Ads by Google X

روايه لا اريد الحب الحلقه الثالثه عشر


 🎭🎭🎭🎭🎭

لا أريد الحب 

الحلقة الثالثة عشر 

قلب لا يعرف رحمة

🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** قاومت و كيف لا تقاوم و حرمة جسدها على وشك الانتهاك و هل ستقف لتستباح على يد اقرب الاقربين اليها الذى يعلم جيدا نقاط ضعفها و حاول استغلال ظلام الغرفة ضدها و لكن مريم تغلبت على خوفها من الظلام فليس هناك خوف اكثر من الخوف على النفس ففاجئته برفع ركبتها لاعلى لتضربه بقوة ليبتعد و هو يحدق بها بغضب لحرمانها لذة تقبيلها فاقتربت منه مريم لتبغاته بقبضة يدها التى كورتها و لكمته بكل قوتها و غضبها على شرف زوجها الذى كاد ان يستبيحه بكل روعونة و فسق غير مبالى بانها هى نفسها شرفه و عرضه .,.


** تفاجىء كريم بقبضة مريم تلكمه فى فكه بقوة ليتذوق طعم الدماء فى حلقه فرفع يده و مسد مكان لكمتها و هو يتذكر خروجه من غرفة كمال ووقوفه خلف الباب ليسمعها تصيح فى احد ما و توبخه فعلم انها ستغادر ليخدمه الحظ حينما وقع بصرة على ذلك الطبيب فى الغرفة المجاورة يغادر و يغلق باب الغرفة فابتسم بمكر ليدنو من الغرفة ووقف مراقبا الممر و دلف ينتظرها فى الظلام ليتحين فرصته و يقبض عليها جاذبا اياها بين ذراعيه .,.


** افاق كريم على تحديق مريم إليه و قد ملاء الاحتقار و السخط عيناها بعدما أضاءت الغرفة و سمعها تقول بنبرات غاضبة حانقة :


_ انت مش بنى ادم ابدا انت حيوان و اقل من الحيوان كمان انت ازاى تسمح لنفسك تعمل معايا انا كدا ايه خلاص عقلك خرب مش قادر تفرق ما بين الزبالة اللى تعرفها و ما بين انى بنت خالتك يا استاذ كريم عرضك بس عارف انت اصلا الواحد يتوقع منك اى حاجة و كل حاجة لان عمرك ما كان عندك اخلاق من اول ما دخلت بيت خالتك و خلتنى انشغل بيك لحد اللحظة دى حقيقى انا مش متخيلة انت ازاى قادر تقف و تبص لى و لا كأنك عملت حاجة حقيقى انا قرفانة منك ..


** عقد كريم ساعديه و استمر على تحديقه بها ليجيبها ببرود :


_ و انت ازاى تسمحى له يبوسك و يحضنك انا قولتهالك يا مريم و هقولهالك تانى انتى بتاعت كريم و بس و علاقتك بكمال مجرد علاقة مؤقته سيبك فيها بمزاجى لحد ما اساوى امورى و ارجعك ليا تانى ..


** اتسعت عينا مريم بصدمة و هزت رأسها لا تصدق ما يقوله كريم من هذيان فابتعدت عنه و توجهت صوب الباب و لكنه اسرع ووضع يده فوقه يمنعها من الخروج فابتعدت مريم عنه و قالت بصوت حاد :


_ انت مجنون حقيقى مجنون انت واعى لنفسك و لكلامك كريم انا بقولهالك ابعد عنى بدل ما اتصرف معاك تصرف ميعجبكش يا كريم انا لحد دلوقتى عاملة حساب لخالتى العيانة اللى امى بتراعيها  و اللى لو عرفت ان ابنها خاين بالشكل دا ممكن يجرالها حاجة و على فكرة اوعى عقلك يصورلك و يوهمك انى ممكن فيوم هكون ليك انت بتحلم و انصحك تتعالج لان عمرك ما تتساوى مع كمال و اعرف ان عمر ما فى راجل هيلمسنى غيره اما بقى كلامك اللى قولته كله فبله و اشرب ميته يمكن تخف من حالة الوهم المسيطرة عليك ..


** تقدم منها كريم فتراجعت مريم خطوة الى الخلف فارتطمت بالمكتب خلفها فالتفت اليه ليقع عيناها على مشرط ملقى بجانب مجموعة من الاوراق فأختطفته مريم و قبضت عليه كأنه طوق نجاتها و حين مد كريم يده ليلمس وجهها تراجع كريم بحدة متألما و نظر الى كفه و رأى جرحا عميقا فى وسطه ينزف بغزارة فأعاد بصره الى مريم ليرى صدرها يعلو و يهبط بانفعال و يدها ملطخة ببقعة من الدم وصل اليها حين طعنت كفه قبل ان يمس وجهها لتسرع مريم من امامه و تفتح باب الغرفة و تفر هاربة تحاول تمالك اعصابها لتكتشف انها مازالت تقبض على ذلك المشرط فالقته من يدها بذعر و اتجهت صوب المخرج لتبتعد عن مبنى المشفى و تقف وسط الاشجار تستجمع قواها ...بقلمى منى أحمد 


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** تململت وعد فى جلستها و اخدت تزفر انفاسها الحانقة الغاضبة بعدما اهملها كمال و ادار ظهره اليها و شعرت بالاهانة لاهماله لها فهى لم تتعود ابدا ان يبتعد عنها الرجال فحكت ذقنها و هى تنظر الى ظهره ببغض لتلمع عيناها فجأة و ابتسمت كما الافعى و هى تخرج هاتفها من حقيبتها ووضعته على اذنها و ادارت ظهرها الى كمال و توجهت نحو النافذة  لتقف مراقبة انعاكسه على زجاجها و قالت :


_ ايوة يا اسما عاملة ايه .,. تمام , انا ما انتى عارفة حالى من ساعة ما عرفت انه لسه بيحبها و على علاقة معاها و انا بموت كل يوم , انا تعبت اوى يا اسما و مش عارفة اعمل ايه انا كنت فاكرة انها لما تتجوز هتقطع علاقتها ب كريم لكن محصلش و علاقتها بيه مستمرة يا اسما دا بيغلط فاسمى و بينادينى باسمها ما انتى عارفة انه مش قادر ينساها لانها قريبته و ياما قعد معاها بحجة انه بيذاكر لها , انا مش عارفة عقلى كان فين لما سامحته على غلطته معاها زمان و رجعت له , ايوة ما انتى عارفة هى حلوة و يبان عليها انها بريئة بس اللى يعرفها كويس يعرف انها خطافة رجالة و خاينة لا هى مش عاوزة تنسى ان كريم حبنى انا ما انتى عارفة يا اسما هى كانت بتحاربنى من وقت ما كنا زمايل فالكلية , لا يا اسما انا مقدرش اقول لجوزها حاجة زى دى لانه راجل له مركزه ووضعه الاجتماعى ازاى عوزانى اروح له و اقوله مراتك على علاقة بجوزى و ان علاقتهم ليها سنين كتير انا بفكر اطلق من كريم و اخد ولادى اللى باعدنى عنهم و سيبهم مع والدته غصب عنى علشان يبقى فى حجة عنده ينط على بيت خالته كل شوية .,. 


** راقبت وعد انعاكس كمال و علمت انه استمع لكامل حديثها الوهمى فابتسمت بشماته و أنتصار و هى تراه يلتف اليها يحدق بها و قد تبدل حاله تماما ليصبح وجهه اسودا من شدة غضبه فانهت اتصالها الفارغ  و اخفت ابتسامتها بنجاح و رسمت ملامح الحزن على وجهها و التفتت لتشهق بذعر متقن رافعة كفها الى فمها و همست :


_ مش معقول هو انت انت مكنتش نايم ..


** حاول كمال ان يعتدل و لكن وهنه و ضعفه جعله يسقط من جديد فوق الفراش فمد يده الى زر استدعاء الطبيب و ضغط عليه بقوة كادت تحطمه فاسرعت وعد بالمغادرة و هى تهمم باعتذراها لتقف فى الخارج و تطلق صراح ابتسامتها الشامتة لتنتبه لظهور زوجها مضمد اليد فنظرت له بدهشة و قالت :


_ مالك رابط ايديك ليه ..


** رفع كريم حاجبه بسخط و قال :


_ مأخدتش بالى و انا بقعد فالجنينة برا ان فى مشرط مرمى فالارض فاتعورت ..


** نظرت له وعد باستخفاف و ربتت على كتفه و قالت و هى تبتعد عنه :


_ مشرط و مرمى على الارض فمستشفى سبع نجوم ايه يا كريم انت فاكر نفسك فمستشفى حكومى فمصر ولا ايه انت ناسى انك فدبى يا حبيبى عموما حاول تفكر فكذبة غيرها علشان تقولها لولدتك لما نروح ناخد الولاد منها بعد ساعة ..بقلمى منى أحمد 


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** اسرع الطبيب الى غرفة كمال فرأه يحاول الجلوس فمد يده سريعا يعيده الى مكانه و قال :


_ استاذ كمال حضرتك مينفعش تتحرك نهائى من السرير حضرتك لسه توابع الازمة القلبية مأثرة عليك فمينفعش ابدا تقوم لو سمحت حاول ترتاح على قد ما تقدر لحد ما نتيجة الاشعة و التحاليل تظهر بكرة و نطمن على حضرتك ..


** نفذ كمال طلب الطبيب لشعوره بالالم فلاحظ الطبيب نهجان صدره و انفاسه المتلاحقه فضغط على زر اخر لتندفع فجأة احدى الممرضات فطلب منها الطبيب ان تأتيه بحقنة اخرى لتمر دقيقة واحدة و تعود بما طلب منها فدفع الطبيب بدواء الحقنة فى زجاجة المحلول المتصلة بجسد كمال و راقب الطبيب وجه كمال ليرى بعد مرور دقيقة اخرى تراخى تعابير وجهه و انتظام انفاسه فنظر الطبيب الى الممرضة و قال :


_ امنعى اى زيارة عنه و اديله نفس الحقنة فازازة محلول تانية بعد اربع ساعات ..


** جلست مريم على رأس طاولة الاجتماع المصغر الذى استدعت فيه الجميع و قالت و هى تحاول طرد ذكرى مهاجمة كريم لها :


_ انا عاوزة اعرف ازاى مستشفى بالحجم دا و خبر دخول كمال الزينى للمستشفى ينتشر بالشكل دا انا عاوز اعرف مين اللى بلغ الصحافة ووسائل الاعلام لانى لو معرفتش هضطر بصفتى مديرة المركز استغنى عن خدمات الفريق اللى قاعد ادامى كله مهما كانت مكانته او خبرته و صدقونى مش هدي اى حد ورقة واحدة تشهد لصالحه دا غير أنه مش هيقدر يلاقى عيادة يشتغل فيها ..


** تصاعدت نبرات الاستهجان و الرفض لحديث مريم فضربت بعنف على الطاولة ووقف بغضب و قالت :


_ اللى معترض على كلامى يتكلم معايا انا و لعلمكم انا مش بهدد و خلال ساعة لو اللى نقل خبر وجود كمال بالمستشفى مقدمش نفسه الكل يعتبر نفسه مفصول من شغله عن اذنكم يا دكاترة يا اللى حالفين قسم المحافظة على اسرار المريض ..بقلمى منى أحمد 


** غادرتهم مريم و اعصابها ثائرة فاتجهت صوب غرفة زوجها ليوقفها مدحت يسئلها على حالة كمال الصحية فزمت مريم شفتيها و قالت :


_ هيبقى كويس يا استاذ مدحت المهم كويس انى شوفتك انا عوزاك تنزل خبر ان كمال اجهد نفسه فالصفقة الاخيرة و انه دخل المستشفى لمدة يوم واحد علشان يطمن على صحته و انه كويس و بخير و مافيش اى سبب يقلق و كذب اى خبر تانى او اى سبب تانى لدخوله المستشفى المهم ان كل دا عوزاه يتم حالا يا استاذ مدحت هتقدر تنفذه ..


** اعتدل مدحت و هو يرمق مريم بنظرات الاعجاب لشخصيتها القوية و قال :


_ اعتبريه حصل يا فندم ربع ساعة و اى خبر غير ان مستر كمال بخير مش هتلاقيه على النت عن اذنك علشان انفذ ..


** همت مريم بالدخول الى غرفة كمال فاوقفتها الممرضة و قالت :


_ انا اسفة يا فندم الاستاذ كمال تعب فجأة و دكتور عصمت منع الزيارة و ..


** ارتجفت الممرضة بعدما رمتها مريم بنظرات ساخطة فازدردت لعابها بأرتباك لتسمع مريم تقول :


_ انتى بتقولى ايه ازاى كمال يتعب و محدش يبلغنى هو مش انا سايبة خبر ان لو حصل اى حاجة تبلغونى على طول و بعدين يا انسة ابقى افهمى صح الدكتور قال الزيارة اللى ممنوعة انما انا مراته الدكتورة مريم زهران و المرافقة له هنا عن اذنك ..


** دلفت مريم الى داخل الغرفة و استندت بظهرها الى الباب و عيناها تحدق بكمال النائم على فراشه شاحب الوجه فتنهدت و تحركت و جلست بجانب كمال و مدت يدها تتلمس وجهه لتصدمها عينا كمال المحدقة بها بغضب لتقبض اصابعه بقوة على يدها فنظرت له بدهشة و همست بصوت مرتجف :


_ كمال فى ايه و مالك ماسك ايدى كدا ليه ..


** لم يجيبها كمال و ابقى نظراته عليها يتفرس فى ملامحها ليعقد حاجبيه و ترك يدها فجأة و لمس شفتيها و قال :


_ معقول انا عملت الجريمة دى فحقك ..


** ارتجفت مريم و رفعت اصابعها تتحسس شفتيها و احست بغضبها يثور بداخلها بسبب فرض كريم نفسه عليها فدمعت عيناها و قالت :


_ انسى اى حاجة و بلاش تفكر فاى حاجة غير صحتك ..


** اعتدل كمال فجأة فشهقت مريم لفعلته و قالت :


_ كمال على مهلك بالراحة انت لازم ترتاح انت مكنتش عندك شوية برد دى كانت ازمة قلبية و ربنا سترها الحمد لله ارجوك بلاش تتحرك بالشكل دا تانى ..


** جذبها نحوه و قال بلهجة جافة :


_ لما احتاج للنصيحة هبقى اطلبها و دلوقتى اطلعى نادى لى الدكتور و على فكرة انا طلبت لك السواق علشان يروحك ..


** تعجبت مريم من لهجة كمال معها فنظرت له بحيرة و قابلتها عيناه فأحستها مريم غامضة لا تستطيع قرأتها فأبتعدت عنه ليجول فى ذهنها ما فعله كريم معها فأرتبكت و لم تستطع الاستمرار بالنظر اليه تشعر بالذنب لكتمانها ما مرت به و قالت فى محاولة منها لمعرفة سبب تغيره المفاجىء :


_ كمال هو فى حاجة ضيقتك ..


** رسم كمال ابتسامة ساخرة على محياه و قال بغموض :


_ اظن تعاملك معايا الفترة اللى فاتت كان كافى انك تعرفى انى مش بالساهل حد يأثر فيا و يضايقنى و دلوقتى اتفضلى و نفذى اللى قولت لك عليه ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** عادت مريم الى منزلها تحت اصرار كمال و تلافيا لغضبه منها بعدما لمست عصبيته و رفضه حضورها جلسته مع الطبيب و ولجت إلى غرفتها و أستندت إلى جدرانها تلتمس منها الاحساس بالأمان فقد باتت نظرات البعض إليها تخيفها أكثر و ترعبها لم يعد هناك أمان خاصة بعد ما مرت به و كتمته بأعماق أسرارها ، أيقنت أنها لن تستطيع أن تعطى أيا كان الأمان  فالكل فى خانة الشك و الخيانة يتساون أحرقتها دموعها و أحستها تكوي تلابيب قلبها و هى تسير بخطى ثقيلة إلى فراشها تحتضن وسادتها تكتم بها آهات الألم السجين بداخلها فلمن تشكو ظلم نفسها لنفسها..بقلمى منى أحمد 


** لم تدرى مريم متى غفت و لكنها استيقظت فجأة تلتفت حولها تشعر بأن احد ما كان معها فى غرفتها فتركت فراشها تسرع فى خطاها نحو غرفة ملابسها تفتحها تبحث بعيناها ثم توجهت نحو المرحاض لتعود الى فراشها تتهدج انفاسها تهز رأسها بحيرة و تقول :


_ لا مكنش حلم انا متأكدة ان كان فى حد فالاوضة انا حسيت بعنيه اوووووف و بعدين يا مريم ما تهدى مين يعنى اللى هيتجرأ و يدخل اوضتك البيت مش فاضى علشان تقولى حد غريب و لا ..


** هبت مريم واقفة تحدق بباب غرفتها بذعر لتنتفض صارخة مع سمعاها لرنين هاتفها فمررت يداها بين خصلات شعرها تحدق به و كأنها تخشاه لترى رقم علا فتنهدت بارتياح و اجابت عليها غافلة عن المستمع لها من خلف الباب و قالت  :


_ علا دايما تتصلى بيا فالوقت المناسب ..


** عقدت علا حاجبيها و احست بالقلق فصوت نهجان مريم اقلقها فقالت تسئلها :


_ مريم مالك يا حبيبتى  طمنينى عليكى انتى بتنهجى كدا ليه ..


** سحبت مريم عدة انفاس لتهدأ و قالت بتوتر :


_ مش عارفة يا علا انا انا كنت نايمة معرفش نمت ازاى يمكن من تعبى بس صحيت فجأة بعد ما حسيت ان كان فى حد فالاوضة علا انا  ..


** تغلب احساس مريم بأفتقادها للامان عليها فانهارت باكية تلقى بكلماتها بلا وعى :


_ كريم الندل حاول حاول و احنا فالمستشفى و دلوقتى كان فى حد فالاوضة معايا انا خلاص مش قادرة اتحمل كل دا انا مش متخيلة انى ابقى وسط اهلى و محسش بالامان انا محتاجة كمال معايا يا علا محتجاله ياريتنى ما سبت المستشفى و رجعت البيت بس مقدرتش اقوله لا كان باين عليه انه مش طايق وجودى معاه انا انا ..


** صاحت بها علا بحزم لتصمت و قالت بحدة :


_ مريم بطلى كلام لو سمحتى و اهدى لو سمحتى خد نفسك وحدة وحدة و اهدى ..


** صمتت علا و تابعت مريم لتشعر بأنفاسها تهدأ فقالت :


_ تمام ممكن بقى تسمعينى الوضع اللى انتى فيه مينفعش انتى لما قررتى تتجوزى كمال كنتى بتهربى من اللى معاكى و للاسف اللى انتى فيه دلوقتى نتيجة هروبك و عدم موجهتك للكل انتى كان المفروض تواجهى كل واحد و توقفيه عند حده و بعدها تقررى ان كنتى تتجوزى و تسافرى و لا تفضلى فمصر علشان كدا انتى لازم تواجهى يا مريم و اياكى تضعفى و تهربى و اول حاجة مفروض تعمليها تحكى لجوزك كل حاجة علشان يقف فضهرك و يسندك كمال لازم يعرف يا مريم بكل حاجة علشان يواجه معاكى انما بالشكل دا عمرك ما هتقدرى تاخدى خطوة و هتفضلى تعانى و بعدين انتى ازاى تسكتى لكريم المفروض اللى زى كريم دا يتفضح علشان يبقى عبرة لغيره ..


** استمعت مريم الى كلمات علا فقالت مندفعة :


_ صدقينى يا علا انا مسكتش انا ضربته بالمشرط فايده و ضربته انا بس حاسة انى خنت كمال لما محكتلوش خوفت يا علا خوفت كمال ميصدقنيش و خوفت يتهور و يأذى كريم و أخسر كمال بسبب واحد زى دا انا مش عارفة هو ليه مش عاوز يبعد عنى دا اتجنن يا علا بيقولى انا سيبك مع كمال بمزاجى و هاخدك تانى علا ارجوكى تعالى اقعدى معايا انا محتجالك جانبى انا مقدرش اقول الكلام دا لحد غيرك انتى بتحسينى و بتفهمينى و انا متأكدة ان بوجودك هتشجع و احكى ل كمال..


** تنهدت علا و قالت :


_ بصى يا مريم انا سهل اطلب من ياسر و اجيلك بس مش دا الحل انتى مينفعش تتشجعى بحد الا نفسك يا مريم انا مش عارفة ايه جرالك من وقت ما اتجوزتى كمال و انتى اتغيرتى بشكل غريب انتى بتتحولى ل يسرية بالبطىء بقيتى تخافى و تسكتى و تقبل بحاجات مرفوضة اساسا مريم فوقى لنفسك قبل ما كريم يستغل ضعفك دا و تخسرى كل حاجة حتى نفسك ..


** بهتت ملامح مريم و احست ان علا وضعتها امام المرآة من جديد فهمست بصوت شارد لم تعى متى خرج منها :


_ اقفلى دلوقتى يا علا هبقى اكلمك تانى ..


** و انهت مريم الاتصال ووقفت متوجه صوب مرحاضها وقفت اسفل رزاز الماء و حين انهت استحمامها و اغلقت الماء تناهى الى سمعها صوت بحجرتها فاسرعت الى بابا المرحاض توصده و تقف خلفه تغمض عيناها بخوف و هى تضع يدها فوق فمها تكتم صوتها و انصتت مريم السمع لتتيقن ان هناك من يجول فى غرفتها فمدت يدها المرتعشة و جففت جسدها و ارتدت ملابسها بهدوء و اقتربت من الباب من جديد لتلاحظ حركة المقبض ففتحت المزلاج و يدها على المقبض تسرع فى فتح الباب لتطلق صرخة عالية فأسرع كمال ووضع كفه فوق فمها يوقف صوت صياحها لم تستطع مريم تمالك اعصابها و اندفعت الى صدر زوجها تلجأ اليه تبكى .,. لم يستطع كمال الابتعاد عنها فلف ذراعيه حولها يشعر بانها تعانى من شىء ما فحملها ليسمع اعتراضها و رفضها و همهمتها عن تعبه و مرضه فوجد كمال نفسه يقبل رأسها و يهمس :


_ هشش انا معاكى و بخير اهدى ..


** تشبثت مريم به بقوة و ازداد بكاؤها و زاد كمال من احتضانه لها و شرد تفكيره فالساعات المنصرفة بعد ان اصر على عودتها للمنزل فما ان خرجت حتى امر كمال مساعده بالقاهرة بأن يجمع له كافة المعلومات التى تخص كريم و زوجته و اغلق هاتفه ليحادث مدحت الذى اوضح له ما حدث بالمشفى و تسريب خبر دخوله للمشفى و طلب مريم منه اخفاء تلك الحقيقة و طمسها ليصر كمال بعدها على الخروج من المشفى بعدما طلب التحقيق مع جميع العاملين بالمشفى و أيد قرار زوجته ليعود الى المنزل و يرى ذلك الكريم يجلس بأريحية و كأن المنزل له تستريح بجواره زوجته ليزوى كمال حاجبيه و يعتذر منهم متعللا بمرضه فأرتقى كمال درجات السلم متوجها الى غرفته يبحث بعيناه عن مريم فرأى هاتفها ملقى ارضا و انصت سمعه ليعلم انها بالمرحاض و حينما طال غيابها توجه صوبه تحثه نفسه على الاطمئنان عليها منتصره على صراعه الداخلى بسبب ما سمعه من حديث وعد مع صديقتها .,.


** انتبه كمال لتراخى جسد مريم بين ذراعيه فابعدها عنه برفق ليراها تحدق به و شفتاها توشك على التحدث فوضع اصبعه يمنعها من الحديث و قال :


_ انا مش متعود على جو المستشفيات و طلبت انى اخرج بعد ما حسيت انى قادر اتحمل و عموما بدل ما اقعد فالمستشفى و اتعبك نقعد سوا انا و انتى هنا ولا ايه رئيك ..


** اسندت مريم رأسها على صدره تشعر بأن ضربات قلبه تهدأ من خوفها و وجدت نفسها تهمس قائلة :


_ كمال بلاش تبعدنى عنك تانى ارجوك بلاش تقسى عليا بالشكل دا تانى انا انا ..


** انتبهت مريم الى نفسها فأوقفت استرسالها فى الحديث و تنهدت بضعف فمد كمال يده الى وجهها و رفعه لتطالعه عيناها فنظر لها بتساؤل و قال :


_ انتى ايه يا مريم كملى عاوزة تقولى ايه ..


** اغمضت مريم عيناها و قالت و هى تشعر بالاضطراب :


_ ولا حاجة يا كمال انا بس حسيت انى مخنوقة و مضايقة لما صممت انى امشى و اسيبك مش اكتر .. بقلمى منى أحمد 


** ربت كمال على وجنتها و قال و عيناه تخفى الكثير عنها :


_ متخافيش مش هسيبك يا مريم لان كمال مش من طبعة يسيب اللى ليه اطمنى ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** مرت الايام و تحسنت حالة كمال تماما لتبقى نقطة ما مر به مجهوله له خاصة بعد ان اثبتت التحاليل انه لا يعانى من اى خطب فتعجبت مريم اكثر من كمال نفسه لتأكدها ان حالته كانت واضحة لها و للاطباء ايضا .,.


** جلس كمال خلف مكتبه يناظر مدحت الذى جلس يسهب فى الحديث عن صرخات لينا التى تعالت كل يوم مطالبه بمقابلته فأبتسم كمال بشر و قال موجها حديثه الى مدحت :


_ تمام يبقى انا لازم احقق لها امنيتها الاخيرة  مش بيقولوا ان من حق المحكوم عليه بالاعدام يطلب طلب قبل ما يموت ..


** انتاب مدحت الخوف للهجة كمال الغريبة ليراه يقف و يبتعد عن مكتبه و يقول و هو يوشك على المغادرة :


_ تابع الشغل هنا النهاردة لان ورايا ميعاد مهم اوى ..


** جلس كمال داخل سيارته و اشار الى السائق و قال :


_ اطلع على الجماعة ..


** و مضت ساعتان من الوقت ، وصل بعدهما كمال الى موقع ما وسط الصحراء الحارقة ليرى مبنى متهالك نصبت بجانبه بعض الخيام المتآكلة ليخرج رجل يلتحف بالاسود يظهره منه عينان تشبهان عينا الصقر رحب بكمال بسعادة و قال :


_ يا مرحبا يا كمال باشا عاش من شافك و الله ليك وحشة ..بقلمى منى أحمد 


** احتضنه كمال و قال :


_ مصمم تقول لى باشا و انت الباشا الكبير المهم الاستاذة عاملة ايه معاك ..


** انطلقت ضحكة الرجل تصدح عاليا و جسده يهتز من فرط ضحكاته و قال :


_ لما تشوفها هتقول اننا قتلناها كذا مرة قبل كدا البت استوت على الاخر بس ايه لسانها منطقش غير بجملة واحدة عاوزة كمال انا مش هتكلم غيره معاه بصراحة خسارة فالموت يا كمال ..


** هز كمال رأسه و قال :


_ تمام و انا جيت لها اما اشوف بقى هتتكلم و لا هتاخد الواجب اللى تستحقه بجد ..


** دلف كمال خلف ذلك الرجل الضخم ليراه يفتح بابا ارضيا و تظهر بضعة سلمات هبطها كمال خلفه ليتحول المبنى المتهالك الى مبنى اخر ينافس اجمل المبانى بديكوره الفريد توجه كمال الى غرفة يعلمها جيدا ليدفع بابها فرأى جسد لينا المكبل الى مقعد حديدى وقد شحب وجهها بشدة و تشعث شعرها فأقترب منها و قبض على خصلات شعرها لترفع وجهها و تحدق به و ما ان رأته حتى صرخت قائلة :


_ خرجنى من هنا يا كمال و انا هرحمك من اللى هيحصل لك صدقنى كل يوم بيمر عليا هنا بيبعدك عن سكة الرجوع .


** قطب كمال حاجبيه و دفع رأسها بحدة و قال :


_ لسه على عنادك يا لينا تمام يبقى انتى اللى اخترتى و بما انك خلتينى افكر فكام حاجة فأنا هخليكى تمرى بنفس اللى مرت بيه مريم معايا انا اللى يلعب معايا يا لينا لازم يتحمل عقابى لما يغلط و انتى مش غلطتى فيا انا و بس لا انتى غلطتى فمراتى علشان كدا ..


** اعتدل كمال امامها و صاح بصوت ارعبها :


_ ادخل يا فوضيل ..


** لتشهق لينا و هى ترا امامها جسدا يكاد يضاهى الحيوانات المنقرضة ضخامة فنظرت الى كمال برعب و قالت تتلعثم و تزدرد لعابها :


_ ك م ا ل -  ا ن ت – انت ناوى تعمل ايه صدقنى هتندم ..


** مال عليها كمال دون ان يلمسها و قال بصوت جليدى :


_ فوضيل دا هيعيشك ليلة لو طلعتى منها لسه فيكى الروح هتبقى من نصيب الصقر و اوعدك ان بعد الصقر هتحكى لى على كل تاريخك من يوم ما اتولدتى لحد تجربتك مع فوضيل و الصقر ..


** ابتعد عنها كمال و هو يرمقها بنظرات الاحتقار و قال :


_ طول عمرك طمعانه بعلاقة معايا انا بقى هحقق لك امنيتك بعلاقة متحلميش بيها ..


** رماها كمال بقوله ليشير الى فوضيل لتراه لينا بعينان جاحظتان يقترب منها لتمتد يداه ممزقة عنها ملابسها فصرخت لينا تطلب الرحمة فتركها كمال بين يدى فوضيل و غادر الغرفة و هو يسمع صرخات الرحمة التى أطلقتها لينا .. 


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


#منى أحمد 

🎭لا أريد الحب🎭

 🎭منى أحمد🎭

    الحلقه الرابعه عشر من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-