Ads by Google X

روايه احضان غائبه الحلقه الخامسه


 ♟️♟️♟️♟️

أحضان غائبة 

الخامسة 

ليس ذنبى 

♟️♟️♟️♟️


** حاول كمال ان يتمالك نفسه و عقله يردد ماسة اختك لقد زلزله  قول فوضيل بقوة  شعر انه بعثر فى لحظات اتسعت حدقتاه لينتاب فوضيل القلق عليه فوضع يده على كتفه و هزه ببطء و قال :


_ كمال ..


** انتفض كمال بغته و نظر الى فوضيل بتيه و قال :


_ انت واعى لكلامك يا فوضيل فاهم يعنى ايه ماسة تبقى اختى عارف كام باب لجنهم هيتفتح لو كلامك دا طلع صح ..


** زفر فوضيل بحزن و قال :


_ لما تعرف كل اللى مرت بيه ماسة هتفهم ليه انا بقولك اعمل تحليل يا كمال ..


** و انتحى فوضيل ب كمال فى جانب بعيد و اخذ يقص عليه مأساة ماسة كاملة ، لم يتخيل كمال فى أبشع أحلامه أن ينعدم ضمير البشر هكذا فكيف لقساة القلوب هؤلاء أن يعذبوا طفلة و يكيلوا لها بمثل هذه الوحشية أتلك دموع التى تحرق كيانه فجعلت قلبه ينزف أم أنه يشعر بقلبه يذبح من جديد .،،. وقف كمال كأنه منوم مغناطيسيا و إتجه إلى الغرفة التى ترقد بها ماسة و فتح بابها و وقف أمامها تحدق هى به بخوف و يحدق هو بها بألم أتلك هى أخته تمعن فيها كمال بعيناه ليرى مدى التشابه بينها و بين ملامح طفولته المعذبه و هو يبكى سرا حرمانه من والدته ، تعجبت ماسة من ذلك الذى أقتحم غرفتها دون إذن يحدق بها و عيناه يسكنها العذاب لم تدرى ماسة لما أنتفض قلبها هكذا و أنتابها حنين ممزق أشعرها بأنها تعرفه منذ ولادتها رغم أنها لم تراه من قبل ، ولج فوضيل خلف كمال المتجمد أمام زوجته و لاحظ نظراتهما المعذبه الصامته لتندفع دموعه رغما عنه .,. و وقفت لينا بقلق حينما شاهدت كمال يقف على اعتاب الغرفة يحملق فى وجه ماسة و نظرت الى فوضيل لتشعر بالحيرة  تريد ان تسئله عما يحدث و لكنها خشت ان تتنفس مرت دقاق على الجميع كأنها دهرآ كاملا ليقطعه كمال قائلا و هو يلتفت الى فوضيل :


_ خد لينا و اخرجوا يا فوضيل ..


** كانت نبرات صوت كمال قاطعة لينصاع لها فوضيل دون اى اعتراض فأشار الى لينا لتتبعه فأغلق كمال الباب و التفت الى ماسة التى اعتدلت رغما شعورها بالتعب تتعجب كيف لزوجها ان يخرج و يدعها بمفردها مع ذلك الغريب ، أقترب كمال منها بخطى بطيئة لا يدرى ما يقوله يشعر بالعجز امامها زفر كمال محاولا استجماع افكاره و شتات نفسه ليأتيه صوتها المهتز يقول :


_ ا ن ت - م مين ..


** وقف كمال امام سؤالها عاجزا عن الرد فكيف له ان يخبرها و بعد مرور اكثر من خمس و عشرون عام انه شقيقها أغمض كمال عيناه ليتذكر تلك الصورة التى جمعته بوالده و تكاد تهترىء فى محفظته ليخرجها بأصابع مرتعشه و يمد لها يده بها فحدقت به ماسة بدهشة لتمد يدها هى الاخرى و تأخذها منه و تحدق بها بغرابة و حيرة ليلفت نظرها عينا ذلك الرجل التى تكاد تجزم انها عيناها هى فعادت بنظرها الى كمال و قالت :


_ مين دا اللى فى الصورة دا حد اعرفه ..


** صمتت ماسة و هزت رأسها بالنفى ثم عادت و قالت :


_ لا بس انا عمرى ما شوفته قبل كدا و لا حتى شوفتك انت مين و و ازاى فوضيل يسيبك معايا كدا و يمشى لو سمحت نادى لى فوضيل انا عاوزة امشى من هنا ..


** صمتت ماسة من جديد لتردف بقلق :


_ انت ساكت ليه و بتبص لى ليه ..


** تنهد كمال و فاجأها بجلوسه على طرف فراشها و قال بصوت ممزق :


_ زمان كان فى راجل عايش لنفسه و بس مكنش بيهتم فالدنيا دى الا بالحاجة اللى عاوزها اهمل مراته و ابنه و عاش لمزاجه يتجوز و يطلق و يدخل  فعلاقات ملهاش عدد و مكنش مهم عنده ان كانت حرام و لا حلال طالما نال مراده لحد ما وقعه حظه و دخل فعلاقه استمرت سنين مع واحدة متجوزة كان هو و هى فاكرين انهم مش هيتكشفوا ابدا علشان واخدين حذرهم من ان حد يشوفهم و نسوا ان ربنا موجود و مطلع و عارف بكل فاحشة عملوها و بعدين الست دى حملت وولدت بنت و بعد ما ولدتها بكام شهر اتكشفت علاقاتهم و اتقتلت الست و جوزها و البنت عاشت مصيرها المحتوم بين ناس مبيعرفوش ربنا و لا عندهم رحمة و عاشت تتعاير بامها سنين عمرها كله و استباحوا عرضها و شرفها لحد ما شافوا انها لازم هى اللى تدفع ديه اللى عملته امها و كانوا عاوزين يجوزوها من ابن الراجل اللى امها كانت على علاقة غير شرعية بيه و قبل ما يتكتب كتابها عليه بلحظة واحدة اتجوزها واحد تانى خالص اتجوزها و هو فاكر انه بيرد الجميل للى كان مفروض يتجوزها لكنه مكنش عارف انه بتضحيته دى انقذها و انقذ ابن الراجل من انهم يقعوا فخطئية اكبر من اللى عملتها امها و ابوه لان مكنش ينفع ابدا انه يتجوزها و فيوم جوزها اتسغاث بابن الراجل علشان ينقذ حياتها لان فصيلة دمها مكنتش موجودة و اكتشف انه نفس الفصيلة و لما شافها لاقها شابه ابوه جدا و عرف ان القدر رحمه و رحمها لانهم لانهم  ..بقلمى منى أحمد 


** صمت كمال لا يجروء على الاعتراف بالكلمة رغم طوقه الشديد بأن يصيح بها و لكن وجه ماسة التى استمعت له بعينان مذعوره مصدومه جعله يتوقف فهى الان امامه دامعة العين تنتفض بقوة مزقته لتنزع فجأة انابيب المحلول من يدها و تبتعد عنه الى طرف الفراش و هى تهز رأسها بعنف لينطلق صوت صراخها تنادى :


_ فوضيل فوضيل ..


** مزق صوت ماسة المرتعب قلب كمال فهب واقفا لا يدرى ماذا يفعل ليلتفت الى الباب الذى فتح فجأة و دلف من فوضيل الذى اسرع بخطواته يتلقف ماسة بين ذراعيه محتويا صدمتها و ذعرها لتندس ماسة داخل صدره و هى تقول بألم :


_ طلعوه برا خليه يمشى انا مش عاوزه اشوفه مش عاوزه اسمع صوته دا دا مجنون مجنون يا فوضيل ارجوك ارجوك مشينى من هنا مشينى يا فوضيل ..


** انخرطت ماسى فى بكاء حار جعل فوضيل ينظر بعتاب الى كمال ويقول :


_ مكنش ينفع تقولها دلوقتى يا كمال انا قولت لك لما نعمل تحليل الDNA  كنا نشوف طريقة نعرفها فيها انكم اخوات ..


** اغمض كمال عيناه بأسى ليرى انهيار ماسة بين ذراعى فوضيل فأسرع نحوهم يختطفها من بين يديه ليتركها فوضيل على مضض بعدما رأى نداء و رجاء كمال فى عيناه ان يدعه يحتضن شقيقته لينخرط كمال فى بكائه و ماسة بين ذراعيه فاقدة الوعى فأندفعت الى الغرفة مريم تليها سمية و لينا على أثر سماعهم استغاثة ماسة  ليقف الجميع امام المشهد يحدقون بكمال و ماسة و على وجوهمم ارتسمت الصدمة..


** رفع كمال عيناه الباكية لتصدمه نظرات مريم الصامته المتسائلة و تبحث عن توضيح ليهز رأسه بحزن و يقول بصوت جعلهم يحملقون به اكثر :


_ ماسة هتضيع منى يا أمى اختى هتضيع منى ارجوكى الحقيها يا مريم  ..


** صمت رهيب حل على الجميع بعثره دخول الاطباء الذين اخذوها من بين ذراعى كمال عنوه ليعيدوها الى فراشها فوقف كمال امامهم يترنح فأسرعت مريم اليه فى نفس اللحظة التى انهار بها جسده مرتطما بالارض بشدة ..


🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐


** شخص الاطباء حالتى كمال و ماسة بإنهيار عصبى و تم ادخال كمال الى غرفة للعناية به و جلست سمية و مريم بجانبه يحدقان به فى حزن لتقول سمية :


_ اخر حاجة كنت اتخيلها ان ماسة تكون اخت كمال لولا الصورة اللى كمال كان ماسك فيها و شوفت عيون ماسة و الصاوى مكنتش هصدق ابدا بس ازاى صاوى مكنش عارف انها بنته ازاى حورية متكلمتش و قالت اااه يا ابنى هتلاقيها منين و لا منين الدنيا جاية عليك اوى انت و اختك اتظلمتم ..


** تمالكت مريم دموعها و قالت :


_ لا يا ماما كمال فالاول و الاخر راجل و عذابه كان حرمان لكن مشفش اللى شافته ماسة انا مكنتش اتخيل ان فى ناس كدا دا كان ناقص يوئدوها بصراحة يا ماما من غير ما تزعلى منى وهدان و رضوان ابن حضرتك افتروا اوى و اتجبروا على ماسة ..


** بكت سمية و قالت و هى تعلم مدى قساوة قلب وهدان الذى اشبع بها رضوان و جعلها كالدماء تسرى فى بدنه :


_ وهدان كان شيطان يا مريم كان كل غرضه الفلوس و بس و هو السبب فكل حاجة هو اللى جر صاوى للطريق دا لعبها علشان يكسب كل حاجة فالاخر و النهاية ايه اتعدم و ساب ابنه يعيش باقية عمره بين اربع جدران محكوم عليه باكتر من خمسة و عشرين سنة سجن بعد ما حاول يقتل اخوه و كيم فدته ربنا يرحمها ..


** زفرت مريم و هى تحدق بوجه كمال النائم و الذى سكنت ملامحه شعوره بالاسف و الحزن شعرت انها تريد ان تلمس وجه لتزيل عنه كل شعور مؤلم ينتابه ، مرت ساعات و كمال مستسلم للنوم فطلبت سمية من مريم ان ترافقها الى الكافيتريا حتى يتناولا اى شىء يبعد عنهم شبح الصداع المخيم عليهم فغادرا و تركا كمال بمفرده ،


** و تسللت هى تحت جناح الليل بعدما سمعت إحدى الممرضات تتحدث عنه بهيام و كأنه فارس أحلام الفتيات  الأسطورى فعبست و حينما تأكدت منه بمفرده ولجت إلى الغرفة لتقف أمام فراشه محدقه بجسده تتذكر ما فعله و أحست بكراهيتها تتصارع بداخلها بعنف ف أخرجت تلك السكين التى وصلت إلى يدها بأعجوبة لتقف بجواره تكتم أنفاسها حتى لا تتسبب فى إيقاظه لترفع يدها و تناله بطعنه لم تعلم ما أصابت منه و لكنها أسرعت بالمغادرة قبل أن يراها أحد لتعود إلى تلك الغرفة تتلفت بخوف حول نفسها لتستند بظهرها على باب الغرفة تنتفض بخوف لتنظر إلى يدها المرتجفة تشعر أنها ترى دمائه تلوث يدها  ..


** و فى الصباح لم يكن هناك حديث إلا عن حادث إصابة كمال بطعنه على يد مجهول كادت تؤدى بحياته لقربها من القلب و أمتلأت المشفى برجال الشرطة و رجال صقر يبحثون عن دليل يصلهم بمن حاول الغدر ب كمال...


** دلف فوضيل إلى غرفة ماسة يشعر أن الشياطين تحيط به فرأى ماسة نائمة و بيدها تلك الحقنة التى تنقل إليها كيس الدم المعلق بجانبها .. ليحول نظره عنها و يحدق ب لينا النائمة ليقف أمامها و عيناه تقدح شررا فمد فوضيل يده يهزها بعنف فانتفضت وهبت واقفة يكتنفها الدوار لوقوفها فجأة و نظرت إلى فوضيل الذى قدحت عيناه بنيران غضب تكاد تبطش بها ليصفعها فوضيل بقوة جعلت دوارها يشتد عليها و لم يمهلها فوضيل اى فرصة لينقض قابضا على عنقها فانتفضت ماسة و هى تراه يكاد يزهق أنفاس لينا ف أسرعت بأبعاد تلك الحقنة عن يدها و اندست بينه و بينها تحاول إبعاده عنها لتصرخ فى وجهه بحده و تقول :


_ فوضيل أبعد عنها انت هتموتها ..


** تركها فوضيل و هو يدفعها عنه و صدره يعلو و يهبط بحدة لترتطم لينا بالمقعد فتجلس عليه تتفادى السقوط أرضا فرفعت لينا عيناها و نظرت إليه بصدمه لترى غضبه المستعر ف أستندت على حافة المقعد لتقف أمامه من جديد لتسمع فوضيل يقول :


_ اللى زى دى لازم تموت دى مجرمة ضربت كمال بالسكينة و كانت عاوزة تقتله علشان تنتقم منه انه رفض حبها ..


** هزت لينا رأسها بالنفى ووضعت يدها تلمس عنقها التى كاد فوضيل ان يطيح به و نظرت إلى ماسة لتخفض ماسة عيناها أرضا و بأرتباك فأبتعدت ماسة عن مسار فوضيل و تعود إلى فراشها ورفعت عيناها فجأة و قد تغيرت نظراتها و تلبسها البرود و قالت جليدى :


_ أهدى يا فوضيل لأن مش لينا اللى ضربته..


** صمتت ماسة لتبتسم بتهكم و تردف مستكمله حديثها بصوت خال من الندم :


_ أنا ضربت كمال إمبارح بالليل و كنت عاوزة أقتله و لا انت نسيت انى ليا تار معاه و لا يمكن تكون فاكر إن علشان قال كلمتين هبل عن ابوة الخاين هصدقه و اجرى على حضنه و أقوله اخويا .،. لا يا فوضيل أنا إن كنت راضيت بيك فدا لانك غيرهم انما كمال هيفضل لحد ما اموت ابن الراجل اللى عشت حياته لبسه توب العار بسببه ..بقلمى منى أحمد 


** جلست لينا مرة اخرى لا تصدق اعتراف ماسة و حدقت بملامح فوضيل التى تبدلت كليا ما بين عدم التصديق و الرفض و الالم فأقترب فوضيل من فراش ماسة بأسى ليجلس على طرفه دافنا وجهه بين راحتيه فسالت دموع لينا لعدم ثقة فوضيل بها ليفاجئ فوضيل لينا بتحديقه بوجهها ليزداد حزنا فمحست لينا دموعها ووقفت و اتجهت اليه فى ثبات و قالت :


_ طلقنى يا فوضيل ..


** شهقت ماسة و هزت رأسها ترفض طلب لينا لتكمل لينا كلماتها و تقول :


_ طلقنى و ريح نفسك من عذاب ضميرك اللى لحد دلوقتى مخليك بين نار الواجب و عدم ثقتك بيا انا هروح بيتى يا فوضيل و هستنى تبعت لى ورقة الطلاق عليه .. 


** غادرتهم لينا و هى تتمالك دموعها لتطلق لها العنان و هى تغادر المشفى تشعر بانهيار عالمها الذى رفض ان يعطيها فرصة ثانية ..


** حاولت ماسة ان تتحدث مع فوضيل و لكنه غادر الغرفة متجها الى غرفة كمال ليرى مريم تبكى بصمت بجانبه و ابنائه الصغار محمولين بين ايدى والدته و حماته و شاهد عمه صقر يتحدث الى الهاتف بغضب فاجه الى عمه و قال بصوت خفيض:


_ مالوش لزوم تدور على اللى عملها يا عمى خلاص انا عرفت و لما كمال يفوق هو اللى له الكلمة الفاصلة فالموضوع دا ..


** اغلق صقر الهاتف و حدق بوجه فوضيل بحده و قال :


_ تلاقيها الواطية اللى انت اديتها اسمك و لميتها من الشارع و مسمعتش كلامنا هى اللى عملتها انا هندمها على اليوم اللى فكرت فيه تدخل حياة كمال هخليها تقول حقى برقبتــ ..


** قاطعه فوضيل و قال بحزن و ندم :


_ مش لينا يا عمى اللى حاولت تقتل كمال ..


** هتف صقر بحده جذبت انتباه مريم الى الحديث الدائرليقول بغضب :


_ اومال مين اللى عملها ما تنطق .. 


**  فاجىء كمال الجميع بأعتداله و تصريح القصير بألم  :


_ ماسة يا عمى  ..


** ليحل الصمت و مريم تحدق به و كذلك صقر الذى صاح و قال :


_ و ماسة تحاول تقتلك ليه بينك و بينها ايــ ..


** قاطعه صوت فوضيل يقول :


_ ماسة تبقى اخت كمال يا عمى بنت عمى صاوى و حورية ..


** اتجه صقر بعيناه الى كمال و قال :


_ الكلام دا صحيح يا كمال ما تفهونى الموضوع ..


** اجابه كمال و هو يحتضن يد مريم و يربت عليها :


_ مش مهم الشرح المهم تتصرف مع الشرطة انا مش عاوز ماسة تتمس بحاجة اختى لا يمكن تدخل السجن و لو لساعة واحدة ..


** تبادلت أحلام و سمية النظرات لتضيف مريم و تأكد على رأى كمال قائلة :


_ كمال معاه حق يا عمى ماسة اصلا مضطربة و محتاجة علاج نفسى علشان تتخطى اللى عاشته طول حياتها و ان كانت فكرت تعمل كدا فدا رد فعل طبيعى بالنسبة ليها لان كل حاجة عاشتها و اتعذبت بسببها جسدتها فصورة كمال ..


** ابتسم كمال لمريم ثم نظر تجاه فوضيل الحزين و قال :


_ اوعى تكون عملت حاجة ل لينا يا فوضيل اوعى تكون ظلمتها ..


** زفر فوضيل بحرقة و قال :


_ لينا طلبت الطلاق يا كمال و سابت المستشفى و مشيت ..بقلمى منى أحمد 


** أعاد كمال راسه على وسادته و زم شفتيه و قال :


_ ليه يا فوضيل ليه مجتش و سئلتنى كنت قولت لك بدل ما تظلمها انت بنفسك أكدت ان لينا اتغيرت ليه بعد كل دا تيجى عليها قوم يا فوضيل روح صالحها و اياك تظلمها تانى انا ان كنت فقدت فيها الثقة مرة فدا بسبب الى عملته زمان لكن لما شوفتها و شوفت بعينى اهتمامها و خوفها عليك و على ماسة و اتاكدت انها فعلا اتغيرت ..


🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐


 

** دلفت لينا الى مسكن فوضيل و ماسة و جمعت ملابسها وتركت كل ما اهداها اياه فوضيل لتحمل حقيبتها سريعا و تغادر ووقفت اسفل البناية تبكى ما أل اليه حالها لتشير الى احدى السيارات و تقول :


_ مطار القاهرة لو سمحت ..


** اسرع فوضيل فى قيادة سيارته و هبط دون ان يهتم باغلاقها و اسرع بالصعود الى شقته و دلف اليها باحثا عن لينا ليجد خزانتها فارغة من اشيائها ليقع بصره على كل هداياه لها فأدرك انه تأخر فى الوصول اليها ليهبط من جديد متجها الى مسكنها و لكنه لم يعثر عليه به ليعود فى نهاية المطاف الى المشفى و دلف الى غرفة ماسة التى لاذت بداخلها تخشى ردة فعل الجميع منها ليجلس بجانبها فأزدردت ماسة لعابها و اعتدلت و حاولت ان تتحدث معه و لكن كلماتها خانتها فلم تقل الا :


_ فوضيل انا ..


** التف اليها فوضيل برأسه و قال بصوته الحزين :


_ انا خسرت لينا يا ماسة خسرت الانسانة اللى امنتنى على نفسها و ادتنى كل حاجة من غير ما اطلب و مأخدتش منى الا القسوة و عدم الثقة خسرتها يا ماسة و مش عارف سابتنى و راحت فين ..


** ربتت ماسة على كتفه و قالت بندم :


_ سامحنى يا فوضيل انا السبب فكل اللى حصل انا كنت فاكرة انى لما اخد تارى من كمال قلبى هيدا و هرتاح لكن من ساعة ما ايدى ضربته و انا حاسة بوجع فقلبى حاسة غلطت غلطة كبيرة و انى بقيت مفرقش عن رضوان و وهدان انا بقيت زيهم باجى على المظلوم المظلوم اللى ادانى دمه و بينقذ حياتى فوضيل انا اللى استحق انك تطلقنى و ترمينى انا مستحقش انك تبقى عليا انت كان معاك حق تخاف منى على كمال و مراته انا انسنة وحشة وحشة اوى يا فوضيل ..


** انخرطت ماسة فى البكاء و دفنت وجهها بين راحتيها .,. شعر فوضيل بلمسات خفيفة على كتفه فرفع عيناه ليرى كمال يحاول الثبات فى وقفته يشير له بالا يتحدث و ان يغادر الغرفة و نفذ فوضيل طلبه ووقف خارج الغرفة و اخرج هاتفه ليطلب رقم لينا ليصدمه اغلاقها لهاتفها فاسند ظهره على الحائط يشعر بانه اشترك مع ماسة فى ظلم لينا .,.


** اما بداخل الغرفة فجلس كمال بجانب ماسة و ربت على رأسها فابعدت ماسة وجهها عن كفيها لتحدق بخوف ممزوج بالحزن بوجه كمال لتراه يبتسم لها و يقص عليها ما مر به فى حياته و ختم كلماته التى جعلت دموع ماسة تزداد :


_ انا مش بدينك يا ماسة و عارف ان جواكى نار مش راضية تهدا صدقينى يا ماسة انا حاسس بيكى علشان كدا انا هحترم مشاعرك و هبعد عن طريقك لحد ما نفسك تهدا بس ليا رجاء عندك انا عاوزك تحاولى تتقبلينى حاولى تعرفينى على مهلك صدقينى انا ماليش ذنب فاخطاء والدى الله يرحمه و رغم انى كنت محمله الذنب الا انه لما فدانى بحياته و مات بين ايديا بدل منى حسيت انى مش فاكر ليه الا كل خير و كل لحظة كان بيتكلم معايا فيها و يلعب معايا انا عارف انك معشتيش دا و اتحرمتى من الاب و الام و الحنان و الامان و حتى من الانسانية و عشتى مع ناس متعرفش ربنا لكن اقسم لك انك لو كنتى عرفتيه مكنتيش هتكرهيه رغم كل مساوئه و ذنوبه ماسة انا عاوزك تعيشى حياتك تثبتى للكل انك قوية و تقدرى تتحملى اكتر من اللى مريتى بيه حبى فوضيل لانه يستحق انه يتحب مش لانه ابن عمنا لكن لانه راجل جواه حنان لو اتوزع على العالم كله ميخليش حد بيعانى الحرمان و جواه الامان و ضميره حى عمره ما هيظلمك عيشى يا ماسة و ارمى الماضى ورا ظهرك و اطمنى جوا حضن جوزك ..


** زفر كمال ووقف ليبتعد عنها ببطء و اردف :


_ و دلوقتى انا همشى و صدقينى الوقت اللى هتحبى تتعرفى على اخوكى فيه هتلاقينى فاتح لك ايديا و قلبى و حياتى كلها علشان اعوضك بس تعويضى هيبقى غير تعويض فوضيل لانه هيبقى اشباع لاحساس الاخوة اللى اتحرمت منه لما اتحرمت منك ..


** غادرها كمال و تركها تبكى فى صمت و ابتسم لفوضيل و قال :


_ مراتك مستنياك جوا و اياك يا فوضيل تزعلها دا اختى و انت عارف كمال الزينى اللى يجى على حد منه بيعمل فيه ايه ما بالك بقى ان ماسة اختى حبها يا فوضيل و عوضها اللى شافته و انسى انسى اى حاجة عملتها و خليك جانبها ..


** لمعت عينى فوضيل بالدموع فاحتضنه كمال و ربت على ظهره و قال :


_ ما تجمد يا فوضيل انا اول مرة اشوفك كدا مالك ..


** ازاح فوضيل تلك الدمعة التى هربت منه و قال :


_ لينا يا كمال لينا اختفت و مش عارف اوصل لها ..


** رفع كمال حاجبه و ابتسم بتعجب و قال :


_ بتقول لاخو مراتك انك مش لاقى مراتك التانية يا جبروتك يا جوز الاتنين ..


** ابتسم فوضيل رغما عنه و قال :


_ ساعدنى الاقيها يا كمال انا مش هعرف اعيش من غيرها انا كنت فاكر اللى بيجمعنى بيها العلاقة و بس لكن لما لاقيت دولابها فاضى و موبايلها مقفول حسيت انى عاوزها معايا زيها زى ماسة انا مقدرش اخسر اى واحدة منهم يا كمال لانى لانى ..


** تمعن كمال فى وجه فوضيل الذى لونته حمرة الخجل فربت على وجنته بمحبه و قال :


_ اكتشفت انك بتحبهم الاتنين و انهم قدرك و انت سى شهريار اللى مخلى مريم تحاوط عليا و تقولى كل شوية انت غير فوضيل انت لو فكرت تعملها تانى انا ممكن اقتلك يا كمال ..


** ضحك فوضيل و قال :


_ و الله يا كمال انا مش عارفة امته و ازاى لكن لما بكون مع واحدة فيهم دماغى بيشت من التفكير فالتانية و لما عشنا سوا الشهور اللى فاتت حسيت انى مطمن لانهم الاتنين معايا و فحمايا كمال ارجوك انا عاوز ارجع لينا باى طريقة .. بقلمى منى أحمد 


** هز كمال رأسه و قال :


_ طيب حاضر هساعدك و امرى لله بس تعالى بقى وصلنى اوضتى لانى حاسس بتعب ..


** اتى صوت مريم من خلفه يقول :


_ ما لازم تتعب هو فى حد خارج من اوضة عمليات يتفسح بالشكل دا يا كمال اتضل اسند عليا انا و سيب فوضيل يدخل لمراته على ما نشوف هتلاقى له مراته التانية ازاى ..


🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐


** هبطت من سيارة الاجرة تشعر انها تسير الى نهايتها و احست بثقل فى قدميها ووقفت امام المنزل تخشى ان ترفع يدها تطرق على بابه و حينما استجمعت قواها و شجاعتها تفاجأت بالباب يفتح و طالعها وجه امرأة نظرت لها بحيرة و قالت :


_ خير انتى بتدورى على حد يا بنتى ..


** هزت لينا رأسها و سحبت نفسا عميقا ليطيح بها دوراها الذى لازمها لتسقط امام السيدة فاقدة لوعيها .،. و مرت ساعة استيقظت لينا خلالها لتنظر حولها لترى وجه عديدة تنظر اليها نظرات قاتلة ليحسم صمت النظرات صوت يقول :


_ رجعلنا بالعار يا لينا رجعنا و انتى حامل يا بت اخوى فكرك ايه هنرحب بيكى و نقولك حمد لله على السلامة و الله ليكون قبرك مفتوح و جتتك راقدة فيه قبل ما الفجر يطلع عليكى .. 


🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐🔐


#منى_أحمد 

🎭#أحضان_غائبة🎭

  الحلقه السادسه من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-