الفصل السادس عشر
تقدم رحيم من إلياس ووضع يديه على كتفه وقال بخفوت: هل انت بخير إلياس
أومأ إلياس رأسه وقال ببهوت بارد: بخير بخير جدا اليوم قد علمت ان لي طفل من صغيرتي هناك بمكان ما يوجد نطفة صغيرة مني ومن صغيرتي كم مفرح هذا الشيء اليس كذلك ؟!
تغيرت معالم رحيم بصدمة وحزن شديد وهو بدأ يستوعب مايقوله صديقه يا إلهي كم الحزن والألم الذي يتهادى على صديقه
رحيم : أكانت...
قطع كلامه إلياس وقال بحزن خفي: نعم قد كانت حامل بطفلي والأن بت أبحث عن اثنان وليس شخص واحد عن طفلي وعن صغيرتي
قال ذلك وهو يتنهد بتعب و عمق محملا بحزن دفين يأب الظهور
ربت رحيم على كتف إلياس وقال بحزن : أرجوك ياصديقي لا تفعل بنفسك هكذا الرجل قد قال لك أنها ماتت ولقد رأيت بعيناك كيف انفجر المكان الذي هي به
اغلق إلياس عيناه بغضب وشد على قبضة يداه وقال بصراخ وهو يصر على اسنانه بغضب جحيمي : لم تمت لم تمت افهمت لم تمت استدار واشار بأصبعه امام اعين رحيم وقال وعيناه حمراء من شدة الغضب : سأريكم أنها لم تمت سأريكم أنها حية ترزق
هز رحيم رأسه بيأس وحزن من حالة صديقه وقال وهو يربت على كتفه :اهدئ إلياس
نزع إلياس يد رحيم وقال بصوت جامد : أخرج
رحيم بصدمة وهو يفتح عيناه : إليا...
قطع حديثه رحيم بصراخ شديد : قلت لك اخرج خارجا
تنهد رحيم وهو ينظر إليه نظره أخيره وخرج بخطوات سريعه خارج القصر كله
أما إلياس بمجرد خروج رحيم تهادى جسده على الكرسي ومسح على رأسه بحزن ونظر الى الصورة الموضوعة على المكتب وما كانت الا صورة لصغيرته الصهباء تكلم وهو ينظر للصورة وكأن ينظر لها ويكلمها قال بحنان منافي لشخصيته الظاهرة : اشتقت لك جدا لا يصدقون شعوري بأنك مازلتي على قيد الحياة ارجوك صغيرتي عودي هنا يؤلم جدا قال ذلك وهو يشير الى ايسر صدره موضع قلبه
واكمل قائلا بحزن: احترق لك شوقا ظهرت شبح ابتسامة وهو يقول اعتني بصغيرنا
ركب رحيم سيارته وهو يفكر ماذا يجب ان يفعل حيال مايمرون به فقد ساء الوضع جدا السلطات العليا يرسلون له بضرورة الاستمرار وحالة صديقه هوجاء شيطان على ابواب الجحيم
وخاصة ان الخطة كانت سبب بخسارته اغلى مايملك
تنهد بعجز وأخذ يفكر ماذا عليه ان يفعل ولم يخطر بباله سوى ان يتكلم مع هيثم ومحمد حيال ذلك فهم يعلمون بالخطة وان الاعمال الغير مشروعة كانت بسبب ذلك انهى تفكيره وهو ينطلق بأتجاه الشركة
وفي احدى شركات عائلة والترماكس
يجلس الأخوان محمد وهيثم داخل غرفة المكتب ذو الاثاث العريق والعصري وحائطه من زجاج المطل على المدينة بأكملها ذو ارتفاع كبير
تحدث محمد قائلا بأسف على حال ابنه : لا اعلم ماذا نفعل لا نراه الا قليلا اصبح منعزل جدا واصبح حتى مع عائلته قاسي اخشى عليه بجد لم يترك احد الا وعاداه اعدائه بكل مكان
يترصدونه لقتله
رد هيثم وهو يمسح على وجهه بتعب ظاهر: يجب ان يصحو لنفسه شيطانه الذي يظهر للناس سيعود عليه تبا له
وقف محمد ونظر للخارج من خلال الحائط الزجاجي متنهدا : انت تعلم منذ موتها وهو على هذه الحالة بالفعل مر ثلاث سنوات وهو يعتقد انها ما زالت على قيد الحياة حتى حرم علينا ان نعمل لها قبر وعزاء اصابه الجنون بسبب فراقه
وقف هيثم وراء محمد وربت على كتفه وقال له بجدية : سأذهب وأتكلم معه يجب ان يعود
نعم فراقها صعب جدا وللأن يصعب علينا تجاوز ذلك ولكنه هو مختلف يعتقد انها لم تمت واصابه الجنون كيف لو رأى جثتها
نهى حديثه بحزن وهو يفكر كيف موت ابنته غير مجرى حياتهم فعلياء قد اصابتها صدمة فورا سماعها الخبر المأساوي وقضت اشهر داخل المستشفى تعيش على المهدئات وحتى انها لم تتجاوز حالتها سوى من فترة قصيرة حين عاد ابنهم من الغربة فقد املى عليها حياتها قليلا ولكن بالطبع لم تنسى وذلك يظهر جليا عليها وعلى العائلة جميعا ففراق إيلينا ترك فراغ كبير بالعائلة
قطع حديثهم دخول رحيم بعد ان استأذن وقال بيأس : يرفض أي حديث يتعلق بها حتى ماكنا متفقين عليه لم يعد يهتم والسلطات العليا تسئل بأستمرار ما ان كان سيستمر بالخطة ام سينسحب
قال هيثم : لا اظنه سيستمر فبسبب ذلك قد ماتت إيلينا
وافقه الرأي محمد وهو يهز رأسه قائلا:
قد سمعت أن الرجل لقد قال له ان سبب موتها هو ردة فعلهم عندما كان منهم
نفى رحيم مايقولون وقال : كلا هدوئه مريب ولأن ذلك سبب فقدان إيلينا لن يصمت ابدا ولكنه لا يتكلم بما يجول بذهنه او ماذا يفعل قال كلامه وهو يوضع رأسه بين يديه بتفكير وعجز
ثم فجأ تصلب واقفا وقال:
اخشى...
