رواية حورية في قبضة الشيطان الفصل الثامن عشر


 (الفصل الثامن عشر)


شهقة قوية مدمرة قد صدرت من قلب هذه الأم
القابعة في هذه الغرفة المجاورة لولدها الوحيد
فهي ما زالت تقنع نفسها أنها هي السبب فيما
حدث لولدها رعد، فهي منذ يومان وهي لا تدري
بمن حولها وما الذي يحدث في الخارج غير تلك
الكلمات التي اردفت بها تلك الممرضة بعد أن خرج
الطبيب واخبرها بموته، فهو بالنسبة لها كأنه حلم تريد
أن تفيق منه وأن تأخذ رعدها ووحيدها الذي حرمت
من وجوده كل تلك السنوات وأن تخفيه في أحضانها.

ترجع بذاكرتها إلى الوراء فيما حدث معها بعد خروج
الطبيب من تلك الغرفة وما أخبرهم بما حدث بداخلها
التفت علي آثر ذلك صوت تلك الممرضة وهي تخبر
الطبيب بما حدث لهذا القابع بالداخل.

فلاش باااااك.
أسرعت بخطوات غير منتظمة غير مصدقة بما حدث
لهذا الراقد، وكأنها بمثابة معجزة إلهية قد أصابته
وارجعته إلى الحياة من جديد.

هتفت الممرضة وهي لا تزال تلك الصدمة مؤثرة
علي ملامحها..
ألحق يا دكتور المريض نبضه رجع تاني، الحقه قبل
ما يحصل ليه حاجة تانية بسرعة.

سري بخطوات مسرعة إلى غرفة العمليات وهو لا
يكاد أن يصدق بما أخبرته به تلك الفتاة وما تردد
علي مسامعه، قبع بالداخل لعدة دقائق ثم خرج
إليهم لكي يخبرهم بما حدث مع المريض.

نطق الطبيب باسف ولكن يحمل بعض الأمل الذي
ظهر علي وجهه من جديد..
اطمنوا يا جماعة المريض لسه عايش مع إنه مستحيل
لإن إحنا حاولنا معاه كتير بس القلب مش استجاب
بس دي فعلاً معجزة، بس للأسف القلب نبضه ضغيف
وهو دلوقتي دخل في غيبوبة مؤقتة شكله أتعرض
لصدمة قوية اثرث علي أعضاءه، وده إلى خلاه إنه
يدخل نفسه في دايرة مغلقة خاصة بيه علشان يقدر
يستوعب إلى حصل معاه ده، بس أحب اطمنكوا
إنه بقي كويس عن الأول شوية أدعوا ليه أستأذن
أنا.

ارتضم أحدهم علي أرضية المشفي أثر هذا الكلام
التفت جميعاً لرؤية هذا الصوت وما هي إلا ميار
جني جنونهم واستدعوا الطبيب لرؤيتها وهذا ما
كان ينقصم جميعاً.
بااااااك.

بعد أن صدرت هذه الشهقة من ميار ذهبت إليها
أختها فهي من جلست معها طوال هذين اليومين
لمراعتها هي وولدها، الذي كان بمثابة حزناً قد خيم
علي الجميع، أطلقت ميار اها مؤلمة قد صدرت
من روحها فهي ما كانت السبب بما حدث لرعد
والتي لم تستوعب إلى الآن أنها قد تري ولدها
رقيدا في المشفي وأين في الغرفة المجاورة لها.

قامت ياسمين بامساك يداها الاثنان لكي تقوم
بالاطمئنان عليها، فهي الآن في أوج سعادتها التي
فقدت كل تلك المدة..
ميار أنتي صحيتي قومي يا حبيبتي عشان أبنك
لازم تكوني قوية عشان تكوني جنبه، هو دلوقتي
محتاجك أكتر من أي وقت فات قومي يا حبيبتي
قومي عشان تنتقمي من إلى عمل فيكي كده، وهو
كان السبب في حرمانك من ابنك وجوزك يلا
قومي وخودي حقك من إلى دمر عائلتك.

تلك الكلمات قد ترددت صداها في كل خلية من
قلبها وروحها، وقد بثتها بالقوة والعزيمة وهذا ما
كانت تنتظره لكي تنتقم بمن كان السبب في دمار
عائلتها ألا وهو جون رئيس مافيا الصقور.

==============================
أما في الجهة الأخرى.

تجلس أمامه والندم يتاكلها من الداخل، فهي قد
قامت بظلمه ولم تقدر حبه وعشقه الذي كان يتوسله
بمجرد نظرة واحدة منه، ولكنها قد فات الأوان وها
هو راقد أمامها ما بين الحياة والموت.

قامت حور بالجلوس بقربة وضمت رأسه في أحضانها
تبس بها القوة والإصرار علي عدم فقدانه، فهي
أصبحت تعشقه وتتمني أن يصحو لكل تجعله أسعد
شخصاً في العالم.

هتفت حور بألم والحزن يتاكلها من الداخل، ندماً
وخزيا علي ما أصابه وهي لا تدري ما مر به في
حياته منذ الصغر، فهو ليس شيطان إنما هو عبارة
عن طفلاً ضائعاً يريد من يحتويه بداخله، ويبثه
بالحنان والحب الذان لهما أثراً في استحابته
وافاقته من جديد..
رعد قوم عشان خاطري أنا مقدرش أعيش من غيرك
أنا بعشقك بقيت حته مني، عارف أول مرة شوفتك
فيها كنت بتبين فيها إنك شيطان بس أنت مش كده
أنا شوفت في عينيك حنية وحب خاص لياا أنا
تب فاكر لما طلبتك في المستشفى واعترفت ليك
بحبي كنت زي الطائر إلى ملك الدنيا، حبيت ضحكتك
وروحك الحلوة، أنا فعلاً والله العظيم بعشقك وأنا
إلى عاوزة اتجوزك وأكون أم أولادك، أنا عذراك إلى
حصل معاك ده مفيش أي مخلوق يستحمله قوم
عشان خاطر والدتك دي نايمة في الاوضة إلى جنبك
مش استحملت إلى حصل معاك ده، سامحها هي
مش ليها ذنب كلنا محتاجينك قوم عشان تنتقم من
كل إلي غدر بيك وحرمك من أهلك يلا يا رعدي
قوم والنبي عشان أنا مقدرش أعيش من غيرك.

القت حور بنفسها في أحضانه تستنشق روحه وعبيره
والندم يتاكلها فيما فعلته معه، لم تعلم أن هذه الكلمات
قد أحيت قلبه من جديد وها هو في صراع داخلي
ولكنه قد عزم علي فعل ما يجب أن يتم أحداثه منذ
زمن.

==============================
بخارج المشفي.

تقف في مواجهته والندم والخزي يتاكل بداخلها لا تستطيع
رفع عيناها في لقاءه فهي قد قامت بخداعه
ولم تستطع أن تقوم بتبرير ما فعلته لأنها هي نفسها
لا تلقي جواباً لما فعلته هي، ولكن يعلم قلبها أنها لن
ولم تحب غيره.

نطقت جنان بنبرة هامسة ولكنها تحمل التوسل
والألم ترقرقت الدموع في عيناها وهي تري البرود
والجمود يرتسم علي ملامحه دون أدنى تعبير
للسماح والتواضع بالنسبة لها..
مالك أنا مش عارفة أقول ليك إيه ولا اعتذاري هيقدر
يداوي جرحك ولالا، بس إلى أقدر أقوله إني مش
عرفتك كشخصك إنما عرفتك كمالك النمر إلى محدش
يقدر عليه، بس ربنا يعلم أنا قلبي حبك أزاي أنت مش
هتصدقني بس لو سمعت قلبي هتحس بيه، والندم
إلى جوايا عمره ما هيقدر يوافي إلى عملته في
حقك ولا يجازيه أزاي.

نظرت في ملامحه لعلها تري أي ذرة تأثر في كلامها
ولكنها رأت الجمود والبرود ونمرا قاتلاً قابع أمامها
تحدث مالك بدون تأثر عكس البركان الناري المشتعل
بداخله..
أنا حبيتك بجد حب عمري ما حبيته ولا هحبه زي
إلى حبيته ليكي، قدرت توصلي لقلب مالك الشخص
الإنسان مش مالك النمر بس أنا مش قادر أستوعب
إلى أنتي عملتيه ده، تعرفي أنا زمان حبيت واحدة
وده إلى كنت فاكره اديتها كل إلي حلمت بيه، بس
غدرت بياا زيك عارفة أزاي لجأت لالد أعدائي
وخانتني معاه كان جرح كبير بالنسبة لياا كنت مفكر
إن ربنا عوضني، بس للأسف كلكوا زي بعض جنس
خاين وأنا عمري ما هسامحك وزي ما جرحتي قلبي
هسيبك الندم يأكل في روحك زي ما عملتي فياا
كده أنا بكرررهك.

استدار للمغادرة ولكنه وقف علي كلماتها وتوسلها
ولكن مع من هذا قاتل سفاح أما الإنسان قد قتلته بيدها..
أنت ليه كده قلتلك ندمانة حبيتك من قلبي، عمري
ما حبيتك غيرك مش تعمل فياا كده أنا همووووت
أرحمني وأرحم قلبي عشان خاطري سامحني يا مالك
مش تمشي وتسبني هموووت لو مشيت عشان خاطري
أرجع أنا بحبببك.

لم يلتفت مالك لها ولكن هناك دمعة خائنة قد ذرفت
من عيناه قد أسرع في محياها وأكمل في طريقه
غير ناظرا للوراء تاركاً إياها يتاكلها الندم وعذاب
الضمير لما فعلته هياا.

===============================
في الوكر الخاص بمافيا الصقور.

يقف في مواجهته وهو عازما علي القضاء عليه، بذلك
لن يقف أحداً في طريقه ولكن يجب أن يخبره
هذه الحقيقة التي لطالما قد اخفاها عنه طوال
تلك السنين وهو من كان السبب في دمار عائلته
بموجب الصداقة بينها.

نطق جون بنبرة هادئة ولكنها تنطق من عيناه
علامات من الخبث والمكر والغدر من ألد الأعداء..
أنا بعت ليك يا عزيز عشان تعرف الحقيقة إلى
أنا خبيتها عليك بس أن الأوان إنك تعرفها يا صحبي
زمان لما كنت في فيلتك وكان معاك واحدة ومراتك
شافتك وفكرت إنك بتخونها بس للأسف أنت
وقعت في الفخ إلى أنا رسمته ليك فرقت بينك


وبين عيلتك ايوه أنا إلى خططت لكده حرمتك من
مراتك وابنك، أنت خدت مني حب عمري فضلتك
علياا مش عارف ليه ميار هي الوحيدة إلى حبيتها
كنت لما أشوفها وهي بتحبك كنت أنا إلى لازم أكون
مكانك بس لا هي اختارتك أنت، أنا بقا طلعت أذكى
منك خليتك صاحبي لغاية لما آمنت ليا خليتك
تشتغل معايا وفي اليوم إلى اتفرقت في عيلتك
خليتك تشرب حاجة مش خلتك في وعيك بعت ليك
واحدة وخليت مراتك تشوفك وأنت بتخونها ولما شافتك هددتها
إنها لو أتكلمت هتقتل أبنك قدامها وخيرتها وهي
خرجت من حياتك، فكرت بكده إني خلاص ملكتها
بس هي هربت ومش عرفت مكانها وابنك بقا أسمه
الشيطان وأنت إلى خليته كده بعد ما حرمته من والدته ومن طفولته عشان تعرف إنك غبي ودلوقتي بقاا بعد
ما عرفت لازم أقتلك وأخلص منك أنت وابنك
عشان أرجع حبيبتي لحضني من تاني.

قام جون بتوجيه مسدسه أمام عزيز وأسرع عزيز
بفعل المثل وقام أحدهم بإطلاق النار علي الآخر قد
وقع في مواجهتها صريعا لذلك.


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1