Ads by Google X

رواية طريقي المبهم الفصل السابع عشر


 (الفصل السابع عشر)

- ياسمين
وضعت سميه يديها علي فمها لتكتم شهقاتها وصدمتها قائله بصوت مكتوم
- جميله فعلا هي ياسمين بنت ماجده هانم وسامح باشا الله يرحمه ازاي معرفتهاش الشبه بينها وبين سامح باشا كبير اووي ازاي معرفتهاش ازاي
لم تستطيع السيطره علي شهقاتها وبكائها فاخذت تبكي وتشهق بقوه وهي تحرك رأسها بعدم فهم
- بس ازاي ومحسن باشا قال ان هو موتها مع سامح باشا وكمان لقينا جثتهم في البحر وادفنوا هم الاثنين تبقي ازاي هي

ثم اكملت بنبره مختنقه مبحوحه وهي تحرك راسها بتاكيد
- ايوه هي فعلا معرفش ازاي دا حصل بس هي لاني سمعتها وهي بتقول ل احمد علي الكابوس ومن ساعتها وانا شاكه انها ممكن تكون هي بس بقول ازاي وهم لقوا جثتها وبكدب نفسي بس طلعت فعلا هي
اغلقت الهاتف ووضعته علي حجرها ووضعت كلتا يديها علي راسها بألم واغمضت عيونها واخذت تشهق وتبكي وهي تخفض رأسها

- اعمل ايه دلوقتي بعد كل اللي عرفته دا اقولها بس اقولها ايه اقولها البيت اللي بتشتغلي فيه يبقي دا بيتها واقولها اللي بتشتغلي عنده يبقي هو اللي قتل ابوها وهو عمها وهو برده اللي حرمها من امها السنين دي كلها ولا اقول لماجده هانم ان اللي بتنامي معاه كل يوم علي سرير واحد ومخده واحده يبقي هو دا اللي قتل جوزها وبنتها اللي فاكرها مايته وبتتعذب كل يوم وبتهمس باسمها وهي نايمه ولا اقول ل احمد وملك ان ابوهم يبقي هو اللي قتل اخوه وجميله اللي بتشتغل خدامه تبقي بنت عمكم اقول لمين ولا اقول ايه

ثم فتحت عينيها التي اغرقتها الدموع وتطلعت الي السماء برجاء وتوسل وهي تضرب علي صدرها الذي يصرخ من الألم والتعب
- يارب ساعدني يارب ريح قلبي وقولي اعمل ايه انا حاسه اني بموت
- خالتي سميه مالك
قالتها جميله بفزع وذهول وهي تقترب منها ثم جلست بجوارها

نظرت اليها سميه فلم تنسي ابدا اول يوم شاهدت فيه جميله.. تذكرت علي الفور سامح وشعرت بأنه يقف امامها فحاولت طرد هذا التخيل من ذهنها طوال طريق ذهابهم الي الفيلا ولكن لم تستطيع ولكن لم يكن تخيل كما كانت تعتقد بل كان حقيقه
بينما جميله ضيقت عينيها محاوله منها ان تفهم تلك النظرات... او تلك الدموع ولكن لم تستطيع.. فكانت كاللغز لها
ولكنها انصدمت عندما جذبتها سميه الي احضانها وهي تهمس باعتذار وأسف لم تعلم سببهما
- سامحنا يابنتي سامحنا

بادلتها جميله العناق وهي ترمش عده مرات وشفتيها تتحرك دون ان تصدر صوت او تخرج كلماتها من الصدمه وعدم الاستيعاب فابتعدت عنها جميله قائله بتساؤل وحيره
- مش فاهمه اسامحكم علي ايه وفي ايه مالك
اغمضت سميه عينيها تعتصرهم بألم
وقررت ان تسيطر علي ذاتها للمره المائه وتفكر بعقلانيه وتركيز
"ماذا تفعل الان"
فتحت سميه عينيها وجففت دموعها واحاطت وجنتيها بين يدها الدافئتين
لتصيح بحنان وطيبه
- ولا حاجه انا بس تعبانه شويه

قراءت سميه تعبيرات جميله التي ظهرت القلق الواضح فعندما شاهدت شفتيها تتحرك لتطلق حديثها سابقتها وهي تربت علي كتفها بحنان ورسمت ابتسامه مطمئنه
- متقلقيش هبقي كويسه لو قعدت لوحدي شويه
ثم امسكت الهاتف واعطته لجميله قائله بابتسامه صادقه وهي تنظر داخل عمق عينيها المتسائله الحائره
- كنتي قمر وانتي صغيره زي ماانتي قمر دلوقتي برده

ثم اكملت بجديه وتاكيد وهي تهز راسها ببطء
- عشتي وانتي صغيره ايام صعبه بس الايام الجايه هتبقي احلي صدقني
"هل انا اصبحت حمقاء بلهاء لاني لم اعد افقه شيئا ام هي التي تتحدث بالالغاز؟!"
هذا ما كان يدور في عقلها المشوش من عدم فهمه لاي شئ فقررت ان تسألها ماذا تعني بكل ماتتفوه بيه وليس هذا فقط نظراتها الغريبه تلك ولكن ابتلعت سؤالها داخل جوفها
عندما وجدتها اشاحت بوجهها مغمضه عيونها لتستنشق الهواء المحمل برائحه البحر.. فقررت ان تتركها مؤقتا ثم تسألها في وقت لاحق
------------------------------------------
- مروحتيش لحد دلوقتي تطمني علي عمر ليه
قالتها ماجده ترفع حاجبيها بشك وتعقد ذراعها امام صدرها
فنظرت اليها ملك الجالسه علي الفراش وتنهدت بضيق فهي تعلم انها لن تسلم من اسئلتها وانها تشك فيها
فقررت البوح بالحقيقه فليس لديها طاقه للجدال او الكذب
ماجده بنفاذ صبر وحده
- ملك انا بكلمك ومش همشي من هنا غير لما اعرف اجوبه اسئلتي بس الاجوبه الحقيقه وهعرف كويس لو كنتي بتكذبي و....
قاطعتها ملك وهي تصرخ
- مش قادره ابص في وشه بعد اللي عملته

ابتلعت ماجده لعابها ببطء وهي تهز راسها يمينا ويسارا لتتطرد هذه الافكار والشكوك التي تجتاحها من الليله الماضيه
ماجده بصدمه وعدم تصديق
- قصدك ايه انك انتي اللي..
اوقفتها ملك وهي تصيح والندم يتأكل نبرتها وجسدها ايضا ودموعها تهبط علي وجنتيها
- ايوه انا اللي لعبت في احبال علياء علشان تقع وانا اللي كنت هتسبب في موتها لو عمر ما انقذهاش
ثم اكملت بصوت منخفض وهي تحني راسها بألم وندم وصوت بكائها يزداد اكثر واكثر
- وكنت هتسبب في موت عمر لو ما نقذي نفسه

تراجعت ماجده الي الخلف وهي تضع يدها علي فمها وتهز راسها بصدمه والدموع تلألأت في عينيها فهي كانت تشك بذلك ولكنها كانت تكذب نفسها لأخر لحظه وتحدث نفسها انها لن تستطيع ان تفعل ذلك فهي كانت تتمني ذلك "ولكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه"
ماجده وهي تهمس بصدمه وعدم فهم
- ليه ياملك هي عملتلك ايه
صاحت ملك بوجع وانكسار بنبره عاليه هزت جسدها بعنف و وهي تضع يدها علي قلبها فشعرت بالألم يكاد يفتك قلبها الي شرائح
- علشان قلبي اللي بيحب عمر قالي اعمل كدة...علشان قلبي وجعني وبيوجعني كل يوم لما بشوفه قريب منها.. وبشوف نظرات الحب في عيونه ليها وبقول اشمعنا هي وانا لا.. ليه ماكونش مكانها.. ليه...ناقصني ايه عنها معملتش ايه علشان ميقعش في حبي ووقع في حبها هي.. كنت بحاول اسيطر علي نفسي ومش اتجنن واعمل حاجه.. بس فاض بيا ومقدرتش امسك نفسي انا انسانه برده

ثم اكملت وصوت بكائها يزداد وشهقاتها تتعالي وهي تشير اتجاه قلبها
- ودا قلب مش حجر
ثم اخفضت راسها وفتحت المجال لبكائها وشهقاتها ليزدادون بكل راحه
وكل هذا تحت نظرات ماجده الصادمه وفمها لا يقوي علي التحدث او النطق فشعرت للحظه بانها اصبحت خرساء ولكن قلبها لم يصمت بلا كان يزرف الدموع معها
فلم تستطيع الوقوف هكذا.. اقتربت منها وضمتها الي صدرها وهي تربت علي ظهرها بحنان ولكنها انصدمت عندما وجدتها تبادلها العناق وتدفن راسها في صدرها.. فهي كانت تظن انها ستمنعها او تبتعد عنها ولكنها فعلت العكس

مر بعض الوقت
وهم في نفس الوضع فهي تركتها كي تفرغ كل حزنها والمها علي قدر المستطاع.. فتنهدت ماجده بحزن وابعدتها عنها بعد ان هدأ جسدها من الارتجاف بسبب بكائها ولم تعد تسمع شهقاتها.. قائله برجاء وهي تزيل بعض من خصلات شعرها التي التصقت علي وجهها وتعيدها خلف اذنها
- ممكن تبصلي ياملك
نظرت اليها ملك بعيون منتفخه حمراء من كتر البكاء فابتسمت ماجده بحنان وهي تمسح دموعها برقه
- اسمعني كويس ومش عايزاكي تردي علي كلامي او تقولي حاجه او حتي تقطعني ممكن
اومأت ملك بطاعه

فاكملت ماجده بجديه وهدوء
- اللي انتي عملتيه دا غلط وغلط كبير جدا كان ممكن تموت يعني كنتي هتموتي روح عارفه انها لحظه غضب وغيره وانتي مش شخصيتك كدة بس لازم تتحكمي في افعالك ولو جتلك لحظه ذي دي في المستقبل استغفرى ربنا واقرأي قرآن في سرك.. انتي كنتي فاكره انها لو ماتت خلاص كدة عمر هينساها ويحبك لا تبقي غلطانه.. هو اه ممكن ينساها بعد شهور.. سنين ويقابل واحده تانيه ويحبها بس مش هيحبك انتي مش علشان وحشه ولا فيكي عيب لا علشان هو مش قادر يشوفك غير اخت له وقلبه مش قادر يحبك ولو كان هيحبك كان هيحبك من زمان ماانتي قدامه طول الوقت ومافيش ايه حاجه اهو ولا هيبقي في

ثم اكملت بمرح وهي تبتسم
- عارفه انا كنت زيك كدة بحب واحد قبل مااعرف عمك او ابوكي وكان مش بيحبني وبيحب واحده تانيه كنا في ايام الجامعه
ملك وهي تهتف بلهفه بعيون متسعه
- بجد طب عملتي ايه
ضحكت ماجده بشده قائله وهي تشير الي قلبها
- حطيت حجر علي قلبي ونسيته
ثم اكملت عندما شاهدت عدم الاقتناع وعدم الفهم والمعرفه ايضا علي ملامح وجهها
- هقولك ازاي.. قولت لنفسي مش انا بحبه يبقي اكيد اتمني له السعاده حتي لو السعاده دي مش معايا ومع غيري.. وكنت كل لما اشوفه أدير وشي واتجنبه علي قد مااقدر.. وكل لما يجي في بالي بشغل نفسي بايه حاجه.. اكلم حد من صحابي.. اخرج.. واشوف مشاكل الناس وافكر في حلهم.. وصحيح كان صعب في الاول بس حصل ونسيته لان كان عندي اراده وتصميم وكنت واثقه في نفسي اني هقدر اعملها.. لحد مانسيته فعلا وقابلت عمك وحبيته

ثم اكملت بحنان وتصميم وهي تضع يدها علي كتفها
- وانتي هتعملي كدة برده لحد ماتقابلي اللي هيحبك ويحطك في عيونه اتفقنا
تنهدت ملك براحه وارتخي ملامحها وجسدها كثيرا فلن تنكر ان حديثها اراح قلبها المتألم بحبه بل اطفأ قليلا من نيران الغيره والغضب التي جعلت عقلها كالثور المجنون.. فقررت بعزم وتصميم ان تستمع اليها وتنفذ ماقالته
فاومات لها وهي تبتسم فاحتضنتها ماجده بسعاده وهي تربت علي ظهرها بحنان ورقه

ولكنهم لم ينتبهوا الي احمد الواقف بجوار الكوخ واستمع الي حديثهم بالكامل
وعقله يوبخه ويسأله تلك الاسئله وهو يصرخ فيه بأتهام
" كيف لا تعلم شئ مثل هذا عن شقيقتك؟ وكيف لا تعلم عن ألم ووجع شقيقتك؟ كيف لم تنتبه انك بعيد عنها ولا تعلم ايه شئ عنها؟"
تنهد تنهيده طويله مليئه بألم وحزن
وابتعد عن الكوخ بخطوات بطيئه متثاقله
------------------------------------------
مر بعض الساعات
وكان احمد جالس علي الرمال امام البحر وهو يغمض عينيه بإرهاق وتعب وحديث شقيقته وصايحها وبكائها بألم يدور ويرن.. يدور ويرن كعقارب الساعه في عقله الذي مازال يوبخه باتهام.. وقلبه يصيح بألم لانه شعر بألم شقيقته ويصرخ بندم لابتعده عن شقيقته وعدم معرفته بشئ عنها

فكان يشعر بها عندما تنظر الي عمر بنظرات مختلفه وتحاول علي قدر الامكان ان تظل بجواره او تتواجد في نفس المكان الذي يتواجد فيه ولكنه كان يكذب شعوره وينهره ويقنع ذاته بانها تعتبره كأخ له لا اكثر من ذلك ولكن هذا غير صحيح

- احمد باشا
قالتها جميله بقلق وهي تقف بجواره
فنظر إليها احمد وابتسم قائلا وهو يشير اليها بالجلوس بجواره
- اقعدي ياجميله
حمحمت جميله وجلست بجواره بإحراج وخجل وهي تحدق بالبحر فشعر باحراجها وخجلها فقال بمرح لتلطيف الجو
- انتي بتراقبني ولا ايه
اخذت جميله ترمش عده مرات قائله بتوتر
- ليه بتقول كدة
ضحك احمد بصخب
- انتي مالك اتوترتي كدة ليه

ثم اكمل بهدوء وهو يزفر بحزن
- انا اقصد بس كل لما ابقي زعلان او شايل هم حاجه الاقيكي جمبي كأنك بتراقبني او حاسه بيا
ابتسمت جميله لتصيح بتلقائيه وصدق
- انا فعلا بحس بيك
انصدم احمد لما قالته فهو لم يتوقع ان تتفوه بذلك ولكنه ازال صدمته سريعا وابتسم بسعاده
بينما انصدمت جميله لما قالته فكانت صدمتها لا تقل عن صدمته ووضعت يدها علي فمها
ثم اكملت قائله بارتباك واضطرب بعد ان ازاحت يدها
- انا مش اقصد انا بس..

اوقفها احمد قائلا فهو يدرك ارتباكها جيدا
- مش مهم المهم ان انا مش عارف ليه عايز اقولك مالي
ابتسمت جميله برقه وتناست ارتباكها
- قول يمكن ترتاح وتلاقي عندي الحل
ابتسم احمد ثم تنهد بضيق وحزن
- لو كنتي مكاني واكتشفتي انك بعيده عن اختك وفاكره انك كنتي قريبه منها وفاكره برده انك تعرفي عنها كل حاجه وتكتشفي انك متعرفيش عنها ايه حاجه هتعملي ايه
ثم نظر اليها وعينيه تهتف بأمل علي ان تخبره بحل وتريح قلبه

اغمضت عينيها واخذت تفرك ذقنها بتفكير وتهمس ببطء شديد
- لو كنت مكانك كنت هعمل ايه... لو كنت مكانك كنت هعمل ايه
ابتسم احمد علي حركتها الطفوليه والمرحه بينما فتحت جميله عيناها وهي تصفق كالاطفال
- عرفت

ثم اكملت بجديه وهدوء غير مباليه بابتسامته التي برزت اسنانه بسبب حركاتها الطفوليه
- كنت هرمي الماضي ورا ضهرى بس هتعلم منه.. ان هو اني هقرب منها بس هقرب منها بجد المره دي مافيش حاجه يعني تشغلني عنها خالص وهسألها كل يوم عن تفاصيل يومها ولو عملت غلط او مشكله هكون اول واحد واقف جمبها.. هعرفها غلطها بحب وحنان وفي نفس الوقت هعاتبها وهعاقبها بس برده بحنان.. علشان اكون اول واحد تترمي في حضنه لو حصلتلها مشكله ومش هضيع فرصه ولا لحظه واحده اني اقرب منها علشان الحياه قصيره لازم تستغل كل فرصه فيها من غير ذره تفكير... الله اعلم ممكن بكره يحصل ايه

ابتسم باعجاب فهي كما توقع اراحت قلبه وعقله الذي هدأ اخيرا ولم يعد يوبخه ووجدت له الحل الأنسب ولكن ليس حل لشقيقته فقط.. بل حل لمشاعره نحو جميله
امسك احمد بذراعها وجذبها نحوه قليلا لتكون بالقرب منه وتسمع جيدا ماسيقوله الان بينما حدقت جميله باعين حائره من حركته الجريئه المفاجئه تلك.. التي جعلت وجنتيها كثمره الطماطم
احمد بابتسامه نابعه من قلبه التي حملت كل مشاعره الحقيقه نحوها
- عارفه الحل اللي قلتيه دا هطبقه علي اختي وهطبقه علي مين كمان
لم تجيبه جميله فكانت منشغله بالتحديق الي عمق عينيه البنيه الصارخه بالحب.. تنتهز هذه اللحظه التي تعلم بانها لن تدوم طويلا للنظر الي عينيه فقط.. لانها تشعر بالامان والدفء الممزوج بالسعاده كأن عينيه هي التي ترسل كل هذا

فاكمل احمد بعشق ولطف
- هطبقه علي مشاعري ناحيتك عارفه اقصد ايه بكلامي
نفت جميله براسها ببطء وهي تبتسم ابتسامه واسعه كالبلهاء
حدق هو ايضا جيدا هذه المره داخل عمق عينيها ليرسل كلماته القادمه داخل كل ذره في جسدها وعقلها وقلبها ايضا.. فهتف بنبره بطيئه متمهله تغمرها الحب والعشق
- معني كدة اني بحبك ياطماطميتي
فتحت جميله فمها فكاد يسقط فكها علي الارض من صدمه كلماته التي اخترقت بنجاح حصون قلبها الذي استقبل اعترافها بترحيب حار مليئ بالسرور والبهجه التي اشعتله للغايه
وعقلها امتلأ بسؤال واحد اخذ يكراره كثيرا
"هل انا في حلم ام حقيقه"
- طب اقفلي بؤك
قالها احمد وهو يضحك بمرح

اغلقت جميله فمها باحراج وهي تخفص راسها وابتسامه نابعه من قلبها الذي في حاله لا يرثي لها من السعاده الان شقت ثغرها
بينما شاهد احمد ملك وهي تخرج من الكوخ فقرر تنفيذ ما قالته جميله الان
فهمس بجوار اذنها برقه ولطف
- انا هروح دلوقتي انفذ اللي قولتي عليه بس هرجعلك تاني ياطماطميتي علشان اكمل كلامي واخد جوابي
ثم نهض وابتعد عنها دون انتظار رد واقترب من ملك واخذ يضحك معاها ويمازحها فقرر ان لا يخبرها بما سمعه وان يقترب منها
بينما كانت جميله تراقبهم بذات الابتسامه ومازال حاله قلبها كما هو.. ولكن تغير السؤال الذي كان يجول في عقلها منذ قليل وهناك سؤال اخر اخذ مكانه
"هل انتي تحبيه كما هو يحبك"

- تؤ تؤ تؤ ضحك عليكي وانتي صدقتي زي الهبله
قالتها نورا بسخريه لاذعه واستهزاء وهي تقف خلفها
التفتت اليها جميله ونهضت قائله بتوتر
- نورا قصدك ايه
نورا وهي تعقد ذراعها امام صدرها بمكر
- اقصد ان احمد باشا ضحك عليكي وقالك ان هو بيحبك وانتي طبعا صدقتي
ثم نظرت اليها باحتقار وحقد والغل امتلأ ملامح وجهها
لتكمل وهي تشير اليها باصبعها الاوسط
- بذمتك انتي هو هيحبك انتي الخدامه اللي بتشتغل عنده وهيسيب كل البنات الغنيه اللي من مستواه

ثم اكملت بابتسامه ساخره
- ليه فاكره نفسك سندريلا
شعرت جميله برأسها اصبح ثقيل للغايه بل انفاسها ايضا وقلبها الذي كان مسرور سعيد الان.. سلبت وسحبت تلك اللعينه بكلماتها الساخره الخبيثه كل تلك السعاده والسرور ووضعت مكانه الظلام والانكسار والتحطم فهي حطمت كل احلامها الورديه التي بدأت للتو في رسمها عندما اعترف لها وحطمت معها حبها التي كانت علي وشك اكتشافه والاعتراف لذاتها ثم تعترف له

نورا وهي تضع يدها علي كتفها متظاهره بالحزن والشفقه
- انا عارفه ان الحقيقه مره اووي وبتزعل بس نعمل ايه لازم نصدقها
صدقني هو مش بيحبك ولا عمره هيحبك هو بيضحك عليكي بكلمتين لحد ماياخد غرضه منك وبعدها يرميك رميه الكلاب
ثم اكملت وهي تتنهد بأسف وحزن وتخفض راسها وتحركه يمينا ويسارا
- كلهم كدة للاسف بس نعمل ايه دا قدرنا احنا الخدامين ولازم نتقبله احنا اخرنا نتجوز سواقين او خدامين زينا حد في مستوانا مش ناس زي مستوي احمد باشا

ثم رفعت راسها قائله ببرود بلا مشاعر
- فكرى في الكلام اللي قولتلك عليه وخليكي ناصحه ومتسبهوش يضحك عليكي
ثم تركتها وذهبت وهي تبتسم بانتصار وسعاده فهي لم تستطيع السيطره علي غلها وحقدها الذي اخذ يغلي كل ذره في جسدها عندما خرجت من الكوخ واستمعت الي اعترفه لها.. فاصبحت علي حافه الانفجار من الغليان فقررت ان تنفجر فيها ولكن بعقلانيه

فالقت بكلماتها المسمومه كالافعي وهي تعلم بكل تأكيد وثقه بانها ستقتنع بكلماتها وستبتعد عن احمد والقت بتحذير احمد وتهديده بعرض الحائط
فهي لا تستطيع ان تشاهدها تحقق الذي لم تستطيع هي تحقيقه بالزواج من احمد
نعم فهي تعلم بأنه صادق ويحبها وبالطبع سيتزوجها

"اشعر بالبروده تلفح جسدي وقلبي ايضا"
هذا ماكانت تشعر بيه جميله الان.. فقررت الدلوف الي الكوخ لعلها تنعم بالدفء فاخذت تسير وهي تنظر الي احمد بألم وانكسار الذي كان يقف بعيدا عنها مع ملك ويعطيها ظهره
فسارت بخطوات بطيئه مرتعشه ودلفت الي الكوخ وانهارت في البكاء بقهر ومراره
ولحسن حظها لم يكن احد معها
-------------------------------------------
- علياء
قالها عمر المستلقي علي الفراش وهو يرفع حاجبه باستغراب وعدم تصديق
فكانت علياء تدلف الي الكوخ وهي تحمل صينيه متواجد بها بعض اصناف الطعام والدواء
وضعت الصينيه علي الطاوله بجواره وهي تحمحم لتهتف ببرود كالثلج
- اتفضل الاكل اهو علشان تاخد الدوا
ثم اكملت وهي ترفع إصبعها الاوسط امام وجهه
- وقبل ما تسأل ودماغك تروح لحته تانيه.. انا ليه اللي جبتلك الاكل

ثم اكملت مبرره بهدوء وهي تعقد ذراعها امام صدرها
- اولا علشان دا شغلي
ثانيا علشان ارد جميلك علشان انت انقذتني
رفع عمر حاجبيه بعدم تصديق
- بجدد
التمعت عينيه بخبث فقال ببطء شديد مستغلا حديثها لصالحه
- طب كملي جميلك واكلني
تصلبت علياء في مكانها واخذت ترفرف بجفونها عده مرات وهي تصيح بتوتر وارتباك
- نعم انت بتقول ايه
ثم اكملت وارتفع جانب فمها بسخريه
- ليه ان شاء الله اتشيلت ولا ايدك هي اللي اتعورت

ضحك عمر بصخب وهو يهتف بسخريه
- لا دمك خفيف
ثم اكمل مصطنع البراءه محاولا اقناعها
- مش فاهم انتي اللي مزعلك انك تاكلني انا بس بعمل كده علشان اساعدك انك تردي جميلك صح
ثم اكمل بنبره بطيئه خبيثه وهو يرمقها بنظره ذات مغزي
- ولا انتي خايفه لكن تضعفي ومشاعرك..
توقف عن اكمال حديثه وهو يبتسم بانتصار عندما اقتربت علياء وجلست علي طرف الفراش، ووضعت الصينيه علي حجرها

فقالت وهي تخفض راسها كي لا يري توترها وخجلها الواضح علي ملامحها
- هاكلك اهو علشان تسكت ومتقولش الكلام دا تاني مش عارفه ليه بتقول الكلام دا
ازدادت ابتسامه عمر الي ان برزت اسنانه وقلبه يهئنه علي وصله لهدفه
ظلت علياء تطعمه بيدها التي كانت ترتجف بين الحين والاخر من التوتر والخجل دون ان تنظر الي عينيه
بينما هو كان ينتهز الفرصه ويحدق بعيونه الزرقاء التي لم تنزاح عن وجهها الذي احتله اللون الاحمر بعشق واستمتاع

- رايحه فين
قالها عمر بتساؤل لعلياء التي كادت ان تغادر الكوخ وهي تمسك صينيه الطعام
فاستدارت قائله بسماجه وببرود
- هكون رايحه فين رايحه اشوف شغلي
عمر بابتسامه هادئه
- مش لما تخلصي شغلك اللي هنا الاول
تنهدت علياء قائله بنفاذ صبر وحده وهي تجز علي اسنانها
- ماانا خلصته واكلتك واخدت الدواء فاضل ايه تاني
اشار عمر الي قدمه الملفوفه
- فاضل انك تغيري علي الجرح كدة يبقي رديتي جميلك وزياده اووي

ابتلعت علياء ريقها بخجل وتوتر وكادت ان تبوخه وتصرخ باعتراض ولكن توقفت عندما تظاهر عمر بالألم وهو يتأوه
اقتربت منه بخوف ووضعت الصينيه علي الطاوله ثم وضعت يدها علي قدمه الملفوفه بقلق وفزع
- انت كويس حصل ايه
امسك عمر بذراعها وجذبها فوقه فجلست علي الفراش وانحنت بنصف جسدها فوقه تحديدا بالقرب من وجهه وكان يستلقي هو باسترخاء وراحه اسفلها وهو يحيط كتفها بقوه ليمنعها من الهروب
فحبست انفاسها العاليه المضطربه من اثر خفقات قلبها التي تعالت.. بل وصلت الي مسامعه بكل تاكيد لأنه ابتسم ابتسامه سعيده جعلت وجهه يشع من الفرحه لانه اثر عليها كما هي تؤثر عليه.. فهذا جعله بتشجع اكثر وقرر لسانه البوح بكل شئ فهذا الوقت المناسب ولن يتراجع ابدا

عمر وهو ينظر الي عينيها قائلا بتعب من تصرفاتها ولكن عينيه كانت تبعث الحب والعشق الي عينيها
- هتفضلي لحد امتا تبررى افعالك وتصرفاتك زي امباراح وتقولي مش بحبه تقدرى بقا تبررى وتقولي كنتي قريبه مني ليه امباراح وليه حطيتي ايدك علي شعرى
توسعت عينيها بصدمه وجسدها اصبح لا يقوي علي التحرك او الابتعاد كأنه تم شل حركتها تماما فحركت شفتيها لتنطق باي مبرر ولكنها فشلت.. لان عقلها توقف عن العمل الان ولا يستطيع ان يفكر او يبحث عن ايه مبررات
فاكمل عمر وهو يرفع راسه قليلا ليهمس بجوار اذنها بنبره بطيئه تحمل الحب
- هقولك انا مبرر مقنع جدا انتي عملتي كدة علشان بتحبني زي ماانا بحبك

شعرت برجفه كهربائيه تسري في جسدها وقلبها يقفز ويصرخ كالاطفال بداخل صدرها من السعاده والفرحه ويحمسها ويشجعها لتعترف بحبها التي لم تدركه بعد حتي الان او لنكون اكثر دقه تستنكر هذا الحب
تطلع عمر الي عينيها بعيونه التي ترسل التشجيع لها وتلمع ببريق لامع وبالطبع ماهو الا بريق الحب
- قولي يلا انك بتحبني مستنيه ايه تاني
علياء وهي تحدق الي عيونه بسعاده لانها شاهدت تلك اللمعه المميزه مجددا ولسانها قرر التحرك والبوح من اثر تشجيع قلبها وعينيه التي ارسلت التشجيع ايضا
- انا..

- احم احم
قالها محمد وهو ينظر الي سقف الكوخ
فانتفضت علياء وابتعدت عنه واخذت تركض وكانت في لمح البصر خارج الكوخ
بينما اغمض عمر عينيه واخذ يسب ويلعن فيه
محمد بابتسامه خبيثه وهو يغمز له ويسير نحوه ببطء
- كنت بتعمل ايه ياشقي
فتح عمر عينيه التي اصبحت داكنه من التوعد والغضب فابتسم نصف ابتسامه شيطانيه
قائلا وهو يشير اليه بالاقتراب بهدوء وصدق مزيفين
- تعال وانا هقولك كنا بنعمل ايه
اقترب محمد منه بل ركض بلهفه وهو يبتسم
فامسك عمر بذراعه بقوه وسحبه فاصبح بجواره علي الفراش.. فانقض عليه يلكمه ويضربه بغيظ في جميع انحاء جسده وهو يحاصر جسده بكل ما اوتيه من قوه ولم يهتم بألم قدمه

بينما كان محمد يحاول التملص والفرار منه وهو يصرخ بألم ويهتف له برجاء وتوسل ان يتركه
عمر بغضب وغيظ وهو يصر علي اسنانه ومازال يضربه ويلكمه
- كانت هتعترف خلاص منك لله.. منك لله
محمد وهو يصرخ بألم وتوسل
- وانا اعرف منين خلاص كفايه وحيات ابوك سبني
عمر وهو يضحك بشر وغيظ
- دا بعينك والله ماانا سايبك النهارده
ثم اكمل وهو يسبه ويلعنه بإابشع الالفاظ
-----------------------------------------
- انا خلاص قررت هقول الحقيقه للكل واللي يحصل يحصل انا مش هفضل ساكته كدة كتير
قالتها سميه بتصميم واصرار وهي تقف امام البحر خارج الكوخ
- حقيقه ايه ياسميه
--------------

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-