Ads by Google X

رواية شغف الفصل الحادي عشر


 الفصل الحادي عشر


مر أسبوع علي وفاة "سالي" ...بالرغم من الخلاات الكثيرة التي نشبت بينه وبينها ..بالرغم مما أكتشفه مؤخراً من خيانتها له الا انه حزن حزناً شديداً علي موتها ..حزن علي صغيرته التي صارت يتيمة قبل ان تتم عامها الأول حتي ..
صار الهم الذي يثقل كاحله أكبر من ذي قبل بكثير ..صارت الدموع لا تفارق مقلتيه حينما ينظر الي صغيرته .. التي أصبح رسمياً لها الأم والأب وعليه ان يفهم جيداً ماهية المسئولية التي أصبحت عليه الأن ...
ذهب لشركته ليباشر أعماله التي توقف عنها في الأسبوع الماضي كي يتمم أمور الدفن وما الي ذلك وكي يهتم بصغيرته التي رفض تركها في ذلك الوقت ..
جاءه اتصال من "كريم" صديقه وهو في مكتبه فحادثه وبعد ان أطمئن كل منهما الي الأخر قال له كريم بأرتباك :
ـ بص انا عارف كويس ان الوقت مش مناسب بس انت عارف ان موضوع شغف الثانية بتفرق فيه
ـ يا بني انت عبيط طبعاً يعني ده اهم حاجة ...عرفت حاجة جديدة يعني ؟! قول بسرعة
تنحنح الأخر وهو لا يعلم كيف يقول ذلك لكنه تحامل علي نفسه قائلاً :
ـ بص هو الموضوع يعني اني اكتشفت حاجة ممكن توصلنا للمكان الي عمر خاطفها فيه
ـ يابني ومستني ايه قول بسرعة




ـ يعني ...أقصد موبايل "سالي" الله يرحمها مش ..مش احنا اكتشفنا انها كانت بتكلمه والمكالمات دي كانت من حوالي اسبوعين وقت م هي اتخطفت وهو بعدها اكيد غير الخط لما عرف اننا مراقبينه فمعني انه كان بيكلمها انه اكيد كان بيكلمها من رقم تاني مش متسجل بأسمه ...فأحنا ممكن نعرف الارقام الي كانت بتكلمها وممكن ده يوصلنا ليه ..أصل بص الخطوط دلوقتي شراها مبقاش بالساهل زي الأول وهو هيكون اكيد يعني بعت حد من الي شغالين معاه يجيبه فده ممكن يوصلنا ليه ...انا عارف انه استنتاج ضعيف بس علي الأقل يكون في أمل
ـ معاك حق بجد حتي لو أمل واحد في المة لازم نفضل وراه ...هو انا خدت موبايلها من المستشفي مع حاجتما بس مقدرتش افتحه كمان عشان انت عارف الي عرفته يوم موتها ..الموضوع كان اصعب مما تتخيل بس هشوفه وهجيبهولك ان شاء الله وربنا يسهلها ونعرف نوصلها
ـ يارب خلي عندك ثقة في الله ان كل حاجة تبقي تمام
أبتسم ساخراً في داخله علي كلمة صديقه فقد تحطمت حياته وتم الأمر ولا يدري أيمكن ان تتصلح ام لا ..
ولكنه تذكر شيئاً مهماً سيجعل الأمل في معرفة شغف اكبر بكثير فقال لصديقه بسرعة :
ـ انا افتكرت حاجة مهمة ...انا لما قولتلك اني سمعتها بتتكلم في التليفون انا فاكر اليوم ده كان يوم خميس 20/6 وتقريباً كان علي الساعة 2 الفجر كده ..انت ممكن تشوف الرقم الي كانت بتكلمه في الوقت ده ومن كده نقدر نعرف تحركات الرقم ده وان كان بتاع عمر ولا لا ...هو اكيد مش هيتوقع اننا هنعرف عشان الرقم مختلف عن رقمه
ـ تصدق انك بجد كده اختصرت علينا الطرق جامد ...انا فعلاً هعمل كده النهارده وهشوف الرقم ده وان شاء الله هنعرف نوصلها قريب
ـ ان شاء الله




كان قلبه قد أرتاح قليلاً فعلي الأقل قد أوشك علي الأطمئنان علي معشوقته التي يعلم انها لن تصير له ابداً ولكن علي الأقل يطمئن بأنها في أفضل حال ..
...............................
كرهت البكاء من كثر ما بكت ...كرهت الضعف ..الخنوع ..الصمت ..الرضا بالظلم ..القهر كرهت كل تلك المشاعر التي أصبحت ملازمة لها ...أصبحت تشعر ان الألم خلق لها ولكنها ملته ...ملت ضعفها الذي أودي بها الي ما هي فيه الأن ..ان كانت قد تحدثت ..ثارت ..تركته من وقتها بلا عودة ماكان كل ما جري جري ...ولكن الي متي ستظل تقول ليت الزمان يعود يوماً فهو لن يعود وهي موقنة من ذلك ...قد اختارت القوة لتحارب في دربها القادم ...لا تدري كيف ...لا تدري ماذا سيخلصها منه ..هي ايقنت جيداً انه مريض نفسي وهذا واضح لتغير تصرفاته ومشاعره المستمر ...كان ذلك يقلقها منذ عرفته ولكنها لم تتصور ان يصل الي هذا الحد ...الضرب والأهانة ثم البكاء والأعتذار أفعال متناقضة بطريقة غريبة ...قرأت من قبل عن السادية ولكنه ليس كذلك فالسادي لا يعتذر أبداً عما بدر منه بل يسعي نحو القوة المطلقة علي من حوله ...يتلذذ بعذاب غيره ويشعره بالنشوة والانتصار ...انما هو بالفعل يندم علي افعاله ولا يبدو كأنه منتشي منها ...أيمكن ان يكون فصام ؟! تري ان هذا هو الاحتمال الأكبر فهو بالفعل غريب التصرفات ...أحياناً كانت تشعر انه يتحدث مع اناس غير موجودين بالفعل ...هي لم تكترث لهذا الشئ وقتها ولكن الأن أصبح الأمر أكثر وضوحاً ...بالفعل لا تدري ان كان هذا صحيحاً ام لا ولكن هي عليها ان تحل هذا الأمر بالود ...تعلم ان ذلك سيأخذ وقتاً طويلاً كي تخرج من هئا السجن بمحض إرادة السجان ولكنها لا تستطيع فعل شئ أخر ولا تنوي ان تظل مكتوفة الأيدي أكثر من هذا فهي حاولت الهروب أكثر من مرة ولكن الأمر يكاد يكون مستحيل ...
سمعت أذان العشاء يصدح في الأجواء فقامت لتصلي فريضتها وتدعو الله ان يخلصها من مصيبتها تلك وهي تبكي بشدة فقد عاهدت نفسها ان ضعفها وبكائها لن يكون الا لله عز وجل ...وبعد ان انتهت من صلاتها أخذت تقرأ سورة يس بنية الفرج كعادة أكتسبتها منذ ان اتت لذلك المنزل فهي تعلم فضل سورة يس وقد ساعدتها كثيراً من قبل في أمور كادت تظنها مستحيلة ...




هو كان يعلم جيداً تدينها ..حبها للقراءة لذا كان قد وفر لها كل شئ يخص العبادة والعديد من الكتب كي تسلي وقتها ...سخرت كثيراً منه فهو يظن انه بذلك سيجعل حبسها جنة !
.................................
مر يومان علي إعطاء "أدهم" الهاتف ل"كريم" ...
كان أدهم شديد الترقب لمعرفة المكان فهو أصبح لا يطيق شعور انها تتأذي دون ان يستطيع مساعدتها ...كان يدعو الله في كل صلاة ان يتمكنوا من العثور عليها ...نعم فقد صار علي درجة من التدين بعد تغير الأحداث منذ عرف "شغف" وأيضاً لانه كان يريد أبنته ان تعرف دينها جيداً وهذا لن يتم الا بتدين الاب نفسه ...كان يريد لها حياة نظيفة بعد ما رآه من قذارة والدتها فقد أكتشف مؤخراً انها مدمنة مخدرات ...صعق حينما رآي تلك الأشياء المقذذة مخبئة في غرفته ...لم يتخيل انها كانت علي تلك الدرجة من الوضاعة ...أصبح الهم يزداد به فهو لا يدري ان سألته ابنته علي والدتها ماذا سيقول ؟! كيف لها ان تفخر بأم مثل تلك ؟! ولكن اللوم لن يكون الا عليه فهو الذي بدل الطيب بالخبيث ...هو الذي ترك شغف من أجل تلك ...
كانت الدموع قد وجدت طريقها لعينيه بعد تلك الأفكار التي اجهدته نفسياً بصورة كبيرة ...وجد اتصالاً يأتيه من "كريم" فكفكف دموعه وحاول جعل صوته عادياً ثم سمي الله وهو يرد عسي ان يكون هذا الاتصال به الخبر المنتظر




ـ أدهم تعالي بسرعة انا عرفت المكان الي شغف موجودة فيه
لم يصدق أذنيه عقب سماع تلك الجملة فقال بسرعة :
ـ طاب انا جايلك جايلك دلوقتي ...ربع ساعة وتلاقيني قدامك
وبالفعل هرع مسرعاً الي سيارته وهو يسير بسرعة جنونية فهو لا يصدق انه وجدها أخيراً ...


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-