الفصل الثاني
فاقت مايا في المستشفى وجدت نفسها في غرفة و معلق لها عدة محاليل طبية و هي لا تستوعب ما حدث
جلست تحاول تذكر ما حدث حتى تذكرت و جاءتها نوبة من هيستيرية بالصراخ و البكاء فجاءت الممرضة على صوتها تحاول تهدئتها واعطتها حقنة مهدئة حتى استكانت من بكاءها و ذهبت في نوم عميق
———————————————————
في فيلا الهلالي
جلست عزيزة والدة قاسم في انتظار ابنها الى ما يقارب الساعه ١٢ مساء و هي تقول بقلق
يا ترى حصل ايه اللي اخرك لحد كدا يا بني
فتفاجئت بصوت زامور سيارته و تفاجئت به يفتح الباب و هو ممسك بشعر هايدي و هي تصرخ بشدة و تتأوه و ادخلها الى الفيلا و صعد بها الى غرفتها فذهبت خلفه لكي تفهم ماذا يحدث
وجدت قاسم يجذبها من شعرها بقوة و يصفعها بالكف على وجهها كادت تترنح ولاكن والدته امسكتها و هي تصيح فيه
ايه اللي انت بتعمله ده ازاي تمد ايدك عليها كدا
ليصمت قاسم في سكون عميق يكاد يحرق الاخضر واليابس من شدة غضبه
اسأليها الهانم جايبها منين
لتخفض هايدي وجهها بخوف ليكمل بعدها
الهانم جايبها من البار و هي فاقدة الوعي تقريبا وهي قاعده مع شلتها الفاسدة دي ..
ليصرخ بها بعصبية
مفيش خروج ليكي يا هانم تاني و هتفضلي في البيت ده مش هتشوفي نور الشمس لحد ما تعقلي وتبعدي عن الشلة دي
———————————————————
فاقت يارا من نومها على صوت صياح اخيها لتخرج و هي تسير بهدوء على اطراف اصابعها تسمع بتوجس ما يحدث و هي تبتسم بفرحة مما فعله اخيها مع تلك الهايدي ..
لتقول بشماته : احسن تستاهل دي فاكره انها ملهاش كبير و تجلس لتتذكر ما حدث منذ شهر عندما كانت تجلس في غرفتها و سمعت صوت هايدي و هي تتحدث في شرفة غرفتها في الهاتف
ايوه يا حبيبي انا خلاص وصلت من نص ساعه ومتقلقش محدش شافني ..
لا لا بحبه ايه ده عبيط و عايش في جو الحب و الكلام ده انا بس هنول مرادي و بعدها هتطلق منه ونتجوز يا حبيبي ..
لتفيق يارا من شرودها وهي تدعي في سرها و تسب و تلعن تلك المدعوة هايدي
فهي ارادت ان تخبر اخيها بما حدث و لاكن ليس هناك دليل عليها و سوف تكذب عليه هايدي ليصدقها لانه يحبها و لن يصدق اخته ...
لتبكي و تدعي الله ان يبعد هايدي عن طريق اخيها و يرزقه بالحب الذي يستحقه ..
———————————————————
بعد مرور ثلاث ايام خرجت مايا من المستشفى و هي تجر ساقيها لا تستطيع حملها و هي تبكي و بعدها ذهبت الى سيارتها لتقودها الى المنزل
عندما وصلت الى المنزل دخلت غرفتها والدتها و جلست تنظر في صورها هي ووالدتها المعلقة على الحائط وهي تبكي بمرارة حتى هدأت نفسها و هي تتذكر كلام والدتها عن ابن عمها قاسم
لتاخذ الرقم سريعا و تحاول الاتصال به
حته اتاها صوته و هو يقول بصوت هادئ
الو
سكتت قليلا و هي تستمع لصوته و لم تعلم لما دق قلبها بشدة و هي تستمع له وهو يكرر كلامه حتى كاد ان يغلق الخط و لاكنها تنحنحت في صوتها
الوو قاسم ...
ليسكت قاسم و قد نظر الى الهاتف و رأى رقم من فرنسا ف علم انها ابنة عمه ليظل الصمت حليفهم
حتى قطع هو الصمت ليقول
مايا ...
لترد عليه بصوتها الباكي ايوه يا قاسم انا بنت عمك
ليهتز بداخله من صوتها الباكي و يتمنى لو يراها ويعرف ما هو شكلها فهو يرسم بداخله صورة من مخيلته لها و ينتظر اليوم الذي يراها فيه بفروغ صبر ..
حتى تحدثت هي
انا جايه مصر في خلال يومين يا قاسم ف اما اتاكد من المعاد هكلمك تاني عشان اقولك .. بااي
اغلقت الخط و هي تشعر بتسارع انفاثها و ضربات قلبها تتسارع بشدة لم تعلم ما سببها ولاكنها اخبرت نفسها انها من اثر صدمة موت والدتها و جلست تجمع حقيبتها حتى تستعد للسفر ...
———————————————————
بعد ان اغلق قاسم الخط جلس ينظر الى اللاشئ و هو لا يعلم ما هو شعوره بضبط .. هل هو سعيد لحديثه معها ام حزين مما فعلته هايدي و عندما تذكر فعلة هايدي وجهه احتقن بالدماء و كانت الدماء تغلي في عروقه بشدة وهو يضغط على يده بقسوة حد جرحها بشدة بأظافره و اصبحت تنزف بشدة وهو لا يبالي لجراح يده و يجلس في الظلام ...