قصه الدنجوان الفصل الخامس


 


الفصل الخامس 


أبدلت يُسر ملابسها وكانت في طريقها للذهاب لأحدى المرضى حتى لا يطلب منها الطبيب المعالج لريان أن تذهب له بدوائه فهي لا تريد رؤيته بعد الآن لكي تهرب من تلك الاحاسيس التي تهاجمها كلاما رآته أو اقتربت منه...

_لكن كما يقال تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن_


ممرضة زميلة ليُسر: يُسر أنتي فين يا بنتي دكتور أمجد كان بيسأل عليكي 


يُسر بتوتر: بيسأل عليا أنا ليه 


الممرضة وهي تقدم لها أدوية بيدها: بيقولك أدي دول لمريض غرفة ٢٠١


يُسر بتوتر: لا روحي أنتي أصل أصل أنا كنت رايحه لمريض تاني معاد الدوا بتاعه دلوقتي ومش هينفع أتأخر عليه 


الممرضة وهي تضع في يد يُسر الأدوية: أروح فين أنا معايا أدوية تانية لازم أوديها للمرضى... عن أذنك 


تنهدت يُسر بيأس فهي الآن مضطرة للذهاب إلي ريان ورؤيته... حسناً حسناً سأذهب سريعاً أعطي له أدويته دون أن أنظر له واغادر وكأن شيئاً لم يكن.. 

هكذا حدثت يُسر نفسها وهي في طريقها إلي غرفة ريان... 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان ريان جالس في فراشة يتنهد بملل بعد أن طلب من خالد وأسماء المغادرة ورغم أصرارهم علي البقاء معه الا انه رفض وأصر أن يذهبوا... علي أمل أن تأتي يُسر إليه ويستطيع التحدث معها بحرية...وفي تلك اللحظة سمع دقات خافته علي باب الغرفة.. 


ريان بتأفف: أدخل 


دخلت يُسر وهي تتحاشى النظر له وتنظر أرضاً وفي اركان الغرفة وقالت وهي مازالت تتحاشى النظر له وهو ينظر لها بتفحص وأستغراب: معاد الدواء بتاعك... 


ريان: هاتيه... 


تقدمت يُسر منه ووقفت أمامه وقدمت له الدواء مع الماء... أخذهم ريان منها وهو ينظر لها باستغراب من حالتها فهي لم تنظر له ولو نظرة واحدة منذ أن دخلت الغرفة وتنظر أما أرضاً وفي اركان الغرفة أما للأدوية ففسر حالتها تلك علي أنها غاضبة من أفعاله معها صباحاً... 


التفتت يُسر لتغادر الغرفة بعد أن أعطته أدويته لكنه أوقفها بندائه فالتفتت له مرة أخرى وقالت دون أن تنظر له: نعم.. 


ريان: ممكن أتكلم معاكي شوية... 


يُسر بتوتر: تتكلم معايا... ليه؟! 


ريان: أقعدي وأنتي تعرفي.. 


جلست يُسر علي أحد الكراسي المجاورة للفراش وبدأ ريان التحدث.. 


ريان بتنهيدة: أنا أسف يا يُسر.. 


يُسر باستغراب: أسف علي ايه؟! 


ريان: أسف علي تصرفاتي معاكي النهارده... 


تذكرت يُسر ما حدث اليوم من أحداث بينهم وأقترابهم من بعضهم فأشتعلت وجنتها خجلاً وقالت بتلعثم: مــ.. مــ.. مفيش مشكله حصل خير... حــ حضرتك عايز حاجة تانية.. 


ريان بنظرات متفحصة: تعرفي أني حلمت بيكي النهارده.. 


رفعت يُسر راسها بعد ان كانت تميل بها للأسفل وتنظر أرضاً ونظرت له بصدمة فهل ذلك الحلم الذي يتحدث عنه هو نفس الحلم الذي رأته.. وأن كان هو نفس الحلم فماذا عن تلك القبلة...هل رآها وحدث وقبلها... عند هذه الفكرة شهقت بخجل ووضعت كفيها علي فمها وقالت: وشوفت ايه في الحلم دا؟!! 


قص عليها ريان ما رآه في الحلم دون أن يذكر أمر تلك القبلة التي أفاقة خالد عندها... 


تنهدت يُسر براحه فمن وجهة نظرها تلك القبلة لم تكن موجوده في حلمه من الأساس... ثم نظرت له قائلة بلؤم وهي تتصنع الاستغراب: غريبة يعني انك تحلم بواحدة لسه شايفها النهارده... لا وكمان تعرض عليها الجواز وتقولها بحبك... 


علي من تتلأمين أيتها الصغيرة أنه الدنجوان الذي يحفظ أبسط التفاصيل في الأنثى فهل سيمر عليه لؤم أنثاه... أبتسم نصف أبتسامة وقال بلؤم مماثل: مش عارف الحقيقة ايه السبب بس ممكن يكون مش أنتي أصلاً المقصودة ممكن تكون البنت اللي أنا بحبها ومتفقين علي الجواز 


فغرت فاهها بصدمة هل ما سمعته للتو صحيح هل يحب غيرها وسيتزوجها... 

أجابت نفسها بسخرية: طبعاً بيحب وهيتجوز وأنتي مين أنتي عشان يبصلك أو حتى يفكر فيكي أنتي حتت ممرضة لا راحت ولا جات وأول ما يخرج من هنا هينساكي زيك زي غيرك فوقي يا يُسر وبلاش تحلمي بحاجة أكبر منك بصي علي قدك... 


تصطنعت اللامبالاة قائلة: ممكن ليه لا... وعمتاً مبروك مقدماً لحضرتك والانسه ااا.. سوري هي كان أسمها ايه؟! 


دُهش ريان من أجابتها وأنها لم تتأثر بكونه يحب غيرها وسيتزوجها... لكنه لم يهتم فهو قد عزم أمره... أجابها باستغراب: هي مين دي؟! 


يُسر وهي تتألم من داخلها لكنها تتصنع اللامبالاة: الانسة اللي كانت هنا النهارده اللي أنت كنت حاضنها دي... 


ريان: اااه.. تقصدي لي لي 


يُسر بغيظ وغيرة داخلياً: اه هي 


ريان بخبث: لا لي لي صديقة مش أكتر انما حبيبتي دي واحدة تانية وحاجة تانية وجمال تاني وااا


قاطعته فجأة وهي تصرخ بحدة: بببس... ااا أنا اسفه بس أفتكرت مريض معاد دوا دلوقتي ولازم أروحله حالاً.. عن أذنك 


خرجت من الغرفة سريعاً وهي تجاهد حتى تخفي دموعها التي سقطت رغماً عنها وهي تسير في ممر المشفى دلفت إلي أحدى الحمامات وأطلقت العنان لدموعها وشهقاتها المكتومه تبكي كما لم تبكي من قبل تبكي على حبها الأول الذي لم يكن من نصيبها فهو من وجهة نظرها حب من طرف واحد... تلوم نفسها علي حبها له وتتمنى لو كانت ظلت مغلقة علي قلبها ولم تحبه... وبعد وقت أزالت دموعها وخرجت من المرحاض وهي تنوي نسيانه وعدم رؤيته مرة أخرى.... فهل ستنساه أم للقدر رأي أخر (لقيت الجملة دي في روايات كتير قولت لما أحطها أنا كمان 😂😂)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مر أسبوع وقد خرج ريان من المشفى ولم يرآى يُسر منذ أخر محادثه بينهم ويوم خروجه أيضاً لم يرآها وهذا جعله عصبي بشدة رغم أنه لم يراها سوى يوم واحد في مرات تعد لكنه يشعر أنه يعرفها منذ زمن ولا يستطيع الابتعاد عنها ولهذا قرر أن....!! 

وعلى الجانب الاخر كانت تلك اليُسر أيضاً تتألم وكانت تود أن تراه حتى وأن كان مرة واحدة لكنها منعت نفسها وعاقبتها علي عدم غض بصرها وسماحها لنفسها بأن تحب رجل ليس حلالها بأن لا تراه مرة أخرى ولم تذهب له يوم خروجه ولا حتى حين يأتي ليغير علي جرحه... 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان ريان يجلس في أحدى الغرف في المشفى بانتظار أحد الاطباء أو الممرضين ليغير علي جرحه... وفجأة فتح الباب وولجت أحدى الطبيبات والتي ما أن رأت ريان حتى بدأت تهندم ملابسها وأقتربت منه وقالت برقة مصطنعه: أؤمرني يافندم... 


ريان بأشمئزاز: أطلعي بره يابت أنتي... 


الطبيبة: ليه بس يافندم دا أنا... 


ريان: قولت أطلعي بره وابعتيلي يُسر 


الطبيبة بغيظ: يُسر.. بس يُسر دي ممرضه وأكيد الممرضة مش هتفهم أكتر مني.. 


ريان: وأنا قولت عايز يُسر... وكلمة كمان صدقيني مش هبقى مسئول عن اللي هيحصل 


نظرت له الطبيبة بغيظ وخرجت من الغرفة وبعد قليل من الوقت دخلت يُسر التي تفاجئت من وجود ريان لكنها لا تنكر سعادتها برؤيته ورغم سعادتها برؤيته الا أنها تحدثت بضيق مصطنع قائلة: يييييه... أنت تاني عايز ايه 


ريان بسعادة لأنه وأخيراً رآها: اخص عليكي دا بدل ما تاخديني بالحضن وتقوليلي ازيك يا بيبي وحشتني 


كادت أن تضحك علي كلماته لكنها تحكمت في ذاتها وقالت بحدة مصطنعه: وحش لما يلهفك أنت أهبل يلا هو انا أعرفك أصلاً 


ريان بحدة مصطنعه: بت مش عشان بهزر معاكي تاخدي عليا وتنسي نفسك أنا خطيبك ياهانم يعني تكلميني بكل أدب وأنتي عينك دي في الأرض فاهمه 


نظرت له وكانه ذات رأسين وقالت وهي غير مستوعبة لكلماته: لالالا والله كده كتير خطيب مين يا عنيا هو انا أعرفك 


ريان باستفزاز: وهو في بردو واحدة متعرفش واحد وتدلعه وتقوله عنيا... 


ــ اااه ياربي هموت هوووف أنت عايز ايه دلوقتي 


ــ أبداً عايز أغير علي الجرح... 


نفخت يُسر بضيق وتقدمت منه وبدأت تغير له على جرحه بتوتر وخجل فهو قد خلع تيشرته وأصبح عاري الصدر... وبعد أن أنتهت يُسر من التغيير علي جرحه تنهدت براحه وابتعدت عنه سريعاً.. 


يُسر بخجل: أتفضل بقى البس تيشيرتك 


ريان بخبث وهو يتصنع الآلم: ااااه الجرح بيوجعني ممكن تساعديني البس التيشرت... 


يُسر بخجل وسرعه: ايه لا طبعاً... أنا عندي مرضى ووولازم أروحلهم دلوقتي... 


وخرجت سريعاً من الغرفة أما هو فضحك علي تصرفها وقال لنفسه بحب: هانت يا يُسر أيام بس ومش هتقدري تهربي مني تاني أبداً... 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عادت يُسر إلي منزلها وصدمت حين رأت والدتها تخرج من المطبخ وبيدها أحد اطباق الطعام وخلفها... 


يُسر بصدمة: أنت؟!

        الفصل السادس من هنا 

تعليقات



×