Ads by Google X

رواية طريقي المبهم الفصل العشرون


 (الفصل العشرون)

- نعم ياختي قولتي ايه
تراجعت نورا الي الخلف بضع خطوات قائله بنبره مرتجفه بخوف
- بقولك انا حامل
صاح بنبره عاليه بوحشيه وقسوه
- حامل ازاي ياروح امك وانتي بتأخدي حبوب منع الحمل ها انطقي
انتفضت نورا بذعر وتراجعت الي الخلف مره اخرى لتصنع مسافه واسعه بينهم.. فكانت كالفريسه الخائفه من الاسد المتوحش الواقف امامها الذي يستعد للهجوم عليها
فقالت بتلعثم ودموع الخوف والرعب التمعت في عينيها
- ماانا... ه.. هو.. الحبوب.. خلصت..ون..نسيت.. يع. يعني اجيب غيرها
احتقن وجهه من شده بالغضب.... ولون عينيه البنيه الفاتحه لم تعد ظاهره من الاحمرار المزيج بالاسود من الغضب الهادر الذي ارتسم داخل عينيه... فاصفعها بعنف وقسوه وهو يزمجر بغضب مما جعلها تسقط علي الارض وهي تتأوه

ثم انحني فوقها واخذ يعتصر عنقها وهو يصيح بصوت عال كالرعد
- انتي هتعمليهم عليا برده... انا عارف الحركات.. نسيتي ولا كنتي قاصده، انتي فاكره ايه.. لما تيجي تقوليلي كدة هاخدك بالحضن وهقول ابني والكلام دا لا ياروح امك
ثم اكمل وهو يرمقها بإحتقار ونفور
- انا ميشرفنيش يبقي عندي ابن من واحده زيك والله اعلم دا ابني اصلا ولا لا
وانتي عارفه كويس انا واخدك بس علشان اسلي نفسي وخلاص فاهمه
ثم ترك عنقها بغضب فاخذت تسعل بشده وهي تضع يدها المرتجفه علي عنقها ودموعها المرتعبه.. المرتعشه هبطت بغزاره علي وجنتيها... وجهها اصبح ازرق اللون من شده الاختناق

وقف محسن وهو يصيح بقسوه وحده
- اللي في بطنك دا هينزل والنهارده جهزي نفسك لحد مااشوف ايه دكتور يسقطك
ثم اكمل بنبره خافضه يملأها التهديد المرعب
- ولا تحبي اسقطك انا واموتك
نفت نورا براسها برعب وهي تضع يدها علي فمها لتكتم شهقاتها المرعبه
فاكمل وهو يشير براسه نحو المنزل المطل علي البحر
- طب يلا ياختي روحي غيري هدومك واجهزي

ظلت نورا جالسه علي الرمال...تتطلع اليه بعينيها التي اغرقتها دموع الخوف والصدمه وجسدها يرتجف وينتفض بقسوه فهي لم تكن تتوقع ان يفعل معاها ذلك... فهي لاول مره تراه بهذه الوحشيه والقسوه... نعم فهي تعمدت عدم اخذ الحبوب اكثر من مره.. لان عقلها الملئ بالطمع والجشع.. شجعها واخبرها بذلك لانه ظن.. اذا حملت سيفرح ويكثر من اعطها النقود وسيتزوجها وستتحاول من عشقيته الخادمه الي زوجته التي ستصبح من اصحاب الفيلا وليس هذا فقط بل عندما يتوفي ستورثه كما سيورثه اولاده وزوجته

صاح محسن بغضب هز اركان المكان
- يلا قوووومي
انتفضت نورا ونهضت سريعا وحاولت ان تسير بسرعه بقدمها الذي تملكها الخوف والارتعاب.. التي اخذت تتعثر وتسقط بين الحين والاخر.. ثم دلفت الي المنزل اخيرا تحت اعين محسن الغاضبه... القاسيه وصدره يعلو وينخفض مكافحا لالتقاط انفاسه المليئه بالغضب والشراسه
---------------------------------------------
في نفس التوقيت

خرجت علياء من الجامعه بعد ان انطلقت سياره احمد
ظلت واقفه لبعض الدقائق وهي تنظر الي ساعه معصمها.. تهمس باستغراب
- معقول تكون لسه جوا المفروض تخلص محاضراتها النهارده قبلي
فشعرت بيد تخبط علي كتفها برفق.. فظنت انها جميله فالتفتت لتقول
- ايه يابنتي مش..
توقفت عن الحديث باعين متسعه من الصدمه عندما شاهدت عمر يضع يده في جيب بنطلونه ويرمقها بهدوء شديد
افاقت من صدمتها وهي تعقد ذراعها قائله بحاجب مرفوع بحده
- يانعم حضرتك جيه هنا ليه

ولكنه ظل صامتا.. ليترك عينيه المشتاقه براحه التي تلمع ببريق الحب تتشبع بكل تفصيله لها... فحمرت وجنتيها وازدادت دقات قلبها اضعاف مضاعفه عندما شاهدت هذا البريق الذي تعرفت عليه علي الفور كما انها تذكرت ذلك اليوم الذي اعترف لها
فالتفتت لتغادر لكنه امسك ذراعها برفق قائلا بهدوء
- راح فين
استدرات علياء قائله بنفاذ صبر وضيق
- وانت مالك
ترك عمر ذراعها ليقول بهدوء ماقبل العاصفه الذي يحاول يكبتها منذ ان راها
- لو كنتي مستنيه جميله فهي روحت مع احمد انا لسه شايفها وهي بتركب العربيه معاه

فغرت فمها بصدمه
- احمد باشا
همهم عمر وهو يعقد حاجبيه باستغراب من صدمتها التي ظاهرت بوضوح عليها
بينما حدثت علياء ذاتها في سرها
بحيره وتعجب
- ازاي تركب معاه العربيه وهي لسه النهارده كانت بتحاول تتجنبه، اكيد في حاجه غلط فرقع عمر اصبعه امام وجهها
فحمحمت علياء وهي ترفع حاجبيها بعدم تصديق
- وانا اعرف منين انك مش بتكدب
تأفف عمر وكاد ان يتحدث
فقطاعته علياء وهي ترفع كفها امام وجهه لتوقفه عن الحديث وهتفت وهي تخرج الهاتف من حقيبتها
- ثانيه انا هتاكد دلوقتي

تنهد عمر وهو يعقد ذراعه امام صدره وينظر الي شفتيها الملطخه باحمر الشفاه وهو يتوعد لها بداخله بغضب.. فمنذ ان رأها هكذا وهو يحاول عدم اظهار غضبه وغيرته بقدر الامكان ثم نظر الي ملابسها الضيقه وهو يتنفس من انفه بعمق عده مرات.. فهو الان كالجندي الذي يحارب عدوه بكل مااوتي من قوه وبالطبع عدوه ماهو الا غضبه وغيرته الذي لو انتصر عليه وخرج من داخله سيقتلها الان بل شك

اخرجت الهاتف ووضعته علي اذنها لياتي صوت جميله بعد عده دقائق فسالتها علياء اين هي.. فجاوبتها جميله كما جاوبها عمر
علياء بسخريه لم تخلو من التعجب وهي تبتعد عن عمر كي لا يسمعها
- هي دي جميله اللي كانت مش عايزه تشوفه الصبح وبتتجنبه
تنهدت جميله بضيق
- اقفلي دلوقتي ياعلياء ولمااشوفك هفهمك علي كل حاجه
ثم اغلقت الخط دون انتظار رد منها بينما تأففت علياء بغضب وحيره وهي تغلق الهانف
- خلاص اتاكدتي يلا علشان اوصلك
قالها عمر ببرود وهو يقف خلفها
التفتت علياء قائله ببرود يوزي بروده
- لا شكرا انا هروح لوحدي

امسك عمر ذراعها ولكن تلك المره كانت بقوه قائلا وهو يجز علي اسنانه ببطء ليعلن بوضوح بانه علي حافه الانفجار فيها
- انا بتكلم معاكي من ساعتها بهدوء وبحاول اسيطر علي نفسي وماانفجرش فيكي بسبب القرف اللي انتي حطه علي بوك واللبس المقرف اللي انتي لبسه دا
اشتعل وجهها بالغضب... فنفضت يده بعنف
لتصيح بغضب وانزعاج
- وانت مالك باللبس اللي بلبسه وانا حره احط اللي حطه
ثم عقدت ذراعها امام صدرها لتهتف بحزم واحتقار
- روح اعمل الشويتين دول علي البنات اللي ماشي معاهم ولا انت فاكر اني هصدق اللي بتقوله و..

صرخت علياء بصدمه وذهول عندما حملها عمر علي اكتافه كشوال بطاطا
واخذت تصرخ وهي تضربه علي ظهره بقوه بقبضه يدها واخذت تحرك قدمها في الهواء وتصرخ فيه بغضب كي ينزلها وهي تسبه وتلعنه... فنظر اليهم الناس والطلاب بصدمه وفضول وهم يتحدثون ويهمسون بصوت منخفض.. فكاد ان يقترب البعض منهم لانهم ظنوا بانه يختطفها
فصاح عمر بابتسامه جذابه مرحه وهو يفتح باب سيارته
- معلش ياجماعه مراتي وزعلانه مني ومش عايزه تروح فبصلحها

ضحك الناس بتفهم وهم ينظرون اليهم
بينما صاحت علياء بغضب وهي ترفض مايقوله بصوت عالي... فإدخلها الي المقعد الذي بجانب مقعد القياده.. فكان يحاول ربط حزم الامان حولها.. لكنها كانت تتضربه بقبضه يدها الصغيره علي صدره بعنف وهي تصيح بوجهه بغضب ليتركها، فتأفف بضيق ولكن ليس لان قبضه يدها تألمه بل لانه مل من صراخها في وجهه كما انه لا يستطيع ربط حزام الامان بسبب حركتها تلك.. فامسك بكلتا يدها يكبلها بيد واحده.. فحاولت التملص من بين قبضه يده المحكمه وصرخها ازداد مما جعل الناس تقترب من السياره واعينهم امتلأت بنظرات الشك... فابتسم عمر بخبث ثم طبع قبله سريعه علي وجنتيها ولكن كانت مليئه بالحب الذي يحمله قلبه نحوها بكل صدق

فتوقفت علياء عن المقاومه وتطلعت اليه باعين متسعه من الصدمه والخجل... وقلبها يخفق في اذنها بعنف بل اذن عمر ايضا
بينما ابتعد الناس عن السياره وهم يضحكون باحراج بعد ان تلاش الشك تماما
عمر وهو يهمس بجوار اذنها بتهديد
- لو حاولتي تعملي حاجه تانيه المره الجايه ولا اقولك بلاش اقولها.. لان اكيد دماغك عرفت انا المره الجايه هعمل ايه اكيد
ثم اكمل بتهديد غاضب من بين اسنانه
جعل اذنها ترتعب بل جسدها ايضا الذي ارتجاف
- واقسم بالله لو حطيتي القرف اللي علي بوك دا او شوفتك باللبس الضيق دا تاني هكسر رجلك وهضربك علشان تفكري مليون مره قبل ما تخرجي بالقرف دا.. وانتي عارفني مجنون واعملها فااحسلك البسي محترم ومحتشم بعد كدة

ثم ابتعد عنها بوجه احمر يصرخ بالغضب والغيره الذين اخذوا ينهشوا في قلبه ولكن سرعان مااختفي كل هذا في لمح البصر عندما شاهد وجهها الصادم الخائف الذي صعدت اليه الدماء فاصبح احمر للغايه فاغلقت عينيها واحتضنت وجهها بين كفيها
ابتسم عمر بعد ان ارتخي ملامحه واغلق الباب وجلس في مقعد القياده بينما فتحت علياء عينيها وهي تنظر من النافذه فشاهدت الناس ينظرون اليها وهم يضحكون فاغلقت عينيها مره اخرى وهي تسب وتلعن فيه بابشع الالفاظ واخفضت راسها ومازالت تحضن وجهها بين كفيها وعقلها المحرج يفكر كيف بعد الان ستنظر في وجه زملائها بعد ما حدث
بينما ضحك عمر بصخب وانطلق بالسياره
-------------------------------------------
- انت دخلتني اوضتك ليه لو سمحت سبني بقا مينفعش كدة اللي في الفيلا هيقولوا عليا ايه
قالتها جميله بغضب وهي تتدلف الي غرفه احمد رغما عنها وتحاول التملص من قبضه يده المحكمه علي ذراعها
تركها احمد بغضب وعنف مما جعلها تسقط علي الفراش فانحني احمد بنصف جسده نحوها فاقترب بوجه المنكمش من الغضب من وجهها المرتجف من الرعب.. فتراجعت براسها الي الخلف خوفا منه.. فابتعد عنها واعتدل في وقفته عندما شاهد ارتجاف ملامحها

ولكنه ظل متماسكا بغضبه وغيرته ولم يستمع الي قلبه الذي اخذ يهتف برقه ولطف ليبتلع غضبه بداخله... فقال بحزم وتهديد وعينيه تنبثق بالغيره فقط
- اسمعي كويس اللي هقوله دا علشان مش هكرره تاني لو شوفتك بالمنظر اللي شوفتك فيه دا النهارده او شوفتك واقفه مع شاب بعد كدة هتشوفي وشي التاني وهوريكي اسلوب مش بحب استخدامه خالص
ثم اكمل بنبره خافضه ببطء مميت
- ولو مش عارفه تختارى لبس محترم قوليلي وانا هجبلك
احمر وجه جميله بشده من الخجل الممزوج بالغضب والانزعاج فكادت ان تتحدث ولكن ابتلعت ريقها وابتلعت معاها حديثها الذي لا تتذكره عندما وضع اصبعه علي فمه وارسل بعينيه تهديد وتحذير واضح
- هش هش مش عايز اسمع منك كلمه او اعتراض واحد علي اللي بقوله الا هنفذ التهديد بتاعي

ثم اكمل بحده وحزم
- اتفضلي روحي علي اوضتك وغيري القرف اللي لابسه دا مش عايز حد يشوفك بيه
اخذت جميله ترفرف عده مرات برموشها الكثيفه البنيه.. غير قادره علي استيعاب ما حدث حتي الان وعقلها الاحمق لا يفهم لماذا يفعل ذلك.. لكنها انتفضت وانتفض معاها قلبها عندما صاح احمد بنبره عاليه وهو يشير الي الباب
- يلا ياااااااجميله
فركضت سريعا خارج الغرفه تاركه احمد يزفر بغضب وهو يمرر انامله بين خصلات شعره.. ثم استلقي علي الفراش بتعب فهو يشعر بانها سلبت وسحبت كل غضبه وطاقته ايضا بسبب ماحدث اليوم
------------------------------------------
بعد مرور بعض الوقت
اوقف عمر السياره امام الفيلا فكان الصمت سيد المكان طوال الطريق
فكادت علياء ان تخرج من السياره فاوقفها عمر وهو يجذب ذراعها بعنف فاشاحت بوجهها عنه كي لا ترى عينيه التي تنطق بالغضب الهادر
عمر بحده وتهديد وهو يجز علي اسنانه
- اللي حصل النهارده دا جزء بسيط جدا من اللي ممكن اعمله فيكي لو شوفتك بالمنظر دا تاني فاهمه

طفح بيها الكيل ماهذا لماذا يفعل كل هذا بأي حق يفعل ذلك
ازاحت يدها من تحت قبضبه يده وكادت ان تطلق كلماتها التي تعبر عن مدي غضبها ولكنها صمتت عندما اسود وجهه من نيران الغضب التي كادت ان تحرقها اليوم وعينيه التي توسعت بتحذير لتصمت... فخرجت من السياره وتعمدت صفع باب السياره خلفها بعنف... لتخرج غضبها وغيظها المكتوم بداخلها قليلا
فخرج عمر من السياره واستند علي السياره عاقدا ذراعه وهو يراقبها ببرود تتدلف الي بوابه الفيلا بخطوات سريعه غاضبه.. فارتفع جانب وجهه في ابتسامه بسيطه ولكن توسعت ابتسامته عندما شاهد احمد يخرج من بوابه الفيلا

احمد وهو يقترب منه ويعقد حاجبيه باستغراب وتساؤل
- بتعمل ايه هنا
عمر بابتسامه ماكره وهو يرمقه بنظره ذات مغزي
- زي ماانت بتعمل
ضيق عينيه بعدم فهم ولكنه ابتسم بادراك وهو يلتفت ويتطلع الي بوابه الفيلا.. فكانت علياء قد ابتعدت ودلفت الي داخل الفيلا

التفت احمد وهو يضع يده علي كتفه ويشير براسه للذهاب
- طب يلا وصلني في طريقك للشركه علشان قولت لمحمد يسبقني هناك بالعربيه
ثم اكمل وهو يغمز له ويشير براسه الي الخلف نحو بوابه الفيلا
- ومنها برده تحكلي علي اللي حصل
حرك عمر اصبعه الاوسط امام وجهه
- وانت برده
------------------------------------------
في منتصف الليل
في غرفه الخدم كانت جميله جالسه علي الفراش وبجوارها علياء
- ممكن تبطلي ضحك بقا بقالك ساعه بتتضحكي
قالتها علياء بغضب وهي تتأفف بغيظ
جميله من بين ضحكاتها
- والله بحاول مش قادره اصل اكيد منظرك وهو شايلك والناس بتبص كان مسخره
ثم انفجرت في الضحك وهي تمسك معدتها التي المتها من كثر الضحك
نفخت علياء خديها ونهضت لتهتف بغضب وحنق
- ماشي انا هطلع وهسيبك تضحكي ولما تخلصي ابقي قوليلي

وكادت ان تسير فاوقفتها جميله وهي تمسك ذراعها وهي تحمحم محاوله تنظيف حلقها من نوبه ضحكاتها فقالت بصوت خافض برجاء وأسف
- خلاص بطلت ضحك اهو اسفه اقعدي بقا
جلست علياء علي الفراش وهي تعقد ذراعها امام صدرها وتشيح بوجهها عنها مصطنعه الغضب
فابتسمت جميله ثم احتضنتها بقوه لتهتف بنبره جعلتها منخفضه رقيقه كي تسامحها
- خلاص بقا يالولو اني اسف
ابتسمت علياء رغما عنها وابعدتها برفق
قائله بشموخ وهي ترفع انفها وتشير نحو قلبها
- خلاص ماشي سمحتك علشان انا قلبي طيب بس

ابتسمت جميله وقبلتها علي وجنتيها بسعاده وحنان
فابتسمت علياء ولكن سرعان ما اختفت ابتسامتها واحمر وجنتيها عندما تذكرت مافعله عمر
فلاحظت جميله ذلك فنكزتها في كتفها وهي تغمز لها بابتسامه مرحه ماكره
- في ايه ها افتكرتي اللي حصل ولا ايه
قذفتها علياء بالوساده بغيظ وخجل
فنفجرت جميله في الضحك
علياء وهي ترفع اصبعها امام وجه جميله
- تاني ياجميله
وضعت كفها علي فمها لتكم ضحكاتها
- خلاص سكت اهو

رمقتها بغضب ثم ابتسمت بخبث
- سيبك بقا مني دلوقتي خلينا فيكي وفي غيره احمد باشا واعترافه الجميل
جميله وهي تلوي شفتيها بغيظ وحنق
- مش فاهمه يعني ركز في لبسي ليه مايركز في لبس انسه ملك اختك اكيد بتلبس كدة بردو
نفت علياء براسها قائله بتاكيد
- لا والله ابدا انتي بتقولي ايه دي لو عملتها يبقي يومها اسود... عمرها ماخرجت بلبس ضيق ابدا بالرغم من انها مش لابسه حجاب بس بردو بيخليها تلبس طويل وواسع
همهمت جميله ثم تنهدت بضيق وحزن لتهمس وهي تخفض راسها بانكسار
- بس بردو الله اعلم يمكن كل دا تمثيل علشان بيضحك عليا زي ما قالت نورا

ضربتها علياء بخفه خلف راسها بغيظ فتأوهت جميله وهي تضع يدها خلف راسها وتتطلع اليها بغضب
علياء بغيظ وحده
- انتي هبله يابت حد يصدق الحربايه نورا دا انا لو مكانك وقالت كدة هصدق ميه في الميه ان هو بيحبني

رفعت جميله حاجبيها بعدم اقتناع وعقدت ذراعها قائله باستنكار
- ياسلام ازاي بقا ان شاء الله
تنهدت علياء بنفاذ صبر قائله بعقلانيه
- علشان هي اتغاظت منك لما سمعت اعترافه ليكي زمانها بقا قالت
ثم اكملت محاوله تقليد صوتها
- اشمعنا هي ومش انا وهو شكله بيحبها بجد علشان هو مش من النوع اللي بيلاعب بالبنات، وكمان ممكن تتجوزه، يعني تتجوز ابن الباشا الغني لا مش هسمح بكدة انا هخليها تفهم ان هو بيضحك عليها ومش صادق في كلامه
ثم تنفست بعمق وهي تبتسم

ضحكت جميله بشده قائله من بين ضحكاتها وهي تحرك يدها باعجاب
- لا انتي رهيبه قلدتي صوتها بالضبط
رفعت علياء راسها بشموخ قائله بتكبر
- مش ايه حد انا
ثم انفجروا في الضحك فهدأت جميله من نوبه الضحك واخذت تفكر لبعض الوقت فيما قالته علياء وشعرت بان حديثها صحيح ولكن مازالت لا تصدق بانه يحبها هي الخادمه الفقيره وترك جميع الفتيات من الطبقات الغنيه
نفت جميله براسها قائله بعدم تصديق واستنكار
- طب ازاي يحب واحده زي انا الخدامه وهو ابن الباشا الغني
اشارت علياء نحو قلبها بحكمه وجديه
- القلب ياستي نعمل فيه ايه بقا القلب لما بيختار مش بيفرق بين الفقير والغني
ثم اشارت نحو راسها لتكمل
- الكلام دا بقا بالعقل بس هو اختر بقلبه مش بعقله

ابتسمت جميله وتنهدت براحه وسعاده فلقد اختفي جميع شكوكها وعدم تصديقها الذي ظل ينهش بداخل قلبها الذي تألم ومل
- سيبك من كل دا انتي بقا بتحبيه
قالتها علياء وهي تتفحص ملامحها بدقه لتجد اجابه
جميله بحيره
- والله مش عارفه حاسه ان مشاعري متلخبطه ومش عارغه بحبه ولا لا
علياء بحماس وهي تبتسم
- طب بصي هسالك شويه اسئله ومنها هتعرفي اذا كنتي بتحبيه ولا لا
اومأت جميله بتردد
فاكملت علياء بهدوء
- لما بتشوفيه قلبك بيدق بسرعه اووي
اومأت جميله بخجل

اكملت علياء وهي تبتسم بمرح وضغطت باصابعها فوق خدها تعتصره بخفه
- لما بيقرب منك خدودك الجميله دي بتحمر
ازاحت جميله يدها بخفوت وهي تضحك
ثم اومأت بخجل
- لما بتلاقيه زعلان او مضايق بتزعلي وعايزه تبقي معاه وتخفيفي عنه وبتحسي برده بزعله او لو كان مضايق من ملامح وشه وبتحبي تهتمي بيه وبتبقي عايزه تعرفي كل حاجه عنه
هزت جميله راسها بتردد

لتكمل علياء ببطء شديد وهي تضغط علي كل حرف من حروف كلماتها بابتسامه ماكره
- طب لما بتشوفيه مع واحده تانيه او حتي لو مش شوفتي لحد دلوقتي، تخيلي كدة دلوقتي لو شوفتيه مع واحده تانيه هتعملي ايه
صمتت جميله لبرهه وعقلها يخيل لها كما قالت علياء فشعرت بنيران حارقه جديده تندلع داخل قلبها مما جعل وجهها يشتعل بالغضب والشراسه وكورت قبضه يدها
لتصيح بغيره وغضب
- دا انا اموتها واموته
انفجرت علياء في الضحك فانطفأت النيران التي اشعلت قلبها وارتخي ملامحها
واخذت ترمش عده مرات بصدمه من ذاتها فهي لم تتوقع ان تتحدت هكذا

علياء من بين ضحكاتها
- واضح جدا بتحبيه اهو يلهوي دا انتي شكلك كدة بمجرد انك تخيلتي اومال لو شوفتي بجد هتعملي ايه مش بعيد تعملي زي ماقولتي فعلا
اخفضت جميله راسها واخذت تحك مؤخره راسها بابتسامه خجوله زينت ثغرها ولكن تحولت ابتسامتها الي ابتسامه حماس مزيجه بالمكر فهتفت سريعا وهي ترفع راسها
- طب وانتي بتحسي بكل اللي قولتيه دا اتجاه عمر
اختفت ضحكات علياء واخذت تفكر لبعض الثواني فيما قالته.. فتوسعت عينيها بصدمه وادراك عندما وجدت بأنها تشعر بكل ذلك بالفعل

فانتفضت واقفه لتهتف بغضب من نفسها
- ازاي اعمل كدة انا اتجننت
نهضت جميله بصدمه وقلق لتحول علياء المفاجئ وهمست وهي تمسك ذراعها
- في ايه مالك اللي حصلك
اغمضت علياء جفونها وزفرت بضيق لتقول بنبره ضعيفه
- مافيش
جميله بتصميم وتاكيد
- لا في وفي انك بتحبي عمر زي ماهو بيحبك
علياء بعدم تصديق واقتناع
- بيحب مين ياجميله الكلام دا لو كان واحد زي احمد باشا كنت هقولك اه.،بس دا عمر بتاع بنات وكل يوم مع واحده شكل والكل عارف كدة من زمان

قالت بجديه وتأكيد وهي تحيط كتفها
- هو هيفضل كدة طول عمره اكيد هتيجي البنت اللي تغيره وتخطف قلبه
ابتسمت بسخريه وعدم تصديق
- طبعا انا البنت دي صح
هزت راسها لتهتف باصرار وثقه
- اه ومش معقول يكون بيمثل ان هو بيغير عليكي حتي لو كان بيمثل ليه انقذ حياتك يوم ماتسلقنا وكان مرعوب عليكي جدا وانا شوفت في عينيه نظرات الرعب فعلا والكل شاف كدة

صمتت علياء لبعض الثواني واخذت تفكر وعلمت بان معها كامل الحق ولكن مازالت خائفه غير مقتنعه... فهي تخاف بان تصدق هذا ومن ثم تكتشف بانه خدعها وبذلك سيتحطم قلبها وسينكسر بقسوه ولن تستطيع ابدا علي ان تعيده كما كان
تنهدت جميله لتهتف بهدوء وجديه
- فكرى كويس في اللي بقوله هتلاقي كلامي صح
ثم تركتها وخرجت من الغرفه.. فجسلت علياء علي الفراش واغلقت عينيها تاركه عقلها ياخذها في رحله ذكرياتها مع عمر منذ ان قابلته
------------------------------------------
- في حاجه حصلت النهارده في الجامعه
قالها احمد باهتمام.. بابتسامه خفيفه وهو يجلس بجوار ملك علي الاريكه وامامهم ماجده وعينيها تتراقص من الفرحه علي توطدت علاقتهم.. محتفظه بابتسامتها الدافئه
نفت ملك براسها
- لا مافيش جديد يوم زي كل يوم
اومأ احمد وهو يبتسم ثم اكمل وهو ينظر الي ماجده ويحيط كتف ملك بذراعه
- ماما احنا بكره عايزين نعمل حفله صغيره هنا في الجنينه علشان وقعت صفقه كبيره مع ناس تقيله من برا فهنعمل حفله صغيره وهنعزمهم في الحفله دي وهنعزم شويه ناس كمان

هزت راسها بابتسامه هادئه
- خلاص ماشي هنادي الخدم دلوقتي وهقولهم وكمان في بكره اثنين خدامين هيجوا يساعدوا في شغل الفيلا
هز راسه برضا.. فهتفت ماجده علي خديجه وامرتها بجلب الجميع
بعض مرور عده دقائق
اجتمع سمير وجميله وعلياء وخديجه
فنظرت جميله الي احمد بابتسامه واسعه كالبلهاء
بينما كان يتحدث مع ملك ويضحك معها ولم ينظر اليها متعمدا ان يفعل ذلك لانه مازال غاضبا منها

- جميله انتي معانا
قالتها ماجده وهي ترمقها باستغراب
انتفضت جميله قائله باحراج وهي تخفض راسها
- احم اه معاكي
ابتسمت ماجده لتهتف بأمر
- خلاص تمام يلا راحوا ناموا علشان تصحوا من بدرى
اومأ الجميع وذهبوا
بينما التفت احمد بابتسامه ضئيله وهو يراقب جميله التي اتجهت نحو غرفتها
------------------------------------------
في اليوم التالي
كان الجميع منهمك في تحضيرات الحفله فلحسن حظ علياء وجميله بان اليوم... يوم الجمعه لا يوجد جامعه.. فلو كان يوجد جامعه فلن يستطيعوا الذهاب بسبب تحضيرات الحفله الكثيفه بالرغم من وجود اثنين غيرهم جلبتهم ماجده الا ان مازال العمل كثيف عليهم
جاء الليل سريعا
وبدا الجميع في حضور الحفله فكانت ملك وماجده واقفين مع احدي سيدات رجال الاعمال وبناتهم بينما احمد وعمر كانوا يرحبون بالضيوف ويتحدثون مع رجال الاعمال

- يلهوي دي حفله صغيره دي اومال لو كانت كبيره كانت هتبقي عامله ازاي
قالتها جميله وهي تتطلع بدهشه الي الحاضرين
ضحكت علياء
- مكنتش هتكفي تتعمل هنا اصلا كانت هتتعمل برا قاعات بقا.. فنادق حاجه كبيره يعني.. هنا بيعملوا الحفلات الصغيره بس
همهمت جميله بفهم وهي تبتسم ولكن تلاشت ابتسامتها عندما شاهدت فتاه تضع كفها علي صدر احمد باغراء فكانت ترتدي فستان فاضح فكل جسدها يظهر من خلاله وكأنها لا ترتدي شيئا

فدلفت الغيره والغضب الذي احتلوا قلبها بل كيانها بالكامل.. وكانت تود ان تهجم علي هذه المرأه وتهشم ذراعها الذي تضعه باغراء علي صدره
لاحظت علياء عينيها الصارخه بالغضب تحدق بأحمد فابتسم وكادت ان تتحدث ولكنها صمتت عندما وجدت فتاه تضحك بصخب مع عمر وترتدي فستان احمر يلتصق بحنايا جسدها كجلد ثاني لها
فاخذت تتنفس عده مرات لتهدأ الوحش الذي يشعر بالغيره والغضب الشديد بداخلها فلو تركته سينقض عليهم يقتلهم بلا شك
دلفت الي داخل الفيلا وهي تتمتم بكلمات حانقه غاضبه.. ففعلت جميله مثلها فهي لا تستطيع النظر اليهم اكثر من ذلك

مر بعض الوقت
انهمكت جميله وعلياء والباقي في تقديم المشروبات وحاولوا تجاهل الفتيات التي كانت تقترب من احمد وعمر باغراء حتي لا تنقلب الحفله الي ساحه قتل مليئه بالدماء
اقتربت جميله من طاوله احمد وعمر لتضع المشروبات فارسل احمد لها ابتسامه تحمل الحب والحنان واخذ يتأملها بعشق فالبرغم من انها لا ترتدي سوا زي الخادمين ولكنها في عينيه التي تنطق بالحب اجمل من الباقي الذين يرتدون فساتين فاضحه

بينما شعرت جميله بعينيه المسلطه عليها فابتسمت بخجل ولم تستطيع السيطره علي رغبتها الملحه في النظر اليه.. فرفعت راسها وتتطلعت اليه بجراه غير مباليه بمن حولها فتركت عينيها تتأمله باعجاب فاضح
فكان يرتدي بدله سوداء برزت طوله الفارع وعضلات جسده الرائعه فلقد زادت من وسامته اضعاف مضاعفه
هزها عقلها ليعيدها الي رشدها.. فركضت سريعا باحراج وهي تسب نفسها نحو علياء

بينما كانت علياء تقف بالقرب من طاولتهم وتنظر الي عمر بين الحين والاخر بتردد فكانت تحاول كبح مشاعرها وعدم التأثر بوسامته التي زادت اضعاف مضاعفه في بدلته السوداء
بينما هو لم يزيح عينيه عنها فكان ينظر اليها بحب وعشق فالبرغم من جميع الفتيات الذين يحاولون التقرب منه.. الا انه لم تعجبه سوا علياء التي خطفت قلبه
مر بعض الوقت
وكان احمد وعمر يتحدثون مع رجال الاعمال
ولكنهم صمتوا عندما نظروا الي الامام بأعين متسعه بصدمه.. وملامحهم نطقت بعدم التصديق
-------------------

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-