الفصل الحادي والعشرون
شهر كامل مر بتلهف وشوق فإلياس لم يمل من البحث بل بات قريب جدا واليوم سيعلم مكانها سيعلم أين تقع صغيرته
سهروا كثير وتعبوا وهم يبحثون تارة يضيعون وتارة يجدون الأمل ولكن لم ييأسوا بل كلما كانوا يفكرون بأن إيلينا على بقعة ما في هذه الأرض يحفذهم ذلك على البحث أكثر وخاصة إلياس الذي يتلهف شوقا لرؤية طفله وصغيرته زوجته كلما يقرب منها خطوة يقرع قلبه كالطبول كمراهق يتهلف شوقا لرؤيتها بعد فراق دام لثلاث سنوات
فقد وصف بالمجنون وفاقد العقل عندما يبحث عنها فبنظرهم أي أنسان عاقل يبحث عن شخص قد مات والأدهى يعتبر ماتت أمام عيناه
يجلس على الكرسي وينظر على الهاتف الموضوع على المكتب ويهز قدمه بنفاذ صبر وهو يضع قبضة يداه امام وجهه ونظره مسلط بقوة على الهاتف ينتظر فقد تحديد موقعها للذهاب إليها بسرعة
ويجلس بذات المكتب محمد ابيه وعمه هيثم السعادة مرسومة على وجههم ولكن الخوف ينهشهم كل ثانية تمر الخوف يقضم منهم تارة
تجلس إيلينا بجانب أولادها وهي تحكم عليهم اللباس وتدثرهم بالغطاء وتقص عليهم بعض القصص
قطعها سؤال ابنتها البريئ : ماما لما ليس لدي أب كالأميرة في القصة
نظر الطفلان الى والدتهم بأستفهام وبرائة
ابتسمت إيلينا بحزن وهي تربت عليهم بحنان وتقول بعطف : من قال ذلك كلا يا طفلتي لديكم أب ولكنه لديه بعض الأعمال وما أن ينتهي سيأتي لرؤيتكم
تحدث الطفل وهو يقوس شفتاه بحزن : متى يأتي أريد الخروج
ربتت على رؤسهم بحنان وهي تقول لهم بأطمئنان سيأتي سيأتي
نظرت الى معالم وجههم البريئة المتشحة بالحزن فأرادت أن تنسيهم حزنهم وما يفكرون به فقالت بحماس : والأن من منكم الذي لن يضحك وسيربح قطة الكيك بالشوكلا
نظر الطفلان لها وهم يقفذون ويقولون لن نضحك لن نضحك
إيلينا : هكذا إذا لنرى من لن يضحك
قالت ذلك وهي تنقض عليهم تدغدغهم بمرح وهم يضحكون بقوة وقد نسوا حزنهم
قطع لحظاتهم أقتحام ذلك الشنيع كما تسميه المنزل أختبأ أطفالها خلفها بخوف وهم ينظرون الي ذلك الوحش المخيف بالنسبة لهم ...
رن هاتف إلياس فهب واقفا هو ومحمد وهيثم فأمسك الهاتف سريعا ورد : نعم رحيم فليكن كما أردنا حصل
رد رحيم بسعادة : أجل ياصديقي أبتلع الطعم وها هو ذهب نصف ساعة والموقع يكون قد أتانا
تهلهلت أسارير إلياس وظهرت أبتسامته التي غادرته منذ سنوات
بينما أحتضن هيثم ومحمد بعضهم بسعادة
رد إلياس بسعادة : هيا رحيم أخبرني بكل ماهو جديد وحالما تصلون للموقع المحدد أرسله فورا لا يجب أن نضيع الوقت أفهمت نهى كلامه بخوف وجدية
رد عليه رحيم بثقة يحاول بث الطمأنينية بقلب صديقه : لا تخف صديقي ستكون بخير وستعود صغيرتك أطمئن
إلياس : لن أطمئن حتى أراها بعيني لن أطمئن حتى أجدها وأعيدها
تحدث جاسر ذلك الشنيع لحارسه الواقف بجانبه بهمس خافت : الم تقولوا أنها هربت ها هي أمامي من قال أنها هربت لكي أتي الى هنا تبا لكم تحدث وهو ينهر حارسه وخرج من ذلك المنزل دون أن يتحدث بشيء ووقف خارجا ينظر حوليه
تحدث حارسه : سيدي أقسم أنه قد أتى اتصال وقالوا أنها هربت بلأطفال وقد قال أنه المكلف بمراقبتها فأتيت وأخبرتك هذا ماحصل
تحدث جاسر بحقد ونهر: تباا لكم لا تعلمون أن تعملوا بشيء نافع الأن تأتي بالذي أتصل بك وأخبرك ذلك وسأريه للعين كيف يكذب ويأتي بي
وأرسل حراس أخرين ليقفوا على باب المنزل للمراقبا تحسبا لظهور أي شيئ
رد حارسه وهو يطأطأ رأسه : أمرك سيدي
هز رأسه جاسر وهو يركب سيارته بملل منطلقا بها
بينما إيلينا زفرت الهواء وهي تشكر الرب على خروجه دون الحديث او أذية أطفالها ولكن ما أخافها مجيئه فهو طوال الثلاث أعوام لم يأتي الا مره واحده وماشغلها تمتمته وملامحه الغاضبة
تنفست بعمق وهي تحتضن اطفالها بحنان وخوف وهي تمتم بلأدعية
رن الهاتف للمره الثانية وما كان الا رحيم رد إلياس وهو يقول بلهفة : هيا هيا فلتقل
أستمع إلياس بأنصات وهو يدون على الورقة ما ....