Ads by Google X

رواية شغف الفصل الثالث


 الفصل الثالث


لا تعلم كيف تم الأمر ولكنها فجأة وجدت نفسها معه بمفردهم بحجة انه يجب للعريسين ان يتحدثا سوياً من المفترض انه كي يتفاهما ...كان حديثه جاف خالي من المشاعر أستشعرت ذلك وبقوة :
ـ عاملة أيه ؟! ...بادر هو ليكسر حاجز الصمت الذي يخيم علي المكان
ردت بتوتر : الحمد لله وانت
ـ تمام ...عاملة ايه في الدراسة ؟!
ـ الدنيا تمام الحمد لله



صمت وصمتت هي الاخري ...هو لا يجد ما يمكن ان يقوله ولا يريد هذا الحديث برمته اما هي ؟! فهي كانت تحارب دقات قلبها التي كانت تهلل فرحة قبل قليل والان تحطمت احلامها علي صخرة الواقع ..
جاء الاباء بعد قليل وكان اول من تحدث "عصام" :
ـ أيه يا ولاد اتكلمتوا ؟.. ختم حديثه بنظرة محذرة لابنه
ـ اه يا بابا اتكلمنا
هز رأسه ثم قال مخاطباً "شغف" :
ـ طيب بصي يا شغف يا بنتي احنا اه نعرف بعض من سنين وعشرة وانا عمري م هتمني احسن منك لأبني بس اعرفي انك امانة في رقبتي وانا مش هرميكي اي رمية ..عايزك تفكري كويس لو موافقة يبقى علي بركة الله مش موافقة يبقي انا الي هسلمك لعريسك بأيدي
أبتسمت لذلك الرجل الحنون الذي كان ومازال يعوضها عن فقدان الاب وهي تقول :
ـ حاضر يا عمو متقلقش
عادوا علي منزلهم بعد ان اتفقوا ان تفكر" شغف" ملياً في الموضوع وتبلغ "عصام" عن رأيها ....



..................................................
الصراع الذي يدور برأسها يجب ان ينتهي ...هذه الفرصة لن تسنح لها بقية عمرها هي التي كانت تظن انه حلم صعب المنال صار الان اقرب للحقيقة .
"أدهم" هو شاب في الخامسة والعشرين من عمره ...وسيم بدرجة كبيرة ...له عينان عسليتان ...بشرته سمراء وشعره مائل للون البني وجسده رياضي لذا تتهافت عليه الفتيات ...تخرج من كلية التجارة القسم الأنجليزي وأختار أن يؤسس شركته لنفسه ...أحبته "شغف" منذ الصغر ولكنه لم يحبها يوماً ..
أستشعرت من حديثه القليل انه مجبور علي تلك الزيجة وانه لا يريدها ولكن بعد هذا الصراع الطويل اختارت ان توافق ...هي من المؤمنين بأن المشاعر نحن من نخلقها فبأمكانها ان تجعله يحبها بعد الزواج ...لنقل انها تواسي نفسها بهذا الكلام ولكن هي اختارته فحاجتها للأمان والشعور بأن هناك أحد يساندها تضاعفت بعد أكتشافها لمرض والدتها وان زواجها هو الأمر الوحيد الذي من الممكن ان يريح قلبها ويعطيها أمل بتلك الحياة ..تحاملت علي همومها التي تتضاعف يوم بعد يوم وقررت التضحية بأقل حقوقها بمشاعر حب طبيعية وزواج عن رضا الطرفين ..وهي لا ترجو من هذه الدنيا سوي بعض الأمان ولعلها تجده بين أحضانه ...
..............................
بعد يومين أخبرت والدتها موافقتها ورضاها التام عن هذا الزواج فلم تقابل والدتها هذا سوي بالبكاء



بكت بحرقة علي ابنتها التي لم تسنح لها الفرصة لكي تتزوج بطريقة طبيعية لمن يستحقها بالفعل قائلة بنبرة تكسوها الحسرة :
ـ والله يا بنتي يعز عليا تتجوزي بالطريقة دي ...أنتي مقامك احسن راجل في الدنيا وتشرطي عليه الي تتمنيه مش تتجوزي بسرعة لأول عريس
قالت الأخري بين دموعها : مين قالك ان انا متضايقة اصلا ؟! لا بالعكس انا مبسوطة جداً "أدهم" عريس البنات كلها بتتمناه ومحترم وكفاية ان أبوه عمو "عصام" ...ماما متخافيش عليا واتطمني بجد انا موافقة وانا راضية عنه 100% ...عشان خاطري بس ركزي في علاجك عشان تخفي كده وتلفي معايا ونجيب الجهاز زي م كنتي بتتمني
ـ تفتكري هيجي اليوم الي اشوف عيالك فيه ؟! تفتكري هيكون هو الاختيار الصح ليكي وهيحافظ عليكي ؟!
ـ بأذن الله يا حبيبتي كل الي بتتمنيه هيحصل وبعدين بطلي الكلام ده بقي متخافيش بنتك مش هتسكت لو عملها حاجة وانتي هتبقي معايا وهنندمه ...
ضحكت بين دموعها علي تعبيرات ابنتها ثم ضمتها الي صدرها وهي تقول :
ـ خلي بالك من اختك مهما حصل عشان خاطري ..انتو ملكوش غير بعض بعد ربنا اوعوا مهما حصل تبعدوا عن بعض ...
بكت بحرقة وهي ترد :
ـ يا ماما عشان خاطري ارحميني من الكلام ده ...انتي ان شاء الله مش هيجرالك حاجة وهتفضلي جنبنا لحد م تشيلي عيالنا ويقرفوكي ...عشان خاطري متقوليش الكلام ده ياماما عشان خاطري



أبتسمت لأبنتها رغم الآمها النفسية التي تفوق الآمها الجسدية بمراحل وهي تقول بمرح حاولت اصطناعه كي تخفف عن ابنتها :
ـ خلاص قومي يا عروسة يلا روحي شوفي كليتك عشان مش هقبل بأقل من امتياز السنادي وان شاء الله انا بليل هكلم "عصام" وابلغه موافقتك ...ترددت قليلا ثم قالت :
ـ شغف لو مجبورة بلاش يا حبيبتي انا والله م عايزة ارميكي انا عايزة بس اطمن عليكوا ان هيبقي ليكوا ضهر يحميكوا مش اكتر
ـ متخافيش يا ماما انا بجد موافقة ...وبعدين اديكي انتي الي بتعطليني عن الكلية اهه ...أقتربت من والدتها وقبلتها ثم ودعتها بحرارة كأنه الوداع الاخير كعادة اكتسبتها منذ علمت بمرضها فصارت تشعر ان كل لحظة الي جوارها كنز ...
......................نهاية الفلاش باك ...................
أخرجها من دوامة ذكرياتها التي كانت تهاجمها بضراوة دخوله عليها الغرفة ...قام بفك وثاق يديها وقدميها ووجهه يظهر عليه علامات الأسف وفجأة حصل ما توقعت حدوثه ..
دفن رأسه في صدرها وأخذ يبكي كالطفل الصغير الذي أذنب ويرجو سماح أمه ...أخذ يهذي بكلمات تعودت علي سماعها منه في تلك الحالة مما أصبح يؤكد شكوكها تجاهه ..
ـ انا أسف والله معرفش انا عملت كده ازاي انتي بس عشان كنتي عايزة تسيبيني وانا ...انا بجد بحبك ووالله مقدرش اعيش من غيرك ثم قست ملامحه فجأة بعصبية وهو يقول :
ـ مينفعش انتي كمان تسيبني انتي فاهمة ؟!!
عادت ملامحه للين مرة أخري وأكمل بكائه قائلاً :



ـ انا اسف والله انا معرفش انا بعمل كده ليه بجد معرفش ..انا بس عايزك جنبي مش عايز حاجة تانية ...وكالعادة أخذ يهذي بالكلمات تارة بغضب وتارة بلين حتي نام في حضنها متشبثاً بها كأنها هي بر النجاة وليس تلك التي كان يضربها ويغتصبها بوحشية في الأمس !!
........................................
أن يستطيع ان يباشر أعماله في مثل ذلك الوقت الذي تهاجمه فيه المشكلات بكثافة لم يعتادها بحياته أمر يحسد عليه ...عاد لمنزله ليلاً بعد أن شعر بعدم قدرته علي المداومة فقلبه الملكوم لا يسكت بتاتاً ...يطالبه بأن يعيد ما كان يمتلك من قبل وضاع منه ...قلبه يعاني وهو يتخيل كم المعاناة التي تلاقيها الآن ..لا يطلب سوي الاطمئنان عليها وان كانت اخر مرة يري بها وجهها الذي يعيده للحياة ...
لم يجد امامه سوي أن يعود الي منزله ويحدث تلك التي دوناً عن العالم أجمع هي ملاذه ..هي كاتمة اسراره ...هي من تسمعه وتعده الا تفشي سراً ...ولكن قلبه هوي في قدميه حينما سمع بكائها العالي يأتي من غرفتها ...



ركض ناحية سريرها الصغير ثم قام بحملها علي صدره وأخذ يهدهدها ويمسح دموعها التي كانت كالنار تكوي قلبه ...نظرت له بعيونها البريئة الواسعة وهي تشهق كأنما تقول له "لما تركتني وحيدة هنا " ...هدأت بعد ان أستشعرت وجوده بجانبها ثم قام بتقبيلها علي جبهتها الصغيرة وهو يقول بأسي :
ـ سابتك لوحدك في البيت ونزلت برضه !! نفسي أعرف دي أم ازاي دي ؟!! بس انا السبب انا الي عملت فيكي وفي نفسي وفي "شغف" كده ...
أخذ يربت علي كتفها وهو يمسك هاتفه ويهاتف تلك التي أقسم الا يرحمها بعد فعلتها التي لا تمت للأمومة ولا الأنسانية بشئ ...


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-