Ads by Google X

رواية شغف الفصل الثاني


 الفصل الثانى


كانت بجواه علي السرير تنتحب بخفوت خشية ان يسمع صوت بكائها فيزيد جرعة العذاب التي ما عادت تتحملها ..لكم تود ان تزيل جلدها الذي لمسه بيديه المدنسة ..تكره قربه منها ..تكره جسدها الذي يلوثه كل ليلة ..تفضل الموت علي ذلك الموت البطئ الذي يذيقها اياه ...قامت من جوار بحرص وتأكدت من نومه ثم ارتدت ثيابها وتحاملت علي روحها المنهكة وأخذت تبحث عن طريقة للفرار من ذلك السجن الذي جلاده لا يرحم ولا يعرف مرادف كلمة الرحمة من الأساس ...تناولت هاتفه من جواره بحرص وحاولت محاولة اخري بائسة لكي تفتحه وتطلب النجدة ولكن ككل ليلة تحاول بها تفشل ...أخذت تبحث عن مفتاح المنزل لعلها تجده وتهرب الي اي مكان بعيداُ عنه ولكنها تسمرت مكانها حينما نظرت له وجدته يطالعها بأبتسامته الشيطانية التي تدل علي انه لن يمرر الأمر علي خير أبداُ ...وبلحظة كان يجذبها من شعرها بوحشية وهو يقول بصوت يشبه فحيح الافعي :
ـ هو انا مش قولت مليون مرة قبل كده متحاوليش ؟!...
قام بصفعها علي وجهها بقوة وهو يقول :
ـ قولت ولا مقولتش ؟! ..أخذت تبكي بحرقة وصوت مرتفع فصرخ بها بصوت جعل فرائسها ترتعد قائلاُ:
ـ م تردي!!




قالت بسرعة وهي ترتعد من الخوف : قولت ..قولت
ـ طاب طالما عارفه اني قولت بتعكنني عليا وعلي نفسك ليه !! قولتلك ارضي بالوضع ده انا هرتاح وانتي هترتاحي انما كده انتي الي بتضطريني اتعامل معاكي كده ...قالها ثم دفعها لتسقط بقوة
قالت برعب :
ـ خلاص خلاص والله مش هحاول اهرب تاني بس سيبني أرجوك
نظر لها بسخرية ثم تركها وذهب وعاد بعد قليل بيده أبرة طبية بها منوم وحبال ...نظرت له برعب وقبل من ان تتحدث كان قد غرس الابرة في ذراعها فلم يستغرق الامر الا بضع ثوان لتذهب في سبات عميق ...قام بحملها ووضعها علي السرير وكبل يديها وقدميها جيداً ليضمن انها لن تستطيع الحراك ثم دفن وجهه في شعرها المموج الرائع وهو يحدثها بحنو لا يمت بصلة لهذا الوحش الذي كان يضربها منذ قليل :
ـ مش لو كنتي سامحتيني ورضيتي من الاول مكانش كل ده حصل ...قولتلك مليون مرة اني مش هطلقك لانك اتخلقتي ليا انا وبس ولا ستات الدنيا كلها تغنيني عنك ...ثم تحول للوحشية فجأة وهو يقول :
ـ بس انتي الي عقلك فكر انك ممكن يوم تكوني لغيري ..تكوني أم لأبن مش مني .. ممكن تحبي واحد غيري !!بس طول م فيا النفس ده مش هيحصل ابداً ولو اضطريت اقتلك واقتل نفسي بعدها !!
...........................................................
استيقظت بعد وقت لا تعلم ماهيته ...لا تعلم سوي انها ما زالت في ذلك الكابوس البشع الذي لا ينتهي وكعادته قد كبلها كي يضمن عدم تحركها ...لا يفعل ذلك دائماً يفعله فقط حينما تحاول البحث عن وسيلة للهرب وغير ذلك يتركها حرة ولكن بعد ان يغلق عليها كل منافذ الهرب ...بالطبع لا يوجد انترنت او هاتف في المنزل وانما قد جلب لها مجموعة من الروايات والكتب وتلفاز كي تعيش حياة من المفترض انها أدمية ...يزود المنزل بأشهي انواع الطعام والفاكهة والخضراوات ولكنها لا تملك الشهية للأكل فيطعمها هو بالأجبار حتي لا تمرض ...كان هذا المنزل ليكون رائع ان لم يكن محبسها فقد جهزه تجهيزاً جميلاً وعصرياً ولم ينسي بالطبع ان يغلق جميع النوافذ بالحديد كي يضمن انها لن تستطيع الهرب بأي وسيلة ...شرد ذهنها بالماضي وآلامه وتذكرت كل شئ منذ بدايته وبداية عذابها ..
...........................................
ـــــــــ فلاش باك ــــــــ



....منذ سنتين ....
أستيقظت متأخرة عن موعدها المعتاد لانها قد أمضت ليلتها بالتفكير فيما حدث الامس وما سيحدث في تلك الليلة ...الأمر كان بالنسبة لها صدمة ولكنها كانت صدمة من النوع الذي يشعر بالفرحة ...قامت بسرعة وأرتدت ملابسها وحجابها وأدت فرضها ثم خرجت فقابلت امها في طريقها ...
ماجدة :
ـ ايه يا شغف انتي مش هتفطري ولا ايه ؟! هتهبطي وتقعي في الجامعة زي م حصل الاسبوع الي فات انتي مش ناقصة عشان تبقي سليمة النهارده ...
ردت بضجر :
ـ يا ماما انا متأخرة جداً مش هينفع عندي امتحان ...هبقي اشتري اي حاجة وانا ماشية أوعدك
تنهدت "ماجدة" بتعب من عناد ابنتها وهي تقول :
ـ برضه الي في دماغك في دماغك ...اوعي بس تتأخري وتكسفينا قدام الناس ...
كانت قد ركضت الي الباب بأستعجال وهي تقول :
ـ متخافيش يا حبيبتي انا هنزل بسرعة انا بقي
ـ في حفظ الله يا حبيبتي
"شغف " ...هي أبنة لمدرس لغة عربية بأحدي المدارس الثانوية ولكن قد توفاه الله منذ خمسة سنوات ...تبلغ من العمر عشرين عاماً ...ليست بارعة الجمال ولا دميمة هي عادية بكل ما تحمله الكلمة من معني ...ملامح هادئة مع بشرة قمحية مائلة للبياض ...عيونها سوداء وكذلك شعرها المموج الطويل الذي تغطيه بالطبع بحجابها ..ليست بدينة ولا نحيفة بل ممشوقة القوام...متدينة منذ صغرها لأن والدتها دوماً ما حرصت علي ذلك الي جانب تفوقها الدراسي الذي كان ظاهراً دوماً حتي دخلت كلية الأقتصاد والعلوم السياسية بجدارة وهي الأن في سنتها الثانية منها ...



...........................................
دخلت للجامعة تبحث عن رفيقاتها لكي يدخلن سوياً لقاعة المحاضرات ...
قالت يارا بعتاب :
ـ انا مش عارفه ايه الي أخرك كده وأخرتينا احنا كلنا !
تدخلت سلمي رفيقتهما وهي تقول :
ـ مش وقته يجماعة دلوقتي يلا بس عشان نلحق المحاضرة دكتور عمر ده ممكن يسقطنا ده مقرف
قالت شغف في محاولة للدفاع عنه :
ـ حرام عليكي ده انسان محترم والله
نظرت لها يارا بحدة وغيرة حاولت مداراتها وهي تقول :
ـ مش يلا بقي وكفاية تأخير ولا أيه
"يارا" هي صديقتها المقربة منذ الصغر وتعدها كلأخت بالنسبة لها ... تبلغ من العمر عشرين عاماً ...متوسطة القامة وجميلة قليلاً لديها بشرة بيضاء وعيون سوداء واسعة وجسدها نحيف ...تكن ل"شغف" الحقد وتري انها تكون سبب شقائها دوماً علي عكس مشاعر"شغف" ناحيتها



...............
دخلت الفتيات لقاعة المحاضرات ولكن لحظهن السئ كان قد دخل قبلهن ونظر لهن بحدة وهو يقول :
ـ أظن انا منبه كتير جداً ان محدش بيدخل بعدي وغير كده النهاردة في أمتحان يعني المفروض تكونوا ملتزمين بالمعاد بالظبط ..
تحدثت شغف بأسف :
ـ معلش يا دكتور عمر احنا آسفين جداً انا راحت عليا نومة والدنيا كانت زحمة جداً ...أخر مرة بجد
نظر لها نظرات اتضح فيها الحنو وهو يقول بصوت عذب وهادئ يخالف النبرة التي كان يتحدث بها :
ـ عشان خاطرك انتي بس يا أنسة شغف بس متتكررش ...
أبتسمت بسعادة أبتسامة سلبت عقله وأذهبته لعالم أخر وهي تقول :
ـ مش هتتكرر بأذن الله شكراً جداً لحضرتك ...
كان هذا أمام تلك العيون المتربصة لهم التي كانت تشع غيرة وحقد ...كانت يارا تغلي من الغضب وغيرة من صديقتها التي دائماً وأبداً تأخذ كل شئ ...حتي من أحب قلبها وعشقه !!
...................................................................
لكم مرة نهر نفسه علي افكاره وتصرفاته الحمقاء معها !! كل شئ يؤكد ان هذه العلاقة من المستحيل ان تكون موجودة ...الفارق الاجتماعي بينهما كبير جداً فهو "عمر حداد" ابن لرجل اعمال كبير ومن عائلة عريقة الاصول تكتسب شهرة كبيرة علي مستوي مصر والخارج لأمتلاكهم العديد من الشركات والفنادق داخل وخارج مصر ...أما هي فهي أبنة لأسرة متوسطة الحال ...وغير ذلك ففارق العمر يمثل الحاجز الأكبر فهو يكبرها بأحد عشر عاماً ...وما هي سوي تلميذته ...
هو لم يحب من قبل ...لم يجرب ذلك الشعو الذي بات يشعر انه وباء ...كان دائماً متعدد العلاقات بسبب حياته بالخارج ومستواه الاجتماعي لكن ان يحب هذا ما لم يتوقعه عقله أبداً ...حاول ان ينساها بغيرها ولكنه فشل ...حاول ان يقنع نفسه ان شعوره ماهو الا إعجاب ولكنه تيقن انه بات يعشقها حد الجنون فرضخ لشعوره وعزم ان يجعلها ملكه كي يرتاح قلبه المعذب
هو يبلغ من العمر واحد وثلاثين سنةً ...شديد الوسامة ذو بنية رياضية وعضلات ضخمة ...لديه عيون زرقاء رائعة لكنها تكون مخيفة جداً حينما يغضب ...مع شعره البني الذي يضفي عليه رونقاً خاصاً ولحيته التي بالطبع تزيد من وسامته كثيراً ...لكن بالرغم من وسامته الا انه جاد كثيراً في تعامله وقاسي قليلاً ..



.........................................................
عادت الي منزلها فوجدت امها قد أعلنت حالة الطوارئ بالمنزل من تنظيف وتجهيز كي يستقبلوا الضيوف ...كان كلما اقترب موعد مجيئهم شعرت وكأن قلبها سيخرج من مكانه ...لا تعلم بالفعل ما ماهية شعورها؟! ..أهي سعيدة ؟! هي بالفعل لا تعلم ..لا تشعر سوي بالتوتر ...
تجهزت وأرتدت ثوباً بالغ الجمال وحجاب يليق عليه ووضعت القليل من مستحضرات التجميل التي أبرزت جمالها ..
جاءت أختها الصغيرة "نور" مسرعة وهي تقول: يلا بسرعة ظبطي نفسك ده عمو عصام وطنط كاميليا وأدهم جم برة وقاعدين مع ماما والمفروض تطلعي دلوقتي ...
نظرت نحوها بتوتر بالغ وهي تتوكل علي الله بداخلها وتسأله ان يختار لها الخير والسعادة وتمر تلك الليلة علي خير ونظرت نظرة أخيرة بالمرآة ثم خرجت مع أختها وهي تكاد تموت من التوتر ...


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-