♟️♟️♟️♟️
أحضان غائبة
السابعة
أحبك
♟️♟️♟️♟️
دلف فوضيل إلى داخل شقة لينا و تركها خلفه تحدق بظهره فى حزن تشعر انه رافض ان يحمل ابنه منها اسمه خشت ان تتبعه و لاول مرة منذ رحب بها بين جدران هذا المنزل رغم قساوة كلماته لها حينها الا انها الان شعرت ان تلك الجدران ليست لها ، التفت فوضيل لها ليراها تقف و على ملامحها التردد فعلم بما يجول فى خاطرها فتنهد و خطى باتجاهها ووقف امامها ليفاجئها بانحائه و حملها فشهقت لينا لتتشبث به فابتسم لها فوضيل لردة فعلها و اتجه بها نحو غرفتهما ليمددها برقة فوق فراشهما فأعتدلت لينا و ابتعدت تلقائيا عنه ، عبس فوضيل من حركتها فجلس بجوراها و قال :
مبروك ..
أحست لينا انه يلقى بالكلمة صافعا اياها بها فألمتها اكثر من صفعات عمها فأغمضت عيناها حتى تخفى دموعها عنه ، تنهد فوضيل مرة اخرى و جذبها الى صدره و ضمها اليه يشتم عطرها بقوة جعلتها ترفع عيناها و تحملق به بدهشة ليجيب فوضيل على سؤالها الصامت الساكن عيناها مزلزلا كيانها :
ريحتك وحشتنى اوى يا لينا و خوفى انى ممكن اخسرك بسبب غبائك مخلينى عاوز اتأكد انك فعلا معايا و ان الفرصة مضعتش انى ارجعك ليا و لحضنى من تانى لانى مقدرش اتخيل انى افقدك ما بالك بقى انى اعرف بالصدفة انك حامل عارفة يعنى ايه حامل يعنى انتى شايلة جوا منك جزء منى شايلة جواكى الحب اللى جمعنا ووحدنا سوا و انتى بكل سهولة كنتى رايحة تسلميه للموت برجليكى .,.
زفرات حارقة خرجت من فوضيل و هو يشدد من ضمها اليه متحسسا جسدها بحنو ليردف مستكملا استرساله فى كلماته التى حبست بداخله طويلا ليقول :
انا نفسى افهم بس انت ازاى صور لك عقلك تروحى لاهلك فالصعيد ايه كنتى خايفة تنتحرى فقولتى اروح للى يقتلونى علشان مخدش ذنب انتحارى ، انتى ازاى تسيبينى يا لينا علشان غلطة لسان خرجت منى فلحظة ضعف و غضب ما انا ياما لسانى بيغلط و قولت لك مبعرفش ازين كلامى و مبعرفش اقول الا اللى جوايا و اللى كتير بيكون غلط لان اندفاعى بيصور لى حاجات مش صح انا عارف انى غلط و انى لازم اتغير و امسك لسانى لانه ممكن فعلا يخسرنى اللى مقدرش على خسارته لكن انك تمشى و تقفلى موبايلك و تخلينى الف حوالين نفسى و الجأ لكل اللى اعرفهم و اطلب مساعدتهم انى الاقيكى دا اللى عاوزك تراجعى نفسك فيه انا قولت لك انى هحاسبك على غلطك بانك روحتى لعمك الشافعى اللى كذبتى علشانه علشان مردلوش القلم اللى ادهولك لكن حسابى الاكبر يا لينا انك خاطرتى بنفسك و بابنى و دا اللى هيكلفك كتير علشان تكفرى عنه ..
ابعدها فوضيل عن صدره و التهم وجهها بنظراته العاشقة لينحنى عليها ملثما أثر صفعات عمها لترتجف لينا بقوة فانهمرت دموعها و تذوقها فوضيل بين قبلاته لها فأعادها الى صدره و احتضنها بقوة و قال :
انا اسف يا لينا اسف انى فكرت انك انتى اللى حاولتى تقتلى كمال و غضبى عليكى وقتها مش لانى فاقد الثقة فيكى لا دا لانى كنت زى المجنون وقتها لما فكرت فاللى ممكن يجرالك بسبب العملة دى و انى ممكن اخسرك و معرفش ادافع عنك انتى مراتى يا لينا يمكن اكون فالبداية كنت شايفك واجب كان لازم اعمله علشان اسكت ضميرى لكنى اكتشفت انى بحبك و بحبك اوى كمان و مقدرش ابدا انى استغنى عنك .. بقلمى منى أحمد
ابعدته لينا عنها برفق و حدقت به و احاطت وجهه بكفيها و قالت و هى لا تصدق انها حصلت اخيرا على حب فوضيل لها :
بتحبنى يااااه يا فوضيل عارف كام مرة حلمت انك بتقولى بحبك و كام مرة صحيت من نومى و انا بعيط انك مش جانبى و كام مرة اتمنيت بس انك تبص لى بنظرتك زى دلوقتى انا بجد مش مصدقة نفسى انى سمعتك بتقولى بحبك قولها تانى يا فوضيل قولى بحبك خلينى اصدق انك بتحبنى ..
أقترب منها فوضيل بوجهه و همس لها قبل ان يلتهم شفتيها بقبله انستهما العالم بأسرة :
بحبك و هثبت لك انى بحبك بكل مشاعرى و احاسيسى يا لينا ..
🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐
و هناك فى المشفى.. لاول مرة فى حياتها تعرف معنى الضحك و لاول مرة تسمع صوت ضحكتها بدلا من صوت بكائها و شعرت انها حقا نالت عوضها عما مرت به فتلاشت ابتسامتها رويدا و هى تحدق بوجه اخيها و زوجته التى جلست امامها تقص عليها طرائف عديدة مرت بها فلاحظ كمال تلاشى ضحكتها فربت على يدها و قال بصوت هامس:
انسى اى حاجة كله بقى ماضى ارميه من حياتك ..
زفرت ماسة و مالت عليه وأسندت رأسها الى كتفه و قالت :
انا عاوزة اتعالج زى ما مريم قالت يا كمال انا عاوزة ابقى طبيعية و اعيش و انا مش خايفة عاوزة احب الحياة علشان اغلبها مش اخليها هى اللى تغلبنى ..
ضمها كمال و قبل جبهتها و قال :
من بكرة يا ماسة هشوفلك احسن دكتور يتابع معاكى لحد ما تحسى انك بقيتى احسن لا من بكرة ايه انا من دلوقتى هجيبلك احسن الدكاترة انتى لازم تتعالجى فاسرع وقت علشان تديرى الشغل معانا انتى لازم تتغيرى و تسافرى و تلفى الدنيا كلها و تتمعتى بحياتك و ..
قاطعته مريم فى هدوء و قالت بصوت هامس :
كمال اهدى انت بالشكل دا هتخاوفها و كمان متنساش انها متجوزة يعنى اى خطوة هتاخدها ف حياتها و اى قرار لازم تشرك فيه فوضيل ولا ايه ..
انتبه كمال لكلمات مريم و اعتذر لها فى صمت بعيناه و قال :
الحماسة اخدتنى بس دا ميمنعش انى ابدا ارتب لها جلسات متابعة نفسية لحد مع ماسة تقدر تتعامل مع اى حد من غير خوف او قلق ..
هزت مريم رأسها يمينا و يسارا بعدم ادركت ان كمال سيعانى الكثير مع فوضيل بسبب تنافسهما على كسب ماسة ..
و تنهدت ماسة لتطرق تفكر فيما يدور حولها لتنتبه إلى الوقت فادارت عيناها فى المكان تبحث عنه و عادت ببصرها الى كمال و قالت بصوت ملتاع بعدما ادركت ان زوجها ليس بجانبها :
كمال هو فوضيل فين هو هيسيبنى علشان حاولت اموتك صح هو كان هيموت لينا و لولا انى اعترفت له كان قتلها هو بعد عنى و انت مخبى عليا ..
حك كمال ذقنه و نظر الى مريم يبحث فى عيناها عن المساعدة فرفعت مريم حاجبها و زمت شفتيها لتعلمه انه امام اجابه ردة فعلها مع ماسة غير محسوبة ليحسم كمال امره وهو يحبس انفاسه و يجيبها قائلا :
فوضيل مبعدش عنك يا ماسة هو بس سافر يرجع لينا من عند اهلها و تلاقى بس الطريق هو اللى اخرهم ..
ابتعدت ماسة عن كمال ووقفت فجأة و قالت :
انت بتتكلم جد يعنى فوضيل راح يصالح لينا و مش هيطلقها بجد يا كمال عارف انا فرحانة اوى انها سامحته يعنى كدا فوضيل هو كمان ممكن يسامحنى على عملته معاك ..
حدقت مريم بوجه ماسة و قد تجلت الدهشة على محياها ليغمز لها كمال فقطبت مريم و رفعت اصبعها فى الخفاء و اشارت الى عنقها بعلامة الذبح لينفجر كمال ضاحكا فحدقت ماسة به لثوان لتشاركه الضحكات و هى تعود الى احضانه من جديد..
🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐
تمللت لينا فى فراشها لتستيقظ ببطء و هى تمد يدها تبحث عن دفء فوضيل ليفاجئها فوضيل باحتضانه ليدها و تقبيله اياها فاتسعت ابتسامة لينا و قالت :
انت بتحقق لى كل احلامى مرة واحدة و انا قلبى ميتحملش كل دا يا فوضيل ..
جذبها فوضيل الى صدره و اراح رأسها عليه و قال :
احلامك اوامر يا قلب فوضيل ..
شعرت لينا انها تمتلك العالم بأسرة فحنان فوضيل و حبه الذى اغدقه عليها جعلها تشعر بانها امتلكت سعادتها ، و لكن صوت زفرات فوضيل جذب انتباهها فرفعت عيناها اليه و لاحظت شروده و ادركت انه يفكر فى ماسة فتنهدت بغيرة و همست :
تحب تقوم تروح لها ..
انتبه فوضيل لحديث لينا و ابتسم بخجل فرفعت هى كفها و لمست وجنته و قالت :
قوم روح اطمن عليها و اتأسف لها انك مكنتش معاها امبارح و انا لما افوق هاجى اشوفها و ..
وضع فوضيل اصبعه ليوقف كلمات لينا و قال :
لينا انتى بجد مش زعلانة من جوازى من ماسة بجد بتحبيها و متقبلاها انها تكون جزء من حياتنا و انها تشاركك حبى ..
أعتدلت لينا فى جلستها و قالت و هى تلمس وجهه بيدها :
لو لينا بتاعت زمان هى اللى معاك مكنتش هقبل وجودها ابدا و كنت هحارب لحد ما تسيبها لكن لينا اللى بين اديك و اللى دخلها حبك زى النور ما بيدخل مكان ضلمة و يغير ملامحه و اللى شافت ماسة و عرفتها و اتعاملت معاها و عرفت قد ايه حياتها كانت صعبة و مستحيل اى حد يتحملها انا حبيتها يا فوضيل لانى حسيتها محتجالك زى ما انا محتجالك يمكن اه بغير من وجودها و دى غيرة طبيعية جوا اى ست متحبش ان اى واحدة تشارك جوزها حياته و قلبه و دنيته لكن انا فعلا و بكل صدق يا فوضيل متقبله ان ماسة تبقى مراتك و علشان ابقى صادقة اكتر ماسة بس اللى متقبلاها انما لو كانت واحدة غيرها بظروف حياة غير اللى عاشتها ماسة مكنتش هقبل و دلوقتى يلا قوم اجهز و انا كمان هقوم معاك و نروح لها سوا .. بقلمى منى أحمد
ضم فوضيل لينا اليه و قبل جبهتها و قال :
طيب ينفع القمر بتاعى اللى شايل جوا منه الحب كله يعمل مجهود و ينزل انا شايف لو يعنى تقتنعى برأى انك ترتاحى و انا هروح اطمن على ماسة و هشوف رأى الدكتور فحالتها و لو ينفع تكمل علاج فالبيت هننقل كلنا سوا علشان اقدر اراعيكم انتم الاتنين من غير ما احس انى مقصر معاكم ..
احتضنته لينا و قالت و هى تشعر بأزدياد حبها له :
يا ريت الناس كلها زيك يا فوضيل انا بحبك اوى ..
🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐
أسرع فوضيل فى خطواته و هو يسير فى ممر المشفى وولج الى غرفة ماسة و لكنه وجدها فارغه فبحث عن احدى الممرضات يسئلها عن مكان زوجته فابتسمت له الممرضة و قالت :
الاستاذ كمال طلب انها تتنقل الاوضة بتاعته و المدام موجوده هناك ..
اسرع فوضيل الى غرفة كمال و لكنه تجمد امام بابها و هو يستمع الى صوت ضحكات اطربت قلبه فطرق على باب الغرفة و حين وصله صوت كمال مرحبا دلف اليهم ووقف بجانب الباب يحدق بها ليلحظ كم التغيير الذى نال منها خلال ساعات فابتسم لها لتهب ماسة من جلستها و تسرع باتجاهه ترتمى بين ذراعيه و تقول :
وحشتنى اوى يا فوضيل ..
اشتعل وجه فوضيل خجلا فانفجر كمال ضاحكا حينما لاحظ خجله و قال موجها حديثه الى مريم :
شوفتى يا مريم فوضيل لحد دلوقتى بيتكسف رغم انى حاولت اغيره كتير لكن هو زى ما هو فوضيل و مش هيتغير ..
وكزته مريم و قالت :
وماله لما يفضل على طبيعته هو لازم يتغير و يبقى نسخة مكررة من الرجاله و بعدين يا حبيبى اساسا عيلة الزينى كل نسخة فيها ملهاش زى فالدنيا كلها ..
مال عليها كمال و همس فى اذنيها ليحمر وجه مريم خجلا فلزمت الصمت .,.
بينما جذبت ماسة فوضيل ليجلس بجانبها و اسندت رأسها على كتفه و قالت :
طمنى على لينا هى بخير هى سامحتنى يا فوضيل علشان يعنى انا السبب انك تشك فيها..
ربت فوضيل على كف ماسة التى ضغطت به على يده و قال :
لينا بخير و كانت عاوز تيجى لكن انا قولت لها تريح لانها حامل ..
ابعدت ماسة رأسها عن كتفه و حدقت بوجهه و نظرت الى كمال و مريم لتلحظ خفضهما لعيناهما فعادت بعيناها الى فوضيل و وقفت تحدق به لتدوى كلماتها فجأة بقولها و هى تصيح :
انا كمان عاوز اكون حامل زى لينا يا فوضيل انت ليه بتفرق بينى و بينها فالمعاملة..
غصت مريم ليربت على ظهرها كمال و هو يرى وجه فوضيل مشتعل من حرجه فقال فوضيل مرتبكا :
ماسة الكلام دا مينفعش هنا لما نروح بيتنا نبقى نتكلم سوا ..
التفتت ماسة الى كمال ليحمر وجهها خجلا و هى ترى ملامح الحرج على وجهى كمال ومريم فتنهدت و جلست و قالت :
طيب يلا بينا نروح و نتكلم فبيتنا انا خفيت خلاص و بعدين زى ما لينا مسبتنيش و انا تعبانة انا كمان مينفعش اسيبها و هى فالظروف دى ..
حدق بها فوضيل ثم حدق بوجه كمال و قال :
طيب بعد اذنكم يا جماعة هاخد ماسة برا شوية محتاج اقول لها حاجة ..
وقف كمال واستند الى مريم و قال :
لا خليكم هنا انا هاخد مريم و ننزل الكافية تحت خد راحتك انت ..
ابتسم كمال لمريم و تأبطت هى ذراعه و هى تبتسم لعيناه ليغادرا و يغلقا الباب خلفهما فأعتدل فوضيل فى جلسته و قال لماسة :
ممكن افهم ايه الكلام اللى قولتيه دا بقى فى واحدة عاقلة تقول كدا ادام اى حد ..
مالت ماسة على كتفه برأسها و قالت :
و فيها ايه كمال اخويا و ..
ابعدها فوضيل و قال بحده خفيفة :
ماسة التحليل هو اللى هيحدد و لحد ما نتيجته تظهر اتمنى انك تراعى شعورى و بلاش تاخدى راحتك اوى كدا مع كمال و حتى لو كمال اخوكى انا جوزك و من حقى أغير عليكى لما تدلعى بالشكل دا و تضحكى زى ما سمعتك معاه كدا و انا داخل دا غير طبعا الاستاذ اللى زعل اوى لما عرف انى اتجوزتك ..
عقدت ماسة حاجبيها و قالت :
اول مرة تكلمنى كدا يا فوضيل و بعدين انا مكنش قصدى اى حاجة انا اتكلمت عن ابسط حق ليا احنا لينا كام شهر متجوزين و انت و انا اخوات و بعدين مين دا اللى زعل و انا معرفش اى حد غيرك و غير مصطفى و زفت رضوان و..
وقف فوضيل فجأة و عقد حاجبيه و قال بحدة :
ماسة الزمى حدك و متجبيش سيرة راجل تانى ادامى ايه مش شيفانى راجل علشان تعددى اللى تعرفيهم ..
وقفت ماسة هى الاخرى لتصيح به قائلة :
انا اللى الزم حدودى و لا انت اللى تخلى بالك من الكلام معايا ممكن تفهمنى سبب ثورتك عليا دى ليه و انا اصلا مبتحركش من مكان الا معاك ..
زفر فوضيل و خلل شعره بيده و قال :
تعرفى حمزة الشافعى منين ..
حدقت به ماسة و اخذ عقلها يردد الاسم لتهز اسمها بالنفى و تقول :
معرفش اى حد بالاسم دا و انا قولتلك انا معرفش غير ..
اسرع فوضيل بوضع كفه على شفتيها يمنعها من التفوه باسمائهم لتحدق به ماسة و تبعد يده عن فمها و تقول :
انت عاوز تسبنى صح و كل اللى بتعمله دا علشان تريح ضميرك لما تسبنى زى ما اتجوزت لينا علشان تريح ضميرك و زى ما اتجوزتنى علشان ترد الجميل لكمال صح ..
دمعت عينا ماسة و اشاحت بوجهها عنه و اردفت قائلة :
خلاص سبنى يا فوضيل و ريح ضميرك انا خلاص مبقتش لوحدى زى الاول بقى معايا عيلة قبلونى بضعفى و سامحونى انى كنت هقتل كمال هو الدكتور قالى و فهمنى كدا النهاردة لما قعد معايا قالى مخفش لانى مش لوحدى معايا اخويا و مراته ووالدته دا غير مصطفى ابن عمى وهدان يعنى خلاص مبقتش لوحدى و مش هخاف لو طلقتــ ..
استمع اليها فوضيل و هو يشتعل غيرة فهجم عليها بغضب مقبلا اياها بقوة يمنعها من اكمال حديثها يضمها اليه بقسوة لينهى قبلته له فجأة و هو يحدق بها و يقول :
اياكى تنطقيها انا عمر ما ضميرى هيرتاح و انتى بعيد عنى يا ماسة انا بحبك ..
بهتت ملامح ماسة و قد اتسعت عيناها من الدهشة و قالت بصوت متلعثم :
ب ب ت حبنى انا انت يا فوضيل بتحبنى بعد ما كنت هقتلك و اقتل كمال ..
تحول حضن فوضيل من القسوة و القوة الى اللين و الحب لتبادله ماسة الاحتضان و تردف بصوت هامس :
انا كمان حاسة ان قلبى فيه احساس عمرى ما جربته قبل كدا احساس قريت عنه كتير لكن مصدفنيش فحياتى و لو دا هو الحب يا فوضيل اللى حساه جوايا يبقى انا بحبك كمان و مش عوزاك تسبنى ولا تبعدنى عنك ..
فتح كمال الباب فجأة ليبتعد فوضيل عن ماسة بحرج فابتسم كمال و قال :
لا الحاجات دى ليكم بيت تعملوها فيه يلا بقى يا فوضيل خد مراتك و امشى الدكتور كتب لها على خروج بس تلتزم بالعلاج و تعمل تحليل الانيميا باستمرار ..
دلفت مريم خلفه و لاحظ ملامح الحرج على وجهى ماسة و فوضيل و همست بعتاب لكمال :
عملت اللى فدماغك و دخلت ..
اجابها كمال و هو يبتسم قائلا :
حبيت اعلم على فوضيل مش اكتر و بعدين انا عاوز اقعد معاكى يا قلبى لوحدنا لحد ما الدكتور يسيبنى اروح انا كمان و بعدين دى اوضتى و عاوز اخد راحتى فيها مع مراتى ..
صاحت مريم بحرج و وجهها يشتعل بحمرة الخجل :
كمال مش معقول كلامك دا ..
احتضنها كمال و قال :
ايه مش من حقى يا مريم ..
اجابه فوضيل وهو يحيط كتفى ماسة بذراعه قائلا :
تمام يا كمال بس خليك فاكرها و جياتك كتير معايا .. بقلمى منى أحمد
صمت فوضيل لوهلة و ضغط على كتف ماسة و قال :
يلا بينا يا ماسة خلينا نمشى بعد ما الاستاذ طردنا ..
غادر فوضيل و ماسة المشفى ليأخذها الى منزلها فدلفت بجانبه و قالت :
اومال فين لينا مش شيفاها هى فاوضتها ..
هز فوضيل رأسه نافيا و قال :
لا انا وديتها بيتها ..
زمت ماسة شفتيها و قالت :
طيب ليه هى مش هترجع تقعد معايا هنا تانى و لا انت خايف عليها منى ..
تنهد فوضيل و قال بجديه :
ماسة شيلى الافكار دى من دماغك و علشان اثبت لك انك غلطانه فظنك انا بفكر ابيع الشقة دى و شقة لينا و اشترى بيت يجمعنا كلنا سوا دا بعد موافقتك طبعا ..
🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐
و بالفعل تم لفوضيل ما اراد بعدما وافقته لينا ايضا على اقتراحه و انتقل الجميع اليه لتفاجأ لينا ماسة بطلبها ان تدخل الى احدى الغرف و تلزمها دون ان تغادرها و كانت لينا قد اتفقت مع فوضيل بتجهيز حفل ل ماسة فاشترت لها فستان زفاف و رتبت لاقامة حفل دعت اليه الجميع دون علم ماسة لادخال السعادة الى قلبها فدلفت لينا الى غرفة ماسة التى صممت ان تجعل ماسة تقيم بها وحدها و قالت :
ماستى حبيبتى ممكن اطلب منك طلب ..
أعتدلت ماسة فى جلستها و تركت الكتاب الذى بيدها وقالت :
اطلبى يا لينا كل اللى انتى عوزاه خير ..
ابتسمت لها لينا و قالت :
عوزاكى تطوعينى فكل حاجة هعملها معاكى من غير ما تسئلى ولا تشوفى ..
حدقت ماسة ب لينا بحيرة و قالت :
طيب من غير ما اسئل و فهمت لكن من غير ما اشوف دى بقى هتيجى ازاى ..
اقتربت منها لينا و اخرجت من جيبها شريطة حمراء و قالت :
هغمى عيونك الحلوة دى لحد ما اشيلها من على عيونك فالوقت المناسب ها موافقة و لا عندك اعتراض ..
اومأت ماسة و قالت :
موافقة اما اشوف اخرتها ايه فطلباتك الغريبة مش كفايا اخترتى لى الاوضة دى و سيبانى فيها لوحدى من ساعة ما جيت من الصبح ..
وضعت لينا الشريط على عينا ماسة و اشارت الى مريم التى دلفت و جعلا ماسة ترتدى الفستان الذى لم يحتاج الى ان تضيف ايا منهما اى زينة الى وجه ماسة لرقتها التى وضحت لهما لتشير لينا الى مريم بالصمت فقالت ماسة بعدما حيرها الصمت السائد :
ممكن اعرف انتو مش بتتكلموا ليه و مين اللى معاكى يا لينا ..
اجابتها لينا و قالت :
مش اتفقنا متسئليش عموما احنا خلصنا و دلوقتى يلا بينا ننزل تحت ..
تأبطت مريم و لينا ذراعى ماسة ليهبطا الى الاسفل ليقفوا فى منتصف البهو مبتعدين عن ماسة التى اخذت تنصت لذلك الصمت من حولها فاتجهت لينا الى زر الضوء و اطفأته و اشارت الى فوضيل الذى تقدم من ماسة و وقف امامها ليحل عن عيناها الشريط فأخذت ماسة تغمض عيناها و تفتحهما حتى تعودت عيناها على الظلام لتحدق بوجه فوضيل بدهشة لينساب فى الظلام صوت موسيقى ناعم فاحتوى فوضيل ماسة بين ذراعيه و اخذ يتمايل معها على صوت النغمات الرقيقة فخفضت ماسة عيناها و تنظر الى ما ترتديه و تجمدت بين ذراعى فوضيل وهى تحدق بنفسها و ابتعدت عنه خطوات و هى تحدق حولها فاضاء كمال المكان لتغمض ماسة عيناها و تفتحهما من جديد و هى تتلفت حولها فلمعت عيناها بالدموع و هى لا تصدق ما ترتديه و عادت اخيرا ماسة بعيناها الى وجه فوضيل فأقترب منها ببطء متحضنا كفها و مقبلا اياه فأندفعت ماسة مختبة من الجميع داخل صدر فوضيل الذى لف ذراعيه حولها و همس لها و صوته يحمل كل الحب :
مبروك يا ماستى ..
انهمرت دموع ماسة فأقتربت منهما لينا و قالت و هى تبتسم :
علشان دموعك دى رفضت احط لك اى مكياج قولت هيبوظ و بعدين اصلا جمالك مش محتاج لاى حاجة توضحه مبروك يا ماسة مبروك يا فوضيل ..
ابتعدت ماسة عن فوضيل لتحضن لينا و تقبل وجنتها و ابتعدت عنها مرة أخرى و قالت :
انا عمرى ما كنت اتخيل ان فى حد فالدنيا ممكن يعمل اللى انتى عملتيه دا يا لينا معقول عملالى انا فرح ..
ابتسمت لينا بصدق و قالت :
علشان انتى تستحقى فعلا يا ماسة يتعملك احلا فرح فالدنيا و علشان تكمل سعادتنا كلنا مع بعض و اديكى شايفة كل اللى موجودين هنا هما الناس اللى بيحبونا بجد انا مش عاوزكى تبكى تانى و من هنا و رايح عيون ماسة لازم تضحك و بس ..بقلمى منى أحمد
فاجأت ماسة لينا بضمها من جديد و اشارت لفوضيل ان ينضم اليهم و همست بصوت خفيض :
فوضيل خلى الموسيقى تشتغل و عوزاك ترقص معانا احنا الاتنين لان لينا هى كمان تستحق ان يتعمل لها فرح و تفرح الانسانة اللى قلبها جميل كدا لازم تشاركنا كل لحظة حلوة ..
و من بعيد وكز مصطفى نيفين و قال بصوت مازح :
شايفة اخوكى قادر و عملها انا مش عارف ليه متعمليش زى مرتات اخوكى و ..
منعت صيحة نيفين مصطفى من إكمال حديثه و هى تقبض على عنقه و قالت :
علشان يبقى اخر يوم فعمرك يا حبيبى انت فاكر ان كل الرجالة زى فوضيل فوضيل دا حالة خاصة و لينا و ماسة نموذج مش موجود فالدنيا و انا يا حبيبى زى الفريك محبش شريك و اليوم اللى تفكر فيه مجرد تفكير تعملها هيبقى اخر يوم فعمرك و خلى بالك انا بقيت صعيدية اكتر منك و مش بهزر ..
انفجر مصطفى ضاحكا و هو يحمل نيفين بين ذراعيه يدور بها فى مكانه و يقول بسعادة و حب :
و انا عمرى ما افكر اعملها لان ربنا اكرمنى بحبيبتى اللى شايفها بكل ستات الدنيا..
و التفت كمال الى مريم و اشار اليها فضمته اليها و قالت :
خلاص يا حبيبى انت عملتها مرة و عدت ف متفكرش تكررها انا قولتهالك خاف على نفسك منى ..
كاد ان يجيبها كمال و لكنه صمت حينما وجد عمه صقر يقترب منه محمر الوجه فحدق به كمال بقلق و قال :
خير يا عمى مالك ..
حك صقر ذقنه بارتباك و قال و هو يزدرد لعابه :
كمال انا عاوز اتجوز ولدتك ..
🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐
#منى_أحمد
🎭#أحضان_غائبة🎭