Ads by Google X

رواية طريقي المبهم الفصل الثالث


 (الفصل الثالث)


اتسعت عينيها وهي فاغره الفم بصدمه وعيونها تلمع ببريق واضح بإعجاب وإنبهار لجمال وروعه ما تراه امامها فكانت تظن بأنها تحلم او انها دلفت الي احدي الافلام او المسلسلات

نظرت إليها سميه قائله وهي تبتسم بمرح
- اقفلي بؤك
فاقت جميله من دهشتها وابتسمت باحراج وهي تخفض رأسها وتغرز اسنانها في شفتيها
ضحكت سميه بصخب
- عارفه كل اللي جم هنا لاول مره عملوا زيك كدة دا حتي انا لما جيت اول مره كنت زيك انبهرت بجمال الفيلا

جميله قائله بفضول
- هو انتي بقالك قد ايه بتشتغلي هنا
سميه وهي تغمض عينيها بتفكير
- بقالي تاسعه وعشرين سنه
توسعت جميله عيونها بدهشه واخذت ترفرف برموشها البنيه الطويله الكثيفه عده مرات
قائله بدهشه
- بقالك كتير اووي علي كدة بقا تعرفي كل اللي موجودين هنا كويس جدا

سميه بإبتسامه خفيفه
- اه طبعا اعرفهم كويس دول ناس طيبين جدا هتحبيهم اووي
شعرت جميله بالراحه والاطمئنان يتخللها وتنهدت براحه وهي تبتسم فكان الخوف والقلق ينهش في قلبها طوال الطريق

جميله قائله ببراءه
- هو في كام شخص ساكن هنا علي مااعتقد كدة يجي خمستاشر او عشرين
ضحكت سميه بشده قائله من بين ضحكاتها
- لا ياستي اللي عايشين هنا اربعه افراد بس دا غير الخدم والطباخين طبعا
نظرت اليها بصدمه قائله وهي فاغره الفم
- اربعه بس عايشين لوحدهم في الفيلا اللي عامله زي القصر، دا الفيلا دي ممكن يعيش فيها البنات اللي في الدار كلهم وزيادة كمان

ضحكت سميه بشده بينما جميله ظلت تنظر بإعجاب ودهشه فكانت واجهه الفيلا ناطقه بالجمال والكامن في تفاصيلها، فكانوا في الحديقه امام واجهه الفيلا المليئه بالورود المختلفه والزرع، ويوجد بها حمام سباحه كبير كانت تنظر في كل مكان في الحديقه وعينيها تلتمع بإعجاب وإنبهار

سميه وهي تشير اليها بالدخول
-يلا ندخل جوا
جميله قائله بحماس
- ايوه يلا
ثم اكملت بإعجاب
- دا الفيلا شكلها تحفه من برا غير الجنينه الجميله دي اومال من جوا هتبقي عامله ازاي

ضحكت سميه بشده علي حماسها واعجابها بالفيلا الظاهر علي ملامحها وفي نبره صوتها
وقفت سميه امام باب الفيلا الذي كان مزيج باللون الاسود والذهبي يعلوها مجموعه من النوافذ مختلفه المقاسات التي تحمل نفس اللون، قرعت سميه الجرس لتفتح لها فتاه في اوائل العشرينات ترتدي زي الخادمين قصيره القامه نحيفه، ذات جسد ممشوق تمتلك اعين سوداء كالفحم مكحله بالرغم من انها لا تضع الكحل وتمتلك بشره ناصعه البياض وشعر اسود تصففه علي شكل كحكه
- خالتي سميه

ثم نظرت الي جميله من اعلاها لادناها بفضول قائله بإبتسامه هادئه
- هي دي الخدامه الجديده
اومأت سميه، فقالت الفتاه بإبتسامه ترحيب
- اهلا بيكي نورتي ادخلوا يلا
ابتسمت لها جميله ثم دلفوا الي الداخل

لتلتمع عيون جميله بالدهشه والإعجاب فكان تصميم الارضيات من السيراميك الكلاسيكي الفخم وجدران كلاسيكيه من اللون البيج الداكن متناغمه مع لون الارضيات فكانت الفيلا في غايه الجمال والاناقه الفخمه
جميله قائله بإعجاب وهي تبتسم
- اللله بجد الفيلا حلوه اووي
ضحكت الفتاه وسميه قاطع ضحكاتهم
فتاه اخرى قائله ببرود وتكبر
- طبعا هتبقي حلوه مش الفيلا دي بتاعت محسن بيه

نظروا الي الفتاه فكانت الفتاه في منتصف العشرينات وترتدي ايضا زي الخادمين كانت تنظر الي جميله من اعلاها لادناها بنظرات تكبر وسخريه
قالت الفتاه الواقفه بجوار جميله وسميه بحده وترمق الفتاه الاخرى بنظرات الكره والغضب
- ايه يا نورا هتستلمي البت، دي لسه جديده اهدي عليها حبه
عقدت حاجبيها قائله ببراءه وتساؤل مصطنع
- ليه هو انا عملت حاجه ولا كلمتها

هزت سميه راسها يمينا ويسارا بيأس فهي تعلم ان نورا وعلياء لا يقبلوا بعض لاختلاف شخصياتهم فعلياء لا تعجبها شخصيه نورا الوقحه والمتكبره والخبيثه بينما نورا لا تعجبها علياء لانها طيبه القلب وصادقه عكس علياء وتعارض نورا وتجادلها في كل شئ

سميه قائله بهدوء وهي تنظر الي جميله
- جميله يابنتي يلا نكمل عايزاكي تشوفي بقيه الفيلا واعرفك هتنامي فين وهتعملي ايه
اومأت جميله فأمسكت ذراعها تجرها خلفها لتنقذها من لسان نورا السليط الذي يتفوه بكل ماهو وقح وتريح رأسها من شجار علياء ونورا

دلفوا الي المطبخ فكان كبير ملئ بالاواني وطعام بمختلف الاصناف وكان المطبخ مرتب ومنظم فهتفت سميه علي رجل في المطبخ كان يرتدي زي الطاهين في منتصف الخمسينات ذات اعين رماديه تحيط بيها بعض التجاعيد ويمتلك بشره قمحيه وشعر اسود

سميه بابتسامه خفيفه وهي تشير الي الرجل
- دا ياجمليه سمير اللي بيطبخ هنا وانا بساعده في الطبخ وانا مسئوله برضه عن تنضيف المطبخ وترتيبه
ثم اكملت وعينيها تلمع بالحب والحنان قائله بفخر
- ويبقي جوزي
ابتسم سمير ومد يده ليصافحها
- اهلا بيكي ياجميله نورتي
مدت جميله يدها لتصافحه بابتسامه خفيفه
- دا منور بيكم

ثم اكملت وهي تبتسم بإعجاب
- عيونك حلوه اووي ياعم سمير
ثم اكملت بمرح وهي تنظر الي سميه
- معلش ياخالتي سميه بعاكس جوزك بس مش احسن من ان اعاكسه من وراكي
ارتفعت ضحكات سميه وسمير
قالت سميه من بين ضحكاتها بمرح
- يلهوي عليكي ياجميله ضحكتنا وانا موافقه ياستي انك تعاكسه
ثم اكملت وهي ترفع اصبعها الاوسط امام وجهها مصطنعه التحذير
- بس قدامي بس

ضحكت جميله قائله
- خلاص اتفقنا
سمير بإبتسامه عريضه برزت اسنانه
- باين عليكي طيبه اووي ودمك خفيف
ضحكت جميله بمرح ولكزتها في ذراعها
- خالتي سميه دا بيعاكسني قدامك
ضحكوا بشده ثم تحدثوا قليلا بمرح ثم خرجوا من المطبخ لتشاهد الفيلا

صعدت جميله الدرج وتنظر بإعجاب وانبهار لجمال وتصميم السلم المميز فكان الدرابزين متميز بامتزاج العناصر الطبيعيه كالرخام الزجاج والخشب معا في سلم واحد والديكور المحيط بتصميم الدرج برز جماله حيث مزج النمط الكلاسيكي والزخارف الاسلاميه التي جعلت تصميم تلك المنطقه رائع

قالت جميله بإعجاب وهي تبتسم
- اللله حتي السلم تحفه اول مره اشوف سلم كدا دا ولا في الاحلام باين عليهم اغنياء اووي
ضحكت سميه قائله بهدوء
- ايوه فعلا عندك حق دا محسن بيه وابنه بيمتلكوا شركات وفنادق كبيره اووي وعندهم شركه كبيره لها فروع في كل حته
توسعت عيونها بدهشه قائله وهي تبتسم
- واووو دا زي المسلسلات والافلام انا بحسب الكلام دا في التلفيزيون بس
نفت سميه براسها قائله وهي تتضحك
- لا في الحقيقه كمان

صعدوا الدرج فوجدوا ممر ملئ بالغرف وقفت سميه امام احدي الغرف ودلفت الي الداخل قائله بجديه وهي تقف بجوار الباب
- دي ياجميله غرفه نوم محسن بيه وماجدة هانم
كانت الغرفه في غايه الجمال وواسعه فكانت متميزه بامتزاج االلون الرمادي والابيض بالاضافه الي الحمام الموجود في الغرفه

جميله قائله بتساؤل
- هو انا هعمل ايه يعني هقف في المطبخ ولا هنضف ولا ايه
سميه بجديه
- لا انا وسمير اللي بنقف في المطبخ لوحدنا شغلنا المطبخ وبس وانا ساعات لما بخلص الشغل اللي في المطبخ ويبقي في شغل كثير بساعد علياء ونورا وخديجة ونورهان في تنضيف الفيلا

جميله بتساؤل وهي تضيق عينيها قليلا
- مين خديجه ومين نورهان ومين علياء
سميه قائله بهدوء وهي تبتسم
- خديجه برضه بتشتغل هنا زيك وزي نورا وعلياء كدة ونورهان برضه كانت بتشتغل هنا بس مشيت علشان اتجوزت وجوزها هيكفيها فملهاش لازمه الشغل هنا فعلشان كدا انتي جيتي مكانها

ابتسمت جميله وهزت راسها لتدل علي فهمها
خرجوا من الغرفه ودلفوا الي غرفه اخري بجوارها سميه قائله بجديه
- دي اوضه انسه ملك بنت محسن بيه وماجده هانم

كانت الغرفه تصميمها انثوي فالحيطان باللون الوردي ويوجد عليها رسمات صغيره باللون الاسود والذهبي مرسومه بواسطه فنان محترف وكانت مليئه بصور فتاه شعرها اسود ويوجد به بعض خصلات بنيه تمتلك عيون واسعه بلون الفيروز بشره بيضاء صافيه كانت في غايه الجمال وكان يوجد في الغرفه حمام

انبهرت جميله بالغرفه مثل باقي الفيلا ولكن اعجبت بهذه الغرفه بشده لانها تناسب جميع الفتيات
قالت جميله وهي تشير الي احدي الصور قائله بفضول
- هي دي انسه ملك
اومأت سميه قائله بمرح وهي تبتسم
- متستغربيش علشان في صور كثير هي بتموت في التصوير طول ماهي قاعده بتصور

جميله قائله وهي تبتسم بإعجاب
- هي جميله اووي ماشاء الله
سميه وهي تبتسم بحنان
- جميله زيك ياجميله
ضحكت جميله بخفه واحمرت وجنتيها

خرجوا ودلفوا الي غرفه اخري في نفس الممر
سميه قائله بجديه
- ودي بقا ياستي اوضه احمد باشا اخو انسه ملك وابن ماجده هانم ومحسن بيه

شعرت براحه عارمه والامان والاطمئنان الشديد يتخلل جسدها ونظرت الي الغرفه وجدتها مليئه بالهدوء والتصميم المثالي جدا للكلاسيكيه، الارضيات خشبيه من الباركيه، كانت الجدران باللون البني الداكن، اختيار النجفه والاضاءه كان اكثر من رائع ومتميز
فابتسمت وهي تغمض عينيها وتنفست عده مرات دون إرادتها لتستنشق رائحه العطر التي تداعب انفها والتي تفوح في اركان الغرفه غير مباليه لحديث سميه فكانت في عالم اخر

- جميله انتي معايا
قالتها سميه وهي تهزها برفق وترفع حاجبيها باستغراب
انتفضت جميله كالملسوعه واحمرت وجنتيها فهي لا تعلم ماذا حل بها منذ ان دلفت هذه الغرفه
جميله قائله بتوتر
- ايوه ياخالتي انا معاكي كنتي بتقولي ايه معلش مخدتش بالي
سميه باابتسامه خبيثه وهي تغمز لها
- اللي واخد عقلك مين ها

ضحكت جميله بشده قائله بمرح
- مافيش حد خد عقلي غير عيون عمو سمير
ضحكت سميه بصخب ثم ضربتها سميه بخفه علي ذراعها قائله بمرح
- ماشي ياجميله عاكسي براحتك
ثم اكملت وهي تبتسم بهدوء
- وكنت بقولك اكيد تعبتي بس دي اخر اوضه نوم الباقي اوضه المكتب، اوضه السفره حاجات بسيطه كدا
همست بدهشه وملامحها نطقت بالاعجاب الفاضح
- كل دا حاجات بسيطه يلهوي دا عمرى مااتخيل يبقي بالجمال والحلاوه دي كل الاوض ماشاء الله حلوه لا دا الفيلا كلها يازين مااختاروا فعلا
سميه بإبتسامه خفيفة
-طب يلا علشان تشوفي الباقي علشان ترتاحي حبه وتبدأي الشغل بكره من بدرى

اومأت ودلفوا الي بقيه الغرف فكل غرفه كانت جميله تعلق باعجاب وانبهار فكانت بقيه الغرف لا تقل جمالاً عن الباقي
نزلوا من علي الدرج وساروا الي ان وصلوا الي غرفه لا يراها احد كانها معزوله عن الفيلا في مكان اخر وبالرغم من ذلك فانها قريبه من المطبخ

سميه بهدوء
- ودي بقا ياستي اخيرا الاوضه اللي هتنامي فيها وخديجه وعلياء ونورا بيناموا في الاوضه دي برضه
جميله قائله بصدمه وهي فاغره الفم
- ايه دا هو انا هنام جوا الفيلا الفخمه دي دا انا كنت بحسب هنام في اوضه في الجنينه ولا حاجه
ثم اكملت وهي تبتسم بإعجاب وتغمض عينيها وتتذكر روعه وجمال ماشاهدته
- كانت هتبقي برضو حلوه اطلع من الاوضه او افتح الشباك اشوف المنظر التحفه اللي برا دا

ضحكت سميه بصخب قائله بهدوء
- اللي بتقولي عليه دا دي اوضه حنفي الجنيني بينام فيها علشان بيهتم بالجنينه وبينضفها
جميله بفضول
- طب فين الناس بتعوا الفيلا دي واوضهم فاضيه ليه مش موجودين فيها
سميه قائله بجديه
- ماجدة هانم ومحسن بيه معزومين علي فرح ابن مستشمار كبير عندهم في الشركه انسه ملك مسافره الساحل مع اصحابها من يومين وهترجع بكره الصبح او بليل كدا واحمد باشا في الشركه ممكن يرجع بليل او الصبح علي حسب شغله

اومأت جميله قائله بتساؤل
- طب انتي بتنامي فين
سميه بابتسامه خفيفه قائله وهي تشير الي الغرفه التي بجوار غرفتها
- اهي الاوضه اللي جمبك
ثم اكملت قائله بحنان
- ويلا خشي ارتاحي كدا وحطي هدومك واستحمي واطلعي كلي لقمه في المطبخ ونامي علشان تصحي الصبح من بدرى وتبدأي الشغل

اومأت جميله ودلفت الي الغرفه وجدتها بسيطه وكانت الجدران باللون الابيض
يوجد سريرين فوق بعضهم في اتجاه اليمين وسريرين فوق بعضهم في اتجاه اليسار
بالاضافه الي الخزانه الكبيره والحمام

لم تعلم جميله تجلس اين فقررت ان تجلس علي السرير في ناحيه اليسار
محدثه نفسها بهدوء
- انا هقعد هنا علي السرير دا اللي تحت بلاش اللي فوق لحد مااعرف هنام علي انهو سرير
وضعت الحقيبه علي السرير واخرجت بيجامه قطنيه لونها بنفسجي يوجد بيها رسومات كرتونيه مضحكه ثم اخرجت منشفه ودلفت الي الحمام

خرجت وهي تجفف شعرها البني الطويل كالحرير بالمنشفه
ثم جلست علي السرير وهي تحدث نفسها بسعاده وعينيها تلتمع بالحماس
- الناس اللي هنا شكلهم هيبقوا طيبين زي ماقالت ابله سعديه وخالتي سميه مستعجله اووي علي بكره عاوزه اشوفهم واعرف شخصيه كل واحد

ولكن تلاشت ابتسامتها لتكمل باستغراب
- بس ليه حاسه بشعور غريب كدا و حاسه بخوف، بس لما دخلت الاوضه بتاعت احمد باشا حسيت بالامان
ثم اكملت وهي تتنهد بضيق وتغمض عينيها
- اللي بيحصلي دا حاسه ان مشاعري متلخبطه اووي
ثم فتحت عينيها لتكمل بإدراك
- ممكن علشان دي حياه مش متعوده عليها واول مره ادخل مكان معرفوش واتعرف علي ناس جديده غير الدار بس لازم اتعود علشان دي حياتي الجديده
ثم اكملت بتساؤل وهي شارده الذهن
- ياترى هتعود فعلا وهحب حياتي الجديده ولا لا
--------------------------------------------- --

- خلاص تمام ابعت الورق بكره وانا هوقع عليه يلا سلام
اغلق احمد الهاتف وتنهد بضيق واغمض عيونه واخذ يتذكر الفتاه التي قابلها
فهي لم تفارق مخيلته لحظه واحده
فلم يعلم لماذا يفكر فيها وماذا حل بيه بعد رؤيتها..... فهو يشعر بتخبط عجيب في كيانه وشعور غريب اجتاحه.. شعور جاهد في تفسيره ولكنه فشل

قطع سيل افكاره طرقات خفيفه علي الباب فتح عيونه ونفض راسه ليخرجها من افكاره التي استولت عليها
فسمح للطارق بالدخول

- حبيب قلبي والله وحشاني
قالها شاب وهو يسير نحو احمد ويرفع كلتا ذراعيه في الهواء، كان في اواخر العشرينات طويل القامه ذو جسد يزينه العضلات، يمتلك شعر اسود لامع غزير وعيون زرقاء صافيه كأمواج البحر وبشره بيضاء ولكن ملامحه يرتدي بنطلون جينز وتيشرت ابيض فكانت ملامحه الرجوليه تنطق بالوسامه الشديده

احمد بإبتسامه مرحه وهو يرجع بجسده للخلف باسترخاء مستندا علي ظهر الكرسي
- عاوز ايه ياخفيف ماانا لسه شايفك امباراح احنا هنستهبل ومن امتي وانت بتخبط قبل ماتدخل ايه الادب دا
جلس الشاب باسترخاء ووضع قدم فوق الاخرى قائلا بمرح وهو يبتسم
- هو دا شويه دا عدي عشر ساعات وخمستاشر دقيقه علي اخر مره شافتك فيها فاكيد وحشاني طبعا
ثم اكمل مصطنع الادب والاحترام بصوت خافض
- وقولت مثلا مشغول في حاجه فخبطت الحق عليا بحاول اتعامل بأدب

احمد بابتسامة ساخره بمرح
- دا انت بتعد الساعات كمان وبتحاول تتعامل بأدب لا كدة كتير عليا يا عمر
عمر بابتسامه مرحه
- مافيش حاجه تكتر عليك ياغالي ياابن الغالي
احمد وهو يضيق عينيه بإدراك قائلا بهدوء ببطء
- عاوز ايه ياعمر انت عارف الطريقه والداخله اللي داخل بيها دي مش بتاكل معايا الكلام دا تقوله للبنات الشمال اللي بتسهر معاهم كل ليله لكن انا احمد اللي عارفك كويس وعارف لما تدخل عليا بالطريقه دي تبقي عاوز حاجه فإنجر علشان مش فايقلك

عمر مصطنع الحزن وهو يمط شفتيه للامام كالاطفال
- كدة ياصاحبي يااخويا هو انا مش لازم اعبر عن حبي ليك دا انت اخويا
ثم اكمل وهو يبتسم بخبث ويرمقه بشك
- وبعدين تعالي هنا مالك كدة حاسس في حاجه كدا متغيره فيك في ايه هاااا
ابتسم احمد بمحبه فصديقه عمر يعرفه جيدا ويعلم اذا كان حزين او مهموم او سعيد من نبره صوته وملامحه، هم أصدقاء من الطفوله ولا يخفوا شئ عن بعضهم

تتهد احمد بحيره
- مش عارف ياعمر اقولك ايه حصل حاجه كدة النهارده الصبح وانا من ساعتها حاسس اني مش علي بعضي كدة
عمر وهو يهتف بمرح لا يخلو من الخبث
- مين اللي يقدر يخلي احمد باشا مش علي بعضه كدة
ثم وضع يده علي فمه مصطنع الدهشه
- لا مش معقول تكون بنت

ضربه احمد بخفه علي راسه
- ايوه يا خفيف بس مش زي ماانت متخيل
عمر وهو يغمز بخبث بابتسامه مرحه
- اومال ايه علشان انت عارف انا دماغي شمال وهفكر في حاجات.....
قاطعه احمد وهو يضربه بقوه علي ذراعه
صرخ عمر مصطنع الالم قائلا وهو يتأوه بغضب ويفرك ذراعه
- دراعي ياعم براحه ايدك دي ايه ياساتر

رفع احمد حاجبيه بعدم تصديق
- والله
ثم اكمل بتحذير وتهديد وهو يرفع إصبعه الاوسط امام وجهه
- طب اتلم بقا إلا والله مش هقول حاجه
عمر سريعا قائلا بلهفه وهو يحرك يده بالنفي
- لا لا خلاص قول وهسكت خالص ومش هتكلم
ثم وضع يده علي فمه
ابتسم احمد ثم قص علي عمر ماحدث في صباح اليوم وهو ينظر الي جهه اخرى

نظر احمد الي عمر عندما لم يسمع منه رد كان عمر يضع مرفقيه علي المكتب ليسند بفكه علي مرفقيه وارتسم علي وجهه ابتسامه خبيثه
تأفف احمد ثم وقف قائلا بحده
- ايوه ماهو انا مكنتش عاوز اقول علشان اللي هتعمله دا
وقف عمر امام احمد قائلا مصطنع البراءه
- هو انا اتكلمت او عملت حاجه
احمد وهو يرفع حاجبيه بعدم تصديق
- هو انت مش شايف الابتسامه اللي كانت علي وشك وانا بتكلم

عمر مصطنع عدم الفهم
- ابتسامه ايه
ثم اكمل مصطنع البراءه
- لا مااخدتش بالي يمكن ابتسمت كدة من غير مااقصد ماهو صاحبي لاول مره يحكي عن بنت، فلازم ابتسم واضحك جامد كمان
قال عمر جملته الاخيره بابتسامه خبيثه

حمحم احمد وجلس علي كرسي المكتب باسترخاء كما كان سابقا قائلا بلا مبالاه
- طب اقفل علي الموضوع دا ولا كأني قولت حاجه
جلس عمر قائلا بلهفه
- نقفل ايه انا ماصدقت ياعم انك اتكلمت علي بنت بالطريقه دي شكلك حبتها
احمد وهو يبتسم بسخريه واستنكار
- حب ايه ياعمر ايه الهبل دا، احب واحده اول مره اشوفها ولا اعرف عنها حاجه ومتكلمناش مع بعض اصلا

عمر قائلا بابتسامه عابثه وهو يغمز بمرح
- دا اسمه حب من النظره الاولي
تنهد احمد بنفاذ صبر قائلا بتحذير وهو يرمقه بنظرات حاده قاتله
- عمر قولنا نقفل علي الموضوع
تأفف عمر بغضب واشاح بوجهه عنه وهو يتمتم بكلمات غاضبه

ابتسم احمد ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامته وارتدي قناع البرود
- قولي كنت جاي ليه
حمحم عمر وهو ينظر إليه
- الاجتماع بتاع النهارده مش هعرف احضره
ثم اكمل برجاء وتوسل
- لو ينفع يعني السكرتيره بتاعتي هي اللي تحضره مكاني عندي اجتماع تاني اهم منه
احمد قائلا بصرامه
- عمر انت عارف الاجتماع دا مهم جدا ولازم تحضره
عمر بجديه
- ايوه عارف ماانا قولتلك السكرتيره هتحضر مكاني وهتعمل كل اللي هعمله كأني موجود بالضبط متقلقش انت بس ماانا برضو خايف علي الشركه وعلي شغلي ماانا ليا اسهم هنا برضو وعمرى ماقصرت في شغلي وانت عارف كدة كويس

تنهد احمد ثم رفع حاجبيه قائلا باستغراب وهو يضيق عيونه بشك
- استني هنا اجتماع ايه دا اللي اعرفه مافيش اجتماعات في الشركه النهارده غير الاجتماع اللي مش عايز تحضره دا
حمحم عمر قائلا بتوتر وهو يحك مؤخره راسه
- لا ماهو مش تبع الشركه دا تبعي
رجع احمد بجسده الي الخلف مستندا علي ظهر الكرسي باسترخاء وهو يتطلع اليه بنظره ذات مغزي
- تبعك قول كدا بقا
عمر مصطنع البراءه والصدق
- والله مش زي ماانت فاكر دا اجتماع مهم مع اعز صديقه ليا ومحترمه جداااا ومش زي بقيه البنات

احمد بحزم
- دي المره الميه اللي تقول اعز صديقه ومحترمه وتطلع في الاخر واحده شمال من اللي تعرفهم
ثم تنهد بقله حيله قائلا وهو يبتسم بسخريه
- بس ماشي هصدق بس قولي مين دي ياترى مافيش غير واحده بس جنا بس هي في امريكا ولا رجعت وانا معرفش
كاد عمر ان يتحدث فقاطعه احمد وهو يرفع اصبعه الاوسط امام وجهه بتحذير
- ومتقولش واحده تانيه محترمه غير جنا وصاحبتي والجو دا لأني عارف كل اصحابك المحترمين علشان اصحابك هم اصحابي من واحنا صغيرين فبلاش تستهبل

تأفف عمر بضيق قائلا بإحباط
- يووووه يااحمد الواحد ميعرفش يحور عليك ابدا فاهمني انت دايما
ضحك احمد بصخب
ليكمل عمر بغضب وهو يتنهد بضيق
- ماشي ياأحمد اضحك واللي هقابلها دي واحده شمال ومش اجتماع مهم بالنسبه ليك
وفي نظرك
ثم اكمل وهو يبتسم بخبث
- بس في نظرى مهم جدا
تنهد احمد بضيق ليكمل بأمل
- نفسي تتدخل عليا مره كدا وتقولي بطلت خلاص ومش هعرف بنات شمال تاني وهكتفي بواحده بس اللي هكمل معاها بقيه حياتي وهتجوزها

ضحك عمر بشده قائلا بمرح
- لا انسي دا في الاحلام وبعدين اعمل ايه هم اللي بيجروا ورايا علشان عيوني الزرقاء اللي بتسحر البنات كلها
ثم رفع وهو يضم كلتا يديه معا ليدعو قائلا بحزن
- ربنا يرحمك ياامي ورثت منك احلي حاجه عيونك الزرقاء دي
ثم نزل يديه ليكمل بمرح وهو يبتسم بسعاده
- ويخليك ليا ياابويا بدعيله كل يوم هو اللي اتجوز امي الاجنبيه ذات العيون الزرقاء

ارتفغت ضحكات احمد وعمر لدقائق
ليكمل احمد بحده بعد ان هدأ من نوبه الضحك
- عمر انت عارف انك في مصر والحركات بتاعتك دي متنفعش هنا تنفع في امريكا
حمحم عمر ليسأل بتوتر
- حركات ايه بس انا عملت حاجه
احمد بجديه
- عمر انت فاهم اقصد ايه انت كل يوم مع واحده شكل وبتسهر ومش بتسيب بنت في حالها حتي البنات المحترمه فاكرهم زي البنات الشمال اللي تعرفهم وبتوقعنا في مشاكل بسبب كدة كل شويه الكلام دا في امريكا مش في مصر لو عاوز تعمل الكلام دا سافر امريكا واعمله

تأفف عمر قائلا بغضب
- هو كل يوم تقول كدا انت مش بتزهق
احمد بحده
- لا مش بزهق وهفضل اقول كدة لحد ماتعقل وتبطل اللي بتعمله دا
عمر قائلا بهدوء وصدق
- حاضر يااحمد اوعدك هحاول ابطل اول لما القي البنت اللي هتخطف قلبي واحاسها مش زي بقيه البنات اللي اعرفهم خلاص كدا وانا وعدتك اهو وانت عارف عمرى ماخلفت بوعدي
تنهد احمد براحه
- ماشي ياعمر لما نشوف ياريت البنت دي تيجي بسرعه

ضحك عمر قائلا ببرود
- والله وانا نفسي اشوف شكل البنت اللي هتقدر تعمل كدة واشك ان مافيش بنت تقدر تخطف قلبي وتبقي مختلفه عن بقيه البنات
عمر بابتسامه خفيفه قائلا بأمل
- لا هيبقي في متقلقش انا واثق وبكره تشوف
عمر قائلا بخبث وهو يبتسم
- ماشي ياعم وممكن تحصل زي ماحصلت معاك كدا النهارده الصبح عمرى ما كنت اتوقع يجي اليوم وبنت تخطف قلبك

رمقه احمد بغضب
فضحك عمر
- خلاص خلاص هسكت اهو، كأن كلامي صح وبكره تتأكد لما تشوفها تاني
احمد ببرود وعدم تصديق
- وانا هشوفها فين وانا معرفش حاجه عنها
عمر بابتسامه خفيفه
- زي ماقابلتها اول مره صدفه ممكن تقابلها صدفه تاني وساعتها لازم تعرف اسمها وساكنه فين ومتسبهاش
لم يرد عليه احمد فااكتفي بالنظر إليه ببرود

تنهد عمر بضيق ووقف قائلا بإحباط
- اكيد مش هترد انا متوقع منك ايه غير نظراتك البارده دي يلا انا همشي بقا ومش هحضر الاجتماع زي ماقولتلك وهعتبر انك وافقت
تنهد احمد باستسلام
- ماشي ياعمر بس متتعودش علي كدا مش كل مره ماشي
احمد بابتسامه خفيفه قائلا وهو يلوح بيده في الهواء
- مااشي يلا هطير انا باي
خرج عمر بينما تنهد احمد بضيق محدث نفسه
- ياتري هشوفك تاني فعلا بتمني كدة
--------------------------------------------------
في نفس التوقيت في إحدى المقاهي

قالت علياء الخادمه بقلق لشقيقتها هاجر التي تكبرها بخمس اعوام
- انتي متاكده انك كويسه ومش محتاجه تروحي للمستشفي
هاجر بصوت خافض بتعب
- قولتلك ايوه ياعلياء انا عارفه ان دا دور برد بس شديد انا بس عايزاكي تروحي تودي الطلبيه دي للعنوان اللي في الورقه علشان مدير المطعم مش هيوافق يديني اجازه بقيه اليوم حتي لو بخصم ومش عارفه اعمل ايه فمفيش حل غير انك تروحي بدل مني وتسلمي الطلبيه

علياء بغضب
- راجل معندوش دم وز....
قاطعتها هاجر وهي تتنهد بنفاذ صبر قائله بتعب
- مش وقته شتايم يلا بقا روحي واعملي اللي قولتلك عليه ومتقلقيش عليا انا هاخد مسكن وهبقي كويسه يلا قبل ماالراجل يعرف
قالت جملتها الاخيره برجاء
تنهدت علياء باستسلام وانطلقت الي العنوان وهي تسب وتلعن في الرجل صاحب المقهي
-----------------------------------------------
بعد مرور ساعه
وصلت علياء الي الشقه لتسلم طلبيه الطعام فأخذت تقرع جرس باب الشقه عده مرات ولكن لم يأتيها رد سوي صوت ضحكات امرأه بصخب

تأففت علياء قائله بغضب
- ايه قله الادب والذوق دي بقالي ساعه برن وهي ولا هنا مش فالحه غير في الضحك وخلاص ايه الناس دي يارب
فأخذت تطرق بعنف علي باب الشقه وهي تسب وتلعن فيها

فانفتح الباب بعد محاولات عديده فنظرت علياء الي المرأه التي فتحت الباب من اعلاها لادناها باشمئزاز فكانت ترتدي قميص احمر قصير وعاري جدا شفاف بشكل فاضح وترتدي فوقه روب احمر شفاف ولكن لم تغلقه
كادت المرأه ان تتحدث فقاطعها عمر وهو يصيح بتساؤل وكاد ان يقترب منهم
- مين ياسوسو علي الباب

توسعت عينيها بصدمه عندما رأته فهي تعرفه لانه يأتي دائما الي الفيلا وتعلم ايضا بأنه زير نساء قليل الحياء فهي لم تسلم ايضا من نظراته الوقحه والخبيثه ولم تسلم من محاولاته العديده لايقاعها لكنها كانت دائما توقفه عند حده ولم يتلقي منها سوي البرود والرفض

اقترب عمر منهم ولف ذراعه حول خصر المرأه وهو ينظر الي علياء من اعلاها لادناها بعدم اهتمام
قالت المرأه برقه ونعومه
- دا ياحبيبي بتاعت التوصيل انا طلبت اكل لينا علشان عارفه انك هتكون جعان من تعب الشغل
رفع عمر كفها ليضعها علي فمه يطبع قبله رقيقه عليها قائلا وهو يبتسم بهدوء
- حبيبي اللي حاسس بيا وفاهمني
ضحكت بصخب وهي تقبله علي وجنتيه

فنظر الي علياء التي كانت تتابع كل ذلك باشمئزاز واحتقار وكانت تشعر بانها علي وشك التقيؤ فابتسم عمر باستمتاع عندما قرأ ملامح وجهها فكادت ان تتحدث علياء بغضب
فقاطعها عمر وهو ينظر الي المرأه
- ادخلي انتي جوا ياحبيبتي وانا هاخد الاكل وهدفع الفلوس
اومأت المرأه وطبعت قبله علي وجنتيه ودلفت الي الداخل بخطوات متمهله باغراء
فاخذت علياء تسب وتلعن فيها

فنظر عمر الي علياء قائلا بسخريه وهو يبتسم
- وانتي بقا ايه اللي جابك هنا مش المفروض تبقي موجوده في الفيلا دلوقتي ولا هربتي مثلا علشان تلاحقي شغلك التاني اللي محدش يعرفه
تنفست علياء عده مرات وهي تغمض عينيها محاوله تهدئه نوبه الغضب التي لو تركتها ستنفجر فيه كالقنبله
فقالت بحده وهي تجز علي اسنانها
- لو سمحت اتفضل خد الطلبيه وهات الفلوس خليني امشي

عمر ببرود وهو يخرج النقود من جيبه ويمد يده بالنقود امام وجهها قائلا بتهكم
- خدي الفلوس اهي ولا فاكره ان انا مبسوط اووي اني واقف معاكي
مدت يديها لتاخذ النقود وهي ترمقه بغضب لكنها شهقت بصدمه عندما جذبها من ذراعها لتلتصق بصدره الصلب قائلا بصوت خافض بخبث امام شفتيها
- مش ناويه بقا تنفذي اللي انا عايزاه دا حتي هديك فلوس عمرك ما هتحلمي بيها وتكفيك سنه قدام من غير بهدلت الشغل دا

احمر وجهها من الغضب والغيظ فادفعته بعنف من صدره وكادت ان تصفعه فامسك يدها بقوه فشدد من قبضته حول معصمها وهو ينظر إليها ببرود
فتأوهت بشده وهي تصيح بغضب
- سيب ايدي ياح....
قاطعتها المرأه وهي تهتف باسم عمر من داخل الغرفه

فترك معصمها فاخذت النقود بعنف وهي ترمقه بغضب وسارت سريعا الي ان خرجت من العماره
فظل عمر في مكانه ينظر في اثرها بشرود وبوجه خالي من المشاعر لكنه دلف واغلق الباب بعنف هز ارجاء الشقه بعد ان هتفت المرأه باسمه مره اخرى من الداخل
----------------------------------------------
بعد مرور عده ساعات
خرجت جميله من الغرفه لتذهب الي المطبخ كانت تخفض رأسها وهي تسير فصطدمت في جسد ما بقوه

- اسفه مخدتش بالي
قالتها الفتاه التي اصطدمت في جميله
جميله بهدوء ومازالت تنظر الي الارض
- لا ولا يهمك انا اللي....
ثم صمتت لتنظر اليها بعدم تصديق وتوسعت عيونها بصدمه
- مش معقول

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-