Ads by Google X

رواية الزوجة مازالت عذراء الفصل التاسع


 الفصل التاسع



تفاجأ أن هذه المرة السادسة لإلغاء حجز بعض الاثاث وهذا تسبب في ضرر في شغلة واذا استمر على هذا الوضع سيأخذون الجميع فكره سيئة عن معرضة وشركته ..

أغلق ذاك الدفتر واعطى إلى العامل وطلب منه أن يكمل عمله ثم خرج واستقل سيارته ثم غادر بها متجه نحو المنزل ، وعقب وصوله صعد إلى غرفة شقيقته ليطمئن عليها وكانت تتحدث معه دون أن تنظر إليه ، قبلها على رأسها بحنان ثم جلس على حافة الفراش مستند بمرفقيه على فخذيه وأخذ يشكي لها على ما فعلته الدنيا معه ، وأول عقاب له كانت هي كارمن ، وجدت نفسها تبكي ثم قالت بوهن :
-أنت اللي عملت في نفسك كده
مسح على وجهه بأكمله ثم أشار إلى عيناه وهو يقول بندم واضح :
-كانت غشاوة على عيني .. كنت بعمل اللي نفسي فيه من غير تفكير
مسحت دموعها التي تهبط على وجنتيها حتى عنقها ثم مدت يدها إليه فنظر إلى يدها ثم امسك بها وقبلها على ظهر يدها ثم وضع رأسه على قدمها متمتما بالاعتذار على ما حدث معها ، مسحت على شعره بحنان ثم هتفت بنبرة بكاء :
-أصلح حالك واستغفر ربك .. وصلح اللي عملته على ديما ..
ثم أردفت :
-ديما يا فريد متستهلش اللي بتعمله فيها .. وكمان استغلتها لصالح شغلك
رفع رأسه ينظر في عيناها بعمق ليرى داخلهما اتهامات كثيرة وصغير في نظرها ، التفت إلى اتجاه اليسار يختبئ من نظرات شقيقته الموجة له كالخناجر الموجه إلى قلبه ، ثم ربت على يدها ونهض متجه نحو الباب ثم خرج ودلف إلى غرفته و وجد نفسه يقف أمام المرآة يتطلع إلى نفسه باشمئزاز ، ولما يا القلب خلقت قاسيا ؟! لماذا اختارتك الحياة لتكون أنت القاسي والفاسد ؟! هل في أيدينا أن نتغير إلى أحسن الأحوال ؟! ممكن أن القلب القاسي يتغير ويعشق ويحب ..

اتجه نحو الشرفة وخرج ليقف في الخارج يستنشق بعض من الهواء بعمق ثم زفر بهدوء ونظر إلى الجنينة ولفت نظرة الحمامات التي قد اصطادها ببندقية الصيد خاصته ، منع طير من التحلق في السماء تاركا أجنحته للهواء ، لم يترك أحد ألا وقسى عليه حتى الطير ..

استمع إلى صوت دقات على الباب فتنهد بألم ثم دخل وقام بفتح الباب لتخبره الخادمة أن صديقة كريم ينتظره في الأسفل ، وقف فريد مكانه للحظات ثم هبط الدرج ليجد كريم منتظرة وينظر إليه بنظرات لا توحي بشيء إلا بالقتل ، وقف فريد في مواجهته وأخبره انه يعلم سبب وجوده هنا ، قبض كريم قبضته بقوة وهو يتطلع إليه باشمئزاز ثم قال بجهور :
-أنت طلعت أقذر ما كنت متوقع ..
ثم أخذ بتلابيبه بقوة واندفع في وجهه متابعا :
-كارولين بنت هيدي لازم تكتبها بأسمك
ضحك ساخرا وهو يسحب ثيابه من قبضة كريم بهدوء ثم قال ليجعله يستشيط غيظا :
-وأنا اضمن منين انها بنتي
قبض قبضته بقوة وسدد له لكمية قوية أسفل عيناه لم تكن في الحسبان ولم يتوقع فريد ردة فعله تلك ، نظر إليه بعينين متسعتين تشبه شرارات الجحيم فيما رفع كريم سبابته وهو يقول بنبرة متوعدة :
-كمان يومين لو مجتش عشان تنفذ اللي قلتلك عليه .. العيلة كلها هتعرف قذرتك

ثم تركه وذهب فيما رخى فريد قبضته وهدأ نفسه قليلا بإخراج كلمات كريم من رأسه وكأنه لم يكن موجودا ، ثم جلس على المقعد وهو يزفر مستند برأسه إلى المقعد مغمض عيناه بإرهاق








******
بعد أن تجولت في جميع الطرق وجدت نفسها تذهب إلى الكازينو ثم وقفت أمام النيل تمسح على ذراعيها شاردة في المياه التي تتحرك بفضل الرياح الخفيفة وأخذت تبكي في صمت وكلما تعمقت في التفكير في كل ما يؤلمها ازداد البكاء ورفعت رأسها إلى السماء تشهق بصوت منخفض وصدرها يعلو ويهبط بألم ، لفت نظرها أسرة تهبط من قارب متوسط الحجم ..

مسحت دموعها على الفور واتجهت نحو المرسى الصغير ثم تساءلت عن ثمن تأجير القارب ليجيب عليها صاحبه واعطت له الكثير من المال ليتركها على راحتها ، وجاءت تركب تذكرت أحمد وعلى الفور التفتت بحثا عنه ثم تقدمت نحو إحدى العاملين وتساءلت على أحمد ، فاتجه نحو المطعم ودخل ليخبر أحمد ان فتاة ما تسأل عليه ..

خرج من المطعم برفقة النادل ليشير إلى ديما فابتسمت له فيما تقدم أحمد نحوها وهو يضع دفتر الحسابات في جيب سرواله الخلفي وينظر إليها بنظرات لا توحي بشيء إلا الحب الذي بدأ يوضح عليه عندما يراها يشعر بالسعادة وكأن قدميه ليست على الأرض ، وقف أمامها وأخذ يفحص ملامح وجهها بأكمله فيما أشارت ديما إلى القارب وطلبت منه أن يأتي معها ، نظر إلى ذاك القارب مقطب جبينه ثم اومأ برأسه موافقا ، اتسعت ابتسامتها رغم ما تشعر به من حزن داخل قلبها الذي شعرت وكأنه تمزق بالكامل ..

وهل سيأتي الحب الذي يحي ذاك القلب من جديد ؟! طرحت على نفسها ذاك السؤال وهي تجد الاجابة في عيناه ، عيناه الجميلتان التي تعمقت بالنظر إليهم بل غرقت داخلهما وتود أن تظل غارقة داخل تلك العيون الساحرة ، فيما طلب أحمد من صديق له أن يتابع الشغل بدلا منه وافق ولكن بغير ترحاب خوفا من المدير الذي من الممكن أن يطرد الاثنان معا ، ثم عاد إليها وأمسك بيدها ليدخلها القارب ثم جلسوا جوار بعضهم وتحرك الرجل في القارب ..

تبادل الاثنان نظراتهم للحظات من الصمت ثم أطرقت رأسها و وجدت نفسها تبكي في صمت وضع يده على ذقنها ليرفع رأسها ونظر في عيناها بتفحص قائلا :
-من أول يوم شفتك فيه وأنا حاسس انك شايلة هم وحزن كبير أوي
اومأت برأسها تأكيدا على حديثه ثم مسحت دموعها لتمحي الدموع القليل من الكريم ويظهر القليل من مرض البهاق ولكن لم ينشغل أحمد به ، فقط كل ما يفكر به هو تلك الفتاة التي احتلت قلبه وموطنه كوردة زرعت في قلبة وكبرت وفرعت كلما فكر بها واهتم لرؤيتها مرارا وتكرارا ، قصت ديما عليه انخداعها في زوج والدتها وايضا والدتها ولم تخبره بشيء عن زواجها حتى لا يتركها ويرحل ..

أخرج تهنيده قوية من صدره ثم قصى عليها كل شيء يخصه حتى شقيقته ليلى التي توفيت ، تأثرت ديما من حديثه عنها وتذكرت حادث كارمن المؤلم. نظر أحمد إلى الأمام ويبدو عليه الحزن والألم الحاد الذي يشعر به كلما تذكر شقيقته والحادث الأليم الذي تعرضت له ، وضعت يدها على يده بلطف فنظر إلى يدها وهي تقول بتأثر :
-أسفه عشان فكرتك
رفع رأسه لينظر إلى عيناها ثم ابتسم بحزن قائلا :
-منستهاش عشان تفكريني
ثم ترحم الاثنان عليها ثم نظر اتجاه اليمين وأشار إلى قارب أكبر من الذي هم داخله الأن فيما اقتربت ديما منه أكثر لتنظر إلى ما يشير إليه والمسافة بين رأسها ورأسه شيء لا يذكر وهو يقول بجدية :
-نفسي اشتري مركب زي ده .. ولما الاقي نفسي مضايق اروح اقعد فيه
بللت شفتيها بلسانها ثم قالت بنعومة :
-نشتري سوى
عقد حاجبيه قليلا ولاحت ابتسامة جانبيه على شفتيه ثم التفتت برأسه إليها ليلتصق انفه في انفها مما اندهشت من استدارته المفاجأة فيما اختفت ابتسامته فجأة وتطلع إلى عيناها بحب واضح و وجد نفسه يهمس دون تفكير :
-بحبك
ازدردت لعابها بصوت مستمع ثم التفتت برأسها إلى الاتجاه الأخر وشعرت بالتوتر والارتباك ، رفع يده ليضع شعرها خلف أذنها حتى يرى وجنتها اليمين ثم مسح عليها بظهر يده فابتعدت عنه قليلا وأطرقت رأسها ثم تساءلت بنبرة خجولة :
-من أمتا وأنت بتحبني
اقترب منها وهو يخرج تهنيده من صدره ثم قال :
-من أول يوم شفتك فيه
-أحمد أنت في متعرفش عني حاجة
قذت تلك الكلمات من فاها بنبرة متعجبة ثم تشجعت ورفعت رأسها لتنظر إليه ولكن سرعان ما نظرت إلى الأرض خجلا منه ، خجلانة اذا هي تبادله بنفس شعور الحب بهذه السرعة كره القلب من كان يحب وعشق غيرة ، فهل اختياره هذه المرة سيكون صحيح ؟! ، استسلمت لدقات قلبها التي تدق وجلا ، فيما هتف أحمد بجدية :
-المهم اني اعرفك
أشارت إلى الكازينو وهي تقول بنبرة مرتعشة بفضل ارتباكها :
-ممكن نرجع
لاحت ابتسامة على شفتيه ثم استدار إلى الرجل وطلب منه أن يعود بهم ثم عاد بالنظر إليها وهتف بصوت منخفض :
-معجبة بيا .. بتحبيني .. خجلك بيقول كده
رفعت كتفيها وحركت رأسها في حيرة ولم تتفوه بكلمة ولكن أصر أحمد على أن تقول شيئا حتى لو كلمة ، رفعت رأسها للأعلى تتنهد بعمق واضعة يدها على جيدها ثم غضت بصرها تاركة الهواء يداعب خصل شعرها ثم هتفت بكل ما تشعر به الأن :
-مش عارفه أنا متلخبطة .. بس بحس انك انسان كويس و قلبك طيب جدا
فتحت عيناها ونظرت إلى الأمام للحظات من الصمت ثم أخرجت هاتفها من حقيبة يدها ومدت يدها به إليه وهي تطلب رقم هاتفه ، فأخذه ونظر إليه ليسجل الرقم فيما استغلت ديما انشغاله في الهاتف ونظرت إليه وهي تعترف بينها وبين نفسها انها وقعت في غرامة ، تعجبت من نفسها على هذا الاعجاب السريع به ولكن تعجبت أكثر من قلبها الذي كره حبها الأول ومال لغيرة بهذه السرعة ، نعم من حقة أن يكره فريد فقد جعله اتعس قلب ومع ذاك الشخص عاد القلب إلى طبيعته ونبض بالحب من جديد ..

عقب انتهاءه رفع رأسه إليها لتتقابل عيناهم ولكن سرعان ما أطرقت رأسها وأمسكت بالهاتف وجاءت تسحبه من يده لم تستطيع لأنه شدد عليه فابتسمت وابتسم هو ايضا ابتسامة خفيفة وهو يتطلع إليها بحب ، حاولت أن تسحب الهاتف ولكن بلا جدوى فرفعت عيناها لتنظر إليه للحظة ثم تركت له الهاتف ، وقف الرجل عند المرسى ونهضت واقفة فيما نهض أحمد وجاء يحاسب الرجل أخبره أن الانسة دفعت له المال ، خرجت من القارب وخرج خلفها ثم وقفوا واعطى لها الهاتف ، بينما شاب يعطي للجميع ورقة إعلان عن رحلة إلى شرم الشيخ وعندما رأى أحمد اتجه نحوه وصافحة بحرارة ثم اعطى له ورقة وذهب ليكمل عمله ..

تناولت ديما الورقة من يدها وقامت بفحصها فيما نظر أحمد إليها شاردا في ملامح وجهها وشعرها وكل شيء تمتلكه تلك الشقراء الجميلة ، انتهت من القراءة واعطت له الورقة ليفحص مضمونها فقط ثم نظر إليها متسائلا :
-تحبي تطلعي الرحلة دي ؟ .. أنا وأنتِ
شعرت بالخوف حيال والدة فريد التي تشتغل في شرم وخائفة من أن تراها معه ، احتارت بين الموافقة والرفض ثم تذكرت أن شرم واسعة ومن المحتمل ألا تراها ، وافقت بشغف فابتسم ثم أشار إليها أن تمضي وسارت معه وهو يقول :
-خلاص هحجز تذكرتين وكلميني عشان أقولك على المعاد
-لاء أنا هحجز تذكرتي .. مش حابة أغرمك
صعدوا الدرج وهو يضحك ضحكة خفيفة ثم توقف عن الضحك وتساءل :
-هو أنا عشان بشتغل هنا يبقى مش معايا فلوس ؟!
هتفت بنبرة هادئة :
-مش قصدي .. مش معقول هتصرف مرتبك يعني على رحلة
خرجوا من البوابة وأشارت إلى سيارتها فأمسك بيدها وعدى بها الطريق ثم فتحت باب السيارة وجلست أمام الوقود ، أغلق الباب ثم دق على النافذة لتضغط على زر هبوط النافذة ثم قال :
-أنا زي ما قلتلك بشتغل عشان أصرف على نفسي وعم الاقي شغل بإذن الله

نظرت إليه مبتسمة ثم وضعت حزام الأمان عليها و ودعته وشغلت محرك السيارة لتغادر ، ظل واقفا أمامه ينظر إلى السيارة حتى اختفت من أمام عيناه ثم عاد إلى عمله ، دخل إلى الغرفة التي يبدل بها ثيابه وتناول هاتفه ثم اتصل على صديق له ليجيب عليه وتسأل أحمد عن اتفاق مشترك بينهم ، ليجيب عليه :
-متقلقش يا أحمد كل اللي قلت عليه حصل
ثم انهى معه المكالمة ونظر إلى الفراغ بنظرات شر واضحة لا أحد تعود عليها من أحمد ، ثم خرج ليتابع عمله
******
وصلت إلى المنزل لتجد كريم في انتظارها واقفا بجوار البوابة ، اوقفت السيارة عندما رأت كريم يقترب منها ثم فتح الباب ليجلس على المقعد المجاور لها وهو يسحب دخان السيجارة ثم زفر دخانها بهدوء والقى بها خارج السيارة ثم نظر إليها وقال بجدية :
-ديما أنا لو اعتذرت لك من دلوقت لحد ما أموت مش هتسمحيني
تنهدت بسأم ثم نظرت إليه بنظرات قاتلة وقالت بصوت عنيف :
-قول كل اللي عندك بسرعة يا كريم .. عشان مقتلكش
-جاي أقولك اني بريء من اللي حصل في كارمن .. واللي عمل كده إيهاب
نظرت إليه باهتمام واضح وهي تتساءل كيف علم انه إيهاب ليجيب عليها بجدية :
-إيهاب كان مرتبط بواحده وفريد خدها منه .. رجع تاني عرف واحده وخطبها .. عجبت فريد حاول يوصلها البنت طلعت تقيلة و وفيه لإيهاب .. فريد كان فيه نار عشان ايهاب شمت فيه وعشان البنت رفضته ، فريد خطفها واعتدى عليها

دفنت وجهها في كفيها تحرك رأسها بجنون ثم نظرت إليه واندفعت باشمئزاز :
-أي القذارة والوقاحة دي .. مش قادرة أصدق اللي بتقوله
أكد كريم على حديثه وأخبرها بما حدث مع فريد وشقيقته وطلب منها أن تقنعه أن يسجل البنت باسمه ، ثم هتف بنبرة حزن واضحة :
-ديما أنا بموت من الندم .. وموضوع كارمن ده شاغل دماغي .. عشان أنا اول ما شفتها أعجبت بيها ونفسي بجد إيهاب ياخد جزاءة
ثم ترجل من السيارة ليغادر فيما انهمرت الدموع من عيناها ، استمرت خطبتها من فريد لمدة ستة أشهر وتقابلت معه كثيرا ولم تعلم عنه شيئا حقا فتاة بلهاء حمقاء وضحك عليها باسم الحب واستغلها ، شغلت محرك السيارة ثم دلفت إلى المنزل وصفت السيارة جانبا ثم ترجلت ودخلت المنزل لتجد فريد يخرج من المكتب برفقة إيهاب ويتحدث معه بصوت منخفض ، عقدت حاجبيها وهي تطلع إليهم باشمئزاز وتقزز ، فيما صافح إيهاب فريد واتجه نحو الباب ولاحظ نظرات ديما له ثم خرج مغلقا الباب خلفه ..

دست يديها في جيبي سروالها ثم تقدمت نحو فريد و وقفت في مواجهته وقالت بجدية :
-كان عندك حق في كل كلمة قلتها عن انكل منير و ماما
رفع يده وكاد أن يضعها على وجنتها تراجعت للخلف بعيدا عنه ثم هتفت بصوت عنيف :
-كريم قابلني قدام البيت وقالي على كل حاجة .. وحكايتك مع هيدي ..واللي عملته مع البنتين اللي كان ايهاب مرتبط بيهم
ثم تبادلت نظراتها إلى الاشمئزاز وهي تتابع :
-مكنتش أعرف انك بالوقاحة دي .. طلقني بالذوء يا فريد مبقتش طايقة ابص في وشك
جاءت تمضي قبض على معصمها فحاولت أن تحرر معصمها ولكن شدد عليها وبيده الأخرى أحاط خصرها ليضمها إليه رغما عنها وارتكز بذقنه على كتفها متمتما لها بالاعتذار على ما فعله به ، حاولت التحرر منه ولكن شدد عليها أكثر حتى شعرت بألم في الجنب اليمين ثم نظر إليها وقال بتأكيد :
-ديما أنتِ لسه بتحبيني .. أوعدك اتغير و اعوضك عن كل اللي فات
-طلع الاوهام دي من دماغك .. أنا لما بحب بحب اوي ولما بكره بكره أوي
هتف بعدم تصديق :
-بتكدبي يا ديما .. مستحيل تكرهيني
ضحكت ساخرة ثم حركت جسدها بين يديه فتركها لتبتعد عنه ثم هتفت بحده :
-صلح أخطائك يا فريد عشان خاطر أختك .. وعلى فكرة كريم قال انه ايهاب اللي خطفها .. يا تجيب حقها يا اما هبلغ عنك وعنه

ثم تركته وصعدت إلى الطابق العلوي ودخلت غرفة كارمن لتطمئن عليها رأتها نائمة ، قبلتها على رأسها بحنان ثم تركتها ودلفت إلى غرفتها واوصدت الباب جيدا ثم بدلت ثيابها و وقفت أمام المرآة تمحي الكريم من على بشرتها وحديث أحمد يدور في رأسها وتفكر به لتجد نفسها تبتسم ثم دلفت إلى المرحاض وغسلت وجهها ويدها ثم رفعت رأسها إلى المرآة لترى البهاق وتذكرت علاجها التي لم تعد تهتم به وايضا توقفت عن المتابعة مع الدكتور ..

تنهدت بعمق وقامت برفع شعرها إلى منتصف رأسها على هيئة كعكة ثم خرجت وتناولت الهاتف ثم مددت على الفراش ونظرت إلى رقم أحمد وترددت أن تتصل به ثم نظرت إلى ساعة الهاتف التي تدق الثامنة مساء ، عادت بالنظر إلى الرقم مجددا والابهام فوق علامة الاتصال ، تود أن تتصل إليه فقد شعرت بالاشتياق له وإلى كلماته الساحرة ولكن مترددة خجلا منه ، أغلقت الهاتف على الرقم ثم ضمته إلى صدرها









******
عقب سماعها إلى دقات على الباب انهت المكالمة مع صديقتها التي كانت تشتكي إليها من والدها الذي رفض أن تدخل الجامعة ، وضعت الهاتف جانبا ثم نهضت من مكانها متجه إلى الباب وقامت بفتحه لترى معطف أبيض خاص بالدكاترة معلق على شماعة وشقيقها يمسك به ، نظرت إلى شقيقها في دهشة وهو يقول مبتسما :
-هتبقى أجمل وانجح دكتورة
شهقت في سعادة ثم القت بنفسها داخل أحضانه وأحاط خصرها بذراعة ليضمها إليه أكثر وقبلها على رأسها ، ثم ابتعدت عنه قليلا لتنظر إليه بسعادة بالغة وهي تتساءل :
-بابا وافق ادخل كلية الطب
-وافق يا سكرتي
ثم ساعدها على ارتداء المعطف ودخل معها الغرفة لتقف أمام المرآة تطلع إلى نفسها بابتسامة واسعة وتصفق بيدها ، ثم عانقته مجددا فضمها إليه بقوة وقال :
-أنا موجود عشان أسعدك بس يا روحي
-ربنا يخليك ليا يا أحمد
وضع وجنتيها بين يديه وقبلها على جبينها فيما دخل والدها برفقة زوجته وهو يهنئها بالدراسة الجديدة فنظرت إليه بسعادة ثم اقتربت منه ليضمها إليه ومسحت والدتها على شعرها بحنان وهنيئتها هي الأخرى ، فيما تنهد أحمد بعمق ليشعر بالنشوة ثم خرج من الغرفة فخرجت والدته خلفه تنادي ..
توقف عن السير والتفتت إليها وقفت تربت على صدره وقالت :
-ربنا ميحرمناش منك يا حبيبي
قبلها على ظهر يدها وهو يبتسم ثم تركها ودخل غرفته وهو يفتح الهاتف لينظر إلى خلفية الشاشة التي تجمع بينه وغادة وليلى الذي ذهبت عن عالمهم ، ثم القى بالهاتف على الفراش وقام بفك ازارا قميصه فيما رن هاتفه فخلع القميص وضعه على الفراش ثم جلس على الحافة وهو يتناول الهاتف ونظر إلى شاشته التي تضيء برقم غير مسجل ، تبسم لأنه يعلم جيدا انها ديما ..

فتح المكاملة و وضع الهاتف على أذنه ليستمع فقط إلى صوت انفاسها التي تخترق أذنه كرياح هادئة تهب على قلبه لتجعله يشعر بنبضاته تدق في صدره ، كل هذا حدث له بمجرد أن استمع إلى انفاسها فماذا عن صوتها ؟ ، وجد نفسه يغض بصره وبكل هدوء وضع ظهره على الفراش ويده الأخرى أسفل رأسه ليشعر وكأنه في عالم أخر يجمع بينهم فقط ، عالم من الحب والأمان ، ويود الأن أن يتمايل معها على انغام أنفاسها الساحرة ويود أن يستمع إلى دقات قلبها لتكمل المقطوعة الموسيقية الرائعة التي لم ولن يسأم منها ..

عضت على شفاها السفلى وكسرت حاجز الصمت بقولها الناعم :
-حبيت أكلمك عشان تسجل رقمي
ثم نهضت من مكانها وقامت بفتح الدولاب لتأخذ معطفه ثم عادت إلى الفراش وأخذت تستنشق عطره الذي لا زال به ، فيما قال همس أحمد :
-أجمل حاجة حصلتلي النهاردة اني شوفتك واتكملت معاكي ..
اتسعت ابتسامتها وهي تضم المعطف إليها أكثر واستمعت إلى صوت أنفاسه التي تهمس :
-بحبك
دق قلبها برهبه شديدة وكأنها فتاة في مرحلة المراهقة وأول مرة تقع في غرام شاب ، تنهدت بعمق ليستمع إلى صوت تلك التنهد الذي يدل على مدى سعادتها بحبها لها وهذا جعله يشعر بالسعادة
******
بعد يومان ذهب مصطفى إلى عمله ثم دخل إلى المكتب وجلس على المقعد الخاص به ثم رفع سماعة الهاتف ليخبر سكرتيرة صاحب الشركة انه وصل الشغل ، فيما دخلت فتاة تدعى رهف صافحة بحرارة وهي تهنئه على الزواج ثم تساءل عن ايمي ، جلست على المقعد المجاور للمكتب وصمتت للحظات ثم قالت :
-هي عند استاذ خليل
ضيق عيناه قليلا متعجبا لما هي عنده الأن ثم نهض من مكانه وخرج متجه نحو مكتب أستاذ خليل ، وعقب وصوله صافح السكرتير وباركت له على الزواج ثم دخل إلى المكتب ليجد ايمي جالسة بجواره على الاريكة ، فنظرت إليه في دهشة فيما تقدم مصطفى نحوهم وجلس على مقعد مجاور للأريكة ولفت نظرة علبة حلوى أعلى المنضدة ..

نظر إلى المدير متمتما له بالاعتذار بسبب دخوله دون استئذان فابتسم له ومد يده ليصافحه مصطفى وتقبل منه التهنئة (( أستاذ خليل صاحب شركة الحلوى الذي يشتغل مصطفى بها محاسبا ومعه ايمي وهو في بداية الأربعينات ولا زال وسيم )) ، تناولت ايمي علبة الحلوى وهي تنهض من مكانها ثم مدت يدها إلى أستاذ خليل فوضع يده في يدها وشدد عليها مما لفت انتباه مصطفى وشعر بالغيرة عليها فهو يشتغل هنا من قبلها ويعلم الكثير عنه واول شيء يعلمه هو انه يعجب بالفتيات ، تنحنح مصطفى وهو يتطلع إلى ايمي بنظرة جحيم لترى تلك النظرة وقامت بسحب يدها على الفور خوفا من أن يوبخها لاحقا ثم خرجت من المكتب ..

تحدث مصطفى مع أستاذ خليل لدقائق عن الشغل والحسابات الأخيرة ثم تركه وعاد إلى مكتبة وقام بالاتصال على ايمي وطلب منها أن تأتي ليتحدث معها ، ثم القى بالهاتف على المكتب وشبك يديه في بعضها البعض وهو ينظر إلى الفراغ بنظرات جامدة حادة كادت أن تخترق ذاك الحائط الذي أمامه ، وصلت ايمي إلى المكتب وجلست وهي تهنئة على الزواج بنظرة حزينة ، جعلته ينسى ما حدث من أستاذ خليل وينظر إليها بحب وعطف ..

نهض من مكانه متجه نحوها و وقف بجوارها يمسك يدها وانهضها من مكانها لتقف أمامه ثم مسح على وجنتها برقة وهو يقول باشتياق واضح في نبرة صوته :
-وحشتيني
أطرقت عيناها ويبدو عليها الحزن الشديد.، قبلها على جبينها بحنان وهو يمسح على ذراعيها ثم قال :
-بحبك .. مش هستغنى عنك أبدا
رفعت عيناها لتنظر إليه مقطب جبينها وهي تقول بنبرة مؤلمة :
-أنت اتجوزت خلاص يا مصطفى .. قصة حب وانتهت
شدد على ذراعيها وهو يقول بحسم :
-لاء يا ايمي منتهتش .. دي هتبتدي .. وهنتجوز
ابعدت يديه عن ذراعيها وتراجعت خطوتين للخلف وهي تنظر إليه في دهشة قائلة :
-نتجوز ؟! .. عايزني ابقى زوجة تانية يا مصطفى ؟!
-لاء يا روح مصطفى .. هتبقي الحب الأول والزوجة الاولى ..
ثم جلس على المقعد وتابع مبتسما :
-أنا ريحت أهلي واتجوزت .. ولازم اريح نفسي أنا كمان

وضعت يدها على فاها وهي تومئ رأسها نافيه ثم قالت بحده :
-مش موافقة طبعا .. مستحيل اقبل بكده
ثم اتجهت نحو الباب فيما نهض مصطفى مناديا عليها ولكن تابعت السير وخرجت مغلقة الباب خلفها ، مسح على شعرة من الأمام إلى الخلف عدة مرات ، ثم القى بجسده على المقعد وهو يخرج تهنيده قوية من صدرة ثم هتف بـ كلمة بحبك







******
وقفت أمام مكتبة تحسس عليه بيدها وشعرت بألم الاشتياق في صدرها الذي حقا يؤلمها عندما جاءت الشغل في الصباح ولم تجده ، اغمضت عيناها تزفر بهدوء وتعجبت من قلبها الذي عشق بهذه السرعة ، عشق ؟ نعم اعترفت بينها وبين نفسها انها تفكر به كثيرا وتريد أن تراه أمامها طوال الوقت ..

فتحت عيناها ثم جلست أمام مكتبها واستندت بجانب رأسها على قبضة يدها وبيدها الأخرى تناولت قلم وأخذت تشخبط على ورقة بيضاء أمامها لدقائق ليست قليلة ولم تسأم من الشخبطة ، انفتح بابا المكتب وأول ما نظر إليه هو مكتب سمية وعندما رآها وجد نفسه يبتسم ، رفعت عيناها عن الورق لتنظر إلى ما فتح الباب واندهشت من وجود علاء ، حقا هو أمامها ؟! عاد إلى العمل مجددا ولم يتركه ..

نهضت واقفة وهي تطلع إليه بسعادة ثم وجدت نفسها تبتسم بابتسامة واسعة ، دخل وأغلق الباب ثم وقف أمامها واضعا يديه في جيبي سرواله ثم قال مبتسما :
-على فكرة أنا رجعت الشغل عشانك


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-