Ads by Google X

روايه لا اريد الحب الحلقه الرابعه والعشرون


 🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭

لا أريد الحب 

الحلقة الرابعة و العشرون

خطأ البدايات

🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** وقف امامها يحدق بها و هو لا يصدق ان تلك الطفلة الصغيرة كتبت على اسمه فهز رأسه بسخط لوقوعه فى فخ ذلك الزواج المدبر ليراها تسير باتجاهه فى خطوات حثيثة لتقف امامه و ترفع سبابتها فى وجهه و تقول بسخط و غضب طفولى :


_ ها ايه رئيك فالبلوة اللى وافقت عليك من غير ما تشوفك عجبتك يا ..


** ضربت نيفين جبهتها بيدها و اردفت فى حديثها :


_ نسيت اسمك اصل بصراحة جو الروايات و الاكشن اللى حصل معايا خلانى نسيت الاسم عموما اكيد لما تشيلنى دلوقتى و تطلع بيا اوضتنا هنقعد نرغى سوا انا و انت و نتعرف على بعض عارف انا هحكيلك عنى حاجات كتير اوى هخليك تحس انك عايش معايا من يوم ما اتولدت و اكيد انت كمان بص انا عوزاك تاخد عليا بسرعة و تتعامل معايا براحتك خليك فريش كدا معايا اتفقنا المهم يلا بقى شيلنى و اطلع بيا الاوضة بتاعتنا ..


** وقفت نيفين امامه بانتظار ان يحملها و على وجهها ارتسم مرح طفولى .,.

وقف مصطفى امامها يحدق بها بصدمة فارغا فاه ببلاهة ليهز رأسه بقوة لعله يصحو من هذا الكابوس المريع لينتبه على صوتها تقول :


_ بالمناسبة هو انت متعود تبات برا و كدا اصل يعنى مش لطيفة منك انك تسبنى ليلة كتب كتابنا و فرحنا اللى كان على الضيق و تبات برا ..

    

** تراجع مصطفى خطوة الى الخلف بدهشة يفكر من اين لهذه القصيرة بكل هذا اللسان الذى لم يتوقف عن الحديث هز مصطفى رأسه فى سخط و أهمل وجودها و خطى بإتجاه السلم فأسرعت نيفين ووقفت امامه مانعه اياه من الصعود و قالت :


_ ايه هو انت مبتسمعش مش قولت لك شيلنى ..


** رفع مصطفى يداه و ازاحها عن طريقه و قال :


_ بقولك ايه يا اسمك ايه انتى ابعدى عنى الساعة دى و سبينى فحالى انا دماغى مش رايقة و صدقينى مش هتحبى ابدا تتعاملى معايا و انا بالحالة دى فلو سمحتى روحى العبى بعيد و سبينى لوحدى ..


** صاحت نيفين بغضب بعدما لمست الاهانة فى صوته و قالت :


_ اولا انا اسمى نيفين مش يا اسمك ايه ثانيا اسيبك فحالك ليه و دماغك مش رايقة بسبب ايه ها ممكن افهم و بعدين يعنى ايه مش هحب اتعامل معاك و انت بالحالة دى ليه يعنى هو انت مجنون و لا حاجة و خايف ..


** بدأ عقل مصطفى يحلل ما نطق به لسانها و  شعر ان تماكسه ينهار فزفر عدة مرات و هو يحملق فى وجهها بملامحها الغاضبة ليخطو اليها بخطوة واحدة و يميل عليها بوجهه و يقول :


_ اول تنبيه ليكى و الاخير صوتك ميعلاش تانى , تانى تنبيه اياكى لسانك اللى مش بيفصل كلام دا يغلط فيا تالت حاجة بقى مش مصطفى وهدان اللى يخاف من عيلة هربانة من الاعدادية و فاكرة نفسها واحدة ست و هى مفيهاش ريحة الانوثة  و دلوقتى لو سمعت حسك و لا لمحت خيالى متلوميش الا نفسك و اخفى بقى من ادامى و انتى شبة واحد صاحبى بشكلك  ولبسك دا ..


** جحظت عينا نيفين و هى تشعر بانه تخطى اللامعقول معها فهى نيفين صفوان التى لم يستطع اى احد تجاوز حده فى الحديث معها الطالبة المتفوقة و الاولى دوما فى دراستها يحدثها هو و يتقول عليها انها ليست بانثى  بل و نعتها بانها طفلة هاربة من الصف الاعدادى و تشبه احد اصدقائه الذكور .,.


** كورت نيفين قبضتها حتى ابيضت سلميات اصابعها و تحركت لتقف على اول درجات السلم لتصبح عيناها فى محاذاة عيناه و رفعت حاجبها بسخط و قالت و هى ترمقة بسخرية :


_ اول و اخر تنبيه ليك لو لسانك اللى زى طولك دا غلط فيا تانى او قال كلمة مش عجبانى تصرفى انا معاك اللى مش هيعجبك الظاهر كدا انهم شربوك حاجة و انت بتمضى على قسيمة الجواز علشان متعرفش انت اتجوزت مين انت اتجوزت نيفين صفوان اللى لما حد بيفكر فخياله انه يقلل منها بتمحيه من ادامها و انا بس هأرف بيك علشان دى اول مرة تشوفنى و هعدى الكلام السمج اللى انت قولته و دلوقتى روح نام ما كنت بايت البيت دا من اللحظة دى بقى ليه احترامه و نظامه و طالما محترمتش صاحبته يبقى تخليك برا لما يبقى لى مزاجى انى اعفى عنك هبقى ادخلك بيتى يا اووف نسيت  اسمك مش مهم هبقى اسئل دادى عليك و اتمنى انت كمان تسئل دادى عنى علشان تعرف حدودك فالتعامل معايا هتبقى ازاى ..


** استدارت نيفين و اكملت صعود درجات السلم و تركت مصطفى يقف و كأن على رأسه الطير جاحظ العين ينظر الى اثرها الذى اختفى من امامه فى لحظات ليهز رأسه لا يصدق ان تلك الطفلة املت عليها شروطها و تحكمت فى منزله و هو يقف عاجز عن الرد ليقطب حاجبيه و يصعد السلم بما اطاحت تلك المزعجه بعقله ليدفع باب الغرفة و يقف امام التى اطلقت صرخة استهجان لاقتحامه غرفتها و هى تبدل ملابسها فاغمض مصطفى عيناه  فى خجل و اشاح ببصره عنها فزفرت نيفين و هى تفكر فى عقابه على نزعه منها صفة الانوثة لتقول مسببه له صدمة جديدة :


_ أيه متعلمتش من و انت صغير انك لما تلاقى باب مقفول تخبط و تستأذن و لا ماما نسيت تعلمك الادب و بعدين مالك مدير وشك ليه ايه اول مرة تشوف واحد صحبك بيغير هدومه يا عم متتكسفش كدا دا حتى انا عيلة هربانة من اعدادى و مش فيا ريحة الانوثة ..


** استدار مصطفى ليوليها ظهره يشعر بانه يود ان يطبق على عنقها بيديه ليكتم ذلك الصوت الذى لا ينضب منه الحديث ابدا ليزفر بحنق و يغادر الغرفة مسرعا مغلقا الباب خلفه بعنف .,. فتركت نيفين ملابسها تسقط من يدها ارضا لتخفى وجهها بين كفيها و تستسلم للبكاء ..


** لم يشعر مصطفى بنفسه و هو يدلف الى غرفة والدته ليجدها تصلى  فأتجه الى مقعدها و جلس بأنتظار ان تفرغ من صلاتها ليسند رأسه على ظهر المعقد و يغلق عيناه .,.

انتبه مصطفى الى لمسات حانية تمر على وجهه ففتح عيناه ليرى ابتسامة والدته الحنون فابتسم و جذب يدها مقبلا اياها و قال :


_ عجبك اللى حصل دا يا امى ..


** اجابته سمية و هى تعبس فى وجهه و تقول :


_ لا مش عاجبنى طبعا اى حاجة من اللى حصلت تسمح تقولى سيادتك كنت بايت فين امبارح و سايب بنت الناس لوحدها فى حد عاقل يسيب مراته ليلة جوازه و يبات برا ايه نسيت انك فالصعيد و الناس ممكن تتكلم عليها و تظن فيها ..


** حملق مصطفى فى وجه والدته التى تقرظه بلسانها و احمر وجهه خجلا و هم ان يوضح لها و لكنها اشارت له ان يصمت لتردف مستكمله حديثها قائلة :


_ لو فاكر نفسك هتكرر اللى عمله ابوك معايا و انك هتكسر بنت الناس معاك تبقى بتحلم لان انا يا ابن بطنى اللى هقف لك و همنعك متفكرش انها هنا لوحدها لا لو كانت وافقت و قبلت تضحى علشان عيلتها و انها تتنفى هنا معاك فانت لازم تشيل جميلها فوق راسك و متنساش انها بنت عم اخوك يعنى كرامتها من كرامته و كرامتك و كرامتى انا شخصيا و دلوقتى اتفضل روح اعتذر لمراتك و تصالحها و تجيبها و تنزل على ما احضر الفطار و اياك يا مصطفى تفكر بس انك تجرحها بكلمة او تعاملها زى ما بتعامل غيرها اوعى تكون فاكر انى معرفش انت بتعامل البنات ازاى انا عارفة انك غير اخوك رضوان و عمرك ما عملت حاجة تغضب ربنا  و كنت دايما فرحانة انك بعيد عن الحرام لكن نيفين دى امانة فرقبتك و رقبتى و كفايا اوى انى حرمت نفسى اكون مع كمال علشان افضل معاك هنا ..


** القت سمية كلماتها فى وجه ابنها وتركته و غادرت غرفتها ليغمض ممصطفى عيناه لا يصدق ان والدته اسمعته تلك الكلمات وجلدته بما يخفيه بداخله فهو دوما يتحاشى الفتيات ماعدا تلك التى اغواها شقيقه لتستسلم له و تلقى بنفسها من شرفة مسكنه بعدما تخلى عنها و هى تحمل فى احشائها نطفة خديعته نفض مصطفى افكار الماضى السوداء عنه ووقف لينفذ مطلب والدته فهى لن ترحمه ابدا ان لم ينفذ امرها فاتجه ببطء ووقف امام غرفته و طرق الباب ليسمع همهمة باكية مزقت قلبه ففتح الباب دون ان تأذن له مرة اخرى لترفع نيفين رأسها و تنظر له بعينان مظلمة تعقد حاجبيها فى وجهه لتقول :


_ نعم جاى ليه تانى ..


** وقف مصطفى امامها يشعر بانه كالطفل الصغير الذى ارتكب خطأ و ينتظر عقاب والديه و قال بصوت خافت :


_ انا اسف ..


** رفعت نيفين حاجبها بسخرية لم تتلائم مع عيناها الباكية و قالت :


_ اسف على ايه بالظبط على انك كنت قليل الذوق معايا ولا على انك محترمتش انى مراتك و افتكرت انى صاحبك ..


** زفر مصطفى و تقدم اليها ووقف امامها و قال :


_ بلاش تلعبى فعداد عمرك معايا لانى على اخرى فعلا و زى ما انتى ضحيتى و قبلتى تتجوزينى غصب عنك انا كمان ضحيت و اتجوزت غصب عنــ ..


** اطلقت نيفين لفظ جعل مصطفى يصمت و يحدق بها بدهشة و تسائل للمرة المائة من اين للسانها ان ينطق بتلك الكلمات فرفع مصطفى كفه و مسح وجهه و قال مستغفرا :


_ يا بنتى انتى لسانك دا ملوش فرامل فى بنت تقول لفظ زى دا ..بقلمى منى أحمد 


** اهملت نيفين وجوده و اتجهت الى فراشها و تمددت عليه و قالت و هى توليه ظهرها :


_ ابقى اقفل الباب وراك بهدوء علشان انا عاوزة انام و مش بحب الدوشة ..


** استغفر مصطفى عدة مرات محاولا كبح نفسه عن البطش بها و قال مستعيدا هدوئه:


_ نيفين لو سمحتى بلاش تعصبينى و لو سمحتى قومى دلوقتى معايا ماما بتحضر الفطار تحت و عوزانا ننزل نفطر معاها فياريت تتكرمى و تنزلى تفطرى  و بعدين ابقى اطلعى نامى براحتك ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** انهى كمال اتصاله مع مدحت و هو يعقد حاجبيه فنظرت مريم تجاهه و لاحظت عبوسه و قالت تسئله :


_ فى حاجة فالشغل يا كمال ..


** زفر كمال و هو يمرر يداه بين خصلات شعره و قال :


_ الصفقات الاخيرة مع الوفد الامريكى نسيتها تماما و دلوقتى مفروض اننا نوقع العقود النهائية و ..


** قاطعته لمسة مريم على وجنته و قالت :


_ و لازم حبيبى يسافر علشان يشوف شغله ..


** جذبها كمال لتجلس على ساقيه و قال :


_ حتى لو لازم انا مش هسافر هكلف ياسر يشوف يتابع مع مدحت و ..


** وضعت مريم اصابعها على شفتيه و قالت و هى تكمل تمرير اصابعها على وجهه :


_ مش دى العقود اللى مكنتش مرتاح لها و قلقان منها ..


** شعر كمال بسيطرة مريم على حواسه فشدد من احتضانها و قال بصوت اجش و هو يزدرد لعابه :


_ هى الصفقة يا مريم ..


** منعته مريم بتقبيلها شتفيه برقة و قالت :


_ يبقى لازم انت اللى تسافر و تخلص كل حاجة علشان مينفعش حد غيرك ينهى الصفقة دى و لو ينفع خدنى معاك بيتى هناك وحشنى و كمان اخواتى و ..


** حملها كمال و قال و هو يستعيد سيطرته عليها و يتجه صوب غرفتهما فى منزل والديها :


_ بقيتى تلعبى بالنار معايا يا مريم ..


** تعلقت مريم بعنقه و ابتسمت و قالت :


_ نار حبك يا كمال هى جنتى ..


** فى صباح اليوم التالى وقفت مريم بجانب كمال تناشدة ان يدعها ترافقه و لكنه اصر على بقائها خوفا عليها من ارهاق السفر ليغادرها و تقف مودعه اياه بدموعها و اشتياقها اليه ..


** وصل كمال الى مقر مؤسسته رأسا من المطار ليجد مدحت و ياسر قد جهزا امر كل شىء فدلف الى مكتبه ليتفاجىء بوجود مندوب الوفد السابق الذى جعله يرغب فى انهاء تلك الصفقة ليجذب انتباهه تلك التى جلست بجانبه تضع ساقا فوق الاخرى كاشفة عن قدر كبير من جسدها لتقف امامه و تمد يدها اليه مصافحة اياه و هى تبتسم قائلة :


_ كيم شالروت مندوبة المؤسسة اللى هتولى توقيع العقود ..


** صافحها كمال ببرود و جلس خلف مكتبه فابتسمت كيم و مالت الى زميلها و همست ببضع كلمات ليقف و يعتذر مغادرا لتتحرك من جديد و تقف بجانبه و تخرج من حقيبتها عدة اوراق و تقول :


_ سمعت ان بيتك فمنطقة من اجمل المناطق هنا و لانى كنت متوقعة انك تستقبلنى بنفسك فالمطار و اكيد طبعا كنت هتحجز لى ف فندق هنا فاسمح لى اطلب منك انى اقضى الاسبوع دا ف بيتك لانى مش برتاح فالفنادق اه على فكرة دى الاوراق اللى طلبتها كاملة تقدر تراجعها براحتك و على مهلك و تقدر و انا قاعدة معاك تناقشنى فاى بند فيها و متقلقش انا معايا صلاحيات اغير اى حاجة حسب رغبتك انت و بس..


** انهت كيم حديثها و لمست بيدها يد كمال و هى تعطيه الاوراق فابعد كمال يده سريعا عنها و ابتعد بمقعده و قال :


_ انا بعتذر منك انى مش هقدر استقبلك فالبيت عندى لان زوجتى حاليا فى مصر انا حقيقى اسف و عموما هخلى مندوب الشركة يقدم لك نبذة عن كل الفنادق اللى طابع البيوت تقدرى تختارى منها اللى يعجبك و دلوقتى لو الاجتماع خلص فانا بشكرك على الاوراق و صدقينى هراجعها بنفسى و لو فى اى بند عاوز يتعدل هتصل و نجتمع و نغيره ..


** وضعت كيم يدها على كتف كمال و مالت عليه بوجهها و قالت :


_ خسارة ان مراتك مش موجودة كنت حابة انى اتعرف عليها و اهنيها على اختيارها ليك ..


** ابعد كمال مقعده لتسقط يد كيم بعيدا عن كتفه فزفرت و قالت و هى تبتعد عنه :


_ هجيلك الساعة تلاتة البيت عندك تعزمنى على الغدا و اراجع معاك الصفقة اللى معايا و على فكرة مش هقبل اى اعتذار و بالمرة تكون كلفت المندوب يشوف لى افضل فندق و يحجز لى فيه ..


** غادرته كيم ليلعن كمال وجودها و جرأتها معه فتناول هاتفه و اجرى اتصاله بمريم التى اجابته سريعا و قالت :


_ كمال وحشتنى اوى مش كنت اخدتنى معاك ..


** تنهد كمال و قال و هو يفكر فى امر تلك المرأة :


_ هبعتلك تذكرة السفر يا مريم انتى لازم تبقى معايا و جانبى انتى كنتى صح لما قولتى انك مفروض تبقى معايا فاى مكان انا محتاج لك اوى يا مريم ..


** لم تدرى مريم لما اشعرتها كلمات كمال بالقلق و زرعت بداخلها الخوف فهمست بخوف :


_ مالك يا كمال هو فى حاجة حصلت ..


** تنهد كمال و نفى ما صرح به احساسه و قال :


_ وحشتينى يا مريم دا كل الموضوع المهم جهزى نفسك على ما ارتب لك كل حاجة و ابعتلك التذكرة ماشى يا قلبى ..


** انهى كمال الاتصال و هو يلعن تسرعه فى استدعاء مريم التى سيقلقها حتما وجود تلك المرآة و التى قد تستغل وجودها و تطلب الاقامة معهم ليضرب جبهته و ينعت نفسه بالغبى .,. استغرق دراسة كمال الاوراق اغلب الوقت لينتبه الى اتصالا غريبا بهاتفه فاجاب و هو يقرأ ذلك البند ليتفاجىء بكيم تقول :


_ كمال انا منتظراك برا المؤسسة انت اتاخرت كدا ليه ..


** حدق كمال بالهاتف و هو يود لو يلقى بها و باوراقها فى القمامة فاجابها بفتور :


_ معلش كنت براجع اوراق كتيرة و بعتذر منك انى مش هقدر اخدك معايا البيت لانى مش هروح دلوقتى و لتحبى نتقابل فاى مطعم و ..


** اطلقت كيم ضحكتها و قالت :


_ ولا يهمك كمال انا محضرة كل حاجة فالفندق لانى كنت واثقة انك هتعتذر عموما انا منتظراك متتأخرش ..


** استجاب كمال لدعوة كيم و غادر المكتب و استقل السيارة بجوارها ووصل برفقتها الى ذلك الفندق التى اختارته بعناية ليدل على حسن اختيارها .,.

تركته كيم و دلفت الى غرفة نومها تبدل ملابسها لتخرج اليه و هى ترتدى اكثر الملابس اثارة ليزدرد كمال لعابه و هو يغمض عيناه عن رؤيتها يفكر فى زوجته لينتبه لجلوسها بجواره فابتعد عنها كمال و قال :


_ لو سمحتى يا انسة كيم انا شايف اننا نعمل اجتماعنا تحت فاللوبى افضل لانى مستنى صديق ليا ..


** لمست كيم بيدها وجه كمال و قالت :


_ خلينا هنا براحتنا عارف يا كمال انا من اول لحظة شوفت صورتك فيها و المؤسسة كلفتنى اتولى امر الصفقات و انا بحلم باللحظة دى انى اقعد جانبك و ابقى براحتى التقرير اللى وصلنى عنك خلانى اتجنن و بعدين متخافش محدش خالص هيعرف باللى بينا و لو عاوزنى اغير لك كل بنود الصفقة لحسابك انا مستعدة بس بلاش تبقى جد اوى و رسمى فالتعامل معايا ارجوك يا كمال ..بقلمى منى أحمد 


** هب كمال واقفا و ابتعد عنها و قال بحدة و قد بدأ غضبه بالسيطرة عليه :


_ لو سمحتى حضرتك ادخلى غيرى هدومك و انا هستناكى تحت و هعتبر انى مسمعتش اى حاجة من كل الكلام اللى قولتيه عن اذنك ..


** اسرعت كيم ووقفت امامه و قالت :


_ تمام يا كمال بس استنى مش تنزل دلوقتى انا هدخل اغير هدومى و انزل معاك انت حتى مشربتش العصير و لو خايف انى اكون حطالك حاجة فيه فانا هاخد الكاس اللى قدامك و اشرب منه علشان تطمن و ..


** ارتبك كمال و قال و هو يشيح ببصره عنها :


_ لو سمحتى اتفضلى لانى لازم انهى العقد دا و اطلع على المطار لان مراتى على وصول ..


** ابتسمت كيم بسخرية و قالت :


_ خلاص لو تحب نلغى المراجعة دلوقتى انا معنديش مانع و نخليها فوقت تانى اهو على الاقل اتعرف على الست اللى قدرت تحتوى كمال الزينى ..


** ارتجف كمال ووجد يداه تتناول منها كأس العصير ليرتشفه سريعا و هو يقول :


_ تمام نأجل الاجتماع عن اذنك ..


** توجه كمال الى باب الجناج ليغادر فنادته كيم و قالت :


_ كمال نسيت الاوراق ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** وقفت مريم ساعة تنتظر قدوم كمال لتزفر بضيق و تهتهم بسخط قائلة :


_ عادتك و لا هتشتريها يا كمال بردوا نسيتنى ماشى صبرك عليا لما اشوفك ..


** غادرت مريم المطار و هى تشير الى احدى السيارات لتقلها الى منزلها و دلفت الى داخله تشعر بالراحة و الهدوء فابتسمت لعودتها و لمست بطنها و قالت :


_ حبيب ماما احنا دلوقتى فبيتنا عارف انا هزرع من بكرة الشجرة اللى هتخليك تراعيها لما تكبر علشان تحبها زى ما انا بحب الشجرة بتاعت بابا و دلوقتى بقى هحضر لنا حاجة ناكلها بدل الجوع اللى انت مسببه ليا بالشكل دا على ما سى بابا يرجع من الشغل ..


** مضت الساعات تلو الساعات و لم يعد كمال الى المنزل و انتاب مريم القلق فهاتفه المغلق و حديثها مع اخيها زاد من قلقها عليه بعدما ابلغها انه غادر المؤسسة مبكرا لتزفر مريم بضيق وهى تصعد الى غرفتها و تتمدد على فراشها بعدما ارهقها السفر و الانتظار ..


** تملل كمال حينما لامست اشعة الشمس عيناه فرفع يده يجحب عن عيناه اشعة الشمس القوية ليلتفت مديرا ظهره الى النافذة ليقع بصره على جسد انثوى عارى يغفو بجانبه فاعتدل كمال بحدة و جال ببصره فى انحاء الغرفة ليعلم انه ليس بمنزله فعاد ببصره الى تلك المرأة و مد يده المرتعشة و ازاح شعرها عن وجهها ليتجمد من صدمة رؤيته لكيم التى فتحت عيناها بابتسامة متسعة و هى تتنهد بنشوى و تقول:


_ صباح الخير بيبى ..


** اسرع كمال بمغادرة الفراش ليتفاجىء بعريه فتناول ملابسه من على الارض و ارتداها امام نظرات كيم الملتهمة له و التى جلست باريحية تحدق به ليقع بصره على اوراق الصفقة فمد يده اليها و مزقها و هو يصيح بها بغضب هادر :


_ بلغى المؤسسة ان كمال الزينى عمره ما هيمضى ورقة مع المؤسسة بتاعتك ابدا ..


** اطلقت كيم ضحكها سعادة و قالت :


_ مش مهم يا كمال انا ميهمنيش الا حاجة واحدة و بس وهى انت و انا قولت لك امبارح انا مستعدة ابيع المؤسسة علشانك ..بقلمى منى أحمد 


** قذفها كمال بالاوراق الممزقة و قال :


_ انا عمرى ما شوفت واحد فسفالتك ولا انحطاطك و اياكى تكونى فاكرة ان باللى حصل دا و عملتيه هتقدرى توصلى لحاجة معايا انتى متعرفيش كمال الزينى ممكن يعمل ايه ..


** اشارت كيم الى احدى العلامات التى خلفها كمال على عنقها و قالت :


_ عرفت تقدر تعمل ايه و اتمنى انك تكرره تانى معايا كمال صدقنى انا مش ندمانة انى عشت معاك اجمل ليلة فحياتى حتى لو خسرت شغلى اللى كافحت علشانه صدقنى انا حبيتك من صورتك و عشقتك من التقرير اللى قال انك عمرك ما عملت علاقة مع اى ست غير مراتك و دا جننى و خلانى اتمناك اتجوزنى كمال و خلينى مراتك فالسر و انا موافقة اشوفك ولو مرة كل شهر ارجوك يا كمال ..


** غادرها كمال و هو يلعن تلك الصفقة التى اطاحت بحياته و اشار الى سيارة تقله الى منزله بعدما ادرك انه ترك مريم للمرة الثانية بالمطار وحدها و ما ان دلف الى المنزل علم انها وصلت فهرول الى الطابق العلوى ليتحاشى الاصطدام معها و هى تخرج من غرفة النوم تتثاءب فتلقاها كمال بين ذراعيه  لتنتفض مريم بخوف و هى تشعر بارتجاف زوجها بين ذراعيها فضمته بقوة حتى هدأ فابتعد عنها و قال :


_ سامحينى يا مريم انا انا ..


** ابتسمت مريم و قالت :


_ ولا يهمك يا كمال انا لما انت اتاخرت قولت اكيد مشغول فالشغل فجيت على هنا لكن اللى قلقنى ان ياسر قال انك سبت الشركة و العربية و مشيت من بدرى كنت فين يا كمال بيت فين من وريا و مع مين ..


** حدق بها كمال و اشاح ببصره عنها و قال :


_ كنت مع مندوب الوفد الامريكى و خلاص لاغيت الصفقة و رفضتها ..


** احتضنته مريم بحب و قالت :


_ احسن حاجة عملتها يا كمال و دلوقتى ادخل خد شاور و انعش نفسك على ما احضر لنا الفطار و بعدين تاخدنى تودينى عند علا و يسرية لانهم وحشونى اوى و نفسى اشوفهم .. 


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** انهى مصطفى اعماله فى مكتبه و عاد الى المنزل يشعر بالارهاق بعدما اطال فترة مكوثه بمكتبه و دلف الى داخله ليسمع صوت ضحكات رنانة يصحبها ضحكات والدته فاتجه الى غرفة المعيشة ووقع بصره على نيفين التى جلست ارضا اسفل قدمى والدته تدلك لها قدميها و تضحك معها و هى تدغدغها و تعجب كيف لفتاة عصرية مثلها ان تقبل بان تجلس اسفل قدمى حماتها فتقدم الى داخل الغرفة فابتسمت له سمية و قالت :


_ حمد لله على السلامة يا مصطفى ايه اتأخرت النهاردة فالشغل يعنى ..


** جلس مصطفى على المقعد المقابل و حدق فى جسد نيفين التى اخفته بفستان طويل و قال :


_ كنت بخلص شغل متعلق يا امى ..


** اراح مصطفى رأسه على مسند المقعد و اغمض عيناه لينتبه فجأة الى يدين رقيقتين تدلكان له عنقه فالتف لها ووجدها تبتسم له و تقول :


_ انا عارفة ان قاعدة المكتب بتتعب الرقبة بس متقلقش هى خمس دقايق و مش هتحس باى تعب تانى ..


** استسلم مصطفى ليداها و لم يلحظ مغادرة والدته و حينما انهت نيفين تدليك رقبته فتح عيناه و قال :


_ حقيقى مش عارف اشكرك ازاى اول مرة احس بالراحة كدا ..


** ضحكت نيفين و قالت :


_ عد الجمايل يا درش المهم انا عاوزة اسافر القاهرة علشان اشوف المواد الدراسية بتاعتى زى ما انت عارف السنة الدراسية هتبدأ و انا عاوزة اجهز ..


** عبس مصطفى ووقف امامها و قال مستفسرا :


_ و هو انت مدرسة ايه بصى انا هنقل ورقك لمدرسة هنا بدل ما تسافرى للمدرسة كل شوية و يتحسب عليكى غياب على الفاضى ..


** لوت نيفين شفتيها و قالت بسخط :


_ مصطفى بلاش تعصبنى و تقولى مدرسة انا فكلية اداب مش فمدرسة على فكرة انا مش عيلة اوى كدا علشان كل شوية تقولى انتى طفلة و عيلة انا زهقت من الاسلوب دا و حقيقى لو اتكرر منك تانى هاخد منك موقف ..


** قبض مصطفى على يدها و قربها منه و قال :


_ مش قلت لك بلاش صوتك يعلا عليا تانى يا نيفين ..


** جذبت نيفين يدها منه و قالت :


_ و انا قولت لك من ساعة ما اتجوزنا اقعد معايا و اتعرف عليا و انت اللى هربت يبقى بلاش تضايقى بجهلك بمعرفتى انا سعيت و عرفت عنك كل حاجة من ماما سمية انما انت واقف محلك سر خايف و مش فاهمة سبب خوفك دا ايه و رغم كل دا مبينتش لماما اى حاجة عموما شكرا ليك انا هطلب من بابا ييبعت لى كل حاجة و اقولك هخليه كمان هو اللى ينقلنى للكلية هنا علشان متكتبش غياب عن اذنك ..


** غادرته نيفين و هى تكتم حزنها لتجاهله امرها هكذا و اسرعت الى غرفتها و اغلقت بابها عليها و اطلقت العنان لدموعها .,. اما هو فدلفت اليه سمية و وقفت تنظر له بعتاب فابعد مصطفى عيناه عنها فهزت سمية رأسها بيأس و قالت :


_ لو فضل حالك كدا انا هاخد نيفين و هرجع بيها على مصر و ابقى اقعد انت بطولك لوحدك انا شقتى هناك لسه بأسمى تصدق خسارة فيك الاكل اللى هى وقفت طول النهار تعمله ليك بقى البنت تعمل كل اللى فوسعها علشان تتعرف عليك و انت ولا انت هنا حقيقى الواحدة مننا تفتكر انها ربت راجل مسئول بيراعى مشاعر غيره و بعدين تاخد صدمتها لما تلاقى نفسها ربت واحد مبيحسش باى حد و لا حتى بنفسه..


** غادرته سمية كالعادتها بعدما اقرظته بلسانها فتوجه مصطفى الى غرفته و فتح بابها دون ان يطرق عليه ووجدها تدفن وجهها فى وسادتها فاتجه صوبها و جلس بجانبها و زفر بضيق لتسببه دوما فى بكائها و مد يده و جذبها نحوه فارتمت نيفين بين احضانه تبكى ملقية وسادتها بعيدا عنها و قالت لتصدمه :


_ انا لما عرفت انى هتجوز واحد من الصعيد كنت فاكرة انك هتبقى زى الروايات جنتل و تحاول تسعدنى و تعوضنى عن غربتى عن اهلى كنت فاكرة انك هتحاول تكسب قلبى و تراضينى لكن للاسف الروايات طلعت غلط و طلعت معندكش اى استعداد حتى انك تعرفنى انا بجد اسفة انى وافقت عليك و اسفة انى فرضت نفسى لانى لو كنت رفضت مكنتش هتجبر نفسك تبعد عن بيتك ووالدتك بالساعات دى كلها علشان تهرب من وجودى فبيتك ..


** ابتعدت نيفين عنه و نظرت له و قالت :


_ خلينى ارجع القاهرة يا مصطفى و ننفصل بهدوء و من غير ما حد يعرف صدقنى دا افضل ليك و ليا بدل ما انت هربان بالشكل دا و بنتخانق كل ما بنشوف بعض ..


** جذبها مصطفى اليه مرة اخرى و اخذ يتذكر محاولاتها العديدة للتقرب منه حتى حين اغضبها بنعتها انها تشبه صديقه و حتى حينما سخر منها يوم تزينت له و خطفت عقله ببرائتها تحملت سوء تصرفه و رفضه لها بمرح و اخفت عنه انكسارها ليدرك انه اخطأ بتحمليها هى مسئولية تلك الزيجة التى اعفت عائلته من سلسال الدم فتنهد مصطفى و همس و هو يضمها بقوة قائلا :


_ انا فعلا اسف و اتمنى انك تدينى فرصة واحدة نتعرف فيها على بعض صح يعنى كأننا لسه مخطوبيــ ..


** دفعته نيفين عنها و نظرت له بحدة ثم لانت ملامحها و ابتسمت و قالت :


_ و تجيب لى هدايا و تبعت لى جوابات و رسايل و تقف تحت الشباك بالليل تنادى عليا و تنط من الشباك علشان تشوفنى و تخطف منى بوسة و تجرى ..بقلمى منى أحمد 


** حملق بها مصطفى لينفجر ضاحكا فحدقت بها نيفين و ابتسمت بخجل و قالت :


_ بلاش موضوع البوس و ..


** جذبها مصطفى اليه من جديد و قال :


_ على ما نوصل لمرحلة انى اطلب منك تتجوزينى هلاقى نفسى اتجننت رسمى من تصرفاتك بس تصدقى انا فعلا عاوز اعيش معاكى كل اللى قولتيه دا و مستعد انفذه بس بشرط ..


** حكت نيفين رأسها و قالت :


_ شرط ايه بقى ..


** مال عليها مصطفى و قال :


_ تسبينى انام جانبك كل يوم ..


** احمر وجه نيفين خجلا و اخفت وجهها فى صدره و قالت :


_ بس تلتزم انك خطيبى ..


** قبل مصطفى رأسها و قال :


_ ليك كلمتى انى التزم لحد ما تطلبى انى ملتزمش ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** رحبت مريم بشقيقتها و صديقتها و نظرت بحب الى علا التى انتفخت بطنها و علت و قالت :


_ انا مش مصدقة انك حامل فتوأم يا علا شكلك بقى غريب و انتى قصيرة كدا ..


** ضحكت يسرية و قالت :


_ اسكتى يا مريم دى طلعت عينى الكام شهر اللى فاتوا دول بطلباتها خصوصا لما ياسر سافر علشان يخلص اوراق من روسا و جت عندى قلت الله يكون فعونك يا اخويا انما انتى مالك كدا حلاوتك زادت شكلك حامل فبنوته يا مريم ..بقلمى منى أحمد 


** ربتت مريم على بطنها و قالت :


_ ياريت يا يسرية نفسى اول طفل ليا تبقى بنت يااااه ادعيلى انتى بس ..


** ضحكت يسرية على حديثها و قالت :


_ هدعيلك و على رأى المثل زى ماما كانت بتقول يابختك من جابت بناتها قبل صبينها ..


** ضحكت علا و قالت :


_ طيب قولى المثل صح يا يسرية ..


** شعرت مريم بالسعادة و هى ترى الفرحة التى ملائت وجه شقيقتها و انارت روحها لتنتبه الى صوت جرس الباب فاستذنت من شقيقتها وتوجهت لتفتح لتطالعها تلك الشقراء التى اخفت ملامح وجهها بنظارة كبيرة فنظرت لها مريم بدهشة و قالت تسئلها :


_ خير حضرتك عاوزة مين ..


** خلعت السيدة النظارة و قالت :


_ لو سمحتى ممكن اكلم كمال ..


** عقدت مريم حاجبيها و قد تحركت مشاعر الغيرة بداخلها و قالت :


_ كمال مش موجود انما على وصول و ..


** اوقفت مريم كلماتها و هى ترى سيارة زوجها تقف خارج بوابة المنزل لتراه يغادرها و يقف لثوان يمعن النظر فى تلك التى تقف بجانبها و شاهدت مريم و هو يسير باتجاههما عابس الوجه ليقف امام كيم و يقول :


_ خير انتى جاية هنا ليه مش خلاص نهينا امر الصفقة من شهرين عاوزة ايه تانى ..


** رفعت كيم يدها ووضعتها على بطنها و قالت :


_ جاية اقولك انى حامل يا كمال ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


#منى أحمد 

🎭لا أريد الحب🎭

 🎭منى أحمد🎭

    الحلقه الخامسه والعشرون من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-