Ads by Google X

رواية طريقي المبهم الفصل الثامن عشر


 (الفصل الثامن عشر)

- حقيقه ايه ياسميه
قالها محسن بتساؤل وحريق من الشك والقلق ينهشوا عقله وقلبه
التفتت سميه وابتلعت غصه الخوف والتوتر بصعوبه بالغه قائله بتلعثم
- م..مافيش
اقترب محسن منها بخطوات بطيئه متوعده وقد اسود وجهه وعيناه التي بعثت رصاصات من الشراسه والوحشيه الي جسدها المرتجف الذي ترجع الي الخلف برعب ولعابها يزداد من الخوف الذي سكن قلبها

اسرع محسن في خطواته الي ان امسك ذراعها بقوه وعنف فتأوهت بألم ووضعت يدها علي قبضه يده لتزايحه ولكنه شدد قبضته اكثر حول ذراعها مما جعلها تتأوه بشده فشعرت بأن ذراعها كاد ان ينكسر
محسن بحده وتهديد مخيف وهو يجز علي اسنانه
- هتتكلمي احسلك ولا اكسر دراعك
بدأت الدموع في الاجتماع في عينيها من شده الألم والخوف فهتفت بنبره مرتعشه
- عايزاني اقول ايه
التفت محسن حوليه بحذر ليتأكد من خلو المكان فكان الجميع في الكوخ
ثم همس بجوار اذنها بصوت كفحيح الافاعي
- انتي اللي سمعتي الكلام صح

اغلقت عيناها لتستجمع شجاعتها وتطرد هذا الخوف ثم فتحتهم ودفعته بعنف في صدره فابتعد عنها
صرخت سميه بحده وعنف وهي تبكي
- ايوه انا اللي سمعت الكلام ايه هتعمل ايه هتقتلني زي ماقتلت اخوك وبنته
كور قبضه يده ضاغطآ عليها بقسوه حتي ابيضت مفاصله
ثم انقض علي ذراعها مره اخرى كالاسد المتوحش الذي ينقض علي فريسته واخذ يعتصر ذراعها تحت قبضه يده
بينما اغمضت عينيها بقوه واخذت تعض علي شفتيها من الألم

محسن وهو يهمس بجوار اذنها بسخريه مرعبه
- لا برافو عليكي عرفتي تخبي حلو اووي ومتبينش حاجه طول الفتره دي طلعتي ممثله شاطره
فتحت سميه عينيها وصاحت بشجاعه وقوه
- ايوه كنت فاكرني خايفه منك ولا ايه
نظر حوله مره اخرى ثم امسك بذراعها يجرها خلفه ويسير بخطوات سريعه تشبه الركض بينما كانت تحاول التملص منه وتسير خلفه محاولا اللحاق به بخطواتها المرتجفه المتعثره
ابتعد عن الاكواخ كي لا يسمعه احد وترك ذراعها

قائلا بنبره منخفضه بصدق وهو يرسم علي شفتيه ابتسامه مخيفه
- المفروض تخافي مني لان انا واحد قتل اخوه بيده ورميته هو وبنته في البحر يعني قتل اقرب الناس له يعني مش هتردد لحظه اني اقتلك وادفنك مكانك
صرخت سميه باحتقار وكره
- انت انسان انت، انت شيطان ازاي جالك قلب تقتل اخوك الوحيد وبنته بدم بارد لا وبعدها اتجوزت مراته وبتبص في وشها وبتنام معاها كل يوم ولا كانك عملت حاجه انت إبليس
ضحك محسن بصخب عده لحظات ثم اختفت ضحكاته ليهتف بصوت منخفض هادئ يصرخ بالشر والوحشيه
- ايوه انا فعلا إبليس

ثم اكمل وهو يهز كتفه ببساطه وبرود
و يعقد ذراعه امام صدره
- كدة كدة انا كنت بحب مراته من زمان اووي اللي هي ماجده طبعا
ثم اكمل بابتسامه حب وصدق
- ماجده تبقي حبي الاول عمرى ماحبيت غيرها ولا هحب غيرها
اتسعت عينيها من الصدمه وفغرت فمها
- قصدك انك مكنتش بتحب حبيبه هانم
هز راسها للاعلي وللاسفل بتاكيد
- بالضبط كدة ولا عمرى حبتها
ثم اكمل بغل وحقد
- الانسانه الوحيده اللي حبتها اللي هي ماجده كنت بحبها من ايام الجامعه اخويا الله يرحمه خدها مني واتجوزها ساعتها متكلماتش ومقولتش حاجه قولت دا قسمه ونصيب وكتمت كل دا جوايا

ثم اكمل وهو يحرك يده في الهواء بعدم اهتمام
- ساعتها قولت هتجوز ايه واحده ابويا يقولي عليها علشان اخلف منها ويبقي ليا سند في الحياه وفعلا عملت كدة
ثم اكمل بانتصار وتملك
- بس في الاخر ماجده بقت ليا خلاص لفت لفت ورجعت ليا
ثم اكمل بوحشيه وقسوه شعت من نبرته وعينيه
- وخلصتها من كل ماضيها جوزها وبنتها المفروض كنت اعمل كدة من زمان بس كنت ساذج وقتها

هزت سميه راسها يمينا ويسارا بصدمه وعدم استيعاب وهي تضع كفها علي فمها وتتراجع الي الخلف
ضحك محسن بقوه قائلا بسخريه واستهزاء
- خوفتي ولا ايه مش كنتي عامله نفسك من شويه سوبر مان ومش خايفه ايه اللي حصلك
سميه قائله بشجاعه وبتصميم وكتمت خوفها وصدمتها بداخلها
- لا انا مش خايفه منك انا مصدومه من اللي انت بتقوله مكنتش اتوقع كدة ابدا وانا هروح اقول للكل دلوقتي علي كل و****والقرف اللي عملته

ثم سارت سريعا لتنفذ تهديدها ولكن امسك محسن بذراعها ليوقفها ولف قبضه يده حول عنقها يعتصرها بشده فصاح بشراسه وقسوه
- والله لهموتك يابنت ال***
انتي عايزه بعد كل السنين دي كلها الكل يعرف واتفضح بالسهوله دي انسي دا انا هموتك وهموت عشره زيك

ثم بدأ يزيد من ضغط يده حول عنقها حتي شعرت سميه بالهواء ينعدم من حولها فلم تعد تستطيع التنفس فاخذت تضربه بقبضتها فوق يده المحيطه بعنقها محاوله جعله ان يبتعد عنها وافلاتها ولكنه لم يتزحزح من مكانه فكان كالصنم.. وظل يعتصر عنقها بقبضته القويه الصلبه اكثر واكثر.. فاخذت دقات قلبها تتباطئ واخذت تغمض جفونها اكثر من مره واصبحت الرؤيه ضبابيه ولم يعد لديها الطاقه للمقاومه فلقد انسحبت طاقتها وقواتها وشعرت بجسدها بارد كالثلج فعلمت انها ستفارق الحياة لذلك استسلمت لتلك الدوامه السوداء التي اخذت تشدها بداخلها وبالطبع لم تكون سوي دوامه الموت فاغمضت عينيها مستسلمه تاركه الحياه واخر ما ردد في عقلها وقلبها الذي توقف عن النبض هو تلك الجمله
"احبك يازوجي العزيز سمير"

بينما افلاتها محسن عندما شعر بثقل جسدها وبعدم مقاومتها فعندما افلاتها سقطت علي الارض كالجثه الهامده شاحبه الوجه
نظر اليها محسن لعده لحظات وشعر بجسده متجمد متصلب ويده ترتجف بشده.. رفع كلتا كفيه امام وجهه وهو يضمهما معا ويهتف بشفتيه التي ترتجف
- تاني شخص اخنقه بيدي.. غير اللي قتلتهم
ثم نظر حوله بارتباك وقلق
وانحني ليمسك بكلتا ذراعها واخد يسحبها الي البحر ليفعل كما فعل مع اخوه وابنته فوصل الي مقدمه البحر ولكنه توقف عندما سمع صوت ضحكات عاليه فعلم بان احد يقترب من هنا ولكنه لم يستطيع ان يميز صاحبه هذه الضحكات من شده خوفه وارتباكه

فتركها هكذا في مقدمه البحر وركض سريعا قبل ان يراه احد ودلف الي الكوخ وجلس علي الفراش وهو يلهث محاولا التقاط انفاسه المرتعبه والمتوتره
فانتفض حمدي بفزع قائلا بقلق
- في ايه محسن مالك
نظر اليه محسن بعيون زائغه ووجهه اصفر وشاحب للغايه وجسده يتنفض وملامحه ترتجف مثل قلبه
ولكنه لم يجيبه واستلقي علي الفراش جاذب الغطاء حتي راسه
فنظر اليه حمدي بفزع واستغراب مما جعل الشك يتخلله
-----------------------------------------
في نفس التوقيت بعد دخول محسن الكوخ
اقتربت خديجه وهي تمسك هاتفها من المكان الذي كان يقف فيه سميه ومحسن ولكن كانت بعيده عن البحر بمسافه كبيره
فكانت تنظر الي شاشه الهاتف وتضحك بصخب فكانت تشاهد فيلم كوميدي تعشقه وتحب ان تشاهده لتخرج ذاتها من حاله الضيق والحزن التي تخنقها دائما منذ فتره
- بتتفرجي علي ايه
قالها محمد بتساؤل وهو يقف بجوارها محاولا ان ينظر الي الهاتف
فانتفضت خديجه بفزع ووضعت يدها علي قلبها

محمد بأسف وهو يبتعد عنها ويحرك كلتا يده في الهواء بالاعتذار
- والله اسف انا عارف ان دي تاني مره تتخضي مني بس اوعي تفكرى ان انا اقصد
ضحكت خديجه بقوه
فابتسم محمد بحب واعجاب وضحكاتها كسرت حاجز قلبه الذي ينبض بإسمها هي فقط
هدأت خديجه من نوبه ضحكتها قائله بتاكيد وثقه وهي تبتسم وتضع الهاتف في جيبه
- لا انا متاكده انك متقصدش بس هي بتيجي كدة معاك
كاد ان يتحدث ولكن اوقفته خديجه وهي تشهق بذهول ورعب وتضع كفها علي فمها وتشير الي وجنتيه
- ايه اللي في وشك دا

وضع محمد يده بخفه علي لكمه عمر التي سدده له علي خده وابتسامه سعيده برزت اسنانه عندما ادرك خوفها وقلقها الذي نطقت به عينيها
- متقلقيش مافيش حاجه
ثم اكمل بغيظ وهو يجز علي اسنانه
- اصل وقعت وانا ماشي
اقتربت منه خديجه بقلق ووضعت يدها علي ذراعه قائله بعتاب
- مش كنت تاخد بالك و..
ولكن ابتلعت بقيه كلماتها داخل جوفها عندما تراجع الي الخلف وهو يتأوه بشده ويضع يده علي ذراعه
اخذت خديجه ترفرف بجفونها عده مرات بصدمه وعدم استيعاب لتهمس
- مال دراعك كمان

محمد ويمسك بذراعه وعينيه تجول في كل الاتجاهات بتوتر
- دراعي بيوجعني من الواقعه
رفعت خديجه حاجبيها باستغراب وعدم تصديق
- كل دا من الواقعه
محمد من بين اسنانه بغيظ وغضب
- ماانا وقعت واقعه منيله بستين نيله
ابتسمت ثم اقتربت منه وكادت ان تضع يدها علي ذراعه الاخر ولكن تراجعت قائله بسخريه وهي تضغظ علي اخر كلمه تفوهت بها
- ودراعك دا برده زيه بيوجعك من الواقعه
ارتفع جانب وجهه في ابتسامة ساخره
- لا الحمد لله كويس كتر خيره سابه سليم
عقدت خديجه حاجبيها وهي تضيق عينيها
- هو مين

اخذ محمد يسب ويلعن ذاته علي غبائه قائلا بتلعثم
- ال.. الواقعه.. اقصد الواقعه اللي وقعتها
همهمت خديجه لتدل علي فهمها وضغطت شفتيها معا لتحاول كتم ضحكتها لعدم احراجه فهي تعلم انه يكذب واحدهم قام بلكمه بقوه ولكنه لا يريد ان يتحدث كي لا يحرج ذاته
فاشاحت بوجهها عنه ونظرت الي البحر فتوسعت عينيها بصدمه عندما شاهدت نصف جسد سميه في مقدمه البحر لم يلمسه ماء البحر والنصف الاخر كان يغطيه ماء البحر
اخذت شفتيها ترتجف وتتحرك محاوله منها اطلق كلماتها فهمست بنبره مهزوزه
- خالتي سميه

التفت محمد وهو يتطلع الي البحر باعين صدمه وجسد صلب صادم
فصرخت خديجه بهستيريا وهي تهتف باسمها وتركض نحوها
فركض محمد خلفها وساعدها علي حمل سميه الي ان وضعها علي الرمال
فجلست خديجه بجوارها وهي تبكي بهستريا وتهتف بأسمها.. فجثي محمد علي ركبتيه بجوارها ووضع يده المرتجفه علي كف يدها المتجمد ليتحسس نبضها..فسيطرت عليه الصدمه والحزن وجعلت دموعه تهبط في صمت علي وجنتيه عندما لم يجد نبض
فقال بنبره خافضه مرتجفه
- ماتت

توقفت خديجه عن البكاء عده لحظات وهي تحدق الي عينيه التي امتلأت بالدموع يحاول عقلها وقلبها يستوعبوا ماتفوه به الان فاخيرا استوعبت.. فاخذت ترتطم بكفها بقوه علي وجنتيها وتصرخ بهستيريا فحاول محمد تهدئتها لكنه فشل

فخرج الجميع من الكوخ علي صوت هتفها وصرخها فتسمروا في مكانهم وشعروا بصاعقه عنيفه تضربهم بقسوه في اجسادهم المرتجفه عندما شاهدوا هذا المشهد.. فكانت سميه مستلقيه علي الرمال بوجه شاحب للغايه لا حول ولا قوه لها. ومغمضه العيون وملابسها مبلله بالكامل وبجوارها خديجه تصرخ بهستيريا وترتطم بكفيها علي وجنتيها بينما محمد يحتضنها وهو يبكي ويحاول تهدئتها

فصرخ الجميع وهم يركضون ويهتفون باسمها ثم جلسوا بجوارها وهم يبكون ويشهقون
بينما كان يقف محسن بعيدا عنهم بجسد مرتجف وبجواره حمدي ينظر اليه بشك
-----------------------------------------
بعد مرور خمس ايام
كانت تلك الايام كالظلام الدامس علي الجميع فلم ترن ضحكه واحده في الفيلا بل كانت ترن آلاف من الشهقات والبكاء فكانت الدموع والحزن تغمر الفيلا من كل اتجاه
فبعد ان تاكدوا من وفاة سميه ذهبوا الي الفيلا ولكن قبلها مروا علي المستشفي ليكملوا اجراءات الوفاه ثم دفنوها
وبالتأكيد لم يعلم أحد سبب الوفاه الحقيقي فقام محسن بالتلاعب في تقرير الوفاه بالاتفاق مع الدكاتره ليخبروا الجميع بأنها توفت اثر سكته قلبيه ، فظنوا الجميع أنها توفت هكذا اثناء تجولها في البحر

ولحسن حظه عندما خنقها محسن كانت ترتدي حجابها الاسود فعندما القها في البحر ظل الحجاب ملازمها لم يفارقها وعندما اخروجها ايضا من البحر لم يفارقها حجابها ولم يحاولوا خلع حجابها عن راسها فلم يفعل احد ذلك سوي الطبيب الذي فحصها في المستشفي لذلك اتفق معاه واعطه نقود كي لا يخبرهم الحقيقه فلو احد منهم خلع حجابها قبل وصلهم الي المستشفي سيروا وينتبهوا الي اثر مافعله علي عنقها وسيعلموا بان احد قاتلها.. هم كانوا غارقين في البكاء والحزن وبالطبع لن يخيل لهم عقلهم بان يحدث امر مثل هذا ولكنه حدث
-----------------------------------------
- ياعم سمير انت بقالك ايام مش بتاكل حرام عليك صحتك انت مش شايف شكلك بقا عامل ازاي
قالتها جميله بحزن وتعب وهي تحاول كبت دموعها
سمير وهو يخفض راسه ويهمس بألم وحزن
- ازاي هيبقي ليا نفس بعد مافارقتني امي واختي ومراتي دي كانت كل حاجه في حياتي
تنهدت علياء بحزن وضيق والدموع اجتمعت في عينيها
- ياعم سمير الاعمار بيد الله انت كدة بتعذب نفسك وبتعذبها وهي في تربتها دا ميرضيش ربنا

سالت دموع سمير المؤلمة علي وجنتيه ورفع راسه وهو ينظر اليها بقلب وعقل يبكون من الحزن والفراق
- اعمل ايه مش بيدي مش قادر اكل ولا اعمل ايه حاجه وكل لمااحاول واضغط علي نفسي هبقي مش قادر برده
ثم اكمل بصوت مبحوح ومختنق
- مش مصدق ازاي مش هتبقي موجوده جمبي بعد كدة مش هسمع صوتها ولا ضحكتها ولا عصبيتها ولا دلعها عليا وهيبقي كل دا مجرد ذكريات

ثم اكمل وبكائه يزداد وهو يضع يده علي قلبه الذي توقف عن النبض عندما شاهدها راقده بلا حياه في ذلك اليوم
- مين بعد كدة اللي هيبقي جمبي وانا تعبان ومضايق ومهموم.. مكنش ليا غيرها
استحملتي بكل حالاتي ولما عرفت ان انا عقيم مش بخلف موافقتش تطلق وتتجوز واحد تاني فضلت عايشه محرومه طول عمرها من الامومه والخلفه بسببي بس متكلمتش ولا اشتكت وعمرها ماعيرتني ولا اتكلمت في الموضوع دا وكانت بتقولي علطول "كفايه عليا انت افضل جمبي انت بس وانا مش محتاجه حاجه تانيه من الدنيا"
كانت اطيب واحده في الدنيا هعيش من بعدك ازاي

ثم انهار في نوبه بكاء يعلم انه لن يخرج منها الا بعد ساعات طويله ثم سيعود اليها مره اخره ويهدأ ويعود... ويهدأ ويعود.. وسيستمر هكذا لفتره لا يعلمها احد سوي الله القادر علي جعله يبتلع هذا الفراق والألم بداخله بصمت
بينما كان الباقي يستمعون لحديثه وقلبهم ينزف بدل الدموع دم.. فلم يجدوا كلمات او حديث يداوي ألمه وحزنه
فانهارت علياء وجميله وخديجه في البكاء واحتضنوا سمير بقوه وحاولوا تهدئته ببعض الكلمات المهدئه ولكنهم فشلوا
فكانوا يريدوا ايضا من يهدئهم
فكانت سميه بالنسبه لهم الام والصدر الحنون

بينما كانت تقف نورا خارج المطبخ تراقبهم دوان ان ينتبهوا لها ودموعها هطلت بصمت علي وجنتيها
فكانت تحب سميه ايضا ولكنها لا تظهر ذلك فبالرغم من غضب سميه منها وانها كانت تتحدث معاها بحده في بعض الاحيان
الا انها كانت تحبها كابنتها وتتألم بشده عدم تجدها تتألم وكانت نورا تعلم هذا جيدا
"فنعم من الذي لا يحب سميه ذات القلب الحنون والابتسامه الدافئه فجميع من في الفيلا يحبها إلا الذي قتلها بدم بارد"
------------------------------------------
- انت اللي موتها ولعبت في تقرير الوفاء صح
قالها حمدي بحده وغضب وهو يدلف الي المكتب في الفيلا
نهض محسن بخوف واغلق بابا المكتب بهدوء بعد ان تأكد من خلو الممر.. فهو يعلم جيدا بان الجميع منهمك في حزنه ولن ينتبهوا له
ثم اخذ هاتف حمدي ووضعه علي الطاوله بعد ان تاكد بانه لا يسجل له.. فهو يفعل ذلك بين الحين والاخر.. فهو يشك بجميع من حوله ولا يثق باحد... لذلك كان يفتشه ايضا عندما يتحدثون في مواضيع مثل هذه.. خوفا من انه.. من المحتمل ان يضع ايه شئ في ملابسه ويسجل له

وضع إصبعه الاوسط علي فمه قائلا بصوت خافض بحزم وصرامه
- هش انت اتجننت ازاي تقول كدة افرض حد سمعك
صاح حمدي بغضب هز جسده
- يعني صح انت ازاي تعمل كدة طب ماشي قتلت اخوك وبنته علشان كشف شغلك وكان ممكن يفضحك لكن هي ليه
محسن وهو يجز علي اسنانه بنبره خافضه و
- علشان هي اللي سمعتنا واحنا بنتكلم وكانت هتروح تقول كل حاجه لو ملحقتهاش في اخر لحظه

حمدي بصدمه بعد ان اختفي غضبه
- ايه.. وانت عرفت ازاي
تنهد محسن بضيق ثم جلس علي كرسي المكتب
- سمعتها وهي بتكلم نفسها وبتقول هقول الحقيقه للكل ولما واجهتها وضغطت عليها اعترفت بكل حاجه وكانت مصممه انها تروح تقول كل حاجه برده

زفر حمدي وهو يمرر انامله بين خصلات شعره ثم جلس علي الكرسي بضيق
- وايه اخره الموضوع دا
محسن وهو يهز كتفه ببرود وببساطه
- دا اخرته، واحده سمعتنا واحنا بنتكلم وسكتها وخلصت منها
ثم اكمل بحذر وهو يرفع إصبعه الاوسط امام وجهه
- بعد كدة لازم نأخد بالنا واحنا بنتكلم
حمدي وهو يصرخ في وجهه بنبره عاليه
- محسن انت قتلت روح لثالث مره انت عارف يعني غير اللي...
قاطعه محسن وهو يضرب بقبضه يده بعنف علي سطح المكتب ويصيح بنبره يتخللها الوحشيه والقسوه التي جعلت عينيه تسود فاصبح كالوحش المفترس
- انا هقتل ايه حد يقف في طريقي ويضيع مني كل حاجه

ثم نهض وسار الي انا وقف امامه وانحني بنصف جسده واقترب من اذنه وهو يهمس بنبره حاده متوحشه
- وممكن اقتلك انت شخصيا لو حسيت بس انك هتفتح بؤك وتقول كل حاجه
ثم ابتعد عنه وخرج من المكتب.. تاركا حمدي
يتنفس بعمق بعد ان كان يحبس انفاسه المرتعشه الصارخه من الرعب ثم نظر الي الباب بملامح تقلصت من التوتر والخوف الذي تمالكه
----------------------------------------
خرجت جميله من المطبخ بخطوات بطيئه متثاقله وهي تشعر بالألم يفتك جميع انحاء جسدها وتشعر بالارهاق الشديد.. فهي لم تذوق طعم النوم منذ وفاه سميه
فسمعت صوت شهقات وبكاء ملك من الاعلي فهي منذ وفاه سميه ولم تتوقف عن البكاء وكانت ماجده بجوارها طوال الوقت تحاول تهدئتها

تنهدت جميله بضيق وخرجت الي الحديقه لتستنشق الهواء النقي لعله يزيح الاختناق القابض علي صدرها
وجدت احمد جالس علي احدي المقاعد
وضعا راسه مابين كفيه... فلم تستطيع رؤيته هكذا.... فقررت الجلوس بجواره فوضعت يدها علي كتفه وهي تهتف بإسمه بحنان ودموعها التي جفت للتو.. بدأت في الاجتماع في عينيها مره اخرى معلنه عن سقوطها القريب
رفع احمد راسه فكانت عينيه حمراء ومنتفخه من كتر البكاء ووجهه انسحب منه الحياة واصبح شاحب للغايه
اصبح قلبها يؤلمها اكثر والاختناق القابض علي صدرها يزيد اكثر فهي خرجت لتستنشق الهواء وتريح ذاتها قليلا ولكنها تعبت أكثر
فتساقطت دموعها التي صرخت بالتعب من كثر التساقط علي وجنتيها طوال هذه الايام

وكادت ان تتحدث ولكنها شهقت بصدمه عندما احتضنها ولف يده حول خصرها ودفن راسه في صدرها وهو يشهق ويبكي كالطفل الصغير
افاقت من صدمتها عندما قال بصوت مخنوق مؤلم من كتر البكاء
- ماتت خلاص الحضن الحنين اللي استخبيت فيه بعد موت ماما علطول ماتت اليد الحنينه اللي ماسكت ايدي وطبطبت عليا بعد موت ماما ماتت
اللي لما ببص في عيونها مكنتش بشوف غير نظرات الحب والحنان وطيبه الدنيا كلها بتبقي في عيونها وكانت بتعتبرني ابنها علشان كدة كنت بقولها ياماما لاني كنت بعتبرها زي امي بالرغم من انها اتحرمت من الخلفه بس كانت بتقول ان ربنا عوضها بيا انا وملك وعمر

ثم اكمل بنبره خافضه مرتجفه يملأها الحزن والرعب
- خلاص معنديش غير امي اللي ربتني خايف هي كمان تسبيني زيهم
- هش هش متقولش كدة واستغفر ربنا كل لما تفكر في كدة
قالتها جميله بهمس وهي تربت علي ظهره بحنان وتبكي بصمت ولكنها لم تستطيع ان تظل تبكي بصمت... فتركت العنان لشهقاتها وبكاءها يرتفع ويعلو تدريجيا اكثر واكثر
فازداد هو من احتضنها اكثر كطفل صغير يختبئ في حضن امه... فهو يود ان يختفي عن العالم بين احضانها الان
فمر الوقت وهم بهذه الوضعيه صامتين
بكائهم وشهقاتهم هم الذين يتحدثون فقط

فلقد تركتهم سميه الام الحنون التي كانت تشعل الدفء في جميع انحاء الفيلا... وادفنت وادفن معاها السر والحقيقه
فهل سيظلوا هكذا لا احد يعلم ايه شئ؟ وهل حقا الحقيقه ستدفن معاها؟ ام للقدر رأي اخر؟!
----------------------

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-