Ads by Google X

رواية طريقي المبهم الفصل السابع والعشرون


 (الفصل السابع والعشرون)


- اذيك ياعمي واذيك ياابن عمي
قالتها جميله بجمود وهي تتدلف الي الصاله
نظر الجميع اليها بصدمه
فإلتفت احمد وتناسي تماما الرساله وتناسي صدمه الرساله ايضا
فهتف بأعين متسائله صادمه
- جميله انتي قصدك ايه
جميله وهي تعقد ذراعها وتحدق محسن الجالس كما كان علي حالته تماما.. ولكن بدأ جسده يرتجف.... عندما شاهد اعين جميله التي اظلمت من قذف كتل وكرات كبيره من الحقد والكراهيه والغل والكثير والكثير من نظرات اخرى علي محسن ولكن من خوف وصدمه محسن لم يقرأ سوي تلك النظرات
جميله وهي تهز كتفها ببساطه
- قصدي واضح انا ياسمين اللي كلكم فاكرينها انها ماتت واللي اتحرمت منكم كل السنين دي كلها واتربت في دار الايتام كأن ليها اهل

ثم اقتربت من محسن الذي اتسعت عيناه من هول ماسمعه وشفتيه اخذت ترتجف بقسوه
انحنت جميله بنصف جسدها فاصبح وجهها في مقابل وجهه لتصرخ بشراسه وكراهيه لفحت وجه محسن كالنيران الحارقه
- وكل دا بسبب عمي المصون
- انتي بتقولي ايه ازاي
صرخ احمد بهذه الجمله وصرخت معاه كل عضله في ملامح وجهه بصدمه وعدم استيعاب
اعتدلت في وقفتها وهي تنظر الي احمد فتحركت شفتيها لتتحدث ولكن اطبقت شفتيها... عندما نهض حمدي
- انا هقولك ازاي
ثم قص عليه مافعله من انقاذ جميله ومن ثم محاولته التي باءت بالفشل في إيقاع محسن ومن ثم مافعله ليجلب جميله لتعمل هنا
كان الجميع يستمع بأفواه فاغره من الصدمه فعقولهم لا تستوعب الصدمات والحقائق التي هطلت عليهم كالمطر الغزير

بينما كانت جميله غير مباليه بحديث حمدي لانها تعرف ماسيقوله فكانت تصب اهتمامها وبصرها معلق علي احمد الذي كان يستمع وهو يشيح بوجهه عنها ويحدق في الفراغ فهو لا يستطيع ان ينظر اليها او ينظر في وجه اي شخص منهم بسبب مافعله والده المجرم
- انت ازاي تعمل كدة و انا ازاي وافقت اتجوز المجرم اللي قتل جوزي وحرماني من بنتي ازاي
استيقظ الجميع من غيبوبه صدمتهم ونظروا الي ماجده التي كانت تمسك بياقه قميصه وتهزه بعنف وهي تصرخ في وجهه بهستيريا وتبكي بقوه
ولكن ظل محسن كما هو... يتطلع فقط الي جميله بنظرات غامضه لن يستطيع احد تفسيرها الا صاحب تلك النظرات

- فين محسن الجبالي
قالها الشرطي وهو يدلف الي الصاله وخلفهم رئيس الامن واحدي الحرس قائلين باحترام واسف وهم يخفضون راسهم
- احنا اسفين ياباشوات بس مقدرناش ننمنع الشرطه
حمدي بابتسامه هادئه
- عادي ولا يهمكو الشرطه لازم تشوف شغلها
ثم اشار نحو محسن قائلا بشماته
- هو دا محسن الجبالي
اتجهوا اليه الشرطه وامسكوه من ذراعه ووضعوا الاصفاد حول يديه وكل ذلك بلمح البصر ومازال محسن كما هو ينظر الي جميله التي ترمقه بشماته واحتقار وتود ان تهجم عليه وتخنقه كما فعل مع والدها او تقتلع عينيه الجريئه التي ينظر بها نحوها

سمير مصطنع البراءه والتساؤل المزيف وعينيه تنطق بالشماته والكراهيه فهو يود ان يعلم الجميع بجرائمه البشعه
- هو انتو هتاخدوا ليه
الشرطي بصوت خشن بغلظه
- هو متهم بانه بيتاجر في المخدرات وقتل سامح الجبالي اخوه... وياسمين الجبالي بنت اخوه وقتل نورا الصعيدي وفي ادله بكل الكلام دا ماعدا قتل سميه الرشيدي في حد مبلغ عنه ولسه هنحقق في القضيه
ثم اخذوا محسن وخرجوا الي خارج الفيلا وكل ذلك تحت اعين الجميع الصادمه بافواه فاغره، هم مازالوا لا يستطيعون ان يصدقوا بان محسن الذي يعيش معاهم كل ذلك الوقت يرتكب كل تلك الجرائم البشعه
خرج احمد من الصاله بخطوات بطيئه متثقله بالهموم فهو يشعر بالدوار والتعب الذي اجتاح جسده وسبب له صداع مميت لا يحتمل كما انه لا يستطيع ان يظل هنا اكثر من ذلك

فخرجت جميله خلفه وهتفت باسمه
فالتفت احمد بوجه كان كالصفحه البيضاء خالي من التعبيرات والمشاعر ومن الحياة ايضا
فشعرت جميله بان قلبه لم يعد ينبض فهو فقد النبض لرؤيه حبيبها وحبها بتلك الحاله
فاقتربت منه وهي تهمس باسمه بضعف فاشاح بوجهه عنها وتراجع الي الخلف وهو يرفع كفه امام وجهها
- متقربيش مني احسن ليكي وليا واحنا لازم نبعد عن بعض ومنشوفوش بعض تاني اللي ما بينا انتهي خالص
صرخت جميله باعتراض نابع من قلبها امنكسر الذي فقد النبض
- لامانتهاش يااحمد انت بتقول ايه

ولكنه التفت ليغادر ولم ينظر اليها فلو نظر اليها سيضعف ويتراجع عن حديثه ويحتضنها بقوه فهو يحتاج الي حضنها الان بشده لينعم بالدفء والحب وينسي ماحدث اليوم، لكنه يعلم بان هذا هو القرار الصواب فكيف ستنظر إليه وستتزوج ابن قاتل والدها فهو ايضا لا يستطيع ان ينظر اليها
فخرج احمد دون ان يهتم بنداء جميله
"لماذا ياالله؟ لماذا؟ لماذا احبيت ذلك الشخص واعطيته قلبي؟ لماذا يكون ذلك الشخص ابن ذلك المجرم؟ كيف سأنظر في وجهه بعد ماسار؟ وكيف سينظر في وجهي ايضا بعد ماسار؟ هل حقا كل شئ انتهي؟ هل هذه النهايه حقا؟"

هذا مااخذ يتردد ويجول في عقلها كالذبابه ولكن كانت ذبابة ضعيفه للغايه كأن احدهم ضربها بقسوه لتموت ولكنها استطاعت بصعوبه ان تنقذ ذاتها من الموت.. ولكن اصبحت ضعيفه من الضربه القاسيه التي تلقتها... لذلك تبخرت كل تلك الاسئله علي الفور واصبح ذهنها وعقلها فارغ.... واخذت تنظر في اثر احمد بملامح ذابله فهي كانت كالطائر السعيد الذي كان يرفرف ويطير بسعاده وفرحه ولكن لم تعد ذلك الطائر لان احدهم كسر اجنحتها وبالطبع الذي كسر اجنحتها هي الصدمات التي تلقتها اليوم... فجثت علي ركبتيها وهي تخفض راسها وشعرها غطي وجهها من الجانيبن فهي لا تستطيع ان تصمد اكثر من ذلك فلقد خارت كل قواها وتماسكها... وقدمها صرخت فيها لانها لم تعد تستطيع ان تحمل جثتها الهامده

وشعرت بسائل ساخن يهبط علي وجنتيها فعلمت بان ذلك دموعها التي ظنتها بانها لن تسقط مره اخرى ولكن ليس صحيح فدموعها لا اقصد امطار دموعها المعبأة بالاحزان والاوجاع تهطل علي خديها ولكن بصمت لحظه واحده كانت منذ لحظات بصمت فهي الان تبكي وتصرخ بهستيريا.... فدموعها الان كالامطار التي جاءت بصحبه الرعد والبرق
فخرج الجميع بفزع علي صرخها... اقصد علي البرق والرعد بسبب امطار دموعها التي طرقت اذانهم... فجثت ماجده علي ركبتيها بجوارها واحتضنتها بقوه وهي تبكي وتصرخ معاها فبادلتها العناق فهي تود هذا الحضن الدفء الان الذي اتحرمت منه كل تلك السنوات وكل ذلك تحت اعين الجميع الذين ينظرون بفزع وبصدمه وقلبهم ينفطر علي هذا المشهد المؤلم
-----------------------------------------
بعد مرور عده ساعات
كانت جميله جالسه مع ماجده علي الفراش في غرفتها وكانت تمسك ماجده بالبوم الصور في يديها لتشاهد جميله الصور
ماجده وهي تضحك بسعاده وتشير الي احدي الصور
- انتي كنتي مكشره في الصوره دي بقا علشان كنتي عايزه لعبه شوفتيها برا وروحنا من غير مانشتريها بس بعد الصوره دي باباكي سامح جابلك اللعبه اللي كنتي عايزاها
ضحكت جميله بشده قائله بمرح وهي ترفع راسها بشموخ وتشير نحو صدرها
- دا انت كنت مش سهله بقا

انفجر كل من ماجده وجميله في الضحك
هم هكذا منذ ساعه يشاهدون الصور فبعد ان هدأت ماجده وجميله من نوبه البكاء قررت ماجده ان تجعلها تشاهد الصور لتخرجها من حالتها تلك ولتخرج نفسها ايضا وقررت ان تنتهز كل فرصه ولحظه للتقرب من جميله وتعوضيها عن كل تلك السنوات
ماجده وهي تبتسم بحب واشتياق واصابعها تلمس برقه صوره سامح والعبرات تلألأت في عيناها
- سامح مكنش بيقدر يشوفك زعلانه او بتعيطي او نفسك في حاجه وميجبهاش وكان مسميكي اميرته كان بيحبك جدا
ثم تطلعت الي جميله التي اجتمعت الدموع في عينيها ايضا
ماجده وهي تحيط وجنتيها بكفها بحنان
- تعرفي انك نسخه عنه في ملامحك دا انا حاسه اني شايفه سامح قدامي

ثم اكملت بمرح ومزاح وهي تمسح علي شعرها بحنان
- انتي بس تحليقي شعرك وهتبقي هو بالضبط
ضحكت جميله بصخب لتكمل وهي تتضمها الي صدرها وتمسح علي شعرها بخفه
- تعرفي اول لما شوفتك شوفت صوره سامح قدامي وحسيت باني شايفه كمان بنتي اللي كنت فاكرها ماتت بس كذبت نفسي وقولت يخلق من الشبه اربعين بس كل لمااشوفك ببقا عايزه اخدك في حضني واتكلم معاكي وفاكره لما اخدتك في حضني اول مره لاول مره في حياتي احس بشعور الامومه الحقيقه اللي مكنتش بحس بيها الا مع ياسمين ولما حكتلي عن كابوسك قولت انتي ياسمين بنتي وقلبي بيصرخ وبيقول انك ياسمين بس عقلي بيكدبه وبيقول ازاي انتي اتجننتي ياسمين ماتت ولقينا جثتها كمان ازاي هتكون هي

ثم ابعدتها عنها قائله بابتسامه دافئه حنونه وتضع كلتا يديها علي كتفها
- بس قلبي وشعورى هو اللي كسب وطلعتي ياسمين بنتي فعلا
ضحكت جميله بسعاده لانها وجدت والدتها اخيرا ولكن لن تكتمل سعادتها ولن يعود نبض قلبها وسعادته الكامله الا عندما يعود احمد حبيبها وحبها الوحيد كما كان
ماجده برجاء
- ممكن ياياسمين تقوليلي ماما عايزه اسمعها منك اووي
ولكن صمتت جميله واكتفت بالنظر اليها فابعدت يديها عن كتفها واخفضت راسها لتهمس بادراك وفهم لم يخلو من الحزن
- انا عارفه انها صعبه مش هجبرك تقوليها غير لما تكوني مستعده وحا...
قاطعتها جميله وهي تصرخ بسعاده كالاطفال
- ماما واخيرا قولتها كان نفسي اقولها اووي من زمان

ثم تابعت وهي تحتضنها بقوه وتدفن راسها في صدرها
- ماما عارفه انا قولتها قبل كده لما كنتي في المستشفى ونطقتي باسمي وانتي نايمه وقتها معرفش حصل ايه خلي لسانه ينطقها بس حسيت بشعور حلو اووي اول مره احسه مش قادره اوصفه او مهما وصفته مش هوصلك زي ماانا حاسه بيه بالرغم من الشعور الاستغراب والحيره اللي كنت حاسه بيه لما قلتها ساعتها بس الشعور الحلو دا زاد حلاوه اكثر دلوقتي لما قلتها في وشك وانتي صاحيه وبتبصلي لا وكمان قلتها لامي الحقيقه
ضحكت ماجده وبادلتها العناق ودموعها تتساقط بغزاره علي وجنتيها من الفرحه ورفعت راسها الي السماء لتشكر الله علي ابنتها التي مازالت علي قيد الحياه

بينما لم ينتبهوا الي ملك التي كانت واقفه بجوار الباب ودموعها انسكبت بصمت متحطم علي ملامح وجهها الحزين المؤلم فظنت بان ماجده وجدت ابنتها فهذا يعني بانها ستنسها ولم تعد تهتم بها مثل ماكانت تفعل من قبل
فهي الان لم يعد لديها احد فوالدتها متوفيه ووالدها في حكم المتوفي فهي لم تشعر بوجوده ابدا فهو لم يهتم بها كما يفعل احمد وماجده فهو بعيد عنها دائما ولا يتحدث معاها كثيرا فكان كالشخص الغريب
كما ان احمد لم تعرف اين هو الان؟ وهل ستراه مره اخرى ام لا؟
فاخفضت راسها وسارت باقدام لم تعرف اين جلبتها.. فاصطدمت بصدر عمر فتراجعت الي الخلف وتطلعت اليه بعيون منتفخه حمراء من كتر البكاء فوجدت نفسها في الحديقخ فاخفضت راسها وجففت دموعها سريعا وكادت ان تسير فامسك بذراعها برقه ليهتف بلطف
- ملك انتي كويسه

تنهدت تنهيده طويله تحمل معاها كل الألم والحزن الذي بداخلها الآن فهي لن تستطيع ان تصمد.. فهي تود ان تبكي وبشده الان وترتمي في احضان احد
نفت براسها، فزفر بضيق يخنق قلبه الذي تألم لرؤيه حالتها تلك فجذبها من ذراعها واجلسها علي المقعد في الحديقه
وجلس بجوارها ليقول بهدوء
- انا عارف ان كل اللي حصل دا صعب عليكي وصعب انك تعرفي كل دا عن باباكي في يوم واحد دا.....
ولكنه صمت بصدمه عندما انفجرت في البكاء وارتمت في احضانه ودفنت راسها في صدره فكانت تبكي كالطفله الصغيره
فاخذ يربت علي ظهرها بحنان وخفوت فهو يعتبرها كشقيقه له ولا يستطيع ان يري شقيقته بتلك الحاله ولا يفعل شئ

بعد مرور بعض الوقت
ابتعدت عنه ملك بعد ان هدأت فاخذ يزيل باصابعه الدموع التي لازالت عالقه فوق وجنتيها برقه.. ليسألها بلطف بالغ
- بقيتي احسن؟
اومأت... فاكمل عمر وهو يضع كفه علي كفها بحنان ودفء
- انا عارف ان كل دا صعب عليكي وعارف انها برده هتبقي فتره صعبه بس هي فتره صعبه وهتعدي، الانسان بيمر بفترات صعبه بس بالمقابل هيبقي في فترات حلوه وجميله لان ربنا بيعوض فانا متاكد انك هتعدي من الفتره دي وهتتغلبي علي صدمتك واحنا كلنا معاكي وخليكي فاكره ان انا زي اخوكي وهبقي في ضهرك ومعاكي في كل الاوقات
شعرت بالراحه والاسترخاء قليلا الذي سيطر علي جسدها وملامحها ولكن سيظل جزء كبير من الحزن والألم متواجد بداخلها فهو لن يزول بكل تلك السهوله

فابتسمت بامتنان.. كما انها كانت سعيده للغايه لانها لم تعد تشعر بشئ نحوه سوي رابط الاخوه والصداقه فقط
فسألت بقلق
- هو فين احمد؟ انا عايزه اشوفه
تنهد بقوه كبيره من الضيق
فهو لا يعلم اين هو....فحاول ان يهاتفه منذ خروجه من الفيلا ولكن دون جدوي فهو اغلق هاتفه... كم ان جنا خرجت لتبحث عنه ولكن دون جدوي ايضا فلم تجده... كما انه خائف للغايه علي صديقه من صدمه تلك الرساله الغريبه التي وصلت اليه الذي لا يعلم هل محتواها صحيج ام لا؟
فقطع شروده همس ملك باسمه بخوف وعيناها اندلعت بداخلها القلق الذي ازداد اكثر بسبب صمته المريب
فقال محاولا ان يطمئنها وهو يبتسم
- متقلقيش هو عايز يقعد لوحده شويه محتاج وقت ليستوعب كل اللي حصل ويرتب افكاره وبعدها هيجيلك علطول

همهمت ملك لتدل علي فهمها وهي تخفض راسها فمسح عمر علي شعرها بلطف ونعومه
- انتي شكلك تعبانه يلا روحي ارتاحي شويه
اومأت ملك ونظرت اليه بامتنان ودلفت الي الداخل
بينما كانت علياء واقفه تشاهد ما يحدث دون ان ينتبهوا لها
فوقف عمر متجه الي الخارج ولكنه انصعق في مكانه عندما شاهد علياء تقف بالقرب منه فعلم بانها سمعت وشاهدت كل شئ فظن بانها أسأت فهمه فاقترب بانها وكاد ان يتحدث لتوضيح الامر ولكنه صمت بصدمه وذهول عندما ارتمت في احضانه لتقول بتفهم وهدوء
- من غير ماتقول ايه حاجه انا عارفه انك بتعتبر ملك زي اختك خصوصا انها كمان اخت صاحبك الوحيد فاكيد لازم تقف جنبها في الظروف دي وانا مقدره دا

ابتسم عمر وبادلها العناق بحب
فابتعد عنها وعينيه تنحني اعجابا وتقديرا واحتراما ايضا.. فهو لم يتوقع ان تقول ذلك وتفهم موقفه بسهوله
فقبل جبينها برق وحب
- ربنا يخليكي ليا ياحبيبتي
ابتسمت علياء باشراق وعشق
فتابع عمر وهو يزفر بحزن
- انا لازم امشي دلوقتي علشان ادور علي احمد
اومأت علياء وهي تبتسم فقبلها علي وجنتيها قبله سريعه
ثم خرج من الفيلا، فرفعت راسها تتطلع الي السماء بكفين مرفعين للسماء ايضا لتهمس برجاء
- يارب عدي الفتره دي علي خير و أقف مع الكل
--------------------------------------
دلف احمد الي مركز الشرطه والتعب والارهاق احتل وجهه فهو ظل يقود سيارته بل هدف كما فعل من قبل ولكنه قرر ان يواجه محسن ويتحدث معاه... كما انه تحدث مع احدي رجاله ليتاكد من محتوي الرساله وليعلم من الذي ارسالها... فلو كان محتواها صحيح يعلم بانه سينهار وسينطفئ كل النور القليل الذي مازال بداخله ولكن قبل ان يترك العنان لكل هذا... يجب ان يعلم من الذي افتعل تلك الجريمه ويقتله بيده لو كان محتوي الرساله صحيح.... كان يسير وهو يفرك جبينه فهو يشعر بالصداع يكاد يفتك عقله الذي مازال يردد ويدندن محتوي الرساله كانها موسيقي
"امك حبيبه هانم الله يرحمها اللي فاكرها انها ماتت في حادثه عربيه قضاء وقدر كل السنين دي كلها... لا احب اصحح معلوماتك واقولك ان في حد تعمد يعمل كده ولعب في فرامل العربيه قبل ماتخرج... يعني ماتت مقتوله"

- احمد
قالها حمدي بصدمه الواقف بجوار غرفه الشرطي عندما شاهد احمد يقترب منه
وقف احمد امامه ليسأله بجمود رغم ضعف نبرته
- هو فين؟
اجاب حمدي وهو يشير براسه نحو الباب
- جوا الشرطه بتحقق معاه ومعاه سمير علشان هو اللي قدم كل التسجيلات والبلغ بتاع قتل سميه
همهم احمد بضعف وهو يخفض راسه
فاكمل حمدي وهو يربت علي كتفه بتاكيد وثقه
- انا عارف ان كل دا صعب عليك بس انا متاكده انك قوي وهتستحمل كل دا وهتعدي منه

ابتسم ابتسامه امتنان ولكنها كادت ضعيفه وسريعه للغايه بالكاد رأها حمدي لانها اختفت علي الفور
فحمحم حمدي لينظف حلقه ويستطيع ان يطلق الصدمه الكبري التي ستحطم ماتبقي منه
- احمد انا عايز اعرفك علي حاجه انت شبه عرفتها بس شكلك لسه مش متاكد منها بس عايزاك تتماسك
تتطلع اليه بقلق وعينيه واذنه يصرخوا بالنفي ولا يريدون ان يستمعوا الي صدمات اخرى فلقد اكتفوا بالفعل... وعقله اخذ يتحدث بشك "هل سيتحدث عن رساله موضوع والدته المتوفيه؟ "
تردد حمدي عندما شاهد حالته تلك ولكنه قرر ان يخبره فهو من حقه ان يعرف جميع جرائم والده بالأخص تلك الجريمه البشعه لانه سيخبر الشرطه عنها الأن بالرغم انه لم يستطيع ان يجلب معاه دليل كما فعل في قضيه المخدرات
فكاد ان يتحدث ولكنه صمت عندما خرج سمير من غرفه الشرطي

فنظر اليه احمد واقترب منه ليهتف بنبره أسف واحراج
- انا عارف اني مهما قولت او اعتذرت مش هتسامح......
قاطعه سمير وهو يرفع كفه امام وجهه ليصمت وينفي برأسه... ثم وضع يده بهدوء وطيبه
- انت ملكش ذنب ولا عمرى هحط الذنب عليك ولا حتي انت تحط الذنب علي نفسك انت مكنتش تعرف ولا حتي عمرك هتكون زيه
ثم اكمل بكل صدق وجديه
- ولا حتي انا بحقد عليكم علشان مراتي ضحت بحياتها علشان تعرفوا الحقيقه والكلام دا لا
فتابع وهو يرفع رأسه بفخر وعينيه التمعت ببريق الحب والاشتياق
- انا بفتخر بيها ولو كنت مكانها كنت هعمل كدة

ابتسم احمد وشعر بالطيبه والحنان تغمره
واخذ يحدث ذاته في سره باستغراب وحيره
"كيف مازال هناك اشخاص بكل هذه الطيبه؟ فكيف جاءت الجرأه والشجاعه لسميه لتتضحي بنفسها من اجل كشف الحقيقه فقظ؟ بل كيف سمير صمت كل هذا الوقت ولم يقتل محسن او يبلغ الشرطه؟ وكيف ظل متواجد في ذات المكان الذي يتواجد فيه قاتل زوجته وعائله قاتل زوجته؟ ويتحدث بشكل طبيعي كانه لا يعلم شئ!؟ وكيف استطاع ان لا يحمل في قلبه ايه كراهيه او حقد لعائله ذلك القاتل؟! "

قاطع حديثه مع ذاته عندما عانقه سمير ليهمس بجوار اذنه برجاء
- وعلشان خاطرى فكر في جميله ومتضيعهاش من ايدك علشان ذنب انت ملكش دعوه بيه انت كده بتظلم نفسك وبتظلمها معاك جميله عمرها ماهتفكر بالطريقه اللي انت بتفكر فيه دي علشان خاطرى راجع قرارك وفكر تاني
ثم اكمل وهو يبتعد عنه
- ودا كان طلب سميه ووصيتها مقولش ايه حاجه لحد او اعرف حد غير لما تعترفوا بحب بعض او تعرض عليها الجواز علشان متفكروش بالطريقه دي فمتضعيش تضحيه ووصيت سميه في الارض
زفر بضيق وهز راسه ببطء وشرود.. فهو لا يعلم ماذا يفعل في موضوع جميله فهو مشوش ولا يستطيع التفكير

ودع سمير "احمد" وحمدي وذهب الي المنزل
- انا عايز اقابله
قالها احمد بتصميم وصرار
فاومأ حمدي باستسلام واستأذن من الشرطي ثم دلف احمد وحمدي الي غرفه الشرطي وشاهدوا محسن يجلس علي الكرسي ملامح خاليه من اي تعبيرات ولكن كانت تظهر الشحوب والاصفرار كما انه لم ينطق بحرف او يتحدث مع اي احد.. حتي الشرطي الذي اخذ يواجه له الاتهامات ولكن كان كالاخرس فهو مازال تحت تأثير الصدمه وعدم التصديق
جلس احمد امامه بينما ظل حمدي واقفا يراقبهم ببرود
ارتدي احمد قناع البرود ليصيح بتهكم
- مالك عامل كدة ليه اوعي تقول انك مصدوم او خايف

نظر اليه محسن فقرر ان يستعاطفه لعله يخرجه من هنا بأي طريقه فهو مازال والده مهما كان... همس محسن بندم مزيف وصوت مسكين ضعيف وهو يخفض رأسه
- انا عارف انك مصدوم فيا وعمرك ماتتوقع اني اعمل حاجه زي دي بس انا ندمان ومعرفش عملت كل دا ازاي بس الشيطان غلباني وضحك عليا بس اعمل ايه انا كنت خايف دا كان هيبلغ عني البوليس و..
قاطعه احمد وهو يهب من مكانه ويصرخ بغضب مخيف هز جسده بعنف
مما جعل محسن ينتفض من مكانه بذعر وهو يتطلع اليه بأعين هاتفه بالصدمه
- كنت خايف ماهو مكنش هيعملك حاجه وانت عارف كدة كويس، مكنش هيعمل حاجه لو بعدت عن الشغل القذر دا

ثم اكمل وهو ينحني بنصف جسده امامه فصبح وجهه الصارخ المظلم بالغضب مقابل وجه محسن المنكمش من الخوف
- بس انت حضرتك مسبتش الشغل وقررت تقتل اخوك يعني فضلت الشغل علي اخوك زي مافضلت شغلك علي ابنك وقبلت ان ابنك يبعد عنك ويخاصمك
ثم اكمل وهو يبتعد عنه ويحرك يده في الهواء بعنف ويصرخ بكل مايملكه من خذلان وغضب منذ ان علم بان والده يتاجر في المخدرات
- كل دا علشان ايه الفلوس يااخي يلعن ابو الفلوس اللي تخلي الواحد يقتل اخوه ويقتل ايه حد يعرف الحقيقه مااحنا من غير الزفت دا معانا فلوس وكثير
ارتفع جانب فمه بمراره وسخريه وهو يهز راسه ببطء
- دا مش بعيد كمان كنت تقتل ابنك لو كنت عملت زي عمي ماهو القتل دا بقا عندك عادي تقتل ايه حد يقف في طريقك

نهض محسن وامسك ذراعه وهو ينفي براسه ليقول باستنكار ضعيف
- لا طبعا انا مستحيل كنت اعمل كدة اقتل ابني ازاي
نفض احمد يده عنه بعنف ليقول بغضب وحده
- زي ماقتلت اخوك
- وزي ماقتلت مراتك
قالها حمدي الذي نطق اخيرا وهو يتطلع الي حمدي باحتقار
"لا.... لا... لقد اكتفيت بالفعل لقد امتلأ جسدي وعقلي وقلبي بشحنات هائله من الصدمه فلم يعد هناك مكان فارغ للاستقبال المزيد"
هذا ما دار في عيون احمد التي نطقت بالصدمه نيابه عن لسانه الذي انعقد وهو يتطلع الي حمدي واذنه تود ان تصرخ فيه بكل رجاء لينكر كل هذا

فصاح محسن بغل وشراسه وهو يقترب منه ويمسك ياقه قميصه ويهزه بقوه
- اخرس انت عايز ايه تاني بعد ماضيعتني وغدرت بيا... كل السنين دي كلها وانت بتضحك عليا وعامل نفسك معايا وانت طلعت كلب وبتخوني

ابعد حمدي يده بعنف قائلا بنفور وهو ينظر اليه من اعلاه لادناه باحتقار واشمئزاز
- انا عمرى ماكنت واقف مع واحد قذر زيك انت من ساعه ماقتلت اخوك وانت قليت في نظرى واللي مصبرني بس وخلني افضل مع واحد قذر زيك وكمان اساعده واغطي علي اعماله القذره اني بس كنت بحاول ادور علي ادله تتدخلك السجن بس الحمد لله اخيرا لقيت ولقيت حاجه ليها علاقه بشغلك تتدخلك السجن... شغلك اللي انت اخترته علي اخوك وكنت خايف من ان هو يدخلك السجن اهو شغلك في الاخر دخلك السجن يعني من الاخر كدة لطخت ايدك بالدم علي الفاضي
ابتلع غصه الخوف بصعوبه الذي تكونت في حلقه لانه خائف بل يرتجف من طريقه وقدره المبهم الذي ينتظره الان... فتراجع الي الخلف وجلس مكانه مره اخرى بإهمال وتثاقل

- ممكن افهم قصدك ايه بااللي قولته من شويه
قالها احمد بنبره مهزوزه ضعيفه خرجت بصعوبه كبيره بسبب لسانه المنعقد وهو يستند علي الكرسي فهو يشعر بان قدمه لا تقوي علي الوقوف وبأنه سينهار في ايه لحظه
شعر حمدي بالحزن والشفقه علي حاله
فكيف يعلم كل ذلك في يوم واحد فهذا امر لا يحتمله ايه احد ولكنه قرر البوح بالرغم من ذلك

فتنهد بضيق
- محسن بعد ماقتل عمك اليوم اللي بعده علطول كان بيتكلم معايا في التليفون عن جريمته وهو في البيت فسمعته حبيبه هانم مامتك واتخانقت معاه وقررت تروح تقول لماجده علي كل حاجه... فلما طلعت علشان تلبس وتروح لماجده وقتها نزل في ساعتها واتفق مع واحد من رجالته يعطل فرامل العربيه اللي هتركبها وعمل كدة فعلا ومامتك ماتت وهي في طريقها لماجده وطبعا عرف الكل انها حادثه عاديه وعمل اللازم علشان محدش يعرف حاجه...وانا حاولت ادور علي ادله علشان ابلغ عنه بس للاسف مش لقيت حاجه... علشان كده انا بعتلك رساله من رقم غريب علشان اقولك وتتدور انت كويس لانك اكيد كنت هتتدور كويس جدا واكثر مني لانها امك وساعتها ممكن تلاقي دليل وتعرف بنفسك ان ابوك قتل امك وساعتها تتدخله السجن بس مقدرتش مقولش ليك واسكت بالرغم ان مش معايا دليل بس قولت اقول وخلاص علشان تكون اكتشفت كل الحقائق المره عن ابوك وانا هقول للشرطه دلوقتي وهي اللي تدور وتحقق في الموضوع وتعمل اللازم معاه

شعر احمد بدلو من الماء البارد انصب فوقه مما جعل جسده بارد كالثلج فهذه الحقيقه بالفعل اطفأت كل النور المتبقي بداخله فاصبح الان بداخله ظلام دامس.... فهو تحمل كل شئ واستوعب كل ماحدث الا هذا الامر، فعلم بان والده ليس انسان بل شيطان فكيف لإنسان بان يفعل ذلك.... فنظر الي محسن الذي كان يخفض راسه.... فانقض عليه احمد كالاسد المفترس الذي ينقض علي فريسته واخذ يعتصر عنقه... فلقد فقد عقله تماما بسبب كم الصدمات التي ضربته بكل قسوه وبلا رحمه
فبرزت عروق عنقه التي كادت ان تنفجر من شده الغضب...وغامت عيناه لتتحول للون الاسود القاتم من شده غضبه

فصرخ بصوت كالرعد هز اركان المكان مما جعل الشرطه تتدخل الي الغرفه
- قتلت امي انا هقتلك ياشيطان زي ماقتلتها هقتلك وهخلص الناس من قذرتك
ابعدته الشرطه وحمدي بصعوبه فكان يتشبت في عنقه بقوه فابتعد عنه بعد محاولات الشرطه وخرج من الغرفه كالاعصار الذي يدمر كل ما يمر في طريقه
بينما كان يجلس محسن ويسعل بعنف ووجهه ازرق من الاختناق.. فنظر اليه حمدي باحتقار وشماته واقترب منه قائلا وهو يهمس بجوار اذنه كفحيح الافعي
- دوق اللي دوقته للناس

ثم اكمل بشماته وهو يبتعد عنه وارتفع جانب فمه في ابتسامه طفيفه
- مبروك عليك حبل المشنقه يامحسن بيه
ثم خرج من الغرفه وامر احدي رجاله باتباع احمد خوفا عليه... كما انه هاتف عمر واخبره بما حدث واعطه رقم الرجل الذي كلفه باتباع احمد ليعلم بمكانه
-----------------------------
خرج احمد من سيارته.... فلقد قادته سيارته الي هنا دون ان يهتم... فكان في مكان مهجور مظلم لا يوجد به احد كداخله الان فهو غارق في ظلام دامس لن يستطيع ان يخرجه احد من ذلك الظلام إلا امرأه واحده
فجثي علي ركبتيه علي الارض وهو يفك ازرار قميصه العاليه بسبب الاختناق الذي ضغظ علي عنقه وصدره يعتصره بقسوه.. فلم يعد يستطيع التنفس بشكل طبيعي بسبب الصدمات المتتاليه التي تلاقاه في مقتل اليوم
كما ان محسن قتل روحه بخنجر قاسي حاد مسموم... مما جعل دموعه النابعه من قلبه الذي ينزف دم الان.. تهطل كالانهار علي وجنتيه

فهو لم يتخيل بان والده يقتل زوجته ام اولاده ويحرم اولاده من والدتهم
بينما خرج عمر وجنا من سيارتهم فكانت جنا مع عمر عندما هاتفه حمدي، فجثت جنا علي ركبتيها بجواره من جهه، ومن جهه اخرى جثي عمر علي ركبتيه ثم احتضنوا احمد وهم يربتوا علي كتفه بحنان ومواساه
فصرخ احمد ببكاء.... وصرخ معاه قلب عمر وجنا... فاخذوا يبكوا معاه، هم لاول مره يشاهدوا صديقهم بتلك الحاله المريبه

"لماذا لم يقتلني والدي كما قتل شقيقه وزوجته... فالموت سيكون انسب حل لي الان انسب من اني اعيش بجسد بلا روح... بعد ان قتل والدي روحي... انسب من اني اعيش بقلب لم يعد ينبض ويبكي بدل الدموع دم لان المرأه الوحيده التي احبها لن استطيع ان انظر في وجهها بعد الان.... انسب من اني اعيش ولن استطيع النظر في وجه والدتي المتبقيه نعم فكيف سأنظر ايضا في وجه والدتي ماجده التي ربت ابن قاتل زوجها وحرمها من ابنتها... ربت ابن قاتل زوجها بدلا ان تربي ابنتها التي ظنتها متوفيه... ابنتها التي كانت في ذات الوقت تبكي وتتألم علي كابوسها تبكي وتتألم لانها اتحرمت من دفء وحنان والدتها وتربت في دار الايتام... لهذا اظن بان الموت انسب حل لي"
------------------------------------
بعد مرور سبع ايام

كانت جميله تجلس في السياره بجوار عمر الذي يقود السياره والصمت يعم المكان وكانت تنظر من النافذه تتطلع الي الشوارع بذهن ليس معاها.. بذهن شارد.... فاخذت تتذكر ماحدث في تلك السبع ايام الماضيه
فلقد توطدت علاقتها مع ماجده فهي لم تتركها لحظه واحده بمفردها كما انهم كانوا ينامون بجوار بعضهم كالطفله التي تنام بجوار والدتها فكانت تفعل كل شئ لتعوضها عن كل تلك السنوات الماضيه ولكن لم تتناسي ماجده ملك واحمد ولم تحمل في قلبها ذره كره واحده او حقد نحوهم لانهم ابناء ذلك القاتل بل لم تفكر في ذلك ابدا.. هم ابنائها الذين ربتهم.. فكيف ستكره ابنائها؟ ... لذلك كانت تطمئن علي ملك بين الحين والاخر التي كانت تتجاهلها ولا تود مقابلتها وتنام طوال الوقت ولا تخرج من غرفتها فظنت بانها هكذا بسبب ماحدث وانها مازالت تحت تأثير الصدمه

وكانت تسأل دائما علي احمد عن طريق عمر الذي لم يبوح بمكانه فكان يخبرهم فقط بانه بخير ويخبر ملك بذلك ايضا ولم يخبر ملك بان محسن تسبب في موت والدتها لان احمد امره بذلك بصرامه لان احمد يعلم اذا اخبرها ستنهار وستموت حتما فعلم الباقي من حمدي عن هذا الامر ولكن كتموا هذا الامر بداخلهم ايضا عن ملك عندما اخبرهم عمر بأمر احمد الصارم ... كما ان ماجده ذهبت الي محسن لتواجه وتخرج النيران الحارقه التي تشتعل في قلبها منذ ذلك اليوم واخذت تصرخ

وتصيح فيه بحده كما انها اخبرته بانها لم تحبه لحظه واحده فهي تزوجته فقط لتربي اولاده فهي تحب سامح ولا تحب غيره فهي لم تحزن عندما علمت بخيانته مع نورا ولكنها تشعر بالاحتقار والاشمئزاز منه وتندم لانها تزوجت من قاتل زوجها ولكنه عندما استمع الي حديثها لم ينطق بحرف ولم يظهر علي ملامحه سوي البرود فقط

ببنما جميله ظلت تفكر في احمد لانها اشتاقت اليه كثيرا فقلبها اندلعت فيه نيران الاشتياق الذي اخذ يصرخ باسمه فقط
نعم فهي لم تهتم بانه ابن قاتل والدها... كما هو اهتم... فهي مازالت تحبه وتود ان تتزوجه ايضا... ولكن بالطبع ستظل تكره محسن وتبغضه والوحش والشيطان الذي بداخلها يحاول ان يغلب برائتها يحثها ويشجعها علي قتله ولكن هيهات... لم يستطيع ولن يستطيع فاكتفت بحمل الكره والحقد بداخلها فقط واخذت تدعي الله بان ينتقم منه وتدعي الله ايضا بان يرحم والدها الذي لا تتذكر وجهه ولا تتذكر ايه شئ حدث وسار معاها عندما كانت في الخمس من عمرها وكانت تعيش معاهم قبل ان تاتي الي الدار

لذلك عندما رأت احمد وماجده ومحسن وحمدي وصوره والدها اول مره لم تستطيع ان تتعرف عليهم لانها لم تتذكرهم فعلمت بالتاكيد هي وماجده بانها فقدت ذاكرتها لانها شاهدت والدها يموت امام عيناها ومن ثم.. تم القاها في البحر لذلك لا تتذكر ايه شئ بسبب صدمتها...فهي لا تتذكر سوي وجه الرجل الذي رأته بجوارها عندما استيقظت ووجدت ذاتها في المستشفى ومن ثم اخذها ذلك الرجل الذي جلبه حمدي الي دار الايتام

كما انها تشعر بالقلق والخوف علي احمد خاصتا بعد ان علمت بأن محسن تسبب في مقتل والدته... فظلت جميله تلح علي عمر لمعرفه مكان احمد كما انها اخبرت علياء لتقنعه بأخبرها.. فاستسلام لهم واخبرها... فهو كان يود ان تذهب اليه ايضا لعلها تستطيع ان تريح قلبه وتخرجه من حالته تلك فهو يحبس ذاته منذ ذلك اليوم في شقه في مكان مهجوره... وصلت جميله الي المكان وهبطت من السياره بلهفه واخبرت عمر بان يتركهم بمفردهم فاستجب لرغبتها وذهب ولكنهم لم ينتبهوا الي السياره التي كانت تتابعهم منذ بادئ الامر والذي توقفت عندما توقف عمر

دلفت الي الشقه فكان بابها مفتوح فكان الظلام يعم المكان فأضائت الانوار فشاهدت احمد يستلقي علي الفراش ويغمض عينينه وجهه شاحب ذابل.. والهالات السوداء تحيط عينيه لتدل بانه لم يستطيع ان ينام جيدا طوال هذه الايام السابقه فوجدت لحيته قد نمت كثيرا وشعره مبعثر ولكن مازال وسيما كما هو.... جلست علي طرف الفراش وهمست باسمه برقه ففتح عينيه وابتسم لها بحب وعشق بالرغم من ان ابتسامته كانت ضعيفه مهزوزه فظن بان عقله يخيل له بانها هنا
ولكنه انتفض من مكانه وتلاشت ابتسامته عندما لمست اصابعها الرقيقه الناعمه لحيته الناميه بلطف وقفت جميله بعد ان وقف احمد فاخذت تهتفه وتصيح باسمه ولكنه خرج من الشقه الي الشارع المهجور

فركضت خلفه الي ان امسكت ذراعه وادارته بعنف وهي تصرخ بوجهه بغضب وعقلانيه
- ايه هتفضل تتهرب مني طول عمرك لازم نواجه بعض ونتكلم
صرخ باعتراض وحده
- لا قولتلك كل حاجه انتهت مابينا خلاص مافيش حاجه نتكلم فيها
ثم اشاح بوجهه وهو يشير اليها بالذهاب بقسوه
- واتفضلي امشي من هنا

تجمعت الدموع في عينيها بسبب كلماته التي طعنت قلبها الذي ينزف الان ولكن قررت عدم التراجع وستظل خلفه الي ان يعود اليها ويقتنع بان ليس له ذنب في كل ماحدث ففتحت ثغرها لتتحدث ولكن ظل مفتوح دون ان تصدر صوت او تنطق كلماتها وجحظت عيناها بصدمه وهي تتطلع امامها وتتراجع الي الخلف.. فنظر اليها احمد باستغراب والتفت وتراجع الي الخلف مثلها بصدمه لا تقل عن صدمتها ليهمس متسائلا
- انت بتعمل ايه هنا وازاي خرجت من السجن

ثم اكمل بخوف ارتعشت له اوصاله وقلبه وهو يشير الي السلاح الذي يمسكه محسن في يده ويصوبه نحو جميله الواقفه بجسد متخشب بجوار احمد
- وايه اللي في ايدك دا نزله
ضحك محسن بصخب وجنون فصدع ضحكاته في ارجاء المكان ليقول بعد ان هدأ من نوبه ضحكاته كفحيح كالافعي
- خرجت ازاي، انا حبايبي كثير اووي ويقدروا يخرجوني
ثم اكمل وهو ينظر الي جميله بأعين اسودت بالحقد والغضب وصل مباشره الي جسدها وقلبها الذي ارتعش بقسوه
- ام بعمل ايه بقا وايه اللي في ايدي دا دول اجابتهم واحده انا جيه اخلص اللي مقدرتش اخلصه زمان
احمد وهو يصرخ بتساؤل لم يخلو من الخوف الذي جعل ملامح وجهه تنكمش من الرعب .. ويقف امام جميله بجسده الذي غطي جسدها ليحميها من محسن
- وهتستفيد ايه من اللي هتعمله دا

محسن وهو يضع السلاح علي راسه ويهزه عده مرات مصطنع التفكير واخذ يفرك ذقنه بيده الاخرة بتفكير مزيف
- هتستفيد ايه يامحسن... هتستفيد ايه
ثم صوب السلاح امامه ليقول بحده وشراسه تفح من بين اسنانه وعينيه تغلي بالغل والحقد
- اني احرق قلب ماجده علي بنتها علشان عمرها ماحبيتني وقالتي كدا لما جات زارتني اخر مره وقالت مش بتحب غير سامح
فلازم انتقم واحرق قلبها عليها
ثم اكمل بجديه وتركيز وهو يحرك يده بالسلاح الي اليمين
- ابعد يااحمد خليني اخلص منها انت ملكش دعوه بدا كله
صاح احمد بالرفض وقلبه يرتجف بين ضلوعه خوفا عليها

ولكن ابعدته جميله عن امامها بكل ذره عنف امتلكتها ووقفت امام محسن وهو يصوب السلاح نحوها
قائله بشجاعه وثبات وهي تغلق عينيها عكس مايجول بداخلها من الرعب والخوف الذي اخذ ينهش في عظام جسدها فهي فعلت ذلك لانها خائفه علي احمد من ان يقتله محسن
- اقتلني يامجرم زي ماقتلت ابويا ي..
لكن قطع حديثها عندما اطلق محسن الرصاصه سريعا دون ان ينطق بحرف او يترك لها فرصه لتكمل حديثها

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-