رواية سهرة منتصف الليل الفصل الخامس عشر


 (الفصل الخامس عشر)



يقف في المشفي امام الغرفه الموجوده فريده بها ينتظر خروج الطبيب
اغمض عينيه عندما ظهرت امامها صورتها والنيران مشتعله في ذراعيها ولولا وصلوهما لكانت انتقلت الي جسدها باكمله ..
ومن المؤكد انها هي من فعلت ذلك بنفسها ارادت التخلص من حياتها ...
لاول مره يشعر بالذنب اتجاه احد ...

_ فريده لو حصلها حاجه انا هبلغ عنك واقولهم كل حاجه من اولها لاخرها
قالتها ليلي بتهديد

وفي نفس اللحظه خرج الطبيب هتف عمر بلهفه واضحه :
بقيت كويسه صح ؟!

_ الحرق الي حصل في دراعها عميق مش سطحي ، احنا عملنالها جراحه دلوقتي وبعد فتره هتحتاج عمليه تجميل وترميم
_________________

دلفت ليلي الي الغرفه الموجوده بها فريده لتجدها جالسه علي فراش تنظر بشرود امامها،

_ حمدالله علي سلامتك

لم تنظر لها فريده من الاساس لتقول ليلي :
الدكتور طمنا وقال ان الحرق حصل في دراعك بس وبسيط جدا الحمدالله اننا لحقناكي كان ممكن نار توصل لجسمك كله ازاي هان عليكي تولعي في نفسك كده

والاجابه صمت فريده لم تنطق بحرف واحد لتقول ليلي :
انا هخلصك من المشكله دي وهخلي عمر يشوف حل صدقيني والله ما هسيبك

اغمضت فريده عينيها تاركه ليلي تتحدث مع نفسها لا تريد سماع صوت احد

__________________

بعد مرور الوقت خرجت ليلي من الغرفه هاتفه :
حرقتها وخرستها ؟!! البت جوه مش بتكلم بكلمها وهي مش معايا اصلا مبتكلمش ارتاحت لما دمرت حياتها

هتف سيف :
في ايه يا ليلي فهميني براحه

لتقول ليلي :
فريده مبتكلمش مش بترد علي حد كانها مش سامعه اصلا قاعده كده باصه قدامها ومبتكلمش حتي عينيها مش بتتحرك باصه في حته معينه قدامها ومركزه فيها

هتف عمر :
لما دكتور يجي نساله ممكن يكون من اثر العمليه

_ده علي اساس ان العمليه اتعملت في لسانها ؟
قالتها ليلي بانفعال ليقول عمر :
متقلبيش دماغي بقي اكتر ما هي مقلوبه انا هروح اسال دكتور

رحل عمر من امامهم ثم هتفت ليلي ;
هو عمر ماسك عليك زله تاني غير الصور بتاعتي ؟!

_ لا ليه بتقولي كده

اجابته ليلي :
عايزه اعرف انت ليه ضعيف قدامه كده مش قادر تتكلم معاه نص كلمه ليه

_ يعني اعمل ايه يا ليلي افتحلك بطنه قدامك عشان ترتاحي ؟!!
قالها بزعيق

حركت راسها بالنفي ثم قالت :
شوف حل نوصله عشان ننقذ فريده الي صاحبك دمرها علي اقل نردلها الجميل الي عملته معانا انقذتنا كلنا ومعرفتش تنقذ نفسها
واول ما نخلص من موضوع ده انت من طريق وانا من طريق يا سيف مش عايزه بعد كده المح خيالك حتي قدامي

!- وهتقدري تنسيني ؟!!

لم تجيبه وجهت راسه للناحيه الاخري بصمت
_______________

لم يذهب للطبيب بل توجهه ناحيه غرفتها ثم دلف اليها وجدها ممده علي الفراش تنظر امامها
_ عامله ايه يا برنسيسه ؟ ولا بلاش بتزعلك دي عامله ايه يا فريده ؟
ارتعش جسدها عندما وصل اليه صوتها وظلت علي وضعها كما هي

جلس بجانبها علي المقعد الموجود بجوار الفراش اصدر تنهيده طويله قبل ان يقول :
ليلي قالت انك مش بتكلمي ومبترديش علي حد مش عارف ده بمزاجكك وانتي قاصده كده، ولا انا السبب في دي كمان زي الحريقه
مش فاهم انتي ليه مصممه تحسيسني بالذنب من ناحيتك اكتر من كده ؟ انا كاره احساسي بالذنب ده مش عايز احس الاحساس ده، عايز اشمت فيكي واقولك شوفتي دماغك وصلتك لفين بس مش قادر اعمل كده ياريتها صفحتك ما كانت ظهرت قدامي ولا شوفتها

وعندما لم يتلقي منها رد هتف :
متسكتيش اتكلمي اشتمي وزعقي زي ما كنتي بتعملي قولي اي حاجه يا فريده

اخرج من سترته هاتفه وبطاقه ذاكره ثم اكمل :
الموبيل الي عليه صورك اهو والكارت المومري ده عليه فيديو بلي حصل بينا ومره دي بجد انا معنديش نسخ تانيه

لم تلتفت اليهم من الاساس تنظر امامها وضعهم بجانبها علس الطاوله ثم قال :
اهم جمبك يا فريده

خرج من الغرفه لا يوجد اي شئ لديه يقوله اكثر من ذلك،

ترك المشفي ورحل يشعر بالاختناق من كل شئ حوله ...

_________________

نهضت بصعوبه من الفراش وفي يديها الهاتف الخاص بعمر وبطاقه الذاكره
اخفت بطاقه الذاكره بجورب بنطالها والهاتف خرجت من الغرفه وهي تلتفت حولها بحرص حتي وصلت الي باب الخروج من المشفي،
اغمضت عينيها بتعب وهي تقف في الشارع
تحاملت علي نفسها وظلت تسير بالطريق حتي وصلت الي كورنيش نهر النيل
القت الهاتف بكل قوتها في النهر ثم جلست علي الارضيه لم تعد تستطيع تحمل الالم الذي بذراعيها اكثر من ذلك ...

قامت بمنادت احد الاشخاص الموجودين امامها وبالفعل وصل اليها هاتفآ :
انتي كويسه؟!

_ لو سمحت عايزه اعمل مكالمه من موبيلك هكلم والدتي تيجي تاخدني لان الجرح الي في ايدي شادد عليا ومش قادره اتحرك

_ انا معايا عربيه ممكن اوصلك

حركت راسها بالنفي هاتفه :
لا شكرا ممكن موبيلك بس دقيقه واحده

اوما راسه بالايجاب ثم دس يديه في سترته واخرج لها الهاتف تناولته هي ثم بدات بكتابه رقم ما والاتصال به وعندما وصل اليها صوت والدتها هتفت :
ماما انا فريده تعالي خديني من عند كورنيش اهو كلمي الراجل ده يوصفلك بظبط انا فين بس تعالي خديني ونبي انا مش قادره اتحرك

_ مالك يا فريده حصلك ايه يا بنتي الو ردي عليا يا فريده الو

وصل اليها صوت الرجل وهو يقول :
بنت حضرتك تعبانه شويه مفيش حاجه متخافيش ، انا هوصف لحضرتك المكان وهفضل معاها لحد ما توصلي متقلقيش

_________________

اطفئ سيجارته العاشره بمنفضه السجائر الموجوده امامه علي الطاوله والتي ممتلئه باكملها ثم نهض عندما وصل اليه صوت رنين الباب نهض من مكانه ثم قام بفتح الباب ليجد ليلي وسيف امامه اغمض عينيه بنفاذ صبر ثم هتف :
افندم ؟!

_ هو ايه الي افندم فريده كانت هتموت النهارده بسببك انت لازم تصلح غلطتك دي

ليقول هو ساخرآ :
اصلحها ازاي بقي اروح اتجوزها يعني ولا اعمل ايه

اجابه سيف :
اه تتجوزها ملهاش حل غير كده اصلا

جلس عمر علي الاريكه هاتفآ :
اتجوز ايه ؟! انا مش بتاع جواز فريده هتعرف تحل مشكلتها انا سلمتها الفيديو وصورها وكل حاجه تخصها ملهاش حاجه عندي هترجع لحياتها تاني وشويه كده وهتنسي فتره دي

_ مصعبتش عليك ونار ماسكه فيه بسببك كان ممكن تتشوه كلها بسبب واحد حيوان زيك
قالتها فريده بانفعال ليقول عمر :
قله ادب في بيتي مش عايز ما تلم سنيوره بتاعتك يا سيف ولا انت ملكش كلمه

_ روحي دلوقتي شوفي فريده ممكن تحتاج حاجه وانا هتفاهم مع عمر

_ فريده اتحرقت وبطلت تتكلم بسببك منك لله حسبي الله ونعمه الوكيل فيك ربنا ياخدك يااخي

_ ليلي خلاص روحي دلوقتي لفريده
قالها سيف بحزم لتقول ليلي
انا مش همشي من هنا غير لما عمر يوافق انه يتجوز فريده علي اقل حتي شهرين وبعدين يطلقها

وضحكات عمر تغطي المكان باكمله زفرت ليلي بقوه هاتفه بعصبيه :
بلاش استفزاز يا بني ادم انت

_ ما هو مش معني انك بقيتي نضيفه وملكيش سيدهات عندي هتزيطي فيها انا اقدر وانتي واقفه مكانك اجبلك حاجات تخصك العن من الي اتمسحوا فخليكي في حالك وملكيش دعوه

وفي نفس اللحظه رن الهاتف الخاص بسيف اخرجه ونظر الي شاشه الهاتف قائلا :
دي مستشفي بتاعه فريده
___________________

وصلت والدتها برفقه احمد وطفلته الصغيره شاهيناز وفارس ايضآ الي المكان الذي حدده الشخص لهما هبطت تهاني من السياره بهلع عندما وجدت ابنته جالسه علي الارضيه ويديها مغطاه بالشاش الابيض ووجهها المرهق للغايه ركضت اليها هاتفه :
فريده

_ خديني البيت يا ماما عايزه انام علي سريري
قالتها فريده بصوت ضعيف

اسندتها والدتها وهي تقول :
حاضر يا حبيبتي بس قوليلي ايه الي حصلك ومال ايدك ؟!

_هقولك بعدين بس اوصل سريري وارتاح
استقل كلاهما السياره بالخلف وبجانبهم الصغيره شاهيناز

وقف احمد مع ذلك الراجل الذي تحدثت فريده من هاتفه وشكره ثم استقل السياره وفارس بجانبه يتابع الموقف منذ البدايه بصمت تام لا يصدق ان هذه الفتاه هي من تشاجر معاها من قبل وقام بحبسها في الغرفه ...

_ كنتي فين يا فريده المده دي كلها هو ده الي هتروحي لصحبتك وترجعي ؟!

اسندت راسها الي احضان والدتها هاتفه :
هقولك كل حاجه بعدين بس خليني في حضنك دلوقتي

ضمتها والدتها الي احضانها وهي تقول :
اهو يا نور عيني

اغضمت فريده عينيها بارتياح ثم هتفت :
بكره نسافر اسكندريه مع جوزك انا مش عايزه اقعد هنا تاني خلينا نعيش هناك

_ كل حاجه انتي عايزها يا فريده هتحصل
قالها احمد نظر اليه فارس بنظرات غاضبه من كلماته تلك

رتبت الصغيره غلي ذراعي فريده المغطي بالشاش قائله :
معلش انتي لما تاخدي الدواء هتخفي ومش هتوجعك

ابتسمت فريده بسخريه من كلمات الصغيره ثم هتفت بداخلها :
ياريته كان وجع دراعي بس

تعليقات