Ads by Google X

روايه لا اريد الحب الحلقه السادسه والعشرون


 🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭

لا أريد الحب 

الحلقة السادسة و العشرون 

العودة 

🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** وقفت أمام الباب عاجزة تحاول فتحه و لم تفلح فالتفت إليه وجدته يجلس شارد الذهن غائم الوجه فزفرت و قالت بصوت خرج منها ثابتا يخالف نيران الألم المشتعل بداخلها :


_ افتح لى الباب يا كمال لو سمحت أنا لازم أرجع البيت ..


** وقف و اتجه صوب الباب ليفتحه لها و يخرج ليطلب لها المصعد و انتظر خروجها فى صمت تعجبت له مريم لتقف بجانبه حتى وصلت امام سيارته و جلست فى المقعد الامامى و قاد كمال متابعا صمته حتى توقف امام منزلها دون ان يغادر و ما ان غادرت مريم سيارته حتى انطلق بها مسرعا كأن الشياطين تسعى خلفه .,. 

** وقفت مريم تتابع هروب سيارته من امامها فى حزن لتخطو الى داخل منزلها تشعر بقبضة تحتل قلبها و لكنها تمالكت نفسها حتى لا تلحظ والدتها شىء .,. اما كمال فقاد سيارته و هو لا يرى امامه فمريم بكلمات بسيطة وضعته امام نفسه ليرى مدى حمقه و تسرعه .,.

** انتبه كمال لرنين هاتفه لينتهد فى ضيق ف اجاب على اتصال عمه و قال :


_ خير يا صقر باشا فى حاجة حصلت تانى ..


** اتاه صوت عمه يحمل إمارات الضيق يقول :


_ انت نازل مصر تشوف مراتك و لا ترتكتب جريمة ايه اللى انت عملته فكريم دا انت كسرت له ايده و ضلعين ما كنت تخلص عليه بالمرة ..


** لوى كمال شفتيه و قال :


_ عمى انا مش عاوز اسمع اسم البنى ادم دا تانى و إلا صدقنى مش هبقل مسئول عن اللى هعمله فيه كفايا اوى انى مسكت نفسى عنه بالعافيه ..


** اجابه صقر بصوت غاضب يقول :


_ طب اسمعنى بقى يا ابن الصاوى انا امرت رجالتك تسيب كريم و بعته يتعالج على حسابك و اياك يا كمال تقرب منه تانى انت مش عارف الاستاذ راح اتجوز مين فامريكا و مش عارف ان كانت صدفة  ولا هو حظه بس الشخصية اللى كريم اتجوزها انا بحترمها جدا و هى بعتت لى و بعتت لك على المؤسسة اعتذار عن كل اللى عمله كريم فاياك يا كمال تقرب منه و لا حتى تفكر فيه انسى كريم و ارميه برا حياتك و اتفضل طالما خلصت و شوفت مراتك و عكيت الدنيا اكتر ما هى ارجع على شغلك انا اديت ياسر اجازة تعويض و مدحت سفرته يتابع صفقة المانيا و مش هقبل ان سيادتك تقصر و إلا هقفلها يا كمال و اجيب ضرفها و خليك بقى قاعد تلف حوالين نفسك انا مش عارف الاقيها منك و لا من الاستاذ اللى اختفى و مش عارف اوصل له حتى لما بعت له فبيت مراته معرفتش اوصل له لا هو و لامراته كأن الارض انشقت و بلعته البية سايب لينا هنا و رميها و مختفى  كمال انا حجزت لك النهاردة علشان ترجع و مستنيك ..بقلمى منى أحمد 


** انهى صقر حديثه دون ان يترك لكمال اى فرصة للرد عليه فأغمض عيناه و هو يقف بسيارته على جانب الطريق مستندا برأسه على عجلة القيادة ليرفع رأسه و ينظر الى هاتفه يتنهد و هو يتصل بوالدته التى اجابته بصوت يحمل الضيق كذلك .،. فهز كمال رأسه و تمتم :


_ ايه هما كلهم اتفقوا عليا و لا ايه ..


** انتبه كمال لصوت والدته تقول :


_ انا عاوزة أشوفك يا استاذ فاضى ولا وراك حاجة ..


** اجابها كمال بصوت واهن :


_ انا كمان عاوز اشوفك يا امى بس للاسف عمى صقر حجز علشان ارجع دبى النهاردة و هيبقى صعب اجيلك البلد و ..


** اتاه صوت سمية تقول :


_ انا فالقاهرة يا كمال هستناك ادام بيتنا القديم فاكرة و لا ابعتلك العنوان ..


** اغمض كمال عيناه و قال :


_ فاكره يا امى ..


** لم تعطه سمية اى فرصة ليكمل حديثه فقالت :


_ يبقى تعالى لى حالا ..


** استئنف كمال قيادته متوجها الى القاهرة ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


_ درش يا درش ..


** تملل مصطفى فى فراشه و فتح عيناه على مضض و نظر الى نيفين و قال و هو يقاوم نومه :


_ خير يا نيفو بتصحينى ليه ..


** زفرت نيفين بقلق و قالت :


_ معرفتش اى حاجة عن فوضيل اخويا ..


**'استدار مصطفى عنها يخفى وجهه اسفل وسادته و قال :


_ تقريبا كدا اخوكى اخد ماسة و سافر لان مافيش حد فالبيت و قافلين موبايلاتهم ممكن بقى تسبينى انام الساعة عدت تلاتة الفجر و انتى كل شوية تصحينى و انا ورايا شغل الصبح ..


** جذبت نيفين الوسادة من فوق رأسه و ادارته اليها و قالت :


_ مصطفى ما تحكى لى عن حياتك زمان كانت عاملة ازاى يعنى انت عرفت منى كل حاجة عنى و زى ما قولت لك كنت البنت الصغيرة اللى الكل رامى طوبتها و شايفها ساكته و هادية و مش بتتدخل فاى حاجة و ان الاهتمام كله كان لاختى الكبير و فوضيل اخويا كان كل وقته عايش مع أبية كمال و ..


**'اعتدل مصطفى عابسا فجأة فصمتت نيفين ليهاجمها بقوله :


_ فكرتينى يا ست هانم انا عرفت انك لما قابلتى كمال نزلتى فيه بوس و احضان ممكن افهم بقى ايه اللى عملتيه دا ..


** اختبئت نيفين داخل صدره و قالت بخجل :


_ تصدق انى اول ما شوفته حسيته اخويا فوضيل و اتعاملت معاه بتلقائية انا طول عمرى بسمع عنه و دى كانت اول مرة اشوفه و اقابله ..بقلمى منى أحمد 


** ابتسم مصطفى رغما عنه لاختبائها منه داخل صدره فابعدها عنه و قال :


_ بتستخبى جوايا يا نيفين ..


** تغيرت ملامح نيفين و لمعت عيناها فجأة بالدموع ليعبس مصطفى و يفكر ماذا قال ليغيم وجهها هكذا فابتعدت نيفين عنه و قالت و هى تقاوم دموعها :


_ عارف يا مصطفى انا طول عمرى لوحدى محدش ضربنى و لا زعقنى مش علشان بعمل حاجة غلط لا لانهم مكنوش شيفينى كنت بستخبى دايما من وحدتى مع كتاب او رواية علشان كدا بقت الروايات اساس فحياتى اتعلمت منها كتير صحيح مش كلها حقيقة وواقع لكن عرفت منها يعنى ايه حب و اخلاص و خيانة و الم و حزن عرفت منها يعنى ايه اسرة و بيت و ام و اب و للاسف لما بصيت على عيلتى لاقيت بابا ملهى فالشغل و ماما مهتمة باختى كنت بحاول الفت نظرهم ليا لكن مكنوش بيشوفونى صممت انى اكون متفوقة فدراستى علشان يعرفوا انى موجودة لكن بردوا لحد ما جبت مجموع كبير فالثانوية لاقيت الكل بيأمرنى ادخل طب عندت معاهم و روحت قدمت فاداب و اقل شعبة فيها كمان و رغم الحرية اللى كنت عايشة فيها و النادى و الخروج و الصحاب الا ان لما كنت ببقى عاوزة استخبى جوا حضن حد مش بلاقى و لما سمعت فوضيل بيكلم بابا عنك حسيت وقتها ان حلمى بيتحقق هيحبنى الراجل الصعيدى الغامض اللى حياتنا هتبقى بين الشد و الجذب و العند لاقيت نفسى بقوله انا موافقة يوميها انضربت اول قلم فحياتى من ماما اللى رفضت اسلوبى و طريقتى و بردوا لاقيت اول اهتمام بيتوجه لى فحياتى من بابا اللى حس ان الزمن لف و انه لازم يدفع تمن اللى عمله فغيره وقتها كلمت والدة واحدة صحبتى قالت لى جملة واحدة قالت لى استخبى جوا حضن جوزك و اياكى تستخبى منه علشان كدا لما حسيتك مضايق لاقيت انى لازم استخبى جوا منك و ..


**'لم يتركها مصطفى تكمل حديثها ليحتضنها بحب و هو يقبل رأسها و يقول :


_ انا امانك و كل حاجة ليكى يا نيفين حضنى الملاذ اللى تستخبى جوا منه و ليكى كلمتى ووعدى انى عمرى ما هزعلك و لا اضايقك و لو يوم حصل و زعلنا سوا عاوزك دايما تستخبى جوا منى زى ما عملتى كدا تصدقينى لو قولت لك انى اول مرة فحياتى احس بحب زى دا ليكى انا عمرى ما فكرت احب كنت شايفه كلام الناس بتضحك بيه على بعض كنت بشوف رضوان بيستغل كلام الحب علشان يوقع البنات و يضحك عليهم فوعدت نفسى انى معملش زيه دا غير ان من كتر ما حب بنات كنت بحس ان البنات كلها مش كويسة لحد ما جت واحدة تتحامى فينا شوفتها و امنت لها مكان و كنت بساعدها لكن رضوان وصل لها و ضحك عليها و غواها بشيطانه ولما حملت منه و اتنكر لها انتحرت راحت بيته و رمت نفسها من اوضة نومه و سابت له ورقة فيها حسبى ربى و نعم الوكيل وقتها والدى لم الموضوع علشان محدش يحس بحاجه و سمعته بيقوله متخافش دى ملهاش دية لان ملهاش اهل كانت ضربة ليا لانى حسيت انى شريكهم فاللى حصل لانى انا اللى امنت لها مكان و اتسببت ان اخويا يشوفها و لما عبد العليم صمم على موضوع جواز البدل دا حسيت انى هظلمك معايا و انى هغلط نفس غلطة رضوان و اشيل ذنبك حاولت اهرب منك لكن لاقيتنى بهرب ليكى كسبتى قلب امى و رجعتى لها الضحكة و نورتى وشها بكلامك و حبك و سرقتى قلبى لا مش قلبى بس انتى سرقتى عقلى و كيانى و كل حاجة فيا لدرجة انى مبقتش قادر اغيب عنك عارفة ان اهل البلد بتحبك و ملهمش غير سيرتك على اللى عملتيه و انك مخفوتيش على نفسك و انقذتى الولد علشان كدا بقيت اقولك بلاش نخرج لانى بقيت بغير عليكى من عيون الناس و كلامهم و حبهم ليكى بغير من نفسى كمان ..


** استكانت نيفين داخل صدره و همست برقة :


_ انا بحبك اوى يا مصطفى و اتمنى ان ربنا يكرمنى بطفل منك ..


** رفع مصطفى وجهها اليه و قال وهو يميل على شفتيها :


_:و دى امنية حياتى انك تكونى ام ولادى علشان كدا انا مش هقدر ازعلك و لازم احقق لك طلبك ..


** هربت نيفين من شفتيه و قالت ببراءة :


_ هتحققه ازاى ..


** انفجر مصطفى ضاحكا و هو يجذبها اليه و يميل عليها هامسا بحب :


_ دلوقتى تعرفى يا قلب مصطفى هحقق لك طلبك ازاى لتبتسم نيفين و هى تعى  ان برائتها قابلها حب جارف من زوجها ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


**:مرت الايام مؤلمة على كمال و عقله يفكر فى مريم التى قاربت على نهاية حملها ينظر الى الفيديو الذى ارسلته والدتها لها و هى تجلس امام شجرتها تستريح تخبره انها اغلقت العيادة بعدما اثقل حملها حركتها ليغلق كمال الفيديو فجأة بعدما اقتحم عبد الرحمن مكتبه عنوة و سط دهشة موظفينه ليقف امامه يصيح بغضب و حدة و يقول :


_ انت هتفضل سايبها كدا لوحدها و قاعد و لا على بالك ايه للدرجة دى مريم متهمكش سايبها فاكتر وقت هى محتجالك فيه و بتكبر فثروتك لما انت مش هماك مريم سيبها للى يهتم بيها و يقدر قيمتها .,. 


** صمت عبد الرحمن و هو يحدق بكمال الذى عقد ساعديه و جلس يستمع اليه فى برود ليكمل حديثه و يقول :


_ لعلمك انا و ياسر هنستقيل من الشغل بتاعك و هنسيب لك بيوتك و عربياتك و هنرجع بلدنا نقف جنب بعض و نقف مع مريم اللى كل يوم حالها بيدهور عن اليوم اللى قبله و انا اللى قولت لياسر يخليه علشان انا عارفه مش هيتحمل يشوف برودك دا و يسكت و احنا بقى هنعرف ازاى ننسى مريم كل اللى عاشته معاك و على فكرة احنا حجزنا و هنسافر اخر الاسبوع على ما تستلم مننا كل الاوراق و العهدة عن اذنك ..


** صيحة واحدة اوقفت عبد الرحمن قبل ان يغادر و جعلته يستدير ببرود الى كمال ليفعل مثله و يقف عاقد الساعدين لينظر له كمال بتقييم و يتحرك بعيدا عن مكتبه و يتوجه بخطواته من عبد الرحمن و يقول :


_ مكنتش متخيل انك انت اللى تيجى و تقولى الكلام دا يعنى من معرفتى انك زى كريم و يمكن اكتر منه شوية بس الحق عيني عليك كانت اكتر ما كانت على كريم لانى كنت خايف منك عارف ليه لانى كنت عارف بمشاعرك لمراتى انما لما لاقيتك بتبعد عنها و بقيت مش بتراقبها زى الاول قلت اديلك الفرصة و بصراحة لاقيتك تستحقها مش عارف بقى ان كان تمثيل منك ولا انت فعلا اتغيرت لكن انك تيجى و تزعق لى فمكتبى و مش هامك اى حاجة لخوفك على مريم لا و كمان هتسيب الشغل اللى خلاك تسد كل دين ليك لمراتك كل دا يخلينى اقولك انى متابع مريم حركة بحركة و نفس بنفس و عارف انها تعبانة و قفلت العيادة و عارف انها مستنيه منى انى اروح لها و اعتذر منها لكن المشكلة انى خايف ترفضنى و انى اكون بتخيل انها هتدينى فرصة و تسامحنى تفتكر يا عبد الرحمن مريم ممكن تسامحنى ..بقلمى منى أحمد 


** اعتدل عبد الرحمن فى وقفته و ربت على كتف كمال و قال :


_ هتسامحك لانها بتحبك فبلاش تزود عليها تعباها و تزود فترة الفراق مريم متستحقش دا منك هى يمكن فالبداية اختارتك علشان تهرب من كل حياتها لكنها هربت ليك انت فبلاش تخليها تهرب منك يا كمال روح لها و كلمها و قول لها اللى فقلبك كله و صدقنى هتسامحك اللى تتحمل اللى عملته فيها فاول جوازكم تبقى تديلك فرصة جديدة بس انت خليك صريح معاها طمنها يا كمال مريم محتاجة تطمن انك ليها ..


** احتضنه كمال و ربت على ظهره و قال :


_ هسافر و انزل لها يا عبد الرحمن و مش هرجع من مصر تانى انا قررت اصفى كل الشغل هنا و انقل المؤسسة لمصر خصوصا بعد ما اطمنت ان حكيم و عيلته خسروا القضية اللى رفعينها ضد علا و ياسر و ان مافيش عليهم اى خطر لو رجعوا مصر انا مكنش ينفع اصفى شغلى هنا و فى اى ضرر ممكن يصيب ياسر او اى حد من اللى بيشتغلوا معايا بلدنا اولى بينا يا عبد الرحمن مش كدا ..


** ابتسم عبد الرحمن و قال و هو ينظر ارضا :


_ انا اسف ان كنت زعقت معاك بس دا من خوفى عليك انت و مريم لانى شايف ان حرام حب زى اللى بينكم يضيع بالشكل دا ما بين العند و البعد ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** وقف كمال على باب منزل مريم يشعر بالخوف حتى بعد ان امنت له حماته الطريق و مهدت له ان يبقى بمفرده معها كالمرة السابقة الا انه شعر بالخوف يتملك منه فزفر و هو يستجمع شجاعته ليطرق الباب و يقف منتظرا ان تسمح له مريم بالدخول لتقف مريم امامه تحدق به و تفاجأه بتركها الباب مفتوحا و ابتعادها الى الداخل فتبعها كمال و هو يحدق بملامحها التى اتعبها الحمل ليراها تجلس على الاريكة و تشير اليه بالجلوس امامها و تقول :


_ خير يا كمال ايه فكرك بيا تانى ..


** كور كمال كفيه و تنفس بهدوء و قال :


_ انا منستكيش يا مريم علشان افتكرك انا ..


** قاطعته مريم و قالت دون اهتمام بحواره :


_ مش مهم ان كنت فاكرنى و لا حتى ناسينى انا عاوزة اعرف انت جاى ليه ..


** شعر كمال انه لا يقوى على الجلوس ووقف و اخد يتحرك بعشوائية يستجمع افكاره و كلماته التى سهر الليل ينظمها ليحدق بها و قد حذف عقله كل ترتيب اتخذه ليعود من جديد و يجلس امامها و يقول :


_ جايلك يا مريم علشان نحاول نفتح صفحة جديــ ..


** اوقف كمال الكلمة على طرف لسانه حين رأى مريم تتحرك و تتحامل على ألمها الذى لازم جسدها فى الاونة الاخيرة و تحركت لتبتعد عنه و قالت :


_ معدش فى اى صفحات جديدة هتتفتح بينا يا كمال خلاص اللى بينا انتهى و الصفحة الوحيدة الباقية هى الصفحة اللى هتكتب فيها طلاقى منك ..


** وقع بصر مريم على كمال بعدما القت كلماتها باهمال لتجزع و هى ترى عيناه تلمع بالدموع فاشاحت بعيناها عنه حتى لا تستسلم لقلبها و توجهت الى النافذة لتلتفت اليه مرة اخرى و تراى وجهه الذى دفنه بين راحتيه بأسى فأغمضت عيناها تشعر ان عليها تقديم فرصة اخيرة اليه خاصة انها ادركت الحقيقة كاملة و علمت ان لا ذنب له فيما حدث مع كيم فزفرت و هى تتمنى ان يحتضنها ليبعد عنها كل ألم تشعر به كم تود لو تنهال عليه باللكمات و تسئله لما ابتعد عنها كل تلك الفترة و لم يحاول ان يعود كما عاد الان لما تخلى عنها و هى تناجية كل ليلة و تنادى اسمه مع كل نفس يخرج من صدرها الم يشعر باحتياجها له تنهدت مريم و استندت بظهرها الى النافذة تشبع عيناها برؤيته .,. بقلمى منى أحمد 

اما هو فكان كمال سابح فى غيوم حزنه يدرك انه خسر حقا ذلك القلب الذى استطاع وحده كسر قسوته و تغيير صفاته و حياته أيمكن أن يتحول بمثل تلك السهولة حب مريم له إلى فتور كما يراه فى عيناها أيمكن أن يتلاشى ما جمعهما بين ليلة و ضحاها هل سيقبل بأن يخسر بإستسلام رفضته هى .،. التفت كمال إليها و حدق بها و للوهلة الأولى شعر انها تمد له يد العون و تهمس بأنها ستهديه فرصته الجديدة فنبض قلبه بشدة ووقف و اتجه صوبها ووقف أمامها ل يحتويها بين ذراعيه مقبلا جبهتها متمتما باعتذار خرج من أعماقه وهو مغمض العين ليكمل قلبه الذى تولى قيادة الحوار و همس :


_ بغبائى بحرق كل مرة أحس انى بخسرك كل مراكبى و أقف على شاطئ حبك و استنى تسامحينى و فكل مرة تفتحى لى قلبك و تدخلينى و الاقيكى بكل حب بتبنى معايا مركب تانى علشان الحياة تمشى و أرجع أغلط و تسامحى أنا عارف إن كل فرصى معاكى بتقل و بتضيع لأنك فالأول و الآخر روح عاوزة اللى يحتويها و يحسسها بالأمان و الحب مريم أنا إنسان ضعيف اتعودت أن قسوتى هى كل قوتى عمرى ما عرفت يعنى ايه حب انا عشت محروم من الأحاسيس اللى بيعيشها القلب و فجأة لاقيتك بتدينى بتغرقينى بحبك و حنيتك بتعوضينى حرمان سنين بتزرعى جوايا معنى الحياة و لأن طبع الانسان النكران نكرت كل دا و انا معمى انك انتى و لوحدك معاكى و ليكى حياتى ف ارجوكى دخلينى جوا قلبك تانى افتحى لى درعاتك و خدينى فحضنك اعتبرينى ابنك و علمينى ازاى أدى الحب لكن متبعديش عنى سامحينى يا مريم و صدقينى انا عمرى ما أشك فيكى لكن انى اشوف كريم أو أى راجل تانى جانبك بحس بنار جوايا بتغلى ببقى شايف اللى بيقرب منك عاوز يحرمنى منك بحس إن أمى بتتخطف منى تانى و أنا واقف عاجز سامحينى يا مريم و صدقينى أنا هحاول أتغير هحاول أحكم عقلى ساعدينى يا مريم و متسبنيش ..


** نزلت كلمات كمال على قلب مريم تكاد توقف نبضها ليعلن قلبها احتجاجه گكل مرة و يقف إلى جانب كمال .،. أغمضت مريم عيناها تشعر أنه أسقط بين يداها الأمر و تنهدت ببطء تخشى أن تصدر أنفاسها صوتا ليتولى قلبها الزمام و يأمر يدها لتضم رأس كمال إليها و تربت على ظهره فشدد كمال من احتضانها و أطلق صراح أنفاسه لتشعر مريم بارتجاف جسده بقوة لتهز رأسها فى نهاية الأمر تعى أنها و للمرة المائة تستسلم لضعف قلبها و تعود إلى كمال ..


** انهمرت دموع مريم بقوة بين ذراعى كمال ليقبل هو تلك الدموع و يهمس باعتذاره و حبه لها و لكن أنات مريم جعلته يشعر بالخوف فجأة ليبعدها عن صدره دون ان يتركها و يرى الالم و قد تجسد فى ملامحها فقالت بجزع و خوف :


_ مريم مالك ..


** صرخة ألم خرجت منها لتنحنى فجأة و تلمس بطنها المرتفع بيدها و تقول وسط بكاؤها و صرخاتها :


_ وجع رهيب يا كمال حسه انى بموت الحقنى الظاهر انى بولد ..


** تجمد كمال فى مكانه لا يدرى ماذا يفعل لينتبه الى صرخاتها الحادة و صوتها الهادر بغضب تقول :


_ انت واقف عندك و سايبنى بقولك انا بولد ودينى المستشفى يا كمال بسرعة ..


** اسرع كمال و حملها بين ذراعيه و اجلسها داخل سيارته بحذر و قاد مسرعا الى المشفى فاستقبله عدة اطباء استدعاهم كمال عبر اتصاله بالمشفى ليحملها الاطباء عنه و يسرعون فى خطواتهم الى غرفة الجراحة و اسرع كمال خلفهم محاولا الدخول معاها ليمنعه الاطباء بحزم فوقف امام باب الغرفة يشعر بالخوف لينتبه انه لم يبلغ والدتها فاتصل يبلغها و كذلك ابلغ والدته لتمر ساعة و خلفها ساعة اخرى و مريم لم يصدر عنها اى صوت او يخرج من الغرفة ايا من الاطباء و نظر الى والدة مريم التى جلست تقرأ فى مصحفها و قال :


_ هما أتاخروا ليه كدا انا بجد قلقان ..


** حدقت احلام و نظرت اليه تتمالك دموعها حتى لا تزيد من ذعره و قالت :


_ ادعيلها يا كمال و ان شاء الله خير من ربنا كله خير يا كمال ..


** حاول كمال ان يهدى من روعه و لكنه لم يستطع ليلمح والدته تأتى بإتجاهه فاسرع اليه و ارتمى بين ذراعيها و قال :


_ ليهم ساعتين ومحدش ظهر خالص انا خايف يا امى محدش عاوز يخرج يطمنى عليها ..


** ربتت سمية على ظهره بحنان و قالت :


_ علشان تعرف ان الضنا غالى اقولك انا علاجك تروح تصلى ركعتين لله على ما ربنا يقومها بالسلامة يلا يا كمال روح و ان شاء الله ربنا هييسر لها الحال ..


** مرت نصف ساعة اخرى و قد توجه كمال الى المسجد ليصلى فخرج احد الاطباء فاسرعت احلام و سمية بسؤاله عن حال مريم ووقف منكس الرأس امامهم و قال :


_ فى الحقيقة انا مش عارف اقولكم ايه ..


** شهقت احلام فاردف الطبيب مسرعا و قال :

اطمنوا هى صحتها بخير و المولود بخير انما ..


_ توقف الطبيب محرجا من اكمال حديثه فنظرت له سمية بقلق و قالت :


_ كمل يا دكتور مريم مالها فى ايه ..


** زم الطبيب شفتيه و قال و هو يهرب بعيناه منهما :


_ للاسف احنا اضطرينا كفريق ناخد قرار لحظى لانقاذ حياتها و أستأصلنا للدكتورة مريم الرحم لاننا اكتشفنا ورم منتشر فبطانة الرحم سبب نزيف حاد حقيقى الفريق كله حاسس بالاسف و الحزن لان واضح ان دكتورة مريم اهملت الكشف فالاونة الاخيرة من حملها و دا سبب حالة التخبط اللى حصلت معانا ..


** لمح كمال الطبيب يقف مع والدته و ولدة مريم فاسرع مهرولا اليه ليسمع اخر ما قاله ووقف يشعر بالصدمة فالتفتت سمية اليه و قالت :


_ احمد ربنا يا كمال انه رزقك بابن و استعوض ربنا فاللى حصل مع مراتك و خليك فاهم انها دلوقتى محتجالك اكتر من اى وقت تانى اوعى تسيبها يا كمال و خليك فظهر مراتك يا ابنى ..


** تمالك كمال زمام نفسه و نظر الى الطبيب و قال :


_ هو ينفع اشوفها لو سمحت عاوز اطمن عليها ..


** ابتسم له الطبيب بحرج و قال :


_ نص ساعة و هتنتقل لاوضتها  و هنجيب لكم البيبى لهناك عن اذنكم ..


** تنهدت احلام بحزن و قالت :


_ عينى عليكى يا مريم هتلاقيها منين و لا منين هتفرحى بابنك و لا هتحزنى انك مش هتقدرى تخلفى تانى يارب الطف بيها و عدى الايام دى على خير ..


** زفر كمال و اغمض عيناه بألم يعلم ان هذا الامر سيدمر مريم و يؤثر عليها و انتبه كمال بعد برهة لخروج الممرضة تدفع فراش مريم و تتجه بها صوب غرفة اخرى فتبعها و وقف حتى انتهت الممرضة من تركيب حقنة المحلول فى يدها و جذب مقعد و جلس بجانبها لتمضى دقائق و تفتح مريم عينها ببطء فالتقط كمال يدها الحرة و قبلها لتنتبه مريم اليه و حاولت الابتسام و لكنها تألمت فربت كمال على كفها بشفتيه مقبلا اياه و قال بهمس :


_ حبيبتى حمد لله على سلامتك سامحينى ان كنت السبب فالالم اللى انتى حاسة بيه دلوقتى ..بقلمى منى أحمد 


** قبضت مريم على يده بيدها و ابتسمت بضعف و قالت بصوت خافت :


_ فين ابنى انا عاوزة اشوفه يا كمال ..


** ابتسم لها كمال و قال يطمئنها :


_ خمس دقائق و الممرضة هتجيبه انا كمان مرضتش اشوفه الا معاكى ها يا قلبى هتسمى ابننا ايه ..


** رفعت مريم كف زوجها الى فمها ببطء و قبلته و قالت :


_ هسيبك انت تسميه طالما ولد و ان شاء الله المرة الجاية انا اللى همسى بنتنا ..


** اغمض كمال عيناه ليخفى حزنه و سحب يده منها ببطء و ربت على وجنتها و قال :


_ خلى الموضوع دا لبعدين بس دلوقتى عاوزك انتى اللى تسمى ابننا ..


** شعرت مريم بالحزن فى صوت زجها ووصل الى اذنها صوت بكاء خفى فالتفت برأسها صوبه لترى والدتها تبكى ووالدة كمال تربت على ظهرها فعادت بعيناها الى كمال و سئلته بخوف :


_ كمال فى ايه حصل ارجوك صارحنى ابنى بخير مش كدا محصلوش حاجة طمنى عليه يا كمال ارجوك ..


** حاول كمال تهدأه مريم و اسرع ليقف و يميل عليها و يقول :


_ بخير يا مريم اطمنى و دلوقتى الممرضة هتجيبه اهدى ارجوكى علشان متتعبيش زيادة ..


** لم تستطع مريم تمالك نفسها فانخرطت فى بكاء حار ترادف مع ولوج الطبيب ليقف امامها و يأمر الممرضة بأن تضع لها فى المحلول احدى الحقن المهدئة و هو ينظر لها بحزن و يقول :


_ دى مشيئة الله و احنا ملناش فيها دخل كان لازم ننقذ حياتك باى شكل و مكنش ادامنا حل تانى غير استئصال الرحم و انتى دكتورة و عارفة ان كتير الطب بيعجز يبقى نجمد كدا و نحمد ربنا انه رزقك بطفل جميل ..


** ادارت مريم عيناها تجاه كمال بصدمة تهز رأسها بالنفى ليبادلها كمال النظرات و عيناه تبكى فى صمت فأغلقت مريم عيناها و همست بضعف لتدرك ان مفعول المهدىء اخذ دوره فى جسدها :


_  انا انا اتحرمت اجيب ولاد منك تانى يا كمال عارف ليه علشان  انت رفضت ولادك من كيم ربنا بيعاقبنى بيك يا كمال بيعاقبنى بيك ..


** ضغط كمال على اسنانه حين أتت مريم على ذكر كيم فادار وجهه عنها ليقع بصره على والدته التى أكدت نظراتها له موافقتها على كلمات مريم فلم يحتمل الوضع اكثر فأسرع يغادر مستسلما الى انهياره ليصل صوت بكاءه الى مريم و الجميع .. 


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


** جلست تشعر بالقلق و الخوف و لم تدرى شيئا عما يحدث فقررت ان تتصل بها لتفهم ما يجرى و انتظرت الى ان اجابتها بصوتها الحزين فسئلتها لتجيبها بأنها تريدها ان تأتى الى المشفى و انها سترسل لها سيارة لتأتى اليها .,. 

و انتظرت حتى مرت ساعة و أتت اليها السيارة لتستقلها و تتجه بها الى المشفى يكتنفها الذعر و الرعب .,. بقلمى منى أحمد 


** عاد كمال بعدما شعر بأستعادته زمام نفسه الى داخل غرفة مريم ليراها مستسلمه للنوم فهمس مستفسرا والدته عن حالتها فأخبرته بصوت خفيض : 


_ الحمد لله يا ابنى هدت بس طبعا هتاخد فترة على ما تتقبل الموضوع اصل يا كمال صعب اوى على الواحدة مننا انها تتحرم من الخلفة بالشكل دا و هى يا عينى كانت على طول تدعى ان ربنا يدعيها منك ذرية كتيرة و يجعلها صالحة لكن أمر الله هنعمل ايه لازم كلنا نرضى و نتقبل الحال علشان ربنا يلهمها الصبر و تنسى ..


** ارتفع رنين هاتف سمية فنظرت بأرتباك الى ابنها و قالت :


_ ما تنزل يا ابنى تجيب لنا حاجة نشربها و اطلب لمريم اى حاجة دافية على ما نصحى مريم ..


** لاحظ كمال ان والدته اخفت هاتفها عنه و لكنه هز رأسه بالايجاب و غادر على مضض فأسرعت سمية و ايقظت مريم و قالت :


_ قومى يا بنتى انتى لازم تبقى صاحية البنت طالعة خلاص و انا مش هقدر اواجه كمال لوحدى ..


** ساعدت احلام و سمية مريم لتجلس لتلتفت سمية الى الباب حين علت الطرقات عليه و توجهت صوبه وفتحته و ابتعدت لتدلف و ساعدتها لتجلس على الاريكة بجانب النافذة و قالت :


_ انا مش عوزاكى تتكلمى خالص فاهمة و سيبينى انا و مريم اللى نتكلم و ادعى بقى ان موضوعك دا يمر على خير و كمال يرضى بالامر الواقع ..


_ انهى امر واقع اللى عوزانى اقبله يا امى ..


** شهقت سمية و هى ترى ابنها يقف على باب الغرفة غاضبا ليكمل دخوله و يغلق الباب خلفه و يتقدم ببطء منها و عيناه تقدحان شررا فانكمشت فى جلستها بخوف و احاطت بطنها بيداها ليقف كمال فجأة حين صدح صوت مريم تقول بحدة :


_ ابعد عن كيم يا كمال لانها فحمايتى انا و ماما ..


🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭🎭


#منى أحمد 

🎭لا أريد الحب🎭

 🎭منى أحمد🎭

     الحلقه السابعه والعشرون من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-