Ads by Google X

روايه لا اريد الحب الحلقه التاسعه


 🎭🎭🎭🎭

لا أريد الحب 

الحلقة التاسعة 

 أ كان وهما

🎭🎭🎭🎭🎭


** مرت الأيام على مريم كالحلم و رغم أنشغال كمال فى مؤسسته و عمله إلا أنه خصص لها جزء من وقته يوميا اصطحبها خلاله إلى عدة أماكن محاولا محو ذكرى أول يوم لهما سويا.،. و اكتفت مريم بتعرفها البطىء ب كمال فهو و منذ يوم أعتذر منها اصبح يعاملها كأميرة يمطرها كل يوم بهداياه و يعتذر منها بين الحين و الاخر على ما بدر منه فى حقها فى بداية تعارفهما لتشعر انهما اصبحا اشبه بصديقين و لكن دون خوض اى حوار خاص عن حياتهما السابقة .,.


** ليزيد كمال من حيرة مريم و ارتباكها بأبتعاده عنها و إنتقاله إلى الغرفة المجاورة لها رغم تعودها وجوده فى حياتها و لم يحاول كمال و لو لمرة ان يلمسها من جديد .,.


** لتزداد حيرة مريم و يتسرب إلى نفسها الحزن و هى تلاحظ ازدياد ابتعاده عنها و انشغاله المستمر حتى بدأ فى تقليل فترة تواجده فى المنزل لتشعر مريم بالوحدة و لولا وجود علا معها التى تهربت مريم كثيرا من أسئلتها لكانت مريم جنت حقا لتدرك مريم بتغيرها التام الأمر الذى جعل حزنها يزداد..


** و فى مساء أحد الأيام تفاجأت مريم بعودة كمال فى غير موعده.،. كان كمال يشعر بالارهاق و دلف الى بهو المنزل ليقع بصره عليها تجلس بأريحية تشاهد التلفاز ف ألقى بجسده المنهك بجوارها مغمض العين فألتفتت له مريم و قالت فى محاولة منها لجعله يشاركه الحديث :


_ شكلك تعبان اوى  النهاردة  حقيقى انا مش عارفة يا كمال انت ليه بتعمل فنفسك كدا لما ممكن تعين مديرين و تريح نفسك شوية من ضغط الشغل عليك ..


** دمدم كمال بصوت مرهق بأن حاجة العمل تلزمه هو بتواجده و لم يقوى على إكمال حديثه فصمت.،. و أخذت مريم تحدق فى ملامحه الساكنة ودت لو تملس خطوط وجهه لتمسدها باناملها و فاجئتها يدها بالاقتراب منه تنفيذا لرغبتها فاوقفت مريم كفها و اعادته إلى جانبها و زفرت و هى تزدرد لعابها تنهر قلبها عن التساهل بتلك الطريقة لتتفاجىء بكمال يحدق بها فأحست بأن كل شىء يتوقف مع توقف أنفاسها فمد يده و قبض على اصابعها مقربا اياها من شفتيه ليقبلهم و عيناه معلقة بشفتيها لتبتعد مريم منيهة الإتصال البصرى بينهما جاذبه اصابعها تقف بإضطراب و تقول :


_ انا هروح اطلب من دادة زبيدة تحضر لك العشا ..


** اطلق كمال صراحها و سمح لها بالهرب منه و هو يتنهد بقوة ليعتدل فجأة و يتابعها بعيناه و هو يعبس فأخرج هاتفه من جيب بنطاله و ضغط على عدة أزرار و انتظر برهة حتى أتاه صوتها فقال بصوت هامس :


_ عاملة ايه دلوقتى ..


** اجابته بصوت اختلط بالدموع :


_ انا خايفة اووى خصوصا انى لوحدى فالمكان دا ..


** همس كمال و قال محاولا تهدأ بكائها :


_ متخافيش انتى فامان انا وعدتك و انتى عارفة كويس ان كمال مبيرجعش فكلامه ابدا و بعدين انا مقدر كل اللى قولتيه و فهمت كل حاجة المهم دلوقتى عاوزك ترتاحى و انا هحاول اجيلك اطمن عليكى بنفسى لما احس ان الوضع بقى امان .. بقلمى منى أحمد 


** انهى كمال اتصاله السريع ليعيد هاتفه الى موضعه و يقف متجها الى غرفته متابعا هروبه من مريم .،. فعادت مريم إلى البهو تحدق فى مكانه الفارغ لتغمض عيناها بحزن فهى تعلم انه ما ان يطأ بقدمه غرفته الجديدة لا يغادرها الا صباحا ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** جلست آمال بجوار شقيقتها و قالت بصوت هامس حتى لا يصل الى مسامع وعد :


_ دى يا ختى من ساعة ما وصلت و هى فاكرة نفسها قاعدة ف فندق و عاوزة اللى يخدمها دى مهنش عليها تحضن عيالها حتى ولو شوفتيها و هى بتعاملهم زى الاغراب و الله ياختى تقولى عليا كذابة انا مش عارفة كريم ابنى سايب لها نفسه كدا ازاى بتحكم و تتحكم و كله كوم و انها تقولى انا هسيب معاكى الولاد خلى بالك منهم لحد ما ارجع افتكرتها ياختى خارجة مشوار و لا حاجة اتاريها عاوزة تسيبهم سنة هتسافر هى و المعدول ابنى اللى ماشى وراها حاضر و طيب و زى ما انتى عاوزة ..


** ربتت احلام على يد شقيقتها و قالت :


_ متشليش اى هم يا آمال العيال انا هاخد بالى منهم معاكى و بلاش تعملى مشاكل معاها معدش منه فايدة الكلام ..


** لوت آمال شفتيها و حدقت بزوجة ابنها التى خرجت من غرفتها تنظر لهما بلامبالاة ليتبعها كريم يحمل حقائبهما لتندفع تقى تبكى و تحتضن ساق والدها ترجوه ان يأخذهم معه لتفاجئ وعد الجميع بصفع ابنتها و ابعادها عن والدها و الصراخ بها قائلة :


_ انتى ليه مبتسمعيش الكلام انا قولت كلمة و لازم تنفذيها خلاص مش شغلانة قولت لك هنبقى نكلمك كل يوم و بعدين ما انتى قاعدة مع جدتك  هو انا سيباكم لوحدكم علشان تعملى كدا اتفضلى يلا على اوضتك و اياكى اعرف انك عيطتى تانى و حذارى تصحى اخوكى فاهمة ..


** حدقت الصغيرة بوجه ابيها تنتظر منه كلمة تطمئنها و لكنه ابعد عينه عن ابنته و زفر بحزن لتأخذها آمال و تضمها فتشبثت تقى بها تبكى و تهمس :


_ انا مش بحبها مش بحبها يا تيتة هى دايما كدا تبعدنا عن بابا علشان بيحبنا ..


** ربتت آمال على ظهر حفيدتها و انحنت و قبلت رأسها و قالت لها :


_ حقك عليا يا تقى متزعليش يا حبيبتى ..


** و صمتت آمال و رمت ابنها بنظرات اللوم و العتاب التى تهرب منها كريم و خرج من المنزل دون ان يوجه اليهم كلمة واحدة لتبكى تقى بشدة .,.


** أشاحت أحلام بعيناها فقد فطرت الصغيرة قلبها حزنا عليها لبكاؤها لتأخذها من شقيقتها و تقبلها قائلة :


_ عارفة يا توتو انتى معانا هنا هتبقى مبسوطة اوى عارفة ليه علشان انا هخلى يسرية تجيب البنات و يقعدوا معاكى و تلعبوا سوا ..


** مسحت الصغيرة دموعها و قالت :


_ انا مش عاوزة العب انا عاوزة افضل مع بابا يا تيتة ..


** تنهدت أحلام بحزن و قالت :


_ معلش يا تقى بابا مسافر شغل يا حبيبتى و شوية و هتلاقية راجع و بعدين مش هو اتفق معاكى يكلمك كل يوم يعنى هتشوفيه بردوا يلا بقى يا حبيبتى قومى اغسلى وشك و البسى و انا دلوقتى هتصل بيسرية و اخليها تجيب البنات البيت عندى و اخدك انتى و اخوكى و تيته نقعد سوا و تلعبى مع لمياء و صفا ..


** و مع اقتراب الليل جلست يسرية شاردة بجوار والدتها بعدما طلبت منها والدتها أن تأتى بصحبه بناتها للمبيت معها فربتت أحلام على كفها و قالت تسئلها :


_ مالك يا يسرية سرحانة كدا على غير عادتك و مش مركزة معايا ..


** انتبهت يسرية و نظرت الى والدتها و تنهدت و قالت :


_ مافيش يا ماما بفكر فكلام عبد الرحمن اصله عاوزنى اقعد من الشغل و هو يشيل المسئولية حاولت افهمه اننا محتاجين مرتب المدرسة قالى انه لو هيفتحت فصخر لازم يريحنى و كفايا عليا شقى و بصراحة يا ماما لو سمعت كلامه الحال مش هيبقى تمام ..


** ابتسمت احلام و قالت :


_ اهو جوزك دا امره غريب بين يوم و ليلة كدا اتغير و بقى حد تانى انا لو مكنتش شوفته بعينى مكنتش صدقت حتى لما حكيت لاختك استغربت و قالت انه مش هيستحمل بهدلة الشغل وهيرجع تانى زى ما كان طب عارفة يا يسرية انا قولت لها كلمى كمال يشوفه له شغل قالت لى مش هقدر لان كمال كل شوية يجيب لها فحاجات لحد ما بقت مكسوفه منه و محرجة دا حتى يا عينى مش قادرة تطلب منه انه يسمح لها تنزل تشوف شغل فاى مستشفى ..


** حكت يسرية ذقنها و شعرت بالضيق لحديث والدتها مع شقيقتها فهى كانت ستفاتح اختها فى هذا الموضوع بعيدا عن مريم و قالت :


_ و ليه يا ماما تكلمى مريم على شغل لعبد الرحمن و تحرجيها بالشكل دا ..


** ابتسمت احلام و اجابتها :


_ احراج ايه يا خايبة هو انتى مش عارفة اختك و لا ايه دى لو عليها تساعد كل اللى حواليها و متخليش حد محتاج حاجة عموما سيبى موضوع عبد الرحمن عليا طالما هو اتغير و عاوز شغل كويس انا هتكلم مع ياسر اخوكى يتصرف له فحاجة و انتى بقى خليكى معايا هنا اهو ايدينا على ايد بعض و نراعى العيال دى .. بقلمى منى أحمد 


** اعترضت يسرية و قالت :


_ بس يا ماما عبد الرحمن مبيعرفش يعمل اى حاجة لنفسه يعنى هيلوص من غيرى لو سافر ..


** وكزتها احلام و قالت و هى تبتسم  :


_ قولى كدا بقى انك مش عاوزة تفارقى جوزك و ماله يا يسرية سافرى ياختى مع سى عبد الرحمن و خلينى انا هنا مع خالتك و العيال اللى امهم رمتهم ..


** تغضن جبين يسرية و قالت :


_ تصدقى يا ماما العيال دول صعبنين عليا انا مش عارفة جالهم قلب ازاى يسيبوا العيال لوحدهم حتى لو مع جدتهم و يسافروا بس هقول ايه محدش يقدر يستغرب أن التصرف دا يطلع من كريم ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** و فى صباح اليوم التالى وقف مدحت يحدق بدهشة فى الفتاة التى جلست براحة فى مكتب مديرة كمال الجديدة لتلفت الفتاة و تحملق به و تقول :


_ افندم حضرتك واقف كدا ليه ..


** اقترب مدحت منها و ابتسم و قال :


_ ايه مش فكرانى انا مدحت اللى اديتلك الكارت فالكافية ها افتكرتينى عموما هبقى افكرك بيا بعدين المهم دلوقتى ادخلى بلغى مستر كمال انى وصلت ..


** رفعت تسنيم حاجبها بضيق وقالت :


_ و ابلغه اقوله مين اللى وصل ..


** استند مدحت براحتيه على حافة المكتب و قال و عيناه تلمع بتسلية :


_ قولى لمستر كمال مدير مكتب حضرتك الاستاذ مدحت وصل من امريكا و طالب يقابلك ..


** ارتبكت تسنيم و وقفت بإضطراب و قالت :


_ حضرتك الاستاذ مدحت طيب اتفضل ادخل لمستر كمال لانه سايب خبر ان حضرتك اول ما توصل تدخل له فورا ..


** ابتسم لها مدحت و هو يغمز لها و قال قبل ان يدلف الى داخل المكتب :


_ انا بشرب قهوتى زيادة متتأخريش عليا بيها لو سمحتى يا انسة ..


** جلس مدحت امام كمال و اخرج من حقيبته عدة ملفات و قال بسعادة :


_ الرحلة يا فندم الحمد لله كانت اكتر من ناجحة انا اتفقت على صفقات كتير و اخدت عروض كتيرة كمان للتوريد و سبت لحضرتك تحدد ارقام الصفقات بعد دراسة كل ملف ..


** ابتسم كمال بشرود و قال :


_ تمام يا مدحت انا كنت عارف و متأكد انك مش هتخيب ظنى ابدا ..


** لاحظ مدحت شرود كمال فقال :


_ هو انا ممكن اسئل حضرتك مالك يعنى انا بعتذر انى بتدخل لكن حاسس ان حضرتك متغير عن الاول كتير ..


** زفر كمال بشرود و قال :


_ مافيش يا مدحت متشغلش بالك انت شوية امور كدا فكر فيها و ان شاء الله هتتحل كلها المهم دلوقتى نسق الشغل اللى انت اتفقت عليه مع مكتبك و متديش اى ملفات ل ياسر لانه متفرغ لصفقات المانيا و جهز نفسك على يوم الخميس هنفتتح المشروع الجديد و انا عاوزك معايا ..


** وقف مدحت و صافح كمال و قال :


_ تمام يا مستر ان شاء الله كل حاجة تمشى زى ما حضرتك عاوز ..


** تحرك مدحت ووقف امام الباب و التفت الى كمال و قال :


_ هى الانسة لينا فين يعنى انا استغربت ان فى سكرتيرة غيرها ..


** اشاح كمال بعيناه عنه و قال و هو يطالع بعض الاوراق امامه :


_ لينا قدمت استقالتها و مشيت و الانسة تسنيم واحد معرفة هو اللى رشحها تشتغل معانا .. بقلمى منى أحمد 


** تعجب مدحت من تقديم لينا لاستقالتها و لكنه لم يعقب ليخرج فى نفس اللحظة التى ظهرت فيها تسنيم تحمل قهوته فابتسم لها و قال :


_ هاخدها معايا و اشربها فمكتبى ..


** ترك كمال الاوراق من يده و ابتعد عن مكتبه ووقف امام نافذته شاردا يفكر فهروبه المستمر من مريم بعدما لمس تغيرها معه لا يعلم لما يخشى تعلقها به هكذا زفر كمال بضيق من نفسه يشعر انه يظلمها معه بتصرفاته الغريبة التى طرأت عليه مؤخرا ليزداد احساسه بأنه ادخل نفسه فى دائرة لم يكن عليه ان يدخلها ابدا ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** جلست علا امام مريم تحدق بها بفضول و لاحظت تهرب صديقتها بعيناها عنها فقالت لتجبرها على الاستسلام لها :


_ مريم انتى حبيتى كمال ..


** شحب وجه مريم و حدقت بصدمة بوجه علا لتنهمر دموعها فجأة فتركت علا مقعدها و التفت حول المنضدة و جلست بجانب مريم و ربتت على كفها و قالت :


_ معرفتش اجيبهالك غير بطريقة مباشرة سرحانك و هروبك بعنيكى بعيد عنى و كل ما اتصل بيكى و اقولك تعالى نخرج ترفضى و تقولى مش هينفع كمال مالوش مواعيد وانا عاوزة اكون موجودة حتى لما كلمتك ان ياسر طلب منى انى اشوف نفسى و ارجع اشتغل من تانى علشان احقق طموحى و مقفش مكانى لاقيتك مش مهتمة انتى مبقتيش الدكتورة مريم اللى كان حلمها تكون من افضل دكاترة العظام فمصر والعالم كله اللى كان هدفها ان يكوت لها بصمة فعالم العظام ايه يا مريم معقول شهر ولا اكتر بشوية مع كمال يغيروكى بالشكل دا بقيتى بيتوتية و ملكيش اى طموح انا مش بعيب عليكى انك حبيتى كمال يعنى انا شايفة انه دا الصح كمال جوزك و لازم يبقى فى مشاعر ما بينكم علشان الحياة تستمر و تقدروا تكملوا سوا انما انتى فين يا مريم ..


** همست مريم و هى تشعر بالاختناق :


_ انا فين صدقينى مش عارفة انا فين يا علا انا مبقتش لاقية مريم خالص حساها تاهت انا مش هقدر انكر انى فعلا اتغيرت بس غصب عنى اسلوب كمال معايا و كلامه و نظراته و معاملته ليا حسسنى بحاجات عمرى ما كنت اعرف انها موجودة و مش عارفة لو هتصدقينى انى اكتشفت ان عمرى ما كنت بحب كريم لانى معرفتش يعنى ايه حب إلا لما ببص لكمال و المشكلة انى اتعلقت بيه و مبقتش بحب اتحرك خطوة الا لو هو معايا يا علا انا حاسة انى رجعت مراهقة تانى بقف فالشباك اشوفه و هو راجع من الشغل و اجرى على تحت علشان استقبله دا حتى لما بيتعصب منى بقيت بتقبل عادى غضبه لدرجة انى مرة بصيت لنفسى فالمراية و شوفت نفسى يسرية لكن مش دا المشكلة .,.  الكارثة يا علا انه علقنى بيه و هرب و بقى بيبعد عنى تخيلى لو غلط مرة و لمس ايدى بالصدفة يفضل يعتذر منى ايام مش عارفه اقولك ايه انا حساه اتغير معايا لا هو كمال اللى شوفته فكتب الكتاب ولا هو كمال اللى اللى كان معايا اول ما وصلت لهنا و لا هو حتى اللى كان معايا لمدة اسبوعين دا بقى حد جديد يا علا طول ماهو قاعد معايا بيبقى سرحان و لما موبايله يرن يبعد عنى و يتكلم بصوت واطى علشان مسمعهوش ومواعيده اتغيرت بقى بيتأخر فالرجوع من شغله و ..


** اوقفت مريم استرسالها فى الحديث و نظرت الى صديقتها فابتسمت علا و قالت :


_ دا انتى طبيتى و لا حدش سمى عليكى يا مريم معقول غرقتى فحب كمال للدرجة دى..


** اطرقت مريم برأسها و استسلمت للبكاء فاحتضنتها علا وقالت :


_ طيب اهدى و بطلى عياط وقوليلى مالك بالظبط ايه مخلينى تايهة كدا ..


** اجابتها مريم بحزن :


_ كمال مش بيحبنى يا علا و خايفة يكون ندم انه اتجوزنى ..


** لمس حزن مريم قلب علا فهى مرت بتلك الحالة من قبل مع ياسر فقالت بهمس :


_ طب انا هقولك على حاجة و تنفذيها الحاجة دى انا عملتها مع ياسر و نجحت و اهو الحمد لله قدرت انقذ حبى و حياتى و عايشة مع ياسر فسعادة و حب .. بقلمى منى أحمد 


** ابتعدت مريم عن علا و قالت كغريق يبحث عن قشة تنقذه  من الغرق :


_ حاجة ايه يا علا انا عندى استعداد اعمل اى حاجة بس اتاكد ان كمال بيحبنى انا مش حابة نفسى بالضعف دا و عاوزة ارجع لنفسى بس ارجع و انا عارفة مكانى فين بالظبط معاه ..


** مالت علا على اذن صديقتها و همست ببعض الكلمات فاحمر وجه مريم بشدة و حملقت بوجه صديقتها بأرتباك و قالت :


_ لا يا علا مش هقدر اعمل كدا لا انا معنديش الشجاعة انى انفذ اللى بتقولى عليه دا..


** نظرت علا الى صديقتها و قالت :


_ مريم انتى لازم تتشجعى و تعملى اللى قولت لك عليه علشان تعرفى ان كان كمال بيحبك و لا لاء علشان تفوقى لنفسك و ترجعى مريم الواثقة من نفسها مش الانسانة المهزوزة اللى انا شيفاها ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** وقفت مريم تحدق بصورتها الجديدة التى تهيأت بها بعدما استجمعت شجاعتها ونفذت مطلب علا منها نظرت الى جسدها الذى احتضنه قميص نومها الذى وجدت منه الكثير بغرفة ملابسها التى اهداها اياها كمال و استنشقت العطر الذى نثرته بتلقائية على انحاء جسدها و لكنها خجلت من نفسها و هى تتنهد لتذكرها حال يسرية التى كانت دائما ما تتحدث عن تزينها بسخاء لزوجها سعيا لارضائه  فتنفست ببطء تحاول أن تهدأ من تسارع نبضات قلبها .،. لتبتعد عن المرآة بسرعة حينما تناهى الى سمعها صوت كمال بالاسفل فتحركت بعشوائية تشعر بأزدياد توترها و سمعت ندائه لها و لكنها تجيبه لتترك غرفتها سريعا و تتوجه الى غرفته و جلست تنتظره على فراشه..


** و ما هى إلا لحظات و كان كمال يدلف الى غرفته لم ينتبه كمال اليها فى بادىء الامر و لكنه عبس حينما اشتم رائحة عطر محبب الى نفسه فالتف بحده و رأها تجلس بتوتر و ارتباك على طرف فراشه فتجمد فى مكانه يحدق بها بدهشة .,. لاحظت مريم تجمد ملامح وجهه ف أحمر وجهها حرجا ليزداد اشتعال وجهها و هى تراه يهمل وجودها و يحمل ثيابه و يدلف الى مرحاضه دون ان يحدثها .،. فوقفت مريم تلوم نفسها لأنصياعها لحديث علا و أسرعت إلى غرفتها و عيناها تحرقها الدموع تبدل ملابسها بأخرى و تلزم فراشها تبكى إهماله لها .,.


** تعمد كمال التأخر فى مرحاضه يحاول تمالك اعصابه و انفعاله و أطال وقوفه اسفل رزاز الماء لعله يهدأ و حينما ادرك ان له الكثير من الوقت فى المرحاض غادره ليدرك ان مريم انسحبت فجلس على فراشه يشعر بالذنب فخرج على مضض ووقف امام باب غرفتها و طرق عدة مرات و فتح بابها و دلف ليجد الغرفة تغرق فى الظلام فضغط على زر الاضاءة ليصدمه القائها بقميض نومها أرضا و احتضانها لغطائها كأنه ملاذها و امانها فجلس على طرف الفراش ليلاحظ اهتزاز جسدها فعلم انها تبكى .,. لم يدرى كمال ماذا يفعل ليصلح ما افسده ليدرك انه اطاح بمبادرتها التقرب منه  ليقف مرة اخرى و يغادر غرفتها ، فالتفتت مريم تبحث عنه لتجهش بالبكاء اكثر ...


** نزلت مريم الى الطابق السفلى فى صباح اليوم التالى بجمود ووقفت تعد لكمال افطاره لتراه يهبط هو الاخر يستعد للمغادرة فنادته و قالت :


_ كمال مش هتفطر قبل ما تروح الشغل ..


** التف كمال زفر بضيق ما ان لاحظ عيناها المنتفخة من اثر بكائها فلعن نفسه و ادار وجهه ندما لتسببه فى حزنها و قال :


_ معنديش وقت يا مريم انا اتاخرت اوى و على فكرة اعملى حسابك بكرة افتتاح المشروع الجديد بتاعى و حضورك ضرورى معايا عاوزك بكرة تكونى جاهزة على الساعة سبعة بالليل هبعت لك العربية تاخدك و تجيبك عندى لانى مش هقدر اجى بنفسى وعلى فكرة انا احتمال كبير مقدرش ارجع البيت النهاردة فخلى بالك على نفسك  .. بقلمى منى أحمد 


** تغضن جبين مريم بحزن و قالت :


_ انت انت هتبات برا كمان ..


** اجابها كمال و هو يقف امام الباب :


_ غصب عنى يا مريم الشغل النهاردة و بكرة للمشروع المهم عاوزك تستعدى لانك نجمة الافتتاح ..


** اسرع كمال و غادر بعدما احس انه سيعود اليها ليختطفها الى صدره معتذرا لها و لكنه قاوم احساسه ..


** تابعته مريم يغادر بدموع لتسرع الى غرفتها تبكى ظلمها لنفسها بهذا الشكل فلا لوم على كمال فى شىء فما هى فيه نتيجة اختيارها وحدها ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** و حانت ساعة الافتتاح فوقف كمال يطالع ساعته بين الحين و الاخر يدرك ان مريم تأخرت على موعدها الذى ابلغها به فالتف بعيناه يبحث عن ياسر و ناداه و قال :


_ ها يا ياسر كل حاجة تمام ..


** ابتسم ياسر بسعادة و قال :


_ كل حاجة تمت زى ما حضرتك امرت الناس كلها هنا حتى المفاجأة اللى حضرتك حضرتها لمريم جاهزة و فانتظارها بس هى توصل ..


** ران كمال ببصره الى ساعته و قال :


_ انا مش عارف هى اتاخرت كدا ليه انا مأكد عليها انها لازم تكون هنا على سبعة و دلوقتى الساعة تمانية و تليفونها مقفول حتى تليفون السواق مقفول انا خايف يكون حصل لها حاجة اوووف مكنش المفروض انفذ اتفاقى معاك و ابعت السواق يا ياسر..


** ربت ياسر بمحبه على كتف كمال و قال و هو يبتسم :


_ طيب اطمن مريم وصلت اهى و هى فعلا نجمة زى ما حضرتك كنت عاوز ..


** التف كمال بسرعة ليتجمد من جديد و قلبه ينبض بشدة فها هى تقف امام باب المشفى ترتدى الثوب الذى انتقاه خصيصا لها و بدت كالملاك بأبهى صوره و لكن ما اسكن الحزن بقلبه انطفاء عيناها و حزنهما فتوجه اليها و قبض على يدها ليشعر بأرتجافها فخفضت مريم عيناها ارضا حينما ضغط كمال بقوة على يدها و هى تسمعه يقول :


_ مكنتش عارف ان الحجاب و الفستان هيخلوكى بالجمال دا انا حاسس انى هلغى الافتتاح و امشى الناس كلها لانى خايف عليكى من عيونهم .. بقلمى منى أحمد 


** شعرت مريم بالحيرة و رفعت عيناها تحدق به بدهشه و قلبها تتسارع ضرباته تحدث نفسها بأنه بكل تأكيد مصاب بفصام فى الشخصية فمن يراه الان و يسمع همساته يحتار فى سبب جفائه معها طوال الايام الماضية .,. 


** مال عليها كمال اكثر و قال :


_ هو ينفع تغمضى عيونك و تثقى فيا لحد ما ندخل القاعة ..


** هزت مريم رأسها و قلبها يؤلمها من قوة ضرباته و تشبثت بيده و قالت :


_ اكيد بثق فيك يا كمال ..


** دلف كمال و بصحبته مريم ليقف امام باب القاعة بالمشفى ليسود الصمت فطلب منها كمال ان تستمر فى اغماض عيناها حتى يقول لها لتسمع مريم صوت شقيقها يقول عبر الميكرفون :


_ النهاردة بتتشرف مؤسسة الكمال أحد مؤسسى المشروع بأفتتاح  الصرح الجديد و اللى بيقدم نوع جديد من الخدمات بمشفى الزينى ..


** انتبهت مريم الى اسم المشفى و هى تحاول أن تذكر نفسها  اين سمعت بهذا الاسم من قبل لتشهق و هى تتذكر حديث دكتور سعيد معها قبل زواجها عن الترشح للعمل بأحد المستشفيات بدبى ففتحت عيناها تحدق بكمال الذى نظر اليها مبتسما و قال :


_ مش قلت لك متفتحيش عنيكى الا لما اقولك ..


** تابعت مريم تحديقها بوجهه لتنتبه الى صوت شقيقها يقول :


_ و دلوقتى كلنا هنرحب بمديرة المشروع الدكتور مريم زهران ..


** لتنطلق من أخر القاعة شهقة نببت من حقد و بغض تابعتها نظرات كراهية صوبت الى مريم كطلقات رصاص ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


#منى أحمد 

🎭لا أريد الحب🎭

 🎭منى أحمد🎭

    الحلقه العاشرة من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-