روايه وقعت في قبضة الوحش الحلقه العاشرة


 الفصل العاشر من رواية:وقعت في قبضة الوحش. 

بقلم/رولا هاني.


وجدت ذلك الرجل يدلف للداخل بخطواته الشبه منتظمة، ثم تفحصت ملامحه بذهولٍ هي رأته من قبل ولا تعرف أين، نعم هي رأت تلك العينين من قبل رأت تلك الفيروزتين من قبل، نظرت لخصلاته البيضاء بشكٍ إزداد لديها لتنتفض هي جالسة عندما وجدته يهتف بتهكمٍ:


-إزيك يا "نورسين"!؟


تلاحقت أنفاسها لتنظر له بذعرٍ و هي تهز رأسها رافضة ما يمر ببالها، و لكنها تأكدت من شكوكها عندما هتف مجددًا:


-مشوفتكيش من عشرين سنة.


إلتمعت الدموع بعينيها و هي ترمقه بقهرٍ بينما هو يقهقه بسخرية صائحًا بإستنكارٍ:


-إوعي تكوني نسيتي أبوكي!


ثم تابع بإنتصارٍ و هو يري دموعها تنهمر بألمٍ:


-أبوكي، "كامل الشربيني". 


كانت تلهث بقوة من فرط الصدمة لتتسائل بعصبية:


-إية فكرك بيا!؟


رد عليها بنبرة غليظة و هو يجلس علي ذلك المقعد البلاستيكي:


-المصلحة يا "نونو".


هزت رأسها بهستيرية قبل أن تصرخ بإنفعالٍ و هي تجفف دموعها التي كشفت كم الألم الذي تشعر به بسببه:


-أنا مش فاكرة أي حاجة تخصك و مش عايزة أفتكر، إبعد بقي عني.


إنتفض ناهضًا من علي مقعده ليباغتها بصفعته القاسية قبل أن يصرخ بتحذيرٍ:


-لا يا **** إنتِ لازم تبقي عارفة إنك لو منفذتيش اللي هقولك عليه أنا هقتلك فاهمة يعني إية!؟


أجابته ببسالة و هي ترمقه بإزدراء واضحٍ بعينيها و بتعابير وجهها التي تنكمش بإشمئزازٍ:


-إقتلني.


أخرج سلاحه الناري من جيبه عندما أنهت جملتها و قبل أن يضعه أمام رأسها كان قد دلف أحد ما ليلكمه بوجهه ليبعده عنها!

____________________________________________

ظلت تصرخ و تبكي بنبرة أعلي عندما دلف لداخل الغرفة و لكن ذلك لا يمنع إرتعابها الشديد من هيئته التي لا تبشر بالخير!


توقفت عن الصراخ لترمقه بذعرٍ و هو يركض نحوها كالثور الهائج ليباغتها بصفعته القوية و هو يصرخ ب:


-عايزة تضحكي عليا يا بنت ال***


إنتحبت بإرتعادٍ و هي ترتجف بخوفٍ بينما هو يحيط وجهها بين يديه ليصرخ بإحتقان:


-لية!؟ 


جحظت عيناها برعبٍ و هي تتابعه يهتف بلا وعي:


-لية دة إنتِ متعرفيش أنا كنت خايف إزاي لما كنتي غرقانة في دمك بين إيديا! 


همست بعدم فهم و هي تهز رأسها بين يديه بتعجبٍ:


-"زياد"! 


وضع سبابته علي شفتيها ليهمس بنبرة غير مفهومة و نظراته الزائغة ترمقها بلا توقف بالإضافة إلي إبتسامته الباهتة التي إرتسمت علي ثغره:


-شششش، إنتِ دلوقتي بقيتي كويسة و هتفضلي معايا علطول يا "نورسين". 


عقدت حاجبيها لتتسع حدقتيها بصدمة حتي كادت أن تخرج من مقلتيهما، و زادت صدمتها أكثر عندما صاح بإمتعاضٍ:


-سامعاني يا "نورسين"؟ 


اومأت له و هي خائفة من رد فعله، و شهقت بقلقٍ عندما جلس بجانبها علي الأرض و هو يحتضنها متشبثًا بها بقوة عجيبة، ثم ألقت عليه نظرة لتجده يطبق جفنيه بين أحضانها بهدوء غريبٍ! 

____________________________________________

نظرت لوالدها الذي يتأوه علي الأرض ثم إلتفت لتنظر صوب ذلك الرجل قائلة بدهشة:


-إنتَ مين!؟


وجدته يتنهد قبل أن يجيبها بإيجازٍ:


-أنا "سالم" إبن "رفيف" مرات أبوكي.


رمقته بنفورٍ صارخة بإنفعالٍ و هي تهتز من فرط الغضب:


-إطلع برة مش عايزة أشوفك ولا أشوفه إطلع برة.


حذرها بسبابته و هو يضعها علي فمه هامسًا ب:


-قومي بسرعة انا ههربك من هنا.


رمقته بشكٍ ليهتف هو بنبرة لطيفة جعلت ذلك الشك يقل:


-ثقي فيا.


تنهدت بتوترٍ ثم نهضت من علي الفراش و هي تتأوه بقوة فوجدته يمد يده ناحيتها قائلًا بتلقائية:


-هاتي إيدك.


تجاهلته لتقف بمفردها قائلة بإستفهامٍ:


-هتهربني إزاي!؟


وجدته يخرج من تلك الحقيبة التي معه فستان أخضر و قبعة سوداء، ثم قال بصوتٍ أجش و هو يتجاهل سؤالها:


-إلبسي دول في الحمام بسرعة قبل ما حد يجي.


أومأت له و هي تلتقطهم، ثم ألقت نظرة علي والدها الذي فقد الوعي علي الأرضية الباردة قبل أن تدلف للمرحاض!

____________________________________________

-انا بجد مش مصدقة اللي حصل إمبارح!


قالتها "هايدي" و هي تجذب خصلاتها السوداء للخلف فرد عليها "إسماعيل" بإسفٍ:


-مع الأسف هي متهددة، بس نفسي أعرف هو مهددها بإية!؟


زفرت "هايدي" بحنقٍ عندما وجدت رنين هاتفها يتعالي للمرة العاشرة بنفس الساعة فصاح وقتها "إسماعيل" بإنزعاجٍ:


-يا بنتي ما تردي عليهم بقي!


قبضت علي هاتفها لتضغط عليه قبل أن تضعه علي أذنها لتستمع لصراخ والدتها ببرودٍ:


-إنتِ فين يا هانم!؟..رجعنا إمبارح بليل ملقناكيش!


إبتسمت "هايدي" بسخرية لتهتف بتهكمٍ:


-طب كويس إن إنتوا لسة فاكرين إن ليكوا بنت!


لم تستمع لرد والدتها بل أغلقت الخط سريعًا قبل أن تستمع لأي توبيخ أخر، ثم قالت بنبرة مبحوحة مختنقة و هي تأخذ حقيبتها الجلدية من علي المقعد الخشبي الذي بجانبها:


-انا همشي يا "إسماعيل".


اومأ لها و يتابعها تغادر المكان و لكن مازال باله منشغل ب "نورسين" و بما يحدث!

____________________________________________

مرت عدة ساعات ليفتح هو جفنيه ببطئ ليقلب نظراته بالمكان هو يحاول أن يتذكر ما حدث!


إعتدل في جلسته ليجد "روضة" بجانبه و هي نائمة بهدوء و تعابير الإرهاق بادية علي وجهها فجحظت عيناه بتعجبٍ و هو يتذكر ما حدث فهمس هو بنبرة خافتة و هو يضع كفه علي جبينه بتعجبٍ:


-إزاي دة حصل!؟


ثم تابع بصدمة و هو ينهض من علي الأرضية الباردة:


-إزاي شوفتها "نورسين"!؟


خرج من الغرفة بخطواته المتئدة و هو لا يستوعب الأمر و فجأة ظهر أمامه حارسه "إيهاب" يقول بإحترامٍ:


-أي أوامر يا باشا؟ 


و بعدة ثوان عاد لحالته المعهودة و هي البرود و اللامبالاة، ثم هتف ب حارسه قائلًا بنبرته المعتادة المبهمة:


-كلملي "هناء" تيجي هنا البيت. 


عقد "إيهاب" حاجبيه ليصيح بتساؤلٍ:


-الصحفية؟ 


اومأ له "زياد" ثم تركه ليصعد الدرج ليتجه لغرفته و هو يخرج هاتفه من جيبه ليضغط عليه عدة ضغطات قبل أن يضعه علي أذنه قائلًا بهدوء مستفز:


-أيوة يا "سيدة"، هاتيلي البنت و تعالي البيت. 


ثم أغلق الخط و كاد أن يدلف لغرفته و لكن وجد حارس لديه يحاول التواصل معه فرد عليه و هو يضع الهاتف علي أذنه مجددًا ليستمع لما قاله الحارس بصدمة صارخًا بغضبٍ جحيمي:


-هربت!..يعني إية هربت هو أنا مشغل معايا عيال! 


إستمع لحارسه بإهتمامٍ و هو يهتف بإرتباكٍ:


-الكاميرات جابتها و هي خارجة مع راجل. 


تأججت النيران بصدره فجحظت عيناه بعصبية لتبرز عروقه النابضة بصورة توضح مدي غضبه، ثم صرخ بإهتياجٍ و هو يدلف غرفته بخطواتٍ سريعة كالثور الهائج:


-دوروا عليها في كل حتة، سامعني. 


ثم أغلق الخط ليلقي الهاتف ناحية المرآة التي أمامه لتتحطم هي و الهاتف لقطع صغيرة، بينما هو تتلاحق أنفاسه الغاضبة و هو يتوعدها عندما تعود! 

____________________________________________

لطمتها بعنفٍ و هي تستمع لكلماتها الجارحة، ثم صرخت بعصبية و قد إحتقن وجهها بالدماء:


-شكلك نسيتي إن أنا أمك، و من الواضح كمان إني معرفتش أربيكي.


هدأها زوجها قائلًا بنبرة لطيفة ليخفف بها من حدة الموقف:


-براحة عليها يا "هادية".


صاحت بوجهه و عروقها تبرز من فرط الإنفعال:


-مش شايف يعني يا "أمين" اللي هي بتعمله، من إمبارح و إحنا بندور عليها و بدل ما تيجي تتأسف جاية تغلط و تقول كلام زي الزفت!


تنهد "أمين" بضيقٍ فهو يريد الهروب من كل تلك المشاكل بأي طريقة لذا و بكل برود جعل "هادية" تكاد تنفجر من الغيظ قال:


-"هايدي" يا حبيبتي كدة غلط.


نظرت لهما "هايدي" بسخرية فوالدتها لم تتقبل طلبها بأن تكون معها مثل أي أم تكون مع إبنتها بل صفعتها و أهانتها لتجرح كبريائها!


تنهدت بقلة حيلة لتتركهما لتتجه لغرفتها متجاهلة صراخ والدتها الذي لا يتوقف!

____________________________________________

-هنا دي هتبقي الأوضة بتاعتك هتقدري تنامي فيها، و دة المطبخ، و دة الحمام، و دة ال...


قالها "سالم" و هو يشير تجاه كل شئ يقوله لتقاطعه "نورسين" بوقاحة قائلة:


-خلاص كفاية رغي دماغي وجعاني أساسًا و تعبانة.


رمقها بنظراته المشدوهة لتهتف هي بجمودٍ و هي تنظر لساعة الحائط التي كانت تشير للساعة العاشرة مساء:


-أنا هنام دلوقتي عشان تعبانة و بكرة الصبح هبقي أفهم منك كل حاجة.


و لم تعطه فرصة للرد لتدلف لتلك الغرفة التي أشار عليها بينما هو يكاد ينفجر من فرط العصبية ليدمدم بسخرية:


-و في الأخر شكلي كدة مش هستفيد حاجة!

____________________________________________

-بس أنا مش موافقاك في اللي بتعمله دة!


صاحت بها "سيدة" بإحتجاجٍ بعدما أتت لبيته لتعرف ما ينوي فعله ليصيح هو بقتامة و هو يرتشف عدة رشفات من فنجان قهوته:


-ميخصكيش.


ثم وجه نظراته ناحية تلك الصغيرة التي ترمقه بفضولٍ طفولي ليصيح بها بنبرة تحذيرية:


-إسمعي لما تيجي الصحفية هنا عايزك لما تسألك عن أي حاجة تقولي الحقيقة فاهمة، و إلا مش هيحصلك كويس.


تقلصت ملامح الصغيرة برعبٍ لتهتف بإستنجادٍ و دموعها تترقرق بعينيها:


-ماما "سيدة" الراجل الوحش دة هيضربني!


إحتضنتها "سيدة" لتحذره بنظراتها و هي تهمس بحنو:


-متخافيش يا "نرمين" يا حبيبتي محدش هيقرب منك بس إسمعي الكلام.


و فجأة تعالي صوت تلك الطرقات علي باب المنزل فإتجهت "منة" ناحية الباب لتفتحه، و وقتها دلفت إمرأة خصلاتها شقراء، و عيناها زرقاء داكنة، و بشرتها بيضاء، و جسدها ممتلئ بعض الشئ تقول بغنجٍ و هي تتخصر برقة:


-"زياد" باشا فين!؟


أشارت الخادمة للداخل فدلفت "هناء" بخطواتها الخفيفة ليصيح بها "زياد" قائلًا بنبرته الخشنة:


-تعالي يا "هناء".


جلست علي تلك الأريكة لتخرج سيجارتها الفاخرة لتشعلها بهدوء قائلة بنبرة رقيقة:


-خير يا "زياد" باشا عرفت إنك طالبني. 


اومأ لها ليهتف بهدوء و هو يضع ساقًا فوق الأخري بغرورٍ:


-عايزك تعملي معايا لقاء هينفعك أوي. 


إلتمعت عيناها بوميضٍ سعيدٍ لتهتف بتلهفٍ و هي تعتدل في جلستها:


-عن إية يا باشا؟ 


أجابها بقتامة و هو ينهض ليجلس بجانب "نرمين":


-عن "أسامة الصياد".


ثم أشار بعينيه ل "سيدة" لتتركهم و بالفعل غادرت المكان بينما هو يوجه نظراته ناحية "هناء" التي ترمقه بعدم فهم لتحثه علي إكمال حديثه فقال هو بخبثٍ:


-يعني مثلًا تفتكري هيحصل إية لما الناس تعرف إن رجل الأعمال "أسامة الصياد" ليه بنت راميها يا عيني في الشارع!


ثم تابع بمكرٍ و هو يحتضن" نرمين" المذعورة بحنان مزيفٍ:


-بس طبعًا انا مش هسيبها.


تنهدت " هناء" بعمقٍ لترمقه بنظراتٍ خبيثة قائلة بإمتنان:


-متشكرين يا باشا علي الشغل الجامد دة.


ثم أخرجت آلة التصوير (كاميرا) من حقيبتها لتأخذ عدة صور لتلك الصغيرة التي كان بعينيها تلتمع الدموع من الخوف و ذلك ال "زياد" يحتضنها و علي وجهه تعابير بريئة عجيبه و كأنه تحول لشخص أخر خلال تلك اللحظات! 


أخرجت "هناء" ورقة و قلم لتدون ما ستقوله الصغيرة و أخذت تسألها بفضول:


-قوليلي يا حبيبتي علاقتك ب باباكي كانت عاملة إزاي؟


أخذت الصغيرة تشرح ما كان يحدث معها و مع والدتها من معاناة و إهانة بالإضافة إلي حالة الفزع التي سيطرت عليها بسبب تذكرها لوالدها، ثم خلعت سترتها لتري "هناء" تلك الكدمات بجسدها فأخذت هي تصورها و هي تنفث دخان سيجارتها ببرودٍ بينما "زياد" يستمع لكل ذلك و هو يحاول السيطرة علي عبراته الخائنة، عبرات ليسة مزيفة بل حقيقية لإنه و بكل بساطة تذكر طفولته التي كانت تشبه طفولة تلك المسكينة نعم فقد كانت طفولته مليئة بالضرب و الإهانة مثل "نرمين" و فجأة شعر بالمسئولية تجاه تلك الصغيرة و كأنها إبنته!؟...فجأة شعر برغبته في إنقاذها من كل شئ قبل أن تصبح مثله!؟..قبل أن تصبح وحش!

..............................................................................

الحلقه الحادي عشر من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-