Ads by Google X

رواية الزوجة مازالت عذراء الفصل الثاني عشر


 الفصل الثاني عشر


أحاط كتفها بذراعه لتستند برأسها على كتفه وشعرت بأنفاسه تداعب خصل شعرها ، ثم قبلها على رأسها برقة ..

توقفت الحافلة أمام الفندق ونهض أحمد ماسكا بيد ديما ثم هبط درج الحافلة وهي تتكأ على كتفه ثم دخلوا إلى الفندق ، وبمجرد أن دلفت ديما إلى الغرفة القت بالحقيبة على الأرض ثم فتحت المكيف ثم قامت بسحب حذائها والقت به باستهتار ثم القت بجسدها المرهق على الفراش ..

في الغرفة المجاورة أخذ أحمد حماما باردا ثم خرج يجفف جسده بالمنشفة وطلب مشروب ساخن ليأتي به العامل بعد دقائق قليلة ، ارتدت سترة ثم حمل الكوب وخرج إلى الشرفة يتطلع إلى البحر بتفحص وهو يتناول عدة رشفات متتالية من المشروب ، ويفكر في حياته مع ديما وكيف سيتقدم لها بالزواج وهي فتاة من عائلة ثرية وهو من الطبقة المتوسطة ؟! ، وفكر أن يغير القليل من أفكاره وحياته لأجلها ، عشقها ؟! ..

نعم عشقها وهي حبه الأول لم يجرب ذاك الحب من قبل ، فقط يسمع عنه ، والأن دق القلب بالحب والأن مع حبيبته هنا ، غرفتها مجاورة لغرفته أمام السماء الصافية والبحر وصوت موجة الساحر ، ومتى سيأتون إلى هنا مجددا ولكن تجمعهم غرفة واحده ؟ ، بدأ يفكر في يوم زفافهم ويتمنى ذاك اليوم ، تناول رشفة أخرى معقد حاجبيه قليلا فقد فكر في شيء يخيفه ، منذ أن رحلت شقيقته وهو يخاف من فراق أي شخص أخر يحبه ..

والأن يخاف أن ترحل ديما وتتركه ، أول من احتلت قلبه وحياته بأكملها اذا تفارقا فحياته ستنقلب رأسا على عقب ، رفع رأسه إلى الأعلى يخرج تهنيده قوية من صدره داعيا ربه ألا تتركه أبدا ويكمل معها ما تبقى من عمره ، فتح عيناها عندما استمع إلى رنة هاتفه ودخل لينظر إلى شاشته التي تضيء باسم إيهاب ..

تناول الهاتف ليفتح المكالمة ثم وضعه على أذنه ليستمع فقط إلى صوته :
-فريد منهار بمعنى الكلمة .. شغلة وقف خالص بسبب الحجز بتاع الناس اللي تبعك لغوا .. وبيته على وشك الخراب .. وأخته حصلها زي اللي حصل لليلى
تساءل في دهشة :
-كارمن ؟!
استمع إلى صوته الذي يدل على حزنه واندهاشه ثم قال ساخرا :
-مالك اتفزعت كده ؟! .. لاء احنا اتفقنا ترفض حبها ليك مش تحبها
رفع رأسه للأعلى يزفر ثم نظر إلى الأمام وهو يقول بهدوء :
-البنت دي غير فريد خالص .. كان غرضي انتقم لاختي من فريد مش من كارمن
-كارمن انتقمها جه لوحده .. المهم دلوقت خلاص فريد خسر كتير وهفتح ملف ليلى من جديد ومعايا ادله ضدة

انهى معه المكالمة ثم أخرج تهنيده قوية من صدره ثم جلس على حافة الفراش وأخذ يمسح على شعره من الأمام إلى الخلف وهو يتذكر شيئا حدث منذ عدة شهور ..









******
فلاش باك .. وقف أمام طاولة يحاسب رجل عن الطعام ثم جلس على مقعد بجوار باب المطعم بالداخل وهو يسجل الحساب داخل دفتر ، ثم وضع المال داخل المطعم وخرج ينظر اتجاه الدرج وبعد لحظات رأى إيهاب جاء ومعه كارمن وهو يعرفها على ذاك المطعم بالاتفاق مع أحمد ، التفت أحمد ليعطي ظهرهم فيما توقف ايهاب عن السير واوقفها معه بالقبض على معصمها ثم تركها وقال مبتسما :
-وصلتك لاحسن مكان زي ما طلب مني فريد .. عن أذنك بقى
اومأت برأسها مبتسمة ثم تركها ايهاب وتابعت هي السير وأخذت تنظر حولها فيما التفت أحمد لينظر إليها بجمود وعندما نظرت إليه لاحت ابتسامة على شفتيه مما تعجبت كارمن وتلاشت النظر إليه ، اوقفها بقولة الهادئ :
-شرفتينا يا سنوريتا
نظرت إليه مبتسمة متمتمه بالشكر ثم أخذها إلى طاولة وقام بسحب المقعد لتجلس ثم أشار إلى عامل وطلب منه أن يأتي لتطلب طلبها ، ثم اتجه نحو مشغل الاغاني ليشغل أغنية هادئة وهي لا زالت تتابعه بعينيها حتى جلس على مقعد على يسارها وسجل بعض الحسابات داخل الدفتر ، وجدت نفسها تبتسم ثم تناولت قائمة الطلبات لتفحصها ثم اغلقتها وطلب عصير برتقال ، تناول قائمة الطلبات واتجه نحو المطعم ، فيما نظرت أمامها للحظات لا تذكر و وجدت نفسها تنظر إلى ذاك الشاب مجددا ..

رفع رأسه عن الدفتر ليجد نفسه ينظر إليها مباشرة فشعرت بالخجل ونظرت إلى الاتجاه الأخر ، فيما ارتفع أحمد حاجبة اليمين ثم نهض من مكانه ودلف إلى المطعم فيما وضع النادل العصير أمامها فنظرت إلى العصير ونظرت إلى المكان الذي كان يحتله أحمد منذ لحظات بجانب عيناها لم ترى فنظرت بعينيها ثم نظرت حوله بحثا عنه لم تجده ، وشعرت بالحزن وهي تسحب رشفة من العصير ..

انتهت من العصير ثم نظرت إلى المكان الذي كان يحتله مستنده بوجنتها على راحة يدها اليمنى ، وبعد لحظات خرج من المطعم وجاء من خلفها ليقف جوارها من الجانب المعاكس ولم تنتبه له ، علم انها تنظر إلى نفس المكان ، عض على شفى السفلى ثم دق على الطاولة لتلتفت له بفزع واضعة يدها على صدرها ، حدقت به للحظات ثم ابتسمت فلاحت ابتسامة جانبية على شفتيه ثم تمتم بالاعتذار :
-أسف عشان فزعتك .. وعشان فزعتك خلي حساب العصير عليه
نهضت واقفة أمامه ثم مدت يدها إليه فنظر إلي يدها ثم وضع يده في يده وعرفها على نفسه وهي ايضا ، ثم تساءلت عن ثمن العصير ولكن أصر أن يدفع هو ثمنه ، ارتفع كتفها اليسار بمشاكسة ثم ودعته وغادرت وكلما مضت خطوة التفتت برأسها لتنظر إليه لتجده لا يزال ينظر إليها حتى وصلت إلى الدرج و وقف واضعة قدم على الدرجة الاولى ثم نظرت إلى الطاولة لم تجده فتنهدت بعمق ثم تابعت السير ..

ولا زالت على ذاك الحال أيام تليها أيام وتأتي إلى الكازينو لترى أحمد وظل يلفت نظرها بمعاملته الناعمة معها ، وعندما شعر انها تعلقت به بدأ يتجاهلها ، لم تعلم حتى الأن انه حاول لفت نظره بل تذكرت انه يفعل هذا بحكم شغلة والمعاملة لابد أن تكون ناعمة مع الزبائن ، ولكن للأسف أعجبت به كثيرا وبدأت تفكر به
******
باك .. ندم الأن على ما فعله معها عندما علم بالذي حدث لها ، ثم رفع عدسة عيناه للأعلى يحدث ربه سرا انه منتظر أي عقاب على ما فعله مع تلك المسكينة الذي ليس لها ذنب فيما فعله شقيقها الحقير ، ثم وضع الكوب أعلى المنضدة المجاورة للفراش ثم مدد على الفراش ، و وضع رأسه على الوسادة ، رأسه التي لا تشعر بالراحة بسبب الندم وقلبه كاد الندم أن يوقفه عن النبض ..

في الغرفة المجاورة قبل الغروب بساعة واحده استيقظت ديما بوجه عابس وتشعر بألم داخل رأسها ، نهضت من مكانه ودلفت إلى المرحاض لتأخذ حمام بارد ثم خرجت وتناولت حبه للصداع ، ثم رتبت ثيابها وتناولت سروال جينز أزرق وبلوزة بيضاء ثم جففت شعرها بألة التجفيف و وضعت فيونك بسيطة على جانب شعرها ثم تناولت حقيبة يدها وخرجت ، وقفت أمام غرفة أحمد تدق الباب عدة مرات وبعد لحظات فتح الباب ونظر إليها بنعاس ..

ضغطت على شفتيها بخجل ثم تمتمت بالاعتذار لأنها تسبب في استيقاظه ، تبسم وأخذ الموضوع ببساطة ، فقالت بابتسامة هادئة :
-أنا هستناك على البحر
اومأ برأسه موافقا ثم تركته وذهبت إلى البحر لتقف أمام الشاطئ واستنشقت الهواء بعمق وكأنها عادت إلى الحياة مجددا ، غضت بصرها وتركت أذنيها تستمع إلى صوت موج البحر فقط ولا تريد شيئا أخر ، فقط الاستجمام وتجلس وحدها هنا تتأمل البحر بكل هدوء ، فتحت عيناها عندما لمسة المياه الباردة قدميها ، ثم قامت بخلع حذائها وضعته جانبا ثم اقتربت أكثر من الشاطئ وأخذت تداعب المياه والرمال بقدمها حتى تلقت اتصالا من صديقتها سمية ..

فتحت المكالمة لتجيب عليها وبعد تبادل السلام قصت سمية عليها ما حدث مع نهال وشعرت ديما بالحزن على صديقتها ، عاشت نفس تجربتها المؤلمة وذكرتها بيوم عرسها المشؤم وقسوة فريد عليها ومد يده عليها وايضا عايرها بمرضها الذي ليس بيدها ، وجدت نفسها تبكي وقالت بنبرة بكاء :
-قوللها متستسلمش يا سمية .. جمدي قلبها .. علميها متبقاش ضعيفة
نظرت سمية إلى نهال النائمة على الفراش بتأثر ثم حركت رأسها موافقة على حديثها ، ثم استمعت إلى حكاية ديما التي قصت عليها كل شيء حتى حكايتها مع أحمد ، مما اندهشت سمية من الذي هتفت به للتو وهتفت بتذمر :
-أنتِ متجوزه .. ازاي تمشي مع غيره .. دي خيانة و مفيش مبرر للخيانة
هبطت دموعها على وجنتيها ثم هتفت بنبرة منهكة :
-أنا عارفة .. بس والله غصب عني .. أنا طلبت منه الطلاق

تحدثت معها لدقائق ثم انهت معها المكالمة ، ثم وضعت الهاتف في الحقيبة وتناولت منديل لتمسح دموعها وأسفل جفنها وتنهدت بهدوء ، فيما جاء أحمد من خلفها واضعا يديه في جيبي سرواله ثم وقف بجوارها يتأمل المياه ، نظرت إليه و وجدت نفسها تبتسم ولكن سرعان ما اختفت ابتسامتها عندما قرأت الحزن على وجهه ، أمسكت بذراعه لينظر إليها معقد حاجبيها وتساءلت عن سبب حزنه ، ليجد نفسه يقص عليها حكايته مع كارمن دون ذكر أسمها ..

اطرقت عيناها حزينة على قلب تلك الفتاة ولم تعلم انها كارمن ثم رفعت عيناها إليه مجددا وهتفت بهدوء :
-ميهمنيش .. يوم ميلادك يوم ما عرفتك
وضع شعرها أسفل أذنها اليسار ثم اقترب منها أكثر وقبلها على جبينها بحنان ، ثم شبك يديه في يدها وسار الاثنان على الشاطئ وتحدثوا كثيرا بمرح وحب ومشاكسات ، وكان يكتب لها بحبك على الرمال و وقت غروب الشمس جلس الاثنان على الشاطئ ينظرون إلى جمال الشمس وهي تحتضن البحر ، نظر إليها بحب وهي لا زالت غارفة في جمال الشمس ، فحص ملامح وجهها بعينيه ثم وضع يده على يدها التي قامت بوضعها على الرمال لتفيق من شرودها وتنظر إليه بابتسامة ، ثم وضع الاثنان ظهرهم على الرمال وتشابكت أيديهم وهم يتبادلون نظرات الحب ، حرك شفتيه فقط بكلمة بحبك ، أطرقت عيناها ثم تنهدت بصوت مستمع وهتفت بصوت هادئ :
-حبيتك .. بحبك







******
وقفت تدق جرس الباب وهي تحيط خسرها بذراعها ، فتح مصطفى الباب واندهش من هيئة نهال ثم امسك بذراعها وسمية تخبره انها مريضة ، حملها على ذراعيه ودخل مما تعجبت سمية ثم دخلت خلفه ورأته يضعها على الفراش برفق ثم مسح على شعرها ، فتحت عيناها لتنظر إليه وسرعان ما شعرت بالاشمئزاز وعدم القبول ثم تلاشت النظر إليه ..

دخلت سمية و وقت جوار الفراش فتركهم مصطفى على راحتهم وغادر الغرفة ، وقفت سمية في الاتجاه الأخر من الفراش ومسحت على شعر صديقتها بلطف ثم قالت بهدوء :
-متبقيش ضعيفة كده و واجهي .. او على الأفل متبينلوش انك شاغلة بالك
اومأت رأسها تأكيدا على انها ستنفذ ما قالته ، ودعتها سمية ثم غادرت الشقة ، وبعد لحظات دق مصطفى على باب الغرفة لترفع نهال ظهرها واستندت به إلى الوسادة ثم أذنت له بالدخول ، فتح الباب ببطء ثم دخل متجه نحوها ليجلس أمامها على حافة الفراش وقال :
-لما جيت وملقتكيش قلت يمكن عند والدتك ..
ثم نظر إليها بتأثر واضح متسائلا :
-حصلك أي ؟!
قالت بصوت مبحوح :
-كنت دايخة وضغطي واطي
قطب جبينه قائلا :
-سلامتك .. ألف سلامة عليكي
اكتفت بتحريك رأسها فقط ثم مدت يدها لتسحب الغطاء إليها فنهض مصطفى من مكانه وضبط الغطاء من عند قدميها فيما وضعت نهال رأسها على الوسادة وعلى الفور ذهبت إلى النوم ويبدو عليها التعب والارهاق ، تأمل وجهها الهادئ ثم قام بإبعاد خصل عن عيناها ومسح على خدها الناعم مثل الوردة ، ثم تنهد بعمق و وجد نفسه يجلس على ركبتيه واضعا ذراعيه على الفراش ولا زال ينظر إليها عن قرب ..

أخذ يحدث نفسه سرا ، قلبه يشعر بالقلق حيال نهال وما سيفعله ، يخاف كثيرا أن يظلمها معه فيعاقبه الله عقاب شديد ، يضحك على نفسه انها تعشق رجل أخر وهو يعلم جيدا أن هذه كذبة ، وكذبت تلك الكذبة لتشعره انها لم تهتم به ولا تحبه ، تعجب من نفسه كثيرا لأنه قلق عليها ، لماذا قلقت يا القلب عليها وأنت لا تحبها ؟
******
بعد مضي ثلاثة أيام ، تحسنت حالة كارمن كثيرا وتحركت على قدميها مجددا ولا زال الدكتور ماسكا بيدها يساعدها ثم تركها لتسير وحدها وشعرت بالسعادة البالغة وأول شجرة قابلتها اتكأت عليها ، ثم التفتت برأسها لتنظر إليه بابتسامة واسعة ثم شكرته بامتنان ، تقدم نحوها و وقف أمامها قائلا :
-متشكرنيش على حاجة مفروضة عليه
اومأت برأسها مبتسمة فيما خرج فريد متجه نحوهم و وقف ينظر إلى شقيقته مبتسما ثم اطمئن عليها من حديث الدكتور وتحركت وحدها أمامه ليطمئن قلبه أكثر ثم قبلها على رأسها بحنان ، ثم تلقى فريد اتصالا من ايهاب وأجاب عليه ليخبره ايهاب انه قد وصل ..

استأذن فريد من الدكتور ودخل المنزل ليجد ايهاب في انتظاره ودخلا المكتب ، ليخبره ايهاب ان شغله خسر الكثير من المال والاثاث في النازل ، تطلع فريد إلى المستندات وكاد أن يجن من الذي يرى ويسمعه ثم القى بالمستند في الحائط بغيظ ، ثم صاح بعصبية :
-مين بيعمل معايا كده ؟!
ثم ضرب المكتب بقبضة يده بكل ما فيه من غضب ، فيما دس ايهاب يديه في جيبي سرواله وهتف ببرود :
-أحمد كامل مندور هو اللي بيعمل معاك كده .. بمساعدتي
نظر فريد إليه معقد حاجبيه بقوة حتى كاد أن يمحي الحاجز الذي بين حاجبيه ثم طلب منه أن يكرر حديثه ، فابتسم إيهاب بخفة ثم أكد على حديثه وتابع :
-أنا حبيت بنتين واحده طلعت خاينة وجريت وراك والتانية خطفتها .. كنت فاكر اني هسيب حقها ! ..
ثم أردف :
-الناس اللي حجزت الاثاث وبعد كده لغيت الحجز كانوا تبع أحمد أخو ليلى .. عمل كل ده عشان ينتقم منك
تحولت نظراته إلى نظرات قاتلة عاصرا قبضته وأخذ عهدا على نفسه أن ينتقم من الاثنان معا ، ثم اقترب منه أكثر وتبسم بخفة ثم هتف بتحدي :
-دا مش انتقام والشغل هيرجع أحسن من الأول .. ثانيا أنا مفيش واحده ترفضني واللي ترفضني اجبها غصب عنها زي ما عملت كده مع ليلى
ربت إيهاب على كتفه ثم تركه وغادر ، فيما كسر فريد كل شيء أمامه بعصبية مفرطة ثم وقف يلتقط أنفاسه بقوة وصدره يعلو ويهبط ثم فتح أول درج من المكتب وتناول مسدس ثم وضع داخله طلقات الرصاص ثم تطلع إلى الفراغ وهو يربت بالمسدس على راحة يده الأخرى ونظراته لا توحي إلا للقتل







******
-بتحبيني ؟!
تساءل ذاك السؤال بحنق ثم عقد ذراعيه المتضخمة أمام صدره ، لتبتسم كاميليا بكل برود ثم اومأت رأسها بالإيجاب ولكن اومأ علاء رأسه بالرفض ثم قال بتأكيد :
-دا حب امتلاك .. اللي بيحب حد بيبقى عايز يعيش معا طول العمر
هتفت ببرود :
-أنا عايزة أعيش معاك طول العمر يا حبيبي
ارتفع حاجبيه متعجبا ثم استند بيديه على المكتب ليقترب منها برأسه ثم قال بحنق :
-أنتِ اللي خلتيني أخد بالي من سمية .. في الأول فرحت وقلت أن غيرتك دي هتصحي مشاعرك وحب اللي ماتوا .. بس طلعت غلطان وأنتِ مستحيل تتغيري ..
ثم أردف :
-الخلاصة عايزك تبعدي عن طريقي خالص .. كفاية أوي السنين اللي راحت في الفاضي
اتسعت عيناها بشراسة وهو تقول بحده :
-مفيش حد يقدر ياخد حاجة أنا عايزاها

لاحت ابتسامة ساخرة على شفتيه ثم غادر المكتب بل الشركة بأكملها واستقل سيارته ثم هاتف سمية وطلب منها أن تنتظره في المطعم الذي تقابلا فيه من قبل ، ثم انهى معها المكالمة وشغل محرك السيارة متجه إلى المطعم ، وعقب وصوله وترجل من السيارة ثم دخل يبحث عنها لم يجدها ثم جلس أمام طاولة لدقائق حتى جاءت سمية وجلست على المقعد المقابل له وبعد تبادل السلام ..

تحدث علاء مباشرة في الحوار الذي يريدها فيه :
-أنا مش هسافر .. وأنا وأنتِ هنفتح شركة مشتركة مع بعض
ارتفع حاجبيه متعجبة وحدقت به في صمت فيما جاء النادل وطلب اثنان من المشروب الساخن ، ثم حرك كف يده اليمنى أمام عيناها لتفيق من شرودها وتستمع إلى حديثه الجاد :
-هنبني حياتنا خطوة بخطوة والشركة كمان .. مش هلاقي شريك أحسن منك
--وكاميليا يا علاء ؟!
زفر بسأم ثم قال بتأفف :
-انسيها بقى ومش عايز اسمع اسمها تاني .. خلاص اللي بينا انتهى ..
ثم تابع بهدوء وتأكيد :
-صدقيني يا سمية هبدأ معاكي من جديد ولا أكن كاميليا كانت في حياتي أصلا

اغمضت عيناها لبرهه تذكرت فيها عدة أشياء منها حياة ديما مع زوجها وما فعله معها وزواج نهال من مصطفى ، شعرت بالخوف أن يفشل زواجها هي الأخرى من الواضح انها قد تعقدت ، قصت على علاء كل شيء بوضوح من ديما إلى نهال وأخبرته انها تشعر بالخوف من أن يفشل الزواج .، في وسط الحوار جاء النادل و وضع كوبين من المشروب الساخن ثم عاد إلى عمله ، وضع علاء القليل من السكر ثم قلب الكوب جيدا ثم تناول رشفة ..

فيما انتهت سمية من حديثها وانتظرت رده ، بلل شفتيه بلسانه ثم نظر إليها وقال باطمئنان :
-مش كل الرجالة زي بعضها .. وأنا غير أي حد هتعرفي ده مع الأيام








******
في الصحراء وسط العرب ، خرجت من إحدى الخيم مرتدية ثياب العرب ثم تقدمت نحو أحمد وجلس بجواره على مقاعد العرب ، نظر إليها بإعجاب واضح ثم هتف بهدوء :
-أجمل من القمر
تبسمت ابتسامة خفيفة وسرعان ما اختفت ابتسامتها لحزن قائلة :
-خلاص هنمشي بكره
مسح على جانب شعرها وهو يقول :
-اوعدك كل فترة نيجي هنا .. بس اوعديني تفضلي معايا طول العمر
-اوعدك .. أنت كمان اوعدني
لاحت ابتسامة على شفتيه ثم رفع راحة يدها وضعها على شفتيه لتشعر بدفء شفتيه و وجنتيها توجهت خجلا ، ثم رفع رأسه لينظر إليها وتساءل بجدية :
-لو أنا اتقدمت لك أهلك يوافقوا عليه ؟!
سعدت كثيرا بذاك السؤال ثم حركت رأسها بلهفة وهي تقول بشغف :
-طبعا هيوفقوا طالما أنا موافقة ..
ثم تابعت بحماس :
-أحمد أحنا ممكن نفتح مرسم سوى وكمان شركة مجلات للرسوم المتحركة
ضحك أحمد ضحكة خفيفة وأمسك بيدها قائلا :
-أي الحماس دا كله ؟ .. كل دا محتاج تخطيط
-نخطط سوى يا أحمد

قبلها على رأسها بحنان لتشعر بالاطمئنان التي لم تشعر به منذ فترة ليست قليلة وايضا بالسعادة البالغة ، ثم امسك بيدها وانهضها معه ومضوا بعيدا ثم نظروا إلى القمر وأخبرها انها تشبه ، اتسعت ابتسامتها فيما أخرج أحمد هاتفه وقام بتشغيل أغنية هادئة ثم وضع يديها على كتفيه ثم وضع يديه على خسرها وتمايل معها على اللحن الهادي وعيناهم تتبادل نظرات الحب والغرام بينهم ثم اقتربت منه لتستند بوجنتها على كتفه ورفع يده المتحررة ليمسح بها على شعرها ويستنشق عبير شعرها الذي سحر قلبه ..

نظرت إلى الفراغ وتذكرت حديث سمية وكأنها لا زالت أذنيها تستمتع إليه الأن ، حقا هي خائنة وفعلت مثلما فعلت والدتها في السابق ، ليت الزمن يعود يوما حتى نصلح بعض الأخطاء التي فعلنها بإرادتنا ، وجدت نفسها تبكي وسقطت دموعها على كتفه مما شعر أحمد ببكائها وابتعد عنها لينظر إليها وبمجرد أن نظرت في عيناه انهمرت الدموع من عيناها ، مسح دموعها وهو يتساءل عن سبب بكائها لتجيب عليه بنبرة بكاء :
-خايفة من اللي جاي .. لما نرجع في حاجات كتير أوي عايزة اقولك




بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-