Ads by Google X

رواية طريقي المبهم الفصل الحادى عشر


 (الفصل الحادي عشر)
فإجابها بالكذب بانه تجادل مع والده جادل حميم بسبب العمل فحزن منه كما حزن محسن منه ايضا ولكنه طمئنها بانهم فضوا هذا الجادل وعادوا كما كانوا فقابلت اجابته بشك وغير تصديق ولكن قررت الصمت والتظاهر بانها تصدقه فكل ما يهمها بانه سيعود كما كان فااخبر سميه بهذه الكذبه ايضا ففعلت مثلما فعلت ماجده ولكن لم يهتم فهو قرر العوده كما كان وعدم التهرب بعد الان وسيتجاهل محسن بقدر الامكان كي لا يشعل النيران التي اخمدتها جميله الليله الماضيه بابتسامتها وبراءتها التي يعشقهم

نفض احمد راسه متهربا من ازدحام افكاره التي جذبته بكل سهوله ثم نظر الي احمد بعيون مطمئنه تتحدث بانه سيخبره بكل شئ بعد ان يذهبوا الي العمل فهز عمر راسه متفهما
فحمحم وهو يرفع حاجبه الايسر بتساؤل
- ايه اللي جابك
نظر عمر الي ماجده بعيون تلمع بالمشاكسه والمشاغبه قائلا وهو مصطنع الحزن والعتاب
- شوفتي ياطنط ابنك مش عاجبه اني جيت
توسعت عيون احمد باستغراب وكاد يتحدث لكن قاطعته ماجده قائله بعتاب
- كدا برده يااحمد دا ينفع

ضرب احمد كف بكف
- هو انا عملتله حاجه كل دا علشان قولت اللي جابك
عمر مصطنع الحزن والعتاب بطريقه مسرحيه
- لما تسال صاحبك وعشره عمرك السؤال دا يبقي عيب جدا انا المفروض اجي في ايه وقت
ثم نظر الي ماجده ليكمل بابتسامه واسعه
- صح ياطنط
ماجده بابتسامه حنونه
- ايوه طبعا دا بيتك ومفتوح لك في ايه وقت
ابتسم عمر بانتصار وهو يرفع راسه بشموخ ويشير الي ماجد وهو يرمق احمد بمشاكسه
- شوفت اتعلم من طنط

هز احمد راسه يمينا ويسارا بيأس وهو يبتسم
اخذ عمر يفكر في علياء فهو لم يأتي الي هنا ولم يري علياء منذ شهر فسبب مجيئه الحقيقي اليوم ليراها فقلبه اكتفي من الاشتياق الذي سيجعله ينفجر في ايه لحظه

دلف محسن وخلفه ملك والقوا تحيه الصباح فتجاهل احمد محسن ولم ينظر إليه بينما ظهر علي ملامح محسن الاستغراب لوجود احمد ولكن سرعان ما تلاشت وارتدي قناع البرود واللا مبالاه وكذلك تجاهل عمر نظرات ملك التي تشع بالغضب نحوه ولم يعيرها انتباهه

بعد مرور بعض الوقت
دلفت سميه والقت تحيه الصباح علي الجميع
فنظر احمد الي جميله وكان يراقب تحركاتها بينما هي كانت منهمكه في وضع الاطباق وتنظر إليه بين الحين والاخر بخجل طفيف
بينما كان عمر ينظر الي علياء بعيون تنبع بالرجاء لتنظر اليه ولكن هي لم تعيره انتباها ولم ترمقه حتي
بينما ملك كانت توزع نظراتها الغاضبه بينهما وهي تتواعد لهم

كانت علياء تسير بجوار كرسي ملك ووضعت امامها طبق والتفت لتغادر وهي تحمل طبق اخرى في احدي يدها
فاانتهزت ملك الفرصه في ذات اللحظه وارتسم علي ثغرها ابتسامه شيطانيه وفردت ملك قدمها متعمده دون ان يري احد لتسقط علياء المسكينه
فتعثرت قدم علياء بقدم ملك وسقطت علي الارض وانكسر الطبق الذي كان يوجد به بعض محتويات الطعام الي قطع متناثره

شهقوا الجميع وساعدت جميله وخديجه علياء علي الواقف بينما وقف عمر قائلا بقلق ظهر علي معالم ملامحه ونبره صوته بوضوح
- انتي كويسه
وقفت علياء واومأت سريعا دون ان تنظر اليه
فتلاشت ابتسامه ملك الشيطانيه وحل مكانها الغضب والغيره التي جعل وجهها شديد الاحمرار فصاحت بغضب
- عجباك اللي عملته دا اهو كسرتي الطبق وبوظتي السجاده عارفه الطبق والسجاده دول بكم لو فضلتي تشتغلي طول عمرك مش هتقدرى تجمعي ثمنهم

فاكملت بسخريه واستهزاء وهي ترمقها باحتقار وتشير الي الصحن المنكسر
- دا حتي مش عارفه تشوفي شغلك عدل
كور عمر قبضه يده بغضب وبرزت عروق يده بل عروق عنقه ايضا فهو شعر ان الحديث له هو وليس هي
فكاد ان يتحدث ولكن قاطعته علياء قائله بغضب مكتوم
- علفكره انا اتكعبلت بسبب رجل حضرتك لو مكنتيش مد رجلك مكنش دا حصل

وقفت ملك وهي تصيح بغضب هز اركان الغرفه
- ابقي تعالي اربطي رجلي وعلميني اقعد ازاي بعد كدا
- خلاص ياملك
قالها احمد بحده وهو يرمقها بعيون متسعه من التحذير لتنهي الحديث ولكن هيهات فااكملت ملك الغاضبه فقد اعمي الغيره عينيها تماما
- لا مش خلاص مش شايف قالت ايه بدل ماتعتذر وتعترف بغلطها لا تبجح في الكلام
كادت علياء تتحدث ولكن قاطعها عمر بحده وهو يجز علي اسنانه
- مش بتقول الحقيقه

ملك وهي تصرخ بغل
- اااه طبعا لازم تد.
قاطع محسن حديثها قائلا بصرامه
- اقعدي ياملك واقفلي علي الموضوع
ثم نظر الي علياء ليكمل
- وانتي ياعلياء مخصوم اسبوع من مرتبك
ملك بقسوه وارتسم علي شفتيها نصف ابتسامه مليئه بالغضب والغيظ
- بس وعلي ايه تخصم منها ماتطردها احسن
- مللك
قالتها ماجده بحده وهي تتنهد بنفاذ صبر

بينما اجتمعت الدموع في عيون علياء فلقد اكتفت تماما فهي لاول مره تشعر بمراره الإهانة القاسيه فإشتعل جسد عمر وجهه بحراره الغضب لرؤيه دموعها التي بدأت تهبط رغما عنها علي وجنتيها
خرجت علياء من الغرفه سريعا فاعتذرت سميه وخرجت خلفها وخرجوا الجميع معاها

عمر بغضب مكتوم وهو يجز علي اسنانه
- مش ملاحظه ياملك انك كبرتي الموضوع اووي
كادت تتحدث ولكن قاطعها احمد بحده وعتاب
- عمر معاه حق مكنش له لازمه اللي عملته دا كله
ملك وهي تدبدب بقدمها علي الارض وتصرخ بغضب
- يعني انا اللي غلطانه وشريره كمان والخدامه هي البريئه الطيبه مااشي
ثم خرجت من الغرفه وهي تمتم بكلمات غاضبه غير مفهومه
تنهد عمر بضيق
فاستأذن وخرج من الغرفه وخرج خلفه احمد
--------------------------------------------
- انا لا يمكن اكمل في الشغل بعد اللي حصل دا
قالتها علياء بغضب وهي تبكي وتضع ملابسها داخل الحقيبه بعنف
حاولت جميله وخديجه تهدئتها ومنعها ولكن فشلوا
سميه بحزن محاولا تهدئتها
- ياعلياء يابنتي اهدي بس متأخديش كلامها علي محمل الجد

علياء وهي تصيح بحنق
- ازاي يعني انتي مش شايفه قالت ايه وانا اصلا مغلطتش في حاجه كل دا بسبب رجلها
كادت ان تتحدث جميله ولكن قاطعها خبطات متتاليه علي الباب فسمحت سميه للطارق فانفتح الباب فظهر علي ملامح الجميع علامات الاستغراب والدهشه
-----------------------------------------
متنسوش التفاعل
الفصل الحادي عشر

كان احمد يقف بجوار الباب وبجواره عمر ينظر اليها بعيون متسائله بقلق عندما شاهد دموعها التي تغطي وجنتيها
اشاحت علياء بوجهها عن عمر بغضب ولم تهتم بنظراته واخذت تمسح دموعها بكف يديها بحده وعنف
وقفت وهي تعقد حاجبيها بتساؤل
- خير في حاجه ياولاد
حمحم احمد ليقول برسميه
- انا جاي علشان علياء و..

قاطعه عمر سريعا قائلا بأسف واعتذار وهو يرمق علياء التي مازالت تشيح بوجهها
- جايين نعتذر علشان الكلام اللي قالته ملك عارفين انها زودت الموضوع وجرحتك بالكلام فااحنا بنعتذر بالنيابه عنها
تطلعت اليهم علياء بعيونها الحمراء من كثر البكاء لتقول بنبره حاده برسميه لا تخلو من القليل من السخريه
- شكرا جدا بس مكنش له لازمه تيجوا لحد هنا علشان تعتذروا لخدامه وانا اسفه علشان اللي حصل من شويه
كاد احمد ان يتحدث لكن قاطعه عمر مره ثانيه قائلا بصرامه
- وتعتذرى ليه انتي مغلطيش في حاجه وزي ماقولتي وقعتي بسبب رجل ملك ومتقوليش تعتذروا لخدامه دي تاني هي مش الخدامه
إنسانه زينا ولا ايه

ثم نظر الي الحقيبه التي بجوارها وشعر بجسده متخشب وقلبه يهتز من الخوف عندما طرق علي عقله بأنها سوف تذهب وبذلك لن يراها عينيه التي اعتدت علي رؤيتها مره اخرى فقال وهو يجز علي اسنانه ويكور قبضه يده بغضب
- ومحدش طردك علشان تجهزي شنطتك
نظر احمد الي عمر بنظره ذات مغزي وظهر شبح ابتسامه خبيثه علي شفتيه بينما نظرت اليه علياء بعيون ترقص من السعاده وابتسمت دون ان تدرى بامتنان فحديثه ساعدها علي محو علامات الغضب والحزن من علي وجهها

نكزتها جميله في ذراعها بخفه دون ان يدرى احد فنظرت اليها ولكن تلاشت ابتسامتها عندما شاهدت ابتسامه جميله التي فهمت مقصدها فحمحمت وهي تخفض رأسها بتوتر
شكرت سميه احمد وعمر بامتنان
فابتسم احمد وعمر فستأذن عمر وخرج من الغرفه فنظر احمد الي جميله نظره سريعه خاطفه ولكن كفيله بان تجعل قلبها يخفق بعنف ثم خرج من الغرفه

- مش عارفه ازاي تفكرى انك تسيبي الشغل بذمتك هتلاقي ناس محترمين وطيبين زي دول وتشتغلوا عندهم ازاي دا ايه حد مكانهم مكنشوش عملوا كدا وهيجبوا غيرك
قالتها خديجه باستنكار وهي تلوي شفتيها بعدم رضا
تنفست علياء الصعداء لترمقها بنظرات حاده
- انتي عارفني كويس ياخديجه انا مش بحب حد يقلل مني ولا يهينني بذات لو مكنتش غلطانه
ثم اكملت بنبره عاليه بحزم وهي تحرك يديها بغضب
- فيغور الشغل اللي يجي من وراءه كدا هو علشان انا خدامه هسكت ومش اقول حاجه مهما قالوا دا يبقي كدا بدوس علي كرامتي وانا مستحيل اقبل بحاجه زي دي

جميله محاوله تهدئه علياء وهي تضع كلتا يديها علي كتفها
- خلاص ياعلياء عندك حق بس متفكريش في موضوع انك تمشي دا تاني بذات بعد ما جم واعتذروا كمان
سميه مؤيده لحديث جميله وهي تهز رأسها
- جميله عندها حق
ثم اكملت وهي تشير اليها بالتحرك
-يلا قومي اغسلي وشك وحطي شنطتك في مكانها

علياء وهي تتنهد بضيق قائله بنبره خافضه بأسف مزيجه بالرجاء
- معلش ياخالتي سميه انا مش هقدر اكمل بقيه شغلي النهارده فهبات النهارده في البيت وهاجي بكره وابقي قولي لمحسن بيه يخصم ليا اليوم دا
زفرت سميه باستسلام
- ماشي اللي يريحك
ثم خرجت من الغرفه وخرجت خلفها خديجه التي رمقتها باعتذار فقابلت اعتذارها بابتسامه طفيفه
ثم احتضنت جميله "علياء" وهي تربت علي ظهرها بحنان ثم خرجت من الغرفه
-----------------------------------------
كان عمر يستند علي سيارته فكان في انتظار احمد ليذهبوا الي الشركه
بينما خرجت علياء من بوابه الفيلا فتقابلت عيونها السوداء المكحله الهادئه بعيونه الزرقاء التي هتفت بسعاده بالغه لرؤيتها فأشاحت بوجهها سريعا وسارت بخطوات سريعه كأن جن ما يلاحقها سار عمر بخطوات سريعه تشبه الركض الي ان وقف امامها قائلا بلهفه
- استني انتي رايحه فين

علياء بنبره ثلجيه
- وانت مالك
نظر الي حقيبتها فوجودها صغيره جدا فتنهد براحه وهو يغمض عينيها فظن انها ستترك العمل
ثم فتح عينيه ليكمل ابتسامه هادئه برقه
- اصل قولت اوصلك ب..
قاطعته علياء بحزم وهي تهم بالسير
- لا شكرا مش عايزه
امسك عمر ذراعها ليوقفها
- استني بس انتي علطول كدا مستعجله

علياء وهي ترمقه بنظرات حاده قائله وتجز علي اسنانها
- ممكن تسيب ايدي مينفعش اللي بتعمله حضرتك دا
ترك عمر ذراعه وهو يضيق عينيه باستنكار
- في ايه انا عملت ايه
عقدت علياء ذراعها امام صدرها وهي ترفع حاجبها الايسر بعدم تصديق قائله بصرامه
- مش عارف عملت ايه ماشي هقولك
انت فاكرني ايه
ثم اكملت وهي تهز راسها بتساؤل
- ها ازاي تمسك ايدي عادي وتبوسني برده عادي وتيجي كمان تقولي اوصلك
ثم رفعت اصبعها الاوسط امام وجهه بحزم
- لا اسمع يااستاذ عمر انا مش زي البنات اللي تعرفهم وانا غلطانه اصلا اني سمحتلك تعمل كدا بس لحد كدا وكفايه اووي
ثم اكملت وهي تصرخ باتهام
- وكل اللي حصل اصلا بسبب حضرتك

تنهد عمر بضيق
- اولا قولتلك قبل كدا انا عارف انك مش زي البنات دي
ثم اكمل وهو يرفع حاجبيه باستغراب
- ثانيا قصدك باللي قولته
عقدت علياء ذراعها وتنهدت بضيق فهي تشعر بالضيق يعتصر صدرها لان ما ستتفوه به الآن اصبحت تبغضه وتكره حديثا بعد ان كان لا يهمها هذا الامر فخرجت نبره صوتها رغما عنها منخفضه مهزوزه
- كأنك مش عارف ان انسه ملك بتحبك فشافتنا واحنا وقفينا مع بعض واكيد شافت وانت
ثم اغمضت عينيها وهي تغرز أسنانها في شفتيها بخجل ثم فتحتهم، واكملت
- وانت بتبوسني فطبعا ايه حد مكانها وشافت اللي بتحبه بيعمل كدا هتتضايق طبعا فطبعا طلعته عليا وماده رجلها بالقصد علشان اقع فطبعا كل دا بسببك

عمر وهو يمط شفتيه للأمام وهو يهز كتفه بعدم اهتمام
- بس انا مش بحبها
دق قلبها بعنف معلنا عن فرحته الكبيره التي غرزها عمر بكلماته البسيطه تلك بالرغم من انها تعلم ذلك بل الجميع يعلم ولكن كانت تود ان تسمع ذلك من فمه كي قلبها يتأكد وينعم بالراحه والاطمئنان
حمحمت علياء متظاهره بعدم الاهتمام وعينيها تدور في جميع الاتجاهات بتوتر عدا اتجاه عمر كي لا يري عينيها التي تشع من السعاده
- وانا مالي تحبها ولا متحبهاش انا مسالتكش اصلا و..
قاطعها عمر عندما امسك بذراعها بقوه وجرها خلفه وفتح باب السياره ليجعلها تركب فقالت وهي تصرخ بغضب وتحاول ازاحت يده التي يقبضها بقوه علي ذراعها وتتراجع الي الخلف
- اوعي كدا انت بتعمل ايه سيب ايدي

تأفف عمر بنفاذ صبر
- ممكن تسكتي شويه اكيد مش هخطفك يعني هوصلك للمكان اللي عايزه تروحه
علياء وهي تصيح بحده
- وانا مش..
قاطعها عمر وهو يضع يده علي فمها لتصمت وسحبها بقوه وادخلها داخل السياره
قضمت يده بعنف التي يضعها فوق فمها فإزاح يده عن فمها وهو يحركها بألم عده مرات سريعا ويصرخ بغضب وغيظ
- اه يابت العضاضه
ابتسمت علياء بانتصار وهي ترمقه بشماته وترفع انفها بشموخ وتهم بالخروج من السياره
- احسن

وضع عمر كلتا يده سريعا علي كتفها ليمنعها من الخروج واقترب من وجهها فكان لا يفصل بينهما سوي انش واحد فكانت انفاسه الساخنه المتسارعه من الغضب ونفاذ صبره تلفح وجهها الذي ازداد احمرار
فقال بنبره خافضه ببطء شديد يملأها التهديد والجديه
- اقسم بالله لو اتحركتي او حاولتي تخرجي هعمل حاجه انتي مش هتحبيها خالص
قال جملته الاخيره بنصف ابتسامه شيطانيه وعينينه تنبثق بالخبث فقط

ابتلعت علياء لعابها بصعوبه والقشعريره سارت في جسدها الذي تسللت فيها الحراره من قربه منها فصاحت بتوتر ممزوج بالغضب جعل صدرها يعلو ويهبط
- انت قليل الادب علفكره
عمر وهو يبتسم بسماجه ويربط حزام الامان حولها باحكام قائلا لاستفزاز علياء واغياظتها
- ماانا عارف ياقلبي ايه الجديد يعني
ثم اغلق الباب وهو يحاول كبح ضحكاته العاليه التي تود ان تنطلق لانها كانت تتمتم بكلمات غاضبه غير مفهومه وتلعنه بقسوه

فامسك هاتفه وارسل رساله الي احمد ليخبره فيها انه طرأ له عمل هام
ثم وضع الهاتف في جيبه وفتح باب السياره وجلس امام المقود ونظر إليها وهو يبتسم بغلظه ويغمز لها
بينما هي اشاحت بوجهها عنه وهي تعقد ذراعها وتأففت بحنق وهي تدبدب بقدمها علي ارضيه العربيه بغضب
---------------------------------------------
في نفس التوقيت
كان محسن يجلس في غرفه المكتب فسمع طرقات متتاليه علي الباب فسمح للطارق بالدخول
دخلت سميه فقالت برسميه واحترام
- كنت عايزاني في ايه يامحسن بيه
محسن وهو يشير اليها بالجلوس بأمر
-تعالي يا سميه اقعدي الاول
جلست سميه امامه
محسن وهو يضيق عينيه قائلا بنبره خافضه ببطء
- قوليلي ياسميه مين اللي بينضف اوضه احمد

عقدت سميه حاجبيها باستغراب
- جميله اللي بتنضفها
ثم اكملت وهي تبلع ريقها بقلق
- هو في حاجه احمد باشا اشتكي من تنضيف الاوضه
نفي محسن برأسه وهو يرجع بظهره يستند علي ظهر الكرسي
- لا مافيش حاجه بس هي جميله الللي بتنضفها علطول
اومأت سميه فاكمل محسن وهو يرفع حاجبيه الايسر بتساؤل مخيف
- اشمعنا يعني

سميه بنبره حاولت ان تجعلها طبيعيه وهي تفرك كفيها بارتباك
- مافيش سبب معين انا اللي قولتلها تنضفها علطول
محسن وهو يرمقها بعدم تصديق قائلا بنبره يتخللها الشك
- متاكده هو دا السبب مفيش سبب تاني
اومأت سميه سريعا

محسن بنبره عاليه بأمر
- طب انا مش عايز جميله اللي تنضف الاوضه بعد كدا خلي ايه حد تاني ينضفها ومتسأليش عن السبب دا أمر
- بس انا عايز جميله هي اللي تفضل تنضف الاوضه بتاعتي علطول ودا أمر
قالها احمد بصوت حازم قوي بأمر لا يقبل المناقشه
الواقف بجوار الباب وهو يضع يديه في جيبه ويرمق محسن ببرود وتحدي

نظروا إليه فدلف احمد الي الغرفه قائلا بابتسامه حنونه وهو ينظر الي سميه
- اتفضلي انتي ياماما سميه ومتقوليش حاجه لجميله وسبيها هي اللي تنضف الاوضه بتاعتي علطول
وقفت سميه واومأت وهي تبتسم بسعاده وترمقه بنظره ذات مغزي ففهم هذه النظره جيدا فابتسم رغما عنه
كاد محسن ان يتحدث، لكن قاطعه احمد بعد ان تلاشت ابتسامته وهو يرفع اصبعه ويحركه امام وجهه بحده وعيونه تطلق سهام التحذير والنهديد
- مش هسالك عن السبب اللي خلاك تقول حاجه زي دي من غير ماتسألني علشان انا شبه متاكد من السبب فلو عرفت انك قولت حاجه زي دي تاني لماما سميه او لجميله هعمل حاجه مجنونه

ثم اكمل بنبره خافضه ببطء مخيف وهو يميل بنصف جسده ويضع كلتا يده علي سطح المكتب ويرمقه بنظره ذات مغزي جعلت محسن يبلع لعابه بصعوبه
- وانت عارف كويس وجربت لما بتجنن بعمل ايه يامحسن بيه
استدار احمد ليغادر فإوقفه محسن وهو يصيح بغضب هز جسده بعنف وجعل عروق عنقه تبرز
- انت بتهدد ابوك يااحمد
لم يلتفت احمد وسار ببطء قائلا بملل وهو يلوح بيده بعدم اهتمام
- سميها زي ماتسميها انا قولت اللي عندي
ثم خرج من الغرفه
محسن وهو يصرخ بشراسه وضرب بقبضه يده علي سطح المكتب وعينيه تنبع بالقسوه والتواعد وافكاره الشيطانيه سيطرت علي عقله بالكامل
- مااشي ياجميله انا عارف هتصرف معاكي ازاي
--------------------------------------------
- هو دا بيتك
قالها عمر بتساؤل وهو ينظر من نافذه السياره ويتفحص المنزل بدقه
فكان المنزل بسيط للغايه في حي شعبي
علياء بملل وهي تخرج من السياره
- حاجه زي دي
خرجت من السياره فخرج عمر ايضا
واخذت تسير بخطوات سريعه
عمر وهو يسير خلفها قائلا بمرح ممزوج بالعتاب
- يعني ولا قولتي شكرا علي التوصيله ولا حتي اتفضل اشرب حاجه

تأففت علياء بنفاذ صبر والتفت وهي تتظر حولها بارتباك
- انا مطلبتش منك انك توصلني انت اللي وصلتني بالعافيه واتفضل امشي بقا مينفعش اللي بتعمله دا
- علياء
قالتها هاجر وهي تسير سريعا نحوها الي ان واقفت امامها
هاجر بنبره يتخللها القلق
- ايه اللي جابك في حاجه حصلت
ثم نظرت الي عمر بعيون متسائله مزيجه بالفضول لتكمل وهي تشير نحوه
- ومين دا

كادت ان تتحدث علياء ولكن قاطعها عمر وهو يرتسم علي شفتيه ابتسامه طفيفه وهو يمد يده ليصافحها باحترام
- انا عمر صاحب احمد اللي بتشتغل عنده علياء
ابتسمت هاجر ومدت يديها لتصافحه قائله بترحاب حار وهي تبتسم بحماس
- اذيك يااستاذ عمر انا ابقا..
قاطعها عمر بابتسامه وملامح هادئه وهو بشير اليها
- انتي هاجر اختها باين اووي الشبه بينك وبينها واضح
اومأت هاجر وهي تتضحك بخفوت

علياء بحزم وهي تشير الي هاجر للدخول
- خلاص خلصت فقره التعارف يلا ياهاجر نطلع علي البيت
هاجر بعتاب وهي ترمقها بلوم
- استني باعلياء بذمتك مش عيب نسيب الراجل كدا وهو واقف تحت بيتنا من غير مايشرب حاجه والله مينفعش
ثم نظرت الي عمر لتكمل وهي تشير الي المنزل
- اتفضل يااستاذ عمر اشرب حاجه معانا فوق
رددت علياء سريعا وهي تنفي بيدها
- لا هو اكيد عنده شغل كثير فمينفعش نعطله ف..

قاطعها عمر بتاكيد وهو ينفي بيده
- لا معنديش شغل كثير ولا هتعطلوني ولا حاجه
ثم اكمل وهو يتطلع الي علياء قائلا بابتسامه سعيده وصدق نابع من اعماق قلبه الذي يخفق بهدوء
- دا حتي هبقي مبسوط اووي
- خلاص يلا اتفضل
اومأ ونظر الي علياء الذي عندما وجدها تستنشط من الغضب فقرر استفزاز علياء وهو يبتسم بسماجه ويرفع رأسه بانتصار بينما سارت علياء خلفهم وهي تتأفف وقد احمر وجهها بشده من الغضب
----------------------------------------------
خرج احمد الي الحديقه وقرأ رساله عمر وظهر علي ملامحه علامات الاستفهام والاستغراب وهو يعقد حاجبيه بتفكير وحيره ثم اغلق الهاتف ووضعه في جيبه
بينما كان يسير شاهد جميله واقفه مع حسن الجنيني، فابتسم احمد باعجاب
انتهت جميله من حديثها معاه
واتجهت لتتدلف الي الفيلا فإوقفها احمد قائلا بصوته الاجش الهادئ المميز
- جميله

ابتسمت جميله بخجل ثم التفت قائله برسميه واحترام
- اتفضل تؤمر بحاجه
اقترب احمد وهو يضع يده في جيبه
- عايز اتكلم معاكي شويه
حمحمت جميله قائله بارتباك
- اتفضل
احمد بنبره تساؤل لطيفه
- انتي اللي بتنضفي الاوضه بتاعتي علطول
جميله وهي تفرك كفيها بتوتر
- اه هو انا عملت حاجه غلط يعني..

نفي احمد برأسه باستنكار
- لا مافيش حاجه بسأل بس
ثم اكمل وهو يضيق عينيه بفضول
- انتي بتنضفيها من امتا من ساعه ماجيتي هنا
جميله بنبره حاولت ان تجعلها علي قدر الامكان طبيعيه غير متوتره او مرتبكه
- لا يعني كنت ساعات بنضفها مش دايما بس بدأت أنضفها علطول من شهر كدا
ابتسم احمد قائلا برقه ولطف اذابت اسوار قلبها
- علشان كدا مافيش نقطه غبار تسلم ايدك اللي بتنضف حلو

احمرت وجنتيها خجلا وابتسمت بسعاده
حمحم احمد قائلا بجديه وهو يحك رأسه
- علياء عامله شالت من دماغها فكره انها تمشي
اومأت جميله بهدوء
- بس هي كانت عايزه تروح بيتها النهارده مكانتش قادره تشتغل النهارده
عقد احمد حاجبيه بتفكير ثم ابتسم بإدراك فلقد فهم امر ما ولكن قرر ان يتاكد فقال
- روحت من امتا
رفعت جميله حاجبيها باستغراب من سؤاله هذا
- من حبه كدا
ابتسم احمد بمكر وهو يهمس
- وانا بقول ايه الشغل المهم اللي جاي لعمر فجأه ماشي ياعمر

- بتقول حاجه
قالتها جميله وهي تميل برأسها نحو اليسار بعيون متسائله
تلاشت ابتسامته ونفي برأسه
- لا مافيش انا همشي انا بقا
اومأت جميله، فابتسم احمد كأنه يودعها وخرج من الفيلا
اخرجت جميله هاتفها من جيبها وهي تتنهد بسعاده
ونظرت الي الشاشه فشاحب وجهها بعيون متسعه من الصدمه
ثم شهقت ووضعت يديها علي فمها وهي تهز جسدها من الارتباك والتوتر
- يلهوي انا اعمل ايه دلوقتي

جميله بتوتر وهي تعبث بالهاتف باصابع مرتعشه
- زمان ابله سميره وصلت وعرفت ان انا بكدب ومش بشتغل هناك دي بعتت الرساله بقالها ساعه واكتر
ثم لطمت بخفه علي وجنتيها من الفزع
- يلهوي دي اتصلت عليا فوق الخمس مرات اكيد عرفت خلاص
ضربت راسها بخفه لعلها تفكر بطريقه صحيحه فشعرت بان الغباء استحوذ عليها
- اعمل ايه دلوقتي

تنفست بعمق لتكمل بتصميم
- انا هتصل بيها وهقولها علي كل حاجه كدة كده كانت لازم تعرف
وضعت الهاتف علي اذنها ولكن لم تجد رد هاتفتها اكثر من مره ولم تجد رد ايضا
جميله وهي تتأفف بتوتر
- مش بترد، خلاص هكلم ابله سعديه اقولها
هاتفت سعديه اكثر من مره ولكن لم ترد هي ايضا
- جميله انتي فين تعالي
قالتها خديجه بنبره عاليه وهي تصيح من داخل الفيلا
اغلقت جميله الهاتف لتكمل بعزم
- هروح اكمل بقيه شغلي وبعدها هرن عليهم تاني ولو محدش رد برده هحاول استأذن وهروح الدار
ثم دلفت الي داخل الفيلا بعقل يدور ويفكر كالمجنون في سميره فقط
----------------------------------------------
- فين جميله ياسعديه
قالتها سميره وهي تصيح بغضب اقسمت علي ان جميع الدار سمعوا صوتها وهي تدلف الي الغرفه سعديه كالثور الهائج
انتفضت سعديه كالملسوعه فكانت نائمه علي الفراش ثم ابتلعت لعابها بصعوبه لتقول بنبره منخفضه مضطربه
- فين ازاي اكيد في شغلها و..
قاطعتها سميره بصراخها فكادت ان تصم اذنها بصراخها الغاضب
- سعددديه جميله مش موجوده في المكان اللي قالتلي انها عايشه فيه ولا في الشغل ولما روحت وسالتهم قالولي مافيش حد ساكن معاهم بالاسم دا ولا حد بيشتغل بالاسم دا ورنيت عليها مش بترد عايزه افهم وديتي جميله فين

سعديه وهي تحاول تهدئتها وهي تقترب منها وترفع كلتا يدها امامها
- اهدي الاول بس يا..
قاطعتها سميره بوجه محتقن من الغضب وهي تجز علي اسنانها
- بقولك وديتها فين انا كنت حاسه من الاول ان في حاجه غلط، كمان كل لما اقولها اجاي اشوفك متوافقش وتوتر وتقول ايه حاجه بس كدبت نفسي وقولت دا بس من خوفي وقلقي عليها بس لا طلع صح ياريت صدقت احاسيسي من الاول
قالت جملتها الاخيره بندم وهي تتأسف لذاتها
ثم اكملت وهي ترفع اصبعها بتحذير وصدرها يعلو ويهبط من الغضب
-لاخر مره بسالك فين جميله الا هنسي العيش والملح اللي بيننا

سعديه وهي تصيح بحده
-في ايه ياسميره انتي محاسسني اني خطفتها ولا مش خايفه عليها زيك، بس ماشي انا مش هاخد كلامك وعصبيتك علي محمل الجد علشان انتي قلقانه عليها وانا فاهمه حاجه زي دي
ثم اكملت وهي تتنفس بعمق عده مرات كأنها تستمد القوه والشجاعه من الهواء لتقول بنبره خافضه مرتجفه
- جميله بتشتغل خدامه

شعرت سميره بالثقل في قدمها فتمسكت بالمنضده التي بجوارها وهي تستند عليها بوجه شاحب للغايه وجسد متخشب لتهمس بنبره مهزوزه ولكن وصلت الي مسامع سعديه
- خ.. خدامه ازاي
شعرت سعديه بألم حاد يفتك قلبها لرؤيه سميره بهذه الحاله
- مكنتش عايزه اقولك في الاول علشان عارفه ان هيحصل كدة وقولت لجميله متقولش حاجه لحد ماتستقر هناك وتشوف هترتاح ولا لا
ثم اكملت وهي تصيح بتأكيد لتطمئن سمير
- وفعلا ارتاحت دول ناس طيبين جدا ومرتبها حلو اووي

اغمضت سميره عينيها وتنهدت بضيق فيوجد بحور من الاسئله تجول في خاطرها الان تود ان تسأل سعديه بل توبيخها بل تنهرها وتنهر جميله لانهم خبئوا عنها ولكن ستفعل هذا في وقت لاحق فكل ما يهمها الان هو ان تتطمئن قلبها وعينيها وعقلها ايضا علي جميله الذين يهتفون بالقلق عليها دائما
هتفت بضعف
- اديني العنوان
تنهدت سعديه بضيق واخبرتها علي العنوان
فخرجت سميره من الغرفه سريعا بالرغم من تعثر قدمها التي لا تقوي علي السير بين الحين والاخر

امسكت سعديه بالهاتف وهاتفت جميله فأجبت جميله واخبرتها سعديه بما حدث فاخبرتها جميله انها تعلم انها علمت الحقيقه فتحدثوا لبعض الوقت ثم اغلقت الهاتف وتنهدت بضيق وهي تضرب بخفه علي صدرها ثم وضعته علي اذنها مره اخري لتقول بضيق
- سميره عرفت ان جميله بتشتغل خدامه راحت مكان الشغل المزيف وعرفت
سعديه وهي تصيح لتبرر الوضع
- وانا اعرف منين انها هتعمل كدة

ثم ضغظت بقوه بقبضه يديها التي تمسك بها الهاتف بتوتر قائله بثقه وتأكيد
- انت فاكر انها هتسكت لا مش هتسكت غير لما تعرف وتتدور هي بتشتغل عند مين وكم فرد وتعرف اصلهم وفصلهم ولو عملت كدة مش بعيد تعرف الحقيقه كلها
زفرت بتعب وهي تفرك جبينها بإرهاق
- حاضر هحاول اخليها متعرفش حاجه مش عارفه الوضع دا هيستمر لحد امتا
ثم اغلقت الهاتف وجلست علي الفراش وهي تدعو الله وترجوه بشده بإن يحمي جميله ويزيح الضيق والقلق الذي استولي عليها منذ ان ذهبت جميله الي هناك مما جعل النوم يتهرب من عينيها في بعض الاحيان بل كثير
----------------------------------------------
في نفس التوقيت
كانت علياء تقف في المطبخ وتسكب العصير في الكأس وهي تستمع لضحكات هاجر وعمر المرحه التي ترن في ارجاء الشقه بوضوح
علياء وهي تجز علي اسنانها بغيظ وتهز جسدها
- نفسي افهم بيضحكوا علي ايه من ساعتها

علياء وهي تنظر الي الكأس بعيون التي تشع بالغضب والغيظ وتهز راسها ببطء قائله بابتسامه قاسيه حالمه
- نفسي احطله سم واخلص منه
ثم تأففت بغضب وهي تستغفر الله في سرها، وضعت الكأس في الصنينه وخرجت من المطبخ ودلفت الي الصاله فكان عمر وهاجر يجلسون بجوار بعض وفي يده البوم صور

شهقت علياء بفزع وعينيها متسعه من الصدمه فكانت عينيها علي وشك الخروج من مكانهم وضعت الصنينه سريعا علي المنضده فكادت ان تسكب محتويات الكأس من سرعه وضعها ثم اقتربت من عمر بلهفه وحاولت ان تأخذ الالبوم ولكن منعها عمر وهو يحتضنن الالبوم الي صدره بحمايه كمن يحتضنن ابنه خوفا من ان يأخذه احد

فقال وهو يضيق عينيه ويهز رأسه مصطنع عدم المعرفه والاستغراب
- في ايه مالك اتخضيتي كدة ليه
علياء وقد اشتعل وجهها بالاحمرار من الاحراج والغضب فصاحت بنبره مرتبكه
- انت ازاي تتفرج علي الالبوم
ثم رمقت هاجر والشرار يخرج من عينيها
هاجر وهي ترفع كلتا يديها امامها في محاوله الدفاع عن ذاتها بخوف كأن علياء وحش سيهجم عليها في ايه لحظه
لتقول مبرره الوضع وهي تشير بعينيها لمكان ما
- متبصليش كدة هو شاف الالبوم محطوط هناك وطلب مني افرجه عليه فمقدرتش ارفضله طلب دا ضيف برده

اغمضت علياء عيونها وزفرت بضيق قائله بصرامه من بين اسنانها وهي تمد يديها نحوه
- ممكن الالبوم
عمر وهو يبتسم بمشاكسه ومشاغبه
- حاضر هديكي الالبوم علشان عارف انتي قلقانه ليه بس متقلقيش مشوفتش دول
قال جملته الاخيره وهو يدير الالبوم امام وجهها ليظهر صورتين احدهم كانت علياء في التاسعه من عمرها تضع جميع مساحيق التجميل بطريقه خاطئه فكانت تبدو كالمهرج وترتدي فستان احمر قصير وتبتسم ابتسامه واسعه كالبلهاء والاخرى كانت في الخمسه من عمرها وترتدي ملابس صبيانيه وتظهر بشكل مضحك للغايه

صعدت الدماء كلها الي وجهها من الاحراج فلو رأئها احدهم لشعر بأنها تشتعل فأخذت الالبوم بعنف من عمر الذي كان يضحك بشده وهو يضع يده علي معدته ويرجع برأسه الي الخلف بينما هاجر كانت تضع يدها علي فمها لتحاول كبت ضحكاتها التي ترجو هاجر كي تتركها تنطلق بحريه
وضعت الالبوم في الدرج وهي ترمقهم بغضب ثم دبدبت بقدمها علي الارض بحنق قائله بغيظ وتذمر
- ممكن تبطلوا ضحك

عمر ومازال يضحك قائلا محاولا اغياظتها اكثر واكثر ساخرا منها
- ليه اخدتي الالبوم دول كانوا اجمل صورتين
ثم ضحك بصخب فلم تستطيع هاجر السيطره علي ضحكاته اكثر من ذلك فإنطلقت ضحكاتها الانوثيه التي جعلت علياء تغلي وتغلي فكانت علي وشك الانفجار في ايه لحظه ولكنها تأففت بحنق ودلفت الي المطبخ لتسيطر علي هذا الانفجار بقدر الامكان الذي اذا تركته سيحرق الحي الذي تسكن فيه بالكامل

عمر من بين ضحكاته
- هي زعلات ولا ايه
هاجر فائله بابتسامه هادئه حنونه بعد ان هدأت من نوبه ضحكاتها
- لا سيبك منها هي علياء كدة بتاخد كل حاجه علي اعصابها، عصبيه يعني شويه بس قلبها دا طيب جدا وبتروق علطول
اومأ عمر وهو يبتسم بأعجاب وينظر في اثرها ثم نظر الي الدرج فطرق علي عقله فكره جعلت عينيه تلتمع بالسعاده والخبث
فنظر الي هاجر قائلا بهدوء واحترام بنبره منخفضه
- ممكن تجيبلي كوبايه مايه

اومأت هاجر بطاعه ولهفه ودلفت الي المطبخ بينما واقف عمر واقترب من الدرج بحذر وهو ينظر حوله ليتأكد بأنهم لن يروا شئ ثم فتح الدرج واخذ الالبوم واخذ صوره من الالبوم لعلياء كانت في العشرين من عمرها جالسه في الحديقه، ترتدي بلوزه بيضاء وبنطلون اسود وتركت العنان لشعرها الاسود كالحرير القصير نسبيا متناثر علي ظهرها بحريه وهي تبتسم باشراق

وضع الصوره في جيبه بعد ان تأملها بعيون شغوفه وابتسامه تحمل مشاعره الحقيقه الصادقه نحو علياء التي جعلته يود وبشده ان يعلم كل شئ عنها وعن حياتها بل ويعلم بأدق تفاصيلها ثم جلس في مكانه مره اخرى

في نفس التوقيت
كانت علياء وهاجر يتحدثون بهمس في المطبخ
هاجر بتأكيد وثقه كأنها دلفت داخل قلبه وعلمت مايحمله من مشاعر حقيقه نحو علياء
- والله دا شكله بيحبك انتي مش شايفه نظراته ليكي عامله ازاي دا غير كده كان مبسوط جدا وهو بيتفرج علي صورك وكان مهتم جدا يعرف في كل صوره انتي متصوره فين وقد ايه والكلام دا
علياء وهي تتواعد لها بغضبب
- وانتي حكيتله ماشي حسابي معاكي بعدين

تنهدت هاجر بغيظ وهي تضرب كف بكف
- شوف انا بقول ايه وهي بتقول ايه
ثم اكملت وهي تضغط علي كل حرف من حروف كلماتها وتضربها بخفه علي راسها لتصل الكلمات جيدا الي داخل عقلها الاحمق
- بقولك بيحبك بيحبك ياهبله
علياء وهي تبتسم بتهكم وعدم تصديق
- بيحب وهو دا بيعرف يحب دا بتاع بنات
تنهدت هاجر قائله بجديه
- اللي بتاع بنات بيتغير ويحب بجد لما يلاقي البنت المناسبه واللي تتدخل قلبه من غير استئذان

علياء بسخريه وهي تشير الي صدرها
- اه وانا البنت دي بقا
اومأت هاجر بصدق وهي تبتسم فضربتها علياء بقوه في ذراعها ودفعتها الي خارج المطبخ وهي تمسك كأس الماء
اقتربت هاجر من باب المطبخ وهي تبتسم بمرح
- والله انتي فقريه حد يلاقي واحد حلو زي دا ويقول لا دا كفايه عيونه الزرقاء اللي تسحر دي
امسكت علياء كأس فارغ مهدده لتقفزه في وجهها فغادرت هاجر سريعا وهي تضحك بمرح

- اتفضل المياه
قالتها هاجر وهي تمد يدها بالكأس امامه
وقف عمر وهو ينفي بيده
- لا انا همشي بقا علشان عندي شغل
في ذات اللحظه دلفت علياء الي الصاله
فقالت هاجر بابتسامه خفيفه لاغياظه علياء وهي ترمقها بنظره ذات مغزي
- لازم الزياره دي تتكرار تاني
رمقتها علياء بعيون ترسل التحذير فلم تعيرها انتباها
عمر وهو يبتسم مؤكدا
- ان شاء الله وبيتكم حلو جدا
ثم نظر الي علياء ليكمل بعيون تقذف الاعجاب والصدق النابع من صميم قلبه
- واهل البيت احلي

احمرت وجنتيها خجلا وقلبها يقرع بعنف من السعاده التي اضاءت وجهها بوضوح
فابتسمت هاجر وهي توزع نظراتها بينهم
حمحم عمر واستأذن فإوصلته هاجر الي الباب وهي تودعه فخرج من الشقه
هاجر بمرح
- طب والله بيحبك
ثم ركضت وهي تضحك بشقاوه ومرح الي الغرفه دون ان تنتظر رد منها فضحكت علياء بخفوت رغما عنها وهي تتنهد بسعاده ودلفت الي غرفتها
----------------------------------------------
- ابله سميره وحشتني
قالتها جميله وهي تحتضن سميره بقوه امام بوابه الفيلا
سميره بحنان وهي تبتعد عنها وتتفحصها بعيونها من اعلاها لاسفلها بقلق
- عامله ايه انتي كويسه مرتاحه هنا في حاجه حصلتك او حد ع..
قاطعتها جميله وهي تهز راسها بابتسامه مطمئنه
- متقلقيش والله انا مرتاحه هنا اووي والناس هنا كويسين جدا
سميره بعتاب
- طب كدة متقوليش الحقيقه كنتي هتفضلي لحد امتا مخبيه عليا

جميله وهي تمسك كفيها بحنان وتهمس برقه
- متزعليش مني والله كنت هقولك بس ابله سعديه قالتلي بلاش دلوقتي علشان هتقلقي ومش هتوافقي تخليني اشتغل الشغل دا بس دول ناس كويسين اووي وانا مرتاحه جدا هنا
ابتسمت سميره بحنان وهي تربت علي كفيها ثم اكملت بلهفه
- طب احكلي عنهم كم فرد عايشين هنا وبتشتغلي مع مين بيتعاملوا معاكي ازاي

قصت عليها جميله بعض المعلومات عنهم وكانت تبستم باشراق وعينيها تلمع ببريق اعجاب وسعاده بالغه عندما تذكر احمد فلاحظت سميره ذلك ولكنها صمتت ولكن قد غرزت الشك بداخلها بأنها من المحتمل بأنها تحبه

مر بعض الوقت وهم يتحدثون ووعدتها جميله بإنها ستزورهم في الدار في اقرب وقت ودعتها سميره وابتعدت عن الفيلا وهي تسير بشرود غير مباليه باي شئ حولها سوي التفكير والتفكير في جميله فقط بالرغم من حديث جميله وبذلها اقصي جهدها في بث الاطمئنان قي قلب سميره الذي ينهش القلق فيه بلا رحمه الا انه صوت مابداخلها يهاتفها بأن يوجد امر غامض لا تعلمه حتي الان بل ايضا شعرت بانقباض حاد في صدرها عندما اقتربت من الفيلا فهي لا تشعر حتي الان ولا براحه البال ولا براحه القلب

سميره تحدث نفسها بتصميم واصرار
- انا مش هكدب احاسيسي تاني انا حاسه ان في حاجه ومش هرتاح غير لما اعرف في ايه
-------------------------------------------
- اهلا يااستاذ عمر كنت فين
قالها احمد وهو يجلس علي كرسي المكتب ويرمق عمر بخبث مزيج بالمرح الذي يدلف الي المكتب
حمحم عمر وجلس امامه قائلا بنبره مرتبكه
- كان عندي شغل
احمد وهو يغمز له بابتسامه مرحه
- وياتري الشغل دا هو علياء صح
ضيق عينيه قائلا بنبره متعجبه
- وانت عارفت منين

ضحك احمد بصخب
- يعني صح شكل علياء هي البنت اللي هتخطف قلبك وهتتغير علشانها
عمر قائلا باستنكار بابتسامه استهزاء وهو يحرك يده
- علياء لا طبعا دي بس صعبت عليا فقولت اوصلها
اومأ احمد بابتسامه خبيثه وهو يحرك رأسه ببطء ويرمقه بعدم تصديق وشك
حمحم عمر قائلا بجديه
- سيبك من الكلام ده في حاجه عايز اقولك عليها مش قولت افتش ورا ابوك

اعتدل احمد في جلسته قائلا باهتمام وتركيز
- اه ولقيت حاجه
عمر بجديه وهو يعقذ حاجبيه بحيره
- في حاجه غريبه كدة من اربعتاشر سنه كان في شحنه كبيره اووي بتاعت مخدرات ابوك كان المفروض يسلم الشحنه دي بس لغي الشحنه مره واحده من غير اسباب وقعد سنتين من غير مايشتغل في موضوع المخدرات
احمد وهو يعقد حاجبيه بتفكير قائلا باستغراب
-وليه لغها وقعد الفتره دي ليه
عمر وهو يهز كتفه ليدل علي عدم معرفته
- مش عارف دي كانت تقريبا اكبر عمليه يعملها

احمد وهو يرجع بجسده الي الخلف ويستند علي ظهر الكرسي قائلا بتهكم وهو يحرك يده في الهواء بملل
-تلاقي البوليس شم خبر
نفي عمر براسه ليكمل
- قولت كدة برده لما عرفت بس اكدوا عليا وبالادله ان البوليس معرفش حاجه خالص ولحد دلوقتي ميعرفش ايه حاجه عن ابوك
احمد وهو يتنهد بحيره ويعتدل في جلسته مره اخرى
- اومال في ايه
عمر وهو يزفر بحيره ويحك موؤخره رأسه
- مش عارف بس بحاول ادور في الموضوع اهو ولو عرفت هقولك
اومأ احمد بتفهم وخرج عمر من المكتب تاركا احمد الذي دلف الي ازدحام عقله الذي يفكر بتركيز بكل الاحتمالات
---------------------------------------------
في منتصف الليل في احدي الملاهي الليله كانت ملك تشرب بشراسه علي البار وبجوارها صديقتها روان
ملك قائله بحقد وغيره وهي تبكي بحرقه
- ببحب الخدامه ياروان شوفته وهو بيبوسها واضيق اووي لما كنت بزهقلها وبيبصلها بنظرات عمرى ماشوفتها بيبصها لحد قبل كدة حتي انا، نفسي افهم محبنيش ليه ناقصني ايه عن الخدامه، يحب الخدامه وميحبنيش انا
قالت جملتها الاخيره وهي تشير نحو صدرها بغضب ثم رفعت الكأس لتشرب
فإمسكت روان بالكأس بقوه لتمنعها، قائله بحده
-كفايه بقا انتي شربتي كثير اووي حرام عليكي نفسك

ملك ببكاء قائله بمراره
- سبني احاول انسي اللي حصل
ارتفع رنين هاتفها فجأه ونظرت الي الشاشه فتأففت قائله بحنق
- هي عايزه ايه دي كمان شغاله زن زن ايه دا مش بتزهق
روان بشفقه وتعاطف
- ردي عليها دي اكيد قلقانه عليكي دي مهما كان زي امك برده

ملك بقسوه وهي تحرك يدها بعنف
- اسكتي دي عمرها ماهتكون زي امي دي بتمثل قدامنا انها بتحبنا وخايفه علينا
تنهدت روان وهي تهز رأسها بيأس
ومر بعض الوقت وروان تحاول تهدئتها ومنعها من الشرب ولكن فشلت

فهز هاتف روان يعلن وصول رساله قرأت الرساله فانتفضت بفزع والدموع تلألأت في عينيها
روان وهي تبكي بحرقه
- انا لازم امشي بابا عمل حادثه وفي المستشفي دلوقتي
ملك بشفقه قائله بكلمات متعثره تحمل اثر سكرها وهي تشير اليها للرحيل
- طب يلا.. ر. روحي...والف سلامه
روان ببكاء وهي تمسك ذراعها
- انا مستحيل اسيبك هنا لوحدك بالمنظر دا انتي سكرتي خالص يلا قومي معايا

ملك بعنف وهي تزيح يديها
- مش همشي من هنا
ثم وضعت راسها علي طاوله البار، وهي تتمتم بكلمات غير مفهومه
ارتفع رنين هاتف ملك مره اخرى فااخذت روان الهاتف ووضعته علي اذنها وركضت الي الخارج كي تبتعد عن ضجه الموسيقي الصاخبه التي ترن في المكان بالداخل

- الو ياطنط انا روان صاحبه ملك
انتفضت ماجده من علي الاريكه بفزع بل انتفض معاها قلبها ايضا فلقد هاجمتها افكار سوداء بان ملك قد اصبها مكروه
فقالت بنبره مرتعشه يتخللها القلق وشفتيها ترتجف من الخوف
- مال صوتك يابنتي وفين ملك هو حصل حاجه لملك
نفت روان براسها لتكمل ببكاء
- لا لحد دلوقتي محصلش بس ممكن يحصل لو فضلت هنا لوحدها وانا مش هعرف افضل معاها علشان بابا عمل حادثه وحاولت اخدها معايا بس هي مش موافقه فحاولي تبعتي حد او تيجي مينفعش تفضل لوحدها دي سكرت خالص

شهقت وهي تضرب علي صدرها لتقول بلهفه
- طب اديني العنوان بسرعه

مر بعض الوقت
وصلت ماجده الي المكان ودلفت الي الداخل بخطوات سريعه مرتبكه وعينيها تبحث عن ملك فوجدتها واقتربت منها فكانت كما تركتها روان
ماجده وهي تهز كتفها بخفه
- ملك ملك قومي
همهمت ملك وهي تتحدث بكلمات غير مفهومه حاولت اكتر مره ان تيقظها ولكن فشلت فوجدت كأس من الماء بجوارها فرشت عليها بعض قطرات الماء ولكن لم تستيقظ فقررت ان تسكب الكأس بالكامل علي وجهها

فشهقت ملك ووقفت بفزع وهي تضع يديها علي عينيها لتمسح قطرات وهي تصرخ بغضب
- ايه ياروان اللي عملته دا
امسكت ماجده بذراعها وجرتها خلفها غير مباليه بغضبها فهي كل مايهمها الان ان تخرج من هنا مع ملك دون ان يثبها مكروه
ففتحت عيونها واستوعبت انها ماجده فازاحت يديها من تحت قبضتها وهي تصرخ بحده وقسوه وتشير اليها بالذهاب
- ايه اللي جابك هنا وازاي تعملي كدا يلا امشي من هنا

كادت ماجده ان تتحدث ولكن قاطعها شاب اقترب من ملك وهو ينظر اليها بشهوه فسارت القشعريره في جسد ملك متقززه منه
- الجميل غضبان ليه
رمقته ملك باحتقار واشمئزاز فحاولت ماجده سحبها ولكن صرخت في وجهها مره اخرى بالرفض وازاحت يديها
فوضع الشاب يده حول خصر ملك قائلا بحده وهو يرمق ماجده
- ابعدي عنها ياست انتي
ثم نظر اليها من اعلاها لادناها بنظرات خبيثه وقحه وهو يبلل شفتيه بطرف لسانه
- وتعالي معايا ياجميل
دفعته في صدره بعنف وصفعته بقسوه علي وجهه
- اوعي تلمسني ياحيوان

ماجده بخوف وهي تمسك بذراعها برجاء وشعرت بانقباض حاد يعتصر صدرها
- يلا ياملك نمشي من هنا
الشاب وهو يصرخ بشراسه ويلمس باصابعه مكان صفعتها العنيفه التي تركت اثرا واضحا علي وجنتيه
- بتضربني انا يابنت*** انا هوريكي
ثم امسك زجاجه في يده
- الحقووووني فإجابها بالكذب بانه تجادل مع والده جادل حميم بسبب العمل فحزن منه كما حزن محسن منه ايضا ولكنه طمئنها بانهم فضوا هذا الجادل وعادوا كما كانوا فقابلت اجابته بشك وغير تصديق ولكن قررت الصمت والتظاهر بانها تصدقه فكل ما يهمها بانه سيعود كما كان فااخبر سميه بهذه الكذبه ايضا ففعلت مثلما فعلت ماجده ولكن لم يهتم فهو قرر العوده كما كان وعدم التهرب بعد الان وسيتجاهل محسن بقدر الامكان كي لا يشعل النيران التي اخمدتها جميله الليله الماضيه بابتسامتها وبراءتها التي يعشقهم

نفض احمد راسه متهربا من ازدحام افكاره التي جذبته بكل سهوله ثم نظر الي احمد بعيون مطمئنه تتحدث بانه سيخبره بكل شئ بعد ان يذهبوا الي العمل فهز عمر راسه متفهما
فحمحم وهو يرفع حاجبه الايسر بتساؤل
- ايه اللي جابك
نظر عمر الي ماجده بعيون تلمع بالمشاكسه والمشاغبه قائلا وهو مصطنع الحزن والعتاب
- شوفتي ياطنط ابنك مش عاجبه اني جيت
توسعت عيون احمد باستغراب وكاد يتحدث لكن قاطعته ماجده قائله بعتاب
- كدا برده يااحمد دا ينفع

ضرب احمد كف بكف
- هو انا عملتله حاجه كل دا علشان قولت اللي جابك
عمر مصطنع الحزن والعتاب بطريقه مسرحيه
- لما تسال صاحبك وعشره عمرك السؤال دا يبقي عيب جدا انا المفروض اجي في ايه وقت
ثم نظر الي ماجده ليكمل بابتسامه واسعه
- صح ياطنط
ماجده بابتسامه حنونه
- ايوه طبعا دا بيتك ومفتوح لك في ايه وقت
ابتسم عمر بانتصار وهو يرفع راسه بشموخ ويشير الي ماجد وهو يرمق احمد بمشاكسه
- شوفت اتعلم من طنط

هز احمد راسه يمينا ويسارا بيأس وهو يبتسم
اخذ عمر يفكر في علياء فهو لم يأتي الي هنا ولم يري علياء منذ شهر فسبب مجيئه الحقيقي اليوم ليراها فقلبه اكتفي من الاشتياق الذي سيجعله ينفجر في ايه لحظه

دلف محسن وخلفه ملك والقوا تحيه الصباح فتجاهل احمد محسن ولم ينظر إليه بينما ظهر علي ملامح محسن الاستغراب لوجود احمد ولكن سرعان ما تلاشت وارتدي قناع البرود واللا مبالاه وكذلك تجاهل عمر نظرات ملك التي تشع بالغضب نحوه ولم يعيرها انتباهه

بعد مرور بعض الوقت
دلفت سميه والقت تحيه الصباح علي الجميع
فنظر احمد الي جميله وكان يراقب تحركاتها بينما هي كانت منهمكه في وضع الاطباق وتنظر إليه بين الحين والاخر بخجل طفيف
بينما كان عمر ينظر الي علياء بعيون تنبع بالرجاء لتنظر اليه ولكن هي لم تعيره انتباها ولم ترمقه حتي
بينما ملك كانت توزع نظراتها الغاضبه بينهما وهي تتواعد لهم

كانت علياء تسير بجوار كرسي ملك ووضعت امامها طبق والتفت لتغادر وهي تحمل طبق اخرى في احدي يدها
فاانتهزت ملك الفرصه في ذات اللحظه وارتسم علي ثغرها ابتسامه شيطانيه وفردت ملك قدمها متعمده دون ان يري احد لتسقط علياء المسكينه
فتعثرت قدم علياء بقدم ملك وسقطت علي الارض وانكسر الطبق الذي كان يوجد به بعض محتويات الطعام الي قطع متناثره

شهقوا الجميع وساعدت جميله وخديجه علياء علي الواقف بينما وقف عمر قائلا بقلق ظهر علي معالم ملامحه ونبره صوته بوضوح
- انتي كويسه
وقفت علياء واومأت سريعا دون ان تنظر اليه
فتلاشت ابتسامه ملك الشيطانيه وحل مكانها الغضب والغيره التي جعل وجهها شديد الاحمرار فصاحت بغضب
- عجباك اللي عملته دا اهو كسرتي الطبق وبوظتي السجاده عارفه الطبق والسجاده دول بكم لو فضلتي تشتغلي طول عمرك مش هتقدرى تجمعي ثمنهم

فاكملت بسخريه واستهزاء وهي ترمقها باحتقار وتشير الي الصحن المنكسر
- دا حتي مش عارفه تشوفي شغلك عدل
كور عمر قبضه يده بغضب وبرزت عروق يده بل عروق عنقه ايضا فهو شعر ان الحديث له هو وليس هي
فكاد ان يتحدث ولكن قاطعته علياء قائله بغضب مكتوم
- علفكره انا اتكعبلت بسبب رجل حضرتك لو مكنتيش مد رجلك مكنش دا حصل

وقفت ملك وهي تصيح بغضب هز اركان الغرفه
- ابقي تعالي اربطي رجلي وعلميني اقعد ازاي بعد كدا
- خلاص ياملك
قالها احمد بحده وهو يرمقها بعيون متسعه من التحذير لتنهي الحديث ولكن هيهات فااكملت ملك الغاضبه فقد اعمي الغيره عينيها تماما
- لا مش خلاص مش شايف قالت ايه بدل ماتعتذر وتعترف بغلطها لا تبجح في الكلام
كادت علياء تتحدث ولكن قاطعها عمر بحده وهو يجز علي اسنانه
- مش بتقول الحقيقه

ملك وهي تصرخ بغل
- اااه طبعا لازم تد.
قاطع محسن حديثها قائلا بصرامه
- اقعدي ياملك واقفلي علي الموضوع
ثم نظر الي علياء ليكمل
- وانتي ياعلياء مخصوم اسبوع من مرتبك
ملك بقسوه وارتسم علي شفتيها نصف ابتسامه مليئه بالغضب والغيظ
- بس وعلي ايه تخصم منها ماتطردها احسن
- مللك
قالتها ماجده بحده وهي تتنهد بنفاذ صبر

بينما اجتمعت الدموع في عيون علياء فلقد اكتفت تماما فهي لاول مره تشعر بمراره الإهانة القاسيه فإشتعل جسد عمر وجهه بحراره الغضب لرؤيه دموعها التي بدأت تهبط رغما عنها علي وجنتيها
خرجت علياء من الغرفه سريعا فاعتذرت سميه وخرجت خلفها وخرجوا الجميع معاها

عمر بغضب مكتوم وهو يجز علي اسنانه
- مش ملاحظه ياملك انك كبرتي الموضوع اووي
كادت تتحدث ولكن قاطعها احمد بحده وعتاب
- عمر معاه حق مكنش له لازمه اللي عملته دا كله
ملك وهي تدبدب بقدمها علي الارض وتصرخ بغضب
- يعني انا اللي غلطانه وشريره كمان والخدامه هي البريئه الطيبه مااشي
ثم خرجت من الغرفه وهي تمتم بكلمات غاضبه غير مفهومه
تنهد عمر بضيق
فاستأذن وخرج من الغرفه وخرج خلفه احمد
--------------------------------------------
- انا لا يمكن اكمل في الشغل بعد اللي حصل دا
قالتها علياء بغضب وهي تبكي وتضع ملابسها داخل الحقيبه بعنف
حاولت جميله وخديجه تهدئتها ومنعها ولكن فشلوا
سميه بحزن محاولا تهدئتها
- ياعلياء يابنتي اهدي بس متأخديش كلامها علي محمل الجد

علياء وهي تصيح بحنق
- ازاي يعني انتي مش شايفه قالت ايه وانا اصلا مغلطتش في حاجه كل دا بسبب رجلها
كادت ان تتحدث جميله ولكن قاطعها خبطات متتاليه علي الباب فسمحت سميه للطارق فانفتح الباب فظهر علي ملامح الجميع علامات الاستغراب والدهشه
-----------------------------------------
متنسوش التفاعل
الفصل الحادي عشر

كان احمد يقف بجوار الباب وبجواره عمر ينظر اليها بعيون متسائله بقلق عندما شاهد دموعها التي تغطي وجنتيها
اشاحت علياء بوجهها عن عمر بغضب ولم تهتم بنظراته واخذت تمسح دموعها بكف يديها بحده وعنف
وقفت وهي تعقد حاجبيها بتساؤل
- خير في حاجه ياولاد
حمحم احمد ليقول برسميه
- انا جاي علشان علياء و..

قاطعه عمر سريعا قائلا بأسف واعتذار وهو يرمق علياء التي مازالت تشيح بوجهها
- جايين نعتذر علشان الكلام اللي قالته ملك عارفين انها زودت الموضوع وجرحتك بالكلام فااحنا بنعتذر بالنيابه عنها
تطلعت اليهم علياء بعيونها الحمراء من كثر البكاء لتقول بنبره حاده برسميه لا تخلو من القليل من السخريه
- شكرا جدا بس مكنش له لازمه تيجوا لحد هنا علشان تعتذروا لخدامه وانا اسفه علشان اللي حصل من شويه
كاد احمد ان يتحدث لكن قاطعه عمر مره ثانيه قائلا بصرامه
- وتعتذرى ليه انتي مغلطيش في حاجه وزي ماقولتي وقعتي بسبب رجل ملك ومتقوليش تعتذروا لخدامه دي تاني هي مش الخدامه
إنسانه زينا ولا ايه

ثم نظر الي الحقيبه التي بجوارها وشعر بجسده متخشب وقلبه يهتز من الخوف عندما طرق علي عقله بأنها سوف تذهب وبذلك لن يراها عينيه التي اعتدت علي رؤيتها مره اخرى فقال وهو يجز علي اسنانه ويكور قبضه يده بغضب
- ومحدش طردك علشان تجهزي شنطتك
نظر احمد الي عمر بنظره ذات مغزي وظهر شبح ابتسامه خبيثه علي شفتيه بينما نظرت اليه علياء بعيون ترقص من السعاده وابتسمت دون ان تدرى بامتنان فحديثه ساعدها علي محو علامات الغضب والحزن من علي وجهها

نكزتها جميله في ذراعها بخفه دون ان يدرى احد فنظرت اليها ولكن تلاشت ابتسامتها عندما شاهدت ابتسامه جميله التي فهمت مقصدها فحمحمت وهي تخفض رأسها بتوتر
شكرت سميه احمد وعمر بامتنان
فابتسم احمد وعمر فستأذن عمر وخرج من الغرفه فنظر احمد الي جميله نظره سريعه خاطفه ولكن كفيله بان تجعل قلبها يخفق بعنف ثم خرج من الغرفه

- مش عارفه ازاي تفكرى انك تسيبي الشغل بذمتك هتلاقي ناس محترمين وطيبين زي دول وتشتغلوا عندهم ازاي دا ايه حد مكانهم مكنشوش عملوا كدا وهيجبوا غيرك
قالتها خديجه باستنكار وهي تلوي شفتيها بعدم رضا
تنفست علياء الصعداء لترمقها بنظرات حاده
- انتي عارفني كويس ياخديجه انا مش بحب حد يقلل مني ولا يهينني بذات لو مكنتش غلطانه
ثم اكملت بنبره عاليه بحزم وهي تحرك يديها بغضب
- فيغور الشغل اللي يجي من وراءه كدا هو علشان انا خدامه هسكت ومش اقول حاجه مهما قالوا دا يبقي كدا بدوس علي كرامتي وانا مستحيل اقبل بحاجه زي دي

جميله محاوله تهدئه علياء وهي تضع كلتا يديها علي كتفها
- خلاص ياعلياء عندك حق بس متفكريش في موضوع انك تمشي دا تاني بذات بعد ما جم واعتذروا كمان
سميه مؤيده لحديث جميله وهي تهز رأسها
- جميله عندها حق
ثم اكملت وهي تشير اليها بالتحرك
-يلا قومي اغسلي وشك وحطي شنطتك في مكانها

علياء وهي تتنهد بضيق قائله بنبره خافضه بأسف مزيجه بالرجاء
- معلش ياخالتي سميه انا مش هقدر اكمل بقيه شغلي النهارده فهبات النهارده في البيت وهاجي بكره وابقي قولي لمحسن بيه يخصم ليا اليوم دا
زفرت سميه باستسلام
- ماشي اللي يريحك
ثم خرجت من الغرفه وخرجت خلفها خديجه التي رمقتها باعتذار فقابلت اعتذارها بابتسامه طفيفه
ثم احتضنت جميله "علياء" وهي تربت علي ظهرها بحنان ثم خرجت من الغرفه
-----------------------------------------
كان عمر يستند علي سيارته فكان في انتظار احمد ليذهبوا الي الشركه
بينما خرجت علياء من بوابه الفيلا فتقابلت عيونها السوداء المكحله الهادئه بعيونه الزرقاء التي هتفت بسعاده بالغه لرؤيتها فأشاحت بوجهها سريعا وسارت بخطوات سريعه كأن جن ما يلاحقها سار عمر بخطوات سريعه تشبه الركض الي ان وقف امامها قائلا بلهفه
- استني انتي رايحه فين

علياء بنبره ثلجيه
- وانت مالك
نظر الي حقيبتها فوجودها صغيره جدا فتنهد براحه وهو يغمض عينيها فظن انها ستترك العمل
ثم فتح عينيه ليكمل ابتسامه هادئه برقه
- اصل قولت اوصلك ب..
قاطعته علياء بحزم وهي تهم بالسير
- لا شكرا مش عايزه
امسك عمر ذراعها ليوقفها
- استني بس انتي علطول كدا مستعجله

علياء وهي ترمقه بنظرات حاده قائله وتجز علي اسنانها
- ممكن تسيب ايدي مينفعش اللي بتعمله حضرتك دا
ترك عمر ذراعه وهو يضيق عينيه باستنكار
- في ايه انا عملت ايه
عقدت علياء ذراعها امام صدرها وهي ترفع حاجبها الايسر بعدم تصديق قائله بصرامه
- مش عارف عملت ايه ماشي هقولك
انت فاكرني ايه
ثم اكملت وهي تهز راسها بتساؤل
- ها ازاي تمسك ايدي عادي وتبوسني برده عادي وتيجي كمان تقولي اوصلك
ثم رفعت اصبعها الاوسط امام وجهه بحزم
- لا اسمع يااستاذ عمر انا مش زي البنات اللي تعرفهم وانا غلطانه اصلا اني سمحتلك تعمل كدا بس لحد كدا وكفايه اووي
ثم اكملت وهي تصرخ باتهام
- وكل اللي حصل اصلا بسبب حضرتك

تنهد عمر بضيق
- اولا قولتلك قبل كدا انا عارف انك مش زي البنات دي
ثم اكمل وهو يرفع حاجبيه باستغراب
- ثانيا قصدك باللي قولته
عقدت علياء ذراعها وتنهدت بضيق فهي تشعر بالضيق يعتصر صدرها لان ما ستتفوه به الآن اصبحت تبغضه وتكره حديثا بعد ان كان لا يهمها هذا الامر فخرجت نبره صوتها رغما عنها منخفضه مهزوزه
- كأنك مش عارف ان انسه ملك بتحبك فشافتنا واحنا وقفينا مع بعض واكيد شافت وانت
ثم اغمضت عينيها وهي تغرز أسنانها في شفتيها بخجل ثم فتحتهم، واكملت
- وانت بتبوسني فطبعا ايه حد مكانها وشافت اللي بتحبه بيعمل كدا هتتضايق طبعا فطبعا طلعته عليا وماده رجلها بالقصد علشان اقع فطبعا كل دا بسببك

عمر وهو يمط شفتيه للأمام وهو يهز كتفه بعدم اهتمام
- بس انا مش بحبها
دق قلبها بعنف معلنا عن فرحته الكبيره التي غرزها عمر بكلماته البسيطه تلك بالرغم من انها تعلم ذلك بل الجميع يعلم ولكن كانت تود ان تسمع ذلك من فمه كي قلبها يتأكد وينعم بالراحه والاطمئنان
حمحمت علياء متظاهره بعدم الاهتمام وعينيها تدور في جميع الاتجاهات بتوتر عدا اتجاه عمر كي لا يري عينيها التي تشع من السعاده
- وانا مالي تحبها ولا متحبهاش انا مسالتكش اصلا و..
قاطعها عمر عندما امسك بذراعها بقوه وجرها خلفه وفتح باب السياره ليجعلها تركب فقالت وهي تصرخ بغضب وتحاول ازاحت يده التي يقبضها بقوه علي ذراعها وتتراجع الي الخلف
- اوعي كدا انت بتعمل ايه سيب ايدي

تأفف عمر بنفاذ صبر
- ممكن تسكتي شويه اكيد مش هخطفك يعني هوصلك للمكان اللي عايزه تروحه
علياء وهي تصيح بحده
- وانا مش..
قاطعها عمر وهو يضع يده علي فمها لتصمت وسحبها بقوه وادخلها داخل السياره
قضمت يده بعنف التي يضعها فوق فمها فإزاح يده عن فمها وهو يحركها بألم عده مرات سريعا ويصرخ بغضب وغيظ
- اه يابت العضاضه
ابتسمت علياء بانتصار وهي ترمقه بشماته وترفع انفها بشموخ وتهم بالخروج من السياره
- احسن

وضع عمر كلتا يده سريعا علي كتفها ليمنعها من الخروج واقترب من وجهها فكان لا يفصل بينهما سوي انش واحد فكانت انفاسه الساخنه المتسارعه من الغضب ونفاذ صبره تلفح وجهها الذي ازداد احمرار
فقال بنبره خافضه ببطء شديد يملأها التهديد والجديه
- اقسم بالله لو اتحركتي او حاولتي تخرجي هعمل حاجه انتي مش هتحبيها خالص
قال جملته الاخيره بنصف ابتسامه شيطانيه وعينينه تنبثق بالخبث فقط

ابتلعت علياء لعابها بصعوبه والقشعريره سارت في جسدها الذي تسللت فيها الحراره من قربه منها فصاحت بتوتر ممزوج بالغضب جعل صدرها يعلو ويهبط
- انت قليل الادب علفكره
عمر وهو يبتسم بسماجه ويربط حزام الامان حولها باحكام قائلا لاستفزاز علياء واغياظتها
- ماانا عارف ياقلبي ايه الجديد يعني
ثم اغلق الباب وهو يحاول كبح ضحكاته العاليه التي تود ان تنطلق لانها كانت تتمتم بكلمات غاضبه غير مفهومه وتلعنه بقسوه

فامسك هاتفه وارسل رساله الي احمد ليخبره فيها انه طرأ له عمل هام
ثم وضع الهاتف في جيبه وفتح باب السياره وجلس امام المقود ونظر إليها وهو يبتسم بغلظه ويغمز لها
بينما هي اشاحت بوجهها عنه وهي تعقد ذراعها وتأففت بحنق وهي تدبدب بقدمها علي ارضيه العربيه بغضب
---------------------------------------------
في نفس التوقيت
كان محسن يجلس في غرفه المكتب فسمع طرقات متتاليه علي الباب فسمح للطارق بالدخول
دخلت سميه فقالت برسميه واحترام
- كنت عايزاني في ايه يامحسن بيه
محسن وهو يشير اليها بالجلوس بأمر
-تعالي يا سميه اقعدي الاول
جلست سميه امامه
محسن وهو يضيق عينيه قائلا بنبره خافضه ببطء
- قوليلي ياسميه مين اللي بينضف اوضه احمد

عقدت سميه حاجبيها باستغراب
- جميله اللي بتنضفها
ثم اكملت وهي تبلع ريقها بقلق
- هو في حاجه احمد باشا اشتكي من تنضيف الاوضه
نفي محسن برأسه وهو يرجع بظهره يستند علي ظهر الكرسي
- لا مافيش حاجه بس هي جميله الللي بتنضفها علطول
اومأت سميه فاكمل محسن وهو يرفع حاجبيه الايسر بتساؤل مخيف
- اشمعنا يعني

سميه بنبره حاولت ان تجعلها طبيعيه وهي تفرك كفيها بارتباك
- مافيش سبب معين انا اللي قولتلها تنضفها علطول
محسن وهو يرمقها بعدم تصديق قائلا بنبره يتخللها الشك
- متاكده هو دا السبب مفيش سبب تاني
اومأت سميه سريعا

محسن بنبره عاليه بأمر
- طب انا مش عايز جميله اللي تنضف الاوضه بعد كدا خلي ايه حد تاني ينضفها ومتسأليش عن السبب دا أمر
- بس انا عايز جميله هي اللي تفضل تنضف الاوضه بتاعتي علطول ودا أمر
قالها احمد بصوت حازم قوي بأمر لا يقبل المناقشه
الواقف بجوار الباب وهو يضع يديه في جيبه ويرمق محسن ببرود وتحدي

نظروا إليه فدلف احمد الي الغرفه قائلا بابتسامه حنونه وهو ينظر الي سميه
- اتفضلي انتي ياماما سميه ومتقوليش حاجه لجميله وسبيها هي اللي تنضف الاوضه بتاعتي علطول
وقفت سميه واومأت وهي تبتسم بسعاده وترمقه بنظره ذات مغزي ففهم هذه النظره جيدا فابتسم رغما عنه
كاد محسن ان يتحدث، لكن قاطعه احمد بعد ان تلاشت ابتسامته وهو يرفع اصبعه ويحركه امام وجهه بحده وعيونه تطلق سهام التحذير والنهديد
- مش هسالك عن السبب اللي خلاك تقول حاجه زي دي من غير ماتسألني علشان انا شبه متاكد من السبب فلو عرفت انك قولت حاجه زي دي تاني لماما سميه او لجميله هعمل حاجه مجنونه

ثم اكمل بنبره خافضه ببطء مخيف وهو يميل بنصف جسده ويضع كلتا يده علي سطح المكتب ويرمقه بنظره ذات مغزي جعلت محسن يبلع لعابه بصعوبه
- وانت عارف كويس وجربت لما بتجنن بعمل ايه يامحسن بيه
استدار احمد ليغادر فإوقفه محسن وهو يصيح بغضب هز جسده بعنف وجعل عروق عنقه تبرز
- انت بتهدد ابوك يااحمد
لم يلتفت احمد وسار ببطء قائلا بملل وهو يلوح بيده بعدم اهتمام
- سميها زي ماتسميها انا قولت اللي عندي
ثم خرج من الغرفه
محسن وهو يصرخ بشراسه وضرب بقبضه يده علي سطح المكتب وعينيه تنبع بالقسوه والتواعد وافكاره الشيطانيه سيطرت علي عقله بالكامل
- مااشي ياجميله انا عارف هتصرف معاكي ازاي
--------------------------------------------
- هو دا بيتك
قالها عمر بتساؤل وهو ينظر من نافذه السياره ويتفحص المنزل بدقه
فكان المنزل بسيط للغايه في حي شعبي
علياء بملل وهي تخرج من السياره
- حاجه زي دي
خرجت من السياره فخرج عمر ايضا
واخذت تسير بخطوات سريعه
عمر وهو يسير خلفها قائلا بمرح ممزوج بالعتاب
- يعني ولا قولتي شكرا علي التوصيله ولا حتي اتفضل اشرب حاجه

تأففت علياء بنفاذ صبر والتفت وهي تتظر حولها بارتباك
- انا مطلبتش منك انك توصلني انت اللي وصلتني بالعافيه واتفضل امشي بقا مينفعش اللي بتعمله دا
- علياء
قالتها هاجر وهي تسير سريعا نحوها الي ان واقفت امامها
هاجر بنبره يتخللها القلق
- ايه اللي جابك في حاجه حصلت
ثم نظرت الي عمر بعيون متسائله مزيجه بالفضول لتكمل وهي تشير نحوه
- ومين دا

كادت ان تتحدث علياء ولكن قاطعها عمر وهو يرتسم علي شفتيه ابتسامه طفيفه وهو يمد يده ليصافحها باحترام
- انا عمر صاحب احمد اللي بتشتغل عنده علياء
ابتسمت هاجر ومدت يديها لتصافحه قائله بترحاب حار وهي تبتسم بحماس
- اذيك يااستاذ عمر انا ابقا..
قاطعها عمر بابتسامه وملامح هادئه وهو بشير اليها
- انتي هاجر اختها باين اووي الشبه بينك وبينها واضح
اومأت هاجر وهي تتضحك بخفوت

علياء بحزم وهي تشير الي هاجر للدخول
- خلاص خلصت فقره التعارف يلا ياهاجر نطلع علي البيت
هاجر بعتاب وهي ترمقها بلوم
- استني باعلياء بذمتك مش عيب نسيب الراجل كدا وهو واقف تحت بيتنا من غير مايشرب حاجه والله مينفعش
ثم نظرت الي عمر لتكمل وهي تشير الي المنزل
- اتفضل يااستاذ عمر اشرب حاجه معانا فوق
رددت علياء سريعا وهي تنفي بيدها
- لا هو اكيد عنده شغل كثير فمينفعش نعطله ف..

قاطعها عمر بتاكيد وهو ينفي بيده
- لا معنديش شغل كثير ولا هتعطلوني ولا حاجه
ثم اكمل وهو يتطلع الي علياء قائلا بابتسامه سعيده وصدق نابع من اعماق قلبه الذي يخفق بهدوء
- دا حتي هبقي مبسوط اووي
- خلاص يلا اتفضل
اومأ ونظر الي علياء الذي عندما وجدها تستنشط من الغضب فقرر استفزاز علياء وهو يبتسم بسماجه ويرفع رأسه بانتصار بينما سارت علياء خلفهم وهي تتأفف وقد احمر وجهها بشده من الغضب
----------------------------------------------
خرج احمد الي الحديقه وقرأ رساله عمر وظهر علي ملامحه علامات الاستفهام والاستغراب وهو يعقد حاجبيه بتفكير وحيره ثم اغلق الهاتف ووضعه في جيبه
بينما كان يسير شاهد جميله واقفه مع حسن الجنيني، فابتسم احمد باعجاب
انتهت جميله من حديثها معاه
واتجهت لتتدلف الي الفيلا فإوقفها احمد قائلا بصوته الاجش الهادئ المميز
- جميله

ابتسمت جميله بخجل ثم التفت قائله برسميه واحترام
- اتفضل تؤمر بحاجه
اقترب احمد وهو يضع يده في جيبه
- عايز اتكلم معاكي شويه
حمحمت جميله قائله بارتباك
- اتفضل
احمد بنبره تساؤل لطيفه
- انتي اللي بتنضفي الاوضه بتاعتي علطول
جميله وهي تفرك كفيها بتوتر
- اه هو انا عملت حاجه غلط يعني..

نفي احمد برأسه باستنكار
- لا مافيش حاجه بسأل بس
ثم اكمل وهو يضيق عينيه بفضول
- انتي بتنضفيها من امتا من ساعه ماجيتي هنا
جميله بنبره حاولت ان تجعلها علي قدر الامكان طبيعيه غير متوتره او مرتبكه
- لا يعني كنت ساعات بنضفها مش دايما بس بدأت أنضفها علطول من شهر كدا
ابتسم احمد قائلا برقه ولطف اذابت اسوار قلبها
- علشان كدا مافيش نقطه غبار تسلم ايدك اللي بتنضف حلو

احمرت وجنتيها خجلا وابتسمت بسعاده
حمحم احمد قائلا بجديه وهو يحك رأسه
- علياء عامله شالت من دماغها فكره انها تمشي
اومأت جميله بهدوء
- بس هي كانت عايزه تروح بيتها النهارده مكانتش قادره تشتغل النهارده
عقد احمد حاجبيه بتفكير ثم ابتسم بإدراك فلقد فهم امر ما ولكن قرر ان يتاكد فقال
- روحت من امتا
رفعت جميله حاجبيها باستغراب من سؤاله هذا
- من حبه كدا
ابتسم احمد بمكر وهو يهمس
- وانا بقول ايه الشغل المهم اللي جاي لعمر فجأه ماشي ياعمر

- بتقول حاجه
قالتها جميله وهي تميل برأسها نحو اليسار بعيون متسائله
تلاشت ابتسامته ونفي برأسه
- لا مافيش انا همشي انا بقا
اومأت جميله، فابتسم احمد كأنه يودعها وخرج من الفيلا
اخرجت جميله هاتفها من جيبها وهي تتنهد بسعاده
ونظرت الي الشاشه فشاحب وجهها بعيون متسعه من الصدمه
ثم شهقت ووضعت يديها علي فمها وهي تهز جسدها من الارتباك والتوتر
- يلهوي انا اعمل ايه دلوقتي

جميله بتوتر وهي تعبث بالهاتف باصابع مرتعشه
- زمان ابله سميره وصلت وعرفت ان انا بكدب ومش بشتغل هناك دي بعتت الرساله بقالها ساعه واكتر
ثم لطمت بخفه علي وجنتيها من الفزع
- يلهوي دي اتصلت عليا فوق الخمس مرات اكيد عرفت خلاص
ضربت راسها بخفه لعلها تفكر بطريقه صحيحه فشعرت بان الغباء استحوذ عليها
- اعمل ايه دلوقتي

تنفست بعمق لتكمل بتصميم
- انا هتصل بيها وهقولها علي كل حاجه كدة كده كانت لازم تعرف
وضعت الهاتف علي اذنها ولكن لم تجد رد هاتفتها اكثر من مره ولم تجد رد ايضا
جميله وهي تتأفف بتوتر
- مش بترد، خلاص هكلم ابله سعديه اقولها
هاتفت سعديه اكثر من مره ولكن لم ترد هي ايضا
- جميله انتي فين تعالي
قالتها خديجه بنبره عاليه وهي تصيح من داخل الفيلا
اغلقت جميله الهاتف لتكمل بعزم
- هروح اكمل بقيه شغلي وبعدها هرن عليهم تاني ولو محدش رد برده هحاول استأذن وهروح الدار
ثم دلفت الي داخل الفيلا بعقل يدور ويفكر كالمجنون في سميره فقط
----------------------------------------------
- فين جميله ياسعديه
قالتها سميره وهي تصيح بغضب اقسمت علي ان جميع الدار سمعوا صوتها وهي تدلف الي الغرفه سعديه كالثور الهائج
انتفضت سعديه كالملسوعه فكانت نائمه علي الفراش ثم ابتلعت لعابها بصعوبه لتقول بنبره منخفضه مضطربه
- فين ازاي اكيد في شغلها و..
قاطعتها سميره بصراخها فكادت ان تصم اذنها بصراخها الغاضب
- سعددديه جميله مش موجوده في المكان اللي قالتلي انها عايشه فيه ولا في الشغل ولما روحت وسالتهم قالولي مافيش حد ساكن معاهم بالاسم دا ولا حد بيشتغل بالاسم دا ورنيت عليها مش بترد عايزه افهم وديتي جميله فين

سعديه وهي تحاول تهدئتها وهي تقترب منها وترفع كلتا يدها امامها
- اهدي الاول بس يا..
قاطعتها سميره بوجه محتقن من الغضب وهي تجز علي اسنانها
- بقولك وديتها فين انا كنت حاسه من الاول ان في حاجه غلط، كمان كل لما اقولها اجاي اشوفك متوافقش وتوتر وتقول ايه حاجه بس كدبت نفسي وقولت دا بس من خوفي وقلقي عليها بس لا طلع صح ياريت صدقت احاسيسي من الاول
قالت جملتها الاخيره بندم وهي تتأسف لذاتها
ثم اكملت وهي ترفع اصبعها بتحذير وصدرها يعلو ويهبط من الغضب
-لاخر مره بسالك فين جميله الا هنسي العيش والملح اللي بيننا

سعديه وهي تصيح بحده
-في ايه ياسميره انتي محاسسني اني خطفتها ولا مش خايفه عليها زيك، بس ماشي انا مش هاخد كلامك وعصبيتك علي محمل الجد علشان انتي قلقانه عليها وانا فاهمه حاجه زي دي
ثم اكملت وهي تتنفس بعمق عده مرات كأنها تستمد القوه والشجاعه من الهواء لتقول بنبره خافضه مرتجفه
- جميله بتشتغل خدامه

شعرت سميره بالثقل في قدمها فتمسكت بالمنضده التي بجوارها وهي تستند عليها بوجه شاحب للغايه وجسد متخشب لتهمس بنبره مهزوزه ولكن وصلت الي مسامع سعديه
- خ.. خدامه ازاي
شعرت سعديه بألم حاد يفتك قلبها لرؤيه سميره بهذه الحاله
- مكنتش عايزه اقولك في الاول علشان عارفه ان هيحصل كدة وقولت لجميله متقولش حاجه لحد ماتستقر هناك وتشوف هترتاح ولا لا
ثم اكملت وهي تصيح بتأكيد لتطمئن سمير
- وفعلا ارتاحت دول ناس طيبين جدا ومرتبها حلو اووي

اغمضت سميره عينيها وتنهدت بضيق فيوجد بحور من الاسئله تجول في خاطرها الان تود ان تسأل سعديه بل توبيخها بل تنهرها وتنهر جميله لانهم خبئوا عنها ولكن ستفعل هذا في وقت لاحق فكل ما يهمها الان هو ان تتطمئن قلبها وعينيها وعقلها ايضا علي جميله الذين يهتفون بالقلق عليها دائما
هتفت بضعف
- اديني العنوان
تنهدت سعديه بضيق واخبرتها علي العنوان
فخرجت سميره من الغرفه سريعا بالرغم من تعثر قدمها التي لا تقوي علي السير بين الحين والاخر

امسكت سعديه بالهاتف وهاتفت جميله فأجبت جميله واخبرتها سعديه بما حدث فاخبرتها جميله انها تعلم انها علمت الحقيقه فتحدثوا لبعض الوقت ثم اغلقت الهاتف وتنهدت بضيق وهي تضرب بخفه علي صدرها ثم وضعته علي اذنها مره اخري لتقول بضيق
- سميره عرفت ان جميله بتشتغل خدامه راحت مكان الشغل المزيف وعرفت
سعديه وهي تصيح لتبرر الوضع
- وانا اعرف منين انها هتعمل كدة

ثم ضغظت بقوه بقبضه يديها التي تمسك بها الهاتف بتوتر قائله بثقه وتأكيد
- انت فاكر انها هتسكت لا مش هتسكت غير لما تعرف وتتدور هي بتشتغل عند مين وكم فرد وتعرف اصلهم وفصلهم ولو عملت كدة مش بعيد تعرف الحقيقه كلها
زفرت بتعب وهي تفرك جبينها بإرهاق
- حاضر هحاول اخليها متعرفش حاجه مش عارفه الوضع دا هيستمر لحد امتا
ثم اغلقت الهاتف وجلست علي الفراش وهي تدعو الله وترجوه بشده بإن يحمي جميله ويزيح الضيق والقلق الذي استولي عليها منذ ان ذهبت جميله الي هناك مما جعل النوم يتهرب من عينيها في بعض الاحيان بل كثير
----------------------------------------------
في نفس التوقيت
كانت علياء تقف في المطبخ وتسكب العصير في الكأس وهي تستمع لضحكات هاجر وعمر المرحه التي ترن في ارجاء الشقه بوضوح
علياء وهي تجز علي اسنانها بغيظ وتهز جسدها
- نفسي افهم بيضحكوا علي ايه من ساعتها

علياء وهي تنظر الي الكأس بعيون التي تشع بالغضب والغيظ وتهز راسها ببطء قائله بابتسامه قاسيه حالمه
- نفسي احطله سم واخلص منه
ثم تأففت بغضب وهي تستغفر الله في سرها، وضعت الكأس في الصنينه وخرجت من المطبخ ودلفت الي الصاله فكان عمر وهاجر يجلسون بجوار بعض وفي يده البوم صور

شهقت علياء بفزع وعينيها متسعه من الصدمه فكانت عينيها علي وشك الخروج من مكانهم وضعت الصنينه سريعا علي المنضده فكادت ان تسكب محتويات الكأس من سرعه وضعها ثم اقتربت من عمر بلهفه وحاولت ان تأخذ الالبوم ولكن منعها عمر وهو يحتضنن الالبوم الي صدره بحمايه كمن يحتضنن ابنه خوفا من ان يأخذه احد

فقال وهو يضيق عينيه ويهز رأسه مصطنع عدم المعرفه والاستغراب
- في ايه مالك اتخضيتي كدة ليه
علياء وقد اشتعل وجهها بالاحمرار من الاحراج والغضب فصاحت بنبره مرتبكه
- انت ازاي تتفرج علي الالبوم
ثم رمقت هاجر والشرار يخرج من عينيها
هاجر وهي ترفع كلتا يديها امامها في محاوله الدفاع عن ذاتها بخوف كأن علياء وحش سيهجم عليها في ايه لحظه
لتقول مبرره الوضع وهي تشير بعينيها لمكان ما
- متبصليش كدة هو شاف الالبوم محطوط هناك وطلب مني افرجه عليه فمقدرتش ارفضله طلب دا ضيف برده

اغمضت علياء عيونها وزفرت بضيق قائله بصرامه من بين اسنانها وهي تمد يديها نحوه
- ممكن الالبوم
عمر وهو يبتسم بمشاكسه ومشاغبه
- حاضر هديكي الالبوم علشان عارف انتي قلقانه ليه بس متقلقيش مشوفتش دول
قال جملته الاخيره وهو يدير الالبوم امام وجهها ليظهر صورتين احدهم كانت علياء في التاسعه من عمرها تضع جميع مساحيق التجميل بطريقه خاطئه فكانت تبدو كالمهرج وترتدي فستان احمر قصير وتبتسم ابتسامه واسعه كالبلهاء والاخرى كانت في الخمسه من عمرها وترتدي ملابس صبيانيه وتظهر بشكل مضحك للغايه

صعدت الدماء كلها الي وجهها من الاحراج فلو رأئها احدهم لشعر بأنها تشتعل فأخذت الالبوم بعنف من عمر الذي كان يضحك بشده وهو يضع يده علي معدته ويرجع برأسه الي الخلف بينما هاجر كانت تضع يدها علي فمها لتحاول كبت ضحكاتها التي ترجو هاجر كي تتركها تنطلق بحريه
وضعت الالبوم في الدرج وهي ترمقهم بغضب ثم دبدبت بقدمها علي الارض بحنق قائله بغيظ وتذمر
- ممكن تبطلوا ضحك

عمر ومازال يضحك قائلا محاولا اغياظتها اكثر واكثر ساخرا منها
- ليه اخدتي الالبوم دول كانوا اجمل صورتين
ثم ضحك بصخب فلم تستطيع هاجر السيطره علي ضحكاته اكثر من ذلك فإنطلقت ضحكاتها الانوثيه التي جعلت علياء تغلي وتغلي فكانت علي وشك الانفجار في ايه لحظه ولكنها تأففت بحنق ودلفت الي المطبخ لتسيطر علي هذا الانفجار بقدر الامكان الذي اذا تركته سيحرق الحي الذي تسكن فيه بالكامل

عمر من بين ضحكاته
- هي زعلات ولا ايه
هاجر فائله بابتسامه هادئه حنونه بعد ان هدأت من نوبه ضحكاتها
- لا سيبك منها هي علياء كدة بتاخد كل حاجه علي اعصابها، عصبيه يعني شويه بس قلبها دا طيب جدا وبتروق علطول
اومأ عمر وهو يبتسم بأعجاب وينظر في اثرها ثم نظر الي الدرج فطرق علي عقله فكره جعلت عينيه تلتمع بالسعاده والخبث
فنظر الي هاجر قائلا بهدوء واحترام بنبره منخفضه
- ممكن تجيبلي كوبايه مايه

اومأت هاجر بطاعه ولهفه ودلفت الي المطبخ بينما واقف عمر واقترب من الدرج بحذر وهو ينظر حوله ليتأكد بأنهم لن يروا شئ ثم فتح الدرج واخذ الالبوم واخذ صوره من الالبوم لعلياء كانت في العشرين من عمرها جالسه في الحديقه، ترتدي بلوزه بيضاء وبنطلون اسود وتركت العنان لشعرها الاسود كالحرير القصير نسبيا متناثر علي ظهرها بحريه وهي تبتسم باشراق

وضع الصوره في جيبه بعد ان تأملها بعيون شغوفه وابتسامه تحمل مشاعره الحقيقه الصادقه نحو علياء التي جعلته يود وبشده ان يعلم كل شئ عنها وعن حياتها بل ويعلم بأدق تفاصيلها ثم جلس في مكانه مره اخرى

في نفس التوقيت
كانت علياء وهاجر يتحدثون بهمس في المطبخ
هاجر بتأكيد وثقه كأنها دلفت داخل قلبه وعلمت مايحمله من مشاعر حقيقه نحو علياء
- والله دا شكله بيحبك انتي مش شايفه نظراته ليكي عامله ازاي دا غير كده كان مبسوط جدا وهو بيتفرج علي صورك وكان مهتم جدا يعرف في كل صوره انتي متصوره فين وقد ايه والكلام دا
علياء وهي تتواعد لها بغضبب
- وانتي حكيتله ماشي حسابي معاكي بعدين

تنهدت هاجر بغيظ وهي تضرب كف بكف
- شوف انا بقول ايه وهي بتقول ايه
ثم اكملت وهي تضغط علي كل حرف من حروف كلماتها وتضربها بخفه علي راسها لتصل الكلمات جيدا الي داخل عقلها الاحمق
- بقولك بيحبك بيحبك ياهبله
علياء وهي تبتسم بتهكم وعدم تصديق
- بيحب وهو دا بيعرف يحب دا بتاع بنات
تنهدت هاجر قائله بجديه
- اللي بتاع بنات بيتغير ويحب بجد لما يلاقي البنت المناسبه واللي تتدخل قلبه من غير استئذان

علياء بسخريه وهي تشير الي صدرها
- اه وانا البنت دي بقا
اومأت هاجر بصدق وهي تبتسم فضربتها علياء بقوه في ذراعها ودفعتها الي خارج المطبخ وهي تمسك كأس الماء
اقتربت هاجر من باب المطبخ وهي تبتسم بمرح
- والله انتي فقريه حد يلاقي واحد حلو زي دا ويقول لا دا كفايه عيونه الزرقاء اللي تسحر دي
امسكت علياء كأس فارغ مهدده لتقفزه في وجهها فغادرت هاجر سريعا وهي تضحك بمرح

- اتفضل المياه
قالتها هاجر وهي تمد يدها بالكأس امامه
وقف عمر وهو ينفي بيده
- لا انا همشي بقا علشان عندي شغل
في ذات اللحظه دلفت علياء الي الصاله
فقالت هاجر بابتسامه خفيفه لاغياظه علياء وهي ترمقها بنظره ذات مغزي
- لازم الزياره دي تتكرار تاني
رمقتها علياء بعيون ترسل التحذير فلم تعيرها انتباها
عمر وهو يبتسم مؤكدا
- ان شاء الله وبيتكم حلو جدا
ثم نظر الي علياء ليكمل بعيون تقذف الاعجاب والصدق النابع من صميم قلبه
- واهل البيت احلي

احمرت وجنتيها خجلا وقلبها يقرع بعنف من السعاده التي اضاءت وجهها بوضوح
فابتسمت هاجر وهي توزع نظراتها بينهم
حمحم عمر واستأذن فإوصلته هاجر الي الباب وهي تودعه فخرج من الشقه
هاجر بمرح
- طب والله بيحبك
ثم ركضت وهي تضحك بشقاوه ومرح الي الغرفه دون ان تنتظر رد منها فضحكت علياء بخفوت رغما عنها وهي تتنهد بسعاده ودلفت الي غرفتها
----------------------------------------------
- ابله سميره وحشتني
قالتها جميله وهي تحتضن سميره بقوه امام بوابه الفيلا
سميره بحنان وهي تبتعد عنها وتتفحصها بعيونها من اعلاها لاسفلها بقلق
- عامله ايه انتي كويسه مرتاحه هنا في حاجه حصلتك او حد ع..
قاطعتها جميله وهي تهز راسها بابتسامه مطمئنه
- متقلقيش والله انا مرتاحه هنا اووي والناس هنا كويسين جدا
سميره بعتاب
- طب كدة متقوليش الحقيقه كنتي هتفضلي لحد امتا مخبيه عليا

جميله وهي تمسك كفيها بحنان وتهمس برقه
- متزعليش مني والله كنت هقولك بس ابله سعديه قالتلي بلاش دلوقتي علشان هتقلقي ومش هتوافقي تخليني اشتغل الشغل دا بس دول ناس كويسين اووي وانا مرتاحه جدا هنا
ابتسمت سميره بحنان وهي تربت علي كفيها ثم اكملت بلهفه
- طب احكلي عنهم كم فرد عايشين هنا وبتشتغلي مع مين بيتعاملوا معاكي ازاي

قصت عليها جميله بعض المعلومات عنهم وكانت تبستم باشراق وعينيها تلمع ببريق اعجاب وسعاده بالغه عندما تذكر احمد فلاحظت سميره ذلك ولكنها صمتت ولكن قد غرزت الشك بداخلها بأنها من المحتمل بأنها تحبه

مر بعض الوقت وهم يتحدثون ووعدتها جميله بإنها ستزورهم في الدار في اقرب وقت ودعتها سميره وابتعدت عن الفيلا وهي تسير بشرود غير مباليه باي شئ حولها سوي التفكير والتفكير في جميله فقط بالرغم من حديث جميله وبذلها اقصي جهدها في بث الاطمئنان قي قلب سميره الذي ينهش القلق فيه بلا رحمه الا انه صوت مابداخلها يهاتفها بأن يوجد امر غامض لا تعلمه حتي الان بل ايضا شعرت بانقباض حاد في صدرها عندما اقتربت من الفيلا فهي لا تشعر حتي الان ولا براحه البال ولا براحه القلب

سميره تحدث نفسها بتصميم واصرار
- انا مش هكدب احاسيسي تاني انا حاسه ان في حاجه ومش هرتاح غير لما اعرف في ايه
-------------------------------------------
- اهلا يااستاذ عمر كنت فين
قالها احمد وهو يجلس علي كرسي المكتب ويرمق عمر بخبث مزيج بالمرح الذي يدلف الي المكتب
حمحم عمر وجلس امامه قائلا بنبره مرتبكه
- كان عندي شغل
احمد وهو يغمز له بابتسامه مرحه
- وياتري الشغل دا هو علياء صح
ضيق عينيه قائلا بنبره متعجبه
- وانت عارفت منين

ضحك احمد بصخب
- يعني صح شكل علياء هي البنت اللي هتخطف قلبك وهتتغير علشانها
عمر قائلا باستنكار بابتسامه استهزاء وهو يحرك يده
- علياء لا طبعا دي بس صعبت عليا فقولت اوصلها
اومأ احمد بابتسامه خبيثه وهو يحرك رأسه ببطء ويرمقه بعدم تصديق وشك
حمحم عمر قائلا بجديه
- سيبك من الكلام ده في حاجه عايز اقولك عليها مش قولت افتش ورا ابوك

اعتدل احمد في جلسته قائلا باهتمام وتركيز
- اه ولقيت حاجه
عمر بجديه وهو يعقذ حاجبيه بحيره
- في حاجه غريبه كدة من اربعتاشر سنه كان في شحنه كبيره اووي بتاعت مخدرات ابوك كان المفروض يسلم الشحنه دي بس لغي الشحنه مره واحده من غير اسباب وقعد سنتين من غير مايشتغل في موضوع المخدرات
احمد وهو يعقد حاجبيه بتفكير قائلا باستغراب
-وليه لغها وقعد الفتره دي ليه
عمر وهو يهز كتفه ليدل علي عدم معرفته
- مش عارف دي كانت تقريبا اكبر عمليه يعملها

احمد وهو يرجع بجسده الي الخلف ويستند علي ظهر الكرسي قائلا بتهكم وهو يحرك يده في الهواء بملل
-تلاقي البوليس شم خبر
نفي عمر براسه ليكمل
- قولت كدة برده لما عرفت بس اكدوا عليا وبالادله ان البوليس معرفش حاجه خالص ولحد دلوقتي ميعرفش ايه حاجه عن ابوك
احمد وهو يتنهد بحيره ويعتدل في جلسته مره اخرى
- اومال في ايه
عمر وهو يزفر بحيره ويحك موؤخره رأسه
- مش عارف بس بحاول ادور في الموضوع اهو ولو عرفت هقولك
اومأ احمد بتفهم وخرج عمر من المكتب تاركا احمد الذي دلف الي ازدحام عقله الذي يفكر بتركيز بكل الاحتمالات
---------------------------------------------
في منتصف الليل في احدي الملاهي الليله كانت ملك تشرب بشراسه علي البار وبجوارها صديقتها روان
ملك قائله بحقد وغيره وهي تبكي بحرقه
- ببحب الخدامه ياروان شوفته وهو بيبوسها واضيق اووي لما كنت بزهقلها وبيبصلها بنظرات عمرى ماشوفتها بيبصها لحد قبل كدة حتي انا، نفسي افهم محبنيش ليه ناقصني ايه عن الخدامه، يحب الخدامه وميحبنيش انا
قالت جملتها الاخيره وهي تشير نحو صدرها بغضب ثم رفعت الكأس لتشرب
فإمسكت روان بالكأس بقوه لتمنعها، قائله بحده
-كفايه بقا انتي شربتي كثير اووي حرام عليكي نفسك

ملك ببكاء قائله بمراره
- سبني احاول انسي اللي حصل
ارتفع رنين هاتفها فجأه ونظرت الي الشاشه فتأففت قائله بحنق
- هي عايزه ايه دي كمان شغاله زن زن ايه دا مش بتزهق
روان بشفقه وتعاطف
- ردي عليها دي اكيد قلقانه عليكي دي مهما كان زي امك برده

ملك بقسوه وهي تحرك يدها بعنف
- اسكتي دي عمرها ماهتكون زي امي دي بتمثل قدامنا انها بتحبنا وخايفه علينا
تنهدت روان وهي تهز رأسها بيأس
ومر بعض الوقت وروان تحاول تهدئتها ومنعها من الشرب ولكن فشلت

فهز هاتف روان يعلن وصول رساله قرأت الرساله فانتفضت بفزع والدموع تلألأت في عينيها
روان وهي تبكي بحرقه
- انا لازم امشي بابا عمل حادثه وفي المستشفي دلوقتي
ملك بشفقه قائله بكلمات متعثره تحمل اثر سكرها وهي تشير اليها للرحيل
- طب يلا.. ر. روحي...والف سلامه
روان ببكاء وهي تمسك ذراعها
- انا مستحيل اسيبك هنا لوحدك بالمنظر دا انتي سكرتي خالص يلا قومي معايا

ملك بعنف وهي تزيح يديها
- مش همشي من هنا
ثم وضعت راسها علي طاوله البار، وهي تتمتم بكلمات غير مفهومه
ارتفع رنين هاتف ملك مره اخرى فااخذت روان الهاتف ووضعته علي اذنها وركضت الي الخارج كي تبتعد عن ضجه الموسيقي الصاخبه التي ترن في المكان بالداخل

- الو ياطنط انا روان صاحبه ملك
انتفضت ماجده من علي الاريكه بفزع بل انتفض معاها قلبها ايضا فلقد هاجمتها افكار سوداء بان ملك قد اصبها مكروه
فقالت بنبره مرتعشه يتخللها القلق وشفتيها ترتجف من الخوف
- مال صوتك يابنتي وفين ملك هو حصل حاجه لملك
نفت روان براسها لتكمل ببكاء
- لا لحد دلوقتي محصلش بس ممكن يحصل لو فضلت هنا لوحدها وانا مش هعرف افضل معاها علشان بابا عمل حادثه وحاولت اخدها معايا بس هي مش موافقه فحاولي تبعتي حد او تيجي مينفعش تفضل لوحدها دي سكرت خالص

شهقت وهي تضرب علي صدرها لتقول بلهفه
- طب اديني العنوان بسرعه

مر بعض الوقت
وصلت ماجده الي المكان ودلفت الي الداخل بخطوات سريعه مرتبكه وعينيها تبحث عن ملك فوجدتها واقتربت منها فكانت كما تركتها روان
ماجده وهي تهز كتفها بخفه
- ملك ملك قومي
همهمت ملك وهي تتحدث بكلمات غير مفهومه حاولت اكتر مره ان تيقظها ولكن فشلت فوجدت كأس من الماء بجوارها فرشت عليها بعض قطرات الماء ولكن لم تستيقظ فقررت ان تسكب الكأس بالكامل علي وجهها

فشهقت ملك ووقفت بفزع وهي تضع يديها علي عينيها لتمسح قطرات وهي تصرخ بغضب
- ايه ياروان اللي عملته دا
امسكت ماجده بذراعها وجرتها خلفها غير مباليه بغضبها فهي كل مايهمها الان ان تخرج من هنا مع ملك دون ان يثبها مكروه
ففتحت عيونها واستوعبت انها ماجده فازاحت يديها من تحت قبضتها وهي تصرخ بحده وقسوه وتشير اليها بالذهاب
- ايه اللي جابك هنا وازاي تعملي كدا يلا امشي من هنا

كادت ماجده ان تتحدث ولكن قاطعها شاب اقترب من ملك وهو ينظر اليها بشهوه فسارت القشعريره في جسد ملك متقززه منه
- الجميل غضبان ليه
رمقته ملك باحتقار واشمئزاز فحاولت ماجده سحبها ولكن صرخت في وجهها مره اخرى بالرفض وازاحت يديها
فوضع الشاب يده حول خصر ملك قائلا بحده وهو يرمق ماجده
- ابعدي عنها ياست انتي
ثم نظر اليها من اعلاها لادناها بنظرات خبيثه وقحه وهو يبلل شفتيه بطرف لسانه
- وتعالي معايا ياجميل
دفعته في صدره بعنف وصفعته بقسوه علي وجهه
- اوعي تلمسني ياحيوان

ماجده بخوف وهي تمسك بذراعها برجاء وشعرت بانقباض حاد يعتصر صدرها
- يلا ياملك نمشي من هنا
الشاب وهو يصرخ بشراسه ويلمس باصابعه مكان صفعتها العنيفه التي تركت اثرا واضحا علي وجنتيه
- بتضربني انا يابنت*** انا هوريكي
ثم امسك زجاجه في يده
- الحقووووني 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-