Ads by Google X

روايه النمر الجامح الفصل الواحد والثاني والعشرون


 الحادي والعشرون والثاني والعشرون 

الفصل الحادي وعشرون

(النمر الجامح) 

انتابها الخوف، الهلع، التبويخ الذي سيقدمه لها ستتحمله ولكن فكرة الخصام ستكسر قلبها، تحدثت بتلعثم: 

_حـ.. حبيبي قول لي مالك؟ 

حدق بها بغضب جامح، شعر بأنه سيصفعها من طريقتها معه، وكأنها لا تعلم عن الذي أخفته شيءٍ، جلس على المقعد ومازال صامت، يفكر كثيراً، هل يعانفها بعد أن صالحها، كيف لها أن تخفي هذا الشيء، لم يكن يتوقع نهائياً أن تفعل هكذا، كور يده بغضب، كلما تذكر بأنه ظن بها السوء وذلك بسببها، تشتعل النيران بقلبه بسبب الغيرة الشديدة. 

كسرت الصمت بقولها: 

_أنا غلطانة بس إنت ليه ساكت؟ 

رفع حاجبه بسخرية، حين كان يطلب منها قول الأشياء التي تخفيها رفضت وأنكرتها والآن وبدون معرفة سبب انقلابه تعترف بنفسها، ابتسم بسخرية ثم قال ببرود: 

_سبحان الله من شوية كنتي يعيني بتقولي مافيش حاجة مخبيها ودلوقتي عادي جداً معترفة بغلطك إيه اللي اتغير لسانك اللي القطة آكلته عملتيله عملية وركبتيه ولا إيه

وضعت يدها على كتفه وبدأت في تبرير موقفها: 

_بص يا حبيبي أنا عارفة إنك عرفت من "دنيا" عشان كدا مكنش ينفع أبداً أقولك سر صاحبتي 

حدق بها بحزن شديد، لم يكن يتوقع عدم الثقة به، بعد يدها عنه وقال بتحذير: 

_أوعي تلمسيني أما تحسي برجولتي وإني أقدر أشاركك أي حاجة قوليلي وأما تحسي أن أي غلط المفروض تفكري مليون مرة قبل ما يحصل تقوليه عليه فاهمة 

قام حتى يغادر من أمامها حيثُ إذا بقى أكثر سينفعل عليها، لأبد من للتحدث بهدوء، هي الآن ضيفته وقبل هذا حبيبته وزوجته المستقبلية وصديقة طفولته، لا يريد أن يجرحها بعصبيته، سار خطواتان للأمام وعاد ليقف حين صرخت بشدة: 

_"مالك" بالله عليك ما تسبني أبداً ومتزعليش مني عملت كدا عشان هي خافت تحكيلك وأنا عرفت "جبل" وهو قال هيقولك بس والله مكنش قصدي أغلط في حقك أبداً 

استدار ينظر لها، اقترب منها وأمسكها من معصمها بشدة ومن ثم تحدث بغضب: 

_لو كنتي اقنعتيها تحكيلي وتصاحبني عمري ما كنت هخذلها أنا بفهم وبعدين ما أخوكي عارف علاقتنا ومتفهما لو كان غير كدا كنت هكون أنا خبيتي عليا لا وكمان روحتي قابلتيه وقولتي عنه حبيبك وخلتيني أغير عليكي 


هزت برأسها وبدموع تخرج من عينها وكأنها تصرخ بشدة، تحدثت بحزن: 

_بلاش تزعل والله الشاب كويس جداً وأنا عارفة إني غلطان بس متأخدش على خاطرك مني

تركها ورحل دون أن يرد على حديثها متجاهلها تماماً، شعرت بالأستياء لعدم اقناعه بتفكيرها، عادت وجلست بمكانها، ظلت تفكر كيف ستقدر على مصالحته، بتلك اللحظة وجدت من يضع يده على كتفه بفرحة عارمة قالت: 

_"مالك" حبيبي! 

التفتت بسعادة وبسمة مرسمة على ثغرها ولكنها ذُهلت حين وجدت أنها "دنيا" تلاشت بسمتها في سرعة وقالت بفقدان الأمل: 

_"دنيا"...!!! 

الندم سيطر على "دنيا"، تمنت لو يعود الزمن لن تقول له قط عما قي قلبها، أعتذرت لها بشدة، وبدموع قالت: 

_والله مكنش قصدي أخليه يزعل منك أنا والله سألته وقولتله ميزعليش منك بس هو قال لي لو عرفت من

" جبل" هيقلب وشه جامد

ابتسمت لها ثم تنهدت بقوة قبل أن تقول بحب: 

_مش زعلانة منك أبداً يا حبيبتي أنا مش بزعل منك وبعدين كويس إنك قولتله أنا كنت خايفة منه بس بجد خالف توقعاتي ربنا يصلح حالك ويقدملك اللي فيه الخير كله يا حبيبتي 

اقتربت منها واحتضنتها، دمعت عينها ثم وبشكر قالت: 

_ربنا يخليكي ليا يا "مرام" ويدمك سند ونعمة ليا

كان يراقبهم من تراس غرفته، مقتنع بأن علاقتهم مقدسةلا يوجد بها مكان للخيانة، هو سعيد بهذا ولكن كان يتمنى أن تكون ثقة "مرام" به أكبر من هذا، كان يتمنى بدلاً من أن تسرد لأخيها كانت تأتي ومعها "مرام" وتسرد له، ظلمها كثيراً وجرحها بحديثه وقتما غار عليها من هذا "أحمد"، تأفف بقوةٍ مخرجٍ من قلبه زفيره لعله يهدأ، استنشق بعض الهواء، دخل غرفته وهاتف مدير أعماله قائلاً له بأمر:

_إيه يا " أحمد" عاوزك تعمل تحري عن واحد إسمه "أحمد" هبعتلك اسمه بالكامل وعنوان بيته يالا سلام

قفل الهاتف ثم ألقه على الفراش بعصبية شديدة

................................................................... 

_مافيش حاجة بنا هتحصل! 

قالها بهدوء تام، لتصرخ به بانفعال: 

_وجبتني ليه عشان أمثل على الزفتة اللي تحت دي

لا يستطيع أن يتحمل أي كلام عليها، من هذه حتى تبغض زوجته، هو فقط من له الحق في ذلك، حدق بها بشرار ثم أمسكها من معصمها بقوة وقال بجموح: 

_أوعي تجبي سيرتها تاني دي ستك وتاج رأسك على الأقل مش زيك أبداً يوم ما تعوز تحب بتحب في الحلال وراجلها هو بس اللي هيكون أول واحد شايف جسمها

ذهولت من حديثه، لما يدافع عنها هكذا، يقول بأنه يكرها ويريد الإنتقام، هذا المدافع التى ترأه ليس إلا محب ولا يعلم، بعصبية شديدة قالت: 

_وجبتني ليه وبتحرق دمها ليه طالما هدافع عنها حبتها لو حبتها روح عندها يا عم لكن ماتجبنيش عشان أكون وسيط حلوا مشاكلكم بعيد عني بقى

انتبه لنفسه وإلى مدافعته عن "ملاك" هي الآن ليست متواجدة، تنهدت بقوةٍ ثم قال بأمر: 

_نص ساعة وتروحي عشان ولا تشمت فيا ولافيكي تمام

نعم هو محق، تلك الفتاة ذكية، ولن تترك فرصة لاهانتها، انتظرت معه في الغرفة والغضب ينتابها، شعرت حين حدثها بأنه تخلى عن قعدته في ترك النساء بعد قضاء ليلة كاملة معهم، كان يجب أن تعلم بأنه سيفعل معها كما فعل حين قضت معه ليلة كاملة.. 

انتبهت بتلك اللحظة لصوت دقات الباب، سمعت صوت تلك الفتاة التي حين تسمع صوتها تشعر بأنها ستقتلها، رد "جبل" باقتضاب: 

_في إيه مش قولت محدش يزعجنا 

ردت عليه "ملاك" بكل برود: 

_نسيت اللاب توب بتاعي وعاوزة أكلم "مصطفى" فيديو هو و باقي صحابنا أصله وحشني

جحظ عينه بصدمة، كيف لها أن تتجرأ وتقول اسم هذا البغيض أمامه، تعلم بأنه يكره بشدة، بتلك اللحظة رأت نظرات الفرحة بعين "رشا" التي قالت باستفزاز: 

_لا بجد باين إنها شريفة

أسرع نحو الباب بانفعالِ ليفتحه، أمسكها من يدها بقوةٍ ليصرخ بعد ذلك بعنف: 

_لا مش هتكلمي خرا زفت "مصطفى" فهمتي ولا لاء

قهقهت بشدة بعد أن رفعت حاجبها ببرود ثم قالت: 

_إيه دا العرسان لسة ما دخلوش ولا إيه مكسوفين 

استدار نحو "رشا" وقال بأمر: 

_"رشا" خلي أي حارس يوصلك روحي دلوقتي وبكرا بنتقابل

لوت ثغرها ثم قامت من مكانها بعد أن قالت بحنق: 

_ماشي يالا سلام

رفعت "ملاك" حاجبها ثم وبنبرة ساخرة قالت: 

_ما شاء الله عليكي جيتي وكنتي واثقة إنك هتكوني مع جوزي وسبحان الله مشيتي زي ما دخلتي زي ما خرحتي

توقفت قليلاً عن الحديث، حيثُ جاءت في مخيلتها شيء سيجعل كل منهم يشعر بالضيق، أكملت كلامها والخبث يملأ عينها سالتهم عن: 

_في العلاقات المحرمة اللي بتكون من شخص لشخص والقرف دا ممكن يقولك مرض الإدز مش خايقين على نفسكم

ضحكت بعلو بعد أن وضعت يدها على فمها ثم قالت بهلع مصطنع وهي تشير بسبابتها على زوجها:

_يا جوزي يا حبيبي أبقى فكرني أما انتقامك يخلص لو فكرت تكمل معايا يعني أبقى فكرني ننأكد إنك سليم أنا واحدة بتخاف على نفسها

لم تستطيع "رشا" تحمل إهانتها أكثر من ذلك بينما "جبل" فنظر لها بغضب، كان يريد أن يضايقها ولكنها حرقت له أعصابه ببرودها هذا، تأكد بأن "رشا" غادرت وعاد يحدق بزوجته سألها بغضب: 

_إيه اللي قولتيه دا

قربت من أذنه لتهمس بـ: 

_بص يا حبيبي إنت متعرفش ممكن أقول إيه تاني 

بعد أن أنهت حديثها أمسكت يده، سحبته معها إلى الأريكة، جعلته يجلس رغماً عنه، وبدأت في إكمال حديثها: 

_بص يا عموري انتقم برحتك بس مش بطريقة إنك تجيب واحدة في البيت أصل أنا عارفة ومتأكدة لو خنتني فأنا أقدر أقلب الترابيزة عليك وبطريقتي كمان بس مش هعملها وبعدين الجولة للأولى تحسب ليا 


نظر لها باستغراب ثم قال:

_جولة أولى وتحسب ليكي ليه؟

اقتربت منه وهمست بحرار مما جعله يشعر بلهيب الرغبة يزداد بها:

_عشان يا جوزي يا حبيبي إنت داخل تنتقم وأنا داخلت الحرب معاك تمام وأنا كسبت الجولة دي ليه عشان أنا ولا غرت فيها زي ما عاوز لا وكمان وحرقتلك دمك 

رفع حاجبه بتعجب، تلك التي تقف أمامه تجادله، هو كان يحاربها لأنها متمردة وما فعله معها جعلها تتمرد أكثر، كور يده بغضب، نظر لها بقوةٍ فسرح في مقلتيها التي جذيته لها، بدون سابق أنظار اقترب منها وقبلها بشوق ورغبة، تلك القبلة قطعت فيها أنفاسه وأنفاسها، ابتعد قليلاً لتأخذ "ملاك" أنفاسها، أما هو فلا يعلم كيف تسحبه لها، تلك الفتاة كلما أقترب منها كلما زادت رغبته بها عكس الجميع، قام من مكانه مبتعداً عنها، بتلك اللحظةسمعها تقول بكل غضب:

_أوعى تقرب مني تاني إنت فاهم أنا مش عاوزاك تقربلي إلا أما تحس فعلاً إنك ظالمني

قامت من مكانها، رحلت من الغرفة لتتركه بمفرده بذلك الوقت لم يتحمل أفعالها مما جعله يمسك بكوب الماء ويكسره بيده، انجرح بشدة، نظر للدماء ولم يفعل شيءٍ، اقترب من الفراش وانام وهو موجوع......

...................................................................

بصباح اليوم التالي حيث أشرقت الشمس، استيقظ "أحمد" من نومه، أخذاً قراره بأنه سيعتذر من "دنيا"، ارتدى ملابسه حتى يرحل لعمله في شركة"جبل"، خرجت أخته من غرفتها بتلك اللحظة، ابتسمت له بكل حب وبحنو شديد قالت:

_لو هصحى كل يوم وأشوف العسل دا قدامي والله ماهصدق يسعد صباحك يا أغلى حد في حياتي

لم يستطيع أن يمنع نفسه من احضانها تحدث بحزن مصطنع:

_والله كلها كام يوم وتروحي بيت جوزك وأحلى صباح بالنسبة ليا مش هيكون موجود

ثم ابتعد عنها قليلاً وقال بأمر:

_بعد إذنك متقربيش مني خالص فاهمة ولا لاء أنا مش هقف بقى واستنى صباحك وإنتي ياختي في حضن حبيب القلب

قهقهت بشدة، اقتربت منه ثم قالت بحب:

_كل يوم هسمعك صباح الخير بصوتي

توقفت قليلاً عما تقول حيثُ غمزت له ومن ثم أكملت بـ:

_وبعدين إنت هتكون مشغول مع حبيبة قلبك ساعتها والله ما هتفضى ليا

ابتسم بحزن فحلمه هذا لن يحدث بالوقت الحالى، تنهد بقوة ثم رد عليها بيائس: 

_لسه بدري أوي متقلقيش أكيد هرد عليكي كل يوم ساعتها 

وضعت يدها على كتفه قائلةٍ بيقين: 

_أنا حاسة وإنت عارفة إحساسي دائماً صح ربنا هيعوضك وهتتجوزها

قبلها على رأسها ثم اقترب من باب الشقة وقال بأمل: 

_وأنا بعد كلامك حاسس بأمل كبير ربنا يخليكي ليا يا تاج رأسي يا عمة العيال 

توقف قليلاً عن الكلام ووضع يده على كتفها وقال: 

_في ناس بتقول عن العمة عقربة والخال أحلى من العم أنا متأكد إن عيالي محظوظين باخواتي

ابتسمت بحب ثم ردت عليه وقالت: 

_ربنا يخليك لينا ويكتبلك في كل خطوة سلامة وخير يارب

................................................................... 

استيقظ مبكراً، لم ينم قط، يفكر في دنيته الصغيرة، وعاشقته المدللة، لم يجلس على مائدة الإفطار كعادته، رأته "مرام" فأسرعت عنده وقالت برجاء: 

_هتمشي من غير آكل أول مرة تعملها وتسيب عيلتك على الفطار بالله عليك انسى كل حاجه وتعالى

حملق بها بقسوة، ثم تأفف بقوة وقال: 

_من امتى وإنتي بتعرفي اللي بحبه ولا مش بحبه أصل لو بتعرفي كنتي قدرتي الحيوان اللي بتحبيه وبتقولي عليه راجلك بس أنا طلعت مش راجل بالنسبة لك

قاطعت حديثه حين وضعت يدها على فمه وقالت ببكاء: 

_لا يا حبيبي متقوليش كدا بالله عليك عشان خاطري

لم يرد عليها، تركها ورحل بعد أن صعد سيارته وحرك مكبحها وانطلق بها، شعرت "مرام" بالاستياء، تنهدت بقوةٍ وأسرعت للداخل حيث يتواجد الجميع، حدقت بها "دنيا" وقالت بآسف: 

_قالك إيه؟ 

هزت رأسها بلا ثم قالت بحنق: 

_مافيش يا "دنيا" 

نظرت إلى "صباح" بعد أن ردت على "دنيا" وأمرتها بـ: 

_يالا يا دادة هنروح بيت بابا ويومين ونرجع فيلا "جبل" 

فزعت "دنيا" حين قالت هكذا شعرت بان علاقة "مالك" و "مرام" تدمرت بسببها، سألتها بخوف: 

_هو حصل حاجة بينكم يا "مرام" 

هزت رأسها بلا ثم قالت بصراخ: 

_يالا يا دادة

قامت "دنيا" من الطاولة ثم أسرعت لغرفتها، بينما "ريناد" فشعرت بأنهم متخصماتان فلم تتحدث قط، كانت "عبير" في غرفتها لذلك لا تعلم ما الذي يحدث، قامت "صباح" و"سامية" ليجهزوا، ويستعدوا للمغادرة


‏................................................................... 

في منزل "لميس"

كانت "فوقية" تجلس في غرفتها تقكر في زيارة زوجها السابق، تريد أن تسأله عن الكثير من الأشياء، بتلك اللحظة دلفت "لميس" بعد أن دقت على الباب، وببسمة صغيرة قالت:

_حبيبتي بتعمل إيه؟ 

بادلتها الابتسامة وأجابتها بهدوء:

_مافيش يا بنتي بس قاعدة بفكر أروح لـ "جلال" عاوزة أسأله ليه بجد أنا تعبانة نفسي أروح لولادي وبارك لهم تعبت

رفعت "لميس" حاجبها بصدمة ثم رفضت كل ما تقوله لها:

_لا طبعاً يا عالم ممكن يعمل فيكي إيه؟ وبعدين أنا عاملة ليكي مفاجأة

رفعت رأسها بتمني وقالت لها برجاء:

_طب قولي بالله عليكي

ابتسمت لها وأجابتها بـ:

_"ملاك" قالت بعد ما "جبل" يروح الشغل هتيجي تشوفك ودا كان وعدها يا حلويتي

قامت من مكانها، أسرعت نحو دولابها لتخرج ما يناسبها لاستقبال "ملاك"، تحدثت بدموع الفرحة:

_بسرعة تعالي طلعيلي طقم حلو يا بنتي


...................................................................

في فيلا "جبل" 

استيقظ وهو يشعر بالألم وأن هناك حرارة شديدة تنتابه ولكنه عاند نفسه، ارتدى ملابسه، كانت يده مازلت تنزف ولكنه تحمل التعب، لا يريد أن يضعف أمام تلك المغرورة والعنيدة، انتبه بتلك اللحظة حين فتحت الباب، وكعادتها تتحدث كثيراً حيثُ كانت تقول: 

_أنا راحة عند "لميس" صاحبتي وهرجع بدري تمام 

رد عليها ببرود: 

_وليه بتقولي لي بقى طالما مخططة لدا

بنفسه نبرته قالت: 

_أصلك جوزي

رفع حاجبه باندهاش وقال بسخرية: 

_تصدقي كنت فاكر غير كدا طب طالما أنا جوزك مافيش خروج

حدقت به وكانت ستعنفه ولكنها انتبهت للدماء التي تتساقط من يده، ركزت به فشعرت بأنه مريض، نسيت بتلك اللحظة ما فعله، اقتربت منه، والدموع في مقلتيها لا تتوقف ثم قالت بهلع: 

_"جبل"!!!! 

...................................................................

يتبع

بقلم أميرة أنور

الفصلِ الثاني وعشرون


لم تستطيع "ملاك"  أن تمنع دموعها من الانهمار، برغم من كل شيء فعله معها إلا أنها لا تحب أن تجده مريض،  وخصوصاً بتلك الحالة،  بهلعٍ شديد وخوفٍ مريب أمسكت يده،  لم تشعر بنفسها ولا بتلقائيتها التي جعلتها تقبل يده وتسأله بفزعٍ: 


_هو إيه اللي حصل ها؟! 


استغربها بشدة، خوفها جعله يندهش، فعل بها الكثير ومازالت تقدره وتحبه، سحب يده من يدها برغم من دقات قلبه التي تزايدت بقوة حين أمسكته، يعلم بأنه سعيد من الداخل ولكن عقله يرفض التعلق بها، مازال يريد أن يحقق انتقامه، أصبح يريدها بشدة وزادت رغبته بها بعد قبلته لها ولكن بعد أن رفضته انتابه شعور الابتعاد عنها، فقط مسموح له الاقتراب حين تتعذب، رد عليها بقسوة:


_مافيش اتعورت من الكوباية ابعدي عني بقى مش عاوز اتكلم معاكي وابعدي عشان أروح الشغل


صرختَ في وجهه بانفعال قائلةٍ بغضبٍ:

_عورت نفسك وبعدين ما تشدش أيدك من أيدي ومافيش زفت شغل فاهم ولا لاء


_لاء

قالها ببرود شديد وتركها وعاد يقف أمام المرآة يضبط نفسه ويتأكد بأن مظهره لائق به،  أكمل كلامه بأمر: 


_همشي ياريت متخرجيش من الفيلا 


حدقت به ثم حدقت بباب الغرفة لتأتي في مخيلتها فكرة معينة،  ابتسمت له بخبث مما جعله يستغربها ويقول بتساؤل: 


_بتضحكي ليه؟؟ 


هزت رأسها بلا وكأنها تجيبه على سؤاله وتخبره فيه أن لا يوجد شيء،  تجاهلها وعاد ينظر لنفسه بالمرآة مرة آخرى، استغلت "ملاك"  الوضع وأسرعت نحو الباب،  قفلت عليهم بالمفتاح،  وضعته في جيب بنطالها، انتبه لها فتأفف بقوة وقال بحنق: 


_هاتي المفتاح يا "ملاك"  متعصبنيش 


رفعت حاجبها وبتمرد قالت: 

_لا مش هديهولك طبعاً 


تنهدت بقوةٍ محاولا إلا يغضب،  رد عليها بكل هدوء: 

_هاتي المفتاح 

_بقول لا


كان هذا ردها قبل أن تمسك يده وتجيره على الجلوس بأعلى الفراش،  أسرعت إلى الحمام لكي تجلب علبة الاسعافات الأولية،  ثم عادت له،  فتحتها وطهرت الجرح له،  وربطت يده، تجمعت الدموع مرة ثانية في عينها قائلةٍ برجاء: 


_ليه بتعمل كدا بعد إذنك لو سمحت متعملش في نفسك حاجة وحشة تاني حتى ولو كانت الخناقة معايا تعالى اتخانق عاوز تكسر الدنيا كسرها تمام مش عاوز خلاص بس أوعى تعور نفسك!!


حدق به حيث انجذب لحديثها، يفكر في الشيء التي صنعت منه، مختلفة كثيراً عن الجميع، حنيتها، اسلوبها، هي بالفعل ملاك، ولكن لا يريد أن يقع قلبه في حبها فتخدعه، أمه كانت تشبها كثيراً، دمعت عينه ولاول مرة، لايعرف ما الذي يريده، يشعر بالضياع الآن،  هل يميل ويبعد عن كل شيء أو يفضل صلب ولكن حتى الحديد يلين،  تنهد بقوة ثم قال بضيق: 


_خلاص يا "ملاك"  هقعد من الشغل انهاردة متشغليش بالك بيا قومي إنتي افطري ولو عاوزة تروحي شغلك روحي


استغربت هدوءه الشديد وانقلابه الغريب، ولكن أصرت على قرارها حيثُ قالت باصرار:

_مش هروح أي حتة دلوقتي هنزل أحضر لك الآكل إنت مش شايف إنك تعبان 


كان يتمنى أن تتركه حتى لا يتعلق بها ولكنها خايبت ظنونه. 

نزلت إلى المطبخ،  أمسكت هاتفها ثم أرسلت رسالة إلى "لميس"  تعتذر فيها عن عدم ذهبها لها،  شرحت لها ما حدث ما زوجها بالتفاصيل.  تركت الهاتف بعد أن وصلها رد صديقتها الموافق على اعتذارها والمتمني لزوجها السلامة والعافية


ظلت تتأمل المطبخ فهي لا تعرف معنى الطهي،  كل حياتها كانت في الدراسة،  لا تريد أن تهاتف "سامية"  أو "صباح"  جاءتها إحدى الخدم حين وجدتها شاردة،  سألتها بهدوء: 


_في حاجه يا فندم أقدر أساعدك بيها؟ 

انتبهت لها "ملاك"  وأجابتها بـ: 

_مافيش بس ساعديني هاتيلي فراخ من التلاجة هنعمل شربة خضار لو فيه خضار هاتي وقطعيه وأنا هكمل الباقي


أومأت الخادمة برأسها بطاعة ثم نفذت ما أمرتها به،  لتفتح "ملاك"  مواقع التواصل الاجتماعي وتبحث عن عمل شربة الخضار 


......................................................................... 


وصل "مالك"  لشركة "جبل"  صعد لمكتبه وقبل أن يدلف أمر السكرتيرة بـ: 

_في شاب "جبل"  بيه لسه معينه خليه يجليه اسمه "أحمد"  اتعين من يومين تقريباً 


هزت السكؤتيرة رأسها وقالت بعد أن أمسكت هاتفها: 

_تمام يا فندم دقيقة وهيكون عندك 


ابتسم بسمة مجاملة لها وتركها ودلف لمكتب صديقته والمسموح له بدخوله في أي وقت...

مر خمس دقائق وبالفعل دلف "أحمد" له، كان ينظر للأرض لا يتجرأ على رفع عينه، أول مرة يرأ "مالك" خفقات قلبه تؤلمة بشدة، يشعر بأنه عرف عن علاقته بابنة عمه شيء، وجاء حتى يدمرها، انتبه له حين قال بجدية:


_لأزم تبقى رأسك مرفوع مش في الأرض اللي بيحب حد بيبص في عين وكيل عروسته وبكل شجاعة بيقول بحبها أنا كدا حاسس إنك مش بتحب "دنيا"


انذهل مما يحدث، لقد علم "مالك" بما حدث، ولكن لما يقول هكذا ظن بأنه جاء ليفرقهم فقال بحد:


_لا بحبها وهفضل أحبها وأخاف عليها لحد ما أموت 


مط "مالك" شفتيه بهدوء ومن ثم رد عليه بسخرية:

_إنت واثق من نفسك أوي بقى؟


اقترب من المكتب ووضع يده بأعلى المكتب وقال بانفعالِ:

_جداً واثق من نفسي جداً


أخرج "مالك" من جيبه دفتر شيكاته، مضى عليه ثم قال بغرور:


_ الشيك على بياض اكتب اللي إنت حابه وهبني لك شركة تبني نفسك بنفسك بيها وابدأ عيش حياتك بعيد عنها وساعتها بنات الدنيا كلها هيكونوا تحت رجلك يا "أحمد"


قهقه "أحمد" بقوةٍ وسرعان ما تعلقت الدموع في عينها تحدث بغضبٍ بعد أن مزج تلك الورقة التي أخذها من "مالك":

_هي"دنيا" رخيصة أوي عندك دي دنيا في حد بيبع دنيته وحياته وكيانه والله لو عرض عليا فلوس الدنيا دي كلها والله ما هوافق أوعى تكون فاكر إني طمعان في فلوسك لا أبدا اللي بيغني هو اللي بيفقر يعني ياعالم بكرا عندك ولا عندي

صفق "مالك" له بيده ثم قال بضيق:

_برافو صدقتك أنا بقى وبعدين لو بتحبها وشايف إنك راجل وتستحقها روح وتكلم مع رجالتها مش تتكلم مع صحبتها


كور "أحمد" يده بقوة ثم رد عليه بانفعال:

_يمكن إنت اتولد وفي بوقك معلقة دهب بس جدك يمكن تعب جدا عشان يحقق الثروة دي فمتقللش منها وتذل بيها غيرك أنا مش عاوز "دنيا" تحس  إنها محتاجة لحاجة وأنا معاها


رفع "مالك" حاجبه بعدم فهم، لا يفهم ما الذي يريد أن يجعله يفهمه هو سأله عن شيء ويرد عليه بشيء آخر، تحدث بهدوء:


_مش فاهمك وضح كلامك لو سمحت!!


تزين ثغر "أحمد"  ببسمة السخرية ومن ثم أجابه باقتضاب: 

_حضرتك أنا لسه بابني نفسي فلما قابلتها وحبينا بعض هي طلبت اتقدم وأنا قولتلها لأزم ابني نفسي فكان رد فعلها هو أخبار "مرام"  خافت ساعتها لكون بكدب عليها لكن "مرام" عمرها ما قللت من شانك وكل مرة كانت بتحاول تساعد بس 


انهى حديثه واستدار حتى يغادر ولكن ما قاله "مالك" جعله ينصدم حيثُ قال:

_هتيجي تقرأ الفاتحة أمتى؟

التفت له بعدم تصديق حدق به، ابتلع ما في حلقه بتوتر ثم قال بتلعثم:

_قصدك إيه؟!


.........................................................................


_قصدك إيه؟

تلك الكلمة التي قالتها "فوقية" بصدمة حين أخبرتها "لميس" أن "ملاك" لن تأتي، جلست بفقدان امل واستمعت رد "لميس" حين قالت:

_مش هتنفع تيجي ابنك ياست قعدها وقالها احنا لسة في شهر العسل


ابتسمت لها ولكن ما في قلبها يشعر بغير ذلك تمنت ألا يكون هناك ما يصيب قلبها بالوجع، بينما "لميس" فحمدت ربها بأنها لم تشعر بكذبها، لا تريد أن تجعلها تبكي على ابنها المريض يكفى صديقتها المنزعجة على زوجها 

بتلك اللحظة رن جرس الباب، فانتفضت "فوقية" وقالت بهلفة:

_"ملاك"!!!

ولكن سرعان ما عادت تتذكر بأنها لن تأتي، شعرت بالإستياء، ظلت تلعن حظها الذي لا يقف معها قط.

أسرعت "لميس" حتى تفتح الباب فوجدت أن الطارق ليس إلا "مصطفى" الذي غمز لها بحب قائلاً بمزح:

_قمري كان نازل ولا حاجة أمشى بقى


ابتسمت بخجل ثم قالت بنفي لسؤاله: 

_لا يا "صاصا" ادخل يا حبيبي قاعدين


استغربها فهي لا ترتدي ملابس الخروج إلا حين تنزل أو يأتي لها أحد،  سألها بهدوء: 

_طب كنتِ راحة الشغل ولا حاجة 

_لا بس "ملاك"  كانت جاية ومش هتيجي لإنها قاعدة مع جوزها


كان ردها غريب بالنسبة له بل وكان صدمة شديدة،  صرخ باشتغراب: 

_ها اتجوزت امتى؟

قهقهت "لميس"  على ردت فعله الغريبة و أجابته بهدوء:

_كتبت كتابها أمبارح هي و "جبل" 

انكمش حاجبيه بغضب شديد، ثم قال بغضب:

_ومن أمتى وإحنا مش صحبها عشان تعمل كدا من غير ما تقول خلاص بقينا غرب عنها من ساعة ما دخل سي "جبل" حياتها براحتها تعمل اللي تعمله وأنا من النهاردة تعتبرني مش صاحبها


تنهدت "لميس" بقوة ثم سردت له مع حدث مع صديقتها وما قالته لها عن زيجتها وأضافت على كلمها بـ:


_بس يا سيدي هي ملهاش ذنب وكذا مرة أقولك يا "مصطفى" بلاش تتسرع في حكمك على ظروف غيرك


ابتسم "مصطفى" ثم قال بضيق حين تذكر علاقته معها فهي لم تكن مجرد صديقة:

_طب وإحنا أمتى بقى يا حلو


نظرت في الأرض بخجل وأجابته بيدها:

_بس بقى يا "مصطفى"


اندهش بقوة ثم قال باستفسار:

_لا بجد امتى أنا بقالي مدة مستني دا غير أنا مستني دراستك وإنك لسة بتكملي في طب وبتروحي تمارين في مستشفيات وأنا شغلت نفسي في السفر فممكن تقوليلي أمتى عشان أنا مش مستحمل البعد؟!


ابتسمت في وجهه ثم قالت بعشق:

_حدد معاد مع ماما بس استنى أما ربنا يكرم وطنط "فوقية" ربنا ييسر لها الحال


فتح عيته بصدمة، هو لا يعلم متى سيأتي هذا اليوم التي ستعود فيه "فوقية" لمنزلها ولحياتها، تحدث بغضب:


_هو إنتي كل مرة تطلعي بحجة قربت أحس إنك مش عاوزاني يا "لميس" بالله عليكي متاطلعي كل شوية بحاجة أنا زهقت عاوز أستقر أنا مستعد أروح  لـ "جبل" بس ننجز بقى


استمع حديثهم "فوفية" فاقتربت منهم وقالت:

_

.........................................................................

في فيلا ال "عزمي"


حاولت "دنيا" أن تقنع " مرام" بعدم الرحيل فقالت برجاء:

_بعد إذنك يا "مرام" ما تعنديش مع "مالك" لو ميشتي هيحس إنه ملهوش قيمة عندك وهيعاند أكتر بالله عليكي إسمعيني لو ليا غلاوة عندك 


ردت عليها "مرام" بضيق:

_أنا بعمل كدا عشان يعرف ياخد قراره وبعدين أنا حاسة إننا مش مرحب بينا 


استغربت "دنيا" من حديث صديقتها، كيف تقول هذا وهي تعلم بقوة أن هذا المنزل منزلها وأنها ستكون جزءاً منه قريباً، تحدثت بخفوتِ:


_ليه بتقولي كدا يا "مرام" برغم من إنك عارفة كويس إنك بالنسبة للبيت دا إيه


دمعت عين "مرام" ثم قالت ببكاء:

_لو كدا مكنتش مامتك اضيقت أمبارح ومكنتش قالت لدادة "سامية" و دادة "صباح" انهم يناموا مع المربية هنا برغم من إنها عارفة كويس إني أنا و"ملاك" بنعامل مربياتنا كويس جدا وينعتبرهم أمهاتنا


وضعت "دنيا" يدها على كتفها ثم قالت باعتذار 

_معلش يا حبيبتي واديكي نيمتيهم معاكي في الأوضة إيه المشكلة بقى


أكملت "مرام" حديثها بحزن:

_وأخوكي اللي عمره ما مشي من غير ما يفطر إلا إذا كان مضايق أو مش حابب الضيق اللي جاي


ابتسمت "دنيا" بهدوء ثم مسحت دموع "مرام" وقالت بحنو:

_يا حبيبتي مش لازم تاخدي كل حاجة على نفسيتك وبعدين استني اما يجي لاما هحس إني أنا السبب وبعدين هو بيحبك ازاي بقى هتكوني ضيفة تقيلة ولو إنتي حاسة بكدا يبقى استنى لحد ما يجي وتشوفي ردت فعله


هزت رأسها بلا وبدات تجهز نفسها بالفعل ولكن "دنيا" هاتفت ابن عمها حين دلفت "مرام" للمرحاض استغلت ذلك  وسردت له ما حدث حتى ياتي ويوقفها عما يحدث، أمرها حتى تشعلها وتوقفها عما تفعل وهو سيأتي في أقصى سرعة...

.........................................................................


أخبره بنبرة سريعة:

_نتكلم في العربية "مرام" هتمشي من البيت تعالى معايا

بالفعل نفذ كلامه وسار خلفه وخرج معه من الشركة، صعد كل منهم السيارة، ليبدأ "مالك"  في الحديث مرة أخرى'


_بص يا "أحمد" أنا معنديش مشكلة مع الفقير لإن كلنا كنا كدا بس حبيت اختبرك أنا معنديش مشكلة في جوازك وإذا كان على "دنيا" فهي طالما حبتك فصدقني هتكون مستعدة تعيش معاك في أي مكان وأنا واثق في كدا فلية أضيع في الوقت


ابتسم "أحمد" بالفعل كما قالت "دنيا" هو إنسان طيب القلب، حنون ويحب الخير، شعر بأنه خطأ في الحكم عليه، رد عليه بنبرة جادة و تحمل الشكر:


_شكرا بجد يا "مالك" بيـ...


قاطعه "مالك" بحد ثم قال:

_مش بيه هتكون واحد من العيلة وهتاخد بنتنا وإحنا بنعامل اللي بيتجوزوا بنتنا بتقدير عشان هيحافظوا عليهم لكن لو زعلاتها هضربك


قهقه "أحمد"  بقوة،  ثم أكمل حدييثه: 

_والله العظيم بقيت حساس إنك غالي عليا خايف أقول صاحبي أكون مش قد المقام


أوقف "مالك"   سيارته وضربه على كتفه بمزح وقال: 

_أخويا مش صاحبي وبقت معزتك زي "جبل"  المهم كمل كلامك شكل في مشكلة


هز رأسه وقال بضيق: 

_لأزم استنى سنتين أكون نفسي وأجيب لها شقة تعيش فيها وكمان شقة قصدنا عشان أخواتي يكونوا حنبي وعشان متزهقش منهم


رفع "مالك"  حاجبه ثم مط شفته لأمام وقال: 

_والله لو قولت  لـ "دنيا"  وموافقتش بخواتك فساعتها ممكن تعمل كدا والشقة سبها بظروفها ونشوف بس الإتفاق والقعدة بس دلوقتي مش عاوزك تقول لمامتها لما نروح أنا اللي هقولها


أومأ "أحمد"  برأسه يوافقه على كلامه،  عاد "مالك"  يقود السيارة بأقصى سرعة نحو منزله

.........................................................................


للتو انتهت من صنع شربة الخضار، لم تتذوقها جهزت فطار بسيط لها وله، أمسكت صنية الطعام وصعدت له، فتحت الباب، فوجدته يمسك رأسه يبدو أنها تؤلمه بشدة، أسرعت نحوه ووضعت الصنية على الكومود وسألته بلهفة:


_مالك يا  حبـ....


وقبل أن تكمل كلامها، تذكرت ما فعله فلم تكمل كلمتها ولكنه انتبه لها، شعر بالفرحة ولكن لم يعلق عليها، أشار نحو الطعام وقال:

_ليه مخلتش الخدامة تجيبه لحد هنا


ابتسمت له وقالت:

_ماما مكنتش بتخلي حد يدخل من الخدامين أوضة نومها ولا حتى دادة "سامية" بتقول إنها عالمها هي وبابا وأنا وبرغم من اللي بنا مش حابة دا حتى أنا اللي هنضفها وحتى لو مانمتش معاك في أوضة ولو انفصلنا هتفضل كياني 


....................................................................

يتبع بقلمي أميرة أنور 

  الفصل الثالث والرابع والعشرون من هنا





بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-