(الفصل الثالث والعشرون)
وعندما دخلت من باب الفيلا رأته يجلس مع والدته فى حديقة الفيلا.. وسمعت زينب تناديها
زينب:تعالى ياسجى لما أقولك
توجهة سجى ناحيتهم وعيونها على الأرض: مساء الخير ياحبيبتى
زينب:مساء النور ياقلبى..قوليلى ياسجى بالله عليكى ماتعرفيش الواد ده ماله مدوخنى لقيته داخل من الباب وأخد فى وشه على جوه ناديته وعزمت عليه بالعصير وعماله أسأله من ساعتها مالك مش على لسانه غير مافيش مافيش وبقاله ساعه ماسك كوباية العصير وفى عالم تانى ماقاليش غير سجى بتشتغل فى شركة بابا طب فيها إيه طب حصل إيه مافيش مافيش ..متعرفيش حصل إيه
سجى بتوتر:ماتسأليه ياطنط أنا هعرف منين
.ياسر ونظر لها نظرة عتاب بها كثير من الكلمات والمعانى وقام من جلسته ودخل الفيلا وإلى غرفته وأغلق الباب
زينب:لاحول ولاقوة إلا بالله كان مزاجه حلو الصبح ياترى إيه اللى حصل كياحبيبى مابصدق تفرح لنفسك شويه
سجى بهدووء وهى شارده:عن إذنك هطلع أغير هدومى ونازله لحضرتك علطول
زينب:لا ياحبيبتى أنا مش عايزه حاجه إطلعى غيرى ونامى شويه إرتاااحى لغاية ماالغدا يجهز هناديلك
سجى وبالفعل كانت تشعر وبشده أنها تريد الإسترخاء مع نفسها: اوكى حبيبتى ولوعوزتى حاجه ناديلى علطول..يلا سلاااام
.وصعدت غرفتها ودخلت المرحاض وأخذت حماماً دافئاً وارتدت بيجامه من القطيفه باللون الوردى ومشطت شعرها بظفيرة على الجنب وارتمت على السرير تفكر وتفكر وحتى غالبها النعاس وذهبت فى ثبات عميق
،،،،.وهى تتقلب سمعت دقات على الباب
سجى بصوت نائم: ادخل
الخادمة:دكتوره سجى ست زينب بتقولك الغدا جاهز
سجى:اوكى نازله حالاً
.قامت وغسلت وجهها وعدلت شعرها ونزلت إلى الأسفل وجدت زينب تستقبلها وهى تجلس على المائده
:يلااا ياحبيبتى أنا جووعت ..معلش ياسجى خبطى على ياسر صحيه لحسن غلبت من بدرى قالى شويه وهقوم ..روحى كده وأكدى عليه إنى جعااانه
سجى بتوتر:مين أنا ..طيب ماتخلى داده سعديه أحسن بدل مايضايق إنا أنا اللى بصحيه
زينب بإبتسامه:لااااا مستحيل هيضايق بالعكس أكيد..يلا بقى ياسجى عصافير باطنى بتصوصو
ابتسمت سجى وتوجهت ناحية غرفة ياسر وبعد تردد ..دقت الباب مره تلو الآخر حتى رأته يخرج مرتدى الشورت وفلينه حمالات ويبدو مستيقظاً من النوم :حاضر ياماما قولـ
سجى بإرتباك وخجل شديد ونظرها فى الأرض:طنط بتقولك تعالى اتغدى بسرعه لإنها جعانه .وذهبت سريعاً
.بينما ياسر مازال واقفاً مكانه حائراً أيخرج أم يعند عليها،ولكنه تذكر والدته وأن الجوع خطر على مرضها فدخل ولبس ترنج باللون الأبيض وخرج متوجهاً ناحية المائدة، وأزاح كرسى وجلس
زينب:إيه الحلاوة دى الترنج اللى بابا بعتهولك حلوو أووى على وشك
ياسر بضيق:إيه اللى بابا بعتهولك دى ياماما كإنى لسه طفل
زينب:مااقصدش ياحبيبتى ماهو بيجيبلك طلباتك من فرنسا كده تبقى طفل .ووجهت كلامها لسجى:حقى ياسجى ده كلام
سجى وتحاول ألا تنظر له ولكن خانتها عيونها وتقابلت مع عيونه للحظة وبعدتها سريعاً :لا طبعاً أكيد ده شيئ ليه إحساس حلوو مش مجرد إن السن كبير ولا صغير الأب عياله طول عمرهم فى عيونه أطفال زى كبار الإختلاف فى العمر بس مش فى المعامله
زينب:طب بالله عليكى مش الترنج تحفه عليه
سجى بعفوية:ياسر بيبقى حلوو أوووى فى اللون الأبيض .وهنا شعرت لما قالت فقالت بسرعه بإرتباك :يعنى أقصد إن أكيد مركات فرنسا بتبقى حلووه أووى
زينب لتضغط حروف كلمات سجى :صح عندك حق صدقى أول مره آخد بالى اللون الأبيض بيبقى حلووو أوووى على ياسر فعلاُ ووجهت كلامها لياسر وعن قصد ماتفعل :شوفت ياسى ياسر حتى سجى الترنج أبهرها جماله عليك
ياسر وكان مشغووول بالتفكير واكتفى بإبتسامه رسمها مجاملة لوالدته:ـــــــــــــــــ
،،،.وانتهو من وجبة الغذاء ودخل ياسر غرفة مكتبة لينهى أعماله وجلست سجى مع زينب ليتحاكو فى الأمور العامة
.،،،،، وفى اليوم التالى استيقظت سجى مبكراً وكالعادة أنهت واجبها مع زينب ونزلت واستقلت تاكسى ذاهبة إلى عملها
سجى:صباح الخير ياسامية
ساميه بخبث وضيق :أهلاً
سجى بضيق هى الآخرى:الناس تقول أصبحنا وأصبح الملك لله مش أهلاً بالشكل ده..يابنتى إنتى وجهه للشركة خلى الإبتسامه كده على وشك والكلمة الطيبة على لسانك كده يعنى عشان تفتحى نفس اللى داخل
سامية بنيران وبضيق:والله حضرتك مش اللى هتعلميلى وبالذات لو إنتى واحده من بره الشركة
سجى بتعجب:إيه من بره الشركة دى أنا هنا ولا سكرتيره ومش عارفه الموظفين مين
سامية وأخرجت ورقة من الدرج وقدمتها لسجى:الكلام ده تقوليه إمبارح أول كده يعنى..إتفضلى إمضى هنا
سجى بصدمة : دى إيــه
ساميه:إتصدمتى ليه زى ماإنتى شايفة البشمهندس ياسر قالى أصورلك الإستقاله تمضى عليها وبيقولك شكراً على اللى عملتيه إمبارح
سجى وتكاد لاتصدق من هول الصدمة: نـــعــم ياسر عمل كده بجد
ساميه لتنهى الأمر: يلا خفى نفسك هاتمضى ولا أقوله إتصدمت وأكلمه يمكن أقنعه يرجعك تانى لحسن صعبتى عليا
سجى بنرفزه:هـاتى .وأمسكت القلم ومضت الإستقاله ووضعتها على المكتب بضيق شديد وخرجت سريعاً خارج الشركة بقمة الغضب والحزن على مافعله وتوجهت إلى الفيلا وصعدت سريعاً إلى غرفتها وارتمت على سريرها تبكى بقوة على هذه الإهانة التى وجهها إليها
.وعند ياسر كان متوجهاً بالسياره ناحية الشركة وصدره ضيق بشده كلما تذكر ماحدث يوم أمس ومايحدث بينه وبين حبيبته
،أوقف سيارته وصعد بالمصعد وتوجهه بدون كلمة ناحية غرفة المكتب فاأوقفته السكرتيره
:بشمهندس ياسر
ياسر وإلتفت إليها بضيق:نعم خير فى حاجه
سامية وأخرجت ورقة من الدرج وبتمثيل الهدوء والبرائه:حصل حاجه غريبة النهارده يافندم لقيت سجى جاية الصبح وبتقولى أعطى لحضرتك الورقه دى
ياسر وأخذ الورقة ونظر فيها فصوووعق بقوة: بجد سجى عملت كده
ساميه:أيوه جت وقالتلى إعطى دى للبشمهندس ياسر ونزلت علطول
ياسر وعَلت النيران بداخله وقال بغضب شديد وهو يمزق الورقه لمئة قطعه ويرميها على الأرض :طــيـب ياسجى إنتى حره إعملى اللى تعمليه مــاشى .ودخل الغرفة وأغلق الباب بقوووة
فاابتسمت سامية بإنتصار وخبث شديد:حلووو أوووى دى المرحلة الأولى ..مش هتميسى ياسر ياسجى ياسر ده ليا أنا أنا اللى حبيته رغم قساوته ومش أبداً هتنازلك عنه لاااازم أفرق بينكم .وضحكت بخبث شديد وجلست تكمل أعمالها
،.وفى الفيلا وقت العذاء صعدت زينب إلى غرفة سجى وهى متعجبة متى جاءت ومن متى وهى هنا
زينب وهى تدق الباب:سجى ســجى
فتحت سجى الباب وعيونها متورمه بعض الشيئ: أيوه ياطنط
زينب:مالك ياحبيبتى إنتى معيطه
سجى:لالا أبداً صاحية بس من النوم تعالى تعالى اتفضلى
زينب:لأ آجى إيه إنتى يلا تعالى ماجعتيش ولا إيه
سجى:لا والله ياطنط ماليش أى نفس للأكل
زينب:لأ طبعاً إزاى يلا ياسجى بدل والله ماأكل أنا كمان يلا خلينى أروح أصحى ياسر كمان
سجى:طيب معلش ياريت تبعتيلى الأكل مع سعدية هاكل هنا لحسن حاسه إنى مش قادره أنزل
زينب وجذبتها من معصمها: يلااا ياسوجى مقدرش أكل من غيرك .وجذبتها ناحية النزول
.نزلت سجى رأته يجلس على المائدة فلم تنظر ناحيتة كانت تشعر بقمة الضيق منه
زينب بإبتسامة:إيه ده إنت صحيت
ياسر بنبره ضيق هادئة:أيوه سعدية خبطط عليا
زينب وهى تجلس:طب كويس والله ..يلا بقى كلو وبطلو دلع الأطفال فى الأكل
.جلست سجى وكانت مجرد أنها تقلب فى الطعام بالشوكه يمناً ويسرى وهى شارده ، وياسر لايختلف حاله عن حالها
زينب ولاحظت تغير فيهم:فى إيه ياجماعه مابتكلوش ليه كل واحد فى عالم ..بصوو وقت الأكل ابعدو أى أفكار شغل ولا غيرو وقت الأكل أكل مش وقت تفكير
سجى وياسر فى صوت واحد:أنا باكل أهو
.نظر ياسر لسجى ولكن عيونها لم تتجهه ناحيتة البته ،وفجأة سمعت زينب رنين هاتفها بالنغمة الخاصة بزوجها
زينب بإبتسامه:بقى ده وقته ياحاتومه لسه ماكملتش أكلى..طيب عن إذنكو هدخل أكلمه وإياكو توقفو أكل .ودخلت الغرفة تكلم زوجها
.ســاد الصمت طويـلاً وبعد وقت تكلم ياسر ويده تقلب فى الطبق وعيونه تاره تنظر ناحيتها ومره آخرى تنظر للطبق
ياسر وبداخله غضب وعذاب يكاد يفجره وبهدووء:اومال مابتكليش ليه ..زعلانه على اللى بتعمليه
سجى بغضب :من فضلك مالكش كلام معايا
ياسر وعلى صوته قليلاً: سجى إنتى بتعملى كده ليه بتعاملينى كإنى عدوك ليه كده
سجى بنرفزه:اه أنا كده وإنت عدوى ممكن بقى تسيبنى أعيش حياتى بعيد عنك عشان أرتاح
.قالت كلماتها وقامت من على المائدة وصعدت غرفتها وارتمت على السرير تبكى من مافعله ياسر اليوم بإهانتها وذله لها بإرساله الإستقاله كما علمت
،.وعند ياسر قام بعصبيه شديده وألقى الشوكة بغضب فكسرت الطبق نصفين وقام بعصبيه ودخل غرفته وأغلق الباب بعنف وارتمى على سريره يفكر
،.خرجت زينب من الغرفة بعدما أنهت المكالمة مع زوجها فلم تجد أحداً على السفره ورأت الطبق المكسور فعلمت أن هناك شيئ بينهم فنادت لسعدية لتلملم المائدة وتوجهت ناحية غرفة ياسر ودقت الباب عدة مرات حتى فتح لها بعد وقت
:نعم ياماما
زينب:إنتو قومتو ليه ياابنى
ياسر:أنا شبعت الحمدلله
زينب:طيب ممكن أدخل
ياسر بعد تنهيده وأفسح لها الباب : اتفضلى
ودخلت زينب وجلست على الأريكة وبتساؤل: مالك ياابنى فيك إيه حساك عايش ومش عايش إنت عامل كده ليه إيه اللى حصل بس قولى
ياسر بضيق:سجى إستقالت من شركة بابا لما عرفت إنها تخصنى
زينب بصدمة: بــجد طيب ليه فى حاجه حصلت
ياسر:لأ محصلش غير إنها عنيده ومابتعرفش تفكر بس كده .. بتفهم كل حاجه غلط
زينب:طيب إهدى ياابنى وعموماً أنا هسيبها تهدى كده ويومين كده واتكلم معاها وأعرف بالظبط هى مالها
تنهد ياسر وصمت:ــــــــــ
فقامت زينب متوجها ناحية الخارج: طيب حاول تروق ياباشا وربنا يهدى مابينكم ..عن إذنك هطلع أنهى شغل أبوك بعتهولى أخلصه..خد بالك على نفسك وماتتعبش أعصابك .وخرجت
.ظلت سجى حبيسة الغرفة طوال اليوم وفى اليوم التالى استيقظت صباحاً وانتهت من تجهيز نفسها للذهاب لوالدها وتوجهت ناحية غرفة زينب وقاست الضغط والسكر وأعطتها دوائها بهدوء
زينب:إنتى خارجه ياسجى
سجى بهدووء:أيوه حبيبتى رايحة لبابا شويه وإحتمال يعنى لو إتأخرت شويه هبقى ببحث عن شغل بس مش هحاول أتاخر إن شاء الله
زينب وفضلت تأجيل الكلام معها الآن وقالت:اوكى ياقلبى ربنا معاكى خدى بالك على نفسك
سجى بإبتسامه:حاضر..يلا سلام
.وخرجت سجى من الفيلا متوجها ناحية منزل والدها وفضلت المشى عن إستقلال تاكسى لتستنشق رائحة الهواء تشعر بضيق فى صدرها من مايحدث معها ..صارت فى الطريق شبه شارده تماماً حتى أوقفتها طفله لايزيد عمرها عن العشرة سنوات ويبدو على وجهها الحزن الشديد
الطفله وهى تتعلق بيد سجى وببكاء: سجى سجى حضرتك الدكتوره سجى
سجى وأفاقت بسرعه: أيوه ياحبيبتى أنا فى إيه مالك إنتى مين وبتعيطى ليه
الطفله:إلحقينا أرجوكى إلحقينا أختى الصغيره مرميه فى البيت بتموت إلحقيها أرجوكى عالجيها أرجووووكى
سجى بسرعه:طيب إهدى ياحبيبتى إهدى قوليلى بس هى فين
الطفلة:تعالى معايا هى فى بيتنا
.ذهبت سجى ورائها بسرعه وقلبها ينفطر على الطفله وتدعو الله أن يجعلها سبباً لإنقاذ اختها الصغيره ..ظلت تمشى ورائها طويلاً شارع بداخله شارع
سجى:هو إنتو بيتكم فين بالظبط
الطفله وهى تشير بيديها :هناك هنا قربنا نوصل هو بيت قديم شويه معلش .. بسرعه أرجوكى بسرعه
.وجرت ورائها سجى حتى وقفت الطفله أمام منزل مكون من دور واحد يبدو قديماً جداً فى حى قديم يتجدد فدخلت الطفله سريعاً مناديه :تعالى ادخلى هى هنا
.دخلت سجى ورائها سريعاً قلقه...
.وفجـــأة أغلق الباب ووقف ورائه رجلين يبدو على وجوههم الخطر والتقزز
:أهـــلاً ياموزه
سجى بصدمة شديده: فى إيه إنتو ميـن
رئيسهم وبيده سيجار والآخرى سكين يقلبه بين يديه : إحنا بقى ياقطة من طرف البشمهندس حبيبك السابق جاب أخره منك خلاص
سجى بذهول ورعب : يـاسر ؟؟ّ!!!!
الرجل بنفس نبرته:عليكى نوور عطانا أوامر نعطيكى حوريتك .. قالنا خدو اللى إنتو عايزينو منها عشان مناخيرها اللى فى السما دى تتكسر وتنزل الأرض
رجل آخر وهو يقترب منها : وإحنا بقى ياجميل مانقدرش على عصى أوامر البشمهندس وبالأخص لما شوفناكى موزه جامده كده
فصرخت سجى برعب بأعلى صوت