Ads by Google X

رواية شغف الفصل العاشر


 الفصل العاشر


كان قد عاد لتوه من العمل حينما صرخ بها بجنون وهو يركض تجاهها ويمسك بخصلاتها بين يديه قائلاً :
ـ أيه الي انتي عملتيه في شعرك ده ؟!
ردت عليه ببرود قائلة :
ـ عادي يعني تغير
ـ تغير ؟! انتي متعرفيش انا كنت بحب شعرك الطويل ده قد أيه؟! ده كان اكتر حاجة بحبها فيكي
ـ مش مهم هيبقي يطول
أخذ ينظر لها بعتاب وقد آلمه ما فعلت فهو بالفعل كان يعشق شعرها ...تركها وذهب مسرعاً لأنه كان إن ظل سيفتك بها علي فعلتها الحمقاء تلك ..
أبتسمت بتشفي حينما رآت حالة الجنون التي تلبسته وشعرت انها قد بدأت تسلك الطريق الصحيح ولكن لابد من أن يساعدها أحد فهي لن تقدر عليه بقوته ونفوذه وحدها ...وبالطبع لم يكن أمامها سوي شخص واحد ..



...................................
كانت تكفكف دموعها التي داهمتها علي حين غرة وهي تقص علي مسامع "عصام" كل ما بدر من "عمر" ...ما كان من الأخر سوي ان أخذ يهدأ من روعها معاتباً إياها علي تحمل كل هذا بمفردها دون ان تلجئ له ..
قال بعتاب ممزوج بالحسرة :
ـ أزاي يعني كل ده يحصل ومتقوليليش هو انا مش في مقام أبوكي الله يرحمه يعني ؟!
ـ يا عمو لا والله انا لو مكنتش معتبراك كده مكنتش جيت دلوقتي وحكيتلك ...انا بس أفتكرت ان الأحسن هيكون اني اسكت ودي فترة وهتعدي ...تحشرجت نبرتها وهي تكمل : بس أكتشفت أن لا ...اكتشفت ان دي حقيقته الي انا كنت عامية عنها
ـ أهدي يا حبيبتي خلاص أهدي ...أنا جنبك ومش هسيبك أبداً ويانا يا هو بقي وهخليه يطلقك ورجلك فوق رقبتك ..
لم يكد يكمل حديثه حينما أخذ هاتفها في الرنين معلناً عن اتصال منه ..
نظرت ل"عصام" بذعر وهي تقول :
ـ ده بيتصل وانا مقولتلوش اني جاية عشان كنت عارفه انه مش هيوافق
ـ ردي عليه ومتخافيش انا معاكي
ردت عليه بتوتر فجائها صوته المرتفع وهو يقول:
ـ ممكن أفهم حضرتك فين ؟! يعني ايه اروح البيت ملقكيش انا هطربق الدنيا فوق دماغك النهاردة
لم يحتمل "عصام" أكثر فاخذ منها الهاتف قبل ان تجيب قائلاً :
ـ هي عندي
ـ أزاي يعني يا عمو تروحلك من غير م تاخد أذني
ـ بقولك أيه من غير لف ولا دوران هي حكتلي كل المصايب الي هببتها فيها قدامك حل من الاتنين يا تطلق بالمعروف يا من بكره هتلاقي قضية الخلع اترفعت عليك ووريني بقي سمعتك وسمعة عيلتك هتروح فين ...ومتنساش أني قاضي ومعارفي كتير يعني قضية زي دي ممكن نكسبها في لمح البصر
صمت قليلاً يفهم موقفه من هذا الحوار جيداً ثم قال :
ـ طاب خليها ترجع بس يا عمو وانا هتفاهم معاها ومتخافش مش هأذيها ...لو فضلت مصممة علي الطلاق انا هطلقها بس حضرتك عارف برضه أن انت مش قريبها عشان تقعد في بيتك وان طول مهي علي ذمتي مكانها في بيتي ..
رضخ الأخر لكلماته فهو يعلم جيداً انه علي حق في ذلك الامر ولكنه طمأنها وأكد لها أنه سيظل بجوارها وسيحميها منه ...



...............................................
عادت الي المنزل والأرض تميد بها من فرط التوتر وما ان دلفت حتي وجدته جالس ينتظرها
أخذ يطالعها قليلاً ثم تحدث بنبرة هادئة أستغربتها قائلاً :
ـ لازم نتكلم شويه ومتخافيش مش هعملك حاجة.. صمت قليلاً ثم أكمل : وعشان تطمني تعالي نطلع نتكلم في أي حتة برة البيت ...
لم تدري متي وافقت ولا الي اين يأخذها فقد ألجمتها صدمة هدوئه ...ظلت صامتة طوال الطريق ولم تتحدث سوي حينما وجدته يخرج لطريق أشبه بالصحراء بعيد عن المدينة فما كان منها سوي ان صرخت به :
ـ أنت موديني علي فين؟!
نظر لها بغموض قائلاً :
ـ أهدي خالص ومتخافيش ...وما كاد ان يكمل كلماته حتي قام بتكميم فمها بقماشة بها مخدر حتي فقدت الوعي تماماً ...وصل لمسامعها كلمة واحدة قبل ان تغيب عن العالم "مش هسيبك تبعدي عني انتي كمان لو مهما حصل" ...
وبذلك أصبحت أسيرة في ذلك البيت الملعون الذي كان منزل أحلامه وسجناً لها هي ...
.....باك....
كانت تطالع سقف الغرفة وهي غارقة في ذكرياتها الأليمة التي تجعلها تزداد كرهاً له أكثر بكثير...لم تدري سوي بصوته الذي تبغضه وهو يقول بنبرة غلفها أثر النعاس :
ـ انتي صاحية بدري اوي كده ليه يا حبيبتي
ـ عادي بس معرفتش انام كويس امبارح ...ثم ضحكت بمرارة وأكملت : عادي يعني أنام في اي وقت منا محبوسة بين أربع حيطان ومقداميش غير النوم
ـ أحنا اتفقنا علي ايه امبارح ...ده احسن ليا وليكي ...
نظر في هاتفه فوجد الساعة أوشكت علي السادسة صباحاً فقال لها :
ـ ده الساعة 6 يدوبك أقوم انا عشان ألحق الشغل ...قام بتقبيل رأسها ثم قال : مش هتأخر عليكي يا روحي ..
ثم ذهب وتركها تنظر في أثره بسخرية وهي تحاول ان تجمع شتات نفسها وتفكر لحل بذلك المأزق الذي وضعت فيه ...



........................................
بعد شكه الذي زاد مؤخراً فيها طلب من صديقه "كريم" ان يأتي له بسجلات هاتفها رفض الأخر في بداية الأمر لكن بعد ان افهمه دوافعه وانه يفعل ذلك لأنه يشك بأنها تحادث "عمر" وافق متبرماً ...
وما ان أمسك بتلك السجلات ورآي محتواها حتي أتسعت حدقتيه بشدة من هول مارآي ...الأمر لم يكن مجرد انها تساعد "عمر" وتعطيه معلومات عنه بل أيضاً هناك الكثير من الرسائل القذرة بينها وبين رجل أخر ...انها كانت تخونه كل ذلك الوقت وكان هو الأحمق الذي يصدق انها مع صديقاتها ...غلت الدماء في عروقه وأحمر وجهه بشدة وجري علي سيارته عائداً الي البيت وهو يقسم في داخله ان يبكيها دل الدموع دماً ...
....................................
كان نائماً الي جوارها علي الأريكة وهو يأخذها في حضنه ويتابعان سوياً فيلماً في التلفاز ...لم يهتما بالفيلم بل كانا يحاولان أن يصلا الي أسم لأبنهما المستقبلي ..
ـ افف أنا تعبت هي الاسامي كلها بقت وحشة كده ليه
ـ مش عارفة ..هو احنا مش مستعجلين علي حكاية الأسم دي يا حبيبي ..احنا حتي منعرفش ولد ولا بنت
ـ مش عارف بس انا اتحمست للموضوع اويي انتي متخيلة يعني ايه يبقي عندنا عيل صغير كده نلعب بيه ..وهيبقي شبهك كمان
ـ نلعب بيه ؟! هو كورة ...أنا كمان مبسوطة اوي والله بس ..بس قلقانة
ـ قلقانة من ايه يا حبيبتي ...طول م انا جنبك متخافيش من حاجة فاهمة
ـ فاهمة يا حبيبي بس مامتك ...صمتت ثم تلئلئت الدموع في عينيها وهي تكمل : هي مش بتحبني ولا عمرها هتحبني وخايفة يوم من الأيام تكون سبب اننا نبعد عن بعض
نظر لها بصدمة من حديثها ثم أخذها الي صدره بسرعة وهو يقول :
ـ أوعي اسمعك تقولي كده تاني انتي فاهمة ...مفيش حاجة هتفرقنا عن بعض غير الموت وبس
ـ بعد الشر عليك



ـ أمسحي منخيرك دي بس والدنيا كلها هتبقي تمام
ضحكت علي كلماته وقامت بنغزه في كتفه ثم أكملت ببكاء أكثر :
ـ كان نفسي شغف تكون أول واحدة تعرف
ـ يختاي علي ماسورة البؤس الي طفحت ...هترجع ان شاء الله قريب خلاص بقي عشان خاطري وكل حاجة هتبقي تمام ...عشان خاطر جعفر حتي
ـ جعفر في عينك



.........................
كان في طريقه للمنزل حين رن هاتفه معلناً عن اتصال من رقم غريب
ـ الو مين معايا
ـ حضرتك صاحبة الموبايل ده عربيتها اتقلبت واتوفت
أتسعت حدقتيه من هول ما سمع ولم يستطع حتي ان يرد علي الرجل من صدمته الكبيرة...


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-