الفصل الثامن
توقف عقلها عن كل شيء ألا من ذكري واحده فقط..تتذكرها كأنها حدثت ليلة أمس…
حينما كانت بعمر السابعة عشر...
كانت تدرس هي وشقيقتها التي تسبقها بعام واحد فقط بنفس المدرسة..
وقد زرعت زوجة أبيها الحقد بقلب إبنتها تجاه شقيقتها..في حين كانت علياء لبيلسان مصدر عذاب دائم ومازال..
ذاك اليوم بينما كانت تصعد الدرج سقطت بيلسان، فشقت تنورتها طولياً، وظهر بهاق قدمها جليًا أمام الجميع..
التف حولها البنات..وهم يتهامسون علي من منظر قدميها..
وانقسموا بين مشفق عليها، وخائف منها، ومتنمر عليها..
علت شهقاتها، وبحثت بعينيها عن شقيقتها علها تأتِ وتنقذها، وجدتها تضحك بقوه وتشير عليها..
نادتها مراراً أن تأتِ لها بشيء يستر عورتها، ولكن علياء تجاهلتها تماماً، وأخذت تشرح للجميع ماهية حالتها..
وقتها سقطت علياء من مكانتها كشقيقة لهاا للأبد
أستقامت تبحث عن شيء يسترها، فلم تجد، ولكنها تذكرت حجابها، فخلعته عنها، فانساب شعرها الحريري الطويل..
وفجأه تحولوا من متنمرين علي مرضها، لمذهولين من طول شعرها وجمالة، وانقلبت الدفه علي شقيقتها، وبدأوا يعقدون المقارنات بين شعر شقيقتها المجعد القصير التي تتباهي به وتتركه حرًا، وبين شعرها الطويل..
ولكنها لم تهتم..
فجأه تحولت نظرت شقيقتها من الشماته للعداء..
فلم تهتم بها ولم تحسب حساب بأنها تتوعد لها..
لملمت بيلسان متعلقاتها، وهرولت للخارج، ولم تري ذاك الذي أتي قاطعاً مسافات لرؤيتها، رآها تسير بسرعه، فهرول خلفها، وهو ينادي عليها
بيلسان..؟
أستدارت..واتسعت عينيها فرحاً لرؤياه..وفجأه دون مقدمات أقتربت منه وأجهشت بالبكاء…
ـ بلال..هذا أنت؟
بلال بصدمه وغيره حارقة من هيئتها، ومن شعرها المنساب خلف ظهرها..
ـ من فعل بك هذا؟
بعجالة حكت له ما حدث..حتي لا يوبخها علي خلع حجابها..
أقترب من سيارته سريعاً، وجلب تلك العباءه الصوفيه الثقيله التي لا تفارقه طوال الشتاء، ولفها بها..
هاتفاً بغضب..
ـ لا تبك يا بيلسان ولفِ تلك العباءه علي جسدك جيداً، وأستري شعرك هذا حالا…
برجفه بيدها بدأت تفعل ما أخبرها به..
أطمأن علي حشمتها وجذبها من يدها مستديراً تجاه مدرستها..هاتفاً بغضب..
ـ هيا تعالِ معي؟
ـ ألي أين؟
ـ لذاك مدير المدرسة..أقسم سأحطم عنقه..
ـ لالالالالا..بالله عليك يابلال..سيعلم أبي ويمنعني من إكمال دراستي..
بلال بغضب..
ـ قلت لكِ مراراً، لا تتوسلي أحداً يا بيلسان..
نفضت يده عنها، وهرولت بعيداً عنه..وهي تصرخ وتبكي..
ـ عد من حيث أتيت يا بلال..لا اريد رؤيتك مرة أخري..
هرول خلفها وجذبها من يدها سريعاً ودفعها داخل سيارته جبراً..
جلست بجانبه بالسيارة وبدأت تترجاه الأ يفعل شيئاً
مد يده لها بمنديلاً...هاتفاً بقلة حيلة..
ـ حسنا إهدأي، لن أفعل شيئاً. أمسحي دموعك يا بيلسان..فأنتِ لا فائدة منك..
بيلسان بحزن منه…
ـ ماذا تقصد؟
ـ كم مرة أخبرتك أن لا تدعِ أحداً يقلل منك هكذا..
عبست بوجهها وهتفت ببكاء..
ـ أنت تعرف أنني لا أعرف كيف أدافع عن نفسي، لذا لا تبدأ بمحاضرتك تلك يا بلال..
أبتسم بحزن عليها، ولكزها بسبابته برأسها..
ـ لا فائده منكِ يا بيلسان، مهما علمتكِ لا تتعلمين..
هتفت بحنق..
ـ وكيف أتعلم بربك..وأنا أري الجميع يسخر مني.. ويتفننون بقتل حماسِي..
أنا وحيدة هنا تماماً، ولا أحد لدي غير جدتي..حتي والدي يشمئز مني..لا أعلم لما يكرهني هكذا
نظر لها بحزن..وأردف بعتاب..
ـ وأنا بيلسان..هل تم محوي من قائمه من هم لكِ..ألا يشفع لي عندك ذهابِ وإيابِ هكذا كل بضعة أيام حتي أطمأن عليك
هتفت بلهفه،وهي تداري حُمرة خديها بيدها...
ـ لا لا يابلال..لم أقصد ذلك..ولكنِ أتكلم عن من بالمنزل..
ـ إذا اخبريني ماذا أنا بالنسبه لكِ يا ساكورا؟
أشتعل خديها إحمراراً، وهتفت بخجل..
ـ أنت لي كل شيء يابلال..لا تتركنِ أبدا أبداً
أخذهم الحديث، ولم ينتبهوا لتلك التي رأتهم معاً..وهرولت لتوشي عليها..
سرقوا معاً وقتاً جميلاً تناست به ما حدث، واشتري لها ثياباً جديده، وأصر عليها أن ترتديهم بالمحل..وأعادها للبيت..
دلفت لشقة جدتها تشعر، وكأنها فراشه تطير فوق السحاب ولم تنتبه لذاك الذي يجلس يستشيط غضباً ينتظر وصولها بفارغ الصبر...
وما أن رآها حتي انقض عليها، وسحبها لغرفتها وأغلق عليهم وبدأ بالسباب بها، وبضربها بعنف...
ولم تستطع جدتها فعل شيء فهي بالداخل، وهي بالخارج، ولم تكن تمتلك ألا الدعاء عليه وعلي زوجة أبنها الخبيثه وإبنتها..وبعدها سقطت مغشياً عليها بنوبة سكر جديدة
خرج والدها بعدما اشبعها ضرباً، قاصداً برأسة شيئاً واحداً
وترك تلك المسكينه لزوجة أبيها تستغل ضعفها....
استغلت زوجة أبيها الموقف ودخلت لها، نظرت لها بشماته ونظرت لشعرها بحقد، وأردفت ..
ـ سأريكِ كيف تتباهين بشعرك الجميل هذا..سأحسرك عليه..كما جعلتِ من أبنتي سخرية يا إبنة إبتسام
لم أكرة في حياتي غير والدتك، فهي من سلبتني أبوكِ، وأنا من كنت أعشقة بصمت طوال سنوات، فأقسمت أن أحسرها عليه، ومرت الأيام وساعدتني والدتك بغباءها، وسلبته منها..ولكن أتيتِ أنتِ لتصبحي علكه في شوكي بعدما غارت والدتك..
قهقهت كالساحرة الشريره، وهي تقترب منها وتجذبها من شعرها الطويل هذا، هاتفة بشماته..
ـ ولكنكِ مشوهه من الداخل..ولن يشفع لكِ جمال وجههك هذا فما أن تتزوجي سيقرف منك زوجك وربما سيطلقك..
وشعرك هذا الذي تتباهين به..سأجعلة مشوه كباقي جسدك..
هتفت بيلسان بوهن..
ـ أتوسل إليكِ يا أمي..لا تفعلِ..أقسم لم أفعل لعلياء شيء..أتركِ شعري بالله عليكِ..
لم تأخذها بها شفقة ولا رحمة..وبدأت بقص شعرها وهي تقهقه عليها..حتي أصبح كشعر الرجال..
ولم تتركها ألا بعدما شوهتة تماماً…
سقطت أرضا تبكي بحرارة...دافنه وجهها بين قدميها
دخلت شقيقتها بعدها، واقتربت منها، ونادتها بشماته..
ـ بيلسان.
لم تجبها وعلت شهقاتها أكثر وأكثر..
تملك الحقد من قلب علياء، ومدت يدها وجذبتها بعنف من شعيراتها القصيره فصرخت بيلسان علي أثرها..
رفعت يدها الممسكة بمرآه صغيرة ، وسلطتها علي وجهها..
ـ انظري لنفسك..وأخبريني أين ذاك الجمال الآن. …
زادت شهقاتها وهي تتلوي بعنقها يميناً ويساراً، وتصرخ بها أن تتركها، وتبتعد عنها..
توسطت علياء خصرها بيدها وهتفت بشماته قبل أن تدلف للخارج..
ـ فلنري الآن كيف سينظر لك ذاك البلال..يا حقيرة..
back..
ارتفعت شهقاتها، وكأنها تعيش ماحدث بالماضي الآن...صوت شهقاتها جذب جدتها التي هرولت لها..
شهقت جدتها ولطمت خديها، وهي تراها تمسك بالمقص، وتقوم بقص شعرها..
اقتربت منها وخطفت ذاك المقص من يدها وقذفته أرضاً..
ـ ماذا تفعلين يابيلسان بنفسك برب الكون..لما تفعلين بنفسك هذا ياحبيبتي..لما؟
ارتمت علي صدر جدتها..ولأول مرة تخرج مكنونات صدرها وخصيصاً منه هو..
ـ لقد تخلي عني ياجدتي..توسلته ألا يتركنِ، وتركني…
هتفت جدتها بحزن عليها..
ـ من هو يا بيلسان؟
ـ بلال..
هتفت جدتها بإبتسامة..
ـ لم يتركك يا بيلسان..لقد فعل جبراً حتي لا يخسرك..
ـ لا تدافعين عنه..لقد ذهب حتي من دون أن يودعنِ، وتزوج هناك..
أنا أكرهه..أكرهه..
ـ كاذبة..
_______________
بالبلدة..
يجلس بشرود يتطلع لصورتها..التي لم تترك مكانها يوماً بحافظته التي أهدتها له في آخر عيد ميلاد له قبل أن يحدث ما حدث، ويجبره والدة علي تركها تلك الليله..وياليته حارب الدنيا من أجل البقاء بجانبها، ولم يصدق وعد والدها الزائف له..
flash back…
صبيحة ذاك اليوم..
ذهب ليقل جده للقطارالذاهب لبيت عمته التي تقطن بمحافظه أخري..
دلف للداخل يدندن بأغنية لفيروز التي تعشقها وتستمع لها ليلاً و نهار
سألوني الناس عنك ياحبيبي..
كتبوا المكاتيب وأخدها الهوي..
انتفض علي صوت أبيه ..
ـ بلال
-نعم ياأبي..
ـ اتبعني..ياولدي..
دلف خلف أبيه لغرفته..
ـ نعم ياأبي..خيراً..
أومأ حسان والده برأسه، وهتف بتروِ..
ـ خيراً ياولدي..ألم تخبرني بأنك تود االسفر لأكمال دراستك بالخارج..
ـ نعم ياأبي، ولكنك رفضت من قبل، وأنا أيضاً اقتنعت..
لقد عدلت عن الفكره..
هز حسان رأسه سريعا بالرفض..
ـ لا ياولدي، هذا لا يصح، لقد بحثت الفكره برأسي..
ووجدت أنها فرصه عظيمة لك..حتي أنني هاتفت صديقاً لي وتكفل بإجراءات سفرك بأكملها..
والسفر سيكون بعد شهرًا من الآن..
ـ ولكن ياأبي..انااا..
حسان بترو..
ـ قل ما تريد قوله مباشره يا بلال..لا أسرار بيننا..
بلال بحزن..
ـ أنت تعلم ياأبي..لقد طلبتها منك مراراً
زفر حسان بحزن علي حال ولده، وحال أبنة شقيقته..ليت الأمر بيدة وزوجها له رغم أنف الجميع..
ـ لقد رفض والداها مجدداً يا بلال..لا أمل يا بني…
بلال بغضب..
ـ ليس لدية الحق، قلت لك لنخبر جدي..ولتأتِ لهنا..أنت لا تعلم علي أي حال وجدتها من يومين..أبنة عمتي، وأنا اولي الناس بها..
ـ إذن ما سمعته حق..
ـ ماذا سمعت..؟
ـ ذهبت لرؤيتها مجدداً..ولم تستمع لنصائحي..
ـ لم أستطع ياأبي اقسم لك..هي وحيده بدونِ..لا تزدها أيضا علي..
ـ لقد علم والدها يابلال..وهددني علانيةً أن لم تبتعد عنها سيزوجها جبراً لأي شخص يتقدم لها..ولن يدعها تكمل
تعليمها..
بلال بجنون..
ـ ما هذا الظلم ياأبي..سأختطفها اذا..ولن ادعه يلمس شعرة واحده من رأسها…
ـ ليس هذا ما انشأتك عليه يا بلال..أتريد أن تدنس عرضنا وشرفنا..أترتضي ذلك علي شقيقتك يابني..
ـ ماذا أفعل بالله عليك ياأبي..لن أستطيع..أقسم لك..
ـ غادر يا بني..وأتركها تكمل تعليمها، وحينما تعود تكون قد وصلت لسن الرشد وتقرر بنفسها..وحينها لن يكون لوالدها عليها أي حكم..
ـ وماذا أن سافرت ولم ينتظرني ذاك، وزوجها جبرًا لأحدهم..أنت تعلم مدي وضاعته..
ـ لا أعتقد أن يفعل ذلك..سأبقي عيني مفتوحة عليهم..
بلال بتردد..
ـ إذن سأذهب غداً لها وأخبرها ما حدث..
حسان بنفي..
ـ لا ياولدي..لن تذهب..لست مستغنياً عنك..
ـ لا تخف ياأبي..ثق في، ودعني أراها أتوسل إليك..بيلسان لن تنساها لي أن تركتها، وغادرت بلا وداع..
حسان بتنهيده..
ـ حسنا يا بلال..ولكن كن حذراً من أن يراك ذاك النذل..
بعد أسبوع …
قضاهم بالذهاب والأياب..حتي يراها ولم يستطع..لا أثر لها بالمدرسة، حتي هاتف المنزل لم يعد يجيب أحداً عليه..
دب القلق بقلبه...وقرر المخاطره والذهاب لها بمنزلها..وللأسف لم يجد أثراً لأحد بالمنزل.سأل الجيران عنهم، ولا أحد يعرف أين هما؟
هرول لجده وابية واخبرهم..فذهب جده معهم باليوم التالي..ولم يجد أثراً لهم أيضاً..
مر الشهر سريعاً عليه..ألي أن حان موعد سفره..
رفض في البدء السفر، ولكن مع إصرار والدة وافق علي مضض، وقبل أن يتجة للمطار ذهب لبيتها لأخر مره...ولكنه لم يجدها أيضاً.
اسودت الدنيا بعينيه، ولم يجد ألا الفرار حلاً له..علة يجد بين دروب الغربه أنيساً، ومُجلساً...
ودعه والدة بحزن..وهو يدعو الله أن يغفر له ويسامحه.علي ما اقترف بحق ولدة، وإبنة شقيقته…
بعد ساعة..
ببيت شمس الدين..
ـ لقد نفذت وعدي، ورحل أبني..نفذ أنت الآن الوعد..
شمس بأنتصار..
ـ حسنا..مادام قد نفذت الوعد..غدا ستخرج بيلسان من حجرتها وتعود لدراستها..
حسان بغضب..
ـ أريد رؤية ابنة شقيقتي..
شمس بتهكم..
ـ آسف لن يحدث..منذ الآن ليس لكم دخل بها، والا عاودت حبسها وضربها كما رأيت تلك الليله..
اغمض حسان عينه بحزن..علي ابنة شقيقته، لقد هاتفه ذاك القذر تلك الليله وطالبه بالمجيء فورا..
سافر فوراً له..واخبرة ماحدث..وذاد عليه رؤيته لابنة شقيقته مربطة الأيدي وحليقة الرأس وبعالم آخر..
أقسم أن يبلغ عنه..ولكن ذاك النذل هددة أن فعل، سيقتلها ولن يهمه الأمر حينها…
ولم يجد حلاً ألا تنفيذ ما أخبرة به..
أتفق معه أن يبتعد أبنة عنها وإلي الابد…
لم يجد أمامه حلاً ألا سفر أبنة، فهو أن بقي هنا، لم ولن يستطع أبعادة عنها مهما حدث..
وساعدة في ذلك تخفي شمس الدين عنه حتي يقتنع ولدة برحيلهم و يسافر مجبراً، فهو يعلم أبنه جيداً لن ييأس أبداً..
back..
يداً حنونه ربتت علي كتفه، هي من أفاقته..
ـ سامحني يا بُني وإغفرلي..أقسم كنت خائفاً عليها وعليك..
أشاح بلال رأسه بعيدًا عن وجه والده، هاتفا بتساؤل..
ـ ألم تسأل عني بعدما رحلت..؟
جلس حسان علي المقعد أمامه، واتكأ برأسه علي عصاته..
ـ لم تتوقف يوماً منذ رحلت عن السؤال عنك..بل وهربت يوماً من والدها، وأتت لهنا تبحث عنك..وهي لا تصدق أنك رحلت ولم تخبرها أي شيء..ألا أنني..
بلال بريبه من توتره…
ـ أنت ماذا ياأبي..أخبرني الحقيقه بالله عليك.
ـ لقد أخبرتها ذاك اليوم أنك تزوجت بأجنبية هناك..أحببتها وأحبتك..و
انتفض بلال من مكانه كمن مسته الصاعقه هاتفاً بصدمه..
ـ يالله..كيف فعلت...كيف استطعت فعل ذلك..وأنا من لم ينبض قلبي لغيرها بحياتي..
حسان بندم..
ـ أقسم لك كنت خائفاً عليها لا عليك..أنت تعلم مدي تجبر والدها..وما يستطع فعلة بها..ولم أكن أعلم أنني أدفعها لقطع كل وصالها بنا..فلم تعد تسأل عنا..ولم تعد تجيب حتي علي جدها الذي كاد يجن من بعدها عنه..
حتي عند ذهابه لرؤيتها، لم تعد تستقبلة أيضاً، وبعدت عنا جميعاً
بلال بعتاب وكسرة منه..
ـ سامحك الله يا أبي..سامحك الله علي مافعلته بنا..
حسان بحزن وندم ..
ـ كنت خائفا ياولدي..من تقلبات الشباب..وأن تجد بغيرها ما لم ولن تجده بها..جسداً بلا تشوهات..
كنت خائفا أن تجرح قلبها يوماً، وتعايرها بما بها..
صاح بلال بغضب..
ـ أعايرهاااا؟...أعاير من يا أبي..
مسح علي وجهه بيده بعصبيه، هاتفاً بتهكم وسخرية من حاله..
أتعلم يا أبي.. أن أصدقائي يعايروني بأسمها الذي أصرخ به ليلاً بمنامي بإستمرار، أي معايرة يا أبي وأنا لا
أتعامل مع أي إمرأه ألا و أنادِ عليها بإسمها هي...
أي معايرة بالله عليك..وأنا من ماتت بقلبي كل النساء من بعدها..أنا رجلٌ لأمرأه واحده..حتي عيوبها التي لا تنفكون تذكرونني بها.. لا أراها من الأساس..
ـ سامحني يا بلال..لقد تصرفت بتهور وقتها..من دافع الأبوة لا أكثر ولا أقل..
بلال بحنق منه..
أتعلم ياأبي..ما يشفع لك عندي..هي أن الله لم يؤذيني فيها..واستجاب لدعواتِ بها طوال سنوات..لذا من الممكن أن أغفر لك بيومٍ ما.
جز والده علي أسنانه بغيظ منه، مردفاً
ـ إذا أترك ذاك الرجل طليقها الذي مازلت تحتجزه للآن يا بلال… إتركه ياولدي بالله عليك سيموت هنا..
بلال بغضب...
ـ لن يحدث..ولن أدعه حتي تأتي هي..وتأمر أما بقتله وأما أن تعفو عنه بنفسها..والي أن تأتي سأجعله يدفع ثمن كل كلمة أطلقها من فمة اللعين هذا بوجهها، وكل دمعه ذرفتها بسبب سخريتة منها..
هز حسان رأسه بقلة حيلة..
ـ أفعل ما شئت..أنا لم أعد لي أي كلمةٌ عليك..فأنت كبرت بما يكفي، وخالط الشيب شعر رأسك فافعل ما تراه صحيحاً يا دكتور بلال.. فأنا لن أعدل عليك ولا دخل لي بك…
هتف بلال بغضب..
ـ أتعايرني الأن بشيب شعر رأسِ..وأنتَ من كنت سبباً في جعل عمري، يمر بالغربة بعيداً عنها ..
إستدار والده له، هاتفاً بحنق..
ـ لا ترمي بلاءك علي، وتظل تتهمني بما لم أفعلة.. لقد أخبرتك أنا تصرفت كأب ليس ألا...ولو كنت مكانِ لفعلت ذلك وأكثر..
بلال بتهكم..
ـ لو كنت مكانك لكنت حاربت الدنيا من أجل سعادة أبني..ولم أسمح لذاك الوغد بتدمير أبنة شقيقتي...ولم أكن لأكسر لها خاطراً يوماً، وأخبرها كذباً بزواج من تحب..
والده بغيظ منه..
ـ حسنا يادكتور..لقد أخطأت..هل أرتحت الآن..أقر وأعترف أننِي أخطأت..ألا أجد بقلبك بعض الشفقة علي والدك العجوز هذا..ألي متي ستظل مقاطعاً لي..
بلال بغيظ ..
ـ ألا أن تصبح بيلسان، زوجتي وأري بعينيها تلك اللمعه التي تركتها بعينها لي منذ سنوات..وقتها فقط قد أصفح لك..
أردف حسان بقلة حيلة..
ـ ااه منك يا بلال..أقسم أن لم أكن عاشقاً قبلك..لما غفرت لك قلة احترامك أمامي هذه..
بلال بلا مبالاه..
ـ إذاً لا تلم عاشقاً يا أبي العزيز…
حسان بغضب من أستفزازه له..
ـ اذهب يا بلال من أمامي..أذهب..بئساً لك، ولرأسك اليابس هذا، ولعشقك البائس الذي أحمل ذنبه بقلبي منذ سنوات…