(الفصل السادس والعشرون)
وبالفعل ذهبو جميعاً بسيارة عمرو متوجهين ناحية قسم الشرطة
،.ودخلت سجى رأته جالساً على الكرسى ويبدو على وجهه الإستياء والغضب ورأت فتاة تغطى وجهها بيديها تبكى بشده فتعجبت من مايحدث ومن هذه ،فوووجئت بسامية السكرتيره الحقود
،.عندما رآهم ياسر قد وصلو أخبر العسكرى فاأخبر الضابط ودخلو فوراً غرفة التحقيق
الضابط:فين الدكتوره سجى
سجى:أنا يافندم
الضابط:اتفضلى إحكى إيه اللى حصل معاكى بالظبط من الأول
سجى:فى إيه بالظبط يافندم
الضابط: من ساعة موضوع الإستقاله ده
سجى تعجبت ما دخل هذا الموضوع بما حدث معها : مافيش يافندم هو كان فيه إختلاف بسيط بينى وبين بشمهندس ياسر فـ تانى يوم رايحة الشغل عادى فوجئت إنه باعتلى إستقالتى بس ده اللى حصل
الضابط:هـا وبعدين موضوع الخطف ده حصل إزاى
سجى:ده تانى يوم كنت نازله حوالى الساعه سابعه ونص الصبح رايحه لبابا لقيت بنت صغيره يادوب ماتجبش العشر سنين بتجرى عليا وبتعيط وصوتها قلقان بتقولى دكتوره سجى قولتلها اه قالتلى أرجوكى إلحقى أختى الصغيره تعبانه أوووى وجريت معاها عشان أشوف أختها أعدت تدخل من شوارع غريبة كده بس وقتها ماكنش فى بالى غير إنى أنقذ الطفله دى حتى مافكرتش هى عرفت إسمى منين وإزاى كانت البنت المريضة هى اللى فى بالى ..لقيتها دخلت بيت قديم كده فى حى غريب بس برده مكنش فى بالى غير اختها ولما دخلت وراها البيت لقيت البنت دى إختفت معرفش راحت فين ولقيت تلت رجاله شكلهم لوحده مرعب وبيقولولى . وأجهشت بالبكاء
الضابط:إتفضلى كملى علطول
سجى ببكاء:لقيتهم بيقولولى إحنا من طرف حبيبك السابق جاب أخره منك خلاص وعطانا أوامر نعطيكى حوريتك وقالنا خدو اللى إنتو عايزينو منها عشان مناخيرها اللى فى السما دى تتكسر وتنزل الأرض . وانهارت فى البكاء أكثر وهى تكتم شهقاتها بكفها .. بينما الجميع مزهولون عادا واحده كان الرعب يزلزل قلبها أكثر
الضابط:إهدى وكملى بهدوء من فضلك ياآنسه سجى
سجى ببكاء هادئ : بس يافندم جريت ومش عارفه إزاى لقيت شباك فى البيت ونطيت منه وجريت لحد مادخلت المكان اللى لقونى فيه ده واستخبيت فيه وبس
الضابط ووجهه كلامه لـ ساميه : وإنتى بقى ياحضرة السكرتيره المحترمه لحقتى تخطتى كل التخطيط ده إمتى وإزاى
ساميه برعب :تخطيط إيه يافندم أنا معملتش حاجه
الضابط ونهض واقفاً:لااااا اإحنا عندنا هنا هتعترفى هتخلصى بسرعه هتفضلى تلفى وتدورى هتتعذبى وبرده هتعترفى فى الآخر يبقى خليينا حلوين معاكى فى الأول كده على مانشوف هتروحى على فين
ساميه بكذب:والله والله والله أنا ماعملت حاجه والله وال..وجاءت لتكمل حلفانها
ياسر:بنت إنتى الحلفان عندك زى الشكولاته إحترمى الحلفان ده
مش خايفه من أخرتك
الضابط:من فضلك يابشمهندس سيبهالى إنت بس . وأشار للعسكرى : كهرباااا
فصرخت ساميه باكيه:والله ماعملت حاجه والله ماعملت حااااجه
الضابط وضغط على الصاعق وقدمه ناحيتها : ياكذااااابه إذا كان إحنا مسكنا إتنين من عصابتك والنهارده إعترفو إنك عطياهم 50 ألف جنيه عشان المهمه دى
زوهلت ساميه وزلزل الرعب أكثر بقلبها : أنا مكانش قصدى مكااانش قصدى أنا كنت عايزه أفرق بينهم بسسس أنا اللى حبيته قبلها أنا اللى المفروض يبقى ليااااا عمره مابصلى إشمعنا حب دى يعنى إشمعناااااا
.كان الجميع فى قمة التعجب وسجى حالها لايعلم به سوى الله
فضربها الضابط : وإزاى عرفتى تبعتى الطفله دى وإزاى عرفتى إنها بتنزل فى الوقت ده .. إنتى أكبر المجرمين مايعرفوش يخططو ولا يعملو اللى إنتى عملتيه فى الوقت القليل ده
ساميه تبرر لنفسها:سجى هى السبب هى السبب ..شوفتها طالعه من أوضة المكتب متضايقه وهو طلع وراها غضبان فقررت أبعتلها استقالتها عشان تمشى من الشغل خالص وتنزل مناخيرها دى تحت شويه
سجى بدموع غير مستوعبه مايحدث حولها : أنا عملتلك إيه أنا أساساً قابلتك كام مره على بعض إذيتك فى إيه عشان كنتى تخلصى عليا كده ..إنتى إيــه إنتى بنى أدمة حقيقى بجد مش ممكن . وانهارت تبكى
الضابط ووجهه كلامه لياسر:إتفضل إنت يابشمهندس خلاص مهمتكم خلصت مش هناديك إلا فى المحكمة والحمدلله مسكنا المجرم التالت وطلعت عصابة متكامله وبيشغلو الطفله لحسابهم زى ماإنت شوفت كده حاجه آخر موضه حسبنا الله..عموماً إتفضلو إنتو بقى
.وبالفعل خرجو جميعاً لايشعرون بقدماهم التى تمشى بهم وكل منهم فى عالم
نهى:ياااه الوقت إتأخر أوووى ماما هتقلق عليا
زينب:معلش ياعمرو وصلها وإنت فى طريقك بالمره وخد بالك عليها لغاية ماتوصل بيتهم
عمرو بهدوء:اوكى ياطنط إتفضلو إنتو
نهى وجاءت لتنفى: بسـ . ووجدت الظروف لاتسمح لها بالرفض وفى هذا الوقت فااضطرت للركوب
عمرو وهو يقود : عنوانكم؟
نهى:شارع...............
ومر وقت من الصمت فتكلم عمرو بعد تنهيده : آآآآه يادنيا حاجه غريبة أووى
نهى:بجد أنا مش مصدقة إن فى حد كده بجد معقول فى حد بالشكل ده
عمرو:المشكله فى القصة عملتها بإحكام رهيب وفعلاً نجحت ووقعتهم الإتنين .. الله يكون فى عونك ياصاحبى حس بالظلم أووى وسجى جرحته
نهى:هى برده معذوره هى إيش عرفها
عمرو:دول بيحبو بعض يعنى المفروض يبقى فى ثقه مدام فيه حب يبقى الثقة تتبنى علطول مش من موقف الدنيا تتقلب وتصدق
نهى:بس والله الدنيا دى بجد معدش فيها أمااان
عمرو يمازحها:عندك حق أهو واحد زيى ممكن يخطفك دلوقتى عادى يعنى إنتى عارفه بقى الدينا معدش فيها أمان
نهى بإبتسامه حب : بس أنا واثـقه فيـك
،.وعند سجى بعدما ذهبت نهى مع عمرو
زينب:يلا اركبو إنتو ورا وأنا اللى هسوق بدل ماتعملو بينا مصيبه
ياسر بهدووء:لا ياحبيبتى ماتخافيش هسوق بالراحه
زينب لكى تمازحه : ليه ياواد إنت مفكرنى عجزت ولا إيه لااااا ياحبيبى أنا لسه بشبابى
فاابتسم ياسر مجاملة لها وربت على ظهرها : ربنا يعطيكى الصحة علطول . وركب فى الكرسى الأمامى
.ودخلت سجى وارتمت على الكرسى الورائى شااااااااااردة الذهن
.وعندما وصلو الفيلا توجهه ياسر فوراً ناحية غرفته ودخل وأغلق الباب عليه
زينب:إطلعى إنتى ريحى ياحبيبتى وإن شاء الله هو شويه وهيهدى .. الحمدلله بس إنكم محدش إتإذى من العقربه السامه دى
صعدت سجى بدون كلمه ودخلت غرفتها وعلى المرحاض لتغتسل من همومها التى تشعر بها أو لعلها ترتاح أو تفيق قليلاً بصباب الماء فوقها
،خرجت من المرحاض بعدما ارتدت بيجامة شتوى باللون البنى ومشطت شعرها وارتمت على السرير تبكى بقوة
....,ومر وقت طويل فى الساعه الثالثة آخر الليل لم تقوى على التحمل أكثر لايأتى النوم أبداً على جفونها رغم تعبها الشديد دون أن تستسمحه على ظلمها له لاتعلم كيف فعلت ذلك وكيف قالت ماقالت ..فمسكت الهاتف وضغطت زر الإتصال... ورنه كاااامله.. لايوجد رد .. وآخرى تلو آخرى ولايوجد رد وحتى سمعت : الهاتف الذى طلبته ربما يكون مغلقاً من فضلك حاول الإتصال فى وقت لاحق
،،.وفى اليوم التالى بعدما اطمئنت على زينب وهى ذاهبة لوالدها بعد إصرار زينب على أن يصلها السائق وهى ذاهبة
نزلت على درج الفيلا رأته يخرج من غرفته متوجهاً للخارج يبدو ذاهباً للعمل ويبدو على وجهه الشحوب والحزن فتوجهت سريعاً ناحيته
سجى:بشمهندس من فضلك
فاالتفت ولم ينظر لها:خير معلش مستعجل شويه
سجى:عايزه أتكلم معاك
ياسر:معلش يادكتوره سجى مستعجل شويه بعدين بعدين . وتركها وذهب وواضح جداً أنه يتعلل بهذا الأمر
سجى ووقفت بحزن وخيبة أمل:يااااه بقيت دكتوره سجى وبقيت كمان بعدين بعدين . وهنا تذكرت مافعلت هى :ياااارب ساعدنى يااارب وأقدر أخليه يسامحنى
.وتوجهت ناحية الخارج بينما ينتظرها السائق وذهبت متوجها ناحية منزل والدها
..وبعدما وصلت
السائق:خدى وقتك يادكتوره وأنا هستناكى هنا
سجى بتنهيده:اوكى .وصعدت منزلها ورنة جرس الباب وفتح لها والدها
سمير:أهلاً يااللى معنتيش بتسألى
سجى بحزن شديد داخلها:أنا آسفه يابابا معلش كنت مشغوله شويه اليومين اللى فاتو
سمير: المهم هتقبضينا
سجى: بابا إنت لسه واخد منى كام ألف من يجى شهر بس
سمير:وإنتى هتحسبى عليا كمان مش كفايه صرفت عليكى أكل وشرب وتعليم ياأم طوب البحر ولا العيال ده
سجى وابتلعت ريقها بألم: أنا أسفه يابابا بس والله مامعايا غير 100 جنيه فى شنطتى وخلاص عشان مابحبش أبقى ماشية وشنطتى فاضيه
سمير وأخرج من جيبه 20 جنيه : خودى عشرين أهى وهاتى الميه
سجى:بس يابابا أنا ممكن أحتاجها فى أى حاجه مهمه إنت مجرد إنك بتاخد الفلوس تعزم أصحابك فى مطعم خمس نجوم تجيبو عصير وكلها حاجات مش مهمه نجيب المهم أحسن
سمير بغلظه: بت إنتى عايزه تقوليلى أعمل إيه ومعملش إيه
سجى بسرعه: أنا آسفه يابابا إإتفضل . وأخرجت المئة جنيه وأخذت العشرون وصمتت
سجى:إنت صحتك عامله إيه
سمير:جبتى علبة البرشام اللى من إسبوع هاتجيبيها دى
سجى وأخرجتها من الحقيبة: أنا آسفه على التأخير إتفضل
سمير:أيوه كده أحس إنك عوضتينى اللى دفعتهم عليكى فى طب العيال ده
سجى وتشعر أنها لاتتحمل أكثر فقالت:طيب عايز حاجه هنزل أنا عشان السواق بينتظرنى تحت
سمير:شكراً وابقى سلمى على البشمهندس ياسر
سجى:اوكى إن شاء الله .. يلا سلام عليكم .ونزلت وقلبها حزين كالعادة
،.ومر يوم وراء يوم وحتى مر أسبوع وهى لم تتلاقى قط مع ياسر ولم تراه ولو لحظه يذهب إلى العمل مبكراً جداً ويأتى متأخراً جداً كعادته عندما يكون حزين ينهمك فى العمل أكثر وأكثر
,.لم تعد تتحمل أكثر من ذلك الوقت فاأصرت على مقابلته اليوم لن تنتظر أكثر إلى الغد وبأى طريقة ..ظلت واقفه فى نافذة غرفتها ليلاً وحتى رأت سيارته تقترب فنزلت سريعاً ووقفت تنتظره وراء الباب
جاء ياسر وأدخل المفتاح وفتح فاانتفض عندما رأى أحداً أمامه : بسم الله .وبهدوء : إيه ده حد يقف لحد كده
سجى بإبتسامه: يعنى إنت عارف إنى واقفه عشانك
ياسر بجديه : خير يادكتوره سجى عايزه حاجه
سجى:عايزه أتكلم معاك
ياسر:طيب إتفضلى بس ياريت بسرعه عشان تعبان وعايز أريح
سجى بترجى: ياااسر أرجوك إسمعنى مره عمرك ماسمعتنى ولا مره
ياسر: امممم بأمارة إنك إنتى اللى كل مره بتسمعينى صـح برده ..عن إذنك
.قالها ودخل غرفته وأغلق الباب بهدووء وجلس على السرير حزيـــن
فدقت الباب :من فضلك إفتحلى حااالاً لاززم تسمعنى ... فلم تجد رد
.ففتحت الباب بضيق ودخلت وأغلقته دون وعى ووجدته جالساً على السرير يدفن وجهه بين كفيه فااقتربت ناحيته
:إنت ليه بتتهرب منى كده إنت عايز تكمل على عذابى يعنى
ياسر بتنهيده وبهدوء: أنا مش عارف إنتى اللى ليه مصره تتكلمى .. بصى عموماً حصل خير خلاص بقى
سجى:إنت ليه كده بتبعد عنى لو قربت منك
ياسر :عشان أنا بأذيكى كل مابتشوفينى بتتإذى وأنا مبحبش أأذى حد
سجى وشعرت بالندم أكثر وجلست بجانبه مترجيه : أنا آسفه بجد مكـ .قاطعها ياسر
:من فضلك ياسجى مش عايز أسمع حاجه أنا تعبان بجد والله وعايز أريح
سجى وبدون وعى قامت وقبضت بكفيها على كتفيه ورمته على السرير وهى فوقه وقالت بتحدى دون شعور منها لما فعلت: قولتلك هاتسمعنى يعنى هاااتسمعنى اوكــى
.كااان منظر لايحسدون عليه ياسر نائماً على السرير وهى فوقه تماماً رافعه قدماها عنه وعيونهم متقابله تماماً بنظرة التحدى من سجى
. ابتلع ياسر ريقه وارتجف قلبه بل جسده كله بهذا المنظر وظل محدق فيها غيرمستوعب الحدث
.أفاقت سجى من المنظر وانتفضت سريعاً بعيده عنه وفتحت الباب وهى تبكى معتذره
:أنا آسفه مكنش قصدى والله .وتوجهت للخروج
فااوقفها ياسر سريعاً: سجى استنى .وقام وأدخلها وأغلق الباب.