Ads by Google X

رواية طريقي المبهم الفصل الثامن والعشرون (الاخير)


 (الفصل الثامن والعشرون)

اطلق محسن الرصاصه التي صدع صوتها في اركان المكان.. لكن اتسعت عينيه اللتان كادتا ان تقفزا خارج محجريهما وتراجع الي الخلف
وشفتيه ترتجف بتلعثم
- ا... احمد

فلقد اطلق الرصاصه علي احمد فعندما وقفت جميله امامه ليطلق الرصاصه عليها ركض احمد بسرعه فائقه لم يركض مثلها من قبل وابعدها بعنف وقوه فسقطت علي الارض فاطلق محسن الرصاصه وكل ذلك في لمح البصر..... فااحمد ملقاه علي الارض الان والدماء تنهمر من بطنه بغزاره
بينما جميله كما هي ملقاه علي الارض تنظر الي احمد بأعين لا ترمش ولا تتحرك في محجريهما....بجسد متجمد... وقلب متجمد لا ينبض من الصدمه... وروح اخذت تحترق وتحترق من الصدمه الي ان تحولت الي رماد وعقلها ولسانها الذي لا يستطيع ان ينطق او يصدر صوت اخذ يردد بكل رجاء هذا فقط
"اتمني ان يكون هذا كابوس... اتمني ان يكون هذا كابوس"

ولكنها انتفضت بلهفه عندما همس احمد بأسمها بضعف وهو يتأوه بالكاد وصل الي مسامعها.... فازاحفت واقتربت منه بلهفه ووضعت راسه علي حجرها... وانهمرت عبراتها كالشلال علي وجنتيها عندما نظر إليها بعيون زائغه بابتسامه تحمل الحب والعشق كأنه يودعها.... وضع احمد كفه علي وجنتيها ليهمس بضعف
- متعيطش ياحبيبتي دموعك دي بتقتلني
جميله من وسط بكائها وشهقاتها
- ليه يااحمد عملت كدة كنت... سبني اخد انا الرصاصه
ابتسم ابتسامه بالرغم من انها ضعيفه لكنها كانت واضحه لتظهر ماتحمله من كل ذره حب وعشق يخبئها بداخله
- علشان مكنتش اقدر اسيبك تضيعي مني وانا واقف مش بعمل حاجه
ثم اخذ يسعل بشده وهو يضع كفه علي معدته التي تنهمر منها الدماء ويتأوه بألم

فوضعت كفها البارده المرتجفه علي كفه التي لا تقل برود عنها التي يضعها علي معدته واخذت تهز راسها يمينا ويسارا ببكاء
- متموتش.....وتسيبني... ان..انا.... مقدرش اع...اعيش.... من غيرك
ولكنها صمتت عندما اغلق احمد عينيه ولم يعد يتحرك او يتحدث... صرخت جميله باسمه بكامل قواها فاقسمت علي ان صراخها وصل الي الشوارع المجاوره.... فاخذت تهز فيه وهي تصرخ وتبكي الي ان ألمتها حنجرتها وشعرت بان احبالها الصوتيه تمزقت

بينما كان محسن يقف كالتمثال لا يتقدم ولا يتحرك اكتفي فقط بالتحديق فيهم... فهو قتل ابنه كما قتل شقيقه وزوجته ثم ضم كفيه معا ورفعهم امام وجهه ومازال يمسك المسدس فخيل له عقله بأن كلتا كفيه ملطخه بالدماء ثم نظر امامه فخيل له عقله ايضا بان سامح وسميه ونورا وزوجته يقفون امامه ويقتربون منه... فصرخ محسن برعب وهو يغمض عينيه ويحيط رأسه بكفيه وينفي برأسه.. ولكنه انتفض بفزع عندما سمع صفارات سيارات الشرطه فاخذ يحدث نفسه وهو ينفي براسه بقوه كالمجنون وتدور حدقتاه بمحجريهما كأنه يبحث عن شخص ما حوله ويتراجع الي الخلف
- متقربوش مني انتو عايزين مني ايه ابعدوا عني

ثم اكمل وهو يلتفت حوله بجنون وخوف
- البوليس جيه لا مش هرجع السجن لا
ثم ضحك بصخب كالمجنون فهو فقد عقله تماما وصوب السلاح نحو راسه
- البوليس مش هيقدر يمسكني ولا انتو هتقدروا تقربوا مني علشان انا عرفت انا هعمل ايه
ثم اطلق الرصاصه علي راسه التي صدع صوتها في ارجاء المكان ولكن هذا لم يحرك جميله او يجعلها تنظر اليه فهي مازالت تحت تأثير الصدمه تبكي وتصرخ وهي تهز احمد بقوه كأنها في عالم اخر... عالم مظلم سحبها بكل سهوله.. بينما اصبح محسن ملقاه علي الارض والدماء تسيل من رأسه ليعلن عن انتهاء حياة ذلك المجرم... بل ذلك الشيطان

فوصلت الشرطه الي المكان ومعاهم حمدي وعمر فلقد هرب محسن منذ بضع ساعات فعلم حمدي بذلك وذهب مع الشرطه ليخبرهم بالمناطق والشوارع التي يذهب اليها محسن فهاتف عمر وهو في طريقه للعوده بعد ان وصل جميله واخبره بانه شاهد سياره تسير خلفهم وهو وجميله لكنه ظن بانها تسلك نفس الطريق فاخذ حمدي العنوان واخبر الشرطه ولحسن حظهم كانوا قريبين من المكان فذهبوا الي العنوان وعاد عمر بسيارته الي هنا ووصلوا معا في نفس التوقيت.. صعقوا من الصدمه عندما شاهدوا هذا المشهد البشع فحاولوا السيطره علي انفسهم كي لا ينهاروا فعندما شاهدوا محسن لم يشعروا بالأسف او الحزن شعروا فقط بالاشمئزاز والكره فطلبوا الإسعاف واخذوا احمد ومحسن الي المستشفي
------------------------------------------
مر بضع الساعات
كانت كالدهر علي الجميع فكانت اسوء ساعات مرت عليهم حتي الان ومازال احمد في غرفه العمليات والجميع يجلسون بجوار الغرفه منهم من يبكي ومنهم من يحاول التماسك ومنهم من يدعي له... خرج الطبيب فركض الجميع نحوه
جميله بلهفه وبكاء
- طمني يادكتور احمد بقا كويس
الطبيب بعمليه وجديه
- احنا قدرنا نطلع الرصاصه وخرج من مرحله الخطر الحمد لله
تنهد الجميع براحه وهم يغلقون عيونهم ولكنهم فتح عيونهم بسرعه كسرعه البرق عندما اكمل الطبيب
- بس احنا للاسف منعرفش هيفوق امتا دي حاجه بتاعت ربنا هو يعتبر دخل في شبه غيبوبة.... الغيبوبه دي سببها انه فقد الامل في الحياه ومش عايز يقاوم علشان يصحي.. احنا دلوقتي هننقل المريض للعنايه المركزه ادعوله

انطفأ نور وجه جميله الذي كان يشع بالامل وانطفأ معاها كل نور وكل امل بداخلها فهي تائهه الان في غابه واسعه كبيره مظلمه لا يوجد بها احد سواها ولن تخرج من هذه الغابه ولن يستطيع احد اخراجها إلا ذلك الراقد في الفراش الان لا حول ولا قوة له
بينما همست ماجده بنبره اهتزت من الرعب
- يعني هو ممكن مش يفوق ويفضل كدة
الطبيب بحزن وأسف
- دي حاجه برده بتاعت ربنا مافيش في ايدينا دلوقتي غير اننا ندعي
عمر بلهفه
- دكتور احنا ممكن نسافره برا و...
قاطعه الطبيب وهو يربت علي كتفه بتعاطف وشفقه
- حتي لو سافرتوا المريض برده مش هيفوق غير لما ربنا يريد

شاحب وجهه كشحوب الموتي وتجمدت اوصاله وتراجع الي الخلف فاشعر بقدمه لا تقوي علي الوقوف فكاد ان يسقط فإمسكته علياء من ذراعه ودموعها هطلت علي وجنتيها بصمت يمزق القلب فتركهم الطبيب بعد ان القي القنبله التي حرقت ارواح وقلوب الجميع بينما ملك انهارت اقدامها علي ركبتيها ارضا واخذت تلطم وجنتيها بكفيها عده مرات تبكي بدموع حرقت وجنتيها بقهر وحرقه
- خلاص معدش ليا حد الكل سابني ومشي حتي احمد، ليه يا احمد عملت كدة ليه.. حتي انت كمان مش عايز تفضل جنبي
اقتربت منها ماجده وجثت علي ركبتيها واحتضنتها بقوه وهي تبكي لكنها انصدمت عندما ابعدتها ملك بعنف وهي تنهض وتمسح دموعها لتصرخ بقسوه وعنف
- وانتي بتعيطي ليه ها... هو ابنك الحقيقي وانا معرفش ولا دي دموع التماسيح

ثم اشارت الي جميله الجالسه علي احدي المقاعد ودموعها تنسكب علي وجنتيها دون ان تصدر صوت او تنطق بحرف وتحدق في الفراغ...فهي الان كالتائهه
- مش انتي عندك بنتك الحقيقه اهي سليمه مفيهاش حاجه خلاص ليه الدموع بقا
ثم اكملت بنبره يتخللها الغل والقسوه
- هي السبب في كل دا كانت المفروض تبقي مكانه دلوقتي ليه انقذتها يااحمد ليه
ثم انهارت علي احدي المقاعد ببكاء وتتمتم بكلمات خافضه غير مفهومه فاقترب عمر منها وجلس بجوارها واحتضنها بقوه وهو يربت علي ظهرها ويهمس لها ببعض الكلمات المهدئه ... ففعلت جنا التي اخذت تبكي مثله وجلست بجوار ملك من الجهه الاخرى واحتضنتها

بينما اقتربت علياء من ماجده لتهمس وهي تربت علي كتفها بمواساة وحزن
- معلش هي مش في وعيها دلوقتي إعذريها دا مهما كان اخوها برده وكمان هي مصدومه من كل اللي بيحصلها مش مصدقه ازاي ابوها يقتل اخوها وابوها مات خلاص واخوها في غيبوبه كل دا في يوم واحد غير اللي عرفته عن ابوها في الايام اللي فاتت دا صعب جدا عليها بس هو احمد باشا يفوق ان شاء الله وهتيجي تعتذرك وتنفي كل الكلام اللي قالته دا
ماجده وهي تهز رأسها بفهم وادراك
- انا عارفه كدة وعمرى ماهزعل منها وان شاء الله يفوق

علياء وهي تشير براسها وتنظر الي جميله التي لازالت بنفس الوضع
- روحي لجميله دلوقتي هي اكيد محتاجلك في الوقت دا واحنا مع ملك متخافيش
اومات ماجده وجلست بجوار جميله وضمتها الي صدرها وهي تربت علي ظهرها بحنان بينما اقتربت علياء من جنا وعمر واخذت تربت علي كتف عمر وتبكي بصمت بينما ظل عمر كما هو يضم ملك الي صدره ودموعه تهبط بغزاره علي وجنتيه دون اصدر صوت فهو لا يستطيع ان يصمد بعد الان فهذا صديقه الوحيد وشقيقه ايضا
-----------------------------------------
بعد مرور ثلاث ايام

في تلك الثلاث ايام كان احمد مازال غائب عن الوعي فلم يستيقظ او يتحرك....بينما كان الجميع يدعون له ويقرأون وهم يجلسون بجواره كل ليله بعض آيات القرآن...بينما ملك لم تترك فرصه الا ان تلقي بالاتهامات علي جميله وتسخر من ماجده عندما تحاول ان تتقرب منها او تبكي فعلاقتهم قد عادت مثل البدايه بل اسوء بكثير ولكنهم كانوا يتجاهلوا ملك ولم يهتموا لحديثها، هم يعلمون بانها في حاله لايرثي لها وتود ان تخرج صدمتها واوجاعها عليهم لذلك كانوا يتركونها تفعل وتقول ماتشاء كما انه تم دفن محسن ولكن لم تأتي ملك او ماجده ليحضروا الدفنه ولم يأتي ايه احد من الباقي كما انهم لم يقاموا بعزاء ولم يزرفون دمعه واحده عليه، فمحسن قد توفي بالنسبه لهم عندما علموا بجرائمه البشعه

كانت جميله تجلس علي طرف فراش احمد وتقرأ بعض آيات القرآن بصوت عذب جميل بخشوع
- ياسمين
قالتها ماجده بصوت خافض بهدوء
وضعت جميله المصحف علي الطاوله واتجهت الي ماجده فأخبرتها بان سميره وسعديه في انتظارها في الخارج
فركضت جميله اليهم بلهفه وارتمت في احضانهم فهي لم تراهم منذ تلك الليله التي علمت فيها بكل شئ

هم كانوا خجلنين ومحرجين من رؤيتها لانهم اخفوا عنها الحقيقه كما انهم ظنوا بانها لا تريد ان تراهم فكانوا يطمئنوا عليها عن طريق حمدي ولكن عندما علموا بما حدث وبان احمد لم يستيقظ بعد فلم يستطيعوا الصمود اكثر من ذلك
ابتعدت جميله عنهم لينطق لسانها بعتاب
- كدة برده مش تيجوا كل المده دي تشوفوني ولا حتي ترنوا عليا
سميره وهي تحني راسها باحراج وخجل
- كنا خايفين انك مترضيش تشوفينا بع..
قاطعتهم جميله سريعا وهي تهز راسها بالنفي
- لا طبعا انا مقدره وعارفه انكم عملتوا كدة علشان خايفين عليا ازاي مش هبقي عايزه اشوفكم

ثم تابعت بابتسامه دافئه حنونه شقت ثغرها بالرغم من ملامح وجهها الذابله الباهته
- انتو مهما كان اهلي صحيح لقيت اهلي الحقيقين بس انتو اهلي اللي ربتوني..ابتسموا بسعاده فارتمت جميله في احضانهم مره اخرى ثم انضم اليهم حمدي فاسرعت جميله واحتضنته وهي تبكي وشكرته علي مافعله من اجلها فقابل شكرها بابتسامه دافئه حنونه فانضمت اليهم ماجده وشكرتهم لانهم اعتنوا بجميله كل تلك السنوات كما انها شكرت حمدي علي مافعله وانضم اليهم ايضا سمير الذي اعتذر له الجميع بحزن علي مافعله ذلك المجرم فلقد تناسي الجميع بسبب ماحدث ان يشكروا حمدي ويعتذروا لسمير الذي ظل بجوارهم بعد كل ماحدث

ثم جاء عمر وجنا التي لم تقص علي احد ما رأته في ذلك اليوم سوي عمر واحمد قبل ان يدلف في الغيبوبه الذي اعتذر لها علي كل ما مرت بيه..
"فمن الذي لم يعاني ولم يتعب ولم يسلم من نيران الشيطان محسن الذي حرقتهم...ولكن الذي استطاع منهم ان ينقذ ذاته من هذا الحريق ويطفئ الحريق بعد معاناه.. لم يستطيع ان يمحي اثر الحريق الذي ظل بداخله.... فالجميع عانوا بألم وازدادت احزانهم واوجاعهم اضعاف مضاعفه بسبب ذلك الشيطان"
----------------------------------------
- انا مش مصدقه اني خلصت من الكابوس دا اخيرا
قالتها خديجه بسعاده وفرحه عارمه غرق فيها جسدها ووجهها وقلبها الذي شعر بالارتياح العجيب الذي فقدته منذ ان تعرفت علي يوسف... قالتها وهي تخرج من قسم الشرطه بعد ان تم الافراج عنها بعد ان اعترف يوسف بالحقيقه الكامله ونفي كل ماقاله عن خديجه كما انه قال بانه اجبارها وليس لها ايه ذنب في كل ماحدث وبالطبع اعترف بعد معاناه من رجال احمد وعمر الذين دلفوا الي الزنزانة الذي يمكث فيها اكثر من مره بالطرق الذي اخبرهم بها عمر... وهددوا يوسف بعائلته بالكامل ليس زوجته وابنائه فقط بالقتل او الاختطاف ولكن عندما هددوا يوسف بالحديث فقط لم يهتم لهم... بل اخبرهم بانه سيخبر الشرطه بتهديداتهم ولكن لم يفعل بالطبع لانه يعلم بانهم سينكروا كل هذا لانه لا يملك ادله ولن تستطيع الشرطه ان تفعل لهم شئ

لذلك لجأوا رغما عنهم بعد ان اغلق في وجوههم جميع الطرق بانهم اقتحموا منزل زوجته وابنائه ومنزل والدته ايضا وجلبوا بعض الاشياء والاغراض منها كي يشاهدها يوسف ويعلم بانهم صادقين كما انهم التقطوا عده صور لعائلته وهم يخرجون من بعض المحلات وجلبوا الصور ايضا ليوسف واخبروا ذلك اللعين اذا حاول ان يخبر الشرطه باي شئ باتصال واحد فقط منهم سيموت جميع عائلته فارتعب بالفعل واعترف اخيرا

- لا صدقي خلاص الحمد لله الكابوس دا راح ومش هيرجع تاني
قالها محمد بسعاده لا تقل عن سعادتها
تطلعت اليه خديجة بملامح واعين هتفت بالامتنان والحب
- كل دا بسببك مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه
قال باستنكار وابتسامه ضئيله تعلو شفتيه
- مش بسببي ولا حاجه بسبب احمد وعمر باشا هم اللي خلوا الكلب دا يتكلم وجابوا محامي قوي علشان يقدر يطلعك لان موقفك كان صعب شويه علشان مش اعترفتي علطول لما البوليس حقق معاكي في الاول واشتركتي مع الكلب دا في اخفاء البصمات بس الحمد لله عدت علي خير وطلعتي بسبب مجهود المحامي ومحاولاته وعلشان الكلب دا قال واعترف انك مش قولتي حاجه بسبب خوفك لان هو كان مفهمك بانك كده مشتركه معاه في الجريمه...وكمان اجبارك انك مش تقولي حاجه

ثم اردف بجديه وحده شديده وقلبه يغلي من بين ضلوعه
- والمفروض تتعلمي الدرس بقا ومش تسلمي قلبك ونفسك لاي حد بمجرد ان هو يقولك كلام حلوه ويقولك ان هو بيحبك... لازم تتأكدي وتفكرى قبلها مليون مره والحمد لله ربنا وقف معاكي بالرغم من كل اللي عملتيه فلازم تشكرى ربنا وتتقربي منه
هزت خديجه رأسها بادراك وفهم لينطق لسانها في لهجه تاكيد وجديه وعينيها تحكي الكثير والكثير لن يفهم احد هذا الحديث الذي يحكيه عيناها سوي قلبها
- عندك حق انا غلطت بس تعلمت الدرس ودلوقتي انا هسلم قلبي ونفسي لواحد انا متاكده ان هو مش هيبقي زيه ابدا
نظر اليها محمد بعدم فهم ولم يفهم ايضا نظراتها تلك او لنكون اكثر دقه استنكر نظراتها تلك وسخر من قلبه الذي فسرها علي انها نظرات حب وعشق فكيف ومتي بدات في حبه وعشقه؟! هذا مستحيل

فاكملت خديجه سريعا بابتسامه رائعه جميله زينت ثغرها تحمل الحب والعشق الذي تأكدت منه وعلمت بانها لم تحب احد غيره
- هسلمه ليك يامحمد انا بحبك.. ايوه بحبك من زمان بدأت احبك لما جيت من السفر علي المخيم... بس كنت بكذب نفسي وبقول مستحيل... بقول انا بحب الزفت التاني اللي عمرى ماقلبي دا دق بسرعه كبيره معاه زي ما كان بيدق معاك كده... اللي عمرى ماحسيت معاه بالامان والدفئ زي ماحسيته معاك انت يعني من الاخر كده انت اول حب في حياتي لان يوسف دا كان مجرد اعجاب بس.. وانا اللي كنت فاكره حب وكنت فاكره ان الاعجاب تحول لحب بس كنت غبيه ومش فاهمه حاجه وسلمت قلبي ونفسي لشخص غلط بس دلوقتي لا وبقولها لتاني مره بحبك

مع كل كلمه كانت تنطق بيها... كان قلبه يهتز ويرقص ويهتز ويرقص بلا تعب وبلا ملل كأن كلماتها كالموسيقي الهادئه والجميله التي تبهج وتسعد كل من يستمع اليها
فسألها بقلب يخفق بعنف ومازال عقله لا يستطيع ان يصدق ما قالته
- يعني تقبلي تتجوزني
اجابت خديجة بسرعه ولهفه سعيده
- طبعا
ثم اكملت بهمس وهي تحني راسها
- بس انت عادي لسه عايز تتجوزني بعد...

اوقفها محمد عندما مد انامله ليرفع راسها ويحدق بعينيها ليرسل لها كل العشق والحب الذي يكبته بداخل قلبه
- انا نسيت الماضي واللي حصل وانتي غلطتي وتعلمتي من غلطك ودا الاهم فنعمل ايه بقا نرمي الماضي ورانا ونبص للمستقبل
ضحكت باشراق وهي تهز راسها موافقه وتشكر الله بداخلها علي هذه الهديه الجميله التي لا تستحقها بعد مافعلته فعانقها محمد بكل مايملكه من حب ودفء في خلايا جسده

"فلقد بعث لها الله" محمد"عندما شاهدها ضائعه تائهه خائفه.... بداخلها تود ان تصلح اخطائها ولكن لم تعرف كيف.. فبعث لها محمد ليقف بجوارها ويساعدها... وهديه لها علي انها فكرت بان تتوب الي الله وتصلح اخطائها
كما انه بعث محمد ليخبرها بان لا تتعجل في الحب الذي ظنت بأنه حب... فالحب سيأتي سيأتي"

ابتعدوا عن بعضهم البعض وركبوا السياره متجهين الي المستشفى فكان محمد يزور احمد في المستشفى بين الحين والاخر وبالطبع اخبر خديجه بكل ماحدث
----------------------------------------
مر يومين اخرين
والوضع كما هو مع الجميع ولكن فرح الجميع وتفاجأ عندما شاهدوا خديجه التي جاءت الي المستشفى دون ان يخبرهم محمد بما حدث كما انهم هنئوا خديجه ومحمد علي اتخاذ قرار الزواج ولكنهم لن يتزوجوا بالطبع إلا ان يستيقظ احمد من غيبوبته

- بقالك كثير نايم كل دا
قالتها جميله الجالسه علي طرف فراش احمد ببكاء فهي تبكي كل ليله بغزاره وقهر الي ان صرخت دموعها فيها تتطلب الرحمه لتتوقف قليلا عن البكاء ولكن هيهات لم تتوقف بل يزداد بكائها يوما بعد يوم فشعرت بانها ستأتي في يوم تود فيه البكاء ولن تستطيع لانها ستكون استنزافت جميع الدموع وزرفتها..كما انها تظل تتحدث معاه كل يوم بتلك الطريقه بل الجميع يتحدث معاه كل يوم بتلك الطريقه لان الطبيب امرهم بذلك.... لعل امله في الحياة يعود ويقاوم ليستيقظ

لتهمس برجاء باكي
- ونبي قوم انا بموت كل يوم وحشتني اووي
ثم تابعت بهمس ضعيف وهي تغلق عينيها تعتصرهم بألم... كالألم الذي اخذ يعتصر جسدها بالكامل بقسوه
- ايه هو انا موحشتكش
- لا طبعا وحشتني ياطماطميتي
قالها احمد بنبره خافضه يتخللها الضعف الشديد والتعب وهو يفتح عينيه ببطء ويحرك يده بألم وبطء

انتفضت جميله كأن احدهم ضربها دون سابق انذار ونهضت تتطلع اليه بأعين متسعه مليئه بالدموع كادت ان تقفز من محجريهما
فظنت بان عقلها يخيل لها بانه استيقظ
ضحك احمد بضعف وهو يسعل
- هتفضلي واقفه تبصلي كدة بدل ماتيجي تحضنني و...
ابتلع باقي حديثه داخل حلقه الجاف عندما انفجرت جميله في بكاء غزير فكانت دموعها كالذي فتح صنبور الماء مره واحده دون سابق انذار لتهبط شلالات غزيره من الماء وارتمت في احضانه وهو مازال مستلقي علي السرير فشعر بالألم يفتك انحاء جسده فهي تحتضنه بقوه كبيره فكانت تود ان تختبئ وتختفي بين احضانه وعظامه... لكنه لم يتحدث لانه يود ان تظل بتلك الوضعيه ليشعر بالدفئ والحب الذي افتقده كلاهم كثيرا
فنطق في لهجه ضعيفه مرحه اضف بها القليل من السخريه
- يعني نايم بتعيطي، مقتول بتعيطي، صاحي بتعيطي، انتي بتعيطي في كل الاوقات

ولكنها زادت من بكائها وهي تشهق بقوه مما جعل الجميع يدلف علي صوتها ولكنهم انصدموا وظلوا يحدقوا فيه بعيون صادمه
حاول احمد ان يخرج نبرته عاليه... لكنه لم يستطيع فهتف في نبره ضعيفه منخفضه بمرح ومزاح
- وانتو كمان ايه ياجماعه انتو فكرتوا اني مش هصحي تاني ولا ايه
افاقوا من صدمتهم وتلألأت عبرات الفرحه والسعاده بعيونهم... فارتمت ملك في احضانه ببعد ان ابتعدت جميله عنه وهي تضحك بسعاده.... سعاده وفرحه ظنت بانها لن تذوقها مره اخري وستظل مراره الحزن عالقه في حلقها فاخذت تشكر كثيرا في سرها... واخذ الجميع يحتضنوا احمد بسعاده وهم يبكون بفرحه ثم جلبوا الطبيب ليطمئنوا علي حالته

"لقد استيقظ احمد الشقيق الحنون لملك وجنا وعمر والصديق المرح المحبوب لجنا وعمر والابن المطيع المحبوب لماجده والرئيس الطيب الهادئ لمحمد وباقي موظفينه في الشركه... واخيرا الحبيب والزوج المستقبلي العاشق لجميله"
--------------------------------------
- يووه خلاص بقا يااحمد انت من ساعه مافوقت واتكلمت مع عمر شويه وانت بتتكلم معايا بالطريقه دي نفسي افهم قالك ايه
قالتها ملك بغيظ وهي تلوي شفتيها بغضب
احمد بنبره حاده صارمه ولكن لم تخلو التعب والضعف
- قالي اللي حضرتك عملتيه وانا غايب عن الوعي والكلام الىي كنتي بتقوليه لجميله وماما ماجده واصلا لو مكنش قالي حاجه انا من غير حاجه كنت عارف انك هتعملي كدة اختي وعارفها
ملك وهي تبتسم بغلظه وسماجه لتقول ببطء شديد
- اسمها ياسمين انسي جميله دي خالص

تنهد تنهيده طويله مليئه بالحزن والتعب اخترقت اذن ملك التي اخذت تسب وتلعن نفسها علي ماتفوهت بيه فكادت ان تتحدث لكن قاطعها احمد محاولا اغياظتها واستخدم حديثها السابق في صلحه وكي لا يجعلها تقلق عليه ايضا
- كويس انك عارفه كدة واكيد عارفه انها بنت عمك وماما ماجده اللي ربتك يعني لازم تحترميهم لانهم اهلك
تأففت ملك بحده وهي تشيح بوجهها وتعقد ذراعها بانزعاج لتصيح بعناد وتصميم
- لا انا مليش اهل غيرك انت وبس
تأفف احمد بنفاذ صبر
- بصلي ياملك
نظرت اليه ملك

ليكمل بجديه وهو ينظر الي عيونها
- بصي ياملك انا مش هقولك الكلام دا تاني ماما ماجده بتحبك وهتفضل تحبك حتي بعد مالقت بنتها والدليل انها لسه بتحاول تتقرب منك وهي اصلا مش مجبره تعمل كدة بعد كل اللي قلتيه وخصوصا انها برده لقت بنتها اللي تقولها ياماما اللي عمرك ماقلتيها السنين دي كلها واللي تعاملها حلو وتتكلم معاها حلو وتحسسها بالامومه اللي برده عمرك ماعملتيها الا فتره صغيره جدا وبس
ثم اكمل وهو يزفر بضيق
- وكمان ياسمين تبقي بنت عمك يعني مهما عملتي او قولتي دي من اهلك وكمان بنت الست اللي لسه بتحبك واللي ربتك كل السنين دي كلها

ثم تابع بصرامه وأمر بالرغم من ضعف نبرته
- عايزاك تروحي تعتذرى ليهم علي اللي عملتيه وعلي اللي قولتيه وكمان تحطي الكلام دا في دماغك ومتطلعوش ابدا ماشي
اومأت ملك بطاعه واستسلام وهي تخفض راسها باحراج فهي تعلم بانها أخطأت وبان حديثه صحيح ولكن ماذا تفعل فهي كانت في صدمه بل غيبوبه صدمه دلفت فيها منذ ان علمت بجرائم والدها... كما انها غارت.. نعم غارت من جميله لانها ابنت ماجده الحقيقه وظنت بانها ستأخذ محلها من الحب الذي تكنه لها ماجده
فخرجت من الغرفه بعد ان قبلت جبينه بحب وحنان
-----------------------------------------
بعد مرور بعض الوقت
دلفت ملك الي الكافتيريا فوجدت ماجده تجلس وترتشف القهوه بهدوء
فحمحمت ملك لتنظف حلقها لتستطيع ان تطلق كلماتها
تطلعت اليها ماجده بحنان
- ملك تعالي اقعدي
جلست ملك وهي تخفض راسها وتفرك كفيها معا يتوتر... اردفت بندم وأسف
- انا جايه اعتذر منك علي اللي قولته واللي عملته في الايام اللي فاتت او اقصد علي كل كلمه جرحتك قولتها في كل السنين اللي فاتت
صاحت ماجده باستنكار
- ايه اللي بتقوليه دا مافيش الكلام دا بين الام وبنتها

اغلقت ماجده عيونها ثم فتحتهم وهي تزفر بضيق
- اقصد يعني..
اوقفتها ملك بدموع حرقت عيناها لتهمس بغيره لم تستطيع ان تسيطر عليها فمنذ ان عادت ياسمين الي حضن والدتها اصبحت ملك تتصرف مع ماجده بتلك الطريقه لانها كانت تشعر بالغيره من جميله
- انتي لسه بتحبني وبتعتبرني زي بنتك حتي بعد ماظهرت بنتك الحقيقه
جلت الصدمه ملامح وجهها عندما التمست الغيره من حديثها فلم تتوقع ان تتحدث بتلك الطريقه... كما لم تتوقع ان تغار من جميله

ولكن خرجت سريعا من صدمتها وعاد الهدوء والحنان تحتل ملامح وجهها لتقول بجديه وتأكيد ببطء شديد لتحول ان تجعل حديثها يخترق عقلها الاحمق لتفهمه وتستوعبه فوضعت كفها علي كف ملك برقه وحنان
- طبعا هو انتي كنتي فاكره علشان لقيت ياسمين يبقي خلاص كدة نسيت بنتي اللي ربتها وحبتها من قلبي بجد انتي مش بنتي اللي ولدتها بس انتي بنتي اللي ربتها واللي مهما عملتي هفضل احبك مافيش ام بتكره بنتها او حتي الحب اللي في قلب الام بينقص دا مستحيل انتي زي ياسمين بنتي بالضبط

- ماما
اخيرا نطق بها لسانها العنيد الذي كلما كانت تحاول ان تنطقها تتراجع لان لسانها لا يساعدها علي ذلك لانه ينعقد وينخرس عندما تاتي وتود ان تنطق بتلك الكلمه ولكن نطق بيها لسانها بعد ان التمست الحنان والصدق من حديثها الذي غمر قلبها بالدفئ وشعرت لاول مره بان والدتها المتوفية تجلس مكان ماجده الان
بينما فغرت ماجده فمها بصدمه فظنت بان عقلها يخيل لها ذلك فهي قد فقدت الامل تماما لسمع تلك الكلمه منها

تمتمت بنبره حزينه
- انا عارفه انها متاخره اني اقولك ماما وكنتي نفسك تسمعيها مني وعارفه لو قلتها دلوقتي ولا هيفرق معاكي ع..
توقفت عن الحديث عندما نهضت ماجده وجذبتها من ذراعها وضمتها الي صدرها بسعاده عارمه وهي تبكي بفرحه وعدم تصديق
- اخيرا قلتيها انتي مش متخيله انتي فرحتني قد ايه ياابنتي اخيرا

ضحكت ملك بسعاده وشعرت بالندم الذي اخذ يوبخ عقلها ولسانها العنيد لانها لم تتفوه بهذه الكلمه من قبل
ابعدتها ماجده وهي تحيط وجنتيها بكفيها لتهتف بجديه وتأكيد
- حطي الكلام دا في عقلك انا عندي ثلاث ولاد انتي واحمد وياسمين وانا بحبكم انتو الثلاثه نفس الحب وعمرى ماهفرق مابينكما ابدا ماشي
هزت راسها لتدل علي فهمها... وارتمت في احضانها وهي تضحك بسعاده افتقدتها وظنت بانها لن تعود اليها ابدا
----------------------------------
كان احمد مستلقي علي الفراش وهو يغمض عينيه بتعب تارك العنان لعقله الذي اخذ يتذكر كل ماحدث ويفكر ماذا يفعل مع جميله او ياسمين ابنت عمه فهو مازال لا يستطيع ان ينظر اليها ويتزوجها بسبب مافعله والده بالرغم من ان ماجده بعد ان استيقظ جلست معاه بمفردهم وتفوهت بانها مازالت تعتبره كابنها ولم تهتم بكل ماحدث فهو ليس له ايه ذنب فكل ماحدث... فقابل كل ذلك بابتسامه سعيده ولكن سيظل شعوره بالمسؤولية ليه والذنب الذي لا داعي له بداخله

كما انه عندما اخبره عمر بوفاه محسن لم يزرف دمعه واحده فلقد انتهي الحب الذي يكنه بداخله لوالده عندما علم بجرائمه كما ان محسن كان بعيد عن احمد كملك فكان يتحدث مع احمد فقط في الاعمال ولم يتحدث معاه ابدا كأبن ووالده.. فمحسن كان دائما كالشخص الغريب لاحمد وملك منشغل في اعماله ومنشغل مع عشيقته نورا الذي قتلها بدم بارد فهو لم يهتم بعائلته ابدا يوم واحد ولم يحاول ان يقترل منهم ابدا

شعر احمد بلمسات رقيقه ناعمه طول وجنتيه جاءت لتدفئ جلده البارد فعلم من هي صاحبه هذه اللمسات فابتسم بحب وفتح عينيه فوجد جميله تجلس علي طرف الفراش بابتسامه مشرقه رائعه نور قسمات وجهها الذي كان منطفئ.... وتمرر اناملها برقه ونعومه علي طول وجنتيه وعينيها تظللها نظرات الحب والعشق الذي جعلتها اكثر جمالا واشراقا فظل ينظر الي تفاصيل وجهها ليشبع ويغذي عيناه وقلبه وروحه المشتاقه... مستمتع بلماستها الرقيقه التي جعلت قلبه يزداد دقاته اكثر بكثير

فهمست باسمه بضعف... همهم احمد ومازال يتطلع اليها بحب
ابعدت اناملها وهي تخفض راسها وتفرك كفيها لتسأل في شجاعه وجرأه
- هو انت لسه بتحبني وعايز يعني تتجوزني ولا غيرت رايك
اتسع عيناه في محجريهما من جرأه سؤالها ولكن زفر وهو يعتدل ويشيح بوجهه عنها ليقول بمراره وضيق وهو يلوي شفتيه
- دا انا المفروض اسالك السؤال دا بعد اللي حصل
جميله وهي تضع كفها علي كفه لتسأله بعدم فهم واستغراب
- هو اللي حصل يااحمد ها؟! انا مش فاهمه الصراحه انت ليه بتبص للموضوع بالطريقه دي وليه مركب نفسك ذن..

قاطعها احمد وهو ينظر اليها ويصيح بتصميم وعدم اقتناع
- علشان الموضوع مش يتبصله غير بالطريقه دي ومركب نفسي الذنب علشان انا
ثم اغلق عيناه ليكمل بصوت مكتوم مختنق من اثر غصه المراره والألم الذي تتأكل قلبه ببطء شديد
- ابن قاتل باباكي يا بنت عمي

بدأت قطرات الدموع في الاجتماع في عينيها ولكنها اغمضت عينيها لتتطرد تلك القطرات وتنفست من انفها بعمق لتبعد ذلك الضعف ايضا... فهذا ليس وقت الضعف فهي قررت ان لا تتضعف او تتراجع عن تصميمها وقرارها في ابعاد تلك الافكار عن عقل احمد لتعيده اليها.. فتحت عينيها وفتحت معاها فمها لتطلق كلماتها بعقلانيه وهي تهز كتفها ببساطه
- وايه يعني اديك قلتلها ابنه مش هو ومكنتش تعرف حاجه ولا انت زيه وكمان انا مش ركبتك الذنب ولا حتي عمرى فكرت بالطريقه دي ومكنتش ببصلك غير بحب وباحترام زي ماكنت، ليه بقا بتعمل كل دا ياابن عمي
ضغطت علي اخر جمله نطقت بيها ونطقتها ببطء شديد

ارتفع جانب فمه وهو يهز راسه بعدم تصديق
- انا لحد دلوقتي مش مصدق انك بنت عمي ياسمين
ضحكت جميله وهي تتنهد بعدم تصديق ملئ بالسعاده
- ولا حتي انا مش مصدقه اني لقيت اهلي الحقيقين وعرفت اسمي الحقيقي لا وكمان اللي حبيته طلع ابن عمي
- اللي ابوه قتل ابوكي
قالها احمد وهو يزفر بحزن وألم

تأففت جميله بانزعاج ولم تستطيع السيطره علي نفسها فاحتضنته بقوه فدفن وجهه في صدرها وهو يلف يديه حول خصرها وشدد من احتضانها اكثر بالرغم من ضعف جسده واصابته التي لم تشفي بالكامل بعد.. فشعرت بان عظامها تكاد تتهشم فهو كان ان يخترق عظام جسدها ولكن لم تهتم او تصدر صوت بل شددت هي ايضا من احتضانه وشعرت بسائل ساخن علي ملابسها فعلمت بانه يبكي دون اصدر صوت فنادت علي دموعها التي طردتها منذ قليل التي استجابت لنداءها بكل سرور وطاعه وانهمرت علي خديها دون ان تصدر صوت ايضا

احمد بنبره مكتومه ببكاء وقرر ان يظهر كل ضعفه وألمه الذي كان يكبته بداخله
- انا بحبك لا انا بموت فيكي بس مش قادر ابص في وشك بعد كل دا ولا قادر ابص في وش الكل لان ابويا قاتل ومجرم بشع قتل اخوه وحاول يقتل بنت اخوه وقتل امي وقتل ماما سميه ونورا وتاجر مخدرات ازاي هبص في وش الكل بعد كل دا وانا ابنه وحامل اسمه وازاي هتجوزك بعد كل دا ولما تخلفي مني واولادنا يسالونا عن جدهم هقولهم ايه

ابعدته جميله بقوه فكان يتشبت في احضانها كالطفل الصغير واخذت تمسح دموعه بأناملها بكل رقه ولطف
لتهمس بجديه وعقلانيه وهي تحيط وجنتيه بكفيها وتحاصر عينيه التي ارتسمت فيهم الألم والضعف التي لم تعهده من قبل وجعلت قلبها يتمزق ألف مره عليه
- مش لازم نقولهم حاجه نقولهم انك مشوفتش ابوك مات وانت كنت صغير واللي تعرفه ان هو راجل طيب والكل كان بيحبه وخلاص ولو سالوا عن صورته قولهم الصور ضاعت كلها او حصلها حاجه ايه حاجه هنكدب احسن من انهم يعرفوا الحقيقه عن جدهم وبالنسبه للناس وكلامهم نبعد ونسافر ايه حته بلد الله واسعه ونرجع بعد فتره هتكون الناس نست او منرجعش خالص كل حاجه ليها حل
ثم تابعت بتساؤل خلفه الحزن وقلبها يشهق ويبكي مثلها
- ليه نبعد عن بعض واحنا بنحب بعض لحاجات ليها حل، ليه يااحمد

ثم احتضنته بقوه وهي تبكي وتهمس له بعدم الابتعاد عنها وتدفن وجهها في عنقه وتنتفس بعمق لتستنشق رائحته الرجوليه
بادلها احمد العناق بابتسامه اضأت معالم وجهه وابعدت غيوم من الشحوب والضعف ليحل مكانه لوحه جميله من السعاده والبهجه وتنهد تنهيده مطولة ارحت قلبه.... ودفن وجهه في عنقها ليستنشق رائحتها الخلابه التي اشتاق لها.... فهي معاها كامل الحق فقرر تنفيذ حديثها فهو سينهار اذا ابتعد عنها وسيفقد جميع قواه وعقله ايضا... وطرق علي عقله فكره كجرس الباب... عندما قالت ان نبتعد ونسافر ولكن يجب ان يقنع احدهم بهذه الفكره ومن ثم سينفذها علي الفور ليبدء حياة جديده خاليه من الاوجاع والألم.... ابتعد عنها وهو يمسح دموعها بحنان بالغ وهو يهز رلسه باقتناع وابتسامه صغيره ولكن مليئه بالكثير من الحب والعشق الذي كان كفيل ليجعلها ترفرف مع الطيور
- عندك حق وانا مقدرش ابعد عنك انتي بقيتي روحي وقطعه من قلبي

تفرجت اساريرها بسعاده غرزت قلبها الذي عاد له الحياة والبهجه ليجعله قادرا علي ان يدق ويدق بكل عنف كما كان
ضحكت بسعاده كما ان حديثه هذا ساعد علي استرجاع نضاره واشراق وجهها الابيض الذي زاد نورا اكثر بكثير
فضحك احمد فهو شعر بان الحياة ضحكت له وبانه يملك العالم كله عندما شاهد ضحكاتها ووجهها المشرق كقطعه من القمر

فاقترب بشفتيه ليقبل جبينها فاغلقت عيناها بكل ترحيب وسرور... ولكن توقف في نصف الطريق عندما حمحم الذي ابتسم بخبث وبجواره علياء التي تشيح بوجهها وتنظر الي الجدران وتضع كفها علي فمها لتكتم ضحكتها
انتفضت جميله بفزع فسقطت علي الارض فشهق الجميع فنظر اليها احمد بعيون متسائله بقلق
- انتي كويسه
نهضت جميله بصعوبه من شده التوتر التي اجتاحها لتهمس بتلعثم
- اه اه كويسه
تنهد احمد براحه وامسك ذراعها بقوه ليجلسها علي طرف الفراش مره اخرى.. ليوجه انظاره الغاضبه الحاده الي عمر ليصيح بغيظ من بين اسنانه
- انت ايه اللي جابك هنا ياض

عمر بمرحه المعتاد محتفظا بابتسامه سعيده لم تفارقه منذ ان استيقظ احمد
- جاي اطمن علي اخويا وصاحبي
ثم اكمل بتساؤل ماكر وهو يغمز له
- انت مالك مضايق ليه ولا علشان قطعت اللحظه الرومانسيه
اخفضت جميله راسها بخجل واحمرت وجنتيها بينما لم تستطيع علياء السيطره علي ضحكتها فانفجرت في الضحك نابع من قلبها الذي لم تنفجر فيه من قبل فانفجر عمر معها
فألقي احمد الوساده عليه وهو يتمتم بكلمات حانقه غاضبه من بين اسنانه
فهدأ عمر من نوبه الضحك ليصيح بغيظ وهو يصر علي اسنانه
- الله مادوق شويه من اللي كنت بدوقه من محمد وخديجه
- طب ليه بس بتجيب في سيرتي انا والغلبانه دي
قالها محمد وهو يدلف الي الغرفه ومعه خديجه التي رمقت علياء بنظره ذات معني وابتسامه طفيفه تعلو شفتيها فاشتعل وجهها بالاحمرار خجلا واشاحت بوجهها عنها

عمر بغيظ وغضب مكتوم وهو يصر علي اسنانه
- ماهو انا مكنتش هجيب في سيرتكم لو مكنتوش عملتوا اللي عملتوه قبل كده دا
- هم عملوا ايه ها... وصحيح ادوق ايه مش فاهم ها
قالها احمد وهو يلاعب حاجبيه بتساؤل مزيف وابتسامه مرحه ماكره ظهرت علي شفتيه جعلت خديجه وجميله ينفجروا في الضحك بينما علياء اغلقت عيناها من شده اشتعل وجنتيها بالاحمرار
محمد وهو يضيق عينيه ويضع يده اسفل ذقنه ليسأل بعدم معرفه مزيفه
- اه صح هو احنا عملنا ايه

ارتفع جانب وجهه بابتسامه متوعده مرعبه ليجيب ببطء شديد وهو يشير اليه بالتقدم
- تعالي ياخويا اقولك عملتوا ايه... وبعدين هبقي اجوب علي سؤال احمد التاني
تراجع محمد الي الخلف وهو يحرك كلتا يده ورأسه بالنفي برعب ولكن اسرع عمر اليه وانقض عليه يلكمه ويضربه بمزاح وخفوت
اخذ الجميع يضحكون بكل سعاده وفرحه وانضمت اليهم جنا ثم اضم اليهم الجميع بسعاده واخذوا يمازحون ويضحكون بعد ان ترك عمر محمد اخيرا

"فلقد عادت سعاده الجميع ولقد اخذ محسن جزاه.... لقد ظن الجميع بان النهايه ستكون حزينه ولكن النهايه اصبحت سعيده وظنوا بانهم سلكوا طريقهم المبهم ولكن هم لا يعلمون بان هذه ليست النهايه وبان ليس هذا نهايه طريقهم المبهم ايضا"

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-