاتي التليفون
نفت ملك براسها وضحكت بصخب وهي تركض في الغرفه تأفف عمر وركض وراءها وهو يتمتم بكلمات غاضبه ويصيح فيها بحده وغضب لتترك الهاتف
توقفت ملك فجأه دون سابق انذار والتصقت بصدره الصلب بخبث الذي توقف امامها دون ارادته فاصبح لا يفصل بينهم سوي إنش واحد فكانت متعمده ان تفعل ذلك لتكون بالقرب منه وتنظر الي عيونه الزرقاء الصافيه كالبحر التي سحرتها بل سحرت قلبها وعقلها

ابتسمت ملك واحمرت وجنتيها وتسارعت دقات قلبها التي وصلت الي مسامع عمر مما جعله يتنهد بضيق ويأخذ الهاتف من وراء ظهرها وجلس مره اخرى ببرود وهو يعبث بهاتفه كأن شئ لم يحدث فهو لا يشعر بأيه شئ عندما يكون بالقرب منها لم تهتز عضله واحده من قلبه الذي سينبض عاجلا ام اجلا باسم شخص اخر غيرها
اخذت ترمقه بعيونها الفيروزيه المليئه بالحزن والانكسار وتلاشت إبتسامتها وازداد احمرار وجهها ولكن ليس من الخجل بل من الغضب والغيظ كادت ان تتحدث ولكن قاطع حديثها عندما انفتح الباب ولم يكن سوي احمد الذي اخذ يوزع نظراته بين ملك وعمر بشك مريب

رفع حاجبيه بشك قائلا باستغراب
- بتعملي ايه ياملك
توترت ملك وابتلعت ريقها بخوف
ببنما ظل عمر كما هو يعبث بهاتفه ببرود ولم يرفع وجهه عن الهاتف
هتفت ملك بتوتر وتعمدت عندم النظر الي عينيه كي لا بري التوتر والخوف الذي يملأ عينيها
- مافيش عرفت ان عمر هنا قولت اجي اسلم عليه، يلا همشي انا بقا
ثم خرجت من الغرفه وهي تخفض رأسها دون ان تنظر الي احد منهم

- اخيرا جيت
قالها عمر وهو يبتسم بهدوء ووضع هاتفه علي طاوله المكتب
تنهد احمد بضيق وجلس علي كرسي المكتب وهو يسند ظهره علي الكرسي ويرجع رأسه الي الخلف وهو يغمض عينيه ويدلك جبينه
بينما نظر اليه عمر بعيون متسائله قائلا بقلق
- مالك يااحمد في ايه
فتح احمد عينيه وحمحم وهو يحك مؤخره رأسه بتوتر
- شوفتها
اخذ عمر يرفرف عده مرات بعدم فهم
قائلا بتساؤل
- هي مين
زفر احمد بضيق قائلا بنفاذ صبر
- البنت اللي حكتلك عليها ياعمر
توسعت عينيه بصدمه وهو فاغر الفم
- شوفتها فين وامتا
احمد وهو يبتسم ببرود
- هحكيلك اهو
--------------------------------------------
في نفس التوقيت في غرفه ماجده
- يلهوي عليا طب هنضف الاوضه ازاي وانا مش معايا ادوات التنضيف انا رتبت السرير اهو ورتبت كل حاجه فاضلي انضف الاوضه
قالتها جميله وهي واقفه في غرفه ماجده بحيره وتلتفت حولها بقلق وتوتر
ضربت مؤخره راسها بخفه محدثه نفسها وهي تفرك يديها بتوتر
- طب اعمل ايه دلوقتي هي في الاوضه اللي كنت فيها بس هدخل ازاي ممكن يكون لسه موجود

لتكمل وهي تصفق بسعاده وتقفز كالاطفال
- لا انا سمعت خديجه وهي بتقوله علي باب الاوضه ان صاحبه دا هنا وبعدها علطول سمعت باب الاوضه بيتقفل فااكيد نزل
ركضت جميله سريعا وفتحت الباب ببطء واخرجت رأسها فقط لتتأكد من خلو الممر ثم خرجت وركضت سريعا الي ان وقفت امام باب غرفته فتسارعت دقات قلبها بعنف لتذكرها ماحدث

نفت رأسها لتزيح تلك الذكريات مؤقتا ولتهدأ دقات قلبها العنيفه ثم دلفت الي الداخل ووجدت ادوات التنظيف كما كانت حمدت ربها وشكرته كثيرا انها مازالت هنا واخذتها وركضت سريعا خارج الغرفه
ودلفت الي غرفه ماجده واخذت تنظف بينما هي تنظف تعثرت قدمها في سجاده الغرفه فالتوي كاحلها واصطدمت في خزانه الغرفه بقوه ثم سقطت علي الارض
تأوهت بشده وهي تضع يديها علي قدمها فرت منها دمعه هاربه لم تستطيع ان تسيطر تكبحها من شده الألم

ثم نظرت بجوارها لتجد عدة صور ملقاه بجوارها علي ارضيه الغرفه
جميله بتوتر محدثه نفسها
- يلهوي الصور دي جت منين
فرفعت رأسها لتنظر الي اعلي الخزانه وجدت صندوق صغير مفتوح فعلمت ان الصور سقطت من هذا الصندوق عندما اصطدمت بالخزانه
اخذت تلملم الصور بسرعه ويديها ترتجف من التوتر وقفت وهي تتأوه من شده ألم قدمها واخذت كرسي صغير واقفت فوقه واغمضت عينيها وهي تغرز أسنانها بشفتيها محاوله كبح دموعها وتأوهاتها من شده الألم النابع من قدمها

ثم اخذت الصندوق ووضعت الصور بداخله دون ان تنظر الي الصور، ثم نزلت من علي الكرسي وجدت صوره اخرى ملقاه علي ارضيه الغرفه لم تتنبه لها فاخذت الصوره ولكنها نظرت اليها
فضيقت عينيها واخذت تتأمل الاشخاص المتواجدين في الصوره بدقه وهي تحدث نفسها بفضول وتشير الي احدي الاشخاص
- مين دا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-