Ads by Google X

روايه النمر الجامح الفصل التاسع عشر والعشرون


 التاسع عشر والعشرون 

 الفصل التاسع عشر:-

_النمر الجامح_

صُدم الجميع حين قال بصراخ: 

_الكل يروح فيلا "مالك"  أنا مش عاوز غير "ملاك"  هنا

ابتلعت "ملاك"  ما في حلقها بتوترٍ،  شعرت بأنه سيقتلها،  اصبحت زوجته الآن،  يحق له أشياء كثيرة،  أمسكت بيد المربية ثم قالت بخوف: 

_هو في إيه ما هما قاعدين وبعدين سيب الدادة طيب

حدقت بها "مرام" بجدية ثم ابتسمت بهدوء ثم قالت بتوتر: 

_"جبل" هو في إيه؟ 

أشار لهم بعينه لينفذوا كلمته،  تحدثت "سامية"  بخوف: 

_في إيه يا "جبل"  ؟  

حدق بها بغضب ثم صرخ بأمر: 

_"صباااح" خدي دادة "سامية" ومعاهم

لم يتجادل معه أحد،  الجميع بالفعل قاموا حتى يذهبوا،  الجميع خائف على "ملاك"  ماعدا "عبير"  التي كانت تشعر بالسعادة، تأكد من أن لا أحد بالمكان،  فحدق بها بقوةٍ،  مما جعل الرعب ينتابها،  تلعثمت بالحديث: 

_ااا مالك يا "جبل" 

ابتسم بخبث ثم قال بغضب بعد أن رفع أحد أصابعه: 

_واحد جيتي واتمردي عليا وتحدديني يوميها حسيت إني كرهك بس لأزم أعقبك،  اتنين ومكدبش عليكي يوم ما سلمتي على صديقك أنا كنت متعصب عشان إنتي ملكي وأنا ما بحبش اللي يخصني يقرب حد منه

ذهول،  صدمة،  دموع،  نيران، كل تلك الأشياء انتابتها،  لا تعلم اهو يمزح معها؟ أم ينتقم كما يقول،  وما سبب الإنتقام،  دقات قلبها تزايدت بعنف، عقلها توقف عن التفكير، تحدثت بخفوتِ: 

_قصدك إيه؟ 

صمتت قليلاً لتبتسم والدموع مليء في مقلتيها بشدة ثم أمسكت بيده وأكملت حديثها: 

_هو إنت بتهزر لسه زعلان عشان خرجت من وراك وروحت الشغل صح 

لم يرد عليها مما جعلها تصرخ بقوة: 

_رد عليا!! 

ابتسم بسخرية،  سحب معصمه من يدها بقوة كادت أن تقع بعدها ولكنها أمسكت به بعد أن صرخت: 

_آاااه هقع! 

تركها فوقعت بالفعل،  نظرت له،  الآن ترى سواد قلبه،  أغمضت عينها بألم ثم قالت بانفعال: 

_طالما مش بتحبني ليه اتجوزتني قول

جلس على الأريكة المتواجدة بالحديقة ثم قال بثقة: 

_أنا لسه مخلصتش كلامي بس هجاوب على السؤال دا وهفهمك كل حاجة كان ممكن زي ما خليتك تقعي في حبي في يوم كان ممكن أخليكي على سريري بس لا إنتي مش ذوقي 

كيف له أن يقول هكذا،  في الصباح يقول بأنها غير الجميع، وفي المساء يقول كانت ستوافق على الخضوع لقبول حياته المحرمة،  يكفي هذا،  مسحت دموعها بهدوء،  ثم قالت بكبرياء: 

_طلقني!!! 

قهقه بصوتٍ عالٍ،  ثم رفع حاجبه ببرود وقال: 

_ضحكتيني يا "ملاكي" 

صرخت به بانفعالِ: 

_أنا "ملاك"  بس ياء الملكية أبداً مش عاوزة أسمعها خالص

تنهد بقوة ثم اقترب من أذنها وهمس بـ: 

_من دلوقتي لحد ما أنا أحب كلمة طلاق مش عاوز اسمعها يا "ملااااكيييي" 

حدقت به بغيظ شديد، لن تستسلم له، سألته بغضب:

_وحضرتك عاوز مني إيه بقى؟

أومأ برأسه ثم أشار لها بسبابته وقال بمدح:

_تعجبيني كدا؟!

أشار بعينه حتى تجلس حيثُ قال بأمر:

_اقعدي

حدقت بالسماء ثم ردت عليه بحنق:

_كلامك يخلص عشان أروح

_لا مكانك في بيت جوزك بعد النهاردة

هذا ما قاله بهدوء، نظرت له وبهسترية صرخت: 

_لا بعد إيه جرحك أنا عمري ما فكرت إن أحب حد بسرعة زي ما حبتك بس حبي ليك خسرني

تأفف بقوةٍ ثم قال بخفوتِ:

_أختي هتروح تبات عند "مالك" هي ودادة "صباح" و "سامية" ترجع تاني بيتك أو الشهر دا تروح عند "مالك" وإن سألك أي حد تقولي حياتنا كويسة فهمتي...

لا تعلم من هذا، تشعر بأنه غريب عليها، كيف يحدثها بتلك الطريقة، جاءت حتى تدلف لداخل المنزل ولكن صوته أوقفها حين قال بصوت جمهوري:

_أوعي تاني مرة تدخلي البيت أو تروحي حتة من غير إذن أنا هنا الكل في الكل الملك بمعنى أصح فهمتي

حدقت به بشرار، ولم ترد عليه قط، تركته وغادرت، ابتسم بانتصار ثم أخرج من جيبه السجائر، أخرج واحدة ثم أشعلها وبدأ يشربها بشراهة، تكلم بثقة:

_دي البداية يا عنيدة لسة كل العذاب في الطريق

أمسك هاتفه مبتسماً بسمة خبيثة، بحث في قائمة السجل عن اسم معين ليهاتفه وبالفعل ضغط على ذر الأتصال ليرد الطرف الأخر بعد إصدار الرنين الثاني، بتلك اللحظة قال "جبل" بأمر:

_قدامك ساعة وأشوفك عندي سلام

.........................................................................

الهلع، التوتر، الغضب، كل تلك الأشياء أصابتها لا تعلم ما يحدث في منزل "جبل"، ظلت تجوب المكان يمينًا ويسارًا،  الجميع ينظر لها بخوف،  تحدثت" مرام" بهدوء: 

_متقلقيش يا دادة "سامية"  هو أكيد عاوزها في كلمتين

تشعر بأن هناك شيء يحدث لصغيرتها،  قلبها دليلها،  حدقت بـ "صباح"  وقالت بأمر: 

_ما تروحي يا "صباح"  تشوفيهم

ارتعدت "صباح"  من أمرها هذا،  تحدثت برفض نهائي: 

_لا طبعاً هو قال كلكم برا طب خلي "مرام"  أو "مالك"  يروحوا

انهت كلمتها ليصرخ كلمن "مرام"  و"مالك" في صوتٍ واحد بـ: 

_لااا مش هنروح

حدقا ببعضهما ليبتسم كلمنهم لبعض،  بتلك اللحظة تدخلت "عبير"  ببسمة خبيثة: 

_يا جماعة دول عرايس يعني ممكن "جبل"  يكون بيفهمها بعض الأمور اللي تخصه

نظر لها "مالك"  بغضب، كاد أن يتحدث ولكن "ريناد"  سبقته بقولها: 

_مامي الموضوع فعلاً يفزع مش على عريس ولاعاوز يفهم  العروسة حاجة وبعدين لو عاوز يقول أي حاجة كان طلع بيها أي أوضة تمام

لوت فمها ثم قامت من مكانها بعد أن قالت لهم بحنق: 

_أنا طالعة شكل كلمتي ما بقتش مهمة عن إذنكم

تحدث "مالك"  بعد أن رحلت "عبير": 

_أوف أسلوبها بقى يخنق 

لينتبه بعد ذلك إلى" دنيا" الشاردة في مكان آخر، فقط تنظر لسقف المكان، إنكمش حاجبيه باستغراب ثم وبعلو قال: 

_"دنيا "!!! 

لم تنتبه له قط، مما جعله يقترب منها ويضع يده على كتفها ويسألها بهدوء: 

_مالك يا حبيبتي! 

دمعت عينها وهي تحملق به ثم وبنبرة كاذبة قالت: 

_مافيش يا حبيبي...! 

لم يقتنع بردها فعاد وأردف بـ: 

_ليه حاسس إن فيكي حاجة تانية مش عاوزة تقوليها 

وكأن الشجاعة جاءتها بتلك اللحظة فأومأت برأسها،  كان الجميع يراقبون أفعالها بشدة فيما عدا" سامية" التي تشعر بالقلق،  أسرعت "مرام"  نحوهم وقالت بتلعثم: 

_م.. مافيش سبها 

استغربها "مالك"  وشعر بأنها تخفي عليه شيءٍ بخصوص ابنة عمه،  حدق بها ولم يتحدث معها،  تجاهلها، فقط حول أنظاره لابنة عمه ووجه لها الحديث: 

_بصي يا حبيبتي أنا معاكي لو عاوزة تقول لي أي حاجة أنا هساعدك متخبيش عليا حاجة

أومأت "دنيا"  برأسها،  مما جعله يقوم من جانبها،  لتجلس "مرام"  بجانبها وتهمس بـ: 

_أوعي تقوليله "جبل"  هيقول

بتلك اللحظة صرخ "مالك"  باسمها مما جعلها تشعر بالتوتر،  ردت عليه بذعر: 

_نـ نعم...! 

أشار بعينه حتى تلحقه،  ترك الجميع بعد أن قال بخفتِ: 

_معلش يا جماعة عاوزها في حاجة وهرجع

ثم نظر لحارسه وقال: 

_روح شوف إيه اللي بيحصل في "فيلا جبل"  يا بني

شعرت "سامية"  بأن هناك طفيف من الأمل ليطمئنها على صغيرتها.. وضعت "صباح"  يدها على كتفها وقالت بحنو: 

_متقلقيش يا حبيبتي إن شاء الله هتكون بخير

......................................................................... 

في منزل "لميس" 

كانت "فوقية" تشعر بالفزع الشديد،  لم تأتي "ملاك"  حتى الآن،  الخوف يلاحقها،  أفكارها كثيرة،  الشيطان يوسوس بأن هناك خطر حدث لـ "ملاك"،  ابتلعت ما في حلقها ثم قالت بهلعٍ: 

_اتصلي بيها يا" لميس" البنت بقالها ساعتين بعد اتصالك هتكون فين كل دا

تستغربها،  هل كل الخوف الذي يسكن بداخلها من أجل نفسها لأن "ملاك"  مهمتها أن تظهر الحقيقة،  أم لأنها تخاف على "ملاك"،  تشعر بأن هناك علاقة تربطها بـ" ملاك"، تتذكر حين عرفت اسم صديقتها من "مصطفى"،  ملامحها كانت غريبة، أومأت برأسها ثم قالت بهدوء: 

_هتصل حاضر...!!! 

أمسكت هاتفها وضغطت على ذر الإتصال حتى تتحدث مع "ملاك"  ولكن لم ترد،  أخبرت "فوقية"  بذلك مما جعلها تشهق بشدة وتقول بخوف: 

_إزاي البنت كانت بخير وهي بتكلمك أكيد حاصل ليها حاجة

صمتت قليلاً وبدموع باكية أكملت بـ: 

_قلبي حاسس والله 

شبكت يدها في بعضهم وقامت من مكانها،  نظرت من النافذة لعلها تكون جاءت، تابعتها "لميس" واقتربت منها،  وضعت يدها على كتفها وقالت بنبرة جادة: 

_هو إنتي تعرفي "ملاك" 

ابتلعت ما في حلقها بتوتر،  لا تريد أن تظهر الخوف،  لا تريد أن يعرف أحد ما تعرفه حتى ترأ "ملاك"، هزت رأسها بلا وقالت بتلعثم: 

_.اا.. لا.. يا بنتي بس قلقت عليها وعشان هتساعدني

حاولت" لميس" أن تصدقها فقالت ببسمة صغيرة: 

_بصي متقلقيش في صحافين كتير ممكن يمشولك موضوعك بس "ملاك"  بالأخص ممتازة 

ابتسمت "فوقية" بسمة صغيرة حيثُ شعرت بأن "لميس"  لم تصدقها،  أمسكت يدها وقالت بحنو:

_أنا بخاف على أي شاب عليكي على ولادي على "مصطفى"  عشان كدا خايفة عليها فإنتي مش خايفة على صحبتك

تنهدت بشدة ثم قالت بنبرة حزينة: 

_والله يا طنط هموت من الخوف حاسة إن فيها حاجة ربنا يستر

ابتسمت "فوقية"  ثم أشارت على هاتفها لتعيد محاولة الإتصال مرة أخرى لعلها تستجيب ولكن بدون جدوى... 

تأففت بفقدان الأمل وقالت بحنق: 

_برضه استني شوية وهنشوف الحوار دا يا خبر بفلوس بعد شوية يكون ببلاش

ضحكت "فوقية"  عليها ثم قالت بتصحيح المثل: 

_بكرا مش بعد شوية

ابتسمت "لميس"  ثم قالت باقتراح: 

_هتصل بـ "مصطفى"  يشوفها 

أومأت "فوقية برأسها وقالت:

_تمام ي حبيبتي

.........................................................................

في منزل "حمدي" 

كانت "مايا"  غاضبة بشدة، بتلك اللحظة وضع والدها أمامها كوب من المشروب وقال لها بحنو: 

_إهدي يا حبيبتي اشربي وإنسي

أمسكت المشروب بيدها ولكنها ألقته على الأرض وقالت بغل: 

_لا يا بابا مش عاوزة أشرب عاوزة أكون فايقة على طول  مش عاوزة رأسي توجعني وأنسى أي كلمة قالها

ابتسم "حمدي"  بخبث ثم قال بثقة: 

_ومين قالك إني عاوزك تنسي أي حاجة حصلت هو مشغول بجوازه وحبيبته سبيه يفرح وينسى إنك موجودة وقريب أوي هو وهي هيندموا باللي هنعملوا فيهم 

لقد فهمت ما ينوي فعله لذلك قالت بسعادة: 

_فهمت اللي عاوز تقوله بجد يا بابا إنت أسد وبحبك جداً 

فتح ذراعيه وقال بحب: 

_تعالي في حضني وأنا كمان يا عيوني بحبك أوي

قامت من مكانها وأسرعت داخل ذراعيه وقالت بكل حب:

_أنا بفتخر بوجودك

ابتسم لها بحنو ثم اقترح عليها:

_تعالي بقى الفترة دي وإنزلي الشركة واشتغلي أفهمي الدنيا عشان كمان تقدري تنفسي الأستاذ في أي حتة

وافقته، حيثُ أنها بدأت الحرب حين خسر أبيها نصف ماله، ستفعل هكذا ولكن بالوقت المناسب، حينها ستصرخ أمام العالم وستخبر الجميع بأنها هزمت النمر الجامح...

.........................................................................

في فيلا "مالك" 

تحديداً في غرفته،  وقف بشموخه، أعطى لها ظهره وبهدوء يسبق أي عاصفة سألها بـ: 

_اللي تعرفيه بخصوص "دنيا" 

ابتلعت ما في حلقها بتوتر شديد،  لا تعلم بما ستجيب،  أتكذب عليه،  فكرت قليلاً،  شعرت بأنه يريد إيقاعها فقط،  هو لا يشك بشيء،  إختارت الكذب فقالت بتوتر: 

_معرفش

اقتربت منه بحب ووضعت يدها على كتفه وقالت بحب: 

_هنضيع الوقت بالكلام تعالى نخرج

ضرب بكفيه على سطح المكتب ثم قال بصراخ: 

_بلاش تكدبي عليا عشان بعرف وعلى فكرة أنا عارفة إنك مخبية عليا حاجة


ابتلعت ما في حلقها ثم قالت بتلعثم: 

_لا يا حبيبي مش مخبية مافيش حاجة متقلقيش

استدار لها ونظر في حدقتها بشك شديد،  رفع سبابته بوجهها وقال بثقة: 

_بس أنا عارف إنك مخبية حاجة يا "مرام"  فبلاش تكذبي

بما تجيبه هي لا تحب الكذب وخصوصاً عليه ولكن هذا سر من أسرار صديقتها،  العلاقة تبنى على الثقة وفي أول علاقتهم هي تبنيها على الكذب، تعلقت الدموع في مقلتيها،  انتابها الخوف من إنقلاب "مالك"  ولكن صديقتها،  ستتحمل هي،  وستكذب عليه،  أغمضت عينها ثم قالت ببكاء: 

_مافيش حاجة يا "مالك" 

بعد إنها حديثها أمسكت بيده لتسحبه معها للخارج ولكنه كالصخر لا يتحرك،  نظرت له وابتسمت بهلع ثم قالت: 

_إيه يا "مالك"  مش بتتحرك ليه

ابتسم بسخرية ثم قال بتحذير: 

_لا عادي يا حبيبتي يا نصي التاني يا سري يا اللي هتكوني مكاني في كل صغيرة وكبيرة بس عاوز أحذرك لو عرفت إنك مخبية عني حاجه مش هيحصل كويس مع إني واثق إنك مخبية عني حاجة 

انهى حديثه وتركها بمفردها في الغرفة، جلست بعد أن رحل،  معطية لدموعها العنان حتى تسقط، تنهدت بقوةٍ وقالت بصراخ: 

_لو كان ينفع أقول كنت قولت بس لأزم أصون السر ولو عرفت من "دنيا"  مش عارفة هتعمل إيه 

قامت من مكانها ولحقته فوجدته مع "دنيا"، شعرت بأنه سيسألها عما تخفى لبرهة انتابها الخوف،  ولكن ستترك كل شيءٍ يحدث كما يحب ويكتب لها الله،  هذا نصيبها ولن يحدث أكثر أو أقل منه لها.. 

.........................................................................

ذهب الحارس إلى منزل" جبل" حتى يرى ما يحدث،  دلف فوجد "جبل"  يبتسم شعر بأن الأجواء على ما يرام،  اقترب منه الحارس وقال بهدوء: 

_الجماعة عاوزين يطمنوا عليك يا فندم

ابتسم ثم أخرج من جيبه مبلغ ما وأعطاء له وقال بيقين: 

_إنهاردة أكتر يوم أنا مبسوط فيه والله فمتقلقش وهما كمان قول لهم ما يقلقوش وقول للدادة و"مرام" يباتوا هناك وإحنا هنبات هنا إنهاردة إحنا متجوزين وعاوزين نأخد حريتنا وكدا

أومأ برأسه وتركه وذهب، بتلك اللحظة جاءت "ملاك"  من الخارج وبكل ثقة قالت: 

_أنا همشي يا "جبل" 

حدق به بشدة حيثُ لا يحب عيناها التي تتحدى أي شيء يقوله،  قام من مكانه ورفع سبابته وقال بهمس: 

_الباب عندك أهو بس قبل ما تخرجي هسيب الكلاب عليكي والحراس هيشعلقوكي قدام الباب والكل هيبص عليكي

جذت على أنيابها من الغيظ اقتربت منه وصرخت بعلو: 

_"جببببل"إرحمني بقى أنا معملتلكش حاجة فطلعني من دماغك

قهقه بقوة وقال بتحدي: 

_لا أنا داخل علاقتنا تحدى وبصراحة عاوز أكسب

أومأت برأسها وجاءت حتى تغادر ولكنه أمسك يدها وجعلها مقربة منه ثم وبحركة مفاجئة قبلها بشدة،  حاولت أن تبعده عنها ولكن لا تستطيع، بتلك اللحظة جاء أحد وقاطع تلك القبلة ولكن وجوده لم يكن كافى حتى لا تصرخ عليه: 

_أوعى تقرب مني تاني

ضحك باستفزاز ورد عليها  بـ: 

_الصراحة كنت بشوف لو بوستك هتكون البوسة ليها طعم واقدر اسمحك ولا لاء بس طلع لا بوسة باردة زيك

لم ترد عليه نظرت للضيف وقالت بحد: 

_مين؟ 

ولكن لم يرد على سؤالها غير "جبل"  الذي قال بخبث: 

_الضيوف يخصوني

.......................................................................

يتبع.. 

بقلمي أميرة أنور

 الفصل العشرون

(النمر الجامح)

حدقت به بغضب ثم قالت بانفعال: 

_طيب والهانم بتعمل إيه في بيتنا وبليل كدا

كاد أن يضحك ولكنه تصنع البرود،  رفع حاجبيه باندهاش ثم قال بسخرية: 

_بيتنا الله على حرف النون اللي طلع منك

وضعت يدها على خصرها،  نظرت له بضيق،  ثم رفعت سبابتها بتحذير شديد: 

_كلمني عدل ومتنساش إني مراتك وطالما إنت معترف بكدا فأنا يخصني أي حاجة في البيت وزي ما أنا "ملاكك"  إنت "جبلي" 

لم يستطيع أن يمنع الضحك،  رفع حاجبه ثم مط شفتيه بسخرية ورد عليها باستفزاز: 

_لا يا حلويتي البيت بكل حاجة فيه يخصني أنا بس وإنتي زيهم لكن حاجة تانية لا بمعنى أنا مش ملك حد

حدقت به بشر ثم وبكل غضب صرخت به قائلةٍ:

_لا غلط حتى لو إنت ومن غير سبب عاوز تلعب بكل بنت شوية فهما موافقين على دا بس أنا غيرهم أنا مش عارفة إنت بتنقم على إيه؟

ثم رفعت سبابتها لتُكمل بتحذير:

_بصي أنا بحذرك قبل ما يخلص صبري عشان لو خلص صدقني والله ما تقدر تشوف خلقتي تاني

لاح على ثغره بسمة ساخرة ليتحدث بعد ذلك باستفزاز: 

_صبري إيه دا أوعي تكوني بتخونيني مع صبري أوعي

قهقه بعلو لتصدر ضيفته ضحكتها بدلل،  أصيبت "ملاك"  بالغيظ الشديد،  حدقت بهم باستهجان ومن ثم أكملت حديثها بحنق: 

_بص يا "جبل"  هقولك كلمتين لو عجبوك كان بها لو لاء يبقى صدقني لو هكون باقية على علاقتنا قيراط هبيعها ولو بجنية ومش بس كدا أنا هرمي اللي هيجي منها كمان

استمع لها جيداً،  أول مرة يشعر بالجدية نحو أحد،  تهديدها يخيفه ولأول مرة يشعر بالهلع إتجاه شيءٍ،  كانت صديقته ستقطع حديثها ولكنه رفع يده لتصمت،  رفعًا حاجيبه لـ "ملاك" حتى تكمل ما تقول،  ابتلعت ما في حلقها ثم واصلت كلامها بتحدي وكبرياء: 

_عاوز تاخدها وتقعد جوا عادي بس أعرف إن كل اللي بتعمله قبل الجواز كوم واللي بعد الجواز كوم تاني الإرتباط في حد ذاته ما ينفعش يتخان ولا الثقة تقل إنت خونت علاقة الصداقة فبلاش تخون العلاقة دي يمكن إنت هتنتقم وطلق بس أنا هديك فرص كتير وحاسب عشان لو الثقة أو الحب قل في القلب ساعتها الإنسان عمره ما بيرجع مقامه زي الأول

انهت كلامها وتركته ورحلت،  لينظر إلى الأخرى ولا يعلم ما يفعل،  هل يرضي عقله،  أم ضميره، هو نفسه يكره الخيانة، لطالما كانت حياته مرة بسبب والدته، لا يريد أن يرث تلك الصفة منها،  أغمض عينه بتفكير ولكن صوت الفتاة جعله يفيق ويفتح مقلتيه حيثُ قالت بخبث: 

_إيه الكلمتين خلوك متأثر ولا إيه شكلك عاوزني أمشي

نظر لها ونيران الغضب تخرج من حدقته بشدة،  أمسك يدها ثم اتجه نحو غرفته،  والتي أسرعت لها "ملاك" 

صعد السُلم في سرعة، أمسك المقبض وكان سيدفع الباب بقوة ولكنه سمعها تتحدث في الهاتف،  وقف يستمع لما تقول،  يبدو أنها تكلم المربية، رفع حاجبيه مندهش بردودها حيثُ كانت تقول بسعادة مصطنعة: 

_لا يا ست متقلقيش هو خرجكم بس كان عاوزني وعاوز يعرفني إن اللي عملته غلط بس مش قدام حد وقررنا أنا وهو هنعيش كزوجين والفرح والحفلات هنعملهم مع بعض

لبرهة كان سيمنع عنها جميع الإتصالات حتى لا ينقذها أحد من قيوده ولكن وبعد حديثها هو شعر بالضياع،  يفكر هل هي أفضل منه حتى تحاربه،  هل أسلحته قوية،  من سيفوز،  هو أم هي،  تيقن بأنها تفعل هكذا لتجعل قلبه يحن لها، يوسوس له شيطانه كلما شعر بأنه ينجذب لها يانتابه إحساس الكذب والتصنع منها لذلك يعود إلى كرهيته الشديدة لها،  بتلك اللحظة وضعت صديقته يدها على كتفه مما جعله ينظر لها ويقول بامتعاض: 

_نعم يا "رشا" 

أشارت "رشا" بعينها للباب حتى يدخل،  تلك الإنسانة اللعوبة،  التي تتعامل مع الرجال بطريقة غير محللة،  فتاة ليس لها أصل،  بالفعل نفذ ما تريده وفتح الباب،  ليجدها فأحلى حالتها حيثُ ترتدي فستان قصير لونه وردي وتجلس على الفراش،  وتعطي لشعرها العنان،  ابتلع ما في حلقه بتوتر ثم اقترب من كوب الماء ليتناوله لعله يطفئ النيران التي اقتحمت قلبه،  جذ على أنيابه وقال بأمر: 

_برا عاوز أخد راحتي مع حبيبتي

لن تنفعل هكذا أخذت العهد على نفسها، سترد له كل أفعاله، ستلعب معه بنفس الطريقة،  سيتذوق من نفس الكاس، مط شفتيها باستفزاز،  ثم أشارت نحو الدولاب وقالت ببرود: 

_قي قمصان كتير على ذوقك متنساش تخليها تلبس منهم والبورنس في الحمام عن إذنكم بقى أروح أشرب قهوة بااي

نزلت أمامه، وقفلت الباب،  مما جعل "رشا"  تقترب منه ولكن وبتلك اللحظة فتحت "ملاك" باب الغرفة،  وضعت يدها على فمها بخجل مصطنع ثم قالت: 

_أوووه عصافير الحب جيت في وقت مش وقتي بس نسيت الكتاب بتاعي وعاوزة أقرء وأنا بشرب قهوة "جبل"  اللي هي ملكه وبما إني من حاجاته فلازم أتغذى أصلي غالية مش رخيصة والصرف لأزم يبان

شعرت "رشا"  بانها تتحدث عليها مما جعلها تضع يدها في خصرها وتقول بانفعال: 

_بلدي أوي على فكرة مالك يا حبيبتي فيكي إيه بتلقحي على مين

_اللي على رأسه بطحة بقى يحسس عليها 

هذا ما قالته "ملاك"  لترسم بعد ذلك على وجهه بسمة صفراء وتضع يده على عينها وتقول بنبرة ساخرة: 

_كملوا كملوا وأنا مش هبص هاخد كتابي وهطلع 

لا يعلم ما أصابها،  من قليل كانت تشعر بالغيرة والآن لا، ظل يتابعها إلا أن خرجت،  تحدث مع "رشا" وأخبرها بـ: 

_

......................................................................... 

كانت قلقة بشأنها،  خائفة بما سيحدث حين يعرف "مالك"،  وقفت خلف باب الغرفة ولكن غير قادرة على سماع شيءٍ،  جلست على الأريكة تتخيل ما سيحدث إذا خرج من الغرفة وهو يعلم كل شيء،  سيضربها،  لا سيقتلها،  سيشعل النيران بملابسها،  سيتعصب عليها،  كان هذا تفكيرها،  ابتلعت ما في حلقها بفزع حين شعرت بيد" ريناد" والتي كانت تسألها عن سبب شرودها: 

_مالك يا "مرام"؟ 

انتبهت لها فاصدرت من فاهه: 

_ها

ثم تنهدت بقوة،  مسحت عيناها بيدها وقالت بخفوتِ: 

_مافيش يا حبيبتي

ظلت تنتظرهم،  بتلك اللحظة سمعت صوت الحارس والذي أرسله" مالك"، كان يتحدث مع "سامية" أسرعت لتطمئن على "جبل"،  حدقت به ثم قالت بلهفة: 

_" ملاك" و "جبل"  كويسين

أومأ برأسه لتشعر بالراحة،  حولت أنظارها إلى "سامية"  ثم ألقت بسؤالها: 

_ها يا حبيبتي إطمنتي

ابتسمت لها "سامية" وأردفت بحنو: 

_الحمدلله لله يا حبيبتي وهي كمان طمنتني وآه كلنا هنبات هنا اليومين دول لحد ما يطلعوا شهر عسل ونرجع الفيلا تاني دي أوامر "جبل" 

انكمشت حواجبها باستغراب لتسألها بعدم اقتناع لما تقوله: 

_دا إزاي هما مش كتبوا الكتاب بس 

قهقهت "سامية" بقوةٍ قبل أن تجيبها بـ: 

_لا هما قرروا إنهم يتجوزا وباقي الحفلات هيعملوا مع بعض

هزت رأسها متعجبة لأمرهم، تحدثت بعدم إكتراث: 

_خلاص برحتهم أنا هروح أقعد في الجنينة شوية ممكن حد يقول للشيف يعملي كوباية نسكافية جنب سندوتش

أومأت "سامية"  برأسها بحب ملست على شعرها قائلةٍ بحنو: 

_حاضر يا حبيبتي 

رحلت "مرام"  من أمامها بعد أن ابتسمت في وجهها،  بتلك اللحظة اقتربت منها "صباح" وقالت بلوم: 

_ظلمتي "جبل"  شوفتي بقا إنه كويس

ابتسمت "سامية"  ثم هزت رأسها توفقها على ما تقوله،  بالفعل لم يرث قط دم أبيه،  حمدت ربها كثيراً،  بتلك اللحظة تذكرت طلب "مرام"  فذهبت تهرول نحو المطبخ حتى تنفذ ما تريده

....................................................................

وضع يده على كتفها بحنو ثم سألها بكل أمل بأنها ستجاوبه: 

_قوليلي يا حبيبتي إيه اللي تعبك وأوعي تكدبي؟ أنا عارف إنك مخبية حاجة! 

توترت قليلاً،  تشعر أن ما تخفي حمل ثقيل،  ولكن تشعر بأن صديقتها ستحزن بسببها،  تعلم أن "مالك"  لا يحب أن تخفي "مرام"  عليه شيء، ولكن هو صديق طفولتها وشقيقها وإبن عمها وقبل كل هذا والدها، أمانها الوحيد،  لن يكون قاسي قط،  سيحارب لصنع ابتسامتها مهما كان الوضع،  حدقت به ثم مدت له يدها وقالت برجاء: 

_توعدني إنك مش هتزعل من "مرام"؟ 

ابتسم بسخرية حيثُ كان يعلم بأن." مرام" تخفي عليه شيء،  تنهد بقوةٍ ثم قال بهدوء: 

_مقدرش أقولك مش هزعل بس أقدر أقولك إن موقف زعلي منها مش هيكون كبير وخلي بالك لو عرفت لوحدي ساعتها هزعل منكم إنتوا الإتنين وزعلي هيكون وحش

فكرت قليلاً فلم تجد حلٍ إلا سرد مشاعرها له لعله يحل مشاكلها، أجابته بدموع العشق المتيم: 

_هو الحب حرام

كان يعلم ويثق بما يعرفه بأنها تحب،  عينها تسرد جرح قلبها،  ابتسم لها بحنو ثم قال بيقين: 

_لا يا حبيبتي مش حرام ربنا اللي بيحط الحب في قلوبنا وبعدين هو أنا هحلل الحب على نفسي وحرمه عليكي

شعرت بحلاوة حديثه لقد أرح قلبها كثيراً ولكن تذكرت شيءٍ فقالت بحزنٍ: 

_طب الفقر عيب

_خالص العيب إني مشتغلش وخلي حد يصرف عليا أوعي تكوني فاكرة يا حبيبتي إن الغني اتولد في بوقه معلقة دهب وخلي بالك الرضا مش بيكون غير في قلب اللي تعب عشان يكون نفسه الغني لأزم تلاقي في عيلته حقودي

هذا ما قاله باسلوب راقي يدل على أن ترببته ذات خُلق،  كانت "دنيا"  تسمع حديثه وتفتخر بأنه ابن عمها،  ردت عليه بخوف: 

_بس مامي خايفة منها مش هتوافق مامي عاوزة واحد غني

عقد حاجبيه بضيق ثم أشار على نفسه بسبابته وقال بانفعال: 

_هو أنا مش مالي عينك هي ملهاش حكم عليكي أبداً تمام وإنتي عارفة كويس ليه ها فبلاش نفتح في الماضي وقوليله اسمه إيه ومتقدمش ليه؟ 

نكست رأسها للأسفل بقلة حيلة وأجابته ببكاء: 

_هو مش عاوز دلوقتي بيقولي لأزم أما أتقدم أكون لأيق بيكي وبمكانك عشان محدش يقول كان طمعان فيهم "مرام" كلمت له "جبل" وهو شغال عنده عا.... 

قاطع كلامها بنبرة ساخرة: 

_يعني كمان "جبل"  عارف وأنا آخر من يعلم كنتي هتقوليلي بعد الفرح ولا إيه؟ 

وضعت يدها على فمه ثم قالت بنفي لما يقول: 

_لا والله مش زي ما بتقول صدقني على فكرة إنت شوفته عارف "أحمد" اللي كانت بتقبله "مرام" كانت بطمنه عليا

قالت كلامها بتلقائية ليشعر بالغضب الشديد تجاه "مرام"  ولكن لم يبينه قط لابنة عمه، قال ببرود: 

_خلاكي تروحي معاه حتة ولا حاجة

ابتسمت حين تتذكر حديثه،  تنهدت بشدة وقالت: 

_بيخاف عليا من نفسه مش عاوز يقابلني ومش عاوزني أشوف عالمه وعلى فكرة بيغير منك

قهقه بعلو ثم قال: 

_من حقه الصراحة

قام من مكانه وقبل رأسها وأخبرها بحنو: 

_هتتجوزي أمه بس أشوف تحرياتي عنه وملكيش دعوة بـ "عبير" 

لا تصدق ما سمعته من أذنيها،  ظلت تصرخ كالأطفال،  تمنت لو كانت سردت له عن قصة حبها من قبل،  خرج وتركها ليبحث عن سبب فرحه وحزنه في الحياة ليقلب نهارها السعيد بليل حزين سيخرج نيران غضبه عليها. 

....................................................................... 

بداخل غرفة "عبير"  كانت تتجول في غرفتها بعصبية شديدة،  تحاول الإتصال بإحداهم ولكن الخط مشغول،  ظلت تتأفف بشدة،  صرخت بخفوت: 

_مشغول مشغول أوف 

ألقت بهاتفها على الفراش ثم أكملت حديثها بضيق: 

_محدش بقى طايق لي كلمة ولا عيالي أوف والتاني مش عارفة هو فين أنا لأزم أعمل حاجة

بتلك اللحظة دقت "صباح"  غرفتها فقاطعتها عن أفكارها،  أمرتها بالدخول بعد أن سمعت إذنها: 

_إدخلي يا "صباح"! 

ابتسمت بسمة صفراء وهي تقول لها بهدوء: 

_هو" جبل" بيه أمرنا ننام عند حضرتك كلنا الفترة دي بس لو هيبقى في مشكلة هنروح نبات في فيلا "جلال" 

ضيق،  وحنق،  وغضب  ينتابها ولكن لن تقول شيء،  ولن ترفص فمصلحتها تجعلها توافق،  ابتسمت بضيق ثم قالت لها بغرور: 

_تنوروا روحي شوفي أوضة دادة الأولاد تباتي فيها إنتي و "سامية"  وجهزي أوضة حلو لأميرة قلب "مالك"  

هزت الآخر رأسها ببرود،  استدارت وأمسكت بمقبض الباب لتفتحه،  خرجت من الغرفة لتقول بغضب: 

_ولية تنحة مش بحبك،  اتجهت نحو الحديقة حتى ترى "مرام" فوجدتها تستريح مغمضة مقلتيها بهدوء،  ابتسمت بحب ثم اتجهت نحوها لترى هل تريد شيء ولكن بتلك اللحظة وجدت "مالك"  يأتي عليهم والشرار يخرج من عينه،  أمرها بجموح: 

_سبينا لوحدنا!! 

انتفضت "مرام"  من مكانها بفزعٍ،  قامت من جلستها فلقد علمت بأن "دنيا"  قالت له كل شيءٍ، أشارت لصباح حتى تتركهم واستعدت لما سيقول

........................................................................

جلس على الأريكة ويشعر بالذنب،  قلبه يؤلمه يشعر بأنها حزينة منه ولكن لا يعلم ما واجبه أمام حبه،  أيهاتفها ولكنه غاضب منها،  ظل يحدث نفسه بلوم: 

_لا يا "أحمد" إنت مش مضايق منها إنت مضايق من نفسك شغلك وتعبك معصبينك لكن هي ما عملتش حاجة اتصل بيها

أمسك هاتفه وكان سيهاتفها ولكن عاد وقال بضيق: 

_لا الوقت متأخر وأنا مش هزعجها وبعديت أنا كمان زعلان منها

تأفف بشدة فمشاعره مبعثرة لا يعرف شيء،  حتى لا يمتلك لها صورة ليحدق بجمالها،  تذكر برنامح المراسلات هي تضع صورة لنفسها،  فتحه بلهفة ليتأملها بشدة،  كيف لجمالها أن يبتعد عنه،  تلك الفراشة الملونة والتي أنارت حياته،  تنهد بشدة وقفل هاتفه بسرعة حين دخلت "رحمة"  وهي تتثاءب بشدة قائلةٍ له: 

_أنا داخلة أنام عاوز حاجة يا حبيبي 

ابتسم في وجهها بحب ثم قال: 

_لا يا حبيبتي روحي نامي بس إطمني على أخواتك

هزت رأسها ثم غادرت من أمامه،  قام من على الأريكة متجهاً إلى المرحاض حتى يأخذ حمامًا ساخن لعل لهيب شوقه يهدأ قليلاً... 

........................................................................

في منزل "لميس"  التي جاءتها رسالة من صديقتها تعتذر لها عن عدم حضورها وتسرد لها ما حدث بها فيماعدا ما يفعله "جبل"  معها هي لا تريد أن يعرف أحد عن حياتها الشخصية شيءٍ وخصوصاً إن كانت تلك الحياة ترتبط مع شخصٍ آخر،  هو أمانها ولا تريد أن يبغضه أحد،  رأت "فوقية"  إنشغال "لميس"  في هاتفها مما دفعها للسؤال بهلفة: 

_عرفتي توصلي ليها

هزت برأسها ثم قالت ببسمة صغيرة: 

_آه حصل لها ظروف في الشغل وبعد كدا حصلت حركة مجنونة من إبنك وأصر على كتب الكتاب وهي دلوقتي بعتة عشان نبعت اللي حصل معاكي وتكتبه

رفضت "فوقية"  وقالت بخوف: 

_لا عاوزة قبل ما إبني يحصل له حاجة ويعرف ويروح لأبه أقابله وقابل "ملاك"  وعرفها هستنى هما دلوقتي مشغولين ومش هيسألوا على "جلال"  ومتأكدة إنه  هيحاول يتواصل مع حد منهم ويثبت إن أنا لفقت له التهمة بس اللي مخليه ساكت هو الأثبات الصوتي له فهمتي

هزت "لميس"  رأسها متفهمة لما تقوله لذلك وافقتها بكل هدوء فحياتها تخصها هي فقط،  ستقول لصديقتها كما قالت لها وهذا يكفي 

........................................................................

يتبع... 

بقلمي أميرة أنور.    

      الفصل الواحد والثاني والعشرون من هنا



بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-