Ads by Google X

رواية الجثة العاشرة كاملة بقلم شهد وائل


 الجزء الاول


كان يجلس على المقعد داخل المكتب الخاص به في المشرحة، يحتسي فنجال القهوة الخالية من السكر و ينظر إلى الأوراق المبعثرة أمامه، ثم قام بإلقاء الأوراق بعيدًا و وقف، خرج من المكتب متجهاً إلى غرفة التشريح ليلقي نظرة على الجثة الجديدة، الجثة العاشرة اليوم، ثم خرج من غرفة التشريح و ذهب إلى غرفة المساعد الخاص به سيد لكنه لم يجد سيد بالغرفة فـ ذهب إلى غرفة الشيخ جمعة وهذا هو الشيخ الذي يقوم بتغسيل و تكفين الجثة بعد تشريحها، عندما ذهب إلى غرفة الشيخ جمعة وجد سيد هناك و وجدهم يتشاجرون كالمعتاد، قرر أن ينهي شجارهم فتحدث قائلًا:
"أية يا جماعة الصوت ده؟ في ايه انتوا بتتخانقوا كالعادة ولا اية؟"
كاد الشيخ أن يجيب عليه لكن سيد قاطعه قائلًا:
"مفيش حاجة يا ريس احنا كنا بنتكلم بصوت عالي بس، ولا اية يا شيخ رمضان؟"
ليجيب عليه الشيخ بغير رضا:
"ايوة يا ريس كلام سيد صح، احنا كنا بنتكلم بس."
أجاب الطبيب محمد عليه بضجر:
"ريس ايه يا شيخ رمضان انت قد ابويا الله يرحمه، قولي يا محمد عادي."
ليجيب عليه الشيخ بحرج:
"المقامات لازم تتحفظ بردو يا ريس."
أجاب محمد عليه:
"لا يا شيخ رمضان انا بالنسبة ليك محمد وبس، و يالا يا سيد نروح نشوف الجثة الجديدة اللي في اوضة التشريح."
أجاب سيد بخوف:
"اعفيني يا ريس انا مش هشرح الجثة دي، انت متعرفش دي جثة مين ولا اية؟"
أجاب محمد ببرود:
"عارف، جثة واحد كان بيشتغل في الدجل و الشعوذة."
أجاب سيد بذعر:











"يعني انت عارف يا ريس دي جثة مين و عايزني اشرحها معاك، لا انا خايف!"
أجاب محمد بحدة:
"سيد انا مش عايز رغي كتير، انا رايح الاوضة دلوقتي و ثواني و الاقيك ورايا."
ذهب محمد إلى غرفة التشريح، و ذهب سيد خلفة وهو يسب الدجال لكنه خائف من المجهول، على الرغم أن سيد يعمل بالمشرحة منذ زمن لكنه مازال يهاب الجثث و بالأخص الجثث اللتي مثل جثة هذا الدجال، وقف الطبيب محمد في منتصف الغرفة، أمام الفراش المعدني الذي يوجد فوقه الجثة، ثم قام برفع الغطاء من على الجثة، و تحدث إلى سيد قائلًا:
"حضر الأدوات يا سيد معلش عقبال ما اغسل أيدي و اجي."
ذهب سيد لإحضار الأدوات و غسل محمد يده ثم عاد للغرفة من جديدو لم يجد سيد لكنه لم يهتم، قام بإخراج هاتفه المحمول من جيب بنطاله و اخذ يتصفح إحدى مواقع التواصل الاجتماعي لكن بعد خمس دقائق سمع صوت السيدة فيروز تقول "انا لحبيبي وحبيبي الي، يا عصفورة بيضة لا بقى تسألي."
اخذ ينظر حوله بدهشة و تعجب، كيف أتى صوت المطربة فيروز إلى هنا، بالتأكيد هذا الصوت لم يأتي من غرفة الشيخ جمعة لأنة لا يستمع إلى أي نوع من الموسيقي، وسيد ذهب لجلب أدوات التشريح!
ترك الهاتف من يده و خرج مسرعًا من الغرفة و اخذ ينظر هنا و هناك لكن لم يجد واحد بالمشرحة ومع ذلك صوت السيدة فيروز مستمر!
رجع لغرفة التشريح مرة أخرى، وجد الجثة تجلس و تنظر له بحدة بعيونها الحمراء مثل الدماء، ثم تسطحت على الفراش و أغلقت عيناها مرة أخرى!
جلس محمد على المقعد مرة أخرى و اخذ ينظر إلى الجثة بخوف لكنه، اقنع نفسه أن ما حدث ليس إلا خيال صنعه عقله عندما استمع إلى خوف سيد، أخرج هاتفه و قام بتشغيل سورة البقرة و اخذ يرتل مع الشيخ، جاء سيد بالأدوات و اعتذر عن تأخيره قائلًا:
"معلش يا ريس اتأخرت، بس كنت في الحمام."
لن يهتم محمد بحديثه و قام بامساك المشرط؛ لتشريح الجثة، بدأ بالمعدة، عندما قام بفتح المعدة ظهرت الدماء لكن لون الدماء كان اسود و هذا شئ غير طبيعي فنظر إلى سيد متسائلًا:
"سيد، ايه اللي يخلي الدم اسود كده، هو مش مات من كام ساعة بس!"
أجاب سيد قائلًا:
"يا دكتارة انا قولتلك بلاش الجثة دي انا مش مطمن."
أثناء الحديث صدر صوت من داخل الجثة! نظر سيد و محمد إلى الجثة بدهشة ممزوجة بخوف، تحدث سيد قائلًا:
"يا ريس انا مش هكدب عليك، انا خايف مش قادر اكمل حاسس ان هيحصلي حاجة، دي اول جثة تبقى كده!"
أجاب محمد بتردد:
"خلاص يا سيد روح اوضة الشيخ رمضان ارتاح شوية وانا هخلص الجثة دي، ولو عايز تروح ماشي."
ابتسم سيد و أجاب قائلًا:
"شكرا يا دكتور، انا ماشي بقى."
ذهب سيد إلى بيته الذي يعيش به مع والدته و أخيه الصغير، ظل محمد يشرح الجثة ذات الحركات الغريبة و انتهى من تشريحها الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، ثم صعد إلى غرفة المكتب مرة أخرى و اخذ يكتب تقرير عن الجثة.









**التقرير**
الجثة لرجل في منتصف العقد الرابع، طويل القامة، يرتدى بنطال أبيض و قميص أسود، حافي القدمين، يوجد بعض التمزقات في قميصه و عليهم آثار دماء، علامات التحلل لم تظهر بعد لكن دماء الجثة لونها اسود، يوجد بعض الحشرات تخرج من فم الجثة، و الأهم من هذا أن يوجد جرح بطول ٧ سم بـ رقبة الرجل و هذا يدل على أنه قتل، لكن لا توجد آثار ايد أو اي شئ على الجثة، لا توجد آثار فاعل.
بعد الانتهاء من التقرير، ذهب إلى غرفة الشيخ جمعة؛ ليخبره أن الجثة جاهزة، ثم رحل من المشرحة متجه إلى قسم**** للتحدث مع المسؤول عن قضية هذا الدجال.
ذهب محمد إلى القسم و سأل عن الضابط محمود المسؤول عن القاضية و عرف مكان المكتب الخاص به، و استأذن للدخول ثم دخل و بعد السلام و الاستفسار عن حال كل منهم؛ لأنهم أصدقاء منذ سنوات كثيرة، أعطى محمد التقرير لمحمود و اخذ يتحدث عن الجثة قائلًا:
"مش عارف اقولك أية يا محمود بس فعلا دي اغرب جثة اشرحها، مفيش آثار للقاتل بس واضح جدًا أنه مقتول، ده غير الدم الاسود و غير الصوت اللي خرج منه، انا مش فاهم حاجة بجد!"
أجاب محمود بهدوء:
"اهدي يا محمد و كبر دماغك و بأذن الله مش هيحصل حاجة تاني."
وبعد حديث طويل حول الجثة قام محمد و صعد سيارته؛ ليذهب إلى بيته بعد يوم شاق وطويل.
اثناء الطريق إلى البيت ظهرت بجانبة جثة الدجال! دهش محمد من وجود الجثة بجانبة و صدم بشجرة أمامه وهو يقود!
جائت مكالمة هاتفية الضابط محمود تحمل خبر اصتدام صديقه أثناء قيادته للسيارة، وتم نقله إلى أقرب مستشفى، ذهب محمود إلى المستشفى و قابل الرجل الذي تحدث معه في الهاتف منذ نصف ساعة، ذهب محمود تجاه الرجل ثم تحدث قائلًا:
"سلام عليكم، انا محمود اللي حضرتك كلمته من شوية، اقدر اعرف حضرتك وصلت لصاحبي ازاي، و حالته ايه دلوقتي؟"
أجاب الرجل عليه:
"انا اسمي احمد مش حضرتك احنا من سن بعض، المهم انا كنت مروح من الطريق اللي لاقيته فيه، لاقيت العربية مخبوطة في شجرة و هو دماغة مليانة دم، اخدته في عربيتي و جبته هنا، و الدكتور قال أن حالته كويسة إلا حد ما، بس انا لاقيت حاجة غريبة اوي في العربية."
أجاب محمود:
"حاجة أية؟"
أحمد بشرح:
"لاقيت سائل أسود عامل زي الدم جنبة على الكرسي!"
صمت محمود و اخذ يربط الأحداث ببعضها و جائت برأسه أن الدجال هو السبب!
لكنه نفض هذا الخيال من رأسه، و اخذ يحدث والدة محمد لتعلم ماذا حدث له لكنها لم تجيب على مكالماته، ظل يفكر محمود كيف يصل إلى والدة محمد، تذكر أن معه رقم سيد و تذكر أيضًا أن سيد يستطيع الوصول إلى والدة محمد، قام بالإتصال بسيد و سرد له ما حدث لمحمد و طلب منه الوصول إلى والدة محمد قال سيد له أنه سوف يأتي بها إلى المستشفى بعد نصف ساعة.
بعد خمسة عشر دقائق قام سيد بالإتصال بمحمود، نظر محمود إلى الهاتف بحيرة ثم أجاب قائلًا:
"في أية يا سيد انت مش قولت نص ساعة و جاي."
أجاب سيد بخوف:
"الحقني يا محمود باشا، والدة الريس مقتولة!"
اجأب محمود بعدم تصديق:
"مقتولة ايه يبني انت بتهرج!"







أجاب سيد:
"لا والله يا باشا، انا قعدت اخبط عليها محدش فتح ف قلقت عليها و كسرت الباب لقيتها عايمة في دمها في الحمام و مكتوب على المرايا بدم اسود "جزاء العبث بجثتي." انا مش عارف اتصرف يا باشا!"
أجاب محمود بصدمة:
"انا هاجي دلوقتي يا سيد وتعالى انت لمحمد هنا، انا عشر دقايق و اكون عندك."
أغلق محمود الهاتف مع سيد و قام بالإتصال برئيسه بالعمل و أخبره بحالة القتل و طلب أن يكون هو المسؤول عن هذه القضية و أن يرسل له فريق عمل، وصل محمود البيت و تأكد من اقوال سيد و علم أن صاحب الجريمة هو الدجال!
عند سيد، فاق محمد من نومه و علم بما حدث لوالدته و ذهب إلى بيته و نظر إلى والدته نظرة أخيرة ثم بكى و اخذ يسب نفسه ظنًا منه أنه هو السبب في موتها!






الجزء الثاني من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-