الفصل الرابع
صُدمت يُسر حين رأت فتاة تدلف إلي الغرفة بملابس ليست ملابس وأنما هي طبقة جلد أخرى فهى كانت ضيقة بشكل مبالغ به وقصيرة جداً وتضع الكثير من مستحضرات التجميل... أما ريان فكان ينظر لتلك الفتاة بذهول وهو يتسائل عن كيف عرفت أنه هنا..!!.. تقدمت تلك الفتاة من الفراش وأمسكت بذراع يُسر لتبعد يُسر عن الفراش وجلست هي مكان يُسر وأرتمت بأحضان ريان..
الفتاة بدلع وخوف مصطنع: كده يا بيبي متقوليش أنك متصاب وأعرف النهارده بالصدفة من چاكي واحنا بنجري الصبح...
ريان بضيق وخفوت وهو ينظر إلي يُسر التي تنظر لهم بصدمة وغضب: يخربيت امك هو دا وقتك ايه اللي جابك..
أبتعدت الفتاة عن احضانه وقالت باستغراب: بتقول ايه؟!
ريان بغيظ: مبقولش... هو أنتي ايه اللي جابك
الفتاة بدلع: أي يا بيبي مش عايزني أطمن عليك..؟!
يُسر بغيظ: بقولكوا ايه بس عشان انا عندي مرارة واحدة والدكتور قالي المُحن الكتير غلط عليها ومش مستعدة أخسرها دلوقتي خلوني ادي البيه الزفت الحقنه دي وأغور..
الفتاة بقرف: يياي ايه الالفاظ دي..
يُسر وهي ترفع أحدى حاجبيها: لا ياختي دي مش الفاظ الألفاظ اللي بجد هتيجي لو مقومتيش من مكانك دلوقتي..
قبل أن تتحدث الفتاة صاح ريان قائلاً: قومي يا لي لي خلي الانسة تشوف شغلها
نهضت لي لي وهي تزفر بغيظ وجلست يُسر مكانها عناداً بها رغم أنها كانت تستطيع أعطاءه ايها وهي واقفة..
ريان بخفوت وهي تعطيه الأبرة: علي فكره دي صديقة عادية..
يُسر بحدة: انا مسألتش وميهمنيش هي مين خطيبتك مراتك صاحبتك انشاالله حتى شاقطها ماليش فيه..
ريان: بس...
يُسر وقد انتهت من حقنه بالأبرة: بالشفا ان شاءالله يا حضرة الظابط... عن أذنكم
ما ان أغلقت يُسر الباب خلفها حتى صاح ريان في لي لي بغضب: أنتي ايه اللي جابك وعرفتي أن انا هنا أزاي؟!
لي لي بلامبالاة: ما أنا قولتلك عرفت من چاكي بنت سيادة اللواء وجيت أطمن عليك (وأكملت بدلع)هو عيب أطمن علي جوزي..
ريان بغضب: جوز مين يا روح امك أنتي صدقتي أني ممكن أبص لوحدة زيك ولا ايه دا أنتي كل يومين مع واحد شكل
لي لي بصدمة: قصدك ايه!؟!
ريان وقد قرر أنهاء علاقته بها : قصدي ان زي ما أنتي كنتي بتتسلي أنا كمان كنت بتسلى
لي لي: طب والجواز العرفي اللي اتفقنا عليه
ضحك ريان بصوت عالي مما جعلها تشتعل غيظاً: ههههههههه الجواز العرفي بذمتك مش مكسوفه من نفسك وأنتي بتقوليلي جواز عرفي بس احب أطمنك حتى دا كمان كان كدب تمثلية من ضمن تمثلياتي اللي عملتها عليكي وأنتي صدقتيها بمنتهى السذاجة
لي لي بتيه: يعني كل الكلام اللي قولتهولي كان كدب وأنت مبتحبنيش ووولا هتتجوزني
ريان بشفقة فهو خلال معرفتهم ببعض ومحادثتهم لبعض علي الهاتف كان قد عرف من لي لي ان والداها هم السبب بما هي به بسبب بعدهم عنها وأنشغالهم بأعمالهم فبعد الأباء والأمهات عن أبنائهم وانشغالهم عنهم بالأمور الأخرى يصنع من الأبناء شخصيات غير سوية فمنهم من يصبح أنطوائ ويخاف الاختلاط بالاخرين وهناك من يصبح مثل لي لي يبحث عن الحب والحنان والاهتمام عند أي شخص حتى وأن كان كذباً...
ريان بشفقة: لي لي أنا أسف علي كل كلمة قولتها ليكي دلوقتي واسف علي كل حاجة عملتها أنتي انسانه جميله ومتستهليش أني أعمل فيكي كده ومتستهليش اللي أنتي عملاه في نفسك دا مش عشان أهلك بعاد عنك ومش مهتمين بيكي تعملي في نفسك كدا اللي أنتي عملاه في نفسك دا غلط مينفعش كل يومين تعرفي شاب أنتي بنت وليكي سمعة تقدري تقوليلي باللي أنتي عملاه في نفسك دا هتعيشي حياتك زي باقي البنات أزاي هتشتغلي وتحبي وتتجوزي أزاي مين هيرضى يشغل عنده واحدة سمعتها مش كويسة أو مين هيرضى يحب أو يتجوز واحدة عرفت قبله شباب وكانت موافقة علي جواز عرفي..
لي لي بدموع: بس انا وافقت عشان بحبك وواثقة فيك
ريان: غلط يا لي لي مينفعش تحبي او تثقي في أي حد كده والسلام قلبك دا غالي ومينفعش تسلميه غير لحد غالي ويستاهل قلبك وهيقدره زيي كده أنا عرفت ستات كتير أشكال والوان بس عمري ما سمحت لوحدة فيهم أنها تدخل قلبي وفضلت محافظ عليه للي تستاهله ولازم انتي كمان تعملي كده تحافظي علي قلبك ونفسك للشخص اللي يستاهلك عشان متندميش (وأكمل بهمس لنفسه)الله وأكبر عليا قلبت خالد وبقيت أدي نصايح ...
أرتمت لي لي في أحضانه تبكي بندم وتشهق بقوة وهي تتذكر الأخطاء التي ارتكبتها في حق نفسها... ضمها ريان إليه وأخذ يربت فوق ظهرها بحنان أخوي.. وللأسف في هذه اللحظة دلفت يُسر.. فابتعد ريان عن لي لي سريعاً
يُسر بسخرية: سوري نسيت أخبط
ريان: مفيش مشكله أصلاً ااا
قاطعته يُسر بنبرة حادة: أنا جايه أشوف المحلول خلص ولا لسه..
وأقتربت من الفراش لتراى المحلول فنهضت لي لي ودلفت إلي المرحاض..
ريان: علي فكره بقى أنتي ظلمانا البنت كانت بتعيط وأنا كنت بطبطب عليها...
يُسر بسخرية: يا حنين وأنت بقى أي واحدة بتعيط بتطبطب عليها..
ريان ببراءة مصطنعه: طبعاً
يُسر بغيظ: المحلول خلص عن أذنك
التفتت يُسر وقبل أن تتحرك خطوة واحدة أمسك ريان بيدها وجذبها إليه فوقعت في أحضانه.. وتاهة مرة أخرى في زرقة عينيه..
ريان: أنتي ليه دايماً مستعجلة ومتعصبة مني؟!
يُسر بتيه: هاا
أبتسم ريان بخبث وقال: تعرفي أن عينك لونها حلو أوي...
فاقت يُسر من حالة التيه التي كانت بها بعد غزله هذا وابعدته عنها بقوة ونهضت واقفة ثم قالت وهي تشير له بأصبعها: علي الله تفكر تقرب مني بالشكل دا تاني أنت فاهم...
ثم استدارت وخرجت سريعاً من الغرفة...
تنهد ريان بغيظ وقال: غبي غبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت يُسر جالسة في غرفتها علي فراشها وهي شاردة في ريان وماحدث بينهم من مواقف وشعورها وهي بين أحضانه وكيف تسارعت دقات قلبها حين نظرت إلي عينيه وكيف شعرت بنيران تتآكل داخلها حين رأت تلك الفتاة الشمطاء بين أحضانه وكأن هذه الأحضان ملك لها وحدها ولا يحق لأحد غيرها أن يقترب منها...
يُسر لنفسها بدهشة: يا نهار اسود ايه اللي انا بفكر فيه دا لالالا مستحيل مستحيل أنا مستحيل أكون بح لالالا أكيد لا دا دا دا عشان انا منمتش من أمبارح اه أكيد دا عشان انا منمتش أنا هنام...
ثم تمددت علي الفراش وجذبت الغطاء عليها وذهبت في سبات عميق ولكن ريان لم يتركها حتى في أحلامها...
كانت تقف في حديقة واسعة غاية في الجمال وأكثر ما يميزها هي تلك الورود الحمراء المفضلة لدى يُسر الورود الجورية نظرت حولها لتعلم أين هي فوجدته قادم من بعيد يرتدي بدلة سوداء رسمية ويزين ثغره ابتسامة رائعة أقترب منها وجثى علي ركبته وفتح أمامها خاتم خطبة رائع
وقال بنبرة صوته العذبة والابتسامة مازالت تزين ثغرة: تتجوزيني
نظرت له بذهول وهي تتسأل هل ما قاله الآن صحيح أم هي تتوهم!!... وكأنه شعر بما يدور داخلها فأكد علي كلمته..
قائلاً: تتجوزيني يا يُسر...
الأن فقط صدقت أنها لا تتوهم فأومأت راسها بالايجاب بسعادة بالغة... ألبسها ريان الخاتم وطبع قبلة عميقة علي يدها ونهض عن الأرض وقال بحب: بحبك يا يُسر
يُسر بابتسامة وحب ممثال: وأنا كمان بحبك يا ريان بحبك أوي
نظر ريان إلي شفتيها وأقترب منها ووو
مديحة: يُسرررر أنتي يا زفته قومي
نهضت يُسر بفزع: أي اي في أي
مديحة: في أني بقالي ساعة بصحى في معاليكي يلا قومي هتتاخري علي الشغل
يُسر: حاضر حاضر روحي وانا جايه وراكي..
خرجت مديحة من الغرفة وهي تسب في يُسر بسبب تاخيرها في النوم بينما يُسر كانت تتذكر ذلك الحلم بصدمة...
يُسر بصدمة وغيظ: الله يخربيتك يا ريان الكلب أنت حتى في الأحلام مش عاتقني يانهار أسوح دا كان هيــ.... لالا انا مش هفكر حتى في الزفت الحلم ده الحمدلله أن مديحة جت في الوقت المناسب والا كان زماني حامل دلوقتي
نهضت يسر عن فراشها وبدأت تستعد للذهاب إلي المشفى وهي تحاول الا تفكر في ذلك الحلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند ريان
كان ريان يحلم نفس الحلم وعند لحظة القبلة أفاقة خالد من نومه...
خالد: ماتقوم يا عم أنت مت ولا ايه؟!
ريان بانزعاج: روح ربنا ياخدك يا خالد بقى جاي دلوقتي تصحيني؟!
خالد بسخرية: سوري يا دنجوان تلاقيك كنت بتحلم بليلة من لياليك الحمر مع العاهرات اللي أنت تعرفهم..
ريان بضيق: يا شيخ أتنيل بقى أنا هحلم بدول بردو أنا كنت بحلم بيُــ...
أسماء بمكر: بيُسر صح أعترف أعترف أنا أصلاً كنت شاكه فيكم من الصبح من ساعة ماشوفت نظراتكم لبعض... عيونكم فضحاكم يا ثنائي العيون الزرقاء
ريان بغيظ: واضح أن قعدتك مع خالد كتير خلت عندك سرعة بديهه عالية...
أسماء: بقولك ايه متوهش الموضوع وقول كنت بتحلم بيهاولا لا..ولو بتحلم بيها هل اللي أنا فهمته الصبح دا صح
ريان بتنهيدة: أيوة صح أنا كنت بحلم بيها وو.. وشكلي كده حبتها..
أسماء بفرحة: أيوة بقى هو دا الكلام يارتني كنت بعرف أزغرط كنت زغرطلكم...
خالد باستفهام وشك: أستني بس يا سوما دلوقتي... ريان أنت بتتكلم جد ولاااا
قاطعه ريان: وأقسم بالله يا خالد ما اللي في دماغك وأنا فعلاً بحب يُسر
خالد: ريان الكلام دا علي حد غيري أنا عارفك أكتر من نفسك بتحبها أزاي وأنت لسه شايفها النهارده
ريان: هو الموضوع غريب فعلاً وأنا نفسي مستغرب أني حبتها بسرعة كده بس صدقني أنا حاسس أني بحبها كل ما بتقرب مني قلبي بيدق جامد وطول ماهي بعيدة عني بتبقى وحشاني ونفسي أشوفها فيها حاجة مميزة شداني ليها ومخلياني عايز أفضل شايفها طول الوقت قصادي...
أسماء مكمله لحديث لريان فهي تشعر بصدق حديثه : وبعدين يا خالد الحب مش بالوقت مش بالأيام أو السنين الحب أحساس بيتولد في ثانية جوانا حتى لو كنا لسه شايفين بعض من ثواني
تنهد خالد بتفكير في حديثهم هو يشعر بصدق ريان لكنه لا يريد أن يصدق هذا الشعور حتى لا يصبح مذنب في حق تلك الفتاة البريئة... فــ ريان ليس بالشخص السهل الذي يقع في الحب من أول نظرة...
خالد: ريان أوعدني أنك مش هتأذي البنت دي..
ريان بعصبية: في اي يا خالد أنا ساكت لك من الصبح علي شكك فيا دا بس مش معقول توصل للدرجة دي أنا صحيح دنجوان وياما كدبت علي بنات كتير ومثلت عليهم الحب بس عمري ما أكدب علي صاحب عمري ومراته عشان واحدة وأنت عارف أني لما ببقى عايز حاجة من واحدة بقولكم بصراحة أنا عايز ايه
خالد: ريان من فضلك أهدى وأفهمني أنا عايزك توعدني مش لأني مش بثق فيك دا بس احتياطي عشان أنا عارف أن مادام وعدتني يبقى هتوفي بوعدك أنا خايف علي البنت مش أكتر انا صحيح مشوفتهاش الا مرات قليلة بس واضح أنها بنت محترمة وكويسة ويبقى حرام عليك لو كنت عايز منها حاجة من اللي في دماغي...
ريان بحزم: خلاص يا خالد أنا هثبتلك أني فعلاً بحبها وهروح اتقدملها بكرة أول ما أخرج من المستشفى
خالد بذهول: بكره ايه؟! ايه الجنان دا
ريان بحزم: خلاص الموضوع انتهى هاتلي عنوانها والمعلومات اللي طلبتها منك عنها وملكش دعوة بالباقي...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ