الفصل الثامن و عشرون (الجزء الأول) من رواية:وقعت في قبضة الوحش.
بقلم/رولا هاني
صوب "كامل" نظراته ناحيته بغلٍ و حقدٍ واضحين، نعم فبسبب تدخله في أمر إختطاف الصغيرة "نرمين" خسر الكثير و الكثير، و بتلك اللحظة إقتحم "سالم" ذلك الصمت صائحًا ب:
-جاي هنا لية يا "زياد" يا "نويري"؟
إشار "زياد" لحارسه "إيهاب" فتقدم هو نحوه و بيده عدة حقائب عجيبة، فإزدرد "كامل" ريقه بفضولٍ بائن علي وجهه، ثم هتف بتساؤلٍ:
-إية سبب وجودك هنا؟
أشعل" زياد" سيجارته الفاخرة ثم قال بجمودٍ و هو يشير ناحية تلك الحقائب، لتلتمع عينان "سالم" و" كامل" بوضوحٍ:
-دول أربعة مليون دولار، هيساعدوك في المشكلة بتاعة شركتك.
إبتسمت "رفيف" بسعادة، بينما "سالم" يزداد وميض عينيه بصورة خبيثة لا تطمئن ولا تبشر بالخير، و بتلك اللحظة هتف "زياد" بتحذيرٍ لفت إنتباههم جيدًا:
-هتاخدوا الفلوس دي، و إياك أسمع إن حد فيكوا فكر يقرب من "نورسين"، وقتها مش هرحم حد فيكوا.
تابع نظراتهم المشدوهة نحوه فصرخ هو بعصبية أفزعتهم:
-فاهمين؟
أومأوا له عدة مرات، بينما "كامل" يلتقط تلك الحقائب من بين يدي "إيهاب"، و هنا نهض "زياد" من علي كرسيه و قبل أن يخرج من البيت هو و حارسه الشخصي "إيهاب" رمقهم بإحتقارٍ، نعم فهو أصبح يشمئز من هؤلاء الناس، فقد تمني أن ينتفض ذلك ال"كامل" برفضٍ حتي لا يمنعه من رؤية إبنته، و لكن كما توقع هو أحمق حقير لا يهتم سوي بالأموال!
____________________________________________
أغلق "إسماعيل" الخط مع "هايدي"، ثم و سريعًا ضغط عدة ضغطات علي هاتفه ليضعه علي أذنه قائلًا بسرورٍ:
-وجدت "نورسين" سيد "روبرت".
إستمع لرد "روبرت" الشبه غاضب ب:
-و ماذا تنتظر إيها الأحمق!؟....هيا أخبرني عنوانها.
رد عليه "إسماعيل" بتلك النبرة السعيدة ب:
-حسنًا، عنوانها هو (*****).
و لم ينتظر "روبرت" الكثير بل أغلق الخط بوجه "إسماعيل" الذي زفر بإمتعاضٍ و هو يصيح بسباب لاذعٍ، و فجأة إنتفض برعبٍ عندما إستمع لصرخات زوجته "أريج" التي تصيب المرء بالهلع ب:
-إلحق يا "إسماعيل"، "تامر"وقع من علي السلم و مبينطقش.
جحظت عينان "إسماعيل" بإرتعادٍ، ثم ركض ناحية الدرج ليجد صغيره غارقًا بدمائه علي الأرضية الباردة، فصرخ وقتها بوجه زوجته التي تبكي بهستيرية، بينما الصغيرة "نبيلة" تتابع ما يحدث بإرتعادٍ:
-إطلبي الإسعاف بسرعة.
ركضت "أريج" ناحية غرفتها لتحضر الهاتف، بينما "إسماعيل" يحتضن إبنه و الدموع تلتمع بعينيه صارخًا ب:
-إبنــــي.
____________________________________________
-"هلال"....أنا عرفت مكان "نورسين"، قابلني في (***) كمان ساعتين.
قالها "إيهاب" بجدية شديدة فرد عليه "هلال" بتلهفٍ و هو يهب واقفًا من علي كرسيه:
-هستناك هناك قبلها بساعة.
أومأ "إيهاب" عدة مرات قائلًا بإقتضابٍ:
-تمام.
ثم أغلق الخط سريعًا و هو يبتسم بتهكمٍ واضحًا ليهمس بخفوتٍ:
-غبي.
____________________________________________
دلف لتلك الغرفة ليجده نائم و بكل هدوء فإبتسم هو بسخرية صائحًا ب:
-نفسي أعرف جايب التجاهل دة منين، دة أنا ممكن أمر أي حد من رجالتي يقتلك و ف ثواني عادي!
إنتفض "صخر" مستيقظًا ليرمق "زياد" بمقتٍ واضحٍ ليصيح بنعاسٍ ملحوظٍ:
-لا بس تقدر تقول بقيت متوقع نهايتي ف ملوش لزوم أي حاجة هعملها.
اومأ له "زياد" عدة مرات ثم صاح بإستفهامٍ:
-طب و اللي يخليك تهرب من دة كله تعمله إية!؟
نظر له "صخر" بتعجبٍ فهو لم يستطع إستيعاب كلماته المبهمة العجيبة، فقال هو بعدم فهم:
-بمعني؟
رد عليه "زياد" بتلك النبرة الشيطانية و هو يبتسم بدهاء، ليبتسم معه "صخر" بحماسٍ:
-بمعني مش هيبقي في حد إسمه "صخر" كمان كام يوم ، كل حاجة هتتغير إسمك، سنك، كل حاجة..مش هتبقي "صخر"، هتبقي "مهند السيوفي".
إختفت إبتسامة "صخر" فجأة، ثم صاح بإستفسارٍ عاقدًا حاجبيه بعدم إستيعاب:
-طب و إية المقابل؟...إنتَ عمرك ما عملت حاجة لحد بدون مقابل!
أومأ له "زياد" عدة مرات ثم هتف مؤكدًا:
-عندك حق.
تنهد بعمقٍ ثم تابع بحدة توضح مدي خطورة و جدية الأمر:
-الحاجة الوحيدة اللي هتقف في طريقي و طريقك هو واحد و إنتَ عارفه كويس.
رفع "صخر" حاجبيه بإستنكارٍ جعله غافل عن ذلك الحارس الذي كان يحل وثاق يديه، ثم همس بإستهجان:
-" جاك"!
أومأ "زياد" بتأكيدٍ فصرخ وقتها "صخر" بخوفٍ:
-مستحيل، مش هنعرف نقتله.
إقترب منه "زياد" بعدما نهض هو واقفًا، ثم صاح بهدوء شديدٍ يوضح دهاءه الذي إستخدمه هو في وضع تلك الخطة المحكمة:
-إحنا فعلًا مش هنعرف نقتله، و لكن غيرنا يعرف.
إزدرد "صخر" ريقه بتوترٍ ثم صاح بتخمين:
-اللي أكبر منه!....تقصد "سلطان المغربي"!
أشعل "زياد" سيجارته الفاخرة ثم هتف ببرودٍ:
-طول عمرك ذكي.
تنهد "صخر" بتمهلٍ ثم صاح بإرتباكٍ ملحوظٍ:
-بس أنا كدة دوري إية!؟
رد عليه "زياد" بثقة و هو يربت علي كتفه بكفه الغليظ:
-أهم حاجة عايزك متقلقش، كل حاجة متظبطة و متخطط ليها كويس، "صخر" إنتَ الوحيد اللي عندك معلومات ممكن تبوظ شغل "جاك".
فغر "صخر" شفتيه عندما إستطاع فهم خطة "زياد" الشيطانية فهتف هو بتلهفٍ:
-و لما شغل "جاك" يبوظ شغله،"سلطان" وقتها يخلص منه لإنه مش هيبقي ليه لازمة.
اومأ له "زياد" و كاد أن يرد عليه و لكن قاطعه رنين هاتفه المزعج فإلتقطه من جيبه ليضغط عليه بخفة بعدما عرف هوية المتصل واضعًا إياه علي أذنه:
-حصل إية يا "إيهاب"؟
إستمع "زياد" لما قاله "إيهاب" بهلعٍ فتلاحقت أنفاسه و هو يغلق الخط معه سريعًا ليضغط عدة ضغطات علي الهاتف قبل أن يضعه علي أذنه تحت نظرات "صخر" المشدوهة و التي إزدادت دهشة عندما وجد "زياد" يصرخ بهستيرية ب:
-"نورسين" إسمعيني بسرعة، دلوقتي حالًا إنزلي عند "سعدية"، و إياكي تخرجي من شقتها طول اليوم لغاية ما أجي، بسرعة يا "نورسين" مافيش وقت.
إستمع لردها بتلك النبرة المذعورة:
-"زياد" هو حصل إية!؟
صرخ بنبرة أعلي و جسده يهتز من فرط الإنفعال:
-قولتلك إخرجي من الشقة حالًا و إنزلي ل "سعدية".
تلاحقت أنفاسها هي الأخري بسبب حالة الرعب التي أصابتها من نبرته التحذيرية التي تصيب المرء بالقشعريرة المفرطة، فتحركت هي بعشوائية لتفتح باب الشقة سريعًا لتخرج منها بخطواتها المتعثرة دون أن تغلق الباب، ثم هبطت بخطواتها السريعة ناحية شقة "سعدية" بينما هو يكمل قائلًا بإرتعادٍ واضحٍ:
-إياكي يا "نورسين" متنفذيش اللي قولتلك عليه، هيجرالي حاجة لو وقعتي بين إيديهم.
إنهمرت عبراتها الحارة من فرط الهلع الذي سيطر عليها، ثم طرقت علي الباب بطرقاتٍ عالية، و فجأة إنتفضت برعبٍ عندما إستمعت لتلك الخطوات الواضحة علي الدرج فظلت تلهث بفزعٍ هماسة ب:
-"زياد" في حد طالع علي السلم و....م...محدش بيفتح الباب شكلهم مش موجودين.
جحظت عينان "زياد" وقتها برفضٍ لتلك الفكرة، هي لن تتركه مهما حدث، بالتأكيد ذلك كابوس، كابوس سيفيق منه بوقتٍ ما، نفض رأسه عدة مرات و سيطر علي تلك العبرات التي إلتمعت بعينيه ليصرخ وقتها بإنهيارٍ وضح إنفطار قلبه بتلك اللحظة:
-"نورسيــــن".
____________________________________________
-إية المكان اللي إنتَ جايبني فيه دة!؟
قالها "هلال" بدهشة شديدة عندما تفحص ذلك المكان المهجور بعينيه، و فجأة راودته تلك الفكرة ليهتف بقتامة و الشر يتطاير من عينيه:
-معقول "زياد" ذكي لدرجة إنه يخبيها هنا.
صوب نظراته وقتها ناحية "إيهاب" الذي كان صامت كعادته بصورة لا تطمئن فرمقه وقتها بشكٍ صائحًا ب:
-هي فين يا "إيهاب"؟
إبتسم "إيهاب" بسخرية ليشعر "هلال" بتلك الإنقباضة بقلبه، و فجأة ظهر رجلان ضحمان ليتوجه أحدهم ناحية "هلال" قابضًا علي كلا ذراعيه وسط صرخاته الرافضة، بينما الأخر يسدد له اللكمات المؤلمة، بينما "إيهاب" يقهقه بتلك النبرة العالية التي وضحت وقوع "هلال" بالفخ المنصوب له قائلًا:
-بجد مكنتش أصدق إنك غبي أوي كدة، فاكرني هبيع الباشا، حد قالك إني **** زيك!؟
لكمه ذلك الرجل لكمة شديدة العنف ليبصق هو الدماء علي الأرض صارخًا بوهن:
-هتندموا كلكوا، اللي ورايا مش هيسكتوا علي اللي بيحصل دة.
رمق "إيهاب" حالة" هلال" المزرية بإشمئزازٍ، ثم صاح بتهكمٍ و هو يضع كلا كفيه بجيبي بنطاله:
-هما أساسًا كانوا هيخلصوا منك في الأخر و لكن إنتَ اللي كنت بتجري ورا سراب.
تراجع "إيهاب" وقتها بخطواته ثم أمر الرجلين بجدية و هو يرتدي نظارته الشمسية ليتجه ناحية سيارته القاتمة السوداء:
-بعد ما تخلصوا ودوه عند "روبرت".
ثم تابع بسخرية و هو يصعد سيارته ليدير محركها:
-هيفرح بيه جدًا.
____________________________________________
-أوف رُدي بقي يا "نورسين".
قالتها "هايدي" بحنقٍ فهي بعدما وصلت لتلك المنطقة الشعبية لم تستطع تحديد أي بيت توجد فيه صديقتها "نورسين"، لذا تنهدت و هي تشير ناحية ذلك الطفل الصغير الذي يلعب مع صديقه، فتقدم نحوها الصغير بنظراته الفضولية ناحية ملابسها باهظة الثمن قائلًا بنبرته المستفهمة و هو يحك مؤخرة رأسه:
-خير يا قمر؟
إزدردت "هايدي" ريقها بتوترٍ، ثم همست بنبرة حاولت جعلها عادية:
-هو فين بيت "زياد النويري"؟
أشار لها ذلك الطفل ناحية البيت الذي خلفها ثم قال بتلقائية:
-البيت اللي وراكي دة الدور التاني.
اومأت له و كادت أن تتجه ناحية البيت و لكنها توقفت بعدم فهم عندما وجدت تلك الرجال التي تتجه ناحيته و معهم ذلك الرجل ذو الملامح الأجنبية، فشعرت هي بالتوتر و الخطر، لذا دلفت هي مسرعة معهم لتصعد الدرج هامسة بداخلها ب:
-يارب ميكونش اللي في بالي.
.....................................................................
الفصل الثامن و عشرون (الجزء الثاني) من رواية:وقعت في قبضة الوحش.
بقلم/رولا هاني.
-خُدي يا بنتي إشربي كوباية الماية دي، و إهدي كدة، متخافيش.
قالتها "سعدية" بحنو حتي تبث الأمان لتلك التي تبكي بهستيرية، و أكثر ما جعلها تزكن مدي رعبها هو إرتجافتها القوية التي وضحت كل شئ، مدت "سعدية" الكوب ناحية فم "نورسين" لتجعلها ترتشف عدة رشفات من المياة قائلة بتوترٍ:
-أنا هدخل المطبخ أعملك حاجة تشربيها.
دلفت "سعدية" للمطبخ فرفعت وقتها "نورسين" الهاتف لتضعه علي أذنها قائلة بتلعثمٍ:
-أ...أنا في بيت "سعدية" يا "زياد".
أغلقت الخط و لم تستطع سماع أي شئ منه، فقط إنهمرت عبراتها الحارة مجددًا لتلهب وجنتيها، فهي باتت تكره شعور الخوف الذي يرافقها طوال الوقت، يرافقها منذ طفولتها، مرة بسبب أبيها و المرة الأخري بسبب أكثر شخص عشقته بتلك الحياة!
أطبقت جفنيها بقوة لتتذكر ما حدث منذ عدة دقائق.
(عودة للوقت السابق)
وضعت كفها الأخر علي فمها لتكتم شهقاتها العالية، و ظلت تستمع لخطوات ذلك الذي يصعد الدرج و هي متسمرة بوضوحٍ، لا تستطيع الفرار ولا حتي التحرك، بينما "زياد" يصرخ بالهاتف ليزداد هلعها، كادت أن تفقد الوعي وقتها من هول الموقف خاصة بعدما شحب وجهها بوضوحٍ، و لكن إتسعت حدقتاها عندما وجدت "سعدية" هي التي تصعد الدرج و بيدها عدة حقائب بلاستيكية سوداء، و ما إن رأتها ركضت نحوها هامسة بإرتياحٍ و كل ذلك و "زياد" لا يستطيع فهم ما يحدث:
-"سعدية"، "سعدية" إلحقيني يا "سعدية"، دخليني بيتك بسرعة قبل ما يجوا.
لطمت "سعدية" بذهولٍ علي صدرها ثم هتفت بفضولها المعهودٍ:
-هما مين دول يا اختي!
جزت "نورسين" علي أسنانها ثم صاحت بإرتعادٍ و هي تنتحب بهستيرية:
-مش وقته، إفتحي الباب بسرعة و دخليني.
تقدمت "سعدية" بخطواتها المتئدة ناحية باب شقتها، ثم أخرجت مفتاحه من جيب تنورتها، لتضعه بمكانه لتديره ببطئ قائلة بتعجبٍ:
-هو حصل حاجة طب؟
و ما إن إنفتح الباب لم تعطها "نورسين" فرصة للرد بل ولجت للداخل بخطواتها المتعثرة لتسحبها معها بصورة همجية و هي غير واعية لما تفعله، ثم أغلقت الباب سريعًا و هي تلهث بعنفٍ، و بلا وعي أيضًا إرتمت علي تلك الأريكة البالية التي كانت أمامها مباشرةً!
(عودة للوقت الحالي)
إنتفضت بفزعٍ عندما إستمعت لتلك الخطوات الواضحة التي كانت تصعد الدرج و أكثر ما جعلها بنوبة هلع هستيرية هو صوت هؤلاء الرجال الغليظ و الذي وضح لها إنهم هم من يبحثوا عنها، لذا نهضت من علي الأريكة و تقدمت ناحية الباب لتتأكد من صعدوهم للطابق الأعلي من خلال خطواتهم التي إبتعد صوتها، ففتحت الباب ببطئٍ شديدٍ لتحاول الإستماع لما يقال، و فجأة شهقت بإرتعادٍ عندما إستمعت لتلك النبرة الغاضبة التي تصرخ بلهجة إنكليزية:
-كيف لم تجدوها!؟....إبحثوا عنها بكل شقة في ذلك البيت.
و بتلك اللحظة لم تعرف كيف فعلتها، فقد فتحت الباب لتخرج منه راكضة ناحية الدرج لتهبطه بسرعة البرق و هي تضع كفها علي موضع قلبها الذي تسارعت نبضاته ليزداد شحوب وجهها، و ما إن خرجت من البيت وجدت أمامها رجل ما ضخم يقف أمام تلك السيارة و من سوء حظها رأها، فظلت هي تركض بسرعة لا توصف، تركض ولا تنظر خلفها، تركض و تدلف أي شارع لا تعرفه أهم شئ بتلك اللحظة هو الهروب، و فجأة ظهرت أمامها سيارة و لم تكن سوي سيارة صديقتها "هايدي" التي زكنت وقتها الفخ الذي وقعت فيه، و بدون أي إستيعاب لما يحدث صعدت السيارة و هي تلهث بعنفٍ لتنطلق "هايدي" سريعًا بالسيارة و هي تلقي نظرة سريعة على ذلك الحارس الذي كان يصرخ بسباب لاذعٍ خلف السيارة!
____________________________________________
وقف ينتظر الطبيب ليخرج من غرفة العمليات و هو متسمر بمكانه بصورة شديدة، لا يستمع لأي شئ فقط نظراته مصوبة ناحية تلك الغرفة، و أكثر ما يجعله بتلك الحالة هو قلبه الذي إنقبض بصورة ألمته، يشعر إن صغيره لن يكون بخير، نفض رأسه بعنفٍ يحاول التخلص من تلك الأفكار و لكنها تراوده لتلاحقه كظله، أدار رأسه ببطئٍ ناحية "أريج" التي إنتفخت عيناها بشدة من كثرة البكاء، تلاحقت أنفاسه و هو يضع كفه علي موضع قلبه بألمٍ ملحوظٍ و فجأة إنتفض جسده بقوة عندما تعالي رنين هاتفه، فوضع هو كفه داخل جيب بنطاله البيتي ليخرجه، و بالطبع لم يكن سوي "روبرت"، لذا رد قائلًا بنبرته التي صارت ضعيفة بوضوحٍ:
-ما الذي حدث!؟
تفاجئ "إسماعيل" عندما وجد "روبرت" يحدثه بلهجة عربية متقنة توضح مدي غضبه:
-إنت بتستهبل يا روح ***، البت فين؟
إزدرد "إسماعيل" ريقه، ثم همس بتوترٍ و إرتباكٍ شديدين:
-أنا متأكد إنها كانت هناك!
إستمع "إسماعيل" لصوت ذلك الرجل الذي صرخ من خلال الهاتف ب:
-سيد "روبرت"، "نورسين" هربت!
كاد" إسماعيل" أن يرد و لكنه وجد الطبيب يخرج من تلك الغرفة، فأغلق هو الخط سريعًا ليستمع لما يقوله الطبيب بقلبٍ منفطرٍ، بينما "أريج" تبكي بهستيرية من فرط الصدمة:
-مع الأسف الخبطة كانت في مكان خطر جدًا في راسه، حاولنا ننقذه و عملنا اللي علينا بس..
صرخت "أريج" بإهتياجٍ و هي تقبض علي مقدمة قميص الطبيب:
-بس إية إنطق.
أطرق الطبيب رأسه، ثم صاح بأسفٍ و هو يتابع "إسماعيل" الذي وقع فاقدًا الوعي بشفقة، بينما "أريج" تصرخ بهستيرية تصيب المرء بالرعب:
-البقاء لله.
.....................................................................
الحلقه التاسعه والعشرون من هنا