Ads by Google X

روايه لا اريد الحب الحلقه الخامسه


 🎭🎭🎭🎭

لا أريد الحب 

الحلقة الخامسة 

طبعى الغدر 

🎭🎭🎭🎭


** أيظننى سلعة يرميها وقتما يشاء تعوفه نفسه عنها و يلتقطها حينما يرغب لا لن تنال منى أبدآ و سأجعلك تشهد ردى عليك و سأرد لك الصفعة أمام الجميع لتدرك أنك لا تساوى شىء .,. هكدا دار فى خلد مريم و هى تعود الى مكان اخيها بخطى متثاقلة..


** أما كريم فوقف يتابع ابتعاد مريم عنه ووجهه يزداد عبوسا ليزفر بغضب و هو يقسم بداخله انها ستكون له مهما حاولت الرفض ..


** بينما وقفت علا أمام ياسر تشعر بأنها تتمنى لو أن الارض تنشق و تبتلعها بسبب صمته فمنذ ابتعدت مريم عنهما و هو يقف بجانبها عاقدا لحاجبيه يتنفس بحدة ووجه متقد كأنه أتون يغلى .,. أشاحت علا بعيناها عنه و احساسها بالذنب يقتلها أحرقتها دموعها و لكنها لم تستطع السماح لها بالفرار حتى لا تعرضها لغضب أكثر من ياسر .,.


** استدار ياسر بوجهه عنها بعدما لاحظ لمعان عيناها و ضعفها الجلى على ملامحها و خوفها الذى يقرأه عابر السبيل بعيناها كالارنب المذعور فزاده ما رأه منها غضبا عليها فهبط أرضا و حمل الصغير و قبل وجنته و قال له ليلهى نفسه عنها :


_ انا عاوزك يا بطل تاخد بالك من نفسك و من ماما لحد ما ارجع  ماشى انا هغيب اسبوع و هتلاقينى معاك و اوعدك كل يوم هفسحك فمكان احلى من التانى بس المهم تاخد بالك من نفسك تمام يا بطل ..


** ابتسم له اسلام بسعاده و قال :


_ تمام يا عمو بس هو احنا رايحين فين ..


** بعثر ياسر شعر اسلام و قال :


_  انت هتركب الطيارة و تروح بلد تانية فيها حاجات جميلة اوى و هتدخل مدرسة هتعجبك و هيبقى ليك اصحاب اكتر من اللى كانوا ليك هنا .. بقلمى منى أحمد 


** تبدلت ملامح اسلام للخوف و القلق فقال و هو يدور بعيناه الصغيرة حوله فى المكان :


_ بس انا خايف من عمو حكيم هو قالى انه مش هيسبنى اعمل اى حاجة نفسى فيها و انه هياخدنى و يحبسنى و مش هيخلينى اشوف ماما تانى لو مسمعتش كلامه و طلبت من ماما اننا نروح نعيش معاه انا خايف ميرضاش يخلينى اركب الطيارة..


** ضمه ياسر بقوة الى صدره و رمى علا بطرف عيناه يتابع ردة فعلها فلاحظ ارتجافها فزفر بضيق و قال و هو يتمالك اعصابه :


_ متخافش عمك حكيم مش هيقدر يبعدك عن ماما ابدا و لا هيعرف مكانك و لا عمره هيقدر يحبسك و بعدين عيب اوى لما راجل جميل زيك كدا و قوى يقول انه خايف..


** و خفض ياسر صوته و قال له بهمس :


_ ولو خايف متبينش ادام اى حد انك خايف خليك شجاع و جمد قلبك علشان خاطر ماما ..


** ابتسم اسلام ببراءة  و قال :


_ انا هبقى شجاع زيك و مش هخاف من اى حاجة ..


** شاكس ياسر الصغير حتى سمع الجميع اعلان الصعود الى الطائرة فصافح ياسر اسلام و نظر الى علا التى لم تتبدل ملامحها فقال :


_ اول ما هتوصلوا مطار دبى هتلاقى واحد مستنيكى و ماسك لوحة عليها اسمك دا مندوب من المؤسسة هياخدك لحد البيت و يسلمك موبايل برقم دولى متسجل عليه ارقامى كلها و انتى معاكى المفتاح و طبعا مش هقولك انه بيتك اظن انك عارفة دا لوحدك المهم عندى انك متخرجيش لحد ما ارجع من المانيا فاهمة و لو احتجتى لاى حاجة اتصلى بيا فاى وقت و خلى بالك من نفسك و من اسلام لا اله الا الله ..


** رددت علا بصوت مهزوم :


_ محمد رسول الله ..


** و غادرت بإتجاه الممر المؤدى الى الطائرة تتمنى ان تعود لتلقى بنفسها بين ذراعى ياسر و تطلب منه ان يسامحها و لكنها خشت ردة فعله خاصة انه عاملها بجفاء ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** جلست مريم بجانب اخيها شاردة الذهن تشعر بالغضب فكلما تذكرت كلمات كريم لها احست بالاهانة فيزداد غضبها منه و انكسارها بسبب احساس الندم الذى ملائها لمشاعر الحب التى كنتها له فى يوم من الايام .. بقلمى منى أحمد.. 


** بينما لام ياسر نفسه لجفائه و غضبه على علا فكم كان يتمنى ان يحتويها بين ذراعيه يبثها حنانه و يطمئنها انها بخير بعيدا عن حكيم و انها اصبحت فى امان و لكن نظرات الضعف و الهزيمة التى رأها فى عيناها جرحت كبريائه كرجل و احس انها مازالت تراه غير كفؤ لحمايتها فأقسم بينه و بين نفسه انه سيعاقبها على كل ما فعلته به من رفضها و حتى جرحها لكرامته الان ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** مر اليوم على خير بعدما اطمئن ياسر بوصول علا و اسلام الى منزله بأمان و حدثه الطفل كثيرا بسعادة حينما اكتشف بركة السباحة فطلب منه ياسر بحزم عدم التواجد بالقرب منها او اللعب بجوارها حتى عودته ليعلمه بنفسه السباحة فيها و شدد على علا ان تنتبه ل اسلام جيدا حتى يعود وودعهما و هو يشعر بأفتقاده اياها و اشتياقه لها .,.


** ليفيق الجميع فى اليوم التالى على صوت حكيم يصيح بعلو صوته يطالبهم بإرجاع علا و ابنها اليه بعدما علم من المشفى انها قدمت استقالتها فوقف ياسر امامه ينفى وجودهم فى منزله ليغادرهم حكيم يتفجر غضبا ويعود بعد ساعات و بصحبته رجال الشرطة فوقف ياسر و بجانبه عبد الرحمن يشاهدون حملة التفتيش بسخرية ليغادر رجال الشرطة موجهين اعتذراهم ل ياسر فرفع ياسر حاجبه و اقترب من حكيم و قال بصوت خفيض :


_ ابقى ورينى رجولتك و انت بتجيبها تحت رجليك زى ما قولت لها دا لما تبقى تقدر توصل لها يا ابن الصفوانية ..


** رحل حكيم و هو يتوعد لياسر برد الصاع صاعين له و وقف ياسر يتابعه بسخرية الى ان غادرهم فخرجت مريم ووقفت بجانب شقيقها تشعر بالقلق فحاوطها ياسر بذراعه و دلف معها الى داخل المنزل و هو يداعبها فتنهدت مريم و قالت :


_ انا مش عارفة هتحمل اعيش من غير علا ازاى ربنا يصبرنى على غيابها ..


** قبل ياسر جبهة مريم و قال :


_ هبقى ابعتلك تيجى تزوريها كل كام سنة مرة ولا تضايقى نفسك ..


** لكمته مريم بمشاكسة  و قالت :


_ يا سلام انت عاوزنى اشوف صحبتى كل كام سنة مرة طب و ليه ما انا ممكن اقبل عرض الانتداب بتاع المستشفى و اسافر دبى ولا الحوجة لدعوتك ..


** شهقت احلام و هى تستمع الى تصريح ابنتها و قالت :


_ عاوزة تسافرى و تسبينى يا مريم ان كان اخوكى رفض طلب صاحب الشركة اللى بيشتغل فيها انه يتجوزك تقومى انتى تقولى اسافر ..


** ران صمت بين الجميع و علت ملامح الغيرة و الغضب وجه عبد الرحمن فنظر الى  يسرية بحدة يتهمها انها اخفت عليه معرفتها بأمر ذلك العريس , و نظرت احلام بحرج الى شقيقتها امال التى توقفت عن اللعب مع احفادها تحدق بمريم , و رفع ياسر حاجبه باستهجان لوالدته التى باحت بالسر هكذا دون ترتيب للحوار .,.


** ليتفاجىء الجميع باندفاع تقى تجرى صوب باب المنزل تصيح بسعادة : 


_ بابا جه بابا جه ..


** اغمض ياسر عيناه و سب بصوت خفيض و لكنه زاد الموقف سوءا و هو صاح بغضب بعدما دخل كريم و كأن البيت له  :


_ دا مبقاش بيت دا بقى وكالة من غير بواب كل اللى عاوز يدخل يدخل ..


** شعرت احلام بالحرج من ابنها و نظرت الى شقيقتها باعتذار ووكزته مريم و هى تشير لخالتها التى دمعت عيناها فازدرد ياسر لعابه و اتجه صوب خالته و جلس بجانبها و قال باعتذار و هو ينحنى يقبل يدها :


_ حقك عليا يا خالتى انا مقصدش و الله بس انتى شوفتى اللى حصل من الصبح و الواحد اعصابه فلتت منه غصب عنه سامحينى بقى انا بردوا ابنك الصغير ..


** ربتت أمال على وجنتة ياسر و قالت :


_ انا مقدرة اللى انت فيه يا ابنى و عموما حقك عليا انا عارفة ان وجودى مسبب لكم الاحراج علشان قعدتى باحفادى وسطكم بالشكل دا و ..


** رفع ياسر اصبعه ووضعه على فم خالته و قال :


_ انتى فوق راسنا يا خالتى و احفادك جوا قلوبنا و انتى عارفة كدا كويس والولاد اساسا وجودهم زى النسمة ومحدش فينا حس بيهم من وقت ما جم بس انتى عارفة انا قصدى ايه و دا غصب عنى يا خالتى اقبله خليكى حقانية و حطى نفسك مكانى.. بقلمى منى أحمد 


** هزت آمال رأسها بتفهم و قالت :


_ حسه بيك يا ابنى من غير ما تتكلم و ربنا يهدى العاصى ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** صعدت مريم كأن الامر لا يعنيها الى الطابق العلوى وأستندت الى الباب بظهرها تلعن بجاحة كريم و نظراته التى رماها بها كأنه يقول لها ستكونى  لى  ودت مريم ان تعلن موافقتها على طلب الزواج و لكن كيف لها ان توافق دون ان يفاتحها شقيقها بالامر زفرت مريم انفاسا عدة و هى تغمض عيناها تتمنى لو تعود بالزمان الى الخلف لتمحى من قلبها كل أثر لكريم و توجهت صوب فراشها و لكنها سمعت صوت شقيقها يناديها فأجابته بالدخول .,. 


** جلس ياسر امامها و ابتسم لها و قال مزاح محاولا كسر حرج الموقف :


_ ها ايه رئيك ..


** نظرت له مريم بحيرة و سئلته :


_ رأيي فأيه هو انت قولت حاجة لسه علشان اديلك رأى فيها ..


** حك ياسر ذقنه و قال و هو يتهرب من عيناها :


_ رأيك فالعريس اللى ماما قالت عليه تحت ..


حدقت مريم فى وجه اخيها و اعتدلت فى جلستها فأيقن ياسر انها سترفض ككل مرة و لكنه تفاجأ بها تقول فى هدوء :


_ انا موافقة ..


** أتسعت حدقتا ياسر محدقا بها فى صدمة و هز رأسه لعله يفيق فقال يسئلها يشعر انه أستمع اليها بطريقة خاطئة :


_ انتى قولتى ايه ..


** رسمت مريم ابتسامة ثقة على وجهها و قالت بصوت ثابت :


_ قولت لك انى موافقة على جوازى من صاحب الشركة بتاعتك ..


** هب ياسر واقفا و اخذ يسير بلا هوادة امامها ليقف فجأة و يجذبها لتقف امامه واضعا يداه فوق كتفيها و قال و هو يمعن النظر فى عيناها :


_ موافقة تتجوزى واحد متعرفيش عنه اى حاجة طب ازاى يا مريم و ليه ..


** ابتعدت مريم عن اخيها ووقفت امام الشرفة ووجدت أن عليها أن تعلمه انها استمعت لحديثه و قالت :


_ بص يا ياسر انا مش هكذب عليك انا سمعتك و انت بتكلم ماما فموضوع الاستاذ كمال مش اسمه كمال بردوا و لا انا سمعت  غلط ما علينا اسمه مش مشكلة دلوقتى المهم انى سمعتك و عرفت انه قالك انه على استعداد يحقق لى كل حاجة بحلم بيها و انا بصراحة من وقتها بفكر انا ليه افضل هنا لما ممكن احقق اللى نفسى فيه بطريقة سهلة و مريحة من غير منافسة و غل و غيرة من اللى حواليا ايه يمنع طالما انسان كويس و بعدين دا يعتبر جواز صالونات يعنى لا هو حرام و لا عيب دا من ناحية الناحية التانية انى هبقى جنبك و مع علا و لو على ماما لو طلبت من كمال انى اجيبها معايا مأظنش انه هيرفض خصوصا انه قدم لك خدمات كتير بدون مقابل زى ما فهمت من كلامك لماما و الاهم من كل دا فأسوأ الحالات لو اتسرب رقم من الملف اللى ضاع منك و انا مراته عمره ما هيفكر يأذيك ..


** شعر ياسر انه يقف امام فتاة لا يعرفها و لم يرها من قبل فأقترب من مريم و ادارها لمواجهته و قال لها بحدة :


_ كلامك دا معناه انك بتستغليه يا مريم مش بتتجوزيه و انا لا يمكن اوافق انك تبيعى نفسك علشان خاطر منصب ولا فلوس فوقى يا مريم فوقى لنفسك و شوفى انتى بتتكلمى ازاى بلاش تصدمينى فيكى يا مريم و اقول ان بابا بعد العمر دا كله معرفش يربى ..


** كتمت مريم ألمها حينما تذكرت والدها و اشاحت بعيناها بعيدا عن عين اخيها التى تحاول فك الغازها و ابتعدت عنه و قالت :


_ ايه دخل جوازى بتربيتى يا ياسر هو علشان بقولك موافقة ابقى غلطت و بقيت مستغلة فيها ايه لما اتجوز واحد يعيشنى فرفاهية و يجيب لى كل حاجة نفسى فيها بدل ما افضل طول حياتى احارب علشان احقق ذاتى و بعدين انا مقولتش انه هيشترى لى منصب انا قولت هيوفر عليا منافسة و صراع غيرة هيزود مجهودى و يتعبنى على الفاضى و لو على موضوع الملف فدا أقل حاجة يقدمها لك لانك ليك سنين بتشتغل عنده و عمرك ما غلطت ولو غلطة واحدة يعنى مافيش اى استغلال زى ما بتقول و حتى لو فى استغلال اظن ان كمال اكيد عارف كويس انه لما طلب الجواز منى هيدفع قصاد طلبه علشان اتغاضى عن مجيه لهنا بنفسه و اتغاضى عن الفرح و اوافق ..


** لم يقتنع ياسر بكلمات شقيقته و احس أنها تخفى عنه شىء فهى تتهرب من عيناه فلاحقها و اقترب منها مرة اخرى و قال :


_ مريم انتى بتهربى من مين بجوازك من كمال ..


** شعرت مريم ان وجودها بجانب ياسر اكثر من ذلك سيجعله يفطن الى ما تخفيه فزفرت بضيق و قالت بحدة :


_ اوووف و بعدين معاك يا ياسر هو انا لما ارفض عرسان تزعل و تقولى فكرى و ادى نفسك فرصة و لما اوافق بروضوا تزعل و تقول انى بهرب انا مش بهرب من حد انا عاوزة اعيش يا ياسر سبنى اعوض عمرى اللى ضاع منى هدر سبنى اقف ادام الناس و اقولهم العانس اتجوزت و جوازة محدش فيكم يحلم بيها خلينى ارد على كل لسان جاب سيرتى و قال عليا اللى ميتقالش و خاض فشرفى يا ياسر انت قعدت يومين معانا و سافرت انما انا كنت معاهم و اتوجعت لما كريم سابنى ليلة فرحى و اتجوز وعد و سبنى انا اللى اتوجعت بسبب نظرات الناس ليا كل ما بيشوفونى انا اللى عشت ليالى كتيرة اسد ودانى و انا بسمعهم بيتكلموا عليا انا مش عارفة ليه مستخسر فيا اقف ادامهم و اخليهم يوطوا روسهم ادامى بسبب الى قالوه ارجوك يا ياسر حاول تفهم ان دى حياتى انا فسبنى اعيشها زى ما انا عاوزة و اطمن انا لا بهرب من حد و لا بفكر فحاجة غير نفسى و بس ..


** انهت مريم كلماتها لم تعى انها و لاول مرة تفضى بمكنون نفسها امام احد فخفضت عيناها و هى ترتجف تتماسك حتى لا تنهار باكية .,. 


** بينما وقف ياسر ينظر لها بصدمة فهو لم يكن يتخيل ابدا ان تكون شقيقته بهذه الهشاشة و الضعف بعدما كان يراها صلدة قوية هم ياسر ان يحدثها و لكنه تراجع فما من كلمات تقال لتخفف عنها ما تشعر به فأقترب منها و ربت على كتفها و قال :


_ لو متأكدة من قرارك يا مريم انا مش هقدر امنعك بس لازم تعرفى انى خايف عليكى صحيح مستر كمال لا غبار عليه و الكل بيشهد له بالاخلاق و النزاهة لكن بردوا الحياة الخاصة محدش يعرفها و انا مش عاوزك تنجرحى تانى طب اقولك فكرى تانى يا مريم و انا معاكى فاى قرار ..


** هزت مريم رأسها تشعر بأن قدرتها على الحديث استنزفت فهمست بصوت خفيض:


_ ياسر لو سمحت ينفع تسبنى لوحدى ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** غادرها ياسر فتلقفته والدته على السلم و عيناها تتسائلان فتنهد ياسر و قال لها :


_ مريم وافقت على عرض مستر كمال يا ماما ..


** حدقت احلام بأبنها لا تصدق اذناها تشعر بالسعادة لانها اخيرا سترى ابنتها تزف الى عريسها و تطمئن عليها و لكنها سرعان ما عبست و حينما همت بالتحدث هز ياسر رأسه و قال بصوت خفيض :


_ مش هنا يا ماما و مش دلوقتى ارجوكى اكتمى فرحتك شوية لانى طلبت من مريم تعيد تفكير تانى و عموما اللى فيه الخير يقدمه ربنا .. بقلمى منى أحمد 


** اكمل ياسر هبوط السلم و توجه الى غرفته يلوم نفسه لانه يشعر انه لم يكن خير معين لشقيقته فهو انشغل عنها و لم يعيرها كامل اهتمامه ما ان اطمئن انها عادت الى حياتها مرة اخرى لم يكن يدرى ان بداخلها كل هذا الحزن و الانكسار ..


** جلست احلام بجانب شقيقتها تبتسم لها براحة فهى فالنهاية ام تريد ان تطمئن على استقرار حياة ابنائها فنظرت الى آمال و همست بصوت خفيض :


_ وشك حلو يا آمال الظاهر اننا هنفرح ب مريم قريب و شكلها هتوافق على العريس ادعيلها يا آمال ربنا يسعدها فحياتها و يعوضها دى يا حبة عينى شافت كتير ..


** ربتت آمال بحنو على يد شقيقتها و قالت بصوت ملائه الاعتذار و الندم :


_ حقك عليا يا أحلام و الله يا اختى ما كنت عارفة باللى هيعمله كريم انا كان زى زيكم وقتها و اتصدمت لما لاقيتكم بتقولوا انه اتجوز و سافر و على يدك اهو من يوم ما سافر و هرب مننا اول مرة اشوفه دلوقتى و ياريته جاى يقعد معايا لا دا هيفضل اسبوع و لا اتنين و هينقل عيشته فالقاهرة و قال ايه عاوز يبيع كل حاجة هنا شوفتى يا اختى ادى السند اللى طلعت بيه من الدنيا دا حتى مهنش عليه ولو بالكدب يقولى هاخدك معايا ..


** حاوطت احلام شقيقتها التى طفرت عيناها بالدموع و ربتت على ظهرها و قالت :


_ ولا يهمك و هو انا روحت فين ياختى ارميله الفلوس ربنا ما يحوجك له ابدا و اياكى تشيلى هم اقولك انتى لما مريم تسافر بالسلامة لجوزها تلمى حالك و عزالك و تيجى تعيشى معايا هنا و المحروس ابنك خلى الفلوس تنفعه يبقى يشوف رضى الفلوس ولا رضى امه عليه بكرة يجيلك زاحف يطلب رضاكى بس انتى متحطيش ف نفسك انا معاكى يا حبيبتى و عمرى ما هسيبك ابدا ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** وقف مدحت امام كمال يشعر بالاضطراب فنظرات كمال النافذة المسلطة عليه جعلته يشعر و كأن أمره أكتشف فأزدرد لعابه بخوف ليرى كمال يبتعد عن مقعده و يتجه صوبه فزاد ارتباكه لينتفض بقوة ما ان حطت يد كمال على كتفه و قال :


_ يعنى ايه اكلفك انك تسافر امريكا تقابل الوفد ترفض و ترشح موظف اقل منك فالمنصب يسافر مكانك يا أستاذ مدحت انت عارف بأعتذارك هيحصل ايه ..


** ازداد توتر مدحت و ازداد تعرقه و لف رأسه نحو كمال و قال بصوت متوتر :


_ يا مستر كمال انا بلغت حضرتك انى مش هقدر اقوم بالمهمة دى لظروف خاصة و رشحت لك الاستاذ تيم ..بقلمى منى أحمد 


** ابتعد كمال و جلس على طرف مكتبه و قال :


_ مهما كانت خبرة تيم يا مدحت مينفعش ابدا انه هو اللى يسافر و مينفعش اصلا حد غيرك يسافر لسبب بسيط و قوى فنفس الوقت الوفد اللى طلبت منك تسافر تقابله وفد رئاسى لان الصفقة اللى هتم بينا و بينهم هتبقى صفقة مه جهة رئاسية للاسف انت خيبت ظنى يا مدحت لما افتكرت انى بقلل من شأنك و بقلل من صلاحيات شغلك للاسف المهمة دى كانت هتحطك فمكانة تانية خالص ..


** حملق مدحت فى وجه كمال بصدمة بعدما وعى عقله انه اضاع على نفسه فرصة ذهبية كانت ستعلى من شأنه فلعن فى سره لينا فهى التى اخذت تملاء اذنه بحديثها السام الذى جعله يقدم على أذية ياسر و خيانة امانة كمال التى اوكله بها حينما اوهمته ان كمال يقلل من قدره امام ياسر .,. خفض مدحت رأسه و هو يشعر بالذنب و لم يستطع تمالك نفسه فجلس بتهاون امام كمال ليسمعه يقول :


_ عموما يا مدحت انا هديلك فرصة اخيرة و دى لانى عارف مين هو مدحت انما لو خذلتنى تانى بأى شكل من الاشكال صدقنى مش هيبقى لك اى مكان بينا تانى و دلوقتى روح جهز نفسك للسفر و خلى بالك الصفقة دى فيها حياة المؤسسة كلها و انا معتمد عليك بعد ربنا فيها و صدقنى انا لولا عندى اجتماعات مع الشركة الام و مندوب الرئاسة الروسى الفترة الجاية كنت هعفيك و هسافر انا اتمنى مندمش يا مدحت انى وثقت فيك تانى ..


** رفع مدحت رأسه بحدة لا يصدق ان كمال اعطاه فرصة جديدة فوقف امامه يبتسم فى خجل و قال :


_ مش هتندم يا مستر كمال على معروفك فيا و صدقنى انا هبذل كل ما ف وسعى ان الصفقة دى و كل اللى جاى يبقى للمؤسسة و اتمنى تنسى ذلتى فحق المؤسسة ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** عادت مريم من المشفى تشعر بالاجهاد فبحثت عن والدتها فلم تجدها فلوت شفتيها بضيق فمنذ غادرهم ياسر و سافر و هى تكاد تكون مقيمة لدى خالتها توجهت مريم صوب غرفتها و نزعت عنها ملابسها و توجهت الى مرحاضها تريد ان تنعم بحمام دافىء يزيل عنها اثر عملها بالمشفى طوال النهار فدلفت الى المرحاض و هى لا تدرى ان هناك من يتلصص عليها خلسة بعدما خرج من مخبئة ووقف بتلمس ملابسها التى القتها ارضا يشتم رائحتها بنشوى و اقترب بروية من باب المرحاض يستمع الى صوت دندنتها الخفيض ليعود مرة اخرى الى فراشها و يتحسسه فحمل وسادتها و قبلها كأنه يقبل عشيقته ليتركها فجأة بعدما صمت صوت الماء و احس ان مريم على وشك الخروج فتوارى سريعا اسفل فراشها يتابع خروجها وهى تلتف بمنشفتها ليزدرد لعابه حينما ابعدت المنشفة و هى تقف امام مرآتها ترتدى منامتها لتتجه بأقدام عارية الى فراشها و تتسطح عليه .,.


** قبع فى مخبئة حتى شعر انها استسلمت للنوم اخيرا فزحف خارجا من اسفل فراشها و امعن النظر اليها و ركع ارضا و مد اصابعه المرتجفة يمررها على منامتها التى انحصرت عن ساقها فلعق شفتيه و هو يقترب بفمه من قدمها يمرر انفه على كامل جسدها و هو يستنشق برغبة عبيرها حتى وقف بعيناه على صدرها الذى يعلو و يهبط ببطء لنومها تمنى لو يمد يده و يتحسسها و يضمها اليه و لكنه يخشى استيقاظها فوقف ينتوى الابتعاد عنها خوفا من ان تستيقظ و تضبطه ليعود اليها من جديد و يخرج هاتفه و يلتقط لها العديد من الصور و يغادر كما دخل متسسللا ..


** انتفضت مريم من نومها تستعيذ من الشيطان و هى تدور بعيناها فى غرفتها تبحث عن اى شىء غريب و شعرت بانقابضة فى صدرها لتقف فجأة  و هى تفكر انها لم تكن تحلم ابدا فهى شعرت بأنفاس تمر علي جسدها و تكاد تجزم انها سمعت صوت التقاط صور فخرجت من غرفتها تبحث عن اى احد معها و لكنها لم تجد احد فهرولت الى غرفتها و تناولت هاتفها فاصابع مرتجفة و اتصلت بوالدتها و ما ان سمعت صوتها حتى قالت :


_ ماما الحقينى انا حسة ان كان فى حد غريب فالبيت ..


** لم تمض دقائق و ارتفع صوت طرقات عنيف على باب منزلها فأسرعت مريم التى بدلت ملابسها تفتح الباب لتقف مبهوتة امام كريم الذى ابعدها عن طريقه و اخذ يبحث بنفسه فى الغرف عن الدخيل فوقفت مريم امامه تشعر بالغضب لاقتحامه المنزل دون مراعاة انها بمفردها معه ليعود كريم و يقف امامها يفاجئها بأغلاقه باب المنزل و يجذبها اليه مستغلا حالتها لتدفعه مريم بقوة و هى تصرخ بوجهه : 


_ انت اتجننت ايه اللى انت عملته دا ..


** شعر كريم انه لا يطيق ابعاد يداه عن مريم حتى رغم رفضها له فوقف ينظر اليها و انفاسه تتسارع فقال و هو يراها تبتعد عنه :


_ اسف من قلقى عليكى لما خالتى قالت لى انك حسيتى ان فى حد فالبيت خوفت و كنت عاوز اطمن نفسى انك بخير ..


** عقدت مريم ساعديها و قالت له بسخرية :


_ و الله و المفروض انى اصدق الهبل اللى بتقوله يا كريم ..بقلمى منى أحمد 


** اقترب منها كريم و قال :


_ تصدقى او متصدقيش انا كان لازم اطمن انتى متعرفيش انا بحبك قد ايه يا مريم ..


** زفرت مريم بضيق و هى تشيح ببصرها عنه و قالت :


_ و بعدين معاك يا كريم ما خلصنا من الاسطوانة المشروخة دى بقولك ايه خلاص مريم معدتش متاحة مريم هتتجوز فانسى اى وهم فدماغك و دلوقتى اتفضل اطلع برا اظن ميصحش انك تبقى معايا و انا لوحدى ..


** جذبها كريم من ذراعها بغضب يلويه خلف ظهرها ليقول و هو يدفن انفه فى عنقها:


_ انا اقتلك لو فكرتى فغيرى يا مريم لازم تعرفى انك طول عمرك ليا انا الاحق بيكى..


** حاولت مريم ان تجذب يدها منه وتبعده عنها و لكنها لم تستطع فقالت و هى تتملص منه :


_ يبقى الموت عندى اهون من انى اكون ليك فيوم من الايام يا كريم فاهم الموت عندى احسن منك عارف انا كان نفسى اللى يكون متقدم لى انسان اقل منك علشان اخيلك تشوف ان الاقل منك دا عندى احسن بكتير من عشرة من عينتك انت انسان مريض و مغرور و مبتحبش الا نفسك فاكر ان مريم بتاعت زمان اللى لما تبص لها تخاف لتسيبها لسه عايشة لا يا كريم مريم دى انت بايدك قتلتها لما غدرت بيها و اتجوزت وعد و دلوقتى سبنى يا كريم بدل ما اصوت و الم عليك الناس ..


** اطلق كريم ضحكة عبثية و قربها من جسده و قال بصوت ماكر :


_ ياريت صوتك الحلو دا يعلا و تصوتى و تلمى الناس علشان يشوفوكى و انتى فحضنى و متقدريش ترفعى عينكى فيهم و يعرفوا اننا كنا لوحدنا طول الوقت دا و اظنك عارفة اول حاجة هيفكروا فيها هتبقى ايه عارفة انا نفسى تعمليها و تصوتى يا مريم علشان اتجوزك غصب عنك ..


** تملك غضب مريم منها ما ان انهى كريم كلماته الخبيثة فدفعته عنها و استدارت تواجهه لترفع يدها و تصفعه بقوة ووقفت تحدق به و صدرها يعلو و يهبط بقوة بسبب انفعالها الغاضب و نظرت له باحتقار تتساءل هل هذا حقا من احبته صحيح ان ملامحه لم يغيرها الزمن و بقى كما تعودت ان تراه بملامحه المنحوته كالاغريق و لكن نفسه ازدادت سوادا و خبثا و ظلمة .,.


** تنهدت مريم لتحرقها أنفاسها تؤلم صدرها بقوة فأشاحت بعيناها عنه لتتفاجىء بوقوف عبد الرحمن و شقيقتها امام الباب لا تعلم متى و كيف دلفا الى الداخل .،. لتحط عيناها على عينا زوج شقيقتها الذى لاحقها بنظرات مستفزة تثير اشمئزازها و هو يقف بجانب شقيقتها يتابع انفعالاتها بعينان غامضتان .,. فابتعدت عنهم بصمت و غادرت المكان وسط دهشة الجميع .. 


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** لم تدرى كم سارت يلفحها الهواء لتضربها برودة الجو فجأة ف لفت مريم ذراعيها تحتضن جسدها تمده ببعض الدفء ورفعت عيناها نحو السماء فلاحظت تراكم الغيوم فسحبت شهيقا فى محاولة منها لطرد صورته بعيدا عنها لتطلق زفيرها و هى تشعر بأن أبواب الجحيم ستفتح عليها أن اطالت فترة تواجدها فى البلدة… 


** عادت مريم إلى منزلها لتجد حالة من الهرج تسود محيط منزلها فاسرعت بخطواتها بقلق لتصل إلى سمعها همهمات البعض  :


_ اهى جت ياختى و انا إللى فكرتها هربت ربنا يستر على ولايانا.. بقلم منى أحمد 


** امتعضت ملامح مريم و حدقت بغضب بجارتها لتسمع أخرى تقول :


_ كنتى فين يا مريم دا الدنيا مقلوبة من ساعة ما خرجتى و الكل بيدور عليكى خافوا ياختى لتكونى عملتى فنفسك حاجة لا سمح الله.. 


** لم تعد مريم تتحمل كلمات الشماتة من جيرانها أكثر ف دلفت إلى منزلها مسرعة فسمعت صوت عبد الرحمن  يقول  : 


_ ما لسه بدرى يا هانم ممكن جنابك تفهمينا كنتى فين كل الوقت دا و كنتى مع كريم لوحدك بتعلموا ايه ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


#منى أحمد 

🎭لا أريد الحب🎭

 🎭منى أحمد🎭

       الحلقه السادسه من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-