(الفصل الرابع والثلاثون)
نرجع حيث كنا يجلس ياسر وسجى فى غرفة مدير المشفى يستمعون إلى كلام حاتم وهم فى حالة إنهيار تــــــــام وحتى أكمل حاتم بنبرة الندم الشديده
:وفعلاً خدت ياسر وربيته وكبرته رغم إنى كنت ببقى نفسى أووى أشوف بنتى الحقيقية بس كنت بمنع نفسى عشان ممكن لو شوفتها تانى قلبى ممكن يضعف ..ومحاولتش أشوفها بعد النظره اللى شوفتها فيها يوم الولاده بس كنت بعت ناس يعرفو مكان بيت سمير الهوارى ده وعرفت إنه حاله على قده كنت ببعتلهم كل شهر مبلغ فى ظرف وأقول اللى موديه ممنوع حد يشوفك وإنت بتحطه
سجى وتذكرت ظرف كل شهر وبدهشـة : نــعم ..هو إنت اللى كنت بتعمل كده
حاتم بدموع: اه أنا ولغاية الشهر اللى فات عامل كده كنت بريح ضميرى بده أقول أهى دلوقتى أكيد هتعيش كويس لما هبعتلهم دول..بس لغاية ماجيت من باريس وإنتى بتسلمى عليا وقولتيلى إسمك إتصدمت كان هيغمى عليا من الصدمة إنه يمر الوقت والزمن وأنا بحاول أهرب من شوفتك وفجأة آلاقيكى قدامى كبيرتى.. مابقتش مصدق هى دى سجى اللى مراتى بتحكيلى عنها علطول إنها بتهتم بيها وبتسعدها وبتسليها وبتعشقها .. وقتهاعرفت إن الحب والعشق ده حب أمومة وهى مش عارفه ..لقيت ياسر بيكلمنى إنه عايز يتجوزك ماقدرتش أصلاً أبص فى عينه حسيت بذنب كبير أوووى بس فى الآخر هو اللى عصبنى واضطرنى أغضب وأقول اللى حصل
ياسر ونهض بإنهيار وهو يصيح فيه:إنت بنى أدم مبتحسش بنى آدم معندكش ضمير..إنــــــت مش بنى آدم أصـــــــــلاً.قالها ورقد خارج الغرفة بل خارج المشفى بأكملها يرقد كالمجنون كالتائهه كالضائع لايدرى أين هو وإلى أين سيذهب وحتى وجد نفسه يتوجهه ناحية منزل والد سجى لااااا أقصد بـل منزل والـــــده
.كانت سجى تجلس فى إنهيار شديد مما أدى إلى اضطرارهم إعطائها حقنة مهدئ .. وبالفعل أخذتها وهدئت وذهبت فى ثبات عميق
.وعند ياسر جرى ناحية المنزل وجد سمير الهوارى جالساً على كراسى مع بعض أصدقائه أمام السوبو ماركت الذى أمام منزله ..فرقد ناحيته وحتى وقف أمامه يبكى وهو يصرخ ويقول:تعالى معايا تعااالى معااااااياااااا
إنتفض سمير بفزع ما الأمر وماحدث لهذا:فى إيه سجى فيها حاجه بنتى سجى مالها
ياسر بدون شعور وبصوت عالى أمام الجميع:سجى مش بنتك أصلاً سجى مش بنتـــك
.صوووووعق جميع من حولهم وأولهم سمير كان يشعر أن هذا الشاب قد جن جنونه ولكنه لايدرى من أين السبب كان فى قمة العقل والكمال ..وبالفعل أخذه ياسر معه إلى المشفى وذهب ورائهم بعض من أصدقاء سمير والباقيين واقفون فى تعجب شديد وثرثرة كثيره
،،،،. توجهو ناحية المشفى بعدما حاولو الأطباء فى غرفتهم تهدئت ياسر بعد وقت طويل وقص وإقنــاع سمير بما حدث ولكنه لم يكن يعقل مايسمع وكأنه حلم ..وحــتى مرت الساعات ، وقرر ياسر عمل تحليل الـ D . N. A
........
وبالفعل قرر الأطباء هذا الأمر وسحبو العينات المطلوبة من ياسر ومن سجى ومن سمير ومن حاتم وبدأت الإجراءات
..وتم تبليغ الشرطة بالأمر من قبل مدير المشفى
،،،،،،،،،،،،،،،
.،ومر بضع أيام وزينب مازالت فى غيبوبتها وحالتها غير مستقره .. وخرجت نتيجة التحاليل ، وفى غرفة الإجتماعات بالمشفى كان يجلس كل من حاتم وسمير وياسر وسجى ومدير المشفى وبعض من أفراد الشرطة
الشرطى:اتفضل يادكتور قولنا النتيجة إيه
مدير المشفى بأسف:مع الأسف يافندم فعلاً طلعت تحاليل المهندس ياسر متوافقه مع الأستاذ سمير الهوراى وتحاليل الدكتوره سجى متوافقه مع المهندش حاتم ..يعنى فعلاً ده والد ده وده والد دى
سجى ببكاء وهى تنظر لحاتم:ليه كده ليه كده ليييييه كنت عملت فيك إيه..الفلوس عمتك لدرجة إنك تفرط فى ضناك
ياسر بكرهه شديد:وأنا عملت فيك إيه عشان تعذبنى وتآخد حياة مش بتاعتى تحطنى فيها .. كل ده عشان تكبر إسمك..روح حسبنا الله ونعم الوكيل فيك ياشيخ إلهى ماتتهنى بيهم ربنا ينتقم منك ربنا ينتقـ.اوقفه الضابط
:خلاااااااص بعدييين الكلام ده خلينا نشوف شغلنا دلوقتى
.ووجهه كلامه للمتابع الخاص به بجانبه الذى يكتب: أولاً عمل الإجراءات الازمه لكل من (سجى حاتم السيد خليل البيومـى) و (ياسر سمير مصطفى وليد الهوارى ) بتعديل البيانات الشخصيه لكل شخص منهم فى شهادات الميلاد والبطاقات الشخصية وأى بطاقات خاصة بمهنة أو عمل و جوازات سفر .. ثانياً تحويل المهندس حاتم السيد خليل البيومى إلى التحقيق فى القضية ..ثالثا ....إلخ )
،،.وحتى انتهى الإجتماع وأخذو حاتم إلى التحقيق والمحاكمه ،وذهب ياسر بدون كلمة وورائه سمير ،وسجى توجهت ناحية غرفة زينب ..وكل منهم بحاله يرثى لها
.كانت سجى تمشى ودموعها تغرف عيونها الجميلة وهى تتخيل حياتها السابقة كم كانت تتمنى أن يكون لها أماً وكانت والدتها على وجه الدنيا وهى لاتدرى ..زينب الذى أحبتها من أول لحظه لها وشعرت معها وكأنها والدتها وهى لم تكن تعلم أنا هذا هو الشعور الحقيقى .. ياسر الذى عشقته تدمرت حياته الآن بسبب والدها .. سمير الهوارى التى حملت اسمه خمسة وعشرون عاماً وكان مزيف لم يكون والدها الحقيقى ..أهذا حلم أيعقل هذا..لاالالاا أريد الإستيقاظ وأرى أنى مازلتى فى منزلى الصغير ويقولو أن هذا حلم
..ولكن كل مانفكر فيه ليس بيدينا أن يكون أفاقت على واقعها..رأت الطبيب المشرف على حالة والدتها نظرت له نظرة ألم شعرت وكأنها كرهت الأطباء ولكنها عقلت الأمر أن ليس الجميع ضميره منفلت وتذكرت أنها طبيبة ..فتوجهت ناحية الطبيب
سجى بهدوووء:من فضلك عايزه أدخل لطنـ أقصد لماما .شعرت بدقة قوية بقلبها وانذرفت دموعها شعرت أنها تريد أن ترتمى بحضنها وتضمها إليها بقووووة .ولم تشعربنفسها ولم تنتظر رد الطبيب فمدت يديها وفتحت باب الغرفة ودخلت تلتف يمنى ويسرى وحتى وجدتها ممدده على السرير وفاقدة الوعى عليها أجهزه تحيط جسدها فتوجهت ناحيتها بسرعه ببكاء بينما الطبيب والممرضة يصيحون فيها
:إيه الأسلوب ده حد يدخل هنا كده..ياآنسه ماينفعش حد يدخل هنا مش قارئه اللوحة بره دى غرفة إيه..اتفضلى عشان المريضة ماتنزعجش وحالتها تسوء أكتر
سجى ببكاء:ماتخافوش إن شاء الله هتبقى أحسن هى حالتها مش مستقره عشان هى مش عارفه باقى الموضوع فقدت وعيها بعد ماخدت الصدمة لااازم أروح أهديها لازم ..وبعدين أنا طبيبة وفاهمه أنا بعمل إيــه
.هدئو قليلاً عندما علمو أنها طبيبة ووقفت الممرضة معها وخرج الطبيب
..فجلست سجى على الكرسى أمام السرير ومدت يديها تتحسسها بنظرة حب وحزن وألم وسعادة بنفس الوقت تشعر بنبضة حنين الأمومة الأن شعر قلبها بالفعل أن هذه والدتها
سجى بدموع وهدووء:آآآآآآآآآآه ياحبيبتى آآآآآآآآآه أنا اتعذبت أووووى من غيرك لو كنتى معايا كنت أكيد عشت فى حنان وسعاده أكتر من اللى عشتها دى .وقبلت يديها وهى تتحسسها:أنا عارفه إن الأمر هيبقى غريب عليكى بس أنا اللى كنت فى بطنك مش ياسر أنا اللى حملتى فيا تسع شهور أنا اللى كنت جوه الصوره اللى كانت بطنك منفوخه فيها بس مكنتيش شيفانى وقتها ..اه أنا بنتك وبنت بابا حاتم .ونبض قلبها بحزن وألم عندما تذكرته: اه بابا هو حاتم البيومى مش سمير الهوارى ده اللى إكتشفته بعد خمسه وعشرين سنة من حياتى
.انتبهت الممرضة لما تقوله سجى وهى فى قمة الدهشة مما تسمع
وفجـأة وجدو صوت جهاز نبضات القلب يعلو ويهب يعلو ويهبط .فجرت الممرضة تنادى للطبيب ،،.وعادت وجدت زينب تحرك يديها ببطئ
.وجاء الطبيب وبحث الحاله وعلم أنها فى إستجابه لما حولها قليلاً ولكنها مازالت ترجع مره آخرى لغيبوبتها ولكن الحاله أفضل..فسأل سجى عن مافعلت..وأخبرته أنها فقط جلست تحاكيها الأمر..فطلب منها أن تأتى يومياً قليلاً لتحكى معها لعل الحاله تستقر أكثر...
.وعند ياسر عندما خرج من المشفى كان يمشى وكانه لايدرى أمامه ،وورائه سمير يحاول اللحاق به وحتى أوقفه أخيــراً
سمير بلهاث من المشى السريع ورائه:هه هه هه هه اهدى يابنى اهدى بس ..هجرى وراك
.ياسر وتوقف ونظر له بحزن وألم .. وحدق النظر فيه كثيــراً ولم يشعر إلى وهو يرتمى بين ذراعيه ويبكى كالطفل بشهقات قوية
فضمه سمير وبدأ البكاء هو الآخر:ماتخفش ياحبيبى والله لازم ناخد حقنا من المجرم ده لازم ناخد حقنا..المجرم ياخد إبنى ويجيبلى بنته ..أنا ذنبى إيه إنى أربى بنته وأنا مالى ومالها..أهى طلعت فاشله زيه وجابت طب عيال بعد ماصرفت عليها دم قلبى
.فاانزعج ياسر وكأن قلبه من إنزعج وقال:سجى ناجحه جداً متقولش عليها كده
سمير:معالينا بقى بالناس دى تعالى نروح بيتنا
.شعر ياسر وكأنه بلا روح ظل يمشى وراء والده ويمشى وهو لايشعر بنفسه وحتى وجد نفسه أمام المنزل الصغير فتوقف وتمعن النظر فيه وقال:يااااه هو ده البيت اللى أول مره شوفته إتريأت عليه ..هو ده طلع بيتنا أنا مش بيتها..ده البيت اللى كنت بقول كإنه من أيام الفراعنه وقرب يختقى تحت الأرض..طلع دى اللى المفروض تبقى حياتى وده اللى المفروض يبقى بيتى..حياتى اللى عشتها كانت كلها مزيفه تعبى اللى تعبته كان كله مزيف وبقى ســراب .ولم يشعر بنفسه ووقع فى الأرض مغشياً عليه .جرو الجيران ووالده عليه ليفوقوه
،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،
.ومرت الأيـــــام والأسابيع والشهوور
.وكانت سجى يومياً تذهب لوالدتها وتحكى معها ويومياً حالة زينب فى تحسن
....وحتـى أفاقت من غيوبتها حزنت كثيراً على مافعل زوجها وصدمتها فيه كانت أكبر..
وكانت سجى تحاول تكتم مشاعرها السلبيه داخلها وأقسمت أن تحاول تعويض والدتها ونفسها بوالدتها
،،،ياسر فى منزله الجديد منعزل فى غرفة وحيد شارد حزين يذهب إليه صديقه الذى صدم وبقوة عندما علم بما حال بصديقه وأخبر عمرو أصداقه الآخرين ويحاول قدر إستطاعته أن يقوى صديقه ولكن لا فائده يعلم أنها صدمة قوية ولكن يعلم أن الحياة مازالت أمامه ليعوض مافاته ولكن ياسر وكأن حياته توقفت هنا أصبح شخص آخر تماماً.
. أصبح ذابلاً..حزين..شارد دائماً..وحيد..كئيب
،،،حياة سجى التى بداخل قلبها لاتختلف عن حياة ياسر كثيراً ولكن المختلف أنها مع قسمها لتعويض والدتها مع عزمها لتعويض ياسر كل لحظة ألم له ولها ستحاول قدرالإمكان .. حمدت الله كثيـــراً عندما علمت أنه لم يرضع ولو مره من زينب لظروفها الصحيه وقت ولادتها ومكوثها فى المشفى لمدة أسبوعين فى حالة غير مستقرة مما أدى إلى تيبس اللبن بثديها وإنعدامه ولم يرضع سوى من سميرة والدة فريدة بضع مرات وكان يرضع لبن صناعى ..وهى لم ترضع من والدة ياسر لأنها توفت من يوم الولاده ... إنهم ليسو بشقيقين البتــه .. ولكن كيف سترجع لياسر ثقته بنفسه لأنها تعلم أن الحِمل عليها أكثر لأن والدها من فعل ذلك بهم
،،،،حاتم كان متنقل بين المحكة هذه والقضية تلك وحتى تم الحكم عليه بثمانية سنوات بتهمة استبدال أطفال ..ولكنه عوض فترة سجنه بالكفاله وخرج بإمضاء بإنتهاءه بكفاله وإنتهاء القضية..
،،،صديقتها المقربه اضطرت لأن تلبس دبلة حبيبها ويلبس دبلتها فقط فى حضور أسرته وأسرتها بوجود عمها ولم يعلنو حفل خطوبة من أجل الحال الذى يمر به ياسر صديق خطيبها وسجى صديقتها
،،،تامر وفريده تم تأجيل زواجهم بسبب الحال الذى يمر به سجى وياسر
....وحتى فى يوم من الأيام استيقظت سجى من النوم وظلت ساكنه على السرير.. وجدت دموعها تسيل :لقد إشتاقت إليه لقد إشتاقت لروحه العاليه لقد إشتاقت لرائحة عطره النفاذ لقد إشتاقت لكل شيئ يخصه..فقامت وتوجهت ناحية المرحاض وأخذت حماماً بارداً وارتدت برموده باللون الزهرى وتركت شعرها منسدل على ظهرها وتوجهت ناحية غرفة والدتها لتطمئن على صحتها وتعطيها الدواء ودقت الباب...ولكن مامن مجيب فعلمت أنها فى الأسفل بالتأكيد
..فنزلت بالأسفل ومرت من أمام غرفة ياسر المغلقه ففرت دمعه حاره من عيونها لإشتياقها له وتوقفت فجأة ..عندما رأته جالس على كرسى الصالون فى الريسبشن وينظر لها بحزن وألم ويناديها: