روايه فى إحدى مستشفيات المدينة ..... الفصل الحادي والاربعون


 (الفصل الحادي والاربعون)

وفى يوم كان يجلس على مكتبه ويبدو على وجهه الشرود والحزن ، فلم يتحمل قلبها البُعد أكثر فتوجهه قلبها ناحيته وحنان وجلست على الكرسى المواجه له

سجى:ياسـر

ياسر ورفع نظره لها وبهدوء: هـا .. نـعم

سجى بحب: مالك شكلك تعبان ولا متضايق فيك إيه

ياسر بتنهيده: مافيش أنا كويس

سجى: عشان خاطرى قولى مالك

ياسر:بجد مافيش ما أنا عادى أهو

سجى:طيب إنت عرفت عمرو بموضوع عربيته ده إمبارح ولا لأ

ياسر:اه عرف ..بس الحمدلله الموضوع إتحل

سجى:بــجد طيب إزاى ده أنا كنت ناويه آخده وآجيبله واحده بس كنت منتظراه لما يرجع من شهر العسل

ياسر:ماهو أنا روحت جبته من المطار أول امبارح بيها

سجى:يعنى العربيه رجعت

ياسر:اها كان واحد اللى سارقها وعانها فى جراج ومكنش ناوى يطلعها إلا بعد مايمر وقت وأصحابها يفقدو الأمل فيها بس مكنش واخد باله من الموبايل اللى فيها لإنى كنت حاطه فى علبة المناديل بدون قصد فقدرت الحكومة تحدد مكان الموبايل ولقينا العربيه فى الجراج

سجى:أها يعنى عمرو عرف الموضوع وهو راكب فيها .ولكى تخفف عنه: الحمدلله لإنه كان زمانه إنتحر مجنون بطباعه زى مراته أنا عارفاه..ها وعامل إيه بعد شهر العسل أنا مكلمه نهى امبارح طايره من الفرحه

ياسر بهدوء:الحمدلله كويس

سجى بترجى:مش هتقولى مالك بقى

(ياسر وتذكر الحديث الذى دار بينه وبين صديقه يوم أمس ، كان يجلس مع صديقه عند الدكتور الخاص بحالة ياسر صديقهم يسرى

يسرى بمزاح: اه ياعريس جاى بقى ومتنطط علينا أيوه ياعم ومين قدك

عمرو: بجد إحساس جااامد ياوله جرب وبجد مش هتندم

ياسر:ههههههههه إنت اللى بتقول كده معقول

يسرى:اها وعقبالك ياباشا مع ست الحسن والسجى أقصد والجمال

.ياسر وإنقلبت ملامحه فى لحظه

عمرو بجديه: لاااا ماخلاص راحت عليه عشان يبقى يعمل نفسه بتاع أوووى وناصح

ياسر بعصبيه:بص من فضلك مش ناقص محاضراتك سيبنى بهمى وباللى أنا فيه

عمرو:ماشى ياباشا ماأنا هسيبك أهو جه صاحبك على غفله وخدها منك بسمع إن فيه خطوبه قريب

ياسر وحدق فيه بصدمة ولكن سرعان ماتحولت نظرته للامبالاه: طيب ربنا يسعد سعيد بسعيده دخلى إيه بقى

عمرو بضيق :لا ولا حاجه خليك إتفرج عليهم وهما مأنكجشين فى بعض وهما بيحبو فى بعض وعيش حياتك وإنت قاعد على مكتب جنبهم

ياسر:أنا أساساً مش قادر أكمل الست شهور اللى قلت عليهم وخلاص قررت هستأذن منها هى بقت عندها خبرة كويسه كفايتى بقى تعبت









الدكتور يسرى بهدوء: يعنى إنت بتحبها وبتغير ومش قادر تتحمل رؤيتها مع حد تانى .. طيب ليه بتعذب فى نفسك كده ما إنت السبب من الأول

ياسر ونهض وقال بعصبيه شديده وألم: خلااااااص بقى يااعالم تعبت تعبت كفاياكم كلام فى الموضوع ده محدش عاد يجيبلى سيرته أنا مستحيل هتجوز واحده أبوها خانى خمسه وعشرين سنه مستحييييل

عمرو بجديه:وهى مالها ومال اللى أبوها عمله

ياسر قبل أن يخرج:معرفش معرفـــــش . قالها وخرج من العياده بأكملها )

كـــان يتذكر ماحدث وهو شارد وسجى مازالت تترجاه أن يخبرها ماالذى يضايقه

فرد بعصبيه: سجى من فضلك ممكن تبطلى بقى تسألينى مالك ومالكش

سجى بألم وبدموع: إنت برده هتفضل معايا كده

ياسر:سجى قولتلك أنا صديقك خلاااص بقى

سجى:أنا قررت أوافق على عمـر .سجى وخرج منها الكلمات بدون شعور ودموعها تنسال بقوة"

توقف قلبه بل وعقله كل شيئ دش أمامه وكأنه لوح زجاجى كبير كسر إلى فتات صغيره فى ثانيه واحده..ولكنه سرعان ماأخفى شعوره رغم وضوحه عليه بشده وقال بهدوء:طيب ألف مبروك المفروض أعمل إيه يعنى أزغرط مثلاً

سجى ببكاء:إنت لما معنش بتحبنى ولا بتفكر فيا ليه لسه لابس الخاتم اللى عطتهولك ليه بتلبس الساعه فى المناسبات الخاصه والحلوه بالنسبالك ليه بتظهر قدامى أساساً

ياسر وخلع الخاتم من اصبعه بضيق وألم وكأنه ينزع قلبه: لو ده اللى متضايقك إتفضلى .ورماه على المكتب

سجى ودموعها تنسال بهدوء فقامت وقبضت على كتفيه بيديها الإثنين وقالت بهدوووووء وبعيون متألمه:أنا خلاص تعبت من عمايلك تعبت أووووى ومعنتش قادره أتحمل إتحملت كتير أوووى ..شكراً أووووى شكراً أوووووى على كل حاجه حلوه ووحشه شفتها منك..خلاص شكراً على اللى قدمتهولى مش هنسالك جميلك بس إبعد عنى أحسن مش عايزه أشوفك قدام عيونى كفايتى كده

.ولم تقوى على التحمل وكتمت شهقاتها وجرت لخارج الغرفه بل لخارج الشركة

،نظر لآخر مكان مرت من عليه وهو المخرج من الباب وظل يحدق به وهو شارد لايدرى لماذا يفعل ذلك بها يعلم أنها ليست مذنبه ولكن آلامه كثيره أحزانه كبيره مارآه لايتحمله بشر .. إلتقط الخاتم مع على المكتب ووضعه بإصبعه مره آخرى وقبله بحراره وانسابت دمعه حزينه تائهه ضائعه من عينيه وقام من مكتبه ولملم أشيائه وخرج من الشركة بأكملها ،،،،،

.لايدرى إلى أين يتوجهه أو إلى أين يذهب فقادته قدماه ناحية شركة صديقه المفضل

.دخل الشركة وتوجهه ناحية غرفة صديقه وفتح الباب بدون إستئذان وكأنه لايشعر بما حوله ولكنه أفاق سريعاً عندما رأى هذا المشهد وتراجع وأغلق الباب بسرعه بخجل شديد .. وفجأة سمعه يناديه

عمرو بضحك:هههههههههههههه تعالى ياطفس أقصد ياأبو الشباب .ورأى زوجة صديقه تخرج من الغرفه بخجل شديد

ياسر ودخل وأغلق الباب وقال معتذراً:بجد أنا آسف ياعمرو معرفش إن زوجتك معاك

عمرو بمزاح:وهو أنا مقعد سكرتيره بره ولا برميل طورشى

ياسر بخجل:بجد آسف

عمرو:هههههههههه يااااه والله واتكسفت يا ياسوره..عيب عليك ياصاح ولا يهمك عقبال ماتجرب التييييييييييت والقبلات وكله كُلات

.ياسر ونظر فى الأرض بحزن شديد ويبدو على ملامحه الألم

عمرو بقلق:مالك يا ياسر .وقام والتف إليه وجلس بالكرسى المواجهه له :فى إيه يا ياسر

ياسر:أنا معنتش هروح شركة سجى تانى مش هتحمل أشوف بينهم حاجه كده ولا كده وبعدين هى نفسها قالتلى معنتش عايزه أشوفك قدام عيونى

عمرو وقطب جبينه بتعجب ورفع إحدى حاجبيه:مش فاهم تقصد إيه ومين دول

ياسر بضيق:هيبقى مين يعنى ياعمرو ..سجى وعمر .صمت قليلاً وقال: سجى قالتلى النهارده إنها قررت توافق على عمر ..يعنى خلااااص ياعمرو هيتخطبو وهيتجوزو ويخلفو ويعيشو بقى .وانسابت دموعه :أكيد هيعيشها سعيده وهيقولها كل كلمه حلوه اه أكيد هيعمل كده وهتتعلق بيه وهتحبه صح أنا عارف أكيد أكيد إلم تكن حبته أساساً من دلوقتى .. ماهى عندها حق شوفت نظرتها ليا النهارده وهى بتقولى شكراً ولا دموعها كإنها بتودعنى اه والله حسيت كده مش عارف ليه حسيت كده .وزاد بكائه بألم يغزو قلبه :عاارف المشكله إنى ماعرفتش أوفقها أو أعتذرلها مقدرتش عقلى بيسطر على قلبى الصدمة اللى خدتها فى حياتى مش راضيه تسيبنى مش راضيه أبدأ مش رااضيه

.ظل صديقه يستمع إليه بحزن وقال له: بس غريبه هى سجى قالتلك إنها وافقت على عمر

ياسر بإيماء:اه قايلالى لسه دلوقتى

عمرو بتعجب:غريبة يعنى ده أنا مقابل عمر إمبارح وقالى إنه إتقدملها بكل الطرق وآخر مره إمبارح كان الرد الأخير بالرفض ..حتى هو إتضايق وغضب وقرر يسيب الشغل فى الشركة بتاعتها

ياسر وقطب جبينه بتعجب:إزاى يعنى هى لسه قايلالى كده من شويه

عمرو:يبقى كانت عايزه تحس بغيرتك تختبر حبك أى حاجه أى حاجه البت تعبت حرام عليك

ياسر :يعنى إنت شايفنى المفروض أعمل إيه أموت نفسى وأرتاح من أحاسيسى اللى مسيطره عليا دى ..أعمل إيه يعنى وبعدين أنا متأكد إنى مش هنفع أبقى ليها مستحيل أطيق أى حاجه تربطنى بصدمة عمرى تانى أبداً أبداً

،.وعند سجى بعدما ذهبت من الشركة أوقفت تاكسى متوجها ناحية الفيلا فأعلن هاتفها عن إتصال بإسم والدتها ...لم ترد فى المره الأولى لأنها تبكى بشده وهى ستذهب إليها الآن ولكن الإتصال عاود مره آخرى .ففتحت الإتصال

سجى وحاولت كتم شهاتها وضبط صوتها:آلوو

جاءها صوت زينب بزعر:سجى سجى إلحقينى ياسجى أبوكى تعبان أوووى أرجوكى هاتى دكتور بسرررعه ياسجى

سجى بقلق:حاضر حاضر ياحبيبتى حااااالاً

.وفوراً اتصلت بطبيب وقالت للسائق بأن يسرع

.وبالفعل وصلت الفيلا مع وصول الطبيب وفتحت الباب ودخلت سريعاً مع الطبيب تنادى

:ماما ماما إنتى فييين

.توجهت ناحية غرفة والديها مع الطبيب وجدت زينب تستقبلها ببكاء شديد: تعالى ياسجى إلحقى أبوكى عمال يقول كلام غريب وينام ويصحى وينادى ياسر سجى مش على لسانه غير كده وبينهج جامد

الطبيب:طيب إهدى يامدام خير إن شاء الله أنا هدخل أفحصه

.وبالفعل دخل الطبيب وفحصه










،،.وخرج وعلى وجهه علامات اليأس

سجى سريعاً وبقلق:إيه يادكتور خير بابا ماله

الطبيب:ياريت يادكتوره سجى تنادى على اللى بينادى بإسمه بيقول ياسر وسجى وإدخليله كمان ياريت فى أسرع وقت

.زينب وتوجهت سريعاً ناحية زوجها وكأنها تهدئه تطمئنه لاتدرى ماذا تفعل

سجى للطبيب وهم بخارج الغرفه:يعنى بجد يادكتور بابا ماله

الطبيب:إنتى لو دخلتى هتعرفى علطول..والدك بيحتضر

سجى بصدمــــة :إيــــــــه

.ودخلت الغرفه سريعاً بقلق وهى تتكلم: بابا بابا مالك .. بابا

حاتم وفتح عينيه وابتسم بوهن :سجى ناديلى ياسر عايزكو بسرعه ناديلى ياسر

سجى تطمئنه:حاضر حاضر لحظه
.وخرجت من الغرفه وتوجهت ناحية الحديقه وهى تبحث عن رقمه بيد مرتعشه وضغطت زر الإتصال....لايوجد رد وعاودت الإتصال ولايوجد وعاودت الإتصال وسمعت صوته

:ألوو

سجى بسرعه: ياسر تعالى الفيلا بسرعه بسرعه من فضلك

ياسر بفزع: فى إيه فى إيـــه

سجى:بابا عايزك بسرعه يا ياسر بابا عايزك ضرورى وبيناديك

ياسر وهدئ فجأة وقال بضيق:عايزنى فى إيه .. فى إيه خير بيفكر يعمل فيا إيه كمان بعد أما دمرنى بعد أمـ.قاطعته سجى

:ياسر بابا بيحتضر وعمال ينادى بإسمك عايزنى وعايزك تعالى أرجووك

ياسر بصدمة تبعها الهدووء:آنا آسف ياسجى مش هقدر آجى ولو بيفكر إنه يستسمحنى آسف مش هقدر أسامحه غصب عنى والله مش هقدر

سجى ببكاء: ياسر حرام عليك إنت قلبك إيه .سمعت صوت بكائه كالطفل:غصب عنى ياسجى مش قادر هكذب عليكى وأقولك اه يعنى مش هقدر أبداً مش هقدر .وأغلق الإتصال

رمت الهاتف الذى بيديها على المائده بهدوووء ودموعها تنساب على خديها مما سمعته..ومن ثم تذكرت والدها وتوجهت سريعاً إلى غرفته وإلى جانب سريره

سجى بهدوء:بابا إنت كويس

.حاتم بتعب شديد وهو يمد يده إليها استقبلتها سجى بحزن وألم وتذكرت مافعله معها ومع ياسر وانسابت الدموع بألم سمعته يقول بوهن وكأنه يخرج الكلمات بصعوبه:آناآسف يابنتى آسف على اللى عملته معاكى آسف إنى بعدتك عنى عشان نفسى آسف إنى إتعميت أوووى وضيعت أحلى حاجه منى عشان خاطر الفلوس والإسم آسف.وبدأ يبكى كالأطفال

سجى بسرعه وهى تربت على ظهره وبدموع: خلاص ياحبيبى خلاص مسمحاك إنت أبويا مهما بعدت عنك

حاتم:عارف ومتأكد إن ياسر مش هيرضى يجى ولا هيقدر يسامحنى..أنا تعبته أوووى فى حياته ومكنتش بخليه يفكر غير فى الشغل ولا يلعب زى العيال ولا يعيش براحته كنت بتحكم فيه أوووى وكان مُخلص ليا أوووى وفى الآخر مديت إيدى عليه وصدمته صدمة عمره اللى ضاع
. وزادت دموعه: يااااارب أنا غلط سامحنى يااااارب أنا ضيعت بنتى منى خمسه وعشرين سنه وضيعت واحد للأبد بكسرتى ليه آسف ياااااارب سامحنى..عارف إنك عاقبتنى فى فلوسى فى الآخر إنهارت لإنها هى اللى عميتنى آسف يارب سااااامحنى .وحول نظره لسجى:ياسر بيحب الأرض بتاعة الشركة الجديده أوووى والمكان ..أنا خليتها تتكتب بإسمه الشركة بالأرض والباقى كتبته بإسمك إعملى اللى إنتى عايزاه .. سامحينى يابنتى سااااامحينى سااامحينى.وبنظرة شوق شديده:نفسى تيجى فى حضنى يابنتى نفسى أحضنك مره..من أول يوم شوفتك فيه لم جيت هنا وأنا نفسى أخدك فى حضنى

ارتمت سجى على صدر والدها وضمها بقووووة وكأنه يستنشق روحها ويدخلها إلى جسده ليملأ الفراغ الذى كان بداخله ومد يده لزينب التى تجلس تبكى بجانبه وارتمت مع سجى بين صدره وقبل رؤسهم بدموع وندم :ياريتنى عشت اللحظات دى كتير ياريتى ماكان معايا غير أكل عيش بس أعيش اللحظه دى كتير ..ساااامحونــى..سامحنى ياااااارب....................................

.وارتخت يداه ووقعت على السرير ..فصرخت زينب

:حـــــــــــاتـــــــــــــــــــم

.ضمته سجى أكثر وهى تبكى بإنهيار وكأنها تريد أكثر تريد ضمه إليها أكثر هذا هو والدها هذا هو حبيبها هى قطعة منه تريد ضمته ظلت تضع يده على ظهرها ليضمها بقوة مثل منذ لحظات ولكنه قد فـات الآوان وأنتهت اللحظة بل كل اللحظـــــات

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1