(الفصل التاسع عشر)
طلقة نارية ودمارية قد أصابت قلب عزيز والصدمة
والذهول قد تمكنت من روحه، وقع أثرها صريعا
في مكانه وهو غارقا في دماءه لم يمر في تفكيره
غير حياته، وكيف قام بالغدر به وتفريق عائلته دون
أن يرف إليه جفن، قد ندم أشد الندم تمني رجوع
الزمن لكي يعيش مع عائلته في سعادة، ولكن لم
يعد ذلك ممكناً فها هو بين الحياة والموت.
نطق عزيز بنفسا واهنة رغم الألم والتعب البادي
علي ملامحه وهو يقوم بلفظ أنفاسه الأخيرة في
هذه الدنيا كان يتمني رؤية زوجته وولده الوحيد
ولكن يشاء القدر حرمانهم من بعضم من جديد..
سامحيني يا ميار أنتي ورعد كان نفسي الزمن
يرجع من الأول كنت هخليكي أسعد إنسانه في
الدنيا، وأنا كنت هكون عايش في سعادة وسط
حبيبتي وأبني الوحيد بس للأسف الوقت فات
أتمنى من جوه قلبي إنه يسامحني وأنتي كمان
جايز ربنا حرمنا من بعض عشان أنتي ملاك وأنا
شيطان، بحبك يا روح عزيز.
وأغمض عينيه من هذه الدنيا منتظراً للقاء حسابه
من ربه علي ما فعله من سيئات في حياته، متقبلاً
ذلك بصدر رحب غير معارضاً علي ما سيحدث
معه.
تنفس الصعداء من جديد مرتسمة علي وجهه أبتسامة
خبيثة وماكرة، فها هو الآن قد قام بالتخلص من
أول أعداءه دون أن يرف له جفن أو إحساسآ بالندم
علي ما قام به منذ قليل، تخطو بخطوات واثقة
كأنها جزءًا منه من خباثته وغدره فهي بمثابة
الدرع الثاني من سلسلة الغدر والظلم ناطقة بنبرة
خبيثة..
وأخيراً رجعنا ألتقينا من جديد ده كان يوم المني
بالنسبة لياا، عملت إلى أتفقنا عليه وهو قتل عزيز
بس تفتكر أبنه ومراته هيسيبوك بعد ما دمرت
عائلتهم وقتلت جوزها.
هتف جون بكل برود ونبرة جامدة مبينا عدم التأثر
بأي كلمة قد نطقت بها، فهو لا يريد أن يجعلها شيئا
أساسيا في خطتة فهي أصبحت كارتآ محروقا
بالنسبة له وها قد حان الوقت للتخلص من وجودها
وأن يتفرغ إلى حبيبته التي حرم منها لسنوات..
غلطانة عزيز كان لازم يموت من زمان يا ريناد
هو إلي خطف مني حب عمري، خدها مني قدام
عنيا وخلف منها وأسس أسرة بس إلى مش يعرفه
إني عمري ما كنت ناوي إني هخليه يتهني بيها
خليتني وراه لما دمرته وزرعت الشك جواه وحرمته
من ميار عشان هي حبيبتي أنا وأن الأوان إني
ارجعها لحضني وتكون لياا وملكي لوحدي للأبد.
رجعت ريناد بظهرها إلي الوراء غير متحملة هذه
الصدمة فهي إن كانت صحيحة فسوف تؤدي بحياتها
للأبد، فهي الوحيد التي تستحق جون وليس غيرها..
أنت بتقول إيه يا جون تب وأنا وجودي في حياتك
أساسه إيه، أنا حبيتك بجد وأنت بتقولي قدام
عنيا إنك بتحبها هي، عملت عشانك حاجات كتير
مش كنت متوقعة إني أعملها أصلاً، فاكر لما خليتني
اغدر بمالك أنت إلى وزتني عليه وقلت لياا هو ده
خصمك الجديد عاوزك تخليه يحبك وبعد لما
يطمن ليكي اغدري بيه وخليه يكره جنس حواء
مش هو ده كلامك لياا ولا رجعت فيه يا أستاذ
جون بس لا مش أنا إلى أكون كارت محروق، أنت
لياا أنا وبس.
غادرت هذا المكان متوعدة إليه وإلى من يحاول
التقرب منه، فهو حبيبها وملكا لها هي فقط، نظرات
جحيمية تنطلق من محاجره بعد أن غادرت وما
تفوهت به، يجب أن يتخلص منها بأسرع وقت فهي
مع جنونها سوف تقوم بالغدر به وتخريب مخططه
من امتلاك من ملكت روحه قبل فؤاده.
هتف جون متوعداً بمزيد من الحقد والظلام القابع بداخله..
أنتي لياا يا ميار وعمر ما حد يقدر ياخدك مني
وعزيز خلاص معدش موجود، وإلى باقي لازم أخلص
منه عشان مش يقف في طريقي.
( ريناد دي البت إلي حبها مالك وهي غدرت بيه
وإلى قلها هو جون عشان عاوز ينتقم منه وهي
عملت في مالك كده عشان بتحبه).
============================
في المشفي.
يقفون في الخارج في أوج سعادتهم فمنذ أن أخبرتهم
حور بأن رعد قد قام بفتح عينه استجابة لحياته
بعد أن صارع الموت وتأثر بقول حور، أسرعت في
اخبارهم لم يستطيعوا الوقوف في أماكنهم، بل ذهبوا
مسرعين إليه وأولهم والدته التي تمكنت السعادة
في قلبها من بعد افاقة ولدها الوحيد.
في الداخل يقبع علي سريره ناظرا في عيناها لا
يري أحداً غيرها، كيف ولا فهي حبيبته وحوريته
التي ملكت روحه، فهو قد رجع إلى الحياة بعد أن
ترددت صدي كلماتها في مسامعه مما كان له الأثر
الأجمل في افاته من دائرته التي أحكم إغلاقها عليه.
هتف رعد بوهن ونظري في عيناها نظرة مليئة
بالحب والعشق إلى حوريته..
حور حبيبتي أنتي هنا جنبي مش كده، أنا بحبك يا
حور أنتي الوحيدة إلى كنتي صادقة معايا عمرك
ما غدرتي بياا حبتيني لشخصي حبيتي رعد الطفل
خليكي جنبي ما تسبنيش أنا مقدرش أعيش من
غيرك، أنتي الوحيدة إلى ملكتي قلب الشيطان
يا حورية.
يتاكلها الندم من الداخل فهي قد خططت للانتقام
منه، ولكن بعد أن عرفت ما قد مر به قي حياته
عزمت علي تعويضه فهو أصبح الآن بالنسبة لها
يكون روحها وهواءها الذي تتنفسه من جديد.
قامت بامساك يده لكي تحسسه بالطمأنينة أنها
الآن، بجانبه دون أن يرف لها أي جفن أو عزما علي
الغدر به، تحدثت حور بكل حب..
أنا هنا جنبك يا روح حور عمرك ما هسيبك أبدا
وأوعدك هكون رمز سعادتك وفرحك من هنا ورايح
وبعدين شوف عايلتك كلها حوليك، ووالدتك أهي
دي حتي مش استحملت إنك تكون كده ووقعت من
طولها عشان بتحبك يا رعد، عشان خاطري سامحها
وهي نفسها تاخدك في حضنها عشان خاطري أنا
يا رعدي.
رأت التردد في عيناه ولكن أمام تحايلها، قد اصغي
إلى كلماتها وقام بفتح يداه إلى والدته مما جعلها
تسرع بالارتماء في أحضانه والدموع تأخذ مجراها
علي وجهها منا أدى إلى تأثر الجميع من هذا اللقاء
الذي حدث بين الأم وولدها بعد حرمان دام لسنوات.
هتفت ميار بكل حنان والدموع تذرف من عيناها
حنيناً وشوقا للقاء ولدها وها قد حقق الله لها هذا
الشيء..
أخيراً أنا كنت مستنية اليوم ده من زمان ربنا يعلم
أنا كنت ميته أزاي، بس لما اخدتك في حضني كأني
ملكت الدنيا أنت روحي يا رعد سامحني يا بني
كان غصبن عني عملت كده من خوفي عليك، وأبوك
مظلوم وإلى فرق عيلتنا هو جون لازم تقوم عشان
تاخد بتارك من إلى حرمنا من بعض.
قام رعد بتجفيف دموعها ونظر في عيناه التي تشبه
حوريته، ونطق بكل جمود وبرود..
طول ما أنا عايش مش عاوز أشوف دمعتك دي تاني
أنتي غالية وهتفضلي طول عمرك غالية في نظري
وأنا مش أبقى الشيطان إن ما خدت بتارك أنتي
وابويا من الحيوان ده.
قام الجميع بتمنيا السلامة لرعد بعد أن قام بسماح
والدته، ورجوع حبيبته إليه ولكن ما هو مصير جون
مع رعد.
=============================
في فيلا عبدالرحمن.
جالساً بين والديه بعد حرمان سنوات وهو في أوج
سعادته، والفرح لا يوصف حياته بعد أن قام بالرجوع
إلى عائلته.
نظر قاسم بحب إلى والدته ووالده وهما ياخذانه
في أحضانه بعد أن قام بالرجوع إليهم، لم يستطيعوا
التصديق أن ولدهم ما زال علي قيد الحياة، وأنه
كان تحت كنف خالته وهي من قامت بحمايته
وعملت علي تربيته إلى أن أصبح ما هو عليه الآن.
بادر قاسم بالتحدث إلى والديه وهو يبسهم بالشوق
والحب..
أنا ربنا يعلم سعادتي قد إيه سعادتي مش قادر
أوصفها، رجعت بعد طول أنتظار وبقيت معاكوا
وفي وسطكوا ومحدش هيقدر يفرقنا من تاني.
نطقت ياسمين بحنان ودفيء أموي..
أنت رديت فياا الروح برجوعك كنت زي الميتة لما
انحرمت منك الكل كان بيقول انك خلاص مت بس
إحساسي كأم كان غير كده، وهو إنك عايش وهترجع
لياا تاني وربنا حقق حلمي ورجعت ليا تاني يا قلب
أمك.
قام عبدالرحمن بضمهم في أحضانه يريد أن يسعد
بلم شمل عائلته، حتي لا يجيء من يعقر صفوها
وهذا ما يؤكد إحساسه ولكنه سيترك هذا للقدر.
===========================
في المطار.
تنزل من الطائرة تسير بخطوات واثقة كتلة من
الجمال تخطو علي أرضها، تري الإعجاب من
الرجال والحقد والحسد من النساء.
تقف أمام والدها بعد أن أخذها في أحضانه
ناطقة بنبرة مريبة ومكر حواء..
جيتلك يا مالك قمر إلى هتدمرك بقت علي خطوة
واحدة من لقاءك أستني وهتشوف.