Ads by Google X

رواية الشيطان حينما يعشق الفصل السابع

 

(الفصل السابع)

نهضت رغد من مكانها غير مستوعبه لما حدث ... منذ لحظات كانا مندمجين سويا يتبادلان العاطفه بكل حرارة ليبتعد فجأة عنها بلا سبب ... للمره الثانيه يفعلها معها ... يغرقها في سحر لمساته وقبلاته لها ثم يتركها فجأة ... يراوغها كلعبة في يده وهي تستجيب له بكل غباء ...
" لماذا فعلت هذا ..." سألته بجمود وهي تعقد ذراعيها امام صدرها ... نبرتها تبدو له هادئه الا انها تحمل في طياتها الكثير من الالم والرجاء في ان واحد ... كانت تسأله هذا وداخلها يرجوه ان لا يجيبها بكلماته المعتاده التي تعريها امام نفسها مبينه لها حقيقة ما تحمله من ضعف وهزيمة امامه ...
"تسألين عن سبب تقبيلي لك ام تركي المفاجئ لك بعد تجاوبك الرائع معي ..." سألها بجديه غير آبه لمدى قساوة كلماته التي يلقيها على مسامعها ...
ابتلعت غصتها في صعوبه وقالت
" انت بلا قلب ... بلا احساس ... " سكتت فجأة ولم تستطع إكمال حديثها ... بينما استطرد هو في حديثه غير مهتم لما قالته قبل قليل " من الواضح اني فعلت هذا حتى اثبت لك حقيقة ما تحاولين انكاره ... لكن يبدو انك ترغبين في اشياء اخرى ... أسف لأنني خيبت ظنك ولم البي رغباتك هذه ... "
" اخرج ... اخرج حالا ... لا اريد ان اراك امامي ..." صاحت به بأسى وهي تشعر بان كلماته هذه كالخنجر يطعن روحها ويمزق فؤادها ...
"هل ما زلتي مصره على الإنكار يا رغد ... حتى بعد ما حدث بيننا منذ لحظات ... اليس ما حدث دليل كافي على مدى حبك لي ..."
كلامه هذا كان يحاصرها بقوة ... مسيطرا على كل جزء منها ... مسببا الاضطراب في مشاعرها ... كان كمطرقة تضرب قلبها بلا رحمة مجبره اياه على الاذعان لما يقوله واثبات صدقه ... في تلك اللحظه كان الاعتراف هو الحل الوحيد امامها ... إنكارها هكذا أضعف موقفها بشكل اكبر ... جعلها امامه تبدو كهاربه من جريمة كبرى .... زادها خزيا امامه ... واضناها ضعفا .... لم يعد هناك مجال للإنكار وهي فهمت هذا جيدا...
"انا احبك ..."
قالتها بوجع بينما امتلئت عينيها بدموع لاذعة وهي تشعر بان حبها له نار حارقه تكوي قلبها و تفتك روحها بلا هوادة ...
"يا الهي ... انا احبك ..." كررتها هذه المره بحرقة اكبر وكأنها تنعي نفسها بهذه الحقيقة المره ...
حقيقة انها احبت شخص مثله ... شخص يحمل هذا الكم من الضلال والشر ... شيطان يؤذي جميع من حوله بلا رحمه ... بيده اغتال براءه الكثير واولهم صديقتها !
"رغد ..." قالها بتردد ... وهو لا يعرف كيفية التعامل معها بينما يراها وهي على وشك الانهيار الحتمي ...
حاول الاقتراب منها الا انها تراجعت الى الخلف بفزع وهي تقول بدموع " لا تقترب ..."
" رغد ... لما كل هذه الدموع ..." سألها بتعجب وهو يقترب منها مره اخرى الا انه توقف في مكانه وهو يراها تنكمش على نفسها محيطه جسدها بذراعيها تتوسل به قائلة " اتوسل اليك لا تقترب ... ابتعد ... ارجوك ..."
قالتها وهي تدرك جيدا ان مقاومتها باتت على مشارف النفاذ وحالما يقترب منها سوف تضعف امامه وترمي نفسها داخل احضانه ناشدة منه الجوى و الأمان ...
بدأت شهقات بكائها تعلو هذه المره وجسدها بدأ ينتفض بقوة ... شعرت بان روحها تسحب منها من شدة بكائها والحرقه التي التي الهبت كيانها باكمله ...
كان ينظر اليها بدهشه من الانفعالات الغريبه التي طرأت عليها ... يحاول ان يفهم ما بها لكن دون جدوى ... وجدها تضع يدها على رأسها ويبدو انها بدأت تشعر بالدوار ... ركض اتجاهها بسرعه وهو يراها على وشك ان تقع ارضا ... أسندها بسرعه وهو يحتضن جسدها بذراعيه هامسا لها " اهدئي رغد ... اهدئي ارجوك ..."
وضعت رأسها على صدره مشدده من احتضانه لها اكثر وهي تبكي بقوة ... ظل يهدئها ويحاول ان يوقفها عن البكاء الا انها ظلت تنتحب بين ذراعيه ...
هدأ بكائها تدريجيا واستكانت بين ذراعيه ... تطلع اليها فوجدها نامت بين ذراعيه ... حملها ووضعها على السرير ثم غطاها جيدا ... جلس بجانبها و ربت على شعرها بهدوء وهو يتذكر اعترافها قبل قليل والذي تبعه انهيارها الغريب ... لم يعرف في تلك اللحظه كيف يتعامل معها وهي منهاره بهذا الشكل لم يجد حلا اخر سوى احتضانها ومحاولة تهدئتها ...
ظل يتأملها طويلا وهي نائمه بسلام بملامح هادئه مرتاحه عكس ما كانت عليه منذ لحظات من وجوم وتشنج ...
أيقظه من أفكاره صوت رنين هاتفه ... أخفض صوته فورا حتى لا يزعجها ... زفر بضجر وهو يرى اسم رولا على شاشة الهاتف ... كان ينوي الذهاب لها بالفعل كما وعدها لكن ما حدث مع رغد خرب هذا ....فكر للحظه بان يذهب اليها الا انه تراجع فورا عن هذا القرار ... رفض مكالمتها ثم أغلق هاتفه نهائيا حتى لا تزعجه في اتصالاتها وعاد بتركيزه مره اخرى ناحية تلك النائمه بجانبه
****************************
" سيد قصي ... ساعدني ارجوك ..."
ثم أردفت ببكاء " انا في شقتي ... في الطابق الثالث ..."
ما ان سمع كلماتها تلك وما تبعه من صراخ ذلك الرجل الذي يبدو انه انقض عليها واخذ الهاتف منها حتى ادار سيارته بشكل معاكس متجها نحوها .... من حسن حظه انه لم يتقدم مسافة كبيرة بعيدا عن منزلها فوصل بعد دقائق قليله من اتصالها ...
اخذ مسدسه الذي يضعه دائما معه في خزانة سيارته ثم اتجه ناحية شقتها بعد ان خبأه جيدا ... ضرب الباب بقوة اكثر من مره محاولا فتحها وبعد عدة محاولات انفتح الباب اخيرا ... دخل بسرعه ليجدها في المطبخ وضياء يحاصر جسدها بجسده ويحاول ان يعتدي عليها ... انقض عليه بقوه من الخلف ودفعه بعيد عنها ... ارتد ضياء الى الخلف بفزع وهو يتطلع الى ذلك الرجل الماثل امامه ... نهضت يارا من مكانها فورا وهي تبكي بقوه وتحاول ستر جسدها آلذي تعرت اجزاء منه بعد ان مزق فستانها ...
" أيها الحقير ... تحاول الاعتداء عليها ..."
قالها وهو يتقدم منه ويلكمه بقوة ... حاول ضياء تفاديه اكثر من مره الا انه فشل في هذا ... بعد عدة لكمات ابتعد قصي عنه ... تطلع الى يارا التي ما زالت واقفه في مكانها ترتجف بقوة ...
" لا تخافي ... سوف نأخده الى الشرطه الان ... هذا الحقير يجب ان يحبس "
مسح ضياء دماء فمه بكف يده ثم نهض من مكانه وهو يقول " لا احد يستطيع حبسي هل فهمتهم ..."
لفت أنظاره سكين حاده موجوده على الطاوله سحبها على الفور وهو يتجه بها ناحية يارا محاولا ان يطعنها بها الا ان يد قصي كانت أسرع وهي تخرج المسدس وتوجه رصاصته ناحية ضياء لتستقر في قلبه موقفه نبضاته الى الأبد ...
وضعت كف يدها على فمها وهي تراه يسقط امامها صريعا ... بينما ظل قصي ينظر اليه ببرود تام ولم يندم بتاتا على ما فعله فهو يستحق اكثر من هذا ...
" قتلته ... يا الهي انت قتلته ..." قالتها بهلع الا انه اسكتها فورا وهو يقول " هش ... لا داعي لكل هذا ... مجرد كلب ومات ..."
" ماذا سنفعل الان ... سوف يحبسوننا ... ماهذه المصيبه ..."
اجابها ببرود " ولماذا يحبسوننا ... ما فعلناه دفاع عن النفس ... اطمئني انت ... لن يحدث اي ضرر لنا ..."
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تقول " ماذا سنفعل الان ... "
اجابها بجديه " اهدئي انت ... وانا سوف أتصرف ..."

بعد حوالي ساعة كان قصي جالسا امام مكتب الشرطي واضعا قدما فوق الاخرى يتحدث بكل عنجفه وكأنه لم يأتِ الى هنا بسبب قتله لشخص ما ...بينما تجلس يارا على الكرسي المقابل له وهي تفرك يديها بتوتر وجسدها يرتجف بالكامل ما زالت غير مصدقه لما مرت به منذ لحظات ...
تحدث الشرطي وهو يكز على اسنانه بغضب من هذا الرجل الجالس امامه يتصرف وكأنه صاحب المكان وليس متهم في قضيه قتل " سيد قصي ... ما قلته انت والانسه يارا غير كافي لتبرئتك ..."
" عفوا ... اقول لك ان الرجل كان يحاول الاعتداء عليها ... يغتصبها بالمعنى الحرفي ... وانا دافعت عنها ... ولم يكتفي بهذا ... حاول قتلها أيضا ... ما المفروض ان افعله بهكذا وضع ... اتركه يطعنها بالسكين ام اخرج مسدسي واقتله في مكانه ..." قالها بسخريه بينما تحدث الضابط قائلا " مع هذا نحن نحتاج الى ادله أكثر ..."
" عالعموم ... المحامي الخاص بي سوف يأتي بعد قليل ... وهو سوف يتصرف ويحل الموضوع ..."
وبالفعل بعد دقائق وصل المحامي الخاص به وتحدث مع الضابط ... بعد حوالي نصف ساعة ونتيجة تدخل المحامي وبعض من معارف قصي في الدولة تم الإفراج عنه من خلال بطاقة السكن بالاعتماد على محل إقامته مع استمرار التحقيقات في القضية...
*******************************

دخلت يارا الى شقتها وهي تشعر بالتعب الشديد فما مرت به ليلة البارحه استنفذ قواها واجهدها بشده لتتفاجئ بوجود عدد من النساء يغطيهن السواد امامها ووالدتها جالسه بينهن تنتحب زوجها الراحل ...
تقدمت باتجاه غرفتها دون ان تعير أيا منهن اهتمام لكنها تفاجئت بوجود حقيبة كبيره في منتصف الغرفه بينما دخلت والدتها ورائها و وهي تنظر اليها بحقد شديد ...
" ما هذه الحقيبه ماما ..."
" هذه ملابسك وأغراضك جمعتها لك ... خذيها واخرجي من بيتي حالا ..."
" تطردينني يا ماما ... تطردين ابنتك بهذه السهوله ..."
صرخت بها بعدم تصديق الا ان والدتها لم تتأثر نهائيا بكلامها وهي تقول بحقد "نعم اطردك يارا ... لقد قتلت زوجي ... ضياء المسكين مات بسببك ..."
" مسكين ... زوجك الحقير حاول ان يعتدي علي ... ولولا تدخل مديري في اخر اللحظه ...لكان اغتصبني وانتهى الامر ..."
" انت كاذبه ... لقد حذرني ضياء منك ومن تصرفاتك ... لكنني لم أصدقه ... فعلتي هذا كله لانه حذرك وحاول ان يمنعك من خروجك المستمر ... المسكين كان يخاف عليك مثل ابنته تماما ... وانت ماذا فعلتي ... حرضتي مديرك ليقتله ... والله وحده يعلم لماذا فعل مديرك هذا ... " قالت كلماتها الاخيره بنبرة ذات مغزى مما جعلها تصيح بعدم تصديق " انت امي ... كيف تتحدثين عني هكذا ... وماذا تقصدين من كلامك هذا ... السيد قصي فعل هذا لكي يحميني ..."
قاطعتها بعصبيه " لا اريد سماع اسم ذلك الحقير في بيتي ... خذي أغراضك فورا واغربي من وجههي ..."
" تظنين انك تعاقبينني بهذه الطريقه ... انت مخطئه للغايه ... من الأساس كنت انوي ترك هذا المنزل ... كنت افعل المستحيل لأبتعد عنه واتخلص من وجودكم في حياتي ... فمالذي يجبرني على البقاء مع ام مثلك ليس لها اي اهميه في حياتي ومع زوجها السافل الحقير .."
ثم اكملت بنبرة متحسره " انت انانيه للغايه ... لا تفكرين سوى بنفسك ... عندما توفي والدي سارعتي للزواج من رجل اخر قبل ان يمر عدة شهور على وفاته حتى ... واخترت ضياء الذي يصغرك بعدة أعوام ... لم تفكري بي للحظه واحده ... ولا بموقفي من هذا الزواج ... وليت الامر توقف هنا ... فانت فشلت حتى في الاهتمام بي وتعويضي عن كل هذا ... لم اشعر بامومتك ناحيتي ولو لمره واحده ... لكنني اخترت السكوت وتحملت ... روضت نفسي على هذا الوضع ... حتى بات الامر عادي بالنسبه لي ... لكن بما اني سوف اخرج الان من هذا المنزل ... فهناك شيء اخير اريد ان أقوله ... انا اكرهك للغايه ... وأكره نفسي اكثر كوني ولدت من رحمك و حملت لقب ابنتك ... اكرهك اكثر مما تتخيلين ... وتأكدي جيدا سوف يأتي يوم وتحتاجيني فيه وحينها لن تجديني ابدا ... "
قالت كلماتها الاخيره بثبات دون ان تذرف دمعه واحده حتى بالرغم من صعوبة الموقف الا انها بالفعل شعرت بجمود غريب يحتل جميع أوصالها ...
جرت حقيبتها خلفها وخرجت من الشقه وهي لا تعرف الى اين تذهب ... نزلت درجات السلم على مهل ثم وضعت الحقيبه الضخمه امامها وهي تلهث بقوة ... تقدمت نحو الشارع ثم اشارت الى تاكسي يتقدم نحوها وطلبت منه ان يأخذها الى احد الفنادق القريبه لتمكث فيه الفترة القادمه ....
*******************************
في قصر النصار
تقدم سعيد من سيف الذي كان جالسا في غرفة الطعام يتناول فطوره ومعتز يشاركه اياه ...
" تعال سعيد وتناول فطورك معنا ... " حدثه سيف قائلا بينما اجابه سعيد
" لا اريد سيدي ... لا اشعر بالجوع الان ... فقط اريد شاي ..."
تقدمت احدى الخادمات وصبت الشاي له فيما اكمل سيف حديثه قائلا " اخبرني ماذا حدث معك البارحه ... "
اجابه بجديه " لم يحدث شيء مهم ... خرجت صباحا وذهبت للنادي الرياضي والتقت بصديقتها ... تناولا فطورهما سويا ... ثم ذهبت بعدها الى طبيبة نسائية اسمها ..."
قاطعه سيف " ذهبت الى طبيبه نسائية ..."
هز سعيد رأسه مؤكدا لكلامه وهو يقول " نعم ... ولدي اسمها وعنوانها ... "
" لا نحتاج اسمها اصلا ... الامر بات واضحا للغايه ... كما توقعت ... هايدي حامل من قصي ..."
" ماذا ستفعل الان ..." سأله معتز بينما ابتسم سيف وهو يجيبه " سوف اخبرك الان ماذا سنفعل ... "
أنصت معتز له بينما سيف يخبره بخطته التي سيشرف معتز عليها بنفسه ...

في المطبخ
دخل سعيد وهو يهتف قائلا " كيف حالك سيدة جميله ..."
اجابته جميله بابتسامه " بخير ... اين كنت طوال البارحه ..."
" كنت في مهمه كالعاده ... لكنها مهمه لطيفه ... ابتدئت بها البارحه وانتهيت منها اليوم ... "
ثم غمز لها وهو يقول " وسوف افضى لكم الان ..."
قهقهت عاليا وهي تقول " عاد سعيد وعادت معه مشاغباته التي لا تنتهي ..."
استدار سعيد ليري نورا تتجه نحوهم وهي تحمل سيف معها والذي ما ان رأى سعيد حتى ركض اتجاهه وضمه بسعاده ...
حمله سعيد وقبله من وجنتيه ثم اخبر نورا انه سيأخذه معه ليتمشى قليلا في حديقة القصر ...
جلست جميله امام نورا بعد ان صبت لكليهما القهوه وسألتها قائله " كيف وجدتي العمل هنا يا نورا ... هل انتِ مرتاحه معنا ... أجيبيني بصدق ولا تخجلي مني ..."
ابتسمت نورا بصدق وهي تقول " انا مرتاحه تماما معكم ... حتى السيد الصغير مرتاحه معه ..."
" يبدو انه احبك يا نورا ... فهو بات يسمع كلامك ولا يتذمر منك ..."
" معك حق ... انا أيضا لاحظت هذا ..."
ثم سألتها قائله " سعيد هذا يعمل هنا معكم ..."
" هو يعمل معنا ومع السيد سيف في نفس الوقت ... كما انه يسكن معنا في القصر ..."
" حقا ..."
" نعم ... رجال السيد سيف المقربين يسكنون في القصر ... مثلا أسد لديه شقه خاصه وسعيد لديه غرفه هنا ..."
سألتها نورا بفضول " والسيد معتز ..."
" للاسف انا لا اسكن هنا ... لدي شقة خاصة بي ... في منطقه بعيده من هنا ... "
قالها معتز مجيبا اياها ...
ابتلعت ريقها بتوتر وشعرت بالخجل الشديد من سماعه لسؤالها الفضولي ...
سمعت جميله وهي تقول بضجر " كان يسكن معنا في القصر منذ خمس سنوات ... الا انه فجأة قرر الابتعاد عنا ... "
" رغبت في الانعزال قليلا وكسب بعض الخصوصيه سيدة جميله ... لكن يبدو انني سوف أغير رأيي عن قريب ..." قالها بخبث مما جعل نورا تنتفض من مكانها فورا متجهه نحو الخارج ...
تبعها معتز وهو يقبض على ذراعها دافعها اياها نحو الحائط ... حاصرها بين ذراعيه بتحكم بينما صرخت هي به قائله " ابتعد ..."
" وإذا لم ابتعد ... ماذا ستفعلين ... هل تظنين اني لا الاحظك وانت ترسلين لي نظراتك الاستفزازية طوال الوقت ... "
"ماذا تقول انت ... ابتعد أيها المتخلف ..."
"لسانك سليط أيضا ... نظراتك مستفزه ... فضوليه للغايه ... ماذا بعد ..."
"سوف اصرخ باعلى صوتي اذا لم تتركني ..."
تأملها قليلا بنظراته ثم تحدث بتفكير " انت تشبهين احدا ما ..."
ارتبكت بشده من تصرفاته هذه بينما اكمل هو بتذكر قائلا " تذكرت ... كارتون السنافر ... بالتأكيد تعرفينه ..."
ابتسمت بارتباك وهي تقول بخجل " نعم اعرفه ... دائما أصدقائي كانوا يقولون انني أشبه السنافر ... كانوا يسمونني سنفورة ..."
هز رأسه نفيا وهو يقول " لقد فهمتي مقصدي بشكل خاطئ ... صحيح انت تشبهين احدا في هذا الكارتون ... لكنك لا تشبهين السنافر نفسها ... انت تشبهين ذلك الرجل الذي يطاردهم طوال الوقت ... ما اسمه يا معتز ... تذكرت ... شرشبيل ... انت تشبهين شرشبيل يا نورا ..."
ضغطت على قدمه بقوة مما جعله يحررها من ذراعيه وهو يتأوه بصمت ... ركضت مبتعده من امامه وهي تهتف به قائله " بارد ... مستفز ..."
اجابها قائلا " سمعتك يا نورا ... وسوف اعاقبك على ما قلتيه ...اياك ان تظهري امامي مره اخرى ... لأنني لن اتركك حينها ..."
*******************************
كانت رغد جالسه على سريرها تفكر بعمق ... كان عليها ان تتخذ قرار نهائي بشأن ما يحدث معها ... علاقتها بسيف باتت مرعبه للغايه ... استسلمت له البارحه وبكل سهوله دون ان تفكر في عواقب هذا ... سيف رجل مخيف للغايه والاقتراب منه مؤذي بالتأكيد ...
هي تحبه كثيرا لا تعرف كيف ولا متى ... كل شيء حدث فجأة معها ... انقلب الحال بها سريعا ... لتجد نفسها غارقه في حب رجل مثله بلا قلب ... كل ما يريده منه جسدها لا اكثر ... يريد ان يتملكها ويطفأ رغبته بها ثم يرميها كما فعل مع جميع من قبلها ومن ضمنهن تمارا صديقتها ... وفِي حال بقت معه سوف يكون مصيرها مثلهن تماما ...
انتفضت من مكانها بفزع وفكره ان تكون واحده من عشيقاته ارعبتها بشده ... لعنت بداخلها تمارا التي ورطتها في كل هذا ولعنت نفسها اكثر لانها استمعت لكلامها و وافقت على طلبها ...
مسكت هاتفها فورا وضغطت على زر الاتصال ... ما ان سمعت صوت الطرف الاخر حتى تحدثت قائلا " اريد الحجز على اول رحلة قادمه الى باريس ..."
اخبرها ان الرحلة ستكون غدا الساعة التاسعه مساءا ... حجزت تذكرة ذهاب على متن تلك الرحله ثم اغلقت هاتفها وهي تضع يدها على قلبها متمنيه ان يكون قرار هروبها صحيح
***********************

في صباح اليوم التالي
" سأذهب الان يا تمارا ... لدي بضعة اعمال أقوم بها ... سوف اعود لك في المساء ...هل تحتاجين شيء اجلبه لك معي ..."
اجابته بجديه "كلا جاد لا احتاج اي شيء ... اذهب وارتاح انت ... تعبت كثيرا معي ..."
" لا تقولي هذا يا تمارا ... لو بيدي لما تركتك نهائيا ... لكن للاسف مضطر فلدي مقابله لا استطيع تأجيلها ... اذا حدث اي شيء سيء معك اتصلي بي فورا ..." قالها بصدق مما جعلها تربت على يده قائله بامتنان " بالتأكيد سأتصل بك فورا ... اشكرك جاد ..."
ابتسم لها ثم خرج من شقتها بينما ذهبت هي الى غرفتها وتمددت على سريرها بعد ان دثرت نفسها بالعديد من الاغطيه علها تخفف من برودة جسدها وارتجافه ...
ذهبت بتفكيرها نحو حازم الذي اتصل بها مساء البارحه يسألها عن سبب غيابها عن العمل ... اخبرها انه ذهب اليها ليأخذها معه ويجلب سيارتيهما من التصليح الا انه تفاجئ بعدم وجودها ... حدثته عن مرضها ومكوثها في البيت لوحدها وقد تفهم وضعها الا انه لم يأتِ ليزورها كما توقعت ... مما اضطرها في الأخير ان تتصل بجاد بعد ان اشتد المرض عليها كثيرا مساء البارحه ... حيث ارتفعت حرارتها كثيرا وأوشكت على فقدان وعيها ...
تولدت لديها رغبة كبيره في البكاء وهي تفكر ان جميع ما فعلته ذهب سدى ... فحازم يبدو انه لن يأتي كما خططت من قبل ... لقد استعجلت كثيرا فيما فعلته ... تهورها هذا جعلها طريحة الفراش ، حرارتها مرتفعة للغايه ، وتشعر بالام كثيره في مختلف أنحاء جسدها ...
ظلت راقده في فراشها لفترة طويله بلا حراك ... بدأ جسدها يؤلمها بشكل اكبر ونوبة صداع قويه داهمتها جعلتها تفقد تركيزها ...
سمعت صوت جرس الباب يرن ... تحاملت على نفسها ونهضت من فراشها لتفتحها فوجدت حازم يقف امامها ...
تطلع حازم اليها فوجد وجهها شاحب للغايه وعيناها حمراوتين وانفها كذلك بينما شعرها القصير متناثر حول وجهها بشكل فوضوي ... كان منظرها كافي ليبين شدة مرضها خصوصا بشحوب وجهها الذي يحاكي شحوب الأموات ...
سعلت تمارا بقوة وهي تضع كفها على فمها ... بالكاد استطاعت الحديث من بين سعالها المستمر وهي تحدثه بنبرة واهنه " حازم ! اهلًا بك ..."
أغلق الباب خلفه ثم تقدم اتجاهها وهو يقول بقلق " تمارا ... تبدين شاحبه للغايه ..."
حاولت التماسك قليلا حتى تستطيع ان تجيبه الا انها شعرت بدوار قوي يسيطر عليها ... بدأت الرؤية تتشوش امامها مما جعلها تستند على حازم الواقف امامها ... ضغطت على ذراعه بقوة بينما صدى صوته الذي يحاول ان يطمئن عليها يتردد على مسامعها لكن بشكل غير واضح ... شعرت بالأرض تدور بها و ذراعين قويتين تلقفتها قبل ان يطيح جسدها ارضا ...
حملها حازم متجها بها نحو غرفتها ... وضعها على فراشها ثم لمس جبينها بيده لينصدم بشدة سخونته ... اخرج هاتفه من جيبه فورا ليتصل بطبيبه الخاص وهو ما زال ينظر الى تمارا بقلق وهي فاقده للوعي هكذا ...
بعد حوالي ثلث ساعة جاء الطبيب وفحصها جيدا ... اخبره انها مصابة بنزلة برد حادة للغايه ... كتب لها بضعة ادويه يجب ان تلتزم بها حتى تشفى في أسرع وقت ...
تقدم حازم ناحية تمارا بعد ان جلب الدواء الذي وصفه الطبيب لها ... بعد عدة محاولات منه استيقظت تمارا من نومها الا انها ما زالت غير واعية لما يحدث حولها ... تناولت دوائها منه دون تركيز ثم عادت الى نومتها مره اخرى ... تطلع حازم اليها فوجدها تحتضن جسدها بقوة و يبدر انها تشعر بالبرد ... جلب غطاء اخر وجده في خزانتها ودثرها به جيدا ... قرر ان يذهب الى الخارج ويجلب لها طعام لتتناوله عندما تستيقظ الا انه توقف وهو يستمع الى همهمات منخفضة تصدر منها ... لم يستطع ان يمنع فضوله من الاستماع لما تقوله ... قرب وجهه من شفتيها ليسمعها تردد بأنين خافت " سامحني محمود ... ارجوك ... انا أسفه ..." ثم اكملت قائله " هو السبب ... سيف ... لا ذنب لي ... صدقني ... ارجوك ..."
عقد حازم حاجبيه بتعجب من حديثها وهو يردد اسم سيف في داخله ...
********************************
ودعت هايدي صديقتها ثم ذهبت باتجاه سيارتها ... جلست امام المقود وهي تهم بتشغيل سيارتها الان انها تفاجئت بيد قوية تكمم فمها بقطعة قماش بيضاء سقطت على اثرها فاقده للوعي ...
فتح الرجل باب السيارة ونزل منها متجها ناحية هايدي ... انزلها ووضعها في الخلف بعد ان تأكد من خلو الشارع من المارة ... ثم عاد وجلس امام المقود وتحرك بالسيارة حيث المكان المحدد لإتمام العمليه ...
بعد حوالي ساعة ونصف وتحديدا في احد المناطق المهجوره
حيث يوجد هناك معمل قديم مهجور متهالك للغايه يقف معتز ومعه ثلاثة رجال منتظرا قدوم الرجل الرابع ... تقدمت سيارة حمراء منهم ثم خرج الرجل واتجه نحوهم وهو يحمل حقيبة هايدي بيده ... اخذ معتز الحقيبه منه ثم اخرج منها الهاتف المحمول الخاص بها ...
أعطاه لأحد رجاله الذي سارع لفتح الهاتف بعد ان ألغى الرقم السري الخاص به فهو مختص في هكذا أمور ... اخذ معتز الهاتف مره اخرى ثم كتب الرساله المطلوبه وأرسلها الى رقم قصي ... مسح بصمات يده الموجوده على الهاتف وأعاده الى الحقيبه ... امر رجاله قائلا " ضعوا حقيبتها في المقعد الأمامي ... ابقوا داخل سيارتكم في الجهه الاخرى خلف المعمل حتى لا تنتبه لكم عندما تستيقظ ... راقبوها من بعيد وهي سوف تستيقظ بعد حوالي ساعتين ... حيث سينتهي مفعول المخدر ... بالتأكيد سوف تقود سيارتها فورا هربا من هذا المكان فاتبعوها أنتم ونفذوا الباقي كما اتفقنا ..." هز الرجال رؤوسهم بتفهم وسارعوا لتنفيذ أوامره ...

بعد حوالي ساعتين فتحت هايدي عينيها وهي تنظر حولها بعدم استيعاب ... بدأت تستعيد تركيزها جيدا فانتفضت من مكانها وهي تتذكر ما حدث معها ... فتحت الباب بسرعه وخرجت من السيارة لتتفاجئ بنفسها وحيده في منطقة شبه صحراويه مقطوعه ... شعرت برعب شديد يتملكها فأسرعت لفتح الباب الإماميه لسيارتها بحثا عن المفتاح الخاص بها ... حمدت ربها عندما وجدت المفتاح في مكانه ... لم تفكر كثيرا فيما حدث معها ومن جلبها الى هنا وتركها بهذا الشكل ... كل ما فكرت به ان تهرب حالا من هذا المكان المهجور ... شغلت سيارتها بسرعه ثم تحركت مبتعده عن هذا المكان غافله عن السيارة الاخرى التي تتبعها منتظره الفرصه المناسبه للايقاع بها ...
بعد فترة شعرت بتلك السيارة التي تلاحقها ... ازدردت لعابها بقلق وهي تحاول قدر المستطاع التركيز في قيادتها وعدم فقدان سيطرتها على المقود ...
كانت تقود سيارتها بتوتر بينما تلك السيارة ما زالت تلاحقها ... ضغطت على الفرامل اكثر وهي تحاول قدر المستطاع ان تهرب منها ... تصبب العرق على جبينها وارتجف جسدها باكمله وهي تراها باتت بجانبها مصره ان تقطع الطريق عليها ...
قادت بسرعة اكبر محاولة التخلص منها مما جعل السائق الاخر يزيد من سرعته أيضا ... دخلت في احد شوارع المدينه العريضه بينما هو ما زال يتبعها ومصر على تشتيت سيطرتها ... فجأة وجدت سيارة نقل كبيره تظهر امامها وكأنها متجهزه لاستقبالها ... اصطدمت بها بقوه ودوى صوت صراخها عاليا وهي تشعر بسيارتها تنقلب بها اكثر من مره حتى فقدت وعيها تماما ...
*****************************
أغلق هاتفه وهو يبتسم بانتصار فقد اخبره رجاله منذ قليل ان المهمه تمت بنجاح ... كل شيء يسير مثلما يريد تماما ... وهاهو على أبواب ان يفوز باكبر صفقة لهذا العام ... ويطيح بالذ أعداءه قصي العمري الذي يحاول ان يتخيل موقفه عندما يأخذ تلك الصفقه منه ...
نظر الى ساعة يده ليرى انها الساعة الثامنه مساءا ... ابتسم بغموض وهو يضع هاتفه في جيبه متجها اليها ...
بعد حوالي ساعة ... فتح باب الشقه وهو يحملها بين يديه ... أغلق الباب بقدمه ثم تقدم بها ناحية غرفة النوم التي جهزها لها ... وضعها على السرير وهو يتأملها مليا ثم فتح حقيبتها واخرج جواز سفرها منه ... مسك جواز سفرها بيده وهو ينظر اليه بسخريه ثم ما لبث ان مزقه بيديه ورماه في القمامه ... عاد ببصره مرة اخرى اليها وابتسامه شيطانيه ارتسمت على شفتيه...
لقد مل من التلاعب معها وحان الوقت ليحقق غايته التي انتظرها طويلا حتى لو اضطره الامر لاستخدام أساليبه المعتاده بشكل علني ...

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-