Ads by Google X

رواية الزوجة مازلت عذراء الفصل الثامن


 الفصل الثامن




-قطعيها وارميها
هتف بتلك الكلمات بحده وسرعان ما تحولت نظراتها إلى الدهشة وعدم الفهم ، فمنذ لحظات كان يشكر في الرسمة والأن يطلب منها أن تمزقها ، حركت رأسها بخفة على انها لم تفهم شيئا فقال دون تردد :
-أنا وكاميليا مرتبطين ببعض من زمان
ازرد وجهها شعرت بالحزن ولم تعلم لماذا فلم تعترف بينها وبين نفسها انه تحبه ، فلما تشعرين بالحزن الأن ؟! ، ازدردت لعابها بصوت مستمع ثم تصنعت السعادة قائلة :
-طيب كويس .. ربنا يجمعكم ببعض على خير
-وتفتكري اني ممكن اتجوز واحده تعلي صوتها عليه ؟!
قذف ذاك السؤال من فمه بحده ممزوجة بالتعجب ، ولم تجيب على حديثه فقط تساءلت بعدم فهم :
-انت بتقولي الكلام دا ليه ؟!
حدق بها للحظات مقطب جبينه ثم هتف بعدم فهم :
-مش عارف!!









******
وصلت إلى كازينو النيل وجلست أمام طاولة ثم وجدت نفسها تنظر حولها بحثا عن أحمد ولكن لا ترى أمامها ، جاء النادل وطلبت عصير ليمون وعصير برتقال لصديقتها سمية التي تنتظرها ، ثم استندت بظهرها إلى المقعد تنظر إلى النيل رأت المراكب الصغيرة والمتوسطة الحجم تمضي أعلى الماء ..

نهضت من مكانها متجه نحو النيل وجلست على سور صغير حاجز بينها وبين النيل ونظرت إلى المراكب من على قرب ثم شردت في الماء للحظات تذكرت فيها اليوم الذي انقلبت به في الماء ولهذا رفعت رأسها عن الماء ، شعرت بشخص ما وقف خلفها والتفتت برأسها بلهفة وهو يقول :
-عايزة تقعي تاني ولا أي ؟!
ابتسمت له وهي تضع شعرها خلف أذنيها ثم نهضت وأشارت إلى إحدى القوارب قائلة :
-عايزة اركب مركب من دول
أشار إلى عدايه صغيرة وأخبرها ان القوارب تقف هنا ، نظرت إليه للحظات من التأمل ويبدو عليها الإعجاب به ، التفت لينظر إليها تلاشت النظر إليه واضعة يدها على عنقها ثم ارتفع حاجبيها قليلا وهي ترمقه بنظرات سريعة قائلة :
-ممكن .. تركب معايا القارب
حدق بها للحظات ثم ابتسم وحرك رأسه موافقا ، اتسعت ابتسامتها فيما رن هاتفها داخل الحقيبة وعلى الفور أخرجته لتجد اتصال من سمية وأجابت عليها لتصف لها أين هي بالضبط ، استأذنت من أحمد ثم اقتربت ديما من الطاولة و وقفت تنظر إلى دخلة الكازينو حتى رأت سمية وشاورت لها وهي تخبرها في الهاتف ..

بمجرد أن رأتها انهت المكالمة وجلست فيما جاء النادل و وضع العصير ثم غادر ، جاءت سمية وصافحتها ثم جلست على المقعد المقابل لها ، وتناولت أول رشفة من البرتقال ويبدو عليها الضيق ، تساءلت ديما عن السبب فنظرت إليها للحظات من الصمت ثم أخذت ورقة من حقيبة يدها وقامت بفرضها ثم ادارت الورقة إليها لتجد ديما صورة شخص ، تناولت الورقة منها لتنظر إليها عن قرب ثم تساءلت عن ذاك الشخص ..

أجابت بإحباط :
-زميلي في الشغل .. طلع بيحب صاحبة الشغل
عضت ديما على شفاها السفلى وفهمت من حديثها ومن الصورة التي رسمتها له انها معجبة به ، طوت الورقة برفق ثم مدت يدها بها إلى سمية لتأخذها وتضعها في الحقيبة ، فيما قالت ديما بحزن :
-مش احسن ما كان يخدعك .. ويوم فرحك يخليكي اتعس واحده
اغمضت عيناها لبرهه ثم نظرت اتجاه اليمين وهو اتجاه البحر وقالت بنبرة بكاء :
-غصب عني بلاقي نفسي بفكر فيه .. حتى المفروض اني اروح الشغل تاني النهاردة بس مش رايحة .. وهقدم استقالة
-لاء يا سمية .. مش مع أول خبطة كده تستسلمي .. وبعدين أنتِ ليه في البداية يعني هتنسي

قذت تلك الكلمات من فاها بلهفة محاوله إقناعها ويبدو عليها انها اقتنعت بحديثها قليلا وستذهب إلى الشغل مجددا ، ثم تناولت رشفة من العصير وتساءلت عن حالها مع فريد ، فتنهدت بحزن وهي شاردة في الفراغ وهتفت :
-غريبة الدنيا دي .. لما احبه يكرهني ولما اكره يحبني
ابتلعت سمية العصير بصوت مستمع وهتفت في دهشة :
-كرهتي ! .. حبيبتي لو ربنا صلح حاله كملي معا
نظرت إلى أحمد الواقف أمام طاولة يحاسب الزبائن واعترفت بينها وبين نفسها انها عندها ميول له و تود أن ترى طوال الوقت ، هتفت بكل ما تشعر به داخلها ولا زالت تنظر إلى أحمد :
-أنا أول مره أكره حد بس كرهته يا سمية .. مستحملة العيشة عشان كارمن بس
تعجبت سمية ثم التفتت برأسها لتنظر إلى ما تنظر إليه ديما وتساءلت عن ما تنظر إليه ، لتفيق ديما من شرودها وتنظر إليها بلهفة ثم أخبرتها انها لا تنظر إلى شيء ثم سحبت رشفة من العصير ، فيما عادت سمية برأسها لتنظر إلى ديما وهي تعلم انها تخفي عليها شيئا ولكن لم تسأل مجددا لأنها لا تريد ازعاجها بالأسئلة
******
استيقظت بوجه عابس على صوت دقات الباب المزعجة ثم نهضت وهي تبعد شعرها عن عيناها وقامت بفتح الباب لتجد مصطفى دخل واغلق الباب ، تطلعت إليه متعجبة فيما القى مصطفى نظره على ثيابها رآها ترتدي بيجامة بأكمام طويلة ثم نظر إليها وأشار إلى الباب وقال بالهمس :
-مامتك وأختك بره .. البسي حاجة بسرعة
ثم فتح الباب وخرج مغلقا الباب خلفه بهدوء ، استندت بكتفها اليسار إلى الباب ثم انزلقت على الأرض و وجدت نفسها تبكي وصدرها يؤلمها كثيرا ، ذاك اليوم الذي كانت سترتدي به أجمل الثياب والسعادة تملئ وجهها لتقابل ضيوفها بكل حيوية ونشاط ، ولكن كيف ستقابلهم بذاك الوجه العابس الباهت ؟! ..

مسحت دموعها ثم نهضت وقامت بفتح خزانة الملابس وتناولت عباءة بيضاء واسعة وبدلت البيجامة بها ثم خرجت من الغرة ودلفت إلى المرحاض الذي يقع في نهاية الرواق ، وضعت الكثير من الماء على وجهها ثم جففته جيدا وعادت إلى الغرفة لتضع بعض مساحيق التجميل الخفيفة ثم وضعت الحجاب على رأسها بشكل رائع ..

ثم ارتدت حذاء أبيض لامع وخرجت من الغرفة متجه نحو الصالون وعندما رأتهم ارتسمت ابتسامة مصطنعة على ثغرها فيما نهضت والدتها لتضمها إليه مباركه لها على الزواج ثم سلمت على شقيقتها ثم جلست بجوارها ، نهض مصطفى واستأذن منهم ثم دخل الغرفة ، تساءلت والدتها عن حالها لتخبرها نهال أن كل شيء بخير ليطمئن قلب والدتها عليها ، جلسوا معها لدقائق ليست قليلة ثم ودعتها هي وشقيقتها وذهبوا ..

نزعت الحجاب من على رأسها ثم استندت بظهرها إلى الاريكة واضعة يدها على جبينها فهي تشعر بألم حاد في رأسها ، وسببه قلة الغذاء وكثرة البكاء قبل النوم ، جاء مصطفى وجلس على مقعد ينظر إليها في ما سحبت يدها من على جبينها ونظرت إلى الفراغ في صمت ، تساءل مصطفى :
-مالك ؟ .. تعبانه ؟
نظرت إليه نظرة اتهام انه السبب في الوجع التي تشعر به الأن ، ثم تنهدت بعمق وهمست انها بخير ، نهض من مكانه وجلس على الاريكة التي تجلس عليها ينظر إليها بتفحص وللأسف هو يعلم انها كذبت عليه في حوار انها كانت تحب شخصا أخر ، بفضل سماع بكائها الليلة الماضية عندما خرج من غرفته متجه نحو المرحاض ، وتأكد أكثر من نظرة الاتهام التي وجهتها له للتو ..

مسح على شعره من الأمام للخلف عدة مرات ثم اعتذر لها على ما أخبرها به الليلة الماضية فنظرت إليه نظرة حاده فيما يتابع مصطفى بأسف :
-أنا مش عايز اظلمك معايا يا بنت الناس .. بدل ما كنت أخدعك
وجدت نفسها تندفع في وجهه والدموع تنهمر من عيناها :
-كنت اخدني كان أحسن بكتير من الليلة اللي فاتت
ثم تناولت حجابها ونهضت متجه نحو الغرفة فيما ضغط مصطفى على شفتيه يضرب بقبضته على فخذه ، فيما دخلت نهال وأغلقت الباب بقوة ثم جلست خلفه ودفنت وجهها في كفيها تبكي قهرا على حالها ..

في بعض الأحيان نختار من يخدعنا عكس ما يخبرنا بكل شيء ويوجع قلبنا في يوم من أسعد أيام حياتنا











******
صفعها قلم قوي على وجهها لتصرخ من الألم ثم دفعها بقوة لتسقط على الفراش وقام بالقبض على شعرها بقوة لتبكي متأوه وهو يصيح في وجهها :
-يا حقيرة حطيتي راسنا في الأرض .. كنتي مسافره على اساس انك تدرسي بره وأنتِ مقضياها
ثم ترك شعرها وأخذ يضربها بيديه ضرابات عشوائية وحاولت أن تتحدث ولكن لا يعطيها أي فرصة للحديث ، توقف عن ضربها وقام بسحب الحزام ليكمل عليها به وهي تصرخ بأعلى طبقات صوتها ، ولكن لا يسمعها أحد فوالديها خرجوا من المنزل ولم تجد من ينجدها من بين يديه ، توقف بعض دقائق حتى لا تموت في يده ثم قبض على شعرها لينهضها وقام بفتح الرسالة التي ارسلها له فريد و وضع الهاتف أمام عيناها متسائلا :
-الكلام دا حصل امتا
رفعت ذراعها ببطء بفضل الألم التي تشعر به داخله لتمسح دموعها وهي تتأوه لتكون الرؤية واضحة امامها وقرأت بعينيها :
-أختك كانت ماشية معايا لما كانت بتدرس .. وبصراحه طلعت سهله أوي .. دا جتلي بنفسها وقلتلي انها خلفت مني بنت .. بس مش مصدق انها بنتي
طلبت منه أن يتركها فترك شعرها بدفعه لتسقط على حافة الفراش ثم مسحت على كتفيها التي تشعر داخلهم بألم حاد ثم هتفت بشفتين مرتعشين :
-ضحك عليه باسم الحب .. أسفه يا كريم
قبض على فكيها بقوة وهو يجز على أسنانه بغيظ والدماء تغلي في اوردته وقال وهو يلهث :
-عشان كده اتجوزتي هناك وكتبت البنت بأسمة
ثم تركها وتقدم نحو النافذة ليقف امامها وصدره يعلو ويهبط ثم قال بنبرة متوعدة :
-يا أنا يا أنت يا فريد
******
وقف فريد أمام حافة حمام السباحة يدخن سيجارته وهو يتابع الدكتور أمير وهو يعمل يساعد كارمن على الحركة من جديد ويحرك قدميها برفق ، نظرت اتجاه اليمين لتجد شقيقها واقفا وعلى الفور تلاشت النظر إليه ، لا تود أن تراه بعد ما فعله مع ديما و لم تعلم الكثير عن أعماله الشيطانية ، نظرت إلى دكتور امير وهي تشكره على ما يفعله معها ..

رفع رأسه لينظر إليها بابتسامة واسعة وقال وهو لا يزال يحرك قدميها :
-أنتِ جميلة وتستهلي كل خير
تبسمت له ثم أطرقت رأسها متمته بالشكر ، فيما تلقى فريد اتصالا ونظر إلى شاشة الهاتف التي تنير باسم ايهاب وأجاب على الفور ، ليخبره ايها بخبر محزن :
-فريد تلاته من اللي كانوا حاجزين العفش من عندنا لغوا الحجز
هتف بحده :
-ازاي دا يحصل ؟! .. وأنت والموظفين كنتوا فين ؟
حاول ايهاب أن يهدئه ولكن بلا جدوى فهذه ليست المرة الأولى في ذاك الشهر واذا استمر الشغل على ذاك الوضع سيخسر كثيرا ، انهى معه المكالمة وأخذ يلتفت حوله نفسه وهو يمسح على وجهه وشعره ، وقفت ديما تنظر إلى دكتور أمير مبتسمة ثم تقدمت نحوه و وقفت تمد يدها فنهض ليصافحها ثم تساءلت عن حالة كارمن ، ليجيب عليها :
-بخير الحمد لله .. وبتستجاب للعلاج
قبلتها ديما على رأسها فيما رفعت كارمن رأسها لتنظر إلى الدكتور متسائلة :
-يعني همشي على رجلي من تاني
نظر الدكتور إليها ثم ابتسم مشيرا إلى قدميها قائلا :
-اللي فيكي ده تأثير صدمة مش أكتر .. يعني شلل مؤقت

تركتهم ديما ليكمل الدكتور عمله ثم اتجهت نحو باب المنزل ، رآها فريد وعلى الفور نادى عليها لتقف عن السير ونظرت إليه بجمود ، وقف امامها وطلب منها أن تجلس معه ليتحدث معها ولكن قالت بحده :
-مفيش بينا كلام يا فريد .. ومش عايزة اسمع منك حاجة
ثم تركته وتابعت السير وقف للحظات ليست قليلة وفكر أن يدخلها وعلى الفور نفذ قراره ودخل ثم صعد إلى الطابق الثاني و قف يدق باب غرفتها ، قامت بفتح الباب وعندما رأته زفرت بسأم وجاءت تغلق الباب منعها بوضع قدمه كحاجز ، فنظرت إلى قدميه متعجبة بينما فتح فريد الباب رغما عنها ودخل مغلقا الباب خلفه ..

ازدردت لعابها بصوت مستمع وبرهبه شديدة خوفا من أن يمد يده عليها مجددا ، وقف فريد يتطلع إليها بجمود ثم أخبرها بما قاله إيهاب عن زوج والدتها ولكن ديما لا تصدقه وتذكرت انه يوقع بينها وبينه ، اقترب منها بخطوتين ثم تنهد بعمق وقال :
-لما كارمن قالت انه اللي حصل فيها بسببي عشانك اتهمتك أنتِ .. بس لما سألت ايهاب قالي يبقى جوز أم ديما .. عشان أخد منه فلوس وقاله على لعبة جوازنا
اخذت تحرك رأسها بالنفي وهي تهتف بنبرة بكاء :
-مستحيل .. لو كان عارف مكنش جوزني ليك
حك ذقنه وهو يضحك ساخرا ثم حك الابهام على السبابة قائلا :
-الفلوس اللي هيسلتمها بعد ما طلقك أهم منك

حدقت به للحظات ثم وجدت نفسها تبكي في صمت وحتى الأن لم تصدق حديثه وكادت أن تجن عندما تذكرت المعاملة الطيبة التي كان يعاملها بها فكيف يكون كل هذا تمثيل ؟! ، قبضة قبضتها بقوة وتجز على اسنانها بجنون ، فيما قطب فريد جبينه وقال بلطف :
-ديما أنا قلتلك عشان بحبك
ابتسمت ساخرة على ما هتف به للتو ثم قالت بعدم تصديق :
-أنت بتحبني! .. دي حاجة مستحيل اصدقها
تقدم نحوها وهي تتابع خطواته بعينيها ولا زالت واقفة مكانها بشجاعة ، وقف أمامها مباشرة فرفعت رأسها لتنظر إليه وقد ارتفع إحدى حاجبيها بثقة ، أحاط خسرها بذراعة ليضمها إلى صدره بقوة فاتسعت عيني ديما في دهشة ، فيما اقترب فريد منها لتشعر بأنفاسه الساخنة تلفح وجنتها ، تسارعت دقات قلبها تدق في صدرها برهبه شديدة وانفاسها تخرج من أنفها بصوت مستمع ليستمع إلى صوت تلك الأنفاس بلذة ثم داعب إحدى خصل شعرها هامسا :
-قلبي مش حجر يا ديما هانم .. عشان محبكيش
-حبتني بالمرض اللي عيرتني بيه
اومأ رأسه تأكيدا على حديثها ثم همس بحب :
-أنتِ تتحبي بأي شكل
حاولت أن تحرر جسدها من يديه العملاقة وهي تقول بحنق :
-وأنا خلاص كرهتك .. مبقتش طايقاك .. ومستحملة العيشة دي عشان كارمن بس
شد عليها أكثر وهو يعض على شفى السفلى و يتطلع إلى شفتيها المنتفخة ثم مسح عليها بـ الابهام وهو يقول بهدوء :
-مستعد أقبل أي كلام تقوليه طالما طالع من شفايفك الحلوه دي
وما أن انهى كلماته وقبلها بقوة وأخذ يمتص رحيق شفتيها فيما حاولت ديما أن تبتعد عنه ونجحت في ذلك ولكن لم تستطيع الهرب بعيدا ، فأحاط جيدها على الفور وقبلها ثانية وهو يقربها منه أكثر ويقبلها بقوة حتى كادت روحه أن تنتزع من جسده بفضل عدم القدرة على التنفس ، شعر بتذوق ماء شبه مالحة واستمع إلى بكائها ، فقام بتحرير شفتيها من شفتيه وأخذ يلهث بقوة ورأى الدموع تنهمر من عينيها ..

ابتعدت عنها على الفور فيما دفنت وجهها في كفيها وطلبت منه أن يخرج الأن من الغرفة ، مسح على شفتيه ثم خرج مغلقا الباب خلفه بهدوء ، بينما جلست ديما على الأرض تتأوه بجنون وحديث فريد لا يزال عالقا في رأسها ، استحملت الحياة بدون والدها وعاشت مع زوج والدتها واعطى لها حب واهتمام ، ولكن ليس بمثل حنان الأب ، الوالد لا يفعل هذا مع ابنته لم يسلمها إلى رجل لعب عليها لعبة ..









ابتلعت لعابها الممزوج بالدموع وأخذت تسأل نفسها سرا أين والدها ولما تركها لزوج أم يربيها والأن اكتشفت أن حبه لها حب مزيف ، أخرجت الهاتف من حقيبة يدها وهاتفت والدتها لتطمئن عليها ثم أخبرتها انها ستأتي غدا وتقضي اليوم معها ، ثم انهت المكالمة وقررت أن تعلم كل شيء بنفسها غدا
******
دخلت المكتب دون استئذان مغلقه الباب خلفها فيما نظر علاء إليها وهو يضع أغراضه داخل كرتونه متوسطة الحجم ، أمسكت بيده وقالت بترجي :
-متسبش الشغل يا علاء .. مقدرش اتحرك من غيرك
سحب يده من يدها وأكمل عمله وهو يقول بهدوء :
-كاميليا بسببك ضيعتي عليه فرصة السفر مرتين .. سبيني في حالي بقى
حملت كرتونه أغراضه وضعتها أرضا فمضى من أمام مكتبه متجه نحوها و وقف يقبض على مرفقها بقوة واندفع في وجهها بعصبية :
-أنتِ أي ؟! .. عايزة تملكي كل حاجة
تشبثت في قميصه من الأمام ثم قبلة شفتيه وهي تحيط عنقه بيدها الأخرى ثم ابتعدت عنه قليلا وهي تنظر في عيناه التي تطلع إليها في دهشة وهمست :
-أنت حبيبي ومن حقي املكك
ميل بشفتيه جانبا وهو يسحب يدها من على عنقه وسرعان ما تحولت نظراته إلى الجمود ورفض حبها له هذه المرة ، تجمعت الدموع في عيناها واعتذرت له ولكن لم يقبل ذاك الاعتذار وقال وهو يجز أسنانه :
-دي المرة الألف تعتذري فيها وبترجعي لطبيعتك تاني .. طبيعتك اللي مش هتتغير

جاءت تتحدث فتحت سمية الباب وعندما رأتهم تلاشت النظر إليهم على الفور متمته بالاعتذار وكادت أن تغادر ولكن طلب منها علاء أن تدخل ، مسحت كاميليا على شعرها ثم رمقت علاء بنظرة حاده ثم خرجت من المكتب ، نظرت سمية إليها ثم دخلت وأغلق علاء الباب ، ثم حمل كرتونه أغراضه وضعها على المكتب وقام بنزع الصور المرسومة من على الحائط ليضعها داخلها ، فيما تساءلت سمية لما يفعل ذلك ، فتوقف عن ما يفعله لينظر إليها قائلا :
-هسيب الشغل وهسافر اشتغل بره
-أنا كمان كنت هقدم استقلتي النهاردة
هتفت بتلك الكلمات بابتسامة حزينة مرتسمه على شفتيها ، جلس على مقعده الخاص بالمكتب مشبك يديه في بعضها البعض فيما أخرجت سمية الرسمة من حقيبتها وهي تتقدم نحوه ثم وقف وقامت بوضعها أمامه ، رفع عيناه إليها ثم تناول الورقة وقام بفحصها ثم عاد بالنظر إليها رآها تبتسم وتقول :
-هدية مني ليك

ثم التفتت متجه إلى مكتبها وجلست على المقعد لتتابع عملها ، ولا زال علاء ينظر إليها بعدم فهم شخصيتها ولما اعطت له الورقة ، طوى الورقة برفق ثم وضعها في جيب سرواله ..

على الجانب الأخر رأت هند صديقتها تدخل المكتب بعصبية بالغة وانهت الشغل الذي بيدها ثم دلفت إلى المكتب رأتها تدخن سيجارة بعصبية مفرطة وتشخبط على الورق بيدها الأخرى ، تساءلت هند ما بها فنظرت إليها بوجه محتقن ويا ليتها ما دخلت واهتمت بها بسبب رد كاميليا عليها بصوت عالي :
-أنتِ مالك .. بتدخلي ليه ؟
حدقت بها للحظات ثم قبضة قبضتها بقوة و وجدت نفسها تندفع في وجهها :
-أنتِ بتكلمي معايا كده ليه .. هو أنتِ شيراني بفلوسك
تركت القلم ثم نهضت وهي تسحب دخان السيجارة إلى صدرها ثم زفرته بهدوء وقالت تأكيدا على حديث هند :
-أيوه اشتريتك بفلوسي .. واقدر اشتري أي حد بفلوسي
-كل اللي أنتِ فيه ده بسببي أنا .. أنا اللي اخترت المكان ده في الأول ..
قاطعتها كاميليا بضحكة عالية ثم اطفأت سيجارة وتقدمت نحوها و وقفت معقدة ذراعيها وقالت ببرود :
-هكمل اسطوانتك .. مقدرتيش تشتري المكان عشان امكانيتك محدودة .. وأنا اشتريته واشتغلتي عندي
جزت على اسنانها بغيظ ثم صاحت في وجهها :
-كدابة .. بتكدبي وتصدقي كدبتك .. أنا ليا نص الشركة دي و اشترتها معاكي
نفخت في شدقيها بسأم ثم اتجهت نحو المكتب وقامت بفتح خزانة المال وتناولت عشرة ألاف والقت بهم في وجهها وسقطوا إلى الأرض ، ثم أغلقت الخزانة وهتفت بكبرياء :
-فلوسك اللي دفعتيها
حدقت بها في دهشة وعدم استيعاب ثم تطلعت إلى الفلوس الملقي بها على الأرض ثم عادت بالنظر إليها وتساءلت متعجبة :
-هما لسه عشرة زي ما هما ؟! .. مفيش ارباح ؟!
أشارت إلى الباب وهي تأمرها أن تأخذ المال وتخرج بره الشركة بأكملها ، تناولت المال ثم خرجت دون أن تتفوه بكلمة أخرى. فيما جزت كاميليا بقوة ثم اسقطت كل شيء فوق المكتب وهي تصدر صوتا يشبه الفحيح ثم جلست على المقعد تلتقط أنفاسها بصوت مستمع ، مريضة نفسيا تريد أن تملك كل شيء والكل يطيعها ، انحرمت من أشياء كثيرة وكانت تراها عند غيرها من الناس وهذا جعلها تغار وتود أن تكون أحسن من الجميع وتملك الذي لا يملكه أحد غيرها









******
في الصباح ذهبت إلى المنزل الذي قضيت كل طفولتها داخله وذاك المكان يفركها بأسعد أيام حياتها ، والأن عادت إليه ولكن بقلب مكسور خرجت منه ورده متفتحة وعادت إليها وردة قد فقدت الحياة ، ترجلت من السيارة ثم وقفت أمام الباب تدق الجرس و انتظرت للحظات حتى فتحت الخادمة لتسلم عليها وتضمها إليها ثم أخبرتها بمكان والدتها ..

اتجهت ديما نحو غرفة المعيشة المفتوحة على جنينة المنزل ، دخلت لتجد والدتها جالسة أمام الباب تنظر إلى الخارج وعندما هتفت بـ ماما التفتت بالمقعد المتحرك فيما ركضت ديما إليها لتضمها إليها وقبلتها على رأسها ثم ركعت على ركبتيها وقبلت يداها وأخبرتها انها اشتاقت إليها كثيرا و بادلتها بنفس الاشتياق ثم رفعت يدها لتضعها على شعرها متسائلة :
-أخبار حياتك اي وفريد عامل معاكي اي ؟
تنهدت بحزن واضح وهي تضغط على شفتيها وتقطب جبينها ثم قالت :
-ماما عايزة احكيلك على حاجة واستقبليها بهدوء
اومأت رأسها موافقة وهي تطلع إليها باهتمام فأخبرتها ديما بكل شيء حدث معها منذ يوم الزواج حتى الأن وقصت عليها ما حدث مع كارمن ، تأثرت من حديثها و وجدت نفسها تبكي على حال ابنتها ، تأثرت من دموع والدتها وقامت بمسح دموعها الساخنة ثم قالت بهدوء :
-أنا بخير يا أمي .. متقلقيش بنتك قوية
ثم قبلتها على ظهر يدها ، فيما جاء زوج والدتها ورحب بها كثيرا ، رفعت رأسها تنظر إلى الفراغ بحده وتفكر كيف تواجه ، نهضت واقفة وهي تستدير بكلتها لتطلع إليها باشمئزاز مما تعجب من نظراتها تلك وكان متوقع انها ستلقي نفسها في حضنه ، دون تفكير واجهته بما قاله فريد عنه مما اندهش من حديثها وجاء يضع يده عليها تراجعت للخلف فيما تبادلت نظرات والدتها بينهم وقالت في دهشة :
-ديما الكلام اللي بتقولي دا مستحيل
أكدت على حديثها بحده قائلة :
-لاء صح وكتب شيك بمليون جنية لإيهاب عشان قاله على لعبة فريد ..
سرعان ما تحولت نظراتها إلى العتاب وهي تشير إلى نفسها وتابعت باكية :
-ليه تسلمني لفريد وأنت عارف انه مش بيحبني .. لو عشان أنا مش بنتك بس ربتني وكنت أعمل حساب للعشرة
حك جبينه وشعر وكأن الحديث توقف في حلقة فلم يجد رد على حديثها واتهامها له لأن حديثها صحيح والاتهام ايضا صحيح ثم نفى تماما ما حدث مع كارمن وأخبرها انه لم ولن يؤذيها ، ثم تنهد بعمق وقرر أن يقول كل شيء فلم يبقى على أحد وكل شيء انكشف هتف بصوت خشن :
-الفلوس اللي بخدها دي من حقي يا ديما .. وعلى فكره الست والدتك هي كمان خاينه مش أنا لوحدي
اتسعت عيني منال في دهشة ولم تدرك ما يهتف به حتى تابع بدفعة :
-كانت بتحبني وهي على ذمة أبوكي وعشان كده طلقها .. و عشان معاها فلوس خدتك وهربت عشان تحرمه منك .. من الأخر مفيش حد نضيف الأيام دي

ثم تركهم وغادر فيما اهتز جسد ديما ولا زالت تنظر إلى الفراغ الذي كان يحتله منير منذ لحظات واضعة يدها على صدرها الذي شعرت بألم داخله من حديث زوج امها الذي هتف به للتو ، والدتها التي كانت بالنسبة لها مثل أعلى وكل شيء بالنسبة لها اكتشفت انها خائنه لزوجها السابق وكذبت عليها ، أخبرتها في السابق أن والدها هو الذي تركها وهاجر البلد ، فيما هتفت والدتها باسمها ولم تنظر ديما إليها حتى خرجت من دوامة الأفكار المزعجة إلى الواقع المؤلم والتفتت لتنظر إليها ولا زال تأثير الصدمة واضح عليها ..

رأت الدموع تنهمر من عيني والدتها وهي تهتف بالحقيقة الكاملة ، انها تزوجت من والدها بأمر من والدها انها لم تكن تحبه وكانت تحب منير ، شدت ديما أعصابها وصرخت بجنون :
-مش مبرر للخيانة .. ومش مبرر لحرماني من بابا .. حرام عليكي .. ليه عملتي فيا كده ؟!
ثم تركتها ومضت فنادت عليها بأعلى طبقات صوتها ولم تجيب عليها وتابعت السير حتى استمعت إلى استغاثتها فالتفتت راكضة إليها ورأتها فقدت وعيها ، أخذت تربت على وجنتها بلهفة وهي تنادي عليها وتبكي برهبه شديدة ، ثم تذكرت الدكتور الذي يتابع حالتها وعلى الفور تناولت هاتف والدتها وقامت بالاتصال عليه وأخبرته بحالة والدتها وطلبت منه أن يأتي على الفور ، ثم نادت على الخادمة وساعدتها على الصعود إلى غرفة والدتها بالمقعد المتحرك. ثم حملتها من أسفل ذراعيها وحملت الخادمة قدميها و وضعوها على الفراش برفق ثم طلبت ديما منها أن تنتظر الدكتور في الخارج ..

نفذت طلبها وخرجت تنتظر الدكتور ، بينما جلست ديما على حافة فراش تطلع إليها بنظرات عتاب ممزوجة بالخوف عليها ، ثم تناولت من حقيبة يدها عطر صغير وقامت بوضع القليل على راحة يدها ثم وضعته على انفها لعلها تستفيق ولكن حركت عدسة عيناها فقط أسفل جفنها ، تمتمت بالحمد لله ثم مسحت دموعها بظهر يديها وما عدا إلا ربع ساعة تقريبا و وصل الدكتور ، ثم دخل وتفقد حالة الوالدة وقام بقياس الضغط ثم طمئن ديما عليها ..

تنهدت بارتياح وهي تشكر الدكتور فيما طلب منها الدكتور أن تأخذ علاجها في معادة وستكون بخير ، اوصلت الدكتور إلى الخارج ثم عادت إلى والدتها و وقفت تنظر إليها بحزن ثم قبلتها على رأسها ، امسكت بيد ابنتها متمتمه لها بالاعتذار فحركت رأسها بخفة وهي تربت على كتفها ثم تركتها وخرجت من المنزل بأكمله ، وفتحت باب السيارة ثم رفعت رأسها لتنظر إلى المنزل وعيناها تبكي قهرا على حالها وحال ذاك المنزل الذي كان يوما من الأيام منزلا سعيدا ، ثم استقلت سيارتها وغادرت
******
ذهب إلى المعرض وأخذ ينظر إلى الأثاث التي قد اتحجز وتم الغاء الحجز بعد يومان ، أخذ يعصر جبينه بـ انامله فيما جاء إحدى العاملين واعطى له دفتر وفحص حجز وبيع الاثاث في هذا الشهر ، تفاجأ أن هذه السادسة لإلغاء حجز بعض الاثاث وهذا تسبب في ضرر في شغلة واذا استمر على هذا الوضع سيأخذون الجميع فكره سيئة عن معرضة وشركته ..


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-