(الفصل الخامس والاربعون)
ياسر ولم يعد باليد حيله: أيوه
.وبجديه وعزم:هبدأ شغلى بجد هبدأ أورى العالم إنى أقدر أتخطى الصعوبات وإنى مش هحتاج لحد من هنا ورايح أبداً
سمير بسعاده شديده:أيووووه هو ده الكلام
،،،،،،،،، ومر شهرين
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
..كان ياسر قد رسم وضبط كل شيئ عن إفتتاح الشركة وتم إختيار موظفين بسهوله ولله الحمد وحتى تمت الأمور على مايرام ، وأفتتح الشركة أخيــراً ، حضر الإفتتاح أكثر رجال الأعمال الكبار بالسوق فهم يعروفون ياسر جيداً ويدرون بتميزه وذكائه فى مجال الهندسة .. وكان ياسر سعيد بالإفتتاح الخيير عليه بالذبون والمشاريع التى تقدمت إليه سريعاً لأنه بالنسبة لهم غنى عن التعريف بسبب سابقه فى العمل وكيف وقع حاتم بعد تركه..لكن كانت مشاعر الألم مازالت ترتسم بشكل كبير داخله حاول ضبط أموره قدر المستطاع حتى ينجح بحياته وليعوض والده عما فاته من تواجده معه ويبدأ الحياة من جديد ...
،كان يجلس فى غرفة مكتب بالشركة منهمك فى الأوراق والمشاريع الجديده التى أتت إليه فسمع صوت دقات الباب
:ادخل
السكرتيره:بشمهندس فى ضيف جاى لحضرتك بره أدخله
ياسر:مين يعنى ولا إسمه إيه
السكرتيره بتوتر: هو ..هو بيقولى قوليله ضيف وبس
ياسر بضيق ونظر للورق وأشار بيديه: دخليه دخليه لما أشوف مين المجهول ده
.بعد ثوان معدوده كان قد دخل الضيف وأغلق الباب
:صباااااح الإفتتاح الحلووو والشغل الجااااامد
توقفت يده عن العمل ووجهه نظره ناحيه بألم وسخرية
:أهلاً ..ياترى جايلى دلوقتى ليه..يابشمهندس عمرو
عمرو بمزاح:جاى حضرتك عشان من هنا ورايح أنا شغلى هون معاك
ياسر ونظر له بسخرية:لاااا ياراجل وإيه اللى خلاك تقلب وتحن عليا فجأة كده مش إنت اللى إخترت الرقاصه اللى عندك أقصد السكرتيره بنت شريكك عنى
عمرو وابتسم:إنت برده اللى تقول عليا أنا كده يا ياسر بقى أنا اللى هفَضل بنت عنك حتى لو كانت أختى ..إنت ناسى إنك أخويا ياض وسارق من أختى لبن
ياسر:اه اه إعملهم عليا بقى .وبجديه:عايز إيه ياعمرو هات من الآخر أنا مش فايقلك ولا فاضيلك
عمرو بمزاح: أيوووه ياعم الله يسهله مشيا معاك زى الصاروخ من أول يوم
ياسر:وياترى بقى ده أسميه إيه
عمرو:سميه زى ماتسميه حقد حسد غِل إللى تحب تسميه ههههه
ياسر بنفاذ صبر:عايز إيه ياعمرو وإيه اللى جابك ليا النهارده ..ياترى ضميرك وجعك وصحاك النهارده
عمرو:لأ وحشتنى وجيت أشوفك .وبجديـة: ضميرى وقلبى وروحى وحياتى كلها إرتاحت لما شوفت صحبى حبيبى بيتحدى نفسه والعالم وبيقف على رجليه من تانى ..ضميرى بقى سعيد لما لقى الخطه اللى رسمتها أنا ويسرى عليك نجحت
ياسر وقطب جبينه بتعجب:هــا..خطة إيه دى
عمرو بإبتسامه:اللى حصل ياسيدى إننا عملنا معاك كل الوسائل عشان تنسى اللى حصلك أو على الأقل تنناسى وتعيش وتكمل حياتك فقررنا نـ.................................. وحكى له ماحدث
ياسر بدهشة:ااه ياولاد التييييييت ..ماشى يابشمهندس تتعوضلكم إن شاء الله
عمرو:ههههههههههه أبويا تييييت يعنى ماشى ياتلكس العربيه المهم فين مكتبى وفين مكتب مراتى
ياسر:مكتبك إيه ياعم إنت ولا مراتك..روح لبعيد ياشاطر..شركتى وأنا حر فيها ومش عايز إزعاج
عمرو:عم أنا مش بهزر فين مكتبى ومكتب مراتــى..وبعدين إنت جبت نسمه تانى إزاى تبقى السكرتيره
ياسر:لقيتها هى اللى جت تقدم على الورق قالتلى ماتقطش أعيش فى الشركة التانيه مديرها ضعيف شغله..بصراحة هى اللى فهمانى كويس وفهمه إزاى ماتتعداش الحدود مش صافى بتاعتك
عمرو:هههههههههه حلوه صافى بتاعتى دى ماهو بسبب صافى بتاعتك دى أنا فضيت شراكة مع أبوها
ياسر!!!!:نــعــم..فضيت شراكة إزاى
عمرو:اللى حصل إنك لما مشيت من هنا هى ملقتش غيرى تتسلى عليه وكل شويه تتعلل وتيجى تدخلى الأوضه ونهى أول ماتشوفها تجرى تجيلى هى كمان وتقعد لغاية ماالآنسه صافى تطلع وفى الآخر صافى قالتلها من فضلك سيبينى معاه لوحدنا عايزاه فى موضوع خاص ..وعينك ماتشوف اللى النور ياصاحبى..مراتى وريتها النجوم فى عز الظهر من ماتحب أن تفكر فكر ..خلت البت مش بت
ياسر:ههههههههه والله مراتك دى جدعه
عمرو:بس اللى ماتعرفوش إن الجدعه دى بسبب اللى عملته فيها ولدرجة كانو هيشدو شعر بعض الهانم بنت البشمهندس جريت قالت لأبوها اللى مايتقال وإنى طلبت منها جواز فى السر سبحااان الله
ياسر!!!: هـــا
عمرو: اه والله ..ساعتها بقى أنا جريت عليها وكملت الشويه اللى لسه فاضلين فى أنوثتها دى لو كان عندها..وأبوها إتعصب وأنا إتعصبت عليه وقلتله بنتك مش متربيه ولا إنت بتربى وهى وإنت وماسبتش حاجه مش قبيحه ماقولتهاش..وفى الآخر ماطقناش نقعد لأنا ولا مراتى فى الشركة..الغريب إنى لما قولت لأبوها إنى هفضى الشراكة زى مايكون كان هيطير من الفرح وقالى فوراً هجيبلك فلوسك ..أتارى بقى والظاهر إنها كانت خطه محكومه كويس منه ومن بنته ..هو حب يشاركنى ولغاية ماخد إسم كويس فى السوق بعد شغلى أنا وإنت معاه وفى الآخر قال يخلص منى ومن شراكتى ويكبر نفسه بقى لوحده مع بنوته
ياسر!: يخربيت شيطانه وشيطانها دول إيه دول بشر ..الله المستعان
عمرو بمزاح:ساعاتها قولت هو أنا ظلمت الواد ياسر ده ولا إيه ده أنا عملت اللى عملته ده عشان مصلحته والله يجى الحظ وأرجعله تانى ده لو قبلنى أنا ومراتى تانى يعنى .قال كلماته الأخيره بحذر
ياسر:عيب عليك ياعمرو دا إنت أخويا وصاحبى وحبيبى ..إتفضل لحظه وهيكون مكتبك المدير التنفيذى للشركة حااالاً جاهز وإختار لمراتك مكان براحتك
عمرو:تسلم ياصااح .. ولا قولى يا ياسر غريبة يعنى إسم الشركة اللى إنت سميته ده ده مين اللى قرر الإسم ده
ياسر ووضع نظره فى الأرض وتنهد طويلاً:ده قرارى أنا
...................................
.وفى مدينـــة الأنوار باريس وفى المشفى
كانت سجى تتابع الحالات ويبدو على ملامحها التعب والإرهاق فتوجهه ناحيتها بعيون لامعه
:سجى مالك مالك أقصد دكتوره سجى
سجى وابتسمت بوهن:مافيش يادكتر والله مرهقه شويه بس
هشام:يعنى إنتى هتفضلى تتعبى نفسك كده..بالراحه شويه إنتى داخله الشغل جد أووى
سجى:هههه لا عادى بس تقدر تقول بحب أخلِص فى الحاجه اللى بعملها
هشام:ربنا يعينك ويوفقك
.وبخبث:آها بالحق ياسجى مش ناويه تيجى تزورى ماما بقى .. حكيتلها عنك كتيييير وهتتجنن وتشوفك
سجى بإبتسامه يشرفنى طبعاً أقابل طنط بس معلش بعدين إن شاء الله
هشام بخيبة أمل:طب وليه بعدين ماتيجى معايا النهارده وإحنا مروحين تعدى عليها وتتغدى معانا وتنزلى..والله لو هى قادره كانت جتلك بنفسها بس معلش ماما مريضه ومش بتقوم من على السرير إلا بالعافيه
سجى بحزن:ياحبيبتى ربنا يشفيها ويعافيها يارب..بجد يادكتر هاجيلها أكيد أشوفها وأسأل عليها بس خليها مره تانيه إن شاء الله
هشام:طيب ياسجى ربنا معاكى وهقولها وعدك ده..ماشى
سجى بإبتسامه:أكيد طبعاً ماشى..بس إيه رأيك تجيبلى رقمها أكلمها فون وأطمن عليها وبعدين أبقى أجيلها لما أروق كده
هشام بإرتباك:أ..لا أصل ماما من ستات زمان اللى مالهومش فى الموبايلات ولا الحاجات دى ومش بتحب تمسك موبايل..بصى بصى هبقى أخلى أختى رشا تكلمك من موبايلها وتخلى ماما تكلمك
سجى وهى تنهض بإبتسامه وتنهيده إرهاق:اوووكى وابقى سلملى عليهم كتير..يلاسلام بقى أنا مروحه
هشام وابتسم لدهائه السريع:الله يسلمك يوصل أكيد..طيب ماتستنى لما أوصلك بالمره فى طريقى
سجى:لا ميرسى لحضرتك يادكتر أنا السواق منتظرنى تحت..يلا سلام وماتنساش تسلملى على طنط وأختك .وذهبت
،وتوجهت إلى منزلها بإرهاق شديد ، سلمت على والدتها واطمئنت عليها واستأذنت منها للراحه قليلاً ..وصعدت لغرفتها وأخذت حماماً دافياً وارتمت على السرير بعدما أرجعت شعرها بيديها بألم وهى تتذكر حالها ووحدتها كيف لها حماية نفسها فى هذا المكان المتغرب كيف فعلت بنفسها لتلقيها فى هذا المكان وهى وحدها دون حماية أو أمان تتظاهر بالقوة وهى أضعف الخلق .. فقد تتحدى مــن .. هى الآن تتحدى نفسها أم تتحدى من كانت أحبته يوماً وتعند به أم تتحدى والدها ولتعرفه أنها أفضل من مئة رجل أم تتحدى والدتها لتعلمها أنها قدر المسؤليه رغم رؤيتها لها يومياً منهكه .. مـــن تتحدى .. كيف فعلت ذلك وتركت موطنى الأمن والآمان .. هل تركته فعلاً للتحدى وللحياة أم تركته للهروب والموت .. لماذا تعجلت لماذا فعلت ذلك .. نعم صحيح قرارى فى بيع ممتلكات أبى من الشركات لأننى لن أكون كفأ ً لها يوماً ولكن ماذا فعلت الآن فقط وضعت المال فى البنك ماذا بعد إذاً هل سأظل هكذا من أين سأبداً وكيف لى أن أبداً أريد تعويض أبى وأمى ونفسى ..أريد أن أستشعر بالحياة..لماذا لم أشعر بااستنشاق الحرية بعد..إلى متى سأظل على هذا الحال إلى متى سأشغل قلبى قبل عقلى..ماذا بعــد إذاً..قاطع أفكارها صوت دقات على الباب
:ادخل
دخلت زينب ونظرت بألم على حال إبنتها:سجى حبيبتى بتعملى إيه
سجى وانتفضت جالسه على السرير:أيوه ياماما تعالى ياحبيبتى
زينب وجلست بجانبها:مالك ياقلبى فيكى إيه..ليه حاسه إنك ضعيفه وبتعملى حالك قويه..ليه مش بتفكرى فى نفسك..ليه بتلفى فى دايره فاضيه ومش لاقيه مخرج ..لو مالقيتيش فى الدايره باب طيرى ياسجى مافيش حل غير كده طيرى وجربى وممكن تنجحى أكيد هتنجى لإنك من الآخر مش هتلاقى حل غير ده..فكرى بس ياسجى فكرى بجد بنفسك أولاً فكرى بحياتك بلاش تخلى الناس هما اللى بيأثرو فيكى فى كل حاجه بلاش تعاقبى نفسك بإنك تظهرى للناس إنك بتعملى كله لنفسك وإنتى عمرك ماسألتى نفسك إنتى نفسك فى إيه ولا إيه اللى ممكن يسعدك ..فكرى بعقلك ياحبيبى وبقلبك وإحساسه الإيجابى وبسسس..إسعدى نفسك ياحبيبتى إسعدى نفسك بإيدكى وإتحدى الناس إنك هتسعدى نفسك
.كانت تستمع لها سجى وكأنها تدفع لها سهام لتفيقها مما هى فيه .فرأت نفسها ترتمى بحضن والدتها وتقبلها بقوة وسعاده
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،ومرت الأيام وسجى تحاول أن تفكر وتتعمق التفكير بجديه كيف لها إسعاد نفسها ماهو الحال الذى إذا رأت نفسها فيه ستكون سعيده وفى أى مكان هذا الحال..كانت تذهب للمشفى يومياً بروتينيه ولم تتصادق مع أحد سوى هشام الذى تراه أخ لها من رائحه موطنها وفقط تشعر بقليل من السعاده لأنها تمارس مهنتها التى تعشقها ..كلما نظرت وتعمقت النظر فى عين طفل كلما شعرت بالراحه والسعاده كلما رأت إبتسامة أهله الشاكره كلما شعرت بنشوه غريبة داخلها تملأ قلبها أمل وحياه .
............................
،.وفى أم الدنيـــا مصر حيث كان ياسر يتابع أعماله فى شركته كعاته النشيطه والتى يحاول الإنغماس فى العمل كلما شعر بالوحده أكثر كلما إنغمس فى العمل أكثر كأنه هو تسليته وحياته الوحيده
.وفجأة أعلن هاتفه وهاتف مكتبه عن إتصالات ويبدو الأمر هاماً أو خطراً ففتح الخطين معاً لايدرى كيف فعل ذلك ولكنه أمسك الهاتف ووضعه على أذن والهاتف الأخرعلى أذن
وبصوت واحد:ألوو
جاء الخبر من الهاتفين معاً:بشمهندس ياسر والدك فى مستشفى......... عملو حادثه وهو رايح مع عمى حسن يتفرجو ع الماتش وتعبان جداااً
إنتفض ياسر من مكانه ورمى سماعة الهاتف وجرى سريعاً متوجهاً للخارج راقداً
.إنتفضت نسمه من على مكتبها بفزع:فى إيه يابشمنهندس فى إيه
.لم تجد رداً بل أكمل راقداً
خرج عمرو من الغرفة المجاورة مسائلاً بقلق:فى إيه يانسمة ياسر ماله
نسمة:مش عارفه لقيته فجأة بيفتح الباب وجرى على تحت
عمرو ووجهه كلامه لزوجته:خدى بالك من المكتب وأنا نازل أشوف فى إيه
.ونزل ورائه ..وظل يبحث عنه يمنة ويسرى فلم يجده ولكنه لمح سيارته فى آخرالشارع قبل التفرع الآخير..فجرى وأخذ سيارته وذهب ورائه ،
ظل ياسر يدعو الله أن يحفظ والده فمازال لم يعوضه فقدانه الخمسة وعشرون عاماً بعد
.وفجـــاة أوقف طريقة نزاع شديد فى الشارع وأصوات عاليه.ظل .يضغط زر زميرالسياره مره تلو الآخرى ولكن وكأن شيئاً لم يكن فترجل من السياره بعصبيه شديده وتوجهه ناحيتهم
:إيـــــه ياعم إنت وهو مش شايفين إن ده طريق مش هاففلكم إللى الخناق هنا
سمع رجل يصيح بالآخر بغلظه وعنف رافعاً عليه سلاح أبيض:هتجييييب ال50 ألف ولا لأ رررررد هتجيبهم ولا لأأأأأ
صاح الآخر به:مالكش عندى حاجه والموضوع خلص وحقك جالك
تدخل ياسر بنفاذ صبر:يااااعم إنت وهو بقولكم عدونى وبعدين إعملو اللى إنتو عايزينو
.وفجأة صدم عندما وجد الذى يحمل السلاح ضرب الآخر ووقع مرمياً على الأرض غارقاً وسط دمائه وجاء يرفع سكينه مره آخرى لطعنه مره ثانيه ..فصعدت الدماء بداخله بغضب وتوجهه ناحيتة بصراخ ويحاول نشل السكين من يده
:إنت مجنوووون بتضربه لييييه كده والله لتروووح فى ستين داهيه
فلم يشعر بعد الطعنه التى تلقاها والصراخات التى عَلت أكثر حوله بالأخص صوت صديقه الذى هتف بإسمه
:يااااااااااااااااااااااسر