رواية صغيرتي عودي الفصل العشرون


 الفصل العشرون

ليلها لا يفرق شيء عن صباحها ها قد نومت اطفالها كالمعتاد ومسكت قلمها ومفكرتها تدون عليه مايخفف عنها ولو قليلا :

اشتقت لك جدا ولكن لا اتطلع لرؤيتك فأول فراقنا دعوة الرب كثيرا لأراك وتمنيت لو عندي صورة لك لأشبع قلبي بملامحك
استجاب لي الرب بأن أرى ملامحك ولكن بأولادنا وليس بك لم أحزن بل شكرت الرب

اتسأل أيبحث عني والداي أما قد صنعوا لي قبر بجانبك فقد علمت بمخطط ذلك الشنيع بأنه قد أوهمكم بموتي بينما أنا حيا أرزق أتنفس أتطلع لرؤيتكم أتشتاقون لي أتتمنون رؤيتي ؟ أتسأل كثيرا هل قد نلتقي وأراكم ؟!

تنهدت وهي تطوي تلك الصفحات وتضعها مكانها تحت الوسادة وتلتفت تنظر بحنان وحب لأطفالها النائمون بعمق ببرائة عجيبة
تنفست وهي تغمض عيناها ويتهادى محلامح وجهها الشاحب وقد كان باهت بهوت الرمادي

أما في القصر على مائدة الطعام تسأل علياء إياد الجالس مقابلا لها : هل تعلم سبب ذلك الاجتماع
هز إياد رأسها بنفي وهو يقول : كلا لا اعلم حتى لا اظن ان احد يعلم الم تري الصدمة
أومأت علياء رأسها وهي تقول بشرود : نعم حتى انا قد صدمت فإلياس لم يأتي على هذا القصر منذ تلك الحادثة غصت بكلماتها وظهر الحزن جليا على ملامحها

نهض إياد سريعا ناحية والدته واحتضنها بحزن وقال : ارجوك اهدئي أمي قال ذلك وهو ينظر 


لها ثم
ضمها بأحضانه بحنان و ربت على رأسها و قبل جبينها وبينما هم كذلك خرج هيثم وقد كان أتي بأتجاههم وملامح وجهه لا تنذر بخير
قال إياد بمرح ليخفف من حدة الجو المحيط : ها قد قبض علينا يا لولي
ضحكت علياء على إياد ومرحه وغزله بها الذي لا يكف عنه وهذا الذي يصيب الجنون بهيثم فأنه يغار من أبنه

يجلس إلياس بالمكتب وهو يتكلم بالهاتف ويتمتم وتتغير معالم وجهه بالحديث ولكنه بارد كالمعتاد فقد يدون بعض الاشياء وهو يهمهم

بينما في المكتب يجلس رحيم ومحمد على الأريكة يمسكون بأحدى الملفات يتناقشون بها بخفوت وبجدية

شرق صباح جديد يبث الأمل بلقلوب فمهما طال الليل الحالك سيأتي الصباح المشرق ينير عتمته ولولا وجود الليل لما كان هناك صباح

في المكتب يجلس إلياس على حاله بين الظلام فقد اسدل الستائر واطفئ النور الا من مصباح خافت على المكتب يضيئ و يبحث في الملفات وملامحه مهلكة ووجهه ذابل بينما الآخرون ذهبوا لنيل قسط من الراحة بعد سهر طويل
أما إلياس فرفض التحرك من مكانه وبقي يدخن حتى كادت رئتيه أن تنفذ ولكنه لم يعير صحته أهتمام وبقي يبحث في ملف تلو الأخر ويدون بعض العناوين
نفث سكارته بعمق وأطفأها وهو ينهض يهم بالذهاب ويمسك بيده بعض الأوراق

خرج من القصر واستقل سيارته وأخذ يقودها وأمسك هاتفه متصلا بحارسه الشخصي أحدى الاشخاص الذي يثق بهم ويأمن بهم : سامر أرسلت لك إيميلا يحتوي على عناوين منازل واسماء أشخاص أريدهم فلتبحث عنهم واحدا تلو الأخر وأخبرني بما يستجد لديك
رد سامر من الطرف الأخر بطاعة وعملية: حاضر سيدي سأبدأ بالبحث امهلني بعض الوقت
تنهد إلياس وهو يقفل الخط دون رد قاد بسياته دون وجهة معينة ولكن ها هو يقف أمام تلك الفيلا ذات الحديقة الواسعة والمنظر الخاطف للعقل فيلا عصرية ذو طابع جمالي حضاري
تلك الفيلا التي شهدت على حبهم ولحظاتهم القليلا معا شهدت على كل شيء كأول مره لهم




عجز عن النزول والدخول لها فمنذ فراق صغيرته الصهباء وهو لم يدخلها فقد يأتي وينظر من بعيد ويردد بصغيرتي عودي
هذا مايستطيع فعله فقط النظر من بعيد الى تلك الفيلا التي اقسم على عدم دخوله إليها الا معها وهو عائدا بها
تمتم بخفوت هامس : اقتربت كثيرا على العودة رجع رأسه للوراء مغمضا عيناه بقوه وهو يتمتم بأن العودة اقتربت ولم يشعر بنفسه وهو مستغرق بالنوم من شدة أرهاقه وتعبه..

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1