Ads by Google X

رواية شغف الفصل السادس عشر


 الفصل السادس عشر


بعد ان قضت عائلتهما الصغيرة وقتاً ممتعاً في الخارج عادا الي عشهما الصغير الذي بني علي حجر أساس قوي وهو الحب ..
كانت "لينا" الصغيرة التي قد بلغ عمرها الآن سنتين غافية علي كتف "أدهم" الذي لا تفارقه أبداً و"رقية" متشبثة بيد "شغف" وهي تمشي بخطوات متعثرة بسبب النعاس والإجهاد فقد تأخروا بالخارج ...
ـ يلا يا روكا يا حبيبتي نطلع ننام عشان انتي شكلك مش قادرة خالص
ـ اه يلا كمليلي حدوتة امبارح عشان انام يا مامي
ـحاضر يا قلب مامي ...ثم قالت مخاطبة "أدهم" : هات لينh طيب يا أدهم أطلع انيمها في سريرها هي كمان
ـ لا يا ستي انا كده كده طالع لحسن تصحي دلوقتي ومنعرفش ننيمها تاني انتي بس نيمي روكا وتعالي عايزك في موضوع مهم انا هطلع قبلكوا بقي ...ثم قبل "رقية" علي جبينها وصعد ...
تلك الطفلة ملائكية الطلة "رقية" فقد كانت بالفعل بارعة الجمال شقراء بعيون زرقاء تجعل من يراها يمدح في إبداع الخالق بها و"شغف" لم تدخر جهداً حتي تبرز جمالها قلباُ وقالباُ فقد كانت تنتقي ملابسها وتسريحات شعرها بعناية كي تظهرها بأجمل مظهر وأيضاُ تعلمها أمور دينها والأخلاق التي يجب ان تتحلي بها بصور مناسبة لعمرها الذي لم يتجاوز الاربعة سنوات ...لكن الطفلة بالفعل قد أعطاها الله مع الجمال ذكاء جعلها تتفهم كلام أمها برحابة صدر بل أنها كانت تسعي لكي تقلدها في كل تصرفاتها لانها دوماً تراها المثل الذي يجب ان تحتذي به ...كان هذا ينعش روح "أدهم" الذي كان دائماً يخاف من المستقبل ...يخاف ان تشعر في يوم ان "شغف" ليست والدتها ...يخاف ان تسأل عن والدتها وتنهار صورتها أمام عينها ...لكن الله بالفعل كان رحيماً به فقد وجد ب"شغف" أكثر مما تمني قد وجد فيها الزوجة الصالحة والأم الصالحة وجد بها كل شئ حتي انه حينما أخبر "رقية" ان "شغف" ليست والدتها الحقيقة فقد شعرر انه يجب ان يقول لذلك لها منذ طفولتها كي تتقبل الأمر ومع ذكائها يمكنها ان تتقبل الأمر بسهولة ...توقع ان تبكي ...تشعر بالصدمة لكن من شعر بالصدمة كان هو فهي لم تلقي للأمر بالاً وأكملت كل شئ بصورة طبيعية فوقتها علم ان الأم هي من تربي بالفعل لا من تلد فقط ...
كان ذلك ما حدث ولكن بصورة عكسية مع "لينا" ابنة "شغف" تلك التي تعلقت ب"أدهم" أكثر من تعلقها بوالدتها ...وهو أيضاً تعلق بها بطريقة غريبة ...أصبح عندما يعود لا يبحث عنها أولاً ..وهي دوماً ما تتشبث به ولا تتركه الا بالبكاء ...يالجمال تلك العائلة ....هو لم يشعر بالسعادة قط الا وهي معه وهي لم تشعر بمعني الأمان الا بين يديه ...ان كان كل منهما كان يحب الأخر قبل الزواج فبعده قد وصلا لأعلي درجات العشق ...عشق لا تبرد ناره بل تزاد وهجاً ...مع مضي كل يوم يزداد كل منهما حباً في الأخر ...تعاهدا من قبل ان يكون ذلك الزواج علي طاعة الله ...ان يعاونها وتعاونه علي طاعة الله أولاً وعلي تربية أبنائهما تربية صالحة ترضي الله عز وجل الذي جمع بينهما بعد كل شئ واختار لهما السعادة سوياً ...وكأن ذلك العهد كان السحر الذي أضفي علي حياتهما السكينة والسعادة ...




عقب ان نامت صغيرتها تأكدت من إحكام الغطاء علي الطفلتين اللتان تتشاركان نفس الغرفة لصغر سنهما وبعد ان أطمئنت عليهما ذهبت الي غرفتها هي وأدهم وهي تشعر بالتعب من ذلك اليوم المجهد ...
ما ان دلفت أبتسم هو إبتسامته الساحرة تلك التي تضفي علي ايامها رونقاً خاصاً ...أبتسمت بتلقائية وذهبت الي مكانها المعتاد بين يديه ..عانقها هو بحنان ثم أمسك بوجهها بين كفيه وهو يقول :
ـ عايز أقولك علي حاجة مهمة
ـ قول يا حبيبي
ـ لازم نرجع مصر
أرتسمت الصدمة علي ملامحها مما جعله يعلم ما يدور برأسها فقال بهدوء :
ـ يوسف مش عارف يمشي الشغل لوحده وانتي عارفه ان شغلنا كبر فبقي الحمل عليه كبير أوي وغير كده يا حبيبتي احنا حياتنا هناك مش هنا "كندا" اه حلوة وأسسنا حياة هنا ومتعايشين معاها بس برضه أمي وأبويا وأختي وأختك وعيالهم حياتنا كلها هناك مش هنا
قالت بنبرة يبدو فيها الخوف جلياً :
ـ انت عارف كويس اني نفسي أرجع انا كمان بس خايفة ...انا مقدرش أعيش من غير بنتي يا أدهم أموت لو خدوها مني
نظر لها بغضب وهو يقول بنبرة طمأنتها :
ـ أوعي اسمعك تقولي كده تاني ...طول م انا جنبك بعد ربنا متخافيش من أي حاجة في الدنيا دي يا شغف ...لينا دي بنتي انا وعمري م هفرط فيها زي م عمري م هفرط في رقية وانتي عارفه كويس ان مكانة دي عندي زي مكانة دي ...هحارب العالم كله يا شغف عشان تفضل معانا
بكت من تأثرها بكلماته ثم قالت بعد ان دفنت نفسها في صدره :
ـ انا واثقة فيك والله بس بخاف ...خلاص فعلاً انت معاك حق أكيد مش هنفضل هربانين طول عمرنا كده هنرجع مصر ان شاء الله وعلي الأقل عشان البنات



...............................
وبالفعل قد عادت عائلة"أدهم" الصغيرة الي موطنها الأصلي "مصر" ..عقب أن قام بالترتيبات الازمة وجهز الأجراءات التي لحسن حظه لم تأخذ وقتاً ...
كانت سعادة الجميع لا توصف في ذلك اليوم فقد أتمت "كاميليا" الأستعدادات لقدومهم علي أكمل وجه ودعت كل من "يوسف" و"نور" و"يارا" و"كريم" علي الغداء كي يجتمع أدهم بكل من يحب في يوم عودته وكذلك أعدت كل الأطعمة التي يحبها هو وزوجته وجلست في أنتظارهم علي أحر من الجمر ...
وما ان وصلوا الي المنزل حتي انهال عليهم الجميع بالسلام الحار والدموع من النساء فهم لم يعودوا الي مصر منذ زواج "يارا" الذي كانوا قد أتوا له مجرد يومين وعادوا مرة أخري ...
نعم ف"يارا" و"كريم" قد تزوجا فكل منهما قد وجد ضالته في الأخر .."كريم" كان قد قرر ان يتوقف عن جلد نفسه وأن يعطي لحياته فرصة أخري ولم يجد في عقله سوي "يارا" فمنذ ان رآها وأصبح يفكر فيها بصورة مهولة ...و"يارا" شعرت انه سيساعدها في فهم نفسها وإعادة الأوضاع بينها وبين أهلها كما كانت وبالفعل تفهم فعلتها التي كانت خجلة جداً وهي تحكيها وساعدها كثيراً في أن تحل مشاكلها مع أمها وأبيها ولكن تبقت مشكلة واحدة وهي علاقتها بأدهم التي لازالت متدهورة حتي انه حينما جاء لعرسها من سنتين كان يحادثها ببرود أحدث في نفسها أثراً كبيراً ...أنجبت "يارا" من "كريم" "أدهم" نعم أسمته علي أسم أخيها عله يحن عليها قليلاً ولكنه لم يتأثر أو حاول أن يظهر لها أنه لم يتأثر ...




أعمار الأطفال كانت متقاربة عدا "رقية" التي كانت تكبرهم جميعاً بالطبع ..."أدهم" الصغير كان عمره سنة ونصف ..."لينا" سنتين وثلاثة أشهر ..."راكان" ابن "يوسف" و"نور" كان عمره سنتين ونصف ...كان المنزل بالفعل يعج بالاطفال مما أعطي له بهجة خاصة وجعل سعادة الجدين جلية فلم يجتمع حولهم ابنائهم وأحبائهم فقط بل أيضاً أحفادهم الأعزاء ...
بعد التحية الباردة من "أدهم" ل"يارا" كانت حزينة جداً ولا تشاركهم في أحاديثهم الا ان "كريم" أخذ يحثها ان تحادثه علي إنفراد ...وبالفعل فعلت هي ذلك وطلبت منه الحديث علي إنفراد فلبي الدعوة كي لا يحرجها ...
وما ان دخلا الي الغرفة كي يتحدثها ألقت نفسها علي صدره باكية فما كان منه الا ان ملس علي حجابها الذي يغطي حجابها ثم قال بمرح :
ـ عشان قلبي رهيف يعني هتستغليه
ضحكت ثم قالت بنبرة باكية :
ـ أنا آسفة


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-