Ads by Google X

رواية الزوجة مازالت عذراء الفصل الثالث عشر


 الفصل الثالث عشر 


بعد كتب الكتاب أخذ العروس وذهب بها إلى عش الزوجية وقامت هي بفتح باب الشقة بنفسها ثم حملها مصطفى على ذراعه ودخل واغلق الباب بقدمه ، أحاطت عنقه بذراعيها فيما دخل مصطفى إلى غرفة النوم وقام بوضعها على الفراش ثم قبلها على ظهر يدها ، ثم رفع رأسه لينظر إلى عيناها التي لا يبدو عليها السعادة الزائدة فقط مبتسمة ..

عقد حاجبيه قليلا وقام بوضع يده على وجنتها وتساءل :
-مش مبسوطة ؟!
ضغطت على شفتيها وهي تهز رأسها على انها سعيدة ولكن ، ولكن شيء ما في داخلها تخفي ، وهذا ما يجعلها حزينة ولم يكمل سعادتها بالزواج من مصطفى ، ضمها إليه بحنان وتشبثت في معطفه وتعتذر له داخلها ، اغمضت عيناها بقوة وهي تستمع إلى همسات العشق الذي يهتف به وفي الأخير هتف :
-عارف انك زعلانه عشان جوازنا في السر .. بس اوعدك كل ده هيتصلح

ثم قبلها على عنقها وجوار أذنيها وهي مستسلمة له وداخلها تشعر برهبة شديدة ، ما الذي يخيفها ؟! ماذا فعلت ليلاحقها الخوف بهذه الطريقة ؟! ، بعد وقت ليس قليل جلس على حافة الفراش مشبك يديه في بعضها البعض ويتطلع إلى الفراغ بعينين متسعتين وتحول لون عيناه من أبيض إلى أحمر داكن وكأن الجحيم سكانهما ، فيما تناولت ايمي الروب خاصتها وقامت بارتدائه وجلست على حافة الفراش المعاكس له لتعطي ظهرها والدموع تتساقط من عيناها إلى وجنتيها ثم عنقها ، وبمجرد سماعة إلى شهقات البكاء نظر خلفه فقط بعينيه ثم عاد بالنظر إلى الأمام ..

تساءل بصوت فحيح ينذر بالقتل :
-عايز أعرف أي اللي حصل بالظبط
مسحت دموعها بكلت يديها ثم نهضت من مكانها واتجهت نحو لتجلس أمامه على الأرض ونظرت إليه بعينيها المكسورة إلى عيناه القاتلة العنيفة مما شعرت بالخوف من تلك النظرة التي تراها الأول مرة ، وشعرت وكأن ونظراته الحادة ستخترق رأسها تقتلها ، أطرقت عيناها لتبتعد عن تلك النظرات المرعبة ثم هتفت ببكاء :
-صدقني يا مصطفى دا غصب عني .. حصلي حادث اغتصاب
وها قد اعترفت من الذي كانت تخاف منه وهو انها ليس عذراء ، وهذا جعله يغضب منها كثيرا ويشعر بالاشمئزاز منها ، وجد نفسه يقبض على ذراعها بقوة مفرطة حتى كاد أن يخترق اللحم بالعظام وشعرت بألم حاد في ذراعها بأكمله وليس فقط المكان الذي يقبض عليه ، نهض وهو ينهضها معه فيما أمسكت اسمي بمعصم يده محاولة تحرير ذراعها من ذراعه ولكن بلا جدوى. تأوهت ببكاء وهي تترجى أن يتركها ولكن تلاشى حديثها وقال من بين أسنانه :
-مقلتليش ليه على الحادث ده ؟!
قالت بشفتين مرتعشين :
-خو خفت تسبني
دفعها بقوة للخلف لتصطدم في الحائط ثم اقترب منها وقبض على عنقها ثم ادارها لتلتصق به بظهرها وضغط بقوة على عنقها وهو يهمس في أذنيها بصوت فحيح :
-خونتيني مع مين ؟! .. وانطقي قبل ما اقتلك ؟!
اتسعت عيناها وهي تحرك رأسها على انها لا تستطيع التحدث وأحمر وجهها فتركها مصطفى قبل أن يقتلها وسقطت على الأرض تسعل بقوة وتلتقط أنفاسها بصعوبة ، فيما وقف مصطفى يرتدي قميصه ويشعر بالكسرة والحسرة على تلك الفتاة التي تزوجها رغم رفض والدته ، حقا كانت تشعر انها فتاة غير مناسبة له بالمرة وليست زوجة صالحة ، حديث والدته عن تلك الفتاة وعائلتها يدور في رأسه الأن وشعر بالندم الشديد على ذاك الزواج المشؤم ، بعد أن اغلق ازرار القميص تناول المعطف ليرتدي ثم وقف يتطلع إليها باشمئزاز ..











رفعت رأسها لتنظر إليه باكيه ثم نهضت واقفة وهي تقول بوهن :
-متظلمنيش يا مصطفى اللي حصل كان غصب عني
دس يديه في جيبي سرواله وتساءل بنبرة صوت منهكة وكأنه سأم من الحديث :
-مبلغتيش ليه ؟! .. وحصل امتا ده
حركت مقلتيها ثم اقتربت منه بخطوتين وهي تمسح دموعها ثم قالت بصوت مبحوح :
-حصل يوم فرحك .. كنت ماشية في الشارع لوحدي مش طايقة البيت .. وفجأة فوقت من حزني لقيت نفسي في شارع ضلمة وانا ماشية في عربية جت ورايا كان فيها واحد شكله محشش وبعدين خطفني .. مفوقتش غير وأنا مرميه في الشارع
انتهت من حديثها ولا زال ينظر إليها بخبث وعدم تصديق ، يحبها اذا يشعر بها ويشعر اذا كانت تكذب عليه أم لا ، شعرت من نظراته إليها انه لم يصدق حديثها ، جلست على حافة الفراش تبكي لعله يهون عليها ولكم فعل عكس ما تريد ، تركها وخرج من الغرفة بل من الشقة بأكملها ، نهضت راكضة إلى باب الغرفة لتخرج إلى الصالة وتنظر إلى باب الشقة في دهشة ثم سقطت على الأرض تبكي وتصفع وجنتيها بيديها
******
وصل إلى الشقة بخيبة أمل وقام بفتح الباب ثم دخل واغلقه بظهره رافعا رأسه للأعلى يخرج تهنيده قوية من صدره ، استمع إلى صوت ضحكات سمية أتيه من غرفة المعيشة فاتجه نحوها ودخل ليجلس بجوارها على الاريكة يتطلع إلى التلفاز وجدها تشاهد مسرحية ولهذا هي تضحك ، فيما توقفت سمية عن الضحك ونظرت إليه متعجبة ثم تساءلت :
-مش كتب كتابك كان النهاردة ؟!
نظر إليها وحرك رأسه بخيبة أمل ، فارتفع حاجبيها متعجبة ثم تساءلت :
-طيب أحضر لك عشا
-لاء متشكر .. مليش نفس
حركت رأسها بخفة ثم تنحنحت بخفة وقالت :
-طيب ممكن تطلقني
حدق بها للحظات من الدهشة ، فقد قرر أن يكمل حياته معها ويطلق الفتاة التي خدعته وجعلته يظلم فتاة ليس لها ذنب في حبه لها ، وجد نفسه ينفي ذاك الطلاق وقال بحسم :
-مش هطلقك .. وهعيش معاكي
ازدردت لعابها بصوت مستمع ثم قالت بحده :
-مش هقبل ابقى الزوجة الاولى
-أنتِ الاولى والأخيرة .. أنا هطلق ايمي

وجدت نفسها تضحك على حديثه وهي تضرب كف على كف ثم توقفت عن الضحك وتحدثت بعنف :
-خدعتك ؟!
غض بصره لبرهه وهو يخرج تهنيده قوية من صدره ثم هتف بصوت منهك :
-أيوه يا نهال خدعتني .. أنا انسان غبي وحقير ومهما اعتذر لك مش هتسامحيني
قالت وهي تحدق به :
-فعلا مش هسامحك .. ومن بكره تطلقني ودا أخر كلام عندي
نهضت من مكانها وجاءت تمضي قبض على معصمها ونهض واقفا أمامها ثم تركها وجاء يضع يده على وجنتها ابتعدت برأسها ، فضم يده إليه وهتفت بنبرة ندم :
-مش مكفيكي الندم اللي أنا فيه
هتفت بعنف :
-لاء مش مكفيني
ثم دفعته من عند صدره بكل ما فيها من قوة وغيظ ليترحك جسده فقط ثم تركته متجه نحو الغرفة ودخلت مغلقة الباب خلفها ثم دست نفسها في الفراش تبكي في صمت وقلبها يتمزق وجعا وقهرا ، وأخذت تفكر كيف قست عليه بهذه الطريقة ؟ ، هو يستحق القسوة فقد سبق وقاس عليها ، والأن يعتذر عن ما فعله معها ويريد أن تنسى وتعيش معه ، حقا أحمق
******
عادت ديما إلى منزل والدتها في الصباح الباكر وعقب دخولها الغرفة تحدثت مع فريد وطلبت منه الطلاق ولكن رفض وأمرها أن تعود إلى المنزل برضاها وألا سيأخذها رغما عنها ، انهت معه المكالمة بغيظ ثم ضربت بقبضة يدها على النافذة ، استمعت إلى صوت دقات على الباب فالتفتت وهي تأذن بالدخول ، فتحت الخادمة الباب وادخلت والدة ديما ثم خرجت مغلقة الباب خلفها ، جلست أمام والدتها وقبلتها على يدها ..

رفعت يدها لتمسح على شعر ابنتها برفق ثم قالت :
-كان عندك حق يا ديما .. منير طلع بيسرقني
رفعت رأسها لتنظر إليها بحزن واضح ثم هتفت بخيبة أمل :
-حياتنا شبه بعض يا أمي
مسح على وجنتها حتى ذقنها ثم قالت بصوت هادئ :
-لاء يا حبيبتي .. حياتك أحسن بكتير من حياتي .. أنتِ لسه في بداية حياتك
اومأت رأسها بخفة ثم أخبرتها ان فريد رفض أن يطلقها ، مما شعرت والدتها بالحزن وطلبت منها أن تعطي فرصة أخيره ، شردت ديما للحظات من التفكير وتذكرت أحمد أولا ثم تذكرت معاملة فريد السيئة معها ، اليوم الذي طالما حلمت به جعله أسوأ يوم في حياتها ، جعله تبكي دماء عندما أخبرها انها كانت مجرد لعبة ، عايرها بمرضها كاد أن يستغلها لصالح شغلة ولكن هي انقذت نفسها ، وتسبب في آذى كثير من الناس ، اقتنعت الأن انها لم ولن تسامحه أبدا ولن تعطي له فرصة ، فقط من أجل كل هذا ولأن قلبها تعلق بشخص غيرة وانتهى الأمر ..

-خلاص يا مامي فريد خرج من حياتي .. مستحيل اسامحه
قذت تلك الكلمات بمرارة وتعجب من قلبها الذي كان يعشقه والأن تحول ذاك العشق إلى كره ، وبعد أن نطقت تلك الكلمات وجدت نفسها تبكي على أيام وليالي مضت عليها وهي تعشق فريد ، ليالي تفكر به وتحلف به ، وكانت تضرب به المثل ، تمت خطوبتها لشخص وتزوجت شخص أخر ، هذا الكائن ليس فريد الذي عشقته ديما بل شخص أخر ، تحول من قلب عاشق لطيف إلى قلب قاسي لا يعرف معنى للرحمة ..

-امسحي دموعك يا بنتي .. مفيش حاجة مستهله تبكي عشانها
ثم مسحت بيدها على شعرها بحنان وتابعت :
-ديما أنا الحمد لله كل أملاكي كتبتها باسمك يا حبيبتي
مسحت دموعها بكلت يديها وهي تومئ برأسها ثم مسحت على يد والدتها وقالت بنبرة بكاء :
-ربنا يخليكي ليا يا مامي








******
شعر أحمد بالإرهاق فلم يريح بدنه منذ وصوله إلى القاهرة فقط بدل ثيابه وذهب إلى شغلة ، وضع دفتر الحساب والقلم على البار وطلب من إحدى زملائه أن يكمل بدلا منه لدقائق فقط ، ثم خرج من المطعم متجه نحو النيل ليجلس على السور الصغير ورفع قدمه اليمنى ليضعها على السور ، شرد للحظات في الماء التي تحركها الرياح ببطء وتذكر فتاته الجميلة ، ثم أخرج هاتفه من جيب سرواله وشاهد الصور التي جمعت بينهم بابتسامة خفيفة ..

فيما هبطت كارمن الدرج متجه نحو المطعم وهي تشعر بالخجل من أحمد بسبب رفضه حبها في السابق ، ولكن تريد أن تودعه قبل أن تغادر القاهرة وتسافر شرم إلى والدتها ، اوقفت نادل وتساءلت عن أحمد ليشير إليه ثم شكرته واتجهت نحوه وهي تفرك في يديها بتوتر واضح ، وقفت خلفه وجاءت تتحدث لفت نظرها صوره تجمع بينه وبين ديما ، اتسعت عيناها في دهشة واضعة يدها على فاها وعلى الفور تجمعت الدموع في عيناها ..

ثم مدت يدها لتأخذ الهاتف وتطلع إلى الصورة عن قرب فيما التفت أحمد بلهفه ثم وقف ينظر إليها بحده ثم أخذ منها الهاتف وهو يقول بحنق :
-ملكيش حق تاخدي مني التلفون كده
أشارت إلى الهاتف وهي تقول برهبه مفرطة :
-مين البنت اللي معاك في الصورة ؟
وجد يديها ترتعش مما تعجب وتعجب أكثر من الدموع التي تملئ عيناها واستنتج انها تعرف ديما ولهذا رد عليها بسؤال :
-أنتِ تعرفيها ؟!
هبطت الدموع على وجنتيها وهي تومئ برأسها بالإيجاب ، فتنهد بهدوء ثم قال :
-أنا وديما مرتبطين ببعض
تعالت شهقات بكائها ثم قالت بألم :
-ديما .. صحبتي .. و م مرات أخويا

وقف كالصنم وشعر وكأن الحديث توقف في حلقه من فرط تأثره بتلك الصدمة ، قبض على ذراعها بقوة واتهمها انها تكذب عليه ولكن أكدت على حديثها مما شعر أحمد أنه حتما سيجن ، كيف تكون متزوجة وتعلقه بها وبقلبها وتخدعه باسم الحب ، أخذ يحرك رأسه بعدم تصديق وقام برفع الهاتف إلى عيناه لينظر إلى صورة ديما في ذهول ثم أطفأ شاشة الهاتف وتطلع إلى الفراغ بحده ، الفتاة التي يحبها متزوجة من الشخص الذي تسبب في وفاة شقيقته والذي ينتقم منه ..

حركت كارمن بمقلتيها وشعرت بالأرض تدور من حولها وحاولت أن تلتقط انفاسها ولكن لم تستطيع ، تشبثت في ذراع أحمد وهي تطلب منه المساعدة فنظر إليها في قلق ثم أمسك بيديها وجاء يأخذها إلى أقرب طاولة اغمى عليها بين يديه ، سقط الهاتف من يده ونادى إلى إحدى العاملين طالبا منهم المساعدة ليأتي واحدا منهم وأمسك بذراع كارمن فيما تناول أحمد هاتفه واضعة في جيب سرواله ثم حملها على ذراعة وخرج من المطعم ..

استقل سيارة أجرة وطلب منه أن يتجه إلى أقرب مستشفى من هنا ، عقب وصوله اعطى له الأجرة ثم حمل كارمن ودلف إلى المشفى وقام بوضعها على فراش متحرك لتأخذها الممرضة إلى إحدى غرف الفحص ، وانتظر أحمد في الخارج ثم هاتف ديما واعطى له عنوان المشفى لتأتي على الفور ، ثم جلس على إحدى المقاعد مستند بمرفقيه على فخذيه ويحرك قدمه اليسار ناظرا إلى الفراغ بحده ..

جاء الدكتور وقام بفحص كارمن لدقائق ثم خرج وطمئن أحمد عليه والذي جعله يطمئن أكثر أخبره الدكتور انها ستغادر المستشفى اليوم ، جلس على المقعد مقطب جبينه عيناه تشع نار تكاد أن تلفح كل شيء حولها ، رن هاتفه لينظر إلى شاشته التي تضيء باسم ديما أجاب عليها ليخبرها بالمكان الذي ينتظرها فيه ثم انهى المكالمة ، وما هي إلا لحظات وخرجت من المصعد الكهربائي تمضى في الرواق وعندما رأت أحمد ركضت إليه ..

وقفت أمامه تلتقط انفاسها بصوت مستمع فيما نهض أحمد ينظر إليها بجمود مما تساءلت في قلق :
-فيك أي ؟! .. وليه أنت هنا ؟!
داعب لسانه داخل فمه ثم أشار إلى الغرفة وهو يقول من بين أسنانه :
-كارمن أخت جوزك هنا
اهتز جسدها بمجرد سماعها إلى كلمة جوزك واضعة يدها على صدرها وازدردت لعابها بصوت مستمع وأخذ صدرها يعلو ويهبط ثم قالت وهي تتنهد :
-أحمد .. أ أنا كـ كنت هقولك والله
قبض على مرفقها بقوة مما عقدت حاجبيها متأوه فيما جز أحمد اضراسه حتى استمع إلى صريرها وهو يقول بعنف :
-جوزك ده اللي اغتصب أختي وماتت بسببه
وجدت نفسها تبكي وأخذت تحرك فاها لتتحدث ولكن غير قادرة لتشعر بألم أسفل فكيها وحلقها ، شدد أحمد على مرفقها وهو يقول بفحيح مرعب :
-أنا تعملي معايا كده وتكذبي عليه .. قد أي طلعت غبي
ثم تركها وكاد أن يمضي أمسك بذراعه و وقفت أمامه لتمنعه من السير فيما ابعد أحمد ذراعه عن يدها ، نظرت إلى ذراعه الذي ابعده عنها في ذهول وهي تزدرد لعابها الممزوج بالدموع ثم رفعت عيناها لتنظر إلى عيناه بحزن واضح ثم قالت بصوت مبحوح :
-كنت هقولك يا أحمد صدقني .. أرجوك اسمعني و خليك معايا
تنهد بعمق ثم قال باشمئزاز :
-مقدرش أكمل حياتي مع واحده خانة جوزها
اتسعت عيناها وشعرت بالإهانة ، اعترفت بينها وبين نفسها انها حقا خائنة ، مهما يعاملها زوجها ليس مبرر للخيانة ، تمتمت بالاعتذار له فابتسم ساخرا وهو يحرك رأسه بأسف ثم مضى من جوارها لتمسك بيده فتوقف عن السير مغمض العينين فيما تشبثت ديما في قميصه باليد الأخرى وتترجى ألا يتركها ، فتح عيناه ولأول مرة يكون قاسي عليها ودموعها لم تفرق معه وقال :
-لازم امشي يا ديما .. وألا هجرحك بالكلام وهكسر قلبك
ثم ترك يدها وتحرك لتنسحب يدها من على قميصه رغما عنها ثم التفتت لتنظر إليه وهي تعشق من كثرة البكاء وكلما ابتعد عنها كلما انهارت أكثر ، وأخذت تحرك رأسها بهستيريا وانها في حلم وليس واقع ، نعم هذا حلم بل كابوس وحتما سأفيق منه لأجد كل شيء بخير ..

فاقت من شرودها على صوت الممرضة وهي تخبرها أن كارمن فاقت ، مسحت دموعها بكلت يديها ثم التفتت لترى الممرضة وعلى الفور تلاشت النظر إليها ، لا تريد أن ترى دموعها ثم فتحت الباب ودخلت لتنظر إلى كارمن الذي نظرت إليها بحزن واضح و وجدت نفسها تبكي هي الأخرى ، وقفت ديما جوار الفراش ، وقالت كارمن بوهن :
-حبيتي الشخص الوحيد اللي حبيته
علمت ديما أن كارمن هي الفتاة التي أخبرها بها أحمد ، وأخبرتها ديما بما فعله فريد في شقيقته لتنصدم اكثر في شقيقها الذي كان مثلها الأعلى ، علمت كارمن كل شيء ثم مسحت دموعها واقنعت نفسها أخيرا أن أحمد مستحيل أن يفكر بها أو يحبها بسبب شقيقها ، نظرت إلى ديما وقالت بألم :
-عارفه انك كنتِ بتحبي فريد جدا .. واتخدعتي فيه وظلمك معا .. من حقك تطلبي الطلاق بس مكنش من حقك تعرفي واحد وأنتِ متجوزه
-أنا غلطانه وبعترف بكده .. وأن مفيش مبرر للخيانة وصدقيني يا كارمن أنا ندمانة
نظرت إلى الأمام و وجدت نفسها تبكي مجددا وهي تقول :
-ربنا يهنيكي يا ديما .. أنتِ غالية عندي أوي
ضمتها إلى صدرها وقبلتها على رأسها وهي تقول بألم :
-أنتِ أختي يا كارمن .. ربنا يعلم بحبك قد أي








******
دخلت المرسم تطلع إلى اللوح الطبيعية المعلقة ولفت نظرها لوحة معينه لتقف أمامها وتتأملها عن قرب ، كان علاء يحاسب زبون وبعد ان انتهى تقدم نحوها ليقف خلفها متسائلا :
-عجباكي ؟
التفتت بلهفة ثم ابتسمت وابتعدت عنه لتلقي نظرة على باقي اللوح ثم قالت :
-كلهم أجمل من بعض .. المرسم دا بتاعك
-طبعا بتاعي وملكي والعمارة دي كلها بتاعة والدي
تقدمت نحوه و وقفت معقد ذراعيها قائلة :
-ربنا يوفقك في شغلك يا علاء
أمسك بيدها واتجه نحو المكتب و وقف وقام بوضع دفتر وقلم قائلا :
-اتفضلي اكتبي رأيك في المكان .. وأسمك بالكامل مع عنوان البيت ورقم تلفون البيت
تناولت القلم ولا زالت تنظر إلى الدفتر مبتسمة ثم رفعت رأسها لتنظر إليه وقد فهمت انه يريد عنوانها ليتقدم إليها ، وضعت القلم وهي تخرج تهنيده قوية من صدرها ثم هتفت بجدية :
-علاء أنا قلتلك مش عايزة اتجوز اتعقدت .. وأنت عارف اللي حصل مع ..
قاطعها بنفاذ صبر ممزوج بالغضب :
-سمية مش معقول اللي بتفكري فيه ده .. أصحابك دا نصيبهم وكل واحد بياخد نصيبه ..
أطرقت عيناه وهي تخبر نفسها انه لم يفهمها أبدا ، حقا هي خائفة ليحدث معها مثلما حدث مع أصدقائها ، ديما كانت تحب فريد كثيرا وهو ايضا ولم ترى حقيقته إلا بعد الزواج ، فمن الممكن أن يكون علاء مثله تماما ولهذا لا تحب أن تأخذ قرار سريع تندم عليه فيما بعد ، قال علاء في حسم :
-سمية .. موافقة تتجوزيني ولا لاء ؟! .. لو لاء اوعدك هبعد عن طريقك




بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-